ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير )

الشيخ محسن أبو الحبّ

ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير )

المؤلف:

الشيخ محسن أبو الحبّ


المحقق: جليل كريم أبو الحبّ
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: بيت العلم للنابهين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٦

١٦ ـ وعجبت كيف يرونه عفرا

فوق الثرى ونساءه تسبى

١٧ ـ لم لم يموتوا دونها جزعا

كي لا يطيق العاتب العتبا

١٨ ـ ويلاه ما حال النبي وقد

أضحى بقطع لحمه إربا

١٩ ـ ويلاه ما حال الوصي وقد

أضحى يمزق جسمه ضربا

٢٠ ـ ويلاه ما حال الزكي وقد

سلبته عادية الردى لبا

٢١ ـ ويلاه ما حال البتول وقد

سلبت بعرصة كربلا قلبا

٢٢ ـ اسفي لها والحور تسعدها

بالنوح وهي تصيح يا ربا

٢٣ ـ ولدي وأطفالي أبادهم

صرف الردى أيرى لهم ذنبا

٢٤ ـ يا رب ما ذنب الرضيع غدا

سهم الردى لأوامه شربا

٢٥ ـ يا رب ما ذنب العليل غدا

القيد الثقيل لدائه طبا

التعليقات :

٨ ـ لذ الشيء وجده لذيذا ومفعوله شربا.

٩ ـ سمك لازم ومتعد والسماء مفعوله.

١٠ ـ مجردا حال وعضبا مفعوله وجوابا القسم والشرط وخبر المبتدأ قوله لرأيتموني.

١٣ ـ الفعل أقام لازم ومتعد منه قولهم أقام بالمكان ومنه في التنزيل ويقيمون الصلاة.

٢٤ ـ ألأوام : حر العطش.

٢٥ ـ القصيدة ليست كاملة.

(٨)

يوم بكت السماء

من الكامل ألأول :

وهي في رثاء أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام :

١ ـ المرء يجمع والليالي تنهب

هذي تجد وذاك لاه يلعب

٤١

٢ ـ يمسي ويصبح آمنا لم يدر أن

الموت يوم فنائه يترقب

٣ ـ أتراه يعلم أن أهنأ عيشه

أدنى لمقترع الخطوب وأقرب

٤ ـ إن كان يمكنك الفرار من الردى

فإهرب فليس بمعجز من يهرب

٥ ـ هلا لك الويلات أنت منهنه

عن هذه وإلى سواها ترغب

٦ ـ إن التي طلب الكرام وحاولوا

إدراك غايتها سوى ما تطلب

٧ ـ طلبوا إلى أن قال جدهم إرتقوا

ورقوا إلى أن قال مجدهم إخطبوا

٨ ـ لم يبق في العلياء بعد لغيركم

أمل ولا لسوى علاكم مطلب

٩ ـ وإليكم يا طالبي ذاك المدى

عن نيل ما أملتموه جنبوا

١٠ ـ هذا المساعي الغر لستم أهلها

أن تطلبوا عزا فمنهم فإطلبوا

١١ ـ ما ذاك أغلى من نفوسهم التي

وهبوا غواليها التي لا توهب

١٢ ـ يوم الطفوف وليس يوم غيره

يبدي العجائب في الزمان ويعقب

١٣ ـ يوم به بكت السماء تفجعا

بدم فها هي للزماجر تنحب

١٤ ـ ما إن بكت إلا لأن مقيمها

أضحى يظفره الردى وينيّب

١٥ ـ خضعت به شم الجبال وأصبحت

تدعوا به ويلا نزار ويعرب

١٦ ـ ضربوا القباب على السها وبكربلا

أطنابها بالرغم منهم طنبوا

١٧ ـ عظموا فلما لم يكن لسواهم

شرف ولم ينجب لغيرهم أب

١٨ ـ ناداهم المقدار أن لا تسأموا

إن الرفيع إلى النوازل أقرب

١٩ ـ وأدار فيهم كأسه ودعاهم

هذا الزلال العذب دونكم إشربوا

٢٠ ـ فإذا لهم عدد النجوم مصارع

قد ضاق منهن الفضاء ألأرحب

٢١ ـ لله هاتيك المصارع كم هوى

فيهن من أفق المعالي كوكب

٢٢ ـ يا قلب إنك إن عجبت فإنها

أعجوبة لكن صبرك أعجب

٢٣ ـ لوددت أنك ذبت قبل سماعها

أو كان فاجأك الحمام المشحب

٢٤ ـ بأبي الذين جسومهم فوق الثرى

رغما بفيض دم المناحر تخضب

٢٥ ـ بأبي الذين رؤوسهم فوق القنا

تهدى لأبناء السفاح وتجلب

٢٦ ـ بأبي الذين حريمهم في كربلا

أضحت برغم ذوي الحمية تسلب

٢٧ ـ من كل صارخة كأن بقلبها

جمر الغضى لو ناره تتلهب

٤٢

٢٨ ـ تدعو ألا يابن النبي رضيت أن

نسبى وشخصك في التراب مغيب

٢٩ ـ ها نحن في أسر العداة ونجلك

السجاد في أغلاله يتقلب

٣٠ ـ ويلاه ما أدري وليت دريت كم

هذا القضا وصروفه تتألب

٣١ ـ ياهل رأيت وهل ترى أحدا سوى

آل النبي بصرفها تتطلب

٣٢ ـ فتعال أخبرك الصحيح وإنما

علمي صحيح بألأمور مجرب

٣٣ ـ هذي عجيبة ما الزمان أتي بها

وأجل ما ينمى إليه وينسب

٣٤ ـ وهي الليالي لو وقى من صرفها

أحد وقي ذلك الشمام ألأخشب

٣٥ ـ لله ثأر ما إدعاه مدع

إلا وأقعده البلاء المجلب

٣٦ ـ يا ايها المعدود بإستقصائه

قم لا نبا لحسام عزمك مضرب

٣٧ ـ ما أن لها إلاك لا إبن عبيدة

كلا ولا صعب المقادة مصعب

٣٨ ـ ثارا وما إتفقا على ما حاولا

حتى إشتفت بهما النفوس الخيب

٣٩ ـ آل النبي ومن هم سفن الهدى

وإليهم مما يخاف المهرب

٤٠ ـ أنتم أولي الفضل الذين لديهم

يرجوا الرعاة الخصب إن هم أجدبوا

٤١ ـ وأنا الذي أتخذ الهواء مطية

يغزو عليها الموقعات ويكسب

٤٢ ـ في كل يوم روض جرمي زاهر

بجرائري وسحاب ذنبي صيب

التعليقات :

١ ـ هذه إشارة إلى الليالي وذاك للمرء.

