نظريّة النقد العربي رؤية قرآنيّة معاصرة

المؤلف:

الدكتور محمد حسين علي الصّغير


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المؤرّخ العربي
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧

٤ ـ الدلالة الهامشية :

وهي أوسع الدلالات مجالا ، لأنها تعتمد على تعدد التخصص في الاستنتاج ، فهي تبع لنوعية ثقافة المفسر ، ودقة نظره ، وزاوية إفادته ، على مختلف الاتجاهات والثقافات عند المفسرين ، فقد تجد في سياق العبارات من الألفاظ أثراً للمطابقة والمقابلة في مجانسة الأضداد والجمع بين المتقابلين ، والتفريق بين المتجانسين مما يلحظه البلاغي بحسب ذائقته الفنية ، بينما يلحظ فيها النحوي مجالاً آخر في الاستفادة من تخريج اللفظ على الوجه النحوي في الاستعمال القياسي أو السماعي ، حتى لا يهم اللغوي منه هذا الفهم أو ذاك بل يبحث عن ضالته في تكثيف معجمه اللغوي بما يفيده هذا اللفظ أو ذاك.

وهكذا نجد الدلالة الهامشية مجالاً خصباً لمختلف الاجتهادات ، إلا أننا نجدها هنا أكثر تحكماً من قبل البلاغي ، لاستخراجه لها من عدة وجوه واحتمالات ، أي أنه ـ نتيجة لعلاقة تحمسه بالألفاظ أقدر من غيره على توجيه هذه الدلالة تجاه مساره البلاغي.

وسنلقي ضوءا ـ فيما يلي ـ على الفهم المتفاوت لنصوص الالفاظ ، بحسب تخصص المتلقي على الوجه التالي :

أ ـ اللغوي لا يرى بأساً بأن يجد بألفاظ أية واحدة من آيات المثل القرآني حروف المعجم العربي قاطبة ، فيحقق بذلك بغيته في التأكيد على هذا الجانب من الألفاظ ، والآية هي :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما (٢٩) ) (١).

فهو ينظر إلى هذا النص نظرة جانبية ، ويدور معه حول هامشه غير

__________________

(١) الفتح : ٢٩.

٦١

ناظر إلا لحروف الالفاظ ، وكيف قد كونت حروف الهجاء.

ب ـ والنحوي ينظر إلى اللفظ من زاويته من زاويته الخاصة ، فاستعمال ( الذي ) بدل ( الذين ) في قوله تعالى : ( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ) (١) يقوم بتوجيه الفراء نحوياً فيقول :

« إنما ضرب المثل للفعل ، لا لأعيان القوم ، وإنما هو مثل للنفاق ، فقال : مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ، ولم يقل : الذين استوقدوا » (٢) فالفراء قد افاد من اللفظ ما يفيده النحوي في التخريجات ووجه علة تصحيح النصوص أداء ، فحمل صيغة العدول عن الجمع إلى المفرد ، على العدول من أعيان المنافقين وهم جمع ، إلى النفاق وهو مفرد ، لأن الحديث منصب على النفاق لا الأشخاص ، أما حينما أراد المثل الحديث عن المنافقين بالذات وهم جمع أشار إليهم بالجمع فقال ( ذهب الله بنورهم ) (٣).

جـ ـ والمنطقي كسابقيه اللغوي والنحوي ، إنما ينظر إلى اللفظ من وجهة نظره المحدد بين التصور والتصديق ، فيستفيد من كلمة « حبة » مضمومة إلى كيفيتها في الإنبات بقوله تعالى :

( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ... ) (٤) بأنه « لا يلزم أن توجد حبة بهذه الصفة. إنما المقصود تصوير زيادة الأجر لا غير ، فإن وجدت صورة توافق المذكور في أكثر الخصوصيات أو كلها كان من قبيل لزوم ما لا يلزم » (٥) وقد عقب الطبرسي على السنبلة من نفس الآية ، وعلل تصورها بالفهم نفسه فقال :

« متى قيل : هل رؤي في سنبلة مئة حبة حتى يضرب المثل بها ، فجوابه أن ذلك متصور وإن لم ير ، كقول امرئ القيس :

__________________

(١) البقرة : ١٧.

(٢) ابن ناقيا ، الاجمال في تشبيهات القرآن : ٥٦.

(٣) البقرة : ١٧.

