نهج البلاغة - ج ٣

محمد عبده

نهج البلاغة - ج ٣

المؤلف:

محمد عبده


المحقق: محمّد محيى الدين عبد الحميد
الموضوع : الحديث وعلومه
المطبعة: مطبعة الإستقامة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٧٢

من غير أهله ، وفّقنا اللّه وإيّاكم لمحابّه (١) والسّلام

٦٨ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى سلمان الفارسى رحمه اللّه قبل أيام خلافته

أمّا بعد ، فانّما مثل الدّنيا مثل الحيّة ليّن مسّها قاتل سمّها ، فأعرض عمّا يعجبك فيها لقلّة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما أيقنت [به] من فراقها [وتصرّف حالاتها] وكن آنس ما تكون بها (٢) أحذر ما تكون منها فإنّ صاحبها كلّما اطمأنّ فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور! (٣) [أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش ، والسّلام]

٦٩ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى الحارث الهمدانى

وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، وصدّق بما سلف من الحقّ ، واعتبر بما مضى من الدّنيا ما بقى منها (٤) فإنّ بعضها

__________________

(١) محاب ـ بفتح الميم ـ : مواضع محبته من الأعمال الصالحة

(٢) «آنس» حال من اسم «كن» ، أو من الضمير فى «أحذر». و «أحذر» خبر ، أى : فليكن أشد حذرك منها فى حال شدة أنسك بها

(٣) «أشخصته» أى : أذهبته

(٤) «ما بقى» مفعول «اعتبر» بمعنى قس ، أى : قس الباقى لما مضى؟؟؟

١٤١

يشبه بعضا ، وآخرها لاحق بأوّلها! وكلّها حائل مفارق (١) وعظّم اسم اللّه أن تذكره إلاّ على حقّ (٢) ، وأكثر ذكر الموت وما بعد الموت ، ولا تتمنّ الموت إلاّ بشرط وثيق (٣) واحذر كلّ عمل يرضاه صاحبه لنفسه ويكره لعامّة المسلمين. واحذر كلّ عمل يعمل به فى السّرّ ويستحى منه فى العلانية واحذر كلّ عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه. ولا تجعل عرضك غرضا لنبال القول ، ولا تحدّث النّاس بكلّ ما سمعت به ، فكفى بذلك كذبا ولا تردّ على النّاس كلّ ما حدّثوك به فكفى بذلك جهلا ، واكظم الغيظ وتجاوز عند المقدرة. واحلم عند الغضب ، واصفح مع الدّولة (٤) تكن لك العاقبة ، واستصلح كلّ نعمة أنعمها اللّه عليك ، ولا تضيّعنّ نعمة من نعم اللّه عندك ، ولير عليك أثر ما أنعم اللّه به عليك

واعلم أنّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه (٥) وأهله وماله ، فإنّك ما تقدّم من خير يبق لك ذخره ، وما تؤخّره يكن لغيرك خيره ، واحذر صحابة

__________________

(١) «حائل» : أى : زائل

(٢) لا تحلف به إلا على الحق تعظيما له وإجلالا لعظمته

(٣) أى : لا تقدم الموت رغبة فيه إلا إذا علمت أن الغاية أشرف من بذل الروح والمعنى لا تخاطر بنفسك فيما لا يفيد من سفاسف الأمور

(٤) أى : عند ما تكون لك السلطة

(٥) تقدمة ـ كتجربة ـ : مصدر قدم ـ بالتشديد ـ أى : بذلا وإنفاقا

١٤٢

من يفيل رأيه (١) وينكر عمله ، فانّ الصّاحب معتبر بصاحبه. واسكن الأمصار العظام فإنّها جماع المسلمين ، واحدر منازل الغفلة والجفاء وقلّة الأعوان على طاعة اللّه ، واقصر رأيك على ما يعنيك ، وإيّاك ومقاعد الأسواق فانّها محاضر الشّيطان ومعاريض الفتن (٢) ، وأكثر أن تنظر إلى من فضّلت عليه (٣) ، فانّ ذلك من أبواب الشّكر ، ولا تسافر فى يوم جمعة حتّى تشهد الصّلاة إلاّ فاصلا فى سبيل اللّه (٤) أو فى أمر تعذر به ، وأطع اللّه فى جميع أمورك فإنّ طاعة اللّه فاضلة على ما سواها ، وخادع نفسك فى العبادة ، وارفق بها ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها (٥) إلاّ ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه لا بدّ من قضائها وتعاهدها عند محلّها ، وإيّاك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربّك فى طلب الدّنيا (٦) ، وإيّاك ومصاحبة الفسّاق