٣ ـ مقترع الخطوب مغالبها.

٤ ـ أعجزه الشيء فاته وأعجز الخصم أتى بالمعجز.

٥ ـ منهنه إسم مفعول وقوله عن هذه إشارة إلى الدنيا.

٦ ـ على تقدير أن الذي يطلبه غير ما تطلبه.

١١ ـ الغوالي جمع الغالية ، وفي نسخة أخرى : لا ترهب (الناشر).

١٣ ـ الزماجر جمع زمجرة وهي كثرة الصياح والصخب والصوت.

١٦ ـ السها بالضم كوكب من مجموعة الثريا.

١٨ ـ المقدار هو القدر بالفتح والسكون وهو القضاء.

٤٣

٣٤ ـ الشمام كالسحاب إسم جبل وألأخشب مضمر معناها.

٣٦ ـ يا ايها المعدود ندب لصاحب الزمان عليه‌السلام.

٣٧ ـ إبن أبي عبيدة هو المختار الثقفي ومصعب هو مصعب بن الزبير إبن العوام.

(٩)

الروض المعشب

من المتقارب الثالث :

وهي من قصيدة في رثاء المرحوم الحاج محمد صالح كبة المتوفى في سنة ١٢٨٧ هـ ويذكر ربيعة قبيلة المتوفى وألأبيات مثبتة في مقدمة العقد المفصل للسيد حيدر الحلي الشاعر الشهير :

١ ـ إذا عدد الناس أنسابهم

شأوا كل ذي شرف منصبا

٢ ـ قديما بصفين راياتهم

أبت بسوى الدم أن تخضبا

٣ ـ وكان علي بها باسطا

لسانا بمدحهم معربا

٤ ـ رباع ربيعة بين ألأنام

يرى أبدا روضها معشبا

التعليقات :

العقد المفصل كتاب وضعه السيد حيدر الحلي جمع فيه ما قيل في آل كبة وكذلك ما قالوه هم من شعر. وقد قسم المؤلف الكتاب إلى مقدمة و ٢٨ فصلا وجعل عنوان المقدمة (العلامة الجليل الشيخ محمد حسن نجل الحاج محمد صالح). ثم مر على ذكر نسبه وحسبه ومجده وإلى المناسبات والنوادر وألأخبار والمساجلات والمطارحات. أما الفصول فقد بدأ كل فصل فيها بمقطوعة قوامها (١٢) بيتا على حرف من حروف التهجي ثم يعلق ويتنقل في ألأدب ويذكر ما قاله من قصائد ومقتطفات في آل كبة ويستطرق إلى الشعر ألأجنبي الذي قاله في غيرهم ويتعرض إلى الرسائل منه إليهم وبالعكس. ويختتم الكتاب بشعر محمد حسن آل كبة. قال الشيخ صالح الجعفري (الكتاب تحفة من تحف ألأدب يرجع الفضل في جلوتها

٤٤

إلى أسرة آل كبة) (أتيت بهذا التعريف لأن الكتاب نادر الوجود في الوقت الحاضر. المحقق).

محمد صالح كبة المولود في سنة ١٢٠٠ هـ والمتوفى في سنة ١٢٨٧ هـ صاحب المآثر الجلية هو والد محمد حسن كبة (والد الزعيم الوطني المرحوم محمد مهدي كبة) ووالد محمد صالح كبة هو الحاج مصطفى كبة إبن الحاج درويش وقد بنى الحاج محمد صالح خان بني سعد وشيد العديد من نظائره ومن الخانات يوم ذاك (عام ١٨٦٠ م) على الطريق إلى العتبات المقدسة وأوقفها إبتغاء مرضاة ألله لراحة العابرين وإستراحة المسافرين والمبيت فيها خوفا من العوادي وحفظا من ألأخطار.

وأقول (المحقق) إن من المؤسف أن السيد حيدر لم يثبت قصيدة الشيخ محسن بأكملها ولو كان قد فعل ذلك لحفظها للتأريخ. كما أنني أعتقد أن للشيخ علاقات أمتن بآل كبة لا تقتصر على هذا الرثاء فهم أصحاب أياد بيضاء في المجتمع ولا يفوت الشيخ ذلك.

(١٠)

مرحبا بأيام السرور

من الكامل ألأول :

هنأ بها بعض العلويين :

