نهج البلاغة - ج ٣

محمد عبده

نهج البلاغة - ج ٣

المؤلف:

محمد عبده


المحقق: محمّد محيى الدين عبد الحميد
الموضوع : الحديث وعلومه
المطبعة: مطبعة الإستقامة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٧٢

عين الهداية. وقد خاطر من استغنى برأيه ، والصّبر يناصل الحدثان (١) والجزع من أعوان الزّمان ، وأشرف الغنى ترك المنى (٢) ، وكم من عقل أسير تحت هوى أمير (٣) ، ومن التّوفيق حفظ التّجربة ، والمودّة قرابة مستفادة ، ولا تأمننّ ملولا (٤).

٢١٢ ـ وقال عليه السلام : عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله (٥)

٢١٣ ـ وقال عليه السلام : أغض على القذى والألم ترض أبدا (٦)

٢١٤ ـ وقال عليه السلام : من لان عوده كثفت أغصانه (٧)

__________________

(١) الحدثان ـ بكسر فسكون ـ : نوائب الدهر ، والصبر يناضلها ، أى : يدافعها ، والجزع ـ وهو شدة الفزع ـ يعين الزمان على الاضرار بصاحبه

(٢) المنى ـ بضم ففتح ـ : جمع منية ، وهى ما يتمناه الانسان ، وإذا لم تتمن شيئا فقد استغنيت عنه

(٣) كثير من الناس جعلوا أهواءهم مسلطة على عقولهم ، فعقولهم أسرى تحت حكمها

(٤) الملول ـ بفتح الميم ـ : السريع الملل والسآمة ، وهو لا يؤمن ، إذ قد يمل عند حاجتك إليه فيفسد عليك عملك.

(٥) العجب حجاب بين العقل وعيوب النفس ، فاذا لم يدر بها سقط بل أوغل فيها فيعود عليه بالنقص ، فكأن العجب حاسد يحول بين العقل ونعمة الكمال.

(٦) القذى : الشىء يسقط فى العين ، والاغضاء عليه : كناية عن تحمل الأذى ، ومن لم يتحمل يعش ساخطا ، لأن الحياة لا تخلو من أذى

(٧) يريد من لين العود : طراوة الجثمان الانسانى ونضارته بحياة الفضل وماء الهمة ، وكثافة الأغصان : كثرة الآثار التى تصدر عنه كأنها فروعه ، ويريد بها كثرة الأعوان

٢٠١

٢١٥ ـ وقال عليه السلام : الخلاف يهدم الرّأى

٢١٦ ـ وقال عليه السلام : من نال استطال (١)

٢١٧ ـ وقال عليه السلام : فى تقلّب الأحوال علم جواهر الرّجال

٢١٨ ـ وقال عليه السلام : حسد الصّديق من سقم المودّة (٢)

٢١٩ ـ وقال عليه السلام : أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع

٢٢٠ ـ وقال عليه السلام : ليس من العدل القضاء على الثّقة بالظّنّ (٣)

٢٢١ ـ وقال عليه السلام : بئس الزّاد إلى المعاد ، العدوان على العباد

٢٢٢ ـ وقال عليه السلام : من أشرف أعمال الكريم غفلته عمّا يعلم (٤)

٢٢٣ ـ وقال عليه السلام : من كساه الحياء ثوبه لم ير النّاس عيبه

٢٢٤ ـ وقال عليه السلام : بكثرة الصّمت تكون الهيبة ، وبالنّصفة يكثر المواصلون (٥) ، وبالإفضال تعظم الأقدار ، وبالتّواضع تتمّ النّعمة

__________________

(١) «نال» أى : أعطى ، يقال : نلته ـ على وزن قلته ـ أى : أعطيته. وهذا مثل قولهم «من جاد ساد» فان الاستطالة : الاستعلاء بالفضل

(٢) لو لا ضعف المودة ما كان الحسد. وأول الصداقة انصراف النظر عن رؤية التفاوت

(٣) الواثق بظنه واهم ، فلا بد لمريد العدل من طلب اليقين بموجب الحكم.

(٤) أى : عدم التفاته لعيوب الناس وإشاعتها وإن علمها

(٥) النصفة ـ بالتحريك ـ : الانصاف ، ومتى أنصف الانسان كثر مواصلوه ، أى : محبوه

٢٠٢

وباحتمال المؤمن يجب السّؤدد (١) ، وبالسّيرة العادلة يقهر المناوىء (٢) ، وبالحلم عن السّفيه تكثر الأنصار عليه

٢٢٥ ـ وقال عليه السلام : العجب لغفلة الحسّاد عن سلامة الأجساد (٣)

٢٢٦ ـ وقال عليه السلام : الطّامع فى وثاق الذّلّ

٢٢٧ ـ وسئل عن الإيمان فقال : الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللّسان ، وعمل بالأركان.