__________________

(١) «فال الرأى يفيل» أى : ضعف

(٢) المعاريض : جمع معراض ـ كمحراب ـ وهو سهم بلا ريش رقيق الطرفين غليظ الوسط يصيب بعرضه دون حده ، والأسواق كذلك ، لكثرة ما يمر على النظر فيها من مثيرات اللذات والشهوات

(٣) أى : إلى من دونك ممن فضلك اللّه عليه

(٤) «فاصلا» أى : خارجا ذاهبا

(٥) «خذ عفوها» أى : وقت فراغها وارتياحها إلى الطاعة. وأصله العفو بمعنى ما لا أثر فيه لأحد يملك ، عبر به عن الوقت الذى لا شاغل للنفس فيه

(٦) «آبق» أى : هارب منه متحول عنه إلى طلب الدنيا

١٤٣

فانّ الشّرّ بالشّرّ ملحق ، ووقّر اللّه وأحبب أحبّاءه ، واحذر الغضب فإنّه جند عظيم من جنود إبليس ، والسّلام (١)

٧٠ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى سهل بن حنيف الأنصارى ، وهو عامله على المدينة

فى معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية

أمّا بعد ، فقد بلغنى أنّ رجالا ممّن قبلك (٢) يتسلّلون إلى معاوية ، فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم ، ويذهب عنك من مددهم ، فكفى لهم غيّا ولك منهم شافيا (٣) فرارهم من الهدى والحقّ ، وإيضاعهم إلى العمى والجهل (٤) ، وإنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها ، ومهطعون إليها (٥) ، وقد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه ، وعلموا أنّ النّاس عندنا فى الحقّ أسوة ، فهربوا إلى الأثرة (٦) ، فبعدا لهم وسحقا!!

__________________

(١) إن الغضب يوجب الاضطراب فى ميزان العقل ، ويدفع النفس للانتقام أيا كان طريقه ، وهذا أكبر عون للمضل على إضلاله

(٢) قبلك ـ بكسر ففتح ـ أى : عندك ، ويتسللون : يذهبون واحدا بعد واحد

(٣) غيا : ضلالا ، وفرارهم كاف فى الدلالة على ضلالهم ، والضالون مرض شديد فى بنية الجماعة ربما يسرى ضرره فيفسدها : ففرارهم كاف فى شفاها من مرضهم ورئيس الجماعة كأنه كلها لهذا نسب الشفاء إليه

(٤) الايضاع : الاسراع

(٥) مهطعون : مسرعون

(٦) الأثرة ـ بالتحريك ـ : اختصاص النفس بالمنفعة وتفضيلها على غيرها

١٤٤

إنّهم ـ واللّه ـ لم ينفروا من جور ، ولم يلحقوا بعدل ، وإنّا لنطمع فى هذا الأمر أن يذلّل اللّه لنا صعبه ، ويسهّل لنا حزنه (١) إن شاء اللّه ، والسّلام.

٧١ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى المنذر بن الجارود العبدى ، وقد خان فى بعض ما ولاه من أعماله

أمّا بعد ، فإنّ صلاح أبيك [ما] غرّنى منك ، وظننت أنّك تتّبع هديه ، وتسلك سبيله (٢) ، فإذا أنت فيما رقّى إلىّ عنك (٣) لا تدع لهواك انقيادا ، ولا تبقى لآخرتك عتادا (٤) ، تعمر دنياك بخراب آخرتك ، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك ، ولئن كان ما بلغنى عنك حقّا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك (٥) ، ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسدّ به ثغر ، أو ينفذ به أمر ، أو يعلى له قدر ، أو يشرك فى أمانة ، أو يؤمن على خيانة (٦) فأقبل إلىّ حين

__________________

بالفائدة ، والسحق ـ بضم السين ـ : البعد أيضا

(١) حزنه ـ بفتح فسكون ـ أى : خشنه

(٢) الهدى ـ بفتح فسكون ـ : الطريقة والسيرة

(٣) رقى إلى : رفع وأنهى إلى

(٤) العتاد ـ بالفتح ـ : الذخيرة المعدودة لوقت الحاجة

(٥) الجمل يضرب به المثل فى الذلة والجهل ، والشسع ـ بالكسر ـ : سير بين الأصبع الوسطى والتى تليها فى النعل العربى ، كأنه زمام ويسمى قبالا ـ ككتاب ـ

(٦) أى : على دفع خيانة ، ويروى «على جباية» وهى تحصيل أموال الخراج ونحوه ، عمل من أعمال الدولة ، ولعل هذه الرواية أظهر معنى

١٤٥

يصل إليك كتابى هذا إن شاء اللّه.