١ ـ أهلا بأيام السرور ومرحبا

الجالبات لنا النسيم الطيبا

٢ ـ أنعشتنا من بعد ما ترك الضنا

أجسامنا مثل الحنايا شحبا

٣ ـ كالروض يذبل حين جانبه الحيا

حينا وباكره السحاب فأعشبا

٤ ـ قل للسما فليخف عنا بدرها

ولتهو أنجمها اللوامع غيبا

٥ ـ ولتغرب الشمس المنيرة في الضحى

إنا أصبنا نيرا لن يغربا

٦ ـ هذا محمد جاءنا متسربلا

حللا به غر الكواكب أعجبا

٧ ـ أهلا به من وارد بتحية

أضحى بها قلب المعالي مطربا

٨ ـ من لي بهاشم لو رآك لأصبحت

عذبات فوديه ترف تطربا

٩ ـ ولقال أنت إبني الذي قومت لي

ظهرا بمر الحادثات إحدودبا

٤٥

١٠ ـ فلتضحك ألأرض البسيطة أنها

رزقت سحابا بالمكارم صيبا

١١ ـ ولتشف ما بالدهر من علل فقد

وجدت طبيبا بالشفاء مجربا

١٢ ـ هذا بقية ذلك النور الذي

أضحت تحيي فيه مكة يثربا

١٣ ـ هذا بقية ذلك البيت الذي

جبريل نال به علا وتقربا

١٤ ـ ما في السقاية والعمارة مثلما

أضحى بكف نواله متقلبا

١٥ ـ غبطوك إن حزت المفاتيح التي

أمسى بها بيت الرشاد محجبا

١٦ ـ هو بيتكم وعليكم أستاره

ضربت وكان له أبوك مطنبا

١٧ ـ ما زلت مرتقبا طلوعك راكبا

كوماء لم تسلس لغيرك مركبا

١٨ ـ حتى بعثت لنا بشيرا معلنا

أيقنت أن بشيرها لن يكذبا

١٩ ـ وإسمع كفاك ألله كل ملمة

وسقاك من در السحاب ألأعذبا

٢٠ ـ إني تركت الشعر دهرا لم أجد

أهلا له من بعد أصحاب العبا

٢١ ـ فاليوم أنت أحق من كل الورى

فيه لأنك نلت فيهم منسبا

٢٢ ـ لا يطلب الوفاد إلا منكم الجدوى

وإن طلبوا فزندهم كبا

٢٣ ـ ألله شرفكم وشرفنا بكم

فهداكم وهديتمونا المذهبا

٢٤ ـ طيروا بأجنحة الفخار وحلقوا

أنى أردتم مشرقا أو مغربا

٢٥ ـ لا عيش إلا عيشكم فتلذذوا

ما شئتم منها حلالا طيبا

٢٦ ـ إن الذي أعطيتموه هو الذي

أخذته قبل يد الزمان تغلبا

٢٧ ـ زار الرضا وكذاك من زار الرضا

وهبته أيدي ألله ما لم يوهبا

٢٨ ـ فاليوم رد فأي منٍّ بعدها

للدهر إذ رد الذي قد أذهبا

التعليقات :

إن المهنأ هنا إسمه محمد بن هاشم من العلويين (البيتان ٦ و ٨) وقد يكون ذا علاقة بروضة العباس (البيت ١٥) وقد يكون أنه كان حكيما بنفس الوقت (البيت ١١).

٨ ـ عذبات فوديه الشعرات التي على جانبي الرأس مما يلي ألأذنين إلى ألأمام.

١٧ ـ كوماء الناقة الضخمة السنام. سبق معناها.

٤٦

٢٠ ـ مع ألأسف إن القصيدة بدون تاريخ لكي نعرف حقيقة أنه متى ترك الشعر إلا بآل البيت.

٢٨ ـ فاليوم رد يعني الزمان في البيت ٢٦ الذي كثيرا ما غدر بالعلويين وأي منّ للدهر أنه رد على العلويين بعض حقوقهم.

(١١)

حواري إبن فاطمة

من البسيط ألأول :

خاطب الشهداء الكرام في الطف عليهم الصلاة والسلام سنة ١٢٩٢ هـ :