(٤) البقرة : ٢٦١.

(٥) الهلوي ، الفوز الكبير في أصول التفسير : ٢٩.

٦٢

ومسنونة زرق كأنياب أغوال (*)

وقوله تعالى : ( طلعها كأنه رءوس الشيطين ) (١) (٢).

د ـ والبلاغي حينما ينظر إلى اللفظ يستطيع بشكل وآخر أن يؤول هذا اللفظ بعدة اعتبارات يغوص بعضها في الأعماق ويطفو بعضها على السطح ، وزايدة على تمرسه باستخراج الصور البلاغية الأصيلة كالمجاز والتشبيه والاستعارة ، فإن فهمه الخاص يقوده إلى استنباط جمال اللفظ بوجوه مختلفة ، نجمل بعضها بما يلي :

في ملاءمة الالفاظ لما يجاورها يجد البلاغي دلالة هامشية في مقابلة هذه الألفاظ وألفاظ آخر من نسخها فيستنتج من ذلك جمال تلك الألفاظ ، وضرورة استعمالها دون سواها ، لتحقيق هذا الغرض الهامشي ، ويتمثل هذا بالتخريجات التالية :

آ ـ الآيتان ( إن الله لا يستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيرا ويدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين (٢٦) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (٢٧) ) (٣).

استخرج منها السيوطي عدة مقابلات في الألفاظ ، أجملها بأن الله تعالى قد « قابل بين ( بعوضة فما فوقها ) ، وبين ( فأما الذين آمنوا ) و ( أما الذين كفروا ) ، وبين ( يضل ) و ( يهدي ) ، وبين ( ينقضون ) و ( ميثاقه ) وبين ( يقطعون ) و ( أن يوصل ) » (٤). وما أفاده السيوطي واستخرجه من مقابلة هذه الألفاظ عبارة عن منحنى جانبي يتعلق بالألفاظ ، هذا المنحنى الجانبي هو المعبر عنه بالدلالة الهامشية ، لأنه بحث موقع لفظ من لفظ.

__________________

(*) البيت لامرئ القيس وصدره : أيقتلني والمشرقي مضاجعي ، ديوان امرئ القيس : ٣٣ ، تحـ : محمد أبو الفضل ابراهيم ، دار المعارف بمصر.

(١) الصافات : ٦٥.

(٢) الطبرسي ، مجمع البيان : ١/٣٧٤.

(٣) البقرة : ٢٦ ـ ٢٧.

(٤) السيوطي ، الاتقان : ٣/٢٨٦.

٦٣

ب ـ قوله تعالى : ( كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ) (١) (٢) فإن هذا الجزء من الآية لعجيب حقاً في مقابلاته ، فهو مركب من تسع كلمات تقابلت كلها باستثناء « فيه » :

( كلما ـ إذا و ( أضاء ـ أظلم ) و ( لهم ـ عليهم ) و ( مشوا ـ قاموا ) ، وأن تأتي هذه المقابلة متجانسة وضعاً وتسلسلاً وصياغة وقد عرض لجزء من فنون هذا الجزء الزمخشري بتعليقه :

فإن قلت كيف قيل مع الإضاءة ( كلما ) ومع الأضلام ( إذا )

قلت : لأنهم حراص على وجود ما همهم به معقود من إمكان المشي وتأتيه فكلما صادفوا منه فرص انتهزوها ، وليس كذلك التوقف والتحبس (٣) بينما لم يشر إلى ملاءمة أضاء لأظلم ، ولهم لعليهم ، ومشوا لقاموا فيما تعطي من وجود التركيب وعظيم الدلالة.

جـ ـ « وقد يجيء نظم الكلام على غير صورة المقابلة في الظاهر ، إذا تؤمل كان من أكمل المقابلات » (٤) ونموذج هذا الرأي قوله تعالى : ( مثل الفريقين كالأعمى والاصم والبصير والسميع ... ) (٥) « فإنه يتبادر فيه سؤال ، وهم لم لا قيل : مثل الفريقين كالأعمى والبصير ، والأصم والسميع ، لتكون المقابلة في لفظ الأعمى وضده بالبصير ، وفي لفظ الأصم وضده بالسمع ».