قال الرضى : والمنذر هذا هو الذى قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام : إنه لنظار فى عطفيه ، مختال فى برديه (١) ، تفال فى شراكيه.

٧٢ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى عبد اللّه بن العباس

أمّا بعد ، فانّك لست بسابق أجلك ، ولا مرزوق ما ليس لك ، واعلم بأنّ الدّهر يومان : يوم لك ، ويوم عليك. وأنّ الدّنيا دار دول (٢) ، فما كان منها لك أتاك على ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك.

٧٣ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى معاوية

أمّا بعد ، فانّى على التّردّد فى جوابك (٣) ، والاستماع إلى كتابك لموهّن

__________________

(١) العطف ـ بالكسر ـ : الجانب ، أى : كثير النظر فى جانبيه عجبا وخيلاء والبردان : تثنية برد ـ بضم الباء ـ وهو ثوب مخطط ، والمختال : المعجب ، والشراكان : تثنية شراك ـ ككتاب ـ وهو سير النعل كله ، وتفال : كثير التفل ، أى : النفخ فيهما لينفضهما من التراب

(٢) جمع دولة ـ بالضم ـ : ما يتداول من السعادة فى الدنيا ينتقل من يد إلى يد

(٣) من قولك «ترددت إلى فلان» أى : رجعت إليه مرة بعد أخرى ، أى : إنى فى ارتكابى للرجوع إلى مجاوبتك واستماع ما تكتبه موهن ـ أى : مضعف ـ رأيى ، ومخطئ فراستى ـ بالكسر ـ أى : صدق ظنى ، وكان الأجدر بى السكوت عن إجابتك

١٤٦

رأيى ، ومخطىء فراستى ، وإنّك إذ تحاولنى الأمور (١) وتراجعنى السّطور كالمستثقل النّائم تكذبه أحلامه ، والمتحيّر القائم يبهظه مقامه ، لا يدرى أله ما يأتى أم عليه ، ولست به ، غير أنّه بك شبيه ، وأقسم باللّه إنّه لو لا بعض الاستبقاء (٢) لوصلت إليك منّى قوارع : تقرع العظم ، وتهلس اللّحم! واعلم أنّ الشّيطان قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك (٣) ، وتأذن لمقال نصيحتك ، [والسّلام لأهله].

__________________

(١) حاول الأمر : طلبه ورامه ، أى : تطالبنى ببعض غاياتك كولاية الشام ونحوها ، وتراجعنى ـ أى : تطلب منى أن أرجع ـ إلى جوابك بالسطور. يقول : أنت فى محاولتك كالنائم الثقيل نومه : يحلم أنه نال شيئا ، فاذا انتبه وجد الرؤيا كذبت ، أى : عليه ، فأمانيك فيما تطلب شبيهة بالأحلام ، إن هى إلا خيالات باطلة ، وأنت أيضا كالمتحير فى أمره القائم فى شكه لا يخطو إلى قصده. «يبهظه» أى : يثقله ويشق عليه مقامه من الحيرة ، وإنك لست بالمتحير لمعرفتك الحق معنا ولكن المتحير شبيه بك ، فأنت أشد منه عناء وتعبا

(٢) الاستبقاء : الابقاء ، أى : لو لا إبقائى لك وعدم إرادتى لاهلاكك لأوصلت إليك قوارع ـ أى : دواهى ـ تقرع العظم ، أى : تصدمه فتكسره ، و «تهلس اللحم» أى : تذيبه وتنهكه

(٣) «ثبطك» أى : أقعدك عن مراجعة أحسن الأمور لك ، وهو الطاعة لنا ، وعن أن تأذن ـ أى : تسمع ـ لمقالنا فى نصيحتك