٢٢٨ ـ وقال عليه السلام : من أصبح على الدّنيا حزينا فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو ربّه ، ومن أنى غنيّا فتواضع [له] لغناه ذهب ثلثا دينه (٤) ومن قرأ القرآن فمات فدخل النّار فهو ممّن كان يتّخذ آيات اللّه هزوا ، ومن لهج قلبه بحبّ الدّنيا التاط قلبه منها بثلاث (٥) : همّ لا يغبّه ، وحرص لا يتركه ، وأمل لا يدركه.

__________________

(١) المؤن ـ بضم ففتح ـ : جمع مؤنة ، وهى القوت ، أى : إن السؤدد والشرف باحتمال المؤنات عن الناس

(٢) المناوىء : المخالف المعاند

(٣) أى : من العجيب أن يحسد الحاسدون على المال والجاه مثلا ، ولا يحسدون الناس على سلامة أجسادهم ، مع أنها من أجل النعم.

(٤) لأن استعظام المال ضعف فى اليقين باللّه ، والخضوع : أداء عمل لغير اللّه ، فلم يبق إلا الاقرار باللسان

(٥) التاط التصق :

٢٠٣

٢٢٩ ـ وقال عليه السلام : كفى بالقناعة ملكا ، وبحسن الخلق نعيما ، وسئل عليه السلام عن قوله تعالى : «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيٰاةً طَيِّبَةً» فقال : هى القناعة

٢٣٠ ـ وقال عليه السلام : شاركوا الّذى قد أقبل عليه الرّزق ، فانّه أخلق للغنى وأجدر بإقبال الحظّ عليه (١).

٢٣١ ـ وقال عليه السلام فى قوله تعالى : «إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَاَلْإِحْسٰانِ» العدل : الإنصاف ، والإحسان : التّفضّل.

٢٣٢ ـ وقال عليه السلام : من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطّويلة قال الرضى : أقول : ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله فى سبيل الخير والبز وإن كان يسيرا فإن اللّه تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا ، واليدان ههنا : عبارتان عن النعمتين ، ففرق عليه السلام بين نعمة العبد ونعمة الرب [تعالى ذكره] فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة ، لأن نعم اللّه أبدا تضعف على نعم المخلوق أضعافا كثيرة (٢) إذ كانت نعم اللّه أصل النعم كلها ، فكل نعمة إليها ترجع ومنها تنزع

٢٣٣ ـ وقال عليه السلام لابنه الحسن عليهما السلام : لا تدعونّ إلى مبارزة (٣) وإن دعيت إليها فأجب فانّ الدّاعى باغ والباغى مصروع.

__________________

(١) أى : إذا رأيتم شخصا أقبل عليه الرزق فاشتركوا معه فى عمله من تجارة أو زراعة أو غيرهما فانه مظنة الربح.

(٢) تضعف ـ مجهول ـ : من «أضعفه» إذا جعله ضعفين

(٣) المبارزة : بروز كل للآخر ليقتتلا ، ومصروع : مغلوب مطروح

٢٠٤

٢٣٤ ـ وقال عليه السلام : خيار خصال النّساء شرار خصال الرّجال : الزّهو ، والجبن ، والبخل (١) فاذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها ، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها ، وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شىء يعرض لها (٢)

٢٣٥ ـ وقيل له : صف لنا العاقل ، فقال عليه السلام : هو الّذى يضع الشّىء مواضعه ، فقيل : فصف لنا الجاهل ، فقال : قد فعلت قال الرضى : يعنى أن الجاهل هو الذى لا يضع الشىء مواضعه فكأن ترك صفته صفة له ، إذ كان بخلاف وصف العاقل

٢٣٦ ـ وقال عليه السلام : واللّه لدنياكم هذه أهون فى عينى من عراق خنزير فى يد مجذوم (٣)

٢٣٧ ـ وقال عليه السلام : إنّ قوما عبدوا اللّه رغبة فتلك عبادة التّجّار (٤)

__________________

(١) الزهو ـ بالفتح ـ : الكبر ، وزهى ـ كعنى ، مبنى للمجهول ـ أى : تكبر ، ومنه «مزهوة» أى : متكبرة

(٢) فرقت ـ كفرحت ـ أى : فزعت.

