ثمرات الأعواد - ج ٢

علي بن الحسين الهاشمي الخطيب

ثمرات الأعواد - ج ٢

المؤلف:

علي بن الحسين الهاشمي الخطيب


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مكتبة الحيدريّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٩
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

المطلب الأوّل

في مسير السبايا والرؤوس إلى الكوفة

أي يوم أدمى المدامع فيه

حادث رائع وخطب جليل

يوم عاشور الذي لا أعان الصّـ

حبُ فيه ولا أجار القبيل

يا ابنَ بنت النبي ضيّعت العهـ

د رجال والحافظون قليل

ما أطاعوا النبي فيكَ وقد ما

لت بأرواحهم إليك الذحول

يا جواداً أدمى الجواد من الطعـ

ـن وولى ونحره مبلول

يا حساماً فلّت مضاربه الها

م وقد فله الحسام الصقيل

أَتُراني ألذّ ماءً ولما

يُروَ من مهجة الإمام الغليل

أتراني أعير وجهي صوناً

وعلى وجهه تجول الخيول

قبّلته الرماح واتّصلَت فيـ

ـه المنايا وعانقته النُّصول

غسّلته دماؤه قلّبته

أرجل الخيل كفّنته الرمول

والسبايا على النجائب تستا

ق وقد نالت الجيوب الذيول

وتشاكين والشكاة بكاء

وتنادينَ والنداء عويل (١)

__________________

(١) من قصيدة عامرةٍ للشريف الرضي رحمه‌الله استهلها بقوله :

راحل أنت واللّيالي نزولُ

ومُضرُّ بك البقاءُ الطويلُ

٣

إنّ أعظم الرزية وأجلّ المصيبة حلّت بآل الرسول وبنات الزهراء البتول بعد قتل الحسين عليه‌السلام وذويه وأنصاره ونهب رحله وحرق مضاربه هي تسيير عيالاته اسارى من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام كما ذكر المرحوم السيد حيدر بقصيدته النونية (١) :

وأجلّ يوم بعد يومك حلّ في

الإسلام منه يشيب كلّ جنين

يوم سرت أسرى كما شاء العدى

فيه الفواطم من بني يس

إتفق أرباب المقاتل على أنّ أهل الكوفة ساروا ببنات الرسالة وصبية الحسين عليه‌السلام من كربلاء يوم الحادي عشر من المحرم بعد الزوال ، كما ذكر ذلك السيد بن طاووس في اللهوف (٢) وغيره ، أقام عمر ابن سعد بقية يومه ـ أي يوم عاشوراء ـ واليوم الثاني إلى زوال الشمس ، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين وحمل نساءه على أحلاس (٣) أقتاب الجمال بغير غطاء ولا وطاء ، ولمّا حملوا النساء اُسارى مرّوا بهن على الحسين عليه‌السلام وأصحابه وهم صرعى فصحن النسوة وصاحت الحوراء زينب : يا محمداه صلى عليك مليك السماء ، هذا الحسين مزمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذرّيّتك مقتّلة تسفى عليها الصبا (٤).

قال الراوي : فأبكت كلّ عدوّ وصديق (٥).

__________________

(١) المثبتة في ديوانه المطبوع وإليك مطلعها :

إن ضاعَ وتركَ يابن حامي الدّينِ

لا قال سيفك للمنايا كونِ

(٢) انظر الملهوف على قتلى الطفوف : ١٨٩.

(٣) الأحلاس مفردها حلس بكسر الحاء والحلس كل ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج أو الرحل.

(٤) مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٣٩.

(٥) تأريخ الطبري : ٤ / ٣٤٨.

٤

وقيل : أرادت أن ترمي بنفسها من على ظهر الناقة ناداها السجاد : عمّه ارحمي حالي ، ارحمي ضعف بدني ، عمّه إذا رميت بنفسك من يركبك وأنا مقيّد؟ قالت : يابن أخي أريد أن اُودع أخي الحسين عليه‌السلام. فقال لها : عمّه ودعي أخاك وأنت على ظهر الناقة ، فجعلت تنادي : أخي أودعتك الله السميع العليم ، يابن أُم والله لو خيروني بين المقام عندك أو الرحيل عنك لاخترت المقام عندك ولو أن السباع تأكل لحمي ، قال المرحوم السيد رضا :

