ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير )

الشيخ محسن أبو الحبّ

ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير )

المؤلف:

الشيخ محسن أبو الحبّ


المحقق: جليل كريم أبو الحبّ
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: بيت العلم للنابهين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٦

١٧ ـ أما ترى من فدى رب السماء به

ذبيحه بات مذبوحا بواديها

١٨ ـ هو الذبيح هو الذبح العظيم هو

المحيي الرسالة أحيا ألله محييها

١٩ ـ قرت عيون بني حرب بما فعلت

بعترة المصطفى الهادي مواليها

٢٠ ـ يبيت قلب رسول ألله ملتهبا

يا حسرة الدين والدنيا ومن فيها

٢١ ـ عليك عز رسول ألله واعية

في الطف قام بأعلى العرش ناعيها

٢٢ ـ لم يبق من ملك فيها ومن ملأ

إلا وقامت على ساق بواكيها

٢٣ ـ اي الشموس بوادي الطف آفلة

أظنها مهج الزهرا ذراريها

٢٤ ـ نعم وها هي لم تبرح لفقدهم

مذهولة بالدما تجري مآقيها

٢٥ ـ ما عذر من جمدت عيناه إذ ذكروا

في محفل ودعي للحزن داعيها

٢٦ ـ تبكين فاطم لا قرت نواظرنا

إن لم نكن لك بألإهمال نعميها

٢٧ ـ تبكين فاطم لا عزت جماجمنا

إن لم نكن لك يا حوراء نفديها

٢٨ ـ يا بنت أكرم خلق ألله معذرة

إليك ما مدرك البغيا كمحييها

٢٩ ـ يا قبح ألله اياما نعيش بها

إن لم يكن بكم تزهو لياليها

٣٠ ـ كنا نؤمل أن نفني بنصركم

أعمارنا فلماذا بعد نبقيها

٣١ ـ أرسى فداء بنيك الثابتين على

حفظ المعالي وقد زالت مبانيها

٣٢ ـ جادوا لها بالنفوس كل أنفسنا

فداؤها وقليل ما نفديها

٣٣ ـ أما ترى المرء يلقى نفسه غرضا

للموت ليس يبالي ما يلاقيها

٣٤ ـ مالي أرى الماء يحلو بعد مهلكها

عطشى وفيض دم ألأوداج مرويها

٣٥ ـ ماتت ووألله ما ماتت ولا ظمأت

أنى ووالدها الكرار ساقيها

٣٦ ـ منهم أبو الفضل فأنظر كيف طاب لها

أعلى نجوم السما ادنى مراقيها

٣٧ ـ فدى أخاه بنفس لا تقاس بها

نفس من الناس قاريها وباديها

٣٨ ـ من كان والده الكرار حق له

يدعى أبو الفضل إذ بالنفس يفديها

٣٩ ـ أهاجه من بنات الوحي صارخة

بالماء هاتفة باد تلظيها

٤٠ ـ فلم يجبها سواه عند صرختها

ومثل ذاك لعمري من يلبيها

٤١ ـ أجابها ووفى لولا القضاء وما

شاء ألإله وإلا كان يرويها

٤٢ ـ يدي وايدي الورى طرا فداء يد

أضحت تقطعها أيدي أعاديها

٤٣ ـ ولا أرى البحر إلا بعض ما سمحت

به أناملها في ألله باريها

٤٤ ـ ولو شهدت حبيب المصطفى وله

عليه عبرة صب راح يجريها

٤٥ ـ عمود بيت الهدى لا مر بينك بي

عليك نفس المعالي من يسليها

١٨١

٤٦ ـ ما بارح الحزن قلبي لا ولا

بخلت عليك عين مجاريها مراميها

٤٧ ـ هيهات أنسى ليالينا التي سلفت

وانت كوكبها السامي وهاديها

٤٨ ـ الموت أشهى لقلبي من فراقك يا

مزاج روحي ويا داعي تسليها

٤٩ ـ أخي تراك تراني بعد فقدك ما

من المصائب والبلوى أعانيها

٥٠ ـ تركتني كغريق البحر تقذفه

ألأمواج ما بين عاليها ودانيها

٥١ ـ ما جاد مثلك قبل اليوم من أحد

بما به جدت يا أمضى مواضيها

٥٢ ـ أبوك كان لجدي مثل كونك لي

كلاكما قصب العلياء حاويها

٥٣ ـ ابوك ساقي الورى في الحشر كوثره

وأنت أطفالنا في الطف ساقيها

٥٤ ـ جزاكما ألله عن جدي وشرعته

خير الجزا شدتما أعلى مبانيها

٥٥ ـ تدعوا الرجال إذا ريعت جوانبها

إخوانها أو بنيها أو مواليها

٥٦ ـ فمن أنادي ومن أدعو وكلكم

فوق الرمول ضواح في ضواحيها

٥٧ ـ أضحت بنو هاشم غبرى منازلها

قد غاب نيرها من ذا يعزيها

٥٨ ـ ما ضرنا القتل إن القتل عادتنا

تفنى الكرام ولا تفنى مساعيها

٥٩ ـ ما عابنا أننا في ألله مهلكنا

وكلنا روحه لله مهديها

٦٠ ـ لكن علي عزيز أن ارى حرمي

بعدي غنايم في ايدي أعاديها

٦١ ـ وليس شيء علي اليوم أعظم من