(٣) العراق ـ بكسر العين ـ : هو من الحشا ما فوق السرة معترضا البطن ، والمجذوم : المصاب بمرض الجذام ، وما أقذر كرش الخنزير وأمعاءه إذا كانت فى يد شوهها الجذام.

(٤) لأنهم يعبدون لطلب عوض

٢٠٥

وإنّ قوما عبدوا اللّه رهبة فتلك عبادة العبيد (١) ، وإنّ قوما عبدوا اللّه شكرا فتلك عبادة الأحرار (٢)

٢٣٨ ـ وقال عليه السلام : المرأة شرّ كلّها ، وشرّ ما فيها أنّه لا بدّ منها!

٢٣٩ ـ وقال عليه السلام : من أطاع التّوانى ضيّع الحقوق ، ومن أطاع الواشى ضيّع الصّديق.

٢٤٠ ـ وقال عليه السلام : الحجر الغصيب فى الدّار رهن على خرابها (٣) قال الرضى : ويروى هذا الكلام عن النبى صلى اللّه عليه وسلم ، ولا عجب أن يشتبه الكلامان ، لأن مستقاهما من قليب ، ومفرغهما من ذنوب (٤)

٢٤١ ـ وقال عليه السلام : يوم المظلوم على الظّالم أشدّ من يوم الظّالم على المظلوم.

٢٤٢ ـ وقال عليه السلام : اتق اللّه بعض التّقى وإن قلّ ، واجعل بينك وبين اللّه سترا وإن رقّ.

__________________

(١) لأنهم ذلوا للخوف.

(٢) لأنهم عرفوا حقا عليهم فأدوه ، وتلك شيمة الأحرار

(٣) «الغصيب» أى : المغصوب ، أى : إن الاغتصاب قاض بالخراب كما يقضى الرهن بأداء الدين المرهون عليه

(٤) القليب ـ بفتح فكسر ـ : البئر ، والذنوب ـ بفتح فضم ـ : الدلو الكبير ، فان الامام يستقى من بئر النبوة ويفرغ من دلوها

٢٠٦

٢٤٣ ـ وقال عليه السلام : إذا ازدحم الجواب خفى الصّواب (١).

٢٤٤ ـ وقال عليه السلام : إنّ للّه فى كلّ نعمة حقّا ، فمن أدّاه زاده منها ، ومن قصّر عنه حاطر بزوال نعمته

٢٤٥ ـ وقال عليه السلام : إذا كثرت المقدرة قلّت الشّهوة (٢)

٢٤٦ ـ وقال عليه السلام : احذروا نفار النّعم فما كلّ شارد بمردود (٣).

٢٤٧ ـ وقال عليه السلام : الكرم أعطف من الرّحم (٤)

٢٤٨ ـ وقال عليه السلام : من ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه (٥)

٢٤٩ ـ وقال عليه السلام : أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه (٦)

٢٥٠ ـ وقال عليه السلام : عرفت اللّه سبحانه بفسخ العزائم ، وحلّ العقود (٧) ، [ونقض الهمم]

__________________

(١) ازدحام الجواب : تشابه المعانى حتى لا يدرى أيها أوفق بالسؤال ، وهو مما يوجب خفاء الصواب.

(٢) فان من ملك زهد

(٣) نفار النعم : نفورها بعدم أداء الحق منها فتزول

(٤) إن الكريم ينعطف للاحسان بكرمه أكثر مما ينعطف القريب بقرابته ، وهى كلمة من أعلى الكلام.

(٥) بعمل الخير الذى ظنه بك

(٦) وهو ما خالفت فيه الشهوة

(٧) العقود : جمع عقد ، بمعنى النية تنعقد على فعل أمر ، والعزائم : جمع عزيمة ،

٢٠٧

٢٥١ ـ وقال عليه السلام : مرارة الدّنيا حلاوة الآخرة ، وحلاوة الدّنيا مرارة الآخرة (١)

٢٥٢ ـ وقال عليه السلام : فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك والصّلاة تنزيها عن الكبر ، والزّكاة تسبيبا للرّزق ، والصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق ، والحجّ تقربة للدّين (٢) ، والجهاد عزّا للاسلام ، والأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ ، والنّهى عن المنكر ردعا للسّفهاء ، وصلة الرّحم منماة للعدد (٣) والقصاص حقنا للدّماء ، وإقامة الحدود إعظاما للمحارم ، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل ، ومجانبة السّرقة إيجابا للعفّة ، وترك الزّنا تحصينا للنّسب ، وترك اللّواط تكثيرا للنّسل ، والشّهادة استظهارا على المجاحدات (٤) ، وترك الكذب