١ ـ أحبتي ما لكم حالفتم التربا

لا طاب بعدكم عيشي ولا عذبا

٢ ـ ما عودت طول هذا النوم أعينكم

ليلا ولا أصبحت مكحولة هدبا

٣ ـ ما بالكم هكذا نمتم كأنكم

آليتم أن تقيموا تحتها حقبا

٤ ـ حقا رأيتم بلاد ألله قد خلصت

كرامها عطبا فاخترتم العطبا

٥ ـ وألله ما غبتم عني وإن لكم

في مهجتي منزلا لا ينثني رحبا

٦ ـ من لي بيومكم لو كنت مدركه

نسيت ما قد بقي مني وما ذهبا

٧ ـ كنتم كنوزا ولا وألله ما ملئت

إلا جواهر قدس تزدري الذهبا

٨ ـ أنتم لعمري حواري إبن فاطمة

إذ لم يجبه سواكم ساعة إنتدبا

٩ ـ أنفقتم في سبيل ألله أنفسكم

فنلتم فوق ما أملتم رتبا

١٠ ـ ما فتية الكهف أعلى منكم شرفا

أنتم أشد وأقوى منهم سببا

١١ ـ ناموا وما نمتم لهفي كنومهم

أنى وقد قطعت أعضاؤكم إربا

١٢ ـ فروا وما قابلوا وألله من أحد

وما فررتم وقد قابلتم اللجبا

١٣ ـ كان الرقيم لهم كهفا يضمهم

ولم يكن كهفكم إلا قنا وظبا

١٤ ـ أصاب طالوت أصحابا وما صبروا

معشار صبركم يا معشر النجبا

١٥ ـ وأين أصحاب بدر عن مواقفكم

لو شاهدوها لماتوا دونها رعبا

١٦ ـ ولو بصفين جردتم سيوفكم

ألقى إبن هند سلاح الحرب وإنقلبا

٤٧

١٧ ـ وألله لو طالت الحرب العوان بكم

للحشر لم تشتكوا من طولها نسبا

١٨ ـ ما كان أعظمكم يوم الوفاء وفا

ما كان أكرمكم يوم ألإباء إبا

١٩ ـ يا حبذا كربلا أرضا مطهرة

ثوت بها عصب أكرم بها عصبا

٢٠ ـ كانت لعمر أبي أرضا فمذ حظيت

بكم أعيدت سما مملوءة شهبا

٢١ ـ فها هي اليوم تزهو وهي حالية

بكم كأن عليها اللؤلؤ الرطبا

٢٢ ـ النار مع جنة الخلد التي وعد

ألأبرار كلتاهما في كربلا إنتصبا

٢٣ ـ فلم تكن هذه إلا لكم وطنا

وتلك أعداؤكم صاروا لها حطبا

٢٤ ـ لم يربحوا وربحتم يوم ميزكم

منهم إله السما وألأرض وإنتخبا

٢٥ ـ أرضيتموه فنلتم منه أي رضا

وأغضبوه فنالوا عنده الغضبا

٢٦ ـ بنصركم مهجة الهادي وبهجته

نصرتم ألله لا هزلا ولا لعبا

٢٧ ـ قتلتم قتل الرحمن قاتلكم

ماذا أصاب له الويلات وإكتسبا

٢٨ ـ وتحت أيديكم الماء المباح جرى

ولم تذوقوه لهفي ليته نضبا

٢٩ ـ ما كل من خضبت بالدم لحيته

لاقى المهيمن مثلوج الحشا طربا

٣٠ ـ كلا ولا كل مقتول ثوى عفرا

تلقف ألله منه الدم منسكبا

٣١ ـ هذي دماؤكم منشورة أبدا

مطارفا فوق أطراف السما قشبا

٣٢ ـ تنبي بأن إله العرش طالبها

سيعلمن غدا المطلوب من طلبا

٣٣ ـ راموا بصفين أن تعلوا رؤوسكم

تلك الرماح التي شالوا بها الكتبا

٣٤ ـ فلم ينالوا وكان الطف مبلغهم

ما أملوه فنالوا منكم ألإربا

٣٥ ـ أفدي رؤوسكم أفدي جسومكم

أفدي لكم كل عضو بالدما خضبا

٣٦ ـ أفديكم والرياح الهوج عاصفة

تكسوا جسومكم المسلوبة السلبا

٣٧ ـ يا راحلين ببيت الصبر ما لكم

لم تتركوا عمدا منه ولا طنبا

٣٨ ـ تركتمونا ردايا كالطلاح ثوت

مهزولة لم تجد ماء ولا عشبا

٣٩ ـ وألله ما مطعم الدنيا خلافكم

بطيب لا ولا مشوربها عذبا

٤٠ ـ يا ليتها قلبت من بعد فقدكم

وكيف تقلب إذ كنتم لها كثبا

٤١ ـ أبكي لكل غريب عند ذكركم

حزنا لمهلككم في كربلا غربا

٤٢ ـ شفعتكم فإشفعوا لي عند سيدكم

شفاعة لا أرى من بعدها نصبا

٤٣ ـ يا أكرم الناس في الدنيا وخيرتها

أما وعما وجدا ساميا وأبا

٤٨

٤٤ ـ أنت الحسين الذي لا خلق يعدله

جدا ومجدا وعزا شامخا وخبا

٤٥ ـ تكفون في الحشر من نار الجحيم ولا

تكفوننا اليوم هذا الحادث ألأشبا

٤٦ ـ رفقا بعبدك إن الهم أنحله

مما يخاف من الخطب الذي كربا

٤٧ ـ هل نستطيع سوى أن نستجير بكم

فخلصونا فإن ألأمر قد صعبا

٤٨ ـ الدار داركم والجار جاركم

وكلنا بكم نستدفع الكربا

٤٩ ـ لو أن غيركم المدعو كان له

عذر ولم يك يوما سامعا عتبا

٥٠ ـ لكن عرفناكم أولى بنا فلذا

لذنا بقربكم كي نأمن الرقبا

٥١ ـ جلت مناقبكم عن أن يحاط بها

أو أن يطيق حسابا من لها حسبا

٥٢ ـ ما زال حبكم للناس معتصما

وكان حبكم الفرض الذي وجبا

٥٣ ـ من لم يكن فيه عند ألله معترفا

وكانت صوالحه يوم الجزاء هبا

٥٤ ـ أمرتمونا وأمر ألله أمركم

أن لا نبارحكم إن غاسق وقبا

٥٥ ـ وها أنا اليوم لم أبرح ببابكم

ومسترفدا ناصبا كفي مرتقبا

التعليقات :

٢٣ ـ تلك يقصد النار التي ذكرها أول البيت ٢٥.

٢٥ ـ أغضبوه يقصد أعداؤكم في البيت ٢٣.

٣٧ ـ إشارة إلى خدعة عمرو بن العاص ومعاوية عندما أشرف جيشهم على ألإندحار فرفعا نسخ القرآن على الرماح.

٣٨ ـ الطلاح جمع الطلح وهي البعير أو الناقة المهزولة والتعبة.

٤٤ ـ خبا جمع أخبية وهو ما يعمل من وبر أو صوف للسكن.

٥٢ ـ ٥٣ ـ يظهر أن الشيخ كان مطلعا على بيتي ألإمام الشافعي :

من البسيط ألأول :

يا آل بيت رسول ألله حبكم

فرض من ألله في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم

من لم يصل عليكم لا صلاة له

وهما مكتوبان على القاشان فوق منتزع ألأحذية على يسار الداخل من باب السوق الكبير إلى الصحن ، روضة ألإمام علي عليه‌السلام.

٤٩

(١٢)

قتلى الطف

من الطويل الثاني :

وهي في رثاء سيد الشهداء عليه‌السلام وأصحابه بكربلاء :