حرق الخيام ونهب القوم ما فيها

٦٢ ـ فيها ودائع رب العرش أودعها

لبيته فتراني لست أكفيها

٦٣ ـ لسوف أدفع عنها ما حييت وإن

أهلك فسوف إله العرش يحميها

٦٤ ـ كفى به كافيا في كل نازلة

له علي أياد لا أكافيها

٦٥ ـ اخي بنات رسول ألله بعدك لا

ستر يلط ولا خدر يواريها

٦٦ ـ ولو تراها على ألأٌقتاب قائدها

زجر بن قيس وشمر الرجس حاديها

٦٧ ـ إلى إبن هند سبايا يا لها حرقا

أمسى بقلب رسول ألله واريها

٦٨ ـ عليك عز أخي في الشام موقفها

وبالعيون شرار الناس ترميها

٦٩ ـ تشكوا الحبال وتشكوا ما أمض بها

من السياط ولا خل يراعيها

٧٠ ـ يا أسرة قد علا قدري بها شرفا

فصرت في الناس أدعى من مواليها

٧١ ـ خذوا إليكم من المسكين عبدكم

قصيدة لكم جلت معانيها

٧٢ ـ إن تقبلوها قبولا منكم حسنا

فذاك أقصى الذي أملته فيها

٧٣ ـ لكن لي أملا من بعده أمل

وكل آمالنا منكم نرجيها

٧٤ ـ ورب معضلة عمياء مظلمة

منكم رجائي أن تجلى دياجيها

١٨٢

٧٥ ـ منوا علي بها إني لفي قلق

من ذكرها وإعصموني من دواهيها

٧٦ ـ عباس أنت شفيعي في تنجزها

تراك تعجز عنها أو تخليها

٧٧ ـ هيهات هيهات أنت إبن الذي ملك

الدنيا وطلقها زهدا وتنزيها

٧٨ ـ صلى عليكم إله العرش ما غربت

شمس وعادت صباحا في تجليها

التعليقات :

هذه آخر قصيدة في الديوان وهي ثاني أطول القصائد.

تنبيه مهم

لقد إستعملت نسخة مرزا صادق واعظ وإستعنت بنسخة السيد صدر الدين آل الحكيم في كتابة نسختي التحقيق.

شكر وتقدير

أود أن أشكر ألأستاذ الحاج إبراهيم الشبوط لما أبداه لي من مساعدات ثمينة في التحقيق.

المحقق

د. جليل كريم جواد محسن أبو الحب

١٧ / ٩ / ٢٠٠٠

١٨٣
١٨٤

توثيق بعض القصائد في الروضة الحسينية

المقدمة :

في العشرة ألأولى من محرم عام ١٣٦٠ هـ (١٩٤٣ م) أقام طلبة متوسطة كربلاء مجالس العزاء في روضة العباس عليه‌السلام وكانت اللجنة المشرفة تتألف من :

١ ـ السيد شمس الدين محمد حسن آل ضياء الدين.

٢ ـ السيد جعفر عباس الحائري الشاعر.

٣ ـ السيد محمد علي عبود العواد.

٤ ـ السيد جليل كريم ابو الحب.

وقد سمح لهم المرحوم محمد حسن آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية يومذاك بإستعمال قاعة إسالة ماء الروضة للحفل كما تبرع المرحوم الشيخ محسن أبو الحب الحفيد أن يكون الخطيب في هذه المجالس وكان بعض التلاميذ يقرأون المقدمة في كل ليلة.

في إحدى الليالي كان نصيبي أن أكون قارئ المقدمة فإخترت إحدى قصائد ديوان الشيخ محسن أبو الحب الجد المتوفى (١٣٠٥ هـ) وكان المرحوم الشيخ محسن أبو الحب الحفيد قد أهداني إياه.

١٨٥

كان مطلع القصيدة :

الشوق فيك وإن أقفرت يا طلل

وأي شيء يفيد العاذل الجدل

عندما إنتهت المقدمة وإرتقى المرحوم الشيخ محسن الحفيد المنبر نوه بأن هذه القصيدة أو أجزاء منها مكتوبة على القاشاني في ألإيوان الضيق في سور الروضة الحسينية المطل على الصحن من جهة الرأس الشريف. كما أنه أشار إلى أن هناك قصيدة أخرى للشيخ محسن الجد مكتوبة على القاشاني في ألإيوان الضيق في السور الشمالي المطل على الصحن الشريف والمقابل لإيوان الوزير (وهو ألآن باب من أبواب الصحن المسماة باب الصالحين).

وفي اليوم التالي ذهبت للإطلاع على هاتين القصيدتين وبالفعل وجدتهما. كانت ألأولى في منطقة الحزام من ألإيوان والذي كان به شباك لإضاءة رواق السيد إبراهيم المجاب يقع تحت الحزام. أما الثانية كانت أيضا في منطقة الحزام والذي كان تحته شباك لإضاءة الرواق الشمالي. قرأت بعض ألأبيات من كلتا القصيدتين وقد وجدت بعض ما قرأته من القصيدة ألأولى في الديوان ولكن لم أجد اي بيت من القصيدة الثانية في الديوان وكانت قافيتها «فها» ومذيلة محسن ١٣٠٥ هـ في الكتابة على القاشاني.