__________________

وفسخها : نقضها ، ولو لا أن هناك قدرة سامية فوق إرادة البشر ـ وهى قدرة اللّه ـ لكان الانسان كلما عزم على شىء أمضاه ، لكنه قد يعزم واللّه يفسخ

(١) حلاوة الدنيا باستيفاء اللذات ، ومرارتها بالعفاف عنها. وفى الأول مرارة العذاب فى الآخرة ، وفى الثانى حلاوة الثواب فيها

(٢) أى : سببا لتقرب أهل الدين بعضهم من بعض ، إذ يجتمعون من جميع الأقطار فى مقام واحد لغرض واحد. وفى نسخة «تقوية» فان تجديد الألفة بين المسلمين فى كل عام بالاجتماع والتعارف مما يقوى الاسلام.

(٣) فانه إذا تواصل الأقرباء على كثرتهم كثر بهم عدد الأنصار.

(٤) إنما فرضت الشهادة ـ وهى الموت فى نصر الحق ـ ليستعان بذلك على قهر الجاحدين له فيبطل جحوده

٢٠٨

تشريفا للصّدق ، والسّلام أمانا من المخاوف ، والأمانات نظاما للأمّة (١) ، والطّاعة تعظيما للامامة.

٢٥٣ ـ وكان عليه السلام يقول : أحلفوا الظّالم ـ إذا أردتم يمينه ـ بأنّه برىء من حول اللّه وقوّته فانّه إذا حلف بها كاذبا عوجل [العقوبة] ، وإذا حلف باللّه الّذى لا إله إلاّ هو لم يعاجل ، لأنّه قد وحّد اللّه تعالى.

٢٥٤ ـ وقال عليه السلام : يا بن آدم ، كن وصىّ نفسك فى مالك ، واعمل فيه ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك (٢) :

٢٥٥ ـ وقال عليه السلام : الحدّة ضرب من الجنون ، لأنّ صاحبها يندم ، فان لم يندم فجنونه مستحكم.

٢٥٦ ـ وقال عليه السلام : صحّة الجسد ، من قلّة الحسد.

٢٥٧ ـ وقال عليه السلام [لكميل بن زياد النخعى] : يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا فى كسب المكارم ، ويدلجوا فى حاجة من هو نائم (٣) فو الّذى

__________________

(١) لأنه إذا روعيت الأمانة فى الأعمال أدى كل عامل ما يجب عليه فتنتظم شؤون الأمة. أما لو كثرت الخيانات فقد فسدت وكثر الاهمال فاختل النظام

(٢) أى : اعمل فى مالك وأنت حى ما تؤثر ـ أى : تحب ـ أن يعمل فيه خلفاؤك. ولا حاجة أن تدخر ثم توصى ورثتك أن يعملوا خيرا بعدك

(٣) الرواح : السير من بعد الظهر ، والادلاج : السير من أول الليل ، والمراد من المكارم : المحامد ، وكسبها بعمل المعروف ، وكأنه يقول : أرض أهلك أن «١٤ ـ ن ـ ج ـ ٣» ـ يواصلوا أعمال الخير فرواحهم فى الاحسان وإدلاجهم فى قضاء الحوائج وإن نام عنها أربابها.

٢٠٩

وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلاّ وخلق اللّه له من ذلك السّرور لطفا ، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها (١) كالماء فى انحداره حتّى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل.

٢٥٨ ـ وقال عليه السلام : إذا أملقتم فتاجروا اللّه بالصّدقة (٢)

٢٥٩ ـ وقال عليه السلام : الوفاء لأهل الغدر غدر عند اللّه ، والغدر بأهل الغدر وفاء عند اللّه.