همّت لتقضي من توديعه وطراً

وقد أبى سوط شمر أن تودعه

ففارقته ولكن رأسه معها

وغاب عنها ولكن قلبها معه

هذا وقد أمر ابن سعد بأن تحمل الرؤوس على رؤوس الرماح وتسير السبايا ، فأقبلوا يجدون السير حتى وافوا القائم (١) فوضعوا هناك رأس الحسين عليه‌السلام وهو أول منزل انزل به الرأس الشريف ، فباتوا ليلتهم حتى الصباح ، وأدخلوا على ابن زياد ، ولمّا أدخلوا السبايا الى الكوفة ، كان ابن زياد قد أمر في ذلك اليوم أن لا يخرج أحد من أهل الكوفة بسلاحه ، هذا وقد عين عشرة ألاف فارس وأمرهم أن يأخذوا السكك والطرقات خوفاً من السواد من أن تحركهم الحمية والغيرة على أهل البيت ، إذا رأوهم بهذه الصفة اسارى ؛ وأمر أن تجعل الرؤوس في أوساط المحامل فوضعت ، فلمّا نظرت أم كلثوم إلى رأس أخيها الحسين بكت وأنشأت تقول :

__________________

(١) القائم هو اليوم مسجد الحنانة انزل فيه رأس الحسين عليه‌السلام وفيه يزار الحسين ، وكان قبل هذا يقال له القائم ويسمّى بالعلم ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يأتي الى هذا الموضع في الليالي المظلمة ويصلّي فيه ، حتى روي عن المفضل ابن عمر ، أنّه قال : جاز الصادق عليه‌السلام بالقائم المائل في طريق الغري فصلّى ركعتين ، فقيل له : ما هذه الصلاة؟ قال : هذا موضع رأس جدي الحسين عليه‌السلام وضعوه هنا ، وذلك لمّا توجهوا به من كربلا.

٥

ماذا تقولون إذ قال النبي لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم

بعترتي أهل بيتي بعد مفتقدي

منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم

قال : وأنشأت زينب بنت أمير المؤمنين عليهما‌السلام أيضاً في ذلك اليوم مخاطبة أهل الكوفة :

قتلتم أخي صبراً فويل لاُمّكم

ستجزون ناراً حرها يتوقد

سفكتم دماء حرّم الله سفكها

وحرّمها القران ثم محمد

ألا فابشروا بالنار إنكم غداً

لفي سقر حقاً جميعاً تخلدوا

وإني لأبكي في حياتي على أخي

على خير من بعد النبي سيولد

بدمع غزير مستهل مكفكف

على الخد مني دائماً ليس يحمد

وكذلك أنشأ السجاد في ذلك اليوم ، وهو في حالة السقم مخاطباً أهل الكوفة :

يا اُمّة السوء لا سقياً لربعكم

يا اُمّة لم تراع جدنا فينا

لو إننا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا

تسيرونا على الأقتاب عارية

كأننا لم نشيد فيكم دينا

نعم ، سيروهم على أقتاب الإبل بغير غطاء ولا وطاء كما قال الشاعر :

اسارى بلا فاد ولا من ماجد

يعنفها حاد ويشجى مركب (١)

__________________

(١) (فائدة) قال أرباب المقاتل : ولمّا قتل الحسين عليه‌السلام أرسل عمر ابن سعد رأسه من يومه أي يوم عاشوراء ـ إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي ، وأمر عمر بن سعد برؤوس أصحاب الحسين عليه‌السلام وأهل بيته فقطّعت وكانت أثنين وسبعين رأساً ، وسرّح بها مع شمر ابن ذي الجوشن وقيس من الأشعث ، وعمرو بن الحجاج ، وعروة بن قيس ، ليقدموا بها على ابن زياد فحملوها على أطراف الرماح.