وقد سبق للشيخ جواد علي الخطاط أن إستنسخها على ورق واعطاها للشيخ محسن الحفيد الذي أعطانيها بدوره. إلى هناك لم يجر أي شيء آخر عن الموضوع ولكن الخبر إنتشر بحيث أن سلمان آل طعمة أثبته بكتاباته والسيد عاد آل طعمة أثبته بمقدمته لكتاب جده عبدالحسين آل طعمة والمعروف بـ «بغية النبلاء في تاريخ كربلاء».

ثم وصلني بعد ذلك أن السيد سعيد هادي الصفار أشار في مخطوطة له أن القصيدة عند الرأس تعود للسيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفى عام ١٢١٢ هـ مصدره بذلك كتاب الذريعة لاغا بزرك الطهراني وكتاب سامراء لذبيح ألله المحلاتي.

كما ونقل لي سلمان آل طعمة أن كتاب العيون العبرى في مقتل سيد

١٨٦

الشهداء لإبراهيم الميانجي أيضا يذكر أن القصيدة اللامية عند الرأس لمحمد بحر العلوم.

الهدف من الدراسة :

هذه المعلومات دفعتني إلى أن أقوم بدراسة الموضوع لتوثيق عائدية القصيدتين لا سيما ألأولى والتي سيطلع عليها القارئ في الصفحات التالية.

٣ ـ مادة الدراسة والطريقة :

لقد قمت بدراسة المواد التالية والتي لها علاقة بالقصيدتين :

أ ـ أبيات القصيدة ألأولى المكتوبة على القاشاني مباشرة وقد أزيل القاشاني وألأبيات في (١٩٩١) لتلفه.

ب ـ ديوان الشيخ محسن أبو الحب الجد المخطوط ، بحوزتي.

ج ـ ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم المخطوط ، بحوزتي.

د ـ كتاب العيون العبرى في مقتل سيد الشهداء لإبراهيم الميانجي المطبوع.

هـ ـ كتاب تاريخ سامراء لذبيح ألله المحلاتي.

و ـ مخطوطة الكتابات على اسوار روضة الحسين عليه‌السلام كتابة الشيخ جواد علي المعلم الخطاط.

ز ـ كتاب تراث كربلاء ، سلمان هادي آل طعمة. الطبعة الثانية.

أ ـ دراسة القصيدة المكتوبة على القاشاني مباشرة :

ذهبت أنا وسلمان هادي آل طعمة في إحدى زياراتي إلى كربلاء إلى حيث توجد القصيدة على القاشاني وقد حاولنا كتابة وإستنساخ ما تمكنا من قراءته وكان ذلك قبل عام ١٩٩١.

١٨٧

لم يكن من السهل القراءة من القاشاني وكانت بعض الكتابات والقاشاني والنقوش قد تساقط وتلف ومع ذلك فقد تمكنا من التثبت وكتابة عدد لا بأس به من ألأبيات وهي هذه (قراءتي وكتابة سلمان).