٢٦٠ ـ [وقال عليه السلام : كم من مستدرج بالاحسان إليه ، ومغرور بالسّتر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه. وما ابتلى اللّه سبحانه أحدا بمثل الإملاء له.] قال الرضى : وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم ، إلا أن فيه ههنا زيادة جيدة مفيدة

__________________

(١) الضمير فى «جرى» للطف ، وفى «إليها» للنائبة وغريبة الابل لا تكون من مال صاحب المرعى فيطردها من بين ماله

(٢) أى : إذا افتقرتم فتصدقوا ، فان اللّه يعطف الرزق عليكم بالصدقة فكأنكم عاملتم اللّه بالتجارة. وههنا سر لا يعلم

٢١٠

فصل نذكر فيه شيئا من اختيار غريب كلامه

المحتاج إلى التفسير

١ ـ فى حديثه عليه السلام :

فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه ، فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف قال الرضى ـ اليعسوب : السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ ، والقزع : قطع الغيم التى لا ماء فيها

٢ ـ وفى حديثه عليه السلام :

هذا الخطيب الشّحشح

يريد الماهر بالخطبة الماضى فيها ، وكل ماض فى كلام أو سير فهو شحشح ، والشحشح فى غير هذا الموضع : البخيل الممسك

٣ ـ وفى حديثه عليه السلام :

إنّ للخصومة قحما

يريد بالقحم المهالك ، لأنها تقحم أصحابها فى المهالك والمتالف فى الأكثر ، ومن ذلك «قحمة الأعراب» وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم (١) فذلك تقحمها فيهم. وقيل فيه وجه آخر ، وهو أنها تقحمهم بلاد الريف ، أى : تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو

__________________

(١) تتعرق أموالهم : من قولهم «تعرق فلان العظم» أى : أكل جميع ما عليه من اللحم

٢١١

٤ ـ وفى حديثه عليه السلام

إذا بلغ النّساء نصّ الحقاق فالعصبة أولى

والنص : منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها كالنص فى السير لأنه أقصى ما تقدر عليه الدابة. وتقول : نصصت الرجل عن الأمر ، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه. فنص الحقاق يريد به الادراك لأنه منتهى الصغر والوقت الذى يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ، وهو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر [وأغربها. يقول :] فاذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمها إذا كانوا محرما مثل الأخوة والأعمام ، وبتزويجها إن أرادوا ذلك والحقاق محاقة الأم للعصبة فى المرأة وهو الجدال والخصومة وقول كل واحد منهما للآخر «أنا أحق منك بهذا» يقال منه : حاققته حقاقا ، مثل جادلته جدالا. وقد قيل : إن «نص الحقاق» بلوغ العقل ، وهو الادراك ، لأنه عليه السلام إنما أراد منتهى الأمر الذى تجب فيه الحقوق والأحكام ، ومن رواه «نص الحقائق» فانما أراد جمع حقيقة

هذا معنى ما ذكره أبو عبيد [القاسم بن سلام] والذى عندى أن المراد بنص الحقاق ههنا بلوغ المرأة إلى الحد الذى يجوز فيه تزويجها وتصرفها فى حقوقها ، تشبيها بالحقاق من الابل ، وهى جمع حقة وحق (١) وهو الذى استكمل ثلاث سنين ودخل فى الرابعة ، وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذى يتمكن فيه من ركوب ظهره ، ونصه فى السير ، والحقائق أيضا : جمع حقة. فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى واحد ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور

__________________

(١) بكسر الحاء فيهما

٢١٢

٥ ـ وفى حديثه عليه السلام

إنّ الايمان يبدو لمظة فى القلب كلّما ازداد الايمان ازدادت اللّمظة (١) واللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض. ومنه قيل : فرس ألمظ ، إذا كان بجحفلته شىء من البياض (٢)

٦ ـ وفى حديثه عليه السلام

إنّ الرجل إذا كان له الدّين الظّنون يجب عليه أن يزكّيه لما مضى إذا قبضه فالظنون [الذى لا يعلم صاحبه أيقضيه من الذى هو عليه أم لا ، فكانه] الذى يظن به فمرة يرجوه ومرة لا يرجوه. وهذا من أفصح الكلام ، وكذلك كل أمر تطلبه ولا تدرى على أى شىء أنت منه فهو ظنون (٣) وعلى ذلك قول الأعشى

ما يجعل الجدّ الظّنون الّذى

جنّب صوب اللّجب الماطر

مثل الفراتىّ إذا ما طما

يقذف بالبوصىّ والماهر

والجد : البئر (٤) [العادية فى الصحراء] والظنون : التى لا يعلم هل فيها ماء أم لا

٧ ـ وفى حديثه عليه السلام : أنه شيع جيشا يغزيه فقال : اعذبوا عن النّساء ما استطعتم

__________________

(١) اللمظة : بضم اللام وسكون الميم

(٢) الجحفلة ـ بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة ـ للخيل والبغال والحمير بمنزلة الشفة للانسان