د ـ ومن المقابلات ذات الدلالة الهامشية قوله تعالى :

( وما يستوي الأعمى والبصير (١٩) ولا الظلمات ولا النور (٢٠) ولا الظل ولا الحرور (٢١) وما يستوي الأحياء ولا الأموت إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (٢٢) ) (٦) فجعل الأعمى في مقابل البصير وهو الامر الطبيعي في مقابلة الأضداد ، وكذلك جعل الظلمات في مقابل النور ،

__________________

(١) البقرة : ٢٠.

(٢) الزمخشري ، الكشاف : ١/٨٦.

(٣) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، ٣/٤٦٥.

(٤) هود : ٢٤.

(٥) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، ٣/٤٦٦.

(٦) فاطر : ١٩ ـ ٢٢.

٦٤

والظل إزاء الحرور ، والأحياء قبل الأموات ، وإن الله يسمع من يشاء مقابل وما أنت بمسمع من في القبور.

وقد اعتبر ابن الزملكاني الجزء الأخير منه في الإفراط في التنزيل والغاية في التحقير (١).

ثانياً : في استعمال اللفظ للتعريض وفي الكناية خرج البلاغي دلالة هامشية بمثل هذه التخريجات.

آ ـ الكلمة « قرية » في قوله تعالى :

( وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة ... ) (٢) وقد استعمل فيها اللحن وهو « التعريض بالشيء من غير تصريح ، أو الكناية عنه بغيره » (٣). فقد عرض الله بأهل مكة وما يصيبهم من العذاب شأن الأمم السابقة ، ولم يصرح بذلك كما هي عادته في هذا المجال ، وإنما يشير إلى ذلك لحناً صوراً وبالرمز صور أخر ، كما عرض بالمنافقين وذكر أوصافهم في ألفاظ مخصوصة بهم ، ولكنه أمسك عن ذكر أسمائهم إبقاء عليهم وتألفا لقلوبهم.

ب ـ وفي استعمال الكلمة « امرأة » بالنسبة لامرأة نوح وامرأة لوط في قوله تعالى :

( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ... ) (٤) دلالة هامشية حملها الزمخشري على التعريض بقوله :

وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة ( عائشة وحفصة ) وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (ص) بما كرهه ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده .... وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله ، فإن ذلك الفضل لا ينقصهما إلا مع كونهما مخلصتين. وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من الطف الخفاء حداً يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره » (٥).

__________________

(١) ابن الزملكاني ، البرهان : ٣١٠.

(٢) النحل : ١١٢.

(٣) قدامة بن جعفر ، نقد النثر : ٥٠.

(٤) التحريم : ١٠.

(٥) الزمخشري ، الكشاف : ٤/٥٧١.

٦٥

جـ ـ والكلمتان « يخرج » و « خبث » في قوله تعالى : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) (١) فيهما دلالة هامشية يعتمدها البلاغي بالكناية : على أن المؤمن يؤمل منه الخير ، ويؤثر عنه الهدى ، ويرجى فيه الصلاح ، وأن الكافر لا يؤمل خيره ، ولا يحتمل نفعه ، ولا يؤتمن شره.

د ـ الكلمة « ثابت » في قوله تعالى :

( أصلها ثابت وفرعها في السماء ... ) (٢) فيها دلالة هامشية بالكناية عن علو الشجرة ورفعتها وسموها ، وتأكيد لرسوخ الأصل ، لأن الأصل إذا رسخ ارتفع الفرع.

هـ ـ وكلمة « الكفار » في قوله تعالى :

( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ... ) (٣) فيها إشارة دقيقة تصور لنا الكافر متعلقاً ومعجباً بالحياة الدنيا ، وإن هذا الإعجاب شديد.

ثالثاً : في مجال الظهور والإبانة يؤول البلاغي اللفظ بحسب ذائقته على الوجه التالي :

أ ـ الكلمة « انسلخ » في قوله تعالى :

( واتل عليهم نبأ الذي ءاتينه ءايتنا فانسلخ منها ... ) (٤) تحقق لنا في مقام الإبانة عن الجانب الآخر للفظ : شدة النزع وعظم الانسلاخ تدريجياً دون مطاوعة واتساق فيما يبدو لنا من الظهور العرفي لمفهوم سلخ الشاة وإضرابها.

ب ـ الكلمة « عبادنا » في قوله تعالى :

( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين (١٠) ) (٥)

أفاد منها الزمخشري دلالة هامشية تعني بحقيقة الصلاح بصفة العبد ،

__________________

(١) الاعراف : ٥٨.