١ ـ ألله اكبر ماذا الحادث الجلل

لقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

٢ ـ ما هذه الزفرات الصاعدات أسى

كأنها شعل قد مدها شعل

٣ ـ كأن نفخة صور الحشر قد فجأت

فالناس سكرى ولا خمر ولا ثمل

٤ ـ لو راقبوا ألله كانوا عهده حفظوا

ولو أطاعوه كانوا أمره إمتثلوا

٥ ـ قامت قيامة أهل البيت وإنكسرت

سفن النجاة وفيها العلم والعمل

٦ ـ جل ألإله فليس الحزن بالغه

لكن قلبا حواه حزنه جلل

٧ ـ من إلتجا فيه يسلم في المعاد ومن

يجحده يندم ولم يرفع له عمل

٨ ـ قف عنده وإعتبر ما فيه أن به

دين ألإله الذي جاءت به الرسل

٩ ـ ما كان أعظم ما تأتيه من سفه

أمية السوء أو أشياخها الأول

١٠ ـ وألله ما خلفوه بعد غيبته

في قطع من قطعوا أو وصل من وصلوا

١١ ـ سرعان ما ضيعوه في وصيته

أهكذا في بنيه يحفظ الرجل

١٢ ـ أتلك زينب مسلوب مقلدها

ألله أكبر هذا الفادح الجلل

١٣ ـ من كان خادمها جبريل كيف ترى

أضحى يحكم فيها الفاجر الرذل

١٤ ـ كأنها لم تكن تنمى لفاطمة

أو إنهاغير دين ألله تنتحل

١٥ ـ لئن بدت وحجاب الصون منهتك

عنها فإن حجاب ألله منسدل

١٦ ـ لا يرد ألله قلبي إن نسيت لها

قلبا تعارض فيه الوجد والوجل

١٧ ـ حسين يا واحدي أورثتني ابدا

حزنا مقيما ووجدا ليس يرتحل

١٨ ـ حسين يا واحدي أورثت في كبدي

داء عضالا وجرحا ليس تندمل

١٩ ـ هذي حرائره أستارها هتكوا

وهؤلاء بنيه بعده قتلوا

٢٠ ـ لو قام يصرخ بالبطحاء صارخها

رأيت كيف إعوجاج المجد يعتدل

٢١ ـ مهلا أمية إن ألله مدرك ما

أدركتموه فلا تغرركم المهل

٢٢ ـ هناك يعلم من لم يدر حاصلها

أي الفريقين منصور ومنخذل

٢٣ ـ فيه الحسين الذي لا خلق يعدله

وفيه نوح ومن حنت له ألإبل

٢٤ ـ موسى وعيسى وإبراهيم قبلهما

وهل يعادل بالرضراضة الجبل

١٨٨

لم نتمكن من قراءة الجزء ألأول من صدر البيت رقم (٧) وكل ألأبيات من (٢٠ ـ ٢٤) وقد أكملتها هنا نقلا عن مخطوطة كتابات الروضة الحسينية. الذي كان مكتوبا على القاشاني ٢٤ بيتا إثنان على كل جانب من ألإيوان وعشرون على صفحة الحزام المقابل للناظر. كانت ألأبيات مكتوبة بألأبيض على خلفية زرقاء والقاشاني جميعه بألإيوان منقوش بزخارف جميلة كما كان هناك التوثيق التالي «عمل إستاذ أحمد شيرازي عام ١٢٩٦ هـ أي قبل وفاة الشيخ محسن الجد بـ ٩ سنوات». وجاء في كتاب بغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبدالحسين آل طعمة ، عام ١٩٦٦ وفي الصفحة ١٦٥ ما يلي عن ألإيوان المذكور :

وفي سنة ١٢٩٦ غطي الجدار الغربي من الحضرة المطل على الصحن بالقاشاني النفيس ويوجد تاريخ إتمام العمل في ألإيوان البديع الخارج من المقابل للضريح المقدس وهذا ألإيوان آية من آيات الفن المعماري ألإسلامي ، يزدان بعقد بديع تتدلى منه المقرنصات ذات ألأشكال الهندسية الرائعة وفي أسفلها في القاشاني في صورة تاج محلى بالزبرجد والياقوت واسفل هذه توجد قصيدة عصماء للشاعر الكبير الشيخ محسن أبو الحب (المتوفى سنة ١٣٠٥ هـ) كتبت على القاشاني بخط فارسي بديع ، مطلعها :

ألله أكبر ما ذا الحادث الجلل

لقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

ويعدد ألأبيات التالية : (٢ ، ٣ ، ٥ ، ٦ ، ٧ ، ٨ ، ٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٤) من القصيدة المذكورة آنفا.

ب ـ ديوان الشيخ محسن أبو الحب الجد المتوفى سنة ١٣٠٥ هـ المخطوط. لا يزال الديوان مخطوطا ولكن بعدة نسخ من أصل واحد. وفيما يلي القصيدة اللامية موضوع البحث مأخوذة من الديوان بأكملها.