١ ـ لقد كان عنك الهم يا قلب غاربا

فكم تمتري منه الخلوف الحوالبا

٢ ـ تقحمت أهوال الهوى وإتخذتها

مذاهب لا ترضى سواها مذاهبا

٣ ـ فلما طعمت المر منه قذفته

ووليت عنه بادي العجز هاربا

٤ ـ تحمل ثقال الحب فهي خفايف

على أهلها أو لا فدعهن جانبا

٥ ـ عذرت ألألى ماتوا به أنا لا أرى

لأكثرهم فيما جنوه معائبا

٦ ـ غذوه حشاشات النفوس مطاعما

وأسقوه حبات القلوب مشاربا

٧ ـ يلبون كالحجاج أثناء بيته

وما فيهم من يشتكي الوجد لاغبا

٨ ـ يعدهم أهل السفاه سفاهة

وكانوا حلوما كالجبال رواسبا

٩ ـ فلا تعتبر ما قاله الناس فيهم

فلست أرى في الناس للرشد طالبا

١٠ ـ يقولون ما لا يعلمون ولا أرى

أدلهم إلا عن النهج ناكبا

١١ ـ وإن شئت فكر في الزمان وأهله

فلست أرى إلا سليبا وسالبا

١٢ ـ وإن شئت جربهم فإنك واجد

أشدهم حرصا على الصدق كاذبا

١٣ ـ وأوفاهم عقلا إذا قال جاهلا

وأصوبهم رأيا إذا جد لاعبا

١٤ ـ لقد عمر الشيطان فيهم رباعه

وكن لأيدي الحادثات نهائبا

١٥ ـ مضى مثلا في الناس عرقوب قبلنا

ولو كان حيا كان أسمى مواهبا

١٦ ـ ألم يكفهم أن جاءهم خير مرسل

فلم يلق منهم سامعا أو مجاوبا

١٧ ـ زمانا أطاعوه ومذ مات ألحقوا

به ولده من بعده وألأقاربا

١٨ ـ فكم من دماء أوردوها رماحهم

وكم من لحوم أطعموها القواضبا

١٩ ـ وكم من حريم أبرزوها حواسرا

وكان لها مستحفظ الوحي حاجبا

٢٠ ـ لهم في مجاني كربلاء مراقد

فكانت سما مجد وكانوا كواكبا

٢١ ـ فكم من ملب للملائك حولها

وآخر يدعو واحسيناه نادبا

٢٢ ـ لكل قتيل طالب بدمائه

وفما بال قتلى الطف لم تلف طالبا

٥٠

٢٣ ـ كأن كليبا يوم ثار مهلهل

به كان أعلى من حسين مناصبا

٢٤ ـ كذا طامنت للذل أقران هاشم

وعهدي بها لم تلو للذل جانبا

٢٥ ـ عليّ عزيز أن أطيل عتابها

وما سمعت يوما لعمري معاتبا

٢٦ ـ ولكنها يوم الحسين أصابها

بنائبة جرت عليها النوائبا

٢٧ ـ رأت لحسين ناشبا في قبيلها

فكانت لهذا دون ذاك عصائبا

٢٨ ـ أجل حسينا عن بكائي وإنما

بكائي أصحابا له واقاربا

٢٩ ـ مصائبهم كثر إذا ما عددتها

ولكن يوم الطف أدهى مصائبا

٣٠ ـ لهم فيه أقمار توارت وأنجم

طلعن ولم يطلعن إلا غواربا

٣١ ـ إذا إنتدبوا للحرب كانوا قساورا

أو إنتدبوا في الجدب كانوا سحائبا

٣٢ ـ أشد على نفسي إذا ما ذكرتهم

مماتهم عطشى القلوب سواغبا

٣٣ ـ ملاعبهم ما بين مشتبك القنا

كفى المجد أهليه بذاك ملاعبا

٣٤ ـ لكل قبيل طيب غير أنهم

إذا ذكروا كانوا جميعا أطائبا

٣٥ ـ تخالهم أبناء أم ووالد

صفاء وإن كانوا جميعا أجانبا

٣٦ ـ ووألله ما كلت ضرابا سيوفهم

ولا سئمت أيمانهم أن تضاربا

٣٧ ـ فيا ليت في ألأيام لا كان يومهم

ويا ليت أني لم أكن عنه غائبا

٣٨ ـ وما للفرات لم يغر بعد موتهم

ولم يضح مجرى مائه العذب ناضبا

٣٩ ـ أمثل حسين يحبس الماء دونه

وما البحر إلا بعض ما كان واهبا

٤٠ ـ هل الغزو إلا سنة نبوية

يغاز بها من حارب ألله ناصبا

٤١ ـ فما بال آل الوحي تغزى وتغتدى

بيوتهم للظالمين نهائبا

٤٢ ـ أكان يزيد للنبي مسالما؟

وكان حسين للنبي محاربا

٤٣ ـ وهل كان ثأر للنبي على إبنه؟

فجاء به منتوج هند مطالبا

٤٤ ـ سيجثو لها يوم الحساب مخاصما

ويغدو لها دون ألأنام محاسبا

٤٥ ـ يقول إنصفوني أي ذنب جنيته

إليكم أهذا كنت منكم مراقبا

٤٦ ـ ألم أكن فيكم كالموقي بنفسه

بنيه سهام النائبات الصوائبا

٤٧ ـ وكنت كمرتاد العشيرة لم يكن

ليخبر أهليه بما إرتاد كاذبا

٤٨ ـ ثيابكم صبغ الوشايع من دمي

صبغتم فكنتم لابسيها معائبا

٤٩ ـ ستشهد لي أسيافكم ورماحكم

ليوشك إن ساءلتها أن تجاوبا

٥١

٥٠ ـ صرفت افاعي الدهر عنكم فكنتم

علي أفاعي بعدها وعقاربا

٥١ ـ غدرتم بهم كي تقتلوا ولتبلغوا

بقتلهم عند إبن هند مآربا

٥٢ ـ تريدون أن أرضى وربي ساخط

ومثلكم من يسخط ألله شاغبا

٥٣ ـ قتلتم حسينا وإستبيتم حريمه

وأيتمتم أطفاله والربائبا

٥٤ ـ حملتم رؤوسا كالكواكب وضحا

وأودعتم أشلاءهن المتاربا

٥٥ ـ فهلا دفنتم بعضها أو جميعها

وهلا أقمتم عندهن التواربا

٥٦ ـ لكم في قذار أسوة غير أنكم

أزدتم على ما جاء في غرائبا

٥٧ ـ ركبتم من ألأخطار ما لم يكن لها

قذار ولا قابيل من قبل راكبا

التعليقات:

١ ـ غاربا : بعيدا.

الخلوف : النياق الحوامل.

١٥ ـ عرقوب إسم علم مشهور بإخلاف المواعيد فذهب مثلا (مواعيد عرقوب أخاه بيثرب).

٢٣ ـ كليب ومهلهل عربيان جاهليان مشهوران كان ألأول ملكا والثاني إبن أخته وكان شاعرا ثار لأخذ ثأر خاله المقتول.

٥٣ ـ في نسخة أخرى وإستبحتم (الناشر).

٥٦ ـ ٥٧ ـ قذار هو عاقر ناقة النبي صالح وقابيل هو إبن النبي آدم قاتل أخيه هابيل.

(١٣)

متى تدرك الثأر

من الطويل الثاني :

يستنهض ألإمام الحجة عليه‌السلام على ما حل بأهل البيت عليهم‌السلام :