١٤٧

٧٤ ـ ومن حلف له عليه السّلام

كتبه بين ربيعة واليمن ، ونقل من خط هشام ابن الكلبى

هذا ما اجتمع عليه أهل اليمن حاضرها وباديها ، وربيعة حاضرها وباديها (١) أنّهم على كتاب اللّه : يدعون إليه ويأمرون به ، ويجيبون من دعا إليه وأمر به لا يشترون به ثمنا ولا يرضون به بدلا ، وأنّهم يد واحدة على من خالف ذلك وتركه ، أنصار بعضهم لبعض : دعوتهم واحدة ، لا ينقضون عهدهم لمعتبة عاتب ، ولا لغضب غاضب (٢) ، ولا لاستذلال قوم قوما [ولا لمسبّة قوم قوما]! على ذلك شاهدهم وغائبهم ، وسفيههم وعالمهم ، وحليمهم وجاهلهم. ثمّ إنّ عليهم بذلك عهد اللّه وميثاقه إنّ عهد اللّه كان مسئولا ، وكتب : على بن أبى طالب

__________________

(١) الحاضر : ساكن المدينة ، والبادى : المتردد فى البادية

(٢) المعتبة ـ كالمصطبة ـ : الغيظ ، والعاتب : المغتاظ ، أى : لا يعودون للتقاتل عند غضب بعضهم من بعض ، أو استذلال بعضهم لبعض ، أو سب بعضهم لبعض ، وعلى المعتدى أن يؤدى الحق للمظلوم بلا قتال

١٤٨

٧٥ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى معاوية فى أول ما بويع له

ذكره الواقدى فى كتاب الجمل

من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبى سفيان : ـ أمّا بعد ، فقد علمت إعذارى فيكم وإعراضى عنكم (١) ، حتّى كان ما لا بدّ منه ولا دفع له ، والحديث طويل ، والكلام كثير ، وقد أدبر ما أدبر ، وأقبل ما أقبل ، فبايع من قبلك (٢) وأقبل إلىّ فى وفد من أصحابك

٧٦ ـ ومن وصيّة له عليه السّلام

لعبد اللّه بن العباس ، عند استخلافه إياه على البصرة

سع النّاس بوجهك ومجلسك وحكمك ، وإيّاك والغضب فإنّه طيرة من الشّيطان (٣) ، واعلم أنّ ما قرّبك من اللّه يباعدك من النّار ، وما باعدك من اللّه يقرّبك من النّار.

__________________

(١) «إعذارى» أى : إقامتى على العذر فى أمر عثمان صاحبكم ، وإعراضى عنه بعدم التعرض له بسوء حتى كان قتله

(٢) ذهب ما ذهب من أمر عثمان ، وأقبل علينا من أمر الخلافة ما استقبلناه ، فبايع الذين قبلك ، أى : عندك ، والوفد ـ بفتح فسكون ـ : الجماعة الوافدون ، أى : القادمون.

(٣) الطيرة ـ كعنبة وفجلة ـ : الفأل الشؤم ، والغضب يتفاءل به الشيطان فى نيل مأربه من الغضبان

١٤٩

٧٧ ـ ومن وصيّة له عليه السّلام

لعبد اللّه بن العباس ، لما بعثه للاحتجاج إلى الخوارج

لا تخاصمهم بالقرآن فإنّ القرآن حمّال (١) ذو وجوه تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسّنّة فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا (٢).

٧٨ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

إلى أبى موسى الأشعرى جوابا فى أمر الحكمين

ذكره سعيد بن يحيى الأموى فى كتاب المغازى

فإنّ النّاس قد تغيّر كثير منهم عن كثير من حظّهم (٣) ، فمالوا مع الدّنيا ، ونطقوا بالهوى ، وإنّى نزلت من هذا الأمر منزلا معجبا (٤) اجتمع به أقوام أعجبتهم أنفسهم ، فإنّى أداوى منهم قرحا أخاف أن يكون علقا (٥) وليس رجل ـ فاعلم ـ أحرص على أمّة محمّد ، صلّى اللّه عليه وآله وسلم وألفتها منّى (٦)

__________________

(١) «حمال» أى : يحمل معانى كثيرة إن أخذت بأحدها احتج الخصم بالآخر

(٢) «محيصا» أى : مهربا

(٣) أى : إن كثيرا من الناس قد انقلبوا عن حظوظهم الحقيقية ، وهى حظوظ السعادة الأبدية بنصرة الحق

(٤) أى : موجبا للتعجب ، والأمر هو الخلافة ، ومنزله من الخلافة بيعة الناس له ثم خروج طائفة منهم عليه

(٥) القرح : مجاز عن فساد بواطنهم ، والعلق ـ بالتحريك ـ : الدم الغليظ الجامد ، ومتى صار فى الجرح الدم الغليظ الجامد صعبت مداواته وضرب فساده فى البدن كله