١ ـ الشوق فيك وإن أقفرت يا طلل

فأي شيء يفيد العاذل الجدل

٢ ـ الحب آفته العذال لا رقصت

بهم إلى غايتيه ألأينق الذلل

٣ ـ هيهات ما أنا بالشاكي وإن قصرت

فيّ المطاليب أو ضاقت بي الحيل

١٨٩

٤ ـ عليك بالصبر إن الصبر أوله

صبر وآخره من طعمه العسل

٥ ـ وهب تشكيت من وجد ومن ألم

فأين أين الذي تشفى به العلل

٦ ـ لم يبق بالناس من ترجى فواضله

إلا بقايا طغام جدهم هزل

٧ ـ لولا البقية من أبناء فاطمة

ما كان يوما لطلاب العلا أمل

٨ ـ أحيوا رسوم الهدى من بعد ما طمست

آثارها ومحاها الحادث الجلل

٩ ـ لا كان يومهم في كربلاء ولا

طافت علينا به الركبان والرسل

١٠ ـ يوم به أسلس الهدار مقوده

وإسترنب الليث حتى إصطاده الوعل

١١ ـ يوم من الدهر لم تفتر نوائحه

عن المناح ولم تبرد لها غلل

١٢ ـ أما ترى الشمس تهوي نحو مغربها

حمراء تحسبها بالدمع تكتحل

١٣ ـ أما ترى صفحات الجو مظلمة

كأنها برداء الحزن تشتمل

١٤ ـ نعم وحقك ما في الدهر من كبد

إلا به من بقايا ذكره شعل

١٥ ـ أصبحت غير خلي البال اشغلني

ما كان فيه عن بيض الطلا شغل

١٦ ـ ما بين دمعي وألإهمال مؤتلف

وبين صدري وألأفراح معتزل

١٧ ـ ما كان أعظم ما تأتيه من سفه

أمية السوء أو أشياخها ألأول

١٨ ـ ألله حتى على آل النبي عدت

خيول طغيانهم يا بئس ما فعلوا

١٩ ـ لو راقبوا ألله كانوا عهده حفظوا

ولو أطاعوه كانوا أمره إمتثلوا

٢٠ ـ والله ما خلفوه بعد غيبته

في قطع من قطعوا أو وصل من وصلوا

٢١ ـ سرعان ما ضيعوه في ودائعه

أهكذا في بنيه يخلف الرجل

٢٢ ـ هذي حرائره أستارها هتكوا

وهؤلاء بنيه بعده قتلوا

٢٣ ـ تلك التي هان فيهم سلب معجرها

من كان والدها لو أنهم عقلوا

٢٤ ـ أتلك زينب مسلوب مقلدها

ألله أكبر هذا الفادح الجلل

٢٥ ـ كأنها لم تكن تنمى لفاطمة

أو أنها غير دين الله تنتحل

٢٦ ـ لئن بدت وحجاب الصون منهتك

عنها فإن حجاب الله منسدل

٢٧ ـ لا برد ألله قلبي أن نسيت لها

قلبا تعارض فيه الوجد والوجل

٢٨ ـ تدعو ولا احد يصبو لدعوتها

أنّي وليس بها في القوم محتفل

٢٩ ـ حسين يا واحدي أورثتني أبدا

حزنا مقيما ووجدا ليس يرتحل

٣٠ ـ حسين يا واحدي أورثت في كبدي

داء عضالا وجرحا ليس يندمل

١٩٠

٣١ ـ من كان خادمها جبريل كيف ترى

أضحى يحكم فيها الفاجر الرذل

٣٢ ـ لو قام يصرخ بالبطحاء صارخها

رأيت كيف إعوجاج المجد يعتدل

٣٣ ـ مهلا أمية إن ألله مدرك ما

أدركتموه فلا تغرركم المهل

٣٤ ـ طولوا لأمكم الويلات ما بلغت

بكم على طولها ألأيام والدول

٣٥ ـ وحلقوا أين شئتم في غنائمها

فإنما لاحق هيجاءها جمل

٣٦ ـ هنالك يعلم من لم يدر حاصلها

أي الفريقين منصور ومنخذل

القصيدة متكاملة حسب أسلوب شعراء ذلك العصر تبدأ بالنسيب والتشبيب ثم تعرج على الحكمة والنصيحة والتوصيات بالصبر وعمل الخير وتدخل في فاجعة كربلاء وما جرى على الحسين وأهله وهذا ما أسميه بالمقتل تنتهي بعدها متوعدة الظلمة والمسيئين.

ألأبيات ٧ ، ٨ ، ٢٣ ، ٢٤ في القصيدة على القاشاني ليست موجودة في القصيدة من الديوان كما أن أبيات النسيب والحكم والتوصيات ليست موجودة على القاشاني.

كل ألأبيات الباقية في القصيدة على القاشاني ، ما عدا ألأبيات (١ ، ٢ ، ٣ ، ٥ ، ١١) موجودة في قصيدة الديوان. هذه ألأبيات الخمسة المذكورة آنفا هي من قصيدة السيد بحر العلوم.

ألأبيات (٢٠ ـ ٢٤) من الكتابة على القاشاني والتي هو موجودة في قصيدة الديوان لم نتمكن من قراءتها وكتابتها ولكني إستعنت بمحتويات القصيدة في مخطوطة جواد الخطاط والتي سوف يأتي الحديث عنها كذلك إستعنت بهذه المخطوطة بقراءة الجزء الأول من صدر البيت (٧) والذي هو غير موجود في قصيدة الديوان ولكنه موجود في القصيدة على القاشاني.

ج ـ ديوان السيد محمد مهدي الطباطبائي الحسني الملقب بحر العلوم والمتوفى سنة ١٢١٢ هـ المخطوط.

تم النسخ على يد محمد صادق الطباطبائي في ٤ / ١ / ١٣٥٠ هـ وقد إستنسخت لي نسخة من هذه النسخة والقصيدة هي :

١٩١

١ ـ ألله اكبر ماذا الحادث الجلل

فقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

٢ ـ ما هذه الزفرات الصاعدات أسى

كأنها شعل قد مدها شعل

٣ ـ ما للعيون عيون الدمع جارية

منها تخد خدودا حين تنهمل

٤ ـ ما ذا النواح الذي عط القلوب وما

هذا الضجيج وذي الضوضاء والزجل

٥ ـ كأن نفخة صور الحشر قد فجأت

فالناس سكرى ولا خمر ولا ثمل

٦ ـ قد هل عاشور لو غم الهلال به

كأنما هو من شؤم به زحل

٧ ـ شهر دهى الثقلين من داهمه

ثقل النبي حصيد فيه والثقل

٨ ـ قامت قيامة أهل البيت وإنكسرت

سفن النجاة وفيها العلم والعمل

٩ ـ وإرتجت ألأرض والسبع الشداد وقد

أصاب أهل السموات العلا الوجل

١٠ ـ وإهتز من دهش عرش الجليل

فلو لا ألله ماسكه أهوى به الميل

١١ ـ جل ألإله فليس الحزن بالغه

لكن قلبا حواه حزنه جلل

١٢ ـ قضى المصاب بأن تقضي النفوس له

لكن قضى ألله أن لا يسبق ألأجل

القصيدة كلها ١٢ بيتا وهي من القصائد ألإثني عشريات في الرثاء للسيد بحر العلوم.

إن ديوان السيد بحر العلوم كله في المدح والرثاء لآل البيت ويضم زهاء ألف بيت لا أكثر والنسخة التي رأيتها وإستنسختها هي كل الديوان ، أي إن القصيدة موضوع البحث كاملة.

لم يشر ناسخ الديوان ، محمد صادق بحر العلوم إلى أن هذه القصيدة أو بعضها مكتوبة على القاشاني عند الرأس الشريف مع أنه في وقت نسخها كانت هي أو أبيات منها مكتوبة على القاشاني كما ذكرت قبل ألآن.