(٢) إبراهيم : ٢٤.

(٣) الحديد : ٢٠.

(٤) الأعراف : ١٧٥.

(٥) التحريم : ١٠.

٦٦

والتي تنظر ـ وحدها ـ من قبل الله تعالى.

قال الزمخشري « فإن قلت : ما فائدة قوله ( من عبادنا )؟ قلت : لما كان مبنى التمثيل على وجود الصلاح في الإنسان كائناً من كان ، وأنه وحده هو الذي يبلغ به الفوز وينال ما عند الله. قال : عبدين من عبادنا صالحين ، فذكر النبيين المشهورين العلمين بأنهما ( عبدان ) لم يكونا كسائر عبادنا ، من غير تفاوت بينهما وبينهم إلا بالصلاح لا غير ، وإن ما سواه مما يرجع به الناس ليس بسبب للرجحان عنده » (١).

جـ ـ والكلمة « تسعى » في قوله تعالى :

( وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى ... ) (٢)

فيها رصد هامشي لبعد السعي في دلالته على الجدية والحث والمواظبة لا المشي والسير بسرعة فحسب ، بل هو اشتراك فعال في حسم النزاع ، وفض الخصومة ، والدعوة إلى الإصلاح ، بجنان ثابت ، متواصل ، وجهد ملموس ، حتى عد الرجل ساعياً ، لتحقق الدلالة في أنه « يسعى ».

ويبدو مما تقدم أن دلالة الألفاظ في مجالاتها المتنوعة الفسيحة قد أضفت برداً فضفاضاً من الأحاسيس التي يتأملها الإنسان فيقف خاشعاً متطلعاً إلى فلسفة هذا الاختيار في لفظ دون لفظ ، وكلمة بدل كلمة ، مما يحقق في جزء كبير منه معنى الإعجاز ، حتى في حدود الكلمة المفردة ، وإلا فلا أقل من تحقيق جزء من عناصر الصورة الفنية.

__________________

(١) الزمخشري ، الكشاف : ٤/٧٥٢.

(٢) يس : ٢٠.

٦٧
٦٨

خاتمة المطاف

بعد هذه الجولة الموجزة بأبعاد النقد الأدبي المقارن بين العرب والأوروبيين يمكننا الإشارة إلى أهم ما توصلنا إليه من نتائح :

١ ـ تحدثنا في الفصل الأول عن أهمية الصورة الفنية في التراث النقدي العربي والإسلامي ، وانتهينا إلى صيغة نهائية في تحديد المصطلح النقدي للصورة من خلال مقارنة مفهومها بين النقاد العرب القدامى والمحدثين ، والمفكرين الغربيين ، وأرجعنا أصولها في استيعاب الشكل والمضمون إلى الفكر النقدي العربي الإسلامي في القرون العربية الهجرية : الثالث والرابع والخامس : وأكدنا على اعتبار ما أبداه عبد القاهر الجرجاني ( ت ٤٧١ هـ ) نواة بل ركناً قويماً لما استقر عليه المصطلح النقدي الحديث للصورة.

٢ ـ انتهينا في الفصل الثاني إلى وحدة اللفظ والمعنى في تقويم النص الأدبي ، بعد أن أفضنا بالحديث عن المعركة النقدية حول الموضوع وانشطارها إلى أربعة فرقاء ، قومنا جهد كل فريق ، وعقبنا عليه ، واخترنا رأينا في الموضوع لعدم إمكان فصل الألفاظ عن المعاني في أي نص أدبي.

٣ ـ وقد تم في الفصل الثالث التأكيد على قيمة الألفاظ مقترنة بالمعاني في دلالتها النقدية والتصويرية ، ووقفنا عند ألفاظ القرآن الكريم وعند أمثاله بخاصة ، فوجدناها ذات دلالات متعددة نحصرها بما يلي :

أ ـ استقلال اللفظ بحروف معينة يكسبها ذائقة سمعية مؤثرة في النفس ، وقد تطلعنا على ذلك اسم الدلالة الصوتية التي تصافح السمع حيناً ، وتهيىء النفس حيناً آخر.