(٦) «أحرص» خبر «ليس» ، وجملة «فاعلم» معترضة

١٥٠

أبتغى بذلك حسن الثّواب وكرم المآب (١). وسأفى بالّذى وأيت على نفسى (٢) ، وإن تغيّرت عن صالح ما فارقتنى عليه (٣) ، فإنّ الشّقىّ من حرم نفع ما أوتى من العقل والتّجربة ، وإنّى لأعبد أن يقول قائل بباطل (٤). وإن أفسد أمرا قد أصلحه اللّه ، فدع ما لا تعرف (٥) ، فانّ شرار النّاس طائرون إليك بأقاويل السّوء ، والسّلام.

٧٩ ـ ومن كتاب له عليه السّلام

لما استخلف ، إلى أمراء الأجناد

أمّا بعد ، فإنّما أهلك من كان قبلكم أنّهم منعوا النّاس الحقّ فاشتروه (٦) ، وأخذوهم بالباطل فاقتدوه (٧).

__________________

(١) المآب : المرجع إلى اللّه

(٢) سأوفى بما وأيت ، أى : وعدت وأخذت على نفسى

(٣) «تغيرت» خطاب لأبى موسى ، يقول : إذا انقلبت عن الرأى الصالح الذى تفارقنا عليه ـ وهو الأخذ بالحذر ، والوقوف عند الحق الصريح ـ فانك تكون شقيا ، لأن الشقى من حرمه اللّه نفع التجربة فأخذه الناس بالخديعة

(٤) عبد يعبد ـ كغضب يغضب ـ عبدا ـ كغضبا وزنا ومعنى ، أى : يغضبنى قول الباطل ، وإفسادى لأمر الخلافة الذى أصلحه اللّه بالبيعة. ونسبة الافساد لنفسه لأن أبا موسى نائب عنه ، وما يقع عن النائب كأنه وقع عن الأصيل

(٥) أى : ما فيه الريبة والشبهة فاتركه

(٦) أى : حجبوا عن الناس حقهم ، فاضطر الناس لشراء الحق منهم بالرشوة ، فانقلبت الدولة عن أولئك المانعين فهلكوا «وأنهم منعوا» فاعل «أهلك»

(٧) أى : كلفوهم باتيان الباطل فأتوه ، وصار قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء

١٥١

باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام

ويدخل فى ذلك المختار من أجوبة مسائله

والكلام القصير الخارج فى سائر أغراضه

١ ـ قال عليه السلام : كن فى الفتنة كابن اللّبون (١) لا ظهر فيركب ، ولا ضرع فيحلب.

٢ ـ وقال عليه السلام : أزرى بنفسه من استشعر الطّمع (٢) ، ورضى بالذّلّ من كشف عن ضرّه ، وهانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه.

٣ ـ وقال عليه السلام : البخل عار ، والجبن منقصة ، والفقر يخرس الفطن عن حجّته ، والمقلّ غريب فى بلدته (٣) ، والعجز آفة ، والصّبر شجاعة ، والزّهد ثروة ، والورع جنّة.

٤ ـ وقاله عليه السلام : نعم القرين الرّضا ، والعلم وراثة كريمة ، والآداب حلل مجدّدة ، والفكر مرآة صافية.

٥ ـ وقال عليه السلام : صدر العاقل صندوق سرّه (٤) ، والبشاشة

__________________

(١) ابن اللبون ـ بفتح اللام وضم الباء ـ : ابن الناقة إذا استكمل سنتين ، لا له ظهر قوى فيركبونه ، ولا له ضرع فيحلبونه ، يريد تجنب الظالمين فى الفتنة لا ينتفعوا بك

(٢) أزرى بها : حقرها ، واستشعره : تبطنه وتخلق به ، ومن كشف ضره للناس ودعاهم للتهاون به فقد رضى بالذل. وأمر لسانه : جعله أميرا

(٣) المقل ـ بضم فكسر وتشديد اللام ـ : الفقير ، والجنة ـ بالضم ـ الوقاية

(٤) لا يفتح الصندوق فيطلع الغير على ما فيه ، والحبالة ـ بكسر الحاء ، بزنة كتابة ـ : شبكة الصيد ، ومثله الأحبول والأحبولة ـ بضم الهمزة فيهما ـ وتقول : حبل الصيد واحتبله ، إذا أخذه بها ، والبشوش يصيد مودات القلوب ، والاحتمال : تحمل الأذى ، ومن تحمل الأذى خفيت عيوبه كأنها دفنت فى قبر

١٥٢

حبالة المودّة ، والاحتمال قبر العيوب (أو) : والمسالمة خباء العيوب. ومن رضى عن نفسه كثر السّاخط عليه.