ولما كان كتاب الذريعة لأغا بزرك هو مصدر السيد سعيد الصفار حول أن القصيدة عند الرأس لبحر العلوم وليست لأبي الحب ، رجعت إلى هذا المصدر (وهو الذريعة في تصانيف الشيعة ١ : ١١٣ ـ ١١٤ ، سنة ١٣٦٧ هـ ـ ١٩٦٨ م) فوجدت ما يلي :

(٥٤٩) : ألإثنا عشريات المراثي يقال لها أيضا العقود ألإثني عشر لآية ألله بحر العلوم السيد محمد مهدي بن المرتضى الطباطبائي البروجردي

١٩٢

ألأصل النجفي ، المتوفى ١٢١٢ هـ وهي إثنتي عشرة قصيدة كل قصيدة إثني عشر بيتا في المراثي وهو جزء من ديوانه المخطوط نظم فيها بالعربية مضامين (دوازده بند) الفارسي للشاعر الملقب محتشم وقد تلفت منها القصيدة الثانية عشرة والموجودة ألآن إحدى عشرة قصيدة ، مجموع أبياتها مائة وإثنان وثلاثون بيتا. أول قصيدة الرثاء هو :

ألله أكبر ما ذا الحادث الجلل

فقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

إن آغا بزرك لم يشر إلى ان هذه القصيدة أو بعضها مكتوب على القاشاني عند الرأس الشريف وقد يكون من المناسب أن أشير هنا إلى ان أحد ألأدباء المرموقين علق عندما قرأ قصيدة بحر العلوم هذه وقصيدة الشيخ محسن ابو الحب الجد المذكورة قبلا إن قصيدة بحر العلوم نظم وقصيدة محسن أبو الحب شعور من القلب وقد تحقق قول هذا ألأديب حيث ظهر أن بحر العلوم نظم بالعربية مضامين شعر محتشم بالفارسي.

د ـ كتاب العيون العبرى في مقتل سيد الشهداء. يروي الكتاب يا يلي في الصفحة ١٩٩ :

قال الراوي فأبكت والله كل عدو وصديق ولله در القائل :

١ ـ ألله اكبر ماذا الحادث الجلل

لقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

٢ ـ ما هذه الزفرات الصاعدات أسى

كأنها شعل قد مدها شعل

٣ ـ قامت قيامة أهل البيت وإنكسرت

سفن النجاة وفيها العلم والعمل

٤ ـ جل ألإله فليس الحزن بالغه

لكن قلبا حواه حزنه جلل

٥ ـ أتلك زينب مسلوب مقلدها

ألله أكبر هذا الفادح الجلل

٦ ـ كأنها لم تكن تنمى لفاطمة

أو إنها غير دين ألله تنتحل

٧ ـ لئن بدت وحجاب الصون منهتك

عنها فإن حجاب ألله منسدل

٨ ـ من كان خادمها جبريل كيف ترى

أضحى يحكم فيها الفاجر الرذل

٩ ـ لو قام يصرخ بالبطحاء صارخها

رأيت كيف إعوجاج المجد يعتدل

١٠ ـ مهلا أمية إن ألله مدرك ما

أدركتموه فلا تغرركم المهل

١١ ـ هناك يعلم من لم يدر حاصلها

أي الفريقين منصور ومنخذل

١٩٣

وعندما يشير المؤلف إلى القصيدة في فهرس الكتاب يذكر إن قائلها محمد بحر العلوم بينما قال في المتن فقط «ولله در القائل».

إن المؤلف لم يعطنا المصدر الذي اخذ منه القصيدة ولم يقل انها مكتوبة على القاشاني عند الرأس الشريف ومن يطالع القصيدة هنا يجد أنه قد يكون أو مصدره قد نقلها من القاشاني لأنها لا تضم أي بيت غير موجود هناك كما يظهر أنه لم يتمكن من القراءة بكل سهولة لذلك جاءت أبياته متناثرة من أول ووسط وآخر الكتابة. ألأبيات (١ ، ٢ ، ٣ ، ٤) للسيد محمد مهدي بحر العلوم بينما ألأبيات (٥ ـ ١١) كلها للشيخ محسن أبو الحب الجد.

من هنا يظهر جليا إن صاحب العيون العبرى لم يكن دقيقا فيما كتبه حول القصيدة وكذلك سلمان آل طعمة عندما إعتمده في نفي عائدية القصيدة.

هـ ـ كتاب تاريخ سامراء للعلامة ذبيح الله المحلاتي. الشيخ ذبيح الله المحلاتي نزيل سامراء في كتابه (مآثر الكبراء في تاريخ سامراء) المجلد الثاني ص ١٧٢ ـ ١٧٣ والمطبوع في النجف عام ١٣٦٨ هـ في مطبعة الزهراء) نسب ألأبيات التالية للسيد محمد مهدي بحر العلوم المولود في كربلاء عام ١١٥٥ هـ والمتوفى في النجف ألأشرف عام ١٢١٢ هـ.

١ ـ ألله اكبر ماذا الحادث الجلل

وقد تزلزل سهل ألأرض والجبل

٢ ـ ما هذه الزفرات الصاعدات أسى

كأنها من لهيب القلب تشعل

٣ ـ ما للعيون عيون الدمع جارية

منها تخد خدودا وهي تنهمل

٤ ـ كأن نفخة صور الحشر قد فجأت

فالناس سكرى ولا سكر ولا ثمل

٥ ـ قد هل عاشور غم الهلال به

كأنما هو من شؤم به زحل

٦ ـ قامت قيامة أهل البيت وإنكسرت

سفن النجاة وفيها العلم والعمل

٧ ـ وإرتجت ألأرض والسبع الشداد وقد

أصاب أهل السموات العلا الوجل

٨ ـ وإهتز من دهش عرش الجليل فلو

لا ألله ماسكه أهوى به الميل

٩ ـ جل ألإله فليس الحزن بالغه

لكن قلبا حواه حزنه جلل

ومصدره روضات الجنان للخونساري. يمكن ملاحظة وجود بعض

١٩٤

ألإختلافات في الكلمات ثم أنه لم ينقل القصيدة بأجمعها وهي من ألإثني عشريات في الرثاء. كما أنه لم يقل أنها مكتوبة في ألإيوان بالصحن الحسيني الشريف مع العلم أن تاريخ طبع الكتاب متأخر عن تاريخ الكتابة.