٦

المطلب الثاني

يتضمّن خطبة العقيلة زينب واُختها اُم كلثوم عليهما‌السلام في الكوفة (١)

لمّا أدخلوا السبايا والرؤوس إلى الكوفة وخرج أهلها للنظر والتفرج عندئذ خطبت عقيلة بني هاشم ابنة علي عليه‌السلام تلك الخطبة البليغة فأعجبتهم ببلاغتها وحيّرتهم بفصاحة منطقها ، وذكرتهم أيّام أبيها سيد البلغاء حتى قال بشير بن خزيم الأسدي : نظرت الى زينب ابنة علي عليه‌السلام يومئذ ولم أر خفرة (٢) والله أنطق منها كأنّما تنطق وتفرغ من لسان علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقد أومأت الى الناس أن اسكتوا ، فارتدّت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثم قالت :

(أبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على نبيّه محمّد ، أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختر (٣) ألا فلا رقأة العبرة ، ولا هدأة الرنّة ؛ إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون إيمانكم دخلاً بينكم ، ألا وهل فيكم إلا

__________________

(١) ذهب العلامة الكبير الشيخ المجلسي المتوفي سنة ١١١١ هـ مثبتا في كتابه (بحار الأنوار) في مجلد العاشر منه أنّها لزينب الكبير وأيّده جميع مؤلّفوا المقاتل ، غير أنّ أبا الفضل أحمد ابن أبي طاهر المتوفي سنة ٢٠٤ ذكر في كتابه (بلاغات النساء) أنّها لأختها اُم كلثوم عليهما‌السلام.

(٢) الخفر بفتحتين شدة الحياء ، جارية خفرة ، بكسر الخاء مختار الصحاح.

(٣) الختر بفتح الخاء وسكون التاء وسكون الراء الغدر ، يقال : خترة فهو ختّار.

٧

الصلف (١) والشنف (٢) وملق الإماء ، وغمزة الأعداء ، وهل أنتم إلا كمرعى على دمنة ، أو كقصّة * على ملحوده ، ألا ساء ما قدمت أنفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون : اي والله فابكوا وإنّكم والله أحرياء بالبكاء ، فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ، فلقد بؤتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها (٣) بغسل بعدها أبداً ، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة وسيّد شباب أهل الجنة ، ومَنار محجّتكم ، ومدرّة حجّتكم ، ومفزع نازلتكم ، فتعساً ونكساً ، لقد خاب السعي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم (٤) بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة (لّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السّماوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقّ الأَرْضُ وَتَخِرّ الْجِبَالُ هَدّاً) (٥) أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟ لقد جئتم بها شوهاء ، وخرقاء ، شوهاء كطلاع الأرض والسماء ، أفعجبتم أن قطرت السماء دما (وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى‏ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ) (٦) فلا يستخفنّكم المهل فإنّه لا تحفزه المبادرة ، ولا يخاف عليه فوت الثار ، كلّا إنّ ربك لنا ولهم بالمرصاد) ، ثم ولّت عنهم الناس حيارى وقد ردّوا أيديهم إلى افواههم ، ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعف وقد أخضلّت لحيته من دموع عينيه وهو يقول :

__________________

(١) زعم الخليل أنّ الصلف مجاوزة قدر الظرف والإدّعاء فوق ذلك تكبّراً فهو رجل صلف وبابه فرح.

(٢) شنف له كفر ابغضه وتنكّره ، ومنه الشانف المعرض.

(*) القصة : بالفتح الجص لغة حجازية.

(٣) رحض يده وثوبه غسّله وبابه قطع.

(٤) بؤتم أي رجعتم.

(٥) سورة مريم : ٨٩ ـ ٩٠.

(٦) سورة فصلت من الآية ١٦.

٨

كهو لكم خير الكهول ونسلهم

إذا عدّ نسل لا يبور ولا يخزى

قال السيد ابن طاووس (١) : وخطبت أم كلثوم بنت علي عليهما‌السلام في ذلك اليوم من وارء كلتها رافعة صوتها بالبكاء ، فقالت :

(يا أهل الكوفة سوئه لكم ، مالكم خذلتم حسيناً وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فتبّاً لكم وسحقا ، ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم؟ وأيّ وزر على ظهوركم حملتم ، وأيّ دماء سفكتموها ، وأيّ كريمة أصبتموها ، وأيّ حبية سلبتموها ، وأيّ أموال انتهبتموها ، قتلتم خير الرجالات بعد النبي ، ونزعت الرحمة من قلوبكم (ألا إن حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ وحزب الشيطان هم الخاسرون) (٢)

أقول : نعم نزعت الرحمة من قلوبهم فلم يراعوا طفلة لبكائها ، ولم يرقّوا على طفل لحنينه ، بل كانوا يوجعونهم ضربا ، كما قالت سكينة : وإذا دمعت من أحدنا عين قرعوا رأسها بالرمح.