٦ ـ وقال عليه السلام : الصّدقة دواء منجح ، وأعمال العباد فى عاجلهم ، نصب أعينهم فى آجلهم.

٧ ـ وقال عليه السلام : اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ، ويتكلّم بلحم (١) ، ويسمع بعظم ، ويتنفّس من خرم!!

٨ ـ وقال عليه السلام : إذا أقبلت الدّنيا على أحد أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

٩ ـ وقال عليه السلام : خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم ، وإن عشتم حنّوا إليكم.

١٠ ـ وقال عليه السلام : إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.

١١ ـ وقال عليه السلام : أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الإخوان

__________________

(١) الشحم : شحم الحدقة. واللحم : اللسان. والعظم : عظام فى الأذن يضربها الهواء فتقرع عصب الصماخ فيكون السماع

١٥٣

وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم :

١٢ ـ وقال عليه السلام : إذا وصلت إليكم أطراف النّعم فلا تنفّروا أقصاها بقلّة الشّكر (١)

١٣ ـ وقال عليه السلام : من ضيّعه الأقرب أتيح له الأبعد (٢).

١٤ ـ وقال عليه السلام : ما كلّ مفتون يعاتب (٣).

١٥ ـ وقال عليه السلام : تذلّ الأمور للمقادير حتّى يكون الحتف فى التّدبير (٤)

١٦ ـ وسئل عليه السلام عن قول الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم «غيّروا الشّيب (٥) ولا تشبّهوا باليهود» فقال عليه السلام : إنّما قال صلّى اللّه

__________________

(١) أطراف النعم : أوائلها ، فاذا بطرتم ولم تشكروها بأداء الحقوق منها نفرت عنكم أقاصيها ـ أى : أواخرها ـ فحرمتموها

(٢) أتيح له : قدر له ، وكم من شخص أضاه أقاربه فقدر اللّه له من الأباعد من يحفظه ويساعده.

(٣) أى : لا يتوجه العتاب واللوم على كل داخل فى فتنة ، فقد يدخل فيها من لا محيص له عنها لأمر اضطره فلا لوم عليه.

(٤) الحتف ـ بفتح فسكون ـ : الهلاك

(٥) غيروا الشيب بالخضاب ليراكم الأعداء كهولا أقوياء ، ذلك والدين قل ـ بضم القاف ـ أى : قليل أهله. والنطاق ـ ككتاب ـ : الحزام العريض ، واتساعه كناية عن العظم والانتشار. والجران ـ على وزن النطاق ـ : مقدم عنق البعير يضرب به على الأرض إذا استراح وتمكن ، أى : بعد قوة الاسلام الانسان مع اختياره : إن شاء خضب ، وإن شاء ترك

١٥٤

عليه وآله وسلّم ذلك والدّين قلّ ، فأمّا الآن وقد اتّسع نطاقه ، وضرب بجرانه فامرؤ وما اختار.

١٧ ـ وقال عليه السلام فى الذين اعتزلوا القتال معه : حذلوا الحقّ ولم ينصروا الباطل :

١٨ ـ وقال عليه السلام : من جرى فى عنان أمله عثر بأجله (١)

١٩ ـ وقال عليه السلام : أقيلوا ذوى المروءات عثراتهم (٢) ، فما يعثر منهم عاثر إلاّ ويد اللّه بيده يرفعه.

٢٠ ـ وقال عليه السلام : قرنت الهيبة بالخيبة (٣) ، والحياء بالحرمان ، والفرصة تمرّ مرّ السّحاب فانتهزوا فرص الخير.