١ ـ متى تدرك الثأر الذي أنت طالبه

متى تملك ألأمر الذي أنت صاحبه

٢ ـ لقد ملأ الدنيا سناك ولم يلح

لعيني يوما من جبينك ثاقبه

٥٢

٣ ـ أفي كل يوم فاجر أو إبن فاجر

يحكم فينا باديات معايبه

٤ ـ تروح بك الدنيا وتغدو منيرة

ويملكها من ليس تخفى مثالبه

٥ ـ وسيفك مسنون وجأشك ثابت

وسيبك لا ينفك تهمي سحائبه

٦ ـ مضى ومضى جيل وجيل ولم نفز

برؤياك يا من لا تمل مواهبه

٧ ـ إذا لاح صبح روحتنا مشارقه

وإن جن ليل أطربتنا مغاربه

٨ ـ نعد الليالي ليلة بعد ليلة

لعل لها صبحا تنير غياهبه

٩ ـ وها أنا حتى بيض الشيب عارضي

أطالب دهري فيك ثم أعاتبه

١٠ ـ رجوناك أن تستأصل القوم قبل أن

يعوث بكم شيطان تيم وصاحبه

١١ ـ وحاشاك أن تنسى بأمك ما جنى

زنيم عدي يوم هبت حواصبه

١٢ ـ راى فرصة بعدالنبي ولم يزل

يرقبها من قبل ذا وتراقبه

١٣ ـ فجاء ولم يعبأ بها ثم هكذا

على إثره جاءت تدق عصايبه

١٤ ـ فأحرق بيتا كان جبريل حاجبا

له وكفى جبريل إن هو حاجبه

١٥ ـ وهيج سرب الوحي من مستقره

فعاثت به عصبانه وقطاربه

١٦ ـ وبات أمين ألله خازن وحيه

هناك سليبا وإبن حنتم سالبه

١٧ ـ وأصبح يرقى منبر الوحي حاكما

على أهله بالجور ضلت مذاهبه

١٨ ـ خلافة يوم يا لقومي أهلكت

من الناس جيلا ليس يحصيه حاسبه

١٩ ـ فويل له ماذا أعد لنفسه

إذا ما دعاه للحساب محاسبه

٢٠ ـ أهذا رسول ألله أوصاهم به

بأن لا ترى العيش القرير أقاربه

٢١ ـ أما بنته تلك التي بات قلبها

يشب إلى أعلى الكواكب لاهبه

٢٢ ـ أما إبن أبيه ذاك وإبن أمه الذي

على حقه أمسى الزنيم يغالبه

٢٣ ـ غداة رآه مفردا ورأى له

من الغي جيشا لا تحد كتايبه

٢٤ ـ وحاربه حتى ذووه وقومه

وأسلمه حتى أخوه وصاحبه

٢٥ ـ فأظهر ما أخفاه من حقده الذي

على مثله شبت وشابت ذوايبه

٢٦ ـ ألا عقمت من قبل ذلك حنتم

وجفت على من أرضعته محالبه

٢٧ ـ أتتنا بما لم تأت فيه بغية

طلاع السما وألأرض أمست معايبه

٢٨ ـ ألم تره كالليث أصحر كاشرا

بلحم رسول ألله تدمى مخالبه

٢٩ ـ ألا في يوم بدر كان منه الذي بدا

وأحد إذا سدت عليه مذاهبه

٥٣

٣٠ ـ متى خاضت النقع المثور رجله

متى تل في وجه الكتيبة قاضبه

٣١ ـ لقد كان حربا للنبي ولم يزل

كذلك حتى اليوم جدت رواحبه

٣٢ ـ وقد زعموا أن الفتوح جميعها

له وبه ألإسلام عزت جوانبه

٣٣ ـ نعم فتح السر الذي كان قبل ذا

تقاصر كسرى دونه ومرازبه

٣٤ ـ الم تركيف إستأصلت مثل ما إشتهى

عصايب وحي ألله بغيا عصايبه

٣٥ ـ أبا حسن ما كنت نهزة آخذ

ولا أنت ممن تستهان مراتبه

٣٦ ـ كأن لم تكن للحرب أما ووالدا

ولم تك يوما فيك تزهو مواهبه

٣٧ ـ فما لك والزهراء تضرب ساكت

وطفلك ملقى لا تمل نوادبه

٣٨ ـ لعمري رأيت الدين ضاع ولم يضع

وأنت محاميه وأنت مراقبه

٣٩ ـ فكنت محاميه أخيرا وأولا

نعم وإليك اليوم تعزى مناسبه

٤٠ ـ فيوما بسيف لا تفل مضاربه

ويوما بصبر لا تذم عواقبه

٤١ ـ مخافة أن يغدو بسنة أحمد

زنيم بطرق الغي طالت ملاعبه

٤٢ ـ فيا أسدا ما ألأسد إلا فرايس

له إفترسته يا لقومي ثعالبه

٤٣ ـ كأن صفايا الملك غير مباحة

على غير أبناء السفاح أطايبه

٤٤ ـ نعم هكذا مذ أهبط ألله آدما

إلى أن يراه ألله قد آب عايبه

٤٥ ـ وما هو إلا أنت يا خير من مشى

وأكرم من فيه تخب ركايبه

٤٦ ـ أعزيك بالزهراء أمك وإبنها

فذا إبنها ساري الوجود وساربه

٤٧ ـ وجدك مسحوبا بمحمل سيفه

كما سحب المأسور بالعنف ساحبه

٤٨ ـ وداعية خلوا إبن عمي وما لها

سوى ألله مدعو هناك تخاطبه

٤٩ ـ ووالله إن القوم ما كان همهم

سوى أن دين ألله تعفى مراقبه

٥٠ ـ أصابوا عليا بابن ملجم وإبنه

بجعدة والسم الذي هو شاربه

٥١ ـ ودع عنك ما نال الحسين فإنه

أجل وأعلى أن تعد مصايبه

٥٢ ـ وماذا الذي أنسى وما أنا ذاكر

وهذا بأعلى العرش يزعق نادبه

٥٣ ـ ولا تسألن من بعده كيف أصبحت

حلايله بين العدى ونجايبه

٥٤ ـ ألا لا ترى في كربلا غير نادب

وآخر محلول الوطاب يجادبه

٥٥ ـ وذات حجاب ما تخال حجابها

عليها ولم يضرب لها الستر ضاربه

٥٦ ـ تعج وما يجدي العجيج كأنها

زماجر رعد جللته سحايبه

٥٤

٥٧ ـ أليس عليّ للنبي محمد

أخا وإبن عم حين يعزيه ناسبه

٥٨ ـ وهذا كتاب ألله أفصح ناطق

عجايبه في مدحه وغرايبه

٥٩ ـ أيخفى على من راقب ألله قدره

وما هو إلا كالنبي مناقبه

التعليقات :

٢ ـ ثاقب يعني المضيء وتخبو تعني تنطفئ.

٩ ـ عارض يعني صفحة الخد.

١٥ ـ قطارب جمع قطرب ويعني السفيه. وقطرب ايضا الكلب الصغير والذئب والفأرة واللص والجبان.

٢٧ ـ طلاع يعني ملئ.

٣٥ ـ نهزة والجمه نهز وتعني الفرصة لكل أحد.

٤٦ ـ ساري تعني القمة في الوجود قوله ساري الوجود وساربه يريد هو الظاهر والباطن في الوجود.

٥٠ ـ جعدة إبنة ألأشعث بن قيس وزوجة الحسن بن علي أغراها معاوية أن تسم الحسن لكي يتخلص من العهد الذي قطعه على نفسه عندما تنازل الحسن عن الخلافة والتي تنص بأن تعود الخلافة للحسن بعد معاوية.

هذه بعض مخالفات معاوية للعهد.

٥٤ ـ في نسخة أخرى : وتجاوبه (الناشر).