فإن يبكي اليتيم أباه شجوناً

مسحن سياطهم رأس اليتيم (٣)

وقال آخر :

وإذا حن بالسبايا يتيم

جاوبته أرامل ويتامى

__________________

(١) في ص ١٩٨ من كتابه الملهوف على قتلى الطفوف.

(٢) سورة المجادلة / ١٩.

(٣) من قصيدة للمغفور له السيد مهدي الأعرجي رحمه‌الله مطلعها :

سقت ربعاً بسلع فالغميم

غوادي الدمع للغيث العميمِ

٩

المطلب الثالث

في خطبة فاطمة بنت الحسين عليهما‌السلام بالكوفة

في البحار يروي عن زيد بن موسى ، قال : حدثني أبي عن جدّي عليه‌السلام قال : خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلاء فقالت :

(الحمد لله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأؤمن به وأتوكّل عليه ، وأشهد أن لا إله الّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده رسوله وأنّ أولاده ذبحوا بشط الفرات ، بغير ذحل ولا تراث ، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب ، أو أن أقول خلاف ما أنزلت عليه ، من أخذ العهود لوصيّة علي بن أبي طالب عليه‌السلام المسلوب حقّه ، المقتول من غير ذنب ، كما قتل ولده بالأمس ، في بيت من بيوت الله ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ، ولا عند مماته ، حتى قبضته إليك محمود النقيبة ، طيب العريكة ، معروف المناقب ، مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم ، ولا عذل عاذل ، هديته اللّهمّ للإسلام صغيراً ، وحمدته مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك ، حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا ، غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة ، مجاهداً في سبيلك ، رضيته فاخترته ، وهديته الى صراط المستقيم.

أمّا بعد : يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنّا أهل البيت ابتلانا

١٠

الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ، ووعاء فهمه ، وحكمته وحجّته على الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضّلنا بنبيه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، على كثير ممن خلق تفضيلا بيّناً ، فكذّبتمونا وكفرتمونا ، رأيتم قتالنا حلالاً ، وأموالنا نهباً ، كأنّنا أولاد ترك وكابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، لحقد متقدم قرّت لذلك عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراء على الله ومكراً مكرتم والله خير الماكرين ، فلا تدعونّكم أنفسكم الى الجذل (١) بما أصبتم من دمائنا ، ونالت أيديكم من أموالنا ، فإنّ ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة ، في كتاب قبل أن نبرءها (إِنّ ذلِكَ عَلَى‏ اللّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى‏ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (٢) تبّاً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب ، فكأنّ قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم (٣) بعذاب ، ويذيق بعضكم بئس بعض ، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة ، بما ظلمتمونا ألا لعنة الله على الظالمين ، ويلكم أتدرون أيّة يد طاعتنا منكم؟ وأيّة نفس نزعت إلى قتالنا؟ أم بأيّة رجل مشيتم إلينا؟ تبغون محاربتنا ، والله لقد قسمت قلوبكم وغلظت أكبادكم ، وطبع على افئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم ، وسوّل لكم الشيطان ، وأملى لكم ، وجعل على بصركم غشاوة ، فأنتم لا تهتدون ، فتباً لكم يا أهل الكوفة ، أيّ ترات لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبلكم ، وذحول له لديكم ، بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام جدّي وبنيه وعترته الطيبين الأخيار ، فافتخر بذلك مفتخركم قائلا :

__________________

(١) الجذل الفرح.

(٢) سورة الحديد : ٢٢ ـ ٢٣.

(٣) يسحتكم أي يهلككم ويستأصلكم.

١١

نحن قتلنا عليّاً وبني علي

بسيوف هندية ورماح

وسبينا نساءه سبي ترك

ونطحناهم فأيّ نطاح

بفيك أيّها القائل الكثكث والأثلب (١) افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم ، وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع كما أقعى (٢) أبوك فإنّما لكلّ امرء ما اكتسب وما قدمت يداه ، احسدتمونا ويلكم على ما فضلنا الله به.

فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا

وبحرك ساج ما يواري الدعامصا (٣)

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)

قال : فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب ، وقالوا : حسبك يا ابنة الطيبين ، فقد احرقت قلوبنا ، وأنضجت نحورنا ، وأضرمت أجوافنا ، فسكتت ويحق للقائل أن يقول :

بنات آكلة الأكباد في في كلل

والفاطميات تصلى في الهواجير

وللسيد حيدر الحلي رحمه‌الله :

من كلّ باكية تجاوب مثلها

نوحاً بقلب الدين منه اوار

شهدت قفار البيد إنّ دموعها

منها القفار غدون وهي بحار

__________________

(١) والكثكث والأثلب بالضم والكسر فيهما فتات الحجارة والتراب.

(٢) الإقعاء جلوس الكلب على إسته.

(٣) دعامص جمع دعموص وهي دويبة تغوص في الماء والبيت للاعشى.

١٢

المطلب الرابع

في خطبة السجاد زين العابدين عليه‌السلام بالكوفة

ذكر أرباب المقاتل : أنّ السجاد زين العابدين عليه‌السلام خطب خطبة بالكوفة ، غير أنّهم اختلفوا متى خطبها ؛ فبعضهم يرويها عند دخوله إلى الكوفة مع الأسارى ، وهو في حالة الأسر يوم الثالث عشر من المحرم ، وبعضهم ذكر : أنّها كانت بعد الأسر عند رجوعه من الشام إلى كربلاء ومنها توجه إلى المدينة فكان طريقه على الكوفة وخطب هذه الخطبة.

قال الطبرسي رحمه‌الله في كتابه الإحتجاج : ثم نزل علي بن الحسين وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ودخل الفسطاط ، قال : هذا حذيم بن بشير الأسدي ، خرج زين العابدين الى الناس ، وأومى إليهم ان اسكتوا فسكتوا ، وهو قائم فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلّى عليه ثم قال :

«أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته (١) ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من قتل صبراً ، وكفى بذلك فخراً ، أيها الناس أنشدكم الله هل

__________________

(١) وفي نسخة أخرى : وسلب نعيمه ، والظاهر وسلبت عمّته.

١٣

تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه واعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه ، فتبّاً لما قدمت لأنفسكم وسوأة لرأيكم بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي؟ فلستم من أُمّتي).

قال الراوي : فارتفعت الأصوات من كلّ ناحية ويقول بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون.

فقال عليه‌السلام : (رحم الله امرءاً قبل نصيحتي وحفظ وصيتي ، في الله وفي رسوله وأهل بيته ، فإنّ لنا في رسول الله أسوة حسنة).

فقالوا بأجعمهم : نحن كلّنا يابن رسول الله سامعون ومطيعون ، حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك يرحمك الله فإنّا حرب لحربك وسلم لسلمك ، لنأخذنّ وترك ووترنا ممن ظلمك ونبرأ منه.

فقال عليه‌السلام : (هيهات هيهات أيّتها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل؟ كلّا وربّ الراقصات فإنّ الجرح لما يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه ، ولم ينس ثكل رسول الله وثكل أبي وبني أبي ووجده بين لهاتي (١) ومرارته بين حناجري ، وحلقي وغصصه تجري في فراشة (٢) صدري ، ومسئلتي أن تكونوا لا لنا ولا علينا ، ثم قال عليه‌السلام :

لا غرو إن قتل الحسين فشيخة

قد كان خيراً من الحسين وأكرما

فلا تفرحوا يا قوم ما كان بالذي

اُصيب الحسين كان ذلك أعظما

قتيل بجنب النهر روحي فداؤه

جزاه الذي أرداه نار جهنّما

وفي البحار يروي مرسلاً عن مسلم الجصاص ، قال : دعاني ابن زياد لعنه

__________________

(١) اللهاة اللحمة التي تكون في أقص الفم.

(٢) الفراشة كل رقيق من العظم.