٢١ ـ وقال عليه السلام : لنا حقّ فإن أعطيناه وإلاّ ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السّرى

__________________

(١) أى : من كان جريه إلى سعادته بعنان الأمل يمنى نفسه بلوغ مطلبه بلا عمل سقط فى أجله بالموت قبل أن يبلغ شيئا مما يريد. والعنان ـ ككتاب : ـ سير اللجام تمسك به الدابة

(٢) العثرة : السقطة ، وإقاله عثرته : رفعه من سقطته. والمروءة ـ بضم الميم ـ : صفة للنفس تحملها على فعل الخير لأنه خير. وقوله «يرفعه» جملة حالية من لفظ الجلالة ، وإن كان مضافا إليه لوجود شرطه

(٣) أى : من تهيب أمرا خاب من إدراكه ، ومن أفرط به الخجل من طلب شىء حرم منه ، والافراط فى الحياء مذموم كطرح الحياء ، والمحمود الوسط

١٥٥

قال الرضى : وهذا من لطيف الكلام وفصيحه ، ومعناه إنا إن لم نعط حقنا كنا أذلاء (١) وذلك أن الرديف يركب عجز البعير كالعبد والأسير ومن يجرى مجراهما.

٢٢ ـ وقال عليه السلام : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

٢٣ ـ وقال عليه السلام : من كفّارات الذّنوب العظام إغاثة الملهوف والتّنفيس عن المكروب.

٢٤ ـ وقال عليه السلام : يا ابن آدم ، إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره.

٢٥ ـ وقال عليه السلام : ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر فى فلتات لسانه ، وصفحات وجهه.

٢٦ ـ وقال عليه السلام : امش بدائك ما مشى بك (٢).

٢٧ ـ وقال عليه السلام : أفضل الزّهد إخفاء الزّهد.

٢٨ ـ وقال عليه السلام : إذا كنت فى إدبار والموت فى إقبال (٣) فما أسرع الملتقى.

__________________

(١) وقد يكون المعنى إن لم نعط حقنا تحملنا المشقة فى طلبه وإن طالت الشقة. وركوب مؤخرات الابل مما يشق احتماله والصبر عليه.

(٢) أى : ما دام الداء سهل الاحتمال يمكنك معه العمل فى شؤونك فاعمل ، فان أعياك فاسترح له

(٣) يطلبك الموت من خلفك ليلحقك وأنت مدبر إليه تقرب عليه المسافة

١٥٦

٢٩ ـ وقال عليه السلام : الحذر الحذر! فو اللّه لقد ستر حتّى كأنّه قد غفر (١)

٣٠ ـ وسئل عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر ، واليقين ، والعدل ، والجهاد. والصّبر منها على أربع شعب : على الشّوق والشّفق (٢) ، والزّهد ، والتّرقّب : فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات ، ومن أشفق من النّار اجتنب المحرّمات ، ومن زهد فى الدّنيا استهان بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. واليقين منها على أربع شعب : على تبصرة الفطنة ، وتأوّل الحكمة (٣) ، وموعظة العبرة ، وسنّة الأوّلين : فمن تبصّر فى الفطنة تبيّنت له الحكمة ، ومن تبيّنت له الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنّما كان فى الأوّلين. والعدل منها على أربع شعب : على غائص الفهم ، وغور العلم ، وزهرة الحكم (٤) ورساخة الحلم : فمن فهم علم غور العلم ، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم (٥) ، ومن حلم لم يفرّط

__________________

(١) الضمير للّه ، ستر مخازى عباده حتى ظن أنه غفرها لهم ويوشك أن يأخذهم بمكره

(٢) الشفق ـ بالتحريك ـ : الخوف

(٣) تأول الحكمة : الوصول إلى دقائقها ، والعبرة : الاعتبار والاتعاظ بأحوال الأولين ، وما رزئوا به عند الغفلة ، وما حظوا به عند الانتباه

(٤) غور العلم : سره وباطنه ، وزهرة الحكم ـ بضم الزاى ـ أى : حسنه

(٥) الشرائع : جمع شريعة ، وهى الظاهر المستقيم من المذاهب ، ومورد الشاربة ،

١٥٧

فى أمره وعاش فى النّاس حميدا. والجهاد منها على أربع شعب : على الأمر بالمعروف ، والنّهى عن المنكر ، والصّدق فى المواطن (١) وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين ، ومن صدق فى المواطن قضى ما عليه ، ومن شنئ الفاسقين وغضب للّه غضب اللّه له وأرضاه يوم القيامة

٣١ ـ [وقال عليه السلام] : الكفر على أربع دعائم : على التّعمّق ، والتّنازع ، والزّيغ (٢) والشّقاق : فمن تعمّق لم ينب إلى الحقّ (٣) ، ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحقّ ، ومن زاغ ساءت عنده الحسنة ، وحسنت عنده السّيّئة ، وسكر سكر الضّلالة ، ومن شاقّ وعرت عليه طرقه ، وأعضل عليه أمره (٤) ، وضاق عليه مخرجه. والشّكّ على أربع شعب : على التّمارى

__________________

و «صدر عنها» أى : رجع عنها بعد ما اغترف ليفيض على الناس مما اغترف فيحسن حكمه

(١) مواطن القتال فى سبيل الحق. والشنآن ـ بالتحريك ـ : البغض.