(٣) هو بفتح الظاء

(٤) الجد ـ بضم الجيم ـ وتقدم تفسير الأبيات فى الخطبة الشقشقية فراجعه

٢١٣

ومعناه اصدفوا عن ذكر النساء (١) وشغل القلب بهن ، وامتنعوا من المقاربة لهن ، لأن ذلك يفت فى عضد الحمية (٢) ويقدح فى معاقد العزيمة ، ويكسر عن العدو ، ويلفت عن الابعاد فى الغزو ، وكل من امتنع من شىء فقد أعذب عنه. والعاذب والعذوب الممتنع من الأكل والشرب

٨ ـ وفى حديثه عليه السلام :

كالياسر الفالج ينتظر أوّل فوزة من قداحه الياسرون : هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور (٣) ، والفالج : القاهر والغالب ، يقال : فلج عليهم وفلجهم ، وقال الراجز :

لما رأيت فالجا قد فلجا

٩ ـ وفى حديثه عليه السلام :

كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدوّ منه

ومعنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو واشتد عضاض الحرب (٤)

__________________

(١) اعذبوا واصدفوا بكسر عين الفعل : أى : أعرضوا واتركوا

(٢) الفت : الدق والكسر ، وفت فى ساعده ـ من باب نصر ـ أى : اضعفه كأنه كسره ، ومعاقد العزيمة : مواضع انعقادها وهى القلوب ، وقدح فيها بمعنى خرقها كناية عن أوهنها. والعدو ـ بفتح فسكون ـ : الجرى ، و «يكسر عنه» أى : يقعد عنه.

(٣) الجزور ـ بفتح الجيم ـ : الناقة المجزورة ، أى : المنحورة. والمضاربة بالسهام : المقامرة على النصيب من الناقة ، وفلج : من باب ضرب ونصر

(٤) العضاض ـ بكسر العين ـ : أصله عض الفرس ، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين

٢١٤

فزع المسلمون إلى قتال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنفسه (١) ، فينزل اللّه عليهم النصر به ، ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه وقوله «إذا احمر الباس» كناية عن اشتداد الأمر ، وقد قيل فى ذلك أقوال أحسنها : أنه شبه حمى الحرب بالنار (٢) التى تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ، ومما يقوى ذلك قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد رأى مجتلد الناس يوم حنين (٣) وهى حرب هوازن : «الآن حمى الوطيس» فالوطيس : مستوقد النار ، فشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما استحر من جلاد القوم (٤) باحتدام النار وشدة التهابها.

* انقضى هذا الفصل ، ورجعنا إلى سنن الغرض الأول فى هذا الباب*

٢٦١ ـ وقال عليه السلام : لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على الأنبار ، فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة (٥) فأدركه الناس ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نكفيكهم ، فقال : ما تكفوننى أنفسكم فكيف تكفوننى غيركم؟ إن كانت الرّعايا قبلى لتشكو حيف رعاتها ، وإنّنى اليوم لأشكو حيف رعيّتى ، كأنّنى المقود وهم القادة ، أو الموزوع وهم الوزعة (٦)!

__________________

(١) فزع المسلمون : لجأوا إلى طلب رسول اللّه ليقاتل بنفسه

(٢) الحمى ـ بفتح فسكون ـ مصدر «حميت النار» اشتد حرها

(٣) مجتلد : مصدر ميمى من الاجتلاد ، أى : الاقتتال

(٤) استحر : اشتد ، والجلاد : القتال.

(٥) النخيلة ـ بضم ففتح ـ : موضع بالعراق اقتتل فيه الامام مع الخوارج بعد صفين

(٦) المقود : اسم مفعول ، والقادة : جمع قائد ، والوزعة ـ محركة ـ جمع وازع بمعنى الحاكم ، والموزوع : المحكوم

٢١٥

فلما قال عليه السلام هذا القول فى كلام طويل قد ذكرنا مختاره فى جملة الخطب ، تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما : إنى لا أملك إلا نفسى وأخى فمر بأمرك يا أمير المؤمنين ننقد له فقال عليه السلام : وأين تقعان ممّا أريد؟ (١)

٢٦٢ ـ وقيل إن الحارث بن حوت أتاه فقال : أترانى أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة (٢)؟. فقال عليه السلام : يا حارث ، إنّك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت (٣)! إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف من أتاه ، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه ، فقال الحارث : فإنى أعتزل مع سعيد بن مالك وعبد اللّه بن عمر؟ فقال عليه السلام : إنّ سعيدا وعبد اللّه بن عمر لم ينصرا الحقّ ولم يخذلا الباطل

٢٦٣ ـ وقال عليه السلام : صاحب السّلطان كراكب الأسد : يغبط بموقعه ، وهو أعلم بموضعه (٤).