١٤

الله لإصلاح دار الأمارة بالكوفة ، فبينا أنا أجصص الأبواب وإذا بالزعقات قد ارتفعت من جنباب الكوفة ، فأقبل عليَّ خادم كان معنا ، فقلت : مالي أرى الكوفة تضجّ؟ قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد ، فقلت : من هذا الخارجي؟ فقال : الحسين بن علي ، قال : فتركت الخادم حتى خرج ، لطمت وجهي حتى خشيت على عينيّ أن تذهبا ، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر ، وأتيت الى الكناس ، فبينا أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس ، وإذا بالمحامل نحو ثمانين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة الزهراء وإذا بعلي بن الحسين عليه‌السلام على بعير بغير وطاء وأوداجه تشخب دماً ، وهو يبكي ويقول :

يا أُمّة السوء لا سقياً لربعكم

يا أُمّة لم تراع جدّنا فينا

لو أنّنا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا

تسيّرونا على الأقتاب عارية

كأنّنا لم نشيّد فيكم دينا

تصفقون علينا كفّكم طرباً

وأنتم في فجاج الأرض تسبّونا

أليس جدّي رسول الله ويلكم

أهدى البرية من سبل المضلّينا

والذي عظم على بنات الرسالة وزاد أشجانها وهو إن نساء الأنصار اللاتي ترملن يوم كربلاء وجئ بهن مع عيال الحسين عليه‌السلام اسارى الى الكوفة تشفعوا فيهن ذوي رحمهن عند ابن زياد (لعنه الله) فأمر بتسريحهن وبقيت بنات رسول الله فوصفها الشاعر بقوله :

لا من بني عدنان يلحضها

ندب ولا من هاشم بطل

إلّا فتى نهبت حشاشته

كفّ المصاب وجسمه العلل

وقال الآخر :

ذاب فما في جسمه مفصل

إلّا وفيه ألم ثابت

رقّ له الشامت ممّا به

ما حال من رقّ له الشامت

١٥

المطلب الخامس

في دخول السبايا على ابن زياد لعنه الله بالكوفة

قال الشيخ المفيد رحمه‌الله (١) : لمّا وصل رأس الحسين عليه‌السلام بالكوفة ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله ، ومعه بنات الحسين عليه‌السلام وأهله ، جلس ابن زياد للناس في قصر الإمارة وأذن للناس إذناً عاماً ، وأمر بأحضار الرأس فوضع بين يديه ، وجعل ينظر إليه ويتبسم ، ودخلت زينب أخت الحسين عليه‌السلام في جملتهم متنكرة عليها أرذل ثيابها.

وفي نفس المهموم عن الطبري والجزري : لبست زينب ابنة فاطمة عليهما‌السلام أرذل ثيابها وتنكرت وحفّت بها إماؤها فقال : فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية ومعها النساء؟ وقيل : قال : من هذه المتنكّرة؟ فلم تجبه زينب عليها‌السلام ، فأعادها ثانية وثالثة ، فقالت له بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله. فأقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب اُحدوثتكم. فقالت زينب عليها‌السلام : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا يابن مرجانة.

وقال في اللهوف : فقال لها ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين

__________________

(١) في ج ٢ ص ١١٤ من كتابه الإرشاد.

١٦

وأهل بيتك؟ فقالت : ما رأيت إلّا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذٍ ، ثكلتك أُمّك يابن مرجانة.

قال الراوي : فغضب ابن زياد وهو بها ليضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، ولا تذم على خطابها ، فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك. فقالت عليها‌السلام : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت. فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ولعمري لقد كان أبوها شاعراً سجاعاً. فقالت : يابن زياد : ما للمرأة والسجاعة ، إن لي عن السجاعة لشغلا (١) وإني لأعجب ممن يشتفي بقتل أئمته وهو يعلم أنهم منتقمون منه في آخرتها.

وتكلّمت أم كلثوم بمثل هذا الكلام ، وقالت : يابن زياد إن كان قد قرّت عينك بقتل الحسين عليه‌السلام فقد كانت عين رسول الله تقر برؤيته ، وكان يقبله ويمصّ شفتيه ويحمله وأخاه على ظهره فاستعد غداً للجواب.

فقال السجاد لابن زياد : إلى كم تهتك عمّتي زينب بين من يعرفها ومن لم يعرفها؟! فقال ابن زياد : من هذا المتكلّم؟ فقال : أنا علي بن الحسين. فقال : أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال علي عليه‌السلام : قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس ، فقال : بل الله قتله ، فقال علي بن الحسين عليه‌السلام (اللّهُ يَتَوَفّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) (٢). فقال ابن زياد : لك جرأة على رد جوابي ، يا غلمان خذوا هذا العليل واضربوا عنقه.

__________________

(١) انظر مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٤٢.

(٢) سورة الزمر من الآية ٤٢.