(١٤)

أفصح العرب

من البسيط ألأول :

قال في نهج البلاغة :

١ ـ هذا الكتاب كتاب ألله أنزله

على لسان علي أفصح العرب

٥٥

٢ ـ أخو الكتاب الذي جاء النبي به

كلاهما عن نبي أو وصي نبي

التعليقات :

١ ـ نهج البلاغة خطب ومراسلات وأحكام ألإمام علي بن ابي طالب عليه‌السلام وقد جمعه الشريف الرضي من مصادر عديدة جمة ومن أفواه العلماء والسادة وآل علي ، جزاه الله خيرا لولاه لفقدنا هذا ألأثر ألأدبي العلمي القضائي السياسي العظيم وإن كانت بعض محتوياته قد وردت في كتب قبل الرضي رحمه ألله.

٢ ـ إن ما جاء بالثنائية غريب حقا ولم يقله أحد ولكن الشعراء يقولون ما يشعرون (العبيدي).

(١٥)

بقية ألله

من البسيط ألأول :

قالها في دولة ألإمام الحجة عليه‌السلام :

١ ـ يا صاحب الكرة الغراء أرقبها

النصر يقدمها والبشر يعقبها

٢ ـ تقر منا عيونا طالما قذيت

وأنفسا طال في الدنيا تغربها

٣ ـ أشكو إليك رعاك ألله نار جوى

قد كاد ياتي على الدنيا تلهبها

٤ ـ هذي رعاياك والبلوى تمزقها

كالذئب للنعجة ألأدمى يؤنبها

٥ ـ في ليلة طبق ألآفاق غيهبها

وغاب عن أعين الرائين كوكبها

٦ ـ لم تدر يوما سواكم ملجأ أبدا

إن دب من مؤذيات الدهر عقربها

٧ ـ ألله في عصبة أودى بها تلف

وليس إلا بكم يمنى تعصبها

٨ ـ هي الصوارم لو وافى مجردها

وهي الضياغم لو وافى مؤلبها

٩ ـ متى أراك جنود ألله تقدمها

وراية العدل في ألافاق تنصبها

١٠ ـ وألله ما أنا راض أو أراك على

ورهاء تجنبها طورا وتركبها

١١ ـ من ذا سواك ديار الرشد يعمرها

ومن سواك ديار الغي يخربها

١٢ ـ تفيض أعيننا شوقا إليك وكم

نار إشتياق هواكم بات يلهبها

٥٦

١٣ ـ يرضيك أن العلى صرعى ضياغمها

ودمنة الغي ترعى النجم أكلبها

١٤ ـ آلت صوارمنا إلا نجردها

إلا أمامك أو ينفل مضربها

١٥ ـ نفوسنا وسواها ليس نملكه

فها هي اليوم قربانا تقربها

١٦ ـ أيدي الخطوب أقصري عنا فقد

بلغت منا الشكاية ندبا لا يخيبها

١٧ ـ بعينه ما لقينا منك من مضض

ستعلمين إذا وافاك موكبها

١٨ ـ وسوف تعلم تيم أن بيعتها

هي التي أركس ألإسلام غيهبها

١٩ ـ كانت على الناس شؤما ليتها وقفت

دون الذي حاولت أو ضاق مذهبها

٢٠ ـ لله يوم ترقى فيه أجثمها

إلى المعالي وأردى فيه أطيبها

٢١ ـ هذا عليّ مقاد في حمائله

وذا إبن حنتم يعلوها ويركبها

٢٢ ـ وتلك بنت رسول ألله خاملة

في بيتها وذيول الحزن تسحبها

٢٣ ـ وتلك بنت أبي بكر مؤمرة

فشرقها طوع كفيها ومغربها

٢٤ ـ جاءت تقود من ألإسلام طائفة

مأواهم من لهيب النار هبهبها

٢٥ ـ حتى إلى يومنا هذا صوارمها

رقابنا كإنتهاب الجزر تنهبها

٢٦ ـ مولاي كل رزايانا وإن عظمت

أدنى رزاياكم في الدهر أصعبها

٢٧ ـ نفسي فداء جسوم بالعرا نبذت

أيدي السلاهب في الرمضا تقلبها

٢٨ ـ وأرؤس كبدور التم ترفعها

على ألرماح وبألأحجار تضربها

٢٩ ـ ونسوة بعد هتك الستر مؤسرة

العلج يسلبها وألله يحجبها

٣٠ ـ تبكي لها أعين ألأملاك من جزع

والجن تحت طباق ألأرض تندبها

٣١ ـ تلك اليمين التي عمت نوائلها

بالسيف جمالها أضحى يشذبها

٣٢ ـ تلك الثنايا التي طه ترشفها

بالخيزران يزيد صار يضربها

٣٣ ـ ذا بعض ما نالكم فإنهض فداك أبي

كل الرزايا بكم ينجاب غيهبها

٣٤ ـ أنت البقية من قوم أكفهم

عم البرية بألإحسان صيبها

٣٥ ـ كم نعمة لك لا أسطيع أشكرها

وكيف شكري ولا أسطيع أحسبها

٣٦ ـ وحاجة لي أخرى سوف أنزلها

بريع جودك فإنظر كيف توهبها

٣٧ ـ لا بد منها فقد أمسيت في قلق

منها وها أنا منك اليوم أطلبها

٣٨ ـ عليك مني سلام ألله متصل

ما هب من نسمات الريح أطيبها

٥٧

التعليقات :

في كتاب : خطباء المنبر الحسيني لحيدر المرجاني جزء ٢ ص ١٢٣ وعندما يتكلم عن الخطيب ملا عبدالله المالح المتوفى عام ١٣٤٥ هـ يقول وله في الحجة عليه‌السلام :

١ ـ يا صاحب الكرة الغراء أرقبها

النصر يقدمها والبشر يعقبها

ولا أدري إذا كان يقصد أن له قصيدة هذا أول بيت منها ولكن هذا البيت يظهر أول بيت في القصيدة أعلاه والقصيدة موجودة في النسختين الثانية والثالثة لدي. مع ألأسف المؤلف توفى وذهب هذا الموضوع معه.

٢٧ ـ السلاهب أي ما عظم وطال عظامه من الخيل. والسلهابة : الجريئة.