(٢) التعمق : الذهاب خلف الأوهام على زعم طلب الاسرار ، والزيغ : الحيدان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيوانى ، والشقاق : العناد

(٣) «لم ينب» أى : لم يرجع ، أناب ينيب : رجع

(٤) وعر الطريق ـ ككرم ، ووعد ، وولع ـ : خشن ولم يسهل السير فيه ، وأعضل : اشتد وأعجزت صعوبته

١٥٨

والهول ، والتّردّد ، والاستسلام (١) : فمن جعل المراء دينا لم يصبح ليله ، ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه ، ومن تردّد فى الرّيب وطئته سنابك الشّياطين (٢) ، ومن استسلم لهلكة الدّنيا والآخرة هلك فيهما قال الرضى : وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الاطالة والخروج عن الغرض المقصود فى هذا الباب

٣٢ ـ وقال عليه السلام : فاعل الخير خير منه ، وفاعل الشّرّ شرّ منه.

٣٣ ـ وقال عليه السلام : كن سمحا ولا تكن مبذّرا ، وكن مقدّرا ولا تكن مقتّرا (٣)

٣٤ ـ وقال عليه السلام : أشرف الغنى ترك المنى (٤).

__________________

(١) التمارى : التجادل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق الحق ، والهول ـ بفتح فسكون ـ : مخافتك من الأمر لا تدرى ما هجم عليك منه فتدهش ، والتردد : انتقاض العزيمة وانفساخها ، ثم عودها ، ثم انفساخها ، والاستسلام : إلقاء النفس فى تيار الحادثات ، أى : ما أتى عليها يأتى. والمراء ـ بكسر الميم ـ الجدل ، والديدن : العادة وقوله «لم يصبح ليله» أى : لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين

(٢) الريب : الظن ، أى : الذى يتردد فى ظنه ولا يعقد العزيمة فى أمره تطؤه سنابك الشياطين ـ جمع سنبك ، بالضم ، وهو طرف الحافر ـ أى : تستزله شياطين الهوى فتطرحه فى الهلكة

(٣) المقدر : المقتصد ، كأنه يقدر كل شىء بقيمته فينفق على قدره ، والمقتر : المضيق فى النفقة ، كأنه لا يعطى إلا القتر ، أى : الرمقة من العيش

(٤) المنى : جمع منية ، وهى ما يتمناه الانسان لنفسه ، وفى تركها غنى كامل : لأن من زهد شيئا استغنى عنه

١٥٩

٣٥ ـ وقال عليه السلام : من أسرع إلى النّاس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون.

٣٦ ـ وقال عليه السلام : من أطال الأمل أساء العمل (١).

٣٧ ـ وقال [عليه السلام] وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار (٢) ، فترجلوا له واشتدوا بين يديه ، فقال : ما هذا الّذى صنعتموه؟ فقالوا : خلق منا نعظم به أمراءنا ، فقال : واللّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم ، وإنّكم لتشقّون على أنفسكم فى دنياكم (٣) ، وتشقون به فى آخرتكم ، وما أخسر المشقّة وراءها العقاب ، وأربح الدّعة معها الأمان من النّار.

٣٨ ـ وقال عليه السلام لابنه الحسن : يا بنىّ ، احفظ عنّى أربعا ، وأربعا ، لا يضرّك ما عملت معهنّ : [إنّ] أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب (٤) ، وأكرم

__________________

(١) طول الأمل : الثقة بحصول الأمانى بدون عمل لها ، أو استطالة العمر والتسويف بأعمال الخير

(٢) الدهاقين : جمع دهقان ، وهو زعيم الفلاحين فى العجم والأنبار من بلاد العراق ، و «ترجلوا» أى : نزلوا عن خيولهم مشاة ، واشتدوا : أسرعوا

(٣) تشقون ـ بضم الشين ، وتشديد القاف ـ : من المشقة ، وتشقون الثانية بسكون الشين من الشقاوة ، والدعة ـ بفتحات ـ : الراحة

(٤) العجب ـ بضم فسكون ـ ومن أعجب بنفسه مقته الناس فلا يوجد له أنيس فهو فى وحشة دائما

١٦٠