١٧

قال الراوي : فتعلّقت به عمّته زينب والتفتت الى ابن زياد (لعنه الله) وقالت : حسبك يابن زياد من دمائنا ما سفكت ، أترك لنا هذا العليل. فإن أردت قتله فاقتلني قبله ، فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم ، والله لأظنّها ودّت أني قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به. فقال السجاد لعمّته : اسكتي يا عمّة حتى اُكلّمه ، ثم أقبل عليه ، وقال له : أبالقتل تهدّدني يابن زياد؟ أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟!

قال الراوي : ثم أمر ابن زياد بعلي ابن الحسين عليه‌السلام فغل وحمل مع النسوة إلى دار كانت إلى جنب المسجد الأعظم. فقالت زينب بنت علي : لا تدخل علينا عربية إلّا اُم ولد أو مملوكة فإنّهنّ سبين كما سبينا.

قال : وأمر ابن زياد (لعنه الله) برأس الحسين عليه‌السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها ، قال زيد ابن أرقم (١) : مرّوا علي برأس الحسين عليه‌السلام وهو على الرمح وأنا في غرفة لي ، فلمّا حاذاني سمعته يقرأ هذه الآية (أَمْ حَسِبْتَ أَنّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) (٢) فوقف والله شعري ، وناديت : يابن رسول الله ، والله إنّ أمرك أعجب وأعجب. ولمّا فرغوا من التجوال به في السكك والطرقات ، أمر ابن زياد أن ينصب على خشبة بالصيارفة ، وهو أول رأس صلب في الاسلام على خشبة.

قال : فتنحنح الرأس وقرأ سورة الكهف الى قوله تعالى : (آمَنُوا بِرَبّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) (٣).

__________________

(١) زيد بن أرقم الأنصاري من أهل بيعة الرضوان.

(٢) سورة الكهف ٩.

(٣) سورة الكهف من الآية ١٣.

١٨

وعن سلمة بن كهيل ، قال : سمعت رأس الحسين عليه‌السلام وهو على الرمح يقرأ هذه الآية : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ) (١).

وتارة يسمعونه يقرأ هذه الآية : (وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (٢).

وعن الحارث بن وكيدة ، قال : كنت فيمن حمل رأس الحسين عليه‌السلام ، فسمعته يقرأ سورة الكهف ، فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة صوت أبي عبدالله عليه‌السلام : (يابن وكيدة أما علمت أنّا معاشر الأئمّة أحياء عند ربنا نرزق؟!) قال ابن وكيدة : فقلت في نفسي : أسرق رأسه الشريف ، فناداني : (يابن وكيدة ليس لك الى ذلك سبيل ، إنّ سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم إياي (فذرهم فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ) (٣).

ألم تعه يتلوا الكتاب ونوره

يشقّ ظلام الليل والليل مسدف

رأس ابن بنت محمّد ووصيه

للناظرين على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمعٍ

لا منكر منهم ولا متفجّع

كحلت بمنظرك العيون عماية

واصمّ رزؤك كلّ اُذن تسمع

__________________

(١) سورة البقرة من الآية ١٣٧.

(٢) سورة الشعراء من الآية ٢٢٧.

(٣) سورة غافر : ٧١.

١٩

المطلب السادس

في خطبة ابن زياد بالجامع وجواب عبدالله بن عفيف له

ومقتل عبدالله رحمه‌الله

قال أرباب المقاتل والسير : لمّا قتل الحسين عليه‌السلام أظهر ابن زياد الفرح والشماتة بقتله ، وأمر مناديه أن ينادي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم وصعد هو على المنبر وقد لاح الفرح والسرور في وجهه المشوم ، فخطب ، وقال في خطبته : الحمدلله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب.

قال الراوي : فما زاد على هذا الكلام شيئاً حتى قام إليه عبدالله بن عفيف الأزدي ، وكان من خيار الشيعة وزهادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والاخرى يوم صفين ، وكان يلازم مسجد الأعظم يصلّى فيه إلى الليل ، فقال : يا ابن زياد الكذّاب وابن الكذّاب أنت وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدوّ الله اتقتلون أبناء النبيين ، وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!

قال الراوي : فغضب ابن زياد ، وقال : من هذا المتكلم؟ فقال أنا المتكلم يا عدوّ الله ، أتقتل الذريّة الطاهرة التي أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنك على دين الإسلام؟! وا غوثاه أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن

٢٠