(١٦)

لا تحصى فضائله

من الطويل الثاني :

قالها في رثاء أبي الفضل العباس عليه‌السلام :

١ ـ هو المجد مطلوب على الجد طالبه

وإن وضحت أعلامه ومذاهبه

٢ ـ فما ناله من ناله متهاونا

ولكنه هانت عليه مصائبه

٣ ـ فقم وإنتض العزم الذي فيه

مدرك الفخار إذا لم تخب يوما ثواقبه

٤ ـ بأبيض ماضي الشفرتين مهندا

إذا إستل لم تفلل لقرع مضاربه

٥ ـ وخض غمرات طائر البين حائم

عليهن يدعو للمنية ناعبه

٦ ـ ولا تخش أهوال المنايا فإنها

تهون إذا ما المرء هاجت رغائبه

٧ ـ وإلا فسلني أي يوم تواثبت

وهاجت إلى نيل الفخار عصائبه

٨ ـ وسل أي يوم حجب الشمس نقعه

بليل من ألأكدار سود غياهبه

٩ ـ نعم يوم لم يصعب من المجد مركب

ولا غارب إلا أبو الفضل راكبه

١٠ ـ ويوم كان البؤس منه نتيجة

ودهم الخطوب المعضلات ربائبه

١١ ـ جرى فيه مجرى لم يزل يرتقي به

إلى كل عال لا تنال مراتبه

٥٨

١٢ ـ وحاز علا لو حازت الشمس بعضه

لما حجبتها يوم دجن سحائبه

١٣ ـ أبو الفضل لا تحصى مواقف فضله

فمن ذا يجاريه ومن ذا يقاربه

١٤ ـ رأى الموت دون إبن النبي حياته

لذلك ساغت في لهاه مشاربه

١٥ ـ فقام يلاقي غمرة الحتف خائضا

عجاجتها والحرب تذكو مواهبه

١٦ ـ وطاف على الجيش اللهام كأنه

سحاب هوام بالحتوف سواكبه

١٧ ـ فينهل منه كل أشوس مقدم

ولما يصب منجا من الموت هاربه

١٨ ـ تطوف به بيض الصفاح كأنما

توسطها بدر وهن كواكبه

١٩ ـ كأن أسود الحرب حمر يشلها

أخو لبد والبارقات مخالبه

٢٠ ـ إذا ما دعاها للنزال تكعكعت

حذارا وولى مستقيلا محاربه

٢١ ـ دعوني دعوني إن كل مقدر

على يده تجري إمتثالا عواقبه

٢٢ ـ يحاذره المقدار خوف قضائه

عليه فتمسي كالحات مراقبه

٢٣ ـ يقوم ببحر غب عايمه الردى

فيرسب طافيه وتطفو رواسبه

٢٤ ـ ينوء بهم لو يكابد بعض ما

يكابد منه الدهر لأنهار جانبه

٢٥ ـ يرى صبية أودى بها لاهب الظما

فياليته أودى بقلبي لاهبه

٢٦ ـ هنالك ألوى للفرات ودونه

لهام كأمثال الجبال كتائبه

٢٧ ـ فولت فرارا خوف سطوة بأسه

على أنها لا تستطيع تحاربه

٢٨ ـ ولما إحتوى ماء الفرات تذكر

إبن فاطمة والحر هذي مناقبه

٢٩ ـ فتى واردا عن منهل الماء صادرا

ولما تقصر عن منال مطالبه

٣٠ ـ ولكن قضاء ألله حال وأمره

ولولاهما لأستأصل الدهر قاضبه

٣١ ـ ولما جرى حكم ألإله بما جرى

به ودنا ما خط باللوح كاتبه

٣٢ ـ هوى فكأن ألأرض ساخت بأهلها

ولا عجب والعرش مادت جوانبه

٣٣ ـ فقل بعدها لإبن النبي معزيا

بأكرم من سارت بعز ركائبه

٣٤ ـ حسين أخو علياك أصبح ثاويا

مخضبة فوق التراب ترائبه

٣٥ ـ كأني به يدعوه يا طود عزتي

إذا نابني من سوء دهري نائبه

٣٦ ـ أخي ما لبشر بعد فقدك جالب

وإني وحزني يوم فقدك جالبه

٣٧ ـ وما أنا من بعد إفتقادك صابر

ولكنما لي بعض أمر أراقبه

٣٨ ـ أخي بئس ما أسدى لنا الدهر معضلاً

يجاذبنا أعمارنا ونجاذبه

٥٩

٣٩ ـ أخي من معز فيك هاشم ضاحيا

تواريك من نسج الرياح جلائبه

٤٠ ـ أهاشم ما ألهاك عن ثار مجدك

الذي في أكف ألأرذلين نهائبه

٤١ ـ أهل أمنت منكم أمية ساعدا

معودة دك الرواسي رواجبه

٤٢ ـ أهل أمنت منكم أمية صارما

مؤججة في كل قطر لواهبه

٤٣ ـ أما لو حضرتم يوم جرت عليكم

من الدهر أنواع الرزايا نوائبه

٤٤ ـ ويوم أستبيحت من حمى سبط أحمد

حرائره بعد الحجى ونجائبه

٤٥ ـ مضى قمر العليا فهن ثواكله

وكوكبها السامي فهن نوادبه

التعليقات :

٢ ـ الضمير في عليه يعود إلى من الموصولة في صدر البيت.

٥ ـ نعب الغراب صاح.

٩ ـ المركب ما يركب في البر والبحر جمعه مراكب والغارب ما بين السنام إلى العنق.

١٢ ـ الدجن بالفتح المطر الكثير والدجنة بالضم الظلمة تقول يوم دجن ويوم دجنة.

١٤ ـ أللهاة بالفتح سقف الفم أو اللحمة الموجودة فيه المشرفة على الفم الجمع لها بالفتح ولهوات.

١٥ ـ تذكو تتقد تقول ذكت النار ذكا إشتد لهبها وإشتعلت.

١٦ ـ جيش لهام بالضم كغراب ولهيم على زنة البصير العظيم.

١٧ ـ الشوس محركة النظر بمؤخر العين تكبرا وتبغضا وهي من صفات الفارس المحارب وهو أشوس وهو شوس بالضم.

١٩ ـ حمر بالسكون والضم جمع حمار وهو العير بالفتح وأخو لبد بالكسر كنية ألأسد واللبدة شعر زبرته والبارقات والبارقة السيوف.

٢٠ ـ كعع وكعكع بمعنى جبن.

٣٠ ـ قضب يعني قطع.

٦٠