كل ألأبيات تعود للسيد محمد مهدي وليس بها من أبيات الشيخ محسن أو الشاعر المجهول ، مما يدل فعلا أنه لم يأخذها من الكتابة على ألإيوان بل من مصدر وهو روضات الجنات.

و ـ مخطوطة الكتابات على أسوار روضة الحسين عليه‌السلام كتبها الشيخ جواد المعلم الخطاط ص ٦ بدون تاريخ هذه المخطوطة في الحقيقة تشمل جميع القصيدة التي وردت في هذه الدراسة وقد كانت هي المصدر في تكملة البيت (٧ وكذلك ألأبيات ٧ ، ٨ ، ٢٠ ، ٢٤) وهي ألآتية :

٧ ـ من إلتجا فيه يسلم في المعاد ومن

يجحده يندم ولم يرفع له عمل

٨ ـ قف عنده وإعتبر مافيه إن به

دين ألإله الذي جاءت به الرسل

٢٠ ـ لو قام يصرخ في البطحاء صارخها

رأيت كيف إعوجاج المجد يعتدل

٢١ ـ مهلا أمية إن ألله مدرك ما

أدركتموه فلا يغرركم المهل

٢٢ ـ هناك يعلم من لم يدر حاصلها

أي الفرقين منصور ومنخذل

٢٣ ـ فيه الحسين الذي لا خلق يعدله

وفيه نوح ومن حنت له ألإبل

٢٤ ـ موسى وعيسى وإبراهيم قبلهما

وهل يعادل بالرضراضة الجبل

هذه ألأبيات كانت على القاشاني ولكني لم أتمكن من قراءتها بسبب سقوط بعض الكاشيات (البلاطات) أو تلف الكتابة. تعود ألأبيات (٢٠ ـ ٢١ ـ ٢٢) لقصيدة الشيخ محسن. أما ألأبيات (٧ ، ٨ ، ٢٣ ، ٢٤) فلم اجدها عند بحر ألعلوم أو عند الشيخ محسن. وهذه ألأبيات ألأربعة بالرغم من جمالها وسمو مضمونها تبدو مختلفة عن سياق قصيدتي بحر العلوم وأبو الحب كما أنها جاءت متباعدة عن بعضها وقد يكون ذلك أن الخطاط الذي كتبها على القاشاني قد كتبها متباعدة او أن الذي قرأها وكتبها في المخطوط قرأها متباعدة ومن الطريف أني وجدت في قصيدة للشيخ محسن مطلعها :

أحبتي ما لكم حالفتم الثريا

لا طاب بعدكم عيشي ولا عذبا

١٩٥

وجدت البيت :

أنت الحسين لا خلق يعدله

جدا ومجدا وعزا شامخا وأبا

صدر هذا البيت يشبه تماما صدر البيت ٢٣ والذي يعود للشاعر المجهول.

ز ـ كتاب تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة الطبعة الثانية وقد يكون من المناسب أن أذكر أن السيد سلمان آل طعمة أثبت القصيدة من القاشاني وب ٢٤ بيتا منها أي كما جاءت بمخطوطة كتابات الروضة الحسينية وذلك في الطبعة الثانية من كتابه تراث كربلاء عام ١٩٨٣ م وقال أنها للشيخ محسن أبو الحب الجد ولم يعطنا مصدره لأننا هو وأنا لم نسجلها كاملة عند دراستنا لها ميدانيا كما أسلفت وكان ذلك بعد نشر كتابه في الطبعة الثانية.

نتائج الدراسة :

مما سبق من عرض القصائد والتعليق يظهر جليا أن القصيدة مشتركة لثلاث شعراء هم :

١ ـ الشيخ محسن أبو الحب الجد وله ١٦ بيتا.

٢ ـ السيد محمد مهدي بحر العلوم وله فيها ٥ أبيات.

٣ ـ شاعر مجهول وله فيها ٤ أبيات ، وقد تكون للشيخ محسن من قصيدة مفقودة

فيكون مجموع ما هو مكتوب على القاشاني ٢٤ بيتا.

ألأبيات ١ ، ٢ ، ٣ ، ٥ ، ٦ للسيد بحر العلوم.

ألأبيات ٧ ، ٨ ، ٢٣ ، ٢٤ للشاعر المجهول.

ألأبيات الباقية للشيخ محسن أبو الحب.

القصيدة الثانية :

ألآن وقد أنهينا ما درسناه عن القصيدة اللامية عند الرأس الشريف

١٩٦

والتي كانت محل الخلاف والمناقشة نعود إلى القصيدة الثانية وهي التي كانت مكتوبة في ألإيوان الضيق على السور الشمالي وهي بقافية الفاء والهاء (... فها).