__________________

(١) أى : أين أنتما وما هى منزلتكما من الأمر الذى أريده؟ وهو يحتاج إلى قوة عظيمة فلا موقع لكما منه

(٢) أترانى ـ بضم التاء ، مبنى للمجهول ـ أى : أتظننى.

(٣) نظرت الخ : أى : أصاب فكرك أدنى الرأى ولم يصب أعلاه ، و «حار» أى : تحير ، وأتى الحق : أخذ به

(٤) يغبط ـ مبنى للمجهول ـ أى : يغبطه الناس ويتمنون منزلته لعزته ، ولكنه أعلم بموضعه من الخوف والحذر ، فهو وإن أخاف بمركوبه إلا أنه يخشى أن يغتاله

٢١٦

٢٦٤ ـ وقال عليه السلام : أحسنوا فى عقب غيركم تحفظوا فى عقبكم (١)

٢٦٥ ـ وقال عليه السلام : إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء ، وإذا كان خطأ كان داء (٢)

٢٦٦ ـ وسأله رجل أن يعرفه الايمان فقال عليه السلام : إذا كان الغد فأتنى حتّى أخبرك على أسماع النّاس ، فإن نسيت مقالتى حفظها عليك غيرك ، فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها هذا (٣) ويخطئها هذا

وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله «الايمان على أربع شعب»

٢٦٧ ـ وقال عليه السلام : يا ابن آدم ، لا تحمل همّ يومك الّذى لم يأتك على يومك الّذى قد أتاك ، فإنّه إن يك من عمرك يأت اللّه فيه برزقك

٢٦٨ ـ وقال عليه السلام : أحبب حبيبك هونا مّا ، عسى أن يكون بغيضك يوما مّا ، وأبغض بغيضك هونا مّا ، عسى أن يكون حبيبك يوما مّا (٤)

٢٦٩ ـ وقال عليه السلام : النّاس فى الدّنيا عاملان : عامل عمل

__________________

(١) أى : كونوا رحماء بأبناء غيركم يرحم غيركم أبناءكم

(٢) لشدة لصوقه بالعقول فى الحالين

(٣) نقفه : ضربه ، اى : يصيبها واحد فيصيدها ، ويخطئها الآخر فتنفلت منه.

(٤) الهون ـ بالفتح ـ : الحقير ، والمراد منه هنا الخفيف لا مبالغة فيه ، أى : لا تبالغ فى الحب ولا فى البغض فعسى أن ينقلب كل إلى ضده فلا تعظم ندامتك على ما قدمت منه.

٢١٧

[فى الدّنيا] للدّنيا ، قد شغلته دنياه عن آخرته ، يخشى على من يخلفه الفقر ويأمنه على نفسه ، فيفنى عمره فى منفعة غيره ، وعامل عمل فى الدّنيا لما بعدها فجاءه الّذى له من الدّنيا بغير عمل ، فأحرز الحظّين معا ، وملك الدّارين جميعا فأصبح وجيها عند اللّه (١) ، لا يسأل اللّه حاجة فيمنعه.

٢٧٠ ـ وروى أنه ذكر عند عمر بن الخطاب فى أيامه حلى الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر وما تصنع الكعبة بالحلى؟ فهم عمر بذلك ، وسأل أمير المؤمنين عليه السلام فقال عليه السلام : إنّ القرآن أنزل على النّبىّ صلى اللّه عليه وآله وسلم والأموال أربعة : أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة فى الفرائض ، والفىء فقسّمه على مستحقّيه ، والخمس فوضعه اللّه حيث وضعه ، والصّدقات فجعلها اللّه حيث جعلها ، وكان حلى الكعبة فيها يومئذ ، فتركه اللّه على حاله ، ولم يتركه نسيانا ، ولم يخف عليه مكانا (٢) ، فأقرّه حيث أقرّه اللّه ورسوله. فقال له عمر : لولاك لافتضحنا ، وترك الحلى بحاله

٢٧١ ـ وروى أنه عليه السلام رفع إليه رجلان سرقا من مال اللّه : أحدهما عبد من مال اللّه ، والآخر من عروض الناس (٣) فقال عليه السلام :

__________________

(١) «وجيها» أى : ذا منزلة علية من القرب إليه سبحانه.