٦٩

ب ـ المتبادر العام في العرف العربي بما يعطي للكلمة من دلالة معينة في الاستعمال اللغوي ، وقد اطلعنا على ذلك اسم الدلالة الاجتماعية التي تحصر معنى اللفظ ، به ، بالكشف عن كوكبة من الألفاظ التي استعملها القرآن الكريم ، ولا غنى عنها بألفاظ قد يبتدعها أهل اللغة.

جـ ـ الكلمات المؤثرة ، والألفاظ التي توحي بأكثر من المعنى الظاهر ، وتحمل في تضاعيفها صوراً مدخرة زيادة على المعنى الساذج ، أطلقنا عليها اسم الدلالة الإيحائية التي يتأثر بها اللفظ في قيمته الفنية.

د ـ تلوين الثقافة ، وتعدد التخصص ، ونوعية المفسر للنص الأدبي ، أبعاد موضوعية لإفادة الدلالة الهامشية التي يستفيدها كل حسب تخصصه بما لديه من خبرات ومجالات ، وقد كانت مجالاً رحباً لما يستفيده اللغوي والنحوي والمنطقي والبلاغي من ألفاظ القرآن وأمثاله في هذا المضمار.

هذه أهم النتائح التي توصل إليها هذا البحث عسى أن ينتفع به الناس وانتفع ( يوم لا ينفع مال ولا بنون (٨٨) إلا من أتى الله بقلب سليم (٨٩) )

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

٧٠

المصادر والمراجع

أ ـ المصادر القديمة :

١ ـ القرآن الكريم

٢ ـ ابن الأثير ، أبو الفتح ، ضياء الدين ، نصر الله بن محمد ( ت ٦٣٧ هـ ) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة ، ١٩٣٩ م.

٣ ـ امرؤ القيس ، حندج بن حجر ( شاعر جاهلي ) ديوان امريء القيس. تحقيق : محمد أبوالفضل إبراهيم ، دار المعارف القاهرة ، ١٩٦٩ م.

٤ ـ التهانوي ، محمد علي بن علي التهانوي ( من علماء القرن الثاني عشر الهجري ) كشاف اصطلاحات الفنون ، نشر : أحمد جودت ، مطبعة أقدام ، استانبول ، ١٣١٧ هـ.

٥ ـ الجاحظ ، أبو عثمان : عمرو بن بحر ( ت : ٢٥٥ هـ ) الحيوان. تحقيق : عبد السلام هارون ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة ، ١٩٣٨ م.

٦ ـ الجرجاني ، أبو بكر ، عبدالقاهر بن عبد الرحمن ( ت : ٤٧١ هـ ) أسرار البلاغة ، تحقيق : الدكتور هلموت ريتر ، مطبعة وزارة المعارف ، استانبول ، ١٩٤٥ م.

٧ ـ الجرجاني ، عبد القاهر : دلائل الإعجاز ، تصحيح : محمد عبده ، محمد محمود التركزي الشنقيطي ، مطبعة مجلة المنار ، القاهرة ، ١٣٢١ هـ.

٨ ـ ابن الجوزي ، أبو الفرج ، عبد الرحمن بن علي القرشي ( ت : ٥٩٧ هـ )

٧١

زاد المسير في علم التفسير ، المكتب الاسلامي للطباعة والنشر ، دمشق ، ١٩٦٥ م.

٩ ـ الخطابي ، أبو سليمان حمد بن محمد ( ت : ٣٨٣ ـ ٣٨٨ هـ ) بيان إعجاز القرآن ( ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ). تحقيق : محمد أحمد خلف الله ، محمد زغلول سلام ، دار المعارف ، القاهرة ، ١٩٧٦ م.

١٠ ـ الدهلوي ، وليّ الله ، أحمد بن عبد الرحيم ( ت : ١١٧٦ هـ ) الفوز الكبير في اصول التّفسير ترجمة : محمد منير الدمشقي ، آصح المطابع ، كراجي ، ١٩٦٠ م.

١١ ـ ذو الرمة ، غيلان بن عقبة العدوي ( ت : ١١٧ هـ ) ديوان شعر ذي الرمة. تحقيق : الدكتور كارليل هيس مكارتني ، كمبردج ، ١٩١٩ م.

١٢ ـ ابن رشيق ، أبو علي ، الحسن بن رشيق القيرواني ( ت : ٤٥٦ هـ ) العمده في محاسن الشعر وآدابه ونقده ، تحقيق : محمد محيي الدين عبدالحميد ، دار الجيل ، بيروت ، ١٩٧٢.