من حسن الحظ إنني عثرت عليها في مخطوطة الشيخ جواد المشار إليها سابقا في صفحتها الرابعة وقد كان هذا الخطاط قد إستنسخ جميع القصائد والكتابات وأشار إلى السور القرآنية على أسوار وجدران وأبواب وصندوق روضة الحسين عليه‌السلام كما أن سعيد الصفار قد صور عددا كبيرا من ألأبواب وألأواوين والنقوش والزخارف والصور والكتابات على القاشاني وبذلك أسدى خدمة جليلة لتراث كربلاء وقد ينتفع به الدارسون ، كما إنتفعنا نحن في الشكلين ١ ، ٢ بهذه الدراسة بعد ما أزيل الحقيقي لها عام ١٩٩١ وقبله ، القصيدة الثانية كلها للشيخ محسن أبو الحب الجد وقد كانت مذيلة محسن ١٣٠٥ هـ على القاشاني وقد رأيتها بعيني قبل إزالتها للترميم.

ديوان الشيخ محسن أبو الحب الموجود ألآن عندي هو إستنساخ من ألنسخة ألأم المفقودة ألآن قام بإستنساخه مرزا صادق واعظ تلميذ الشيخ محسن أبو الحب الحفيد ، عام ١٣٥٧ هـ ولكن القصيدة ليست من محتوياته والقصيدة هي :

١ ـ ما جنة دانية قطوفها

ما ديمة هامية خلوفها

٢ ـ ما ألأبحر السبع وما عمارها

وما لآليها وما صدوفها

٣ ـ ما كعبة البيت وما حطيمها

ما زمزم ما حجرها ما خيفها

٤ ـ ما بيتها المعمور ما ستوره

وما سواريه وما سقوفها

٥ ـ أزهى وأبهى منظر من ورضة

في كربلاء تزهو بها طفوفها

٦ ـ ما أصبحت ممحلة يوما ولا

ميز من ربيعها خريفها

٧ ـ ما خان عبدالله خان غيره

يحق أن يأتي العلا حليفها

٨ ـ قام فيها صادقا محمد

حسب المعالي أنه أليفها

٩ ـ كلاهما مستوجب مني الثنا

وراكب العلياء ذا رديفها

١٠ ـ ولا تزال أنت نائب أحمد

مرابعا أهل السما ضيوفها

١٩٧

١١ ـ ذي جنة الفردوس ذي طريقها

ذي غرف الجنان ذي سجوفها

١٢ ـ إذا إرتقى بالرشاد عريفها

تاريخها محسن قل تاريخها

القصيدة من (١٢) بيتا ، (١ ، ٦) ألأبيات مناسبة أن تكتب على القاشاني وعلى واجهة السور المطلة على الصحن الشريف أما بقية ألأبيات فمع ألأسف لم أتمكن من فهمها ولولا انها جاءت ضمن ما حصل عليه الشيخ جواد والتي إستنسخها من ألأسوار لقلت إنها غير ملائمة.

صدور ألأبيات (١٠ ، ١١ ، ١٢) أثبتها كما وجدتها في المخطوطة وكلها ليست سليمة وبها خلاف في الوزن والمعنى وقد يكون الناسخ والناقل لها من السور لم يحسن نقلها.

إني رأيت التذييل محسن ١٣٠٥ هـ ومما يزيد في توثيق أن القصيدة للشيخ محسن أبو الحب الجد ما يلي :

١ ـ جاء في بغية النبلاء في تاريخ كربلاء في ص ٧٩ ما يلي :

ويستفاد من أبيات منظومة بالفارسية فوق شباك المقبرة الشمالية المقابلة للضريح أنه بمباشرة الحاج عبدألله بن القوام على نفقة الحاج محمد صادق التاجر الشيرازي ألأصفهاني قد قام بتكميل تعمير سرداب الصحن الحسيني وتطبيق ألأروقة الثلاثة الشرقي والشمالي والغربي بالكاشاني سنة ١٣٠٠ هـ.

هذان ألإسمان مذكوران في القصيدة.

٢ ـ وفي مخطوطة كتابات الروضة الحسينية في ص (٥) وبعد إكمال القصيدة العربية جاءت قصيدة بالفارسية تذكر أيضا إهتمام حاج عبدالله خان ونفقة حاج محمد صادق الشيرازي ألأصل وألأصفهاني المسكن وكما سبق أن هذين ألإسمين موجودان بالقصيدة العربية.

فقد يكون محسن في هذا التذييل هو من ضمن البيت ألأخير وقد تصرف خطاط القاشان بوضعه ، ولكن حساب الحروف بعد تاريخها لا يعطي ١٣٠٥ هـ.

فإننا والحالة هذه نتمكن من توثيق القصيدة وأنها للشيخ الجد ولكن

١٩٨

تبقى أبياتها من ١٠ ـ ١٢ غامضة.

أرجو أن أكون قد توفقت في دراستي لتوثيق القصيدتين على أسوار الروضة الحسينية وألله ولي التوفيق.

شكر وتقدير

لا يسعني إلا أن أقدم جزيل شكري للباحث التراثي السيد سعيد هادي الصفار لإعارتي مخطوطة (كتابات الروضة الحسينية) للشيخ جواد علي الخطاط وكذلك لسماحه لي بإستنساخ الصور الفوتوغرافية للشكلين (١ ، ٢) من مجموعته الجميلة.

١٩٩
٢٠٠