(٢) أى : لم يكن مكان حلى الكعبة خافيا على اللّه. فمكانا تميز نسبة الخفاء إلى الحلى :

(٣) أى : إن السارقين كانا عبدين أحدهما عبد لبيت المال. والآخر عبد لأحد الناس ، من عروضهم : جمع عرض ـ بفتح فسكون ـ وهو المتاع غير الذهب

٢١٨

أمّا هذا فهو من مال اللّه ولا حدّ عليه ، مال اللّه أكل بعضه بعضا ، وأمّا الآخر فعليه الحدّ [الشّديد] فقطع يده.

٢٧٢ ـ وقال عليه السلام : لو قد استوت قدماى من هذه المداحض لغيّرت أشياء (١)

٢٧٣ ـ وقال عليه السلام : اعلموا علما يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته ، واشتدّت طلبته ، وقويت مكيدته ـ أكثر ممّا سمّى له فى الذّكر الحكيم (٢) ، ولم يحل بين العبد فى ضعفه وقلّة حيلته ، وبين أن يبلغ ما سمّى له فى الذّكر الحكيم. والعارف لهذا العامل به أعظم النّاس راحة فى منفعة ، والتّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا فى مضرّة ، وربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى (٣) ، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ، فزد أيّها المستمع

__________________

والفضة ، وكلاهما سرق من بيت المال.

(١) المداحض : المزالق ، يريد بها الفتن التى ثارت عليه ، ويقول : إنه لو ثبتت قدماه فى الأمر وتفرغ لغير أشياء من عادات الناس وأفكارهم التى تبعد عن الشرع الصحيح

(٢) الذكر الحكيم : القرآن ، وليس لانسان أن ينال من الكرامة عند اللّه فوق ما نص عليه القرآن ، ولن يحول اللّه بين أحد وبين ما عين فى القرآن وإن اشتد طلب الأول وقويت مكيدته الخ ، وضعف حال الثانى ، فكل مكلف مستطيع أن يؤدى ما فرض اللّه فى كتابه وينال الكرامة المحمودة له ، وقد يراد من الذكر الحكيم علم اللّه ، أى : ما قدر لك فلن تعدوه ولن تقصر عنه

(٣) أى : لا يغتر المنعم عليه بالنعمة فربما تكون استدراجا من اللّه له يمتحن بها

٢١٩

فى شكرك ، وقصّر من عجلتك (١) ، وقف عند منتهى رزقك.

٢٧٤ ـ وقال عليه السلام : لا تجعلوا علمكم جهلا ، ويقينكم شكّا (٢) إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقّنتم فأقدموا.

٢٧٥ ـ وقال عليه السلام : إنّ الطّمع مورد غير مصدر (٣) ، وضامن غير وفىّ ، وربّما شرق شارب الماء قبل ريّه (٤) ، وكلّما عظم قدر الشّىء المتنافس فيه عظمت الرّزيّة لفقده ، والأمانىّ تعمى أعين البصائر ، والحظّ يأتى من لا يأتيه.

٢٧٦ ـ وقال عليه السلام : الّلهمّ إنّى أعوذ بك [من] أن تحسّن فى لامعة العيون علانيتى ، وتقبّح فيما أبطن لك سريرتى ، محافظا على رثاء النّاس من نفسى بجميع ما أنت مطّلع عليه منّى ، فأبدى للنّاس حسن ظاهرى ، وأفضى

__________________

قلبه ثم يأخذه من حيث لا يشعر ، ولا يقنط مبتلى فقد تكون البلوى صنعا من اللّه له يرفع بها منزلته عنده

(١) أى : قصر من العجلة فى طلب الدنيا.

(٢) من لم يظهر أثر علمه فى عمله فكأنه جاهل وعلمه لم يزد على الجهل ، ومن لم يظهر أثر يقينه فى عزيمته وفعله فكأنه شاك متردد ، إذ لو صح اليقين ما مرض العزم

(٣) أى : من ورده هلك فيه ، ولم يصدر عنه

(٤) شرق ـ كتعب ـ أى : غص ، تمثيل لحالة الطامع بحال الظمآن : فربما يشرق بالماء عند الشرب قبل أن يرتوى به ، وربما هلك الطامع فى الطلب قبل الانتفاع بالمطلوب.

٢٢٠