١٣ ـ الزركشي ، بدر الدين ، محمد بن عبد الله ( ت : ٧٩٤ هـ ) الرهان في علوم القرآن ، تحقيق : محمد أبوالفضل ابراهيم ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، ١٩٥٧ م.

١٤ ـ الزمخشري ، أبوالقاسم ، جار الله ، محمود بن عمر ( ت : ٥٣٨ هـ ) أساس البلاغة ، تحقيق : عبد الرحيم محمد ، مصورة عن طبعة دار الكتب ، مطبعة أورفاند ، القاهرة ، ١٩٥٣ م.

١٥ ـ الزمخشري : الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. دار الكتاب العربي ، بيروت ، ( د.ت ).

١٦ ـ ابن الزملكاني ، كمال الدين ، عبد الواحد بن عبد الكريم ( ت : ٦٥١ هـ ) البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن ، تحقيق : الدكتور أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي ، مطبعة العاني ، بغداد ١٩٧٤ م.

١٧ ـ السيوطي ، جلال الدين ، عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت : ٩١١ هـ ) الاتقان في علوم القرآن ، تحقيق : محمد أبوالفضل ابراهيم ، مطبعة

٧٢

المشهد الحسيني ، القاهرة ، ١٩٦٧ م.

١٨ ـ الطبرسي ، أبو علي ، الفضل بن الحسن ( ت : ٥٤٨ هـ ) مجمع البيان في تفسير القرآن مطبعة العرفان ، صيدا ، ١٣٣٣ هـ.

١٩ ـ الطبري ، أبو جعفر ، محمد بن جرير ( ت : ٣١٠ هـ ) جامع البيان عن تأويل القرآن المطبعة الميمنية ، القاهرة ، ( د ، ت ).

٢٠ ـ الطريحي ، فخر الدين بن محمد علي بن أحمد ( ت : ١٠٨٥ هـ ) مجمع البحرين ، تحقيق : أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف ، ١٩٦١ م.

٢١ ـ العباسي ، عبد الرحيم بن عبد الرحمن ( ت : ٩٦٣ هـ ) معاهد التنصيص على شواهد التلخيص دار الطباعة المصرية ، القاهرية ، ١٢٧٤ هـ.

٢٢ ـ العسكري ، أبو هلال ، الحسن بن عبد الله ( ت : ٣٩٥ هـ ) كتاب الصناعتين ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، محمد أبوالفضل ابراهيم ، مطبعة عيسى الحلبي ، القاهرة ١٩٧١ م.

٢٣ ـ الفراء ، أبو زكريا ، يحيى بن زياد ( ت : ٢٠٤ ـ ٢٠٧ هـ ) معاني القرآن ، تحقيق : أحمد يوسف نجاتي ، محمد علي النجار ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة ، ١٩٥٥ م.

٢٤ ـ ابن قتيبة ، أبو محمد ، عبد الله بن مسلم ( ت : ٢٧٦ هـ ) الشعر والشعراء ، تحقيق : البروفيسور دي غويه ، مطبعة بريل ، ليدن ، ١٩٠٢ م.

٢٥ ـ قدامة بن جعفر ، الكاتب البغدادي ( ت : ٣٣٧ هـ ) نقد الشعر. تحقيق : البروفيسور : س. أ. بونيباكر : مطبعة بريل ، ليدن ، ١٩٥٦ م.

٢٦ ـ قدامة بن جعفر : نقد النثر. تحقيق : الدكتور طه حسين ، عبد الحميد العبادي مطبعة دار الكتب ، القاهرة ، ١٩٣٣ م.

٢٧ ـ كثير عزة كثير بن عبد الرحمن ( ت : ١٠٥ هـ ) ديوان كثير عزة. جمع وشرح : الدكتور إحسان عباس ، دار الثقافة ، بيروت : ١٩٧١ م.

٢٨ ـ المرتضى ، علم الهدى ، علي بن الحسين الموسوي ( ت : ٤٣٦ هـ )

٧٣

أمالي المرتضى ( غرر الفوائد ودرر القلائد ). تحقيق : محمد أبوالفضل ابراهيم ، مطبعة عيسى البابي الحلي ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٢٩ ـ المرزباني ، أبو عبد الله ، محمد بن عمران ( ت : ٣٨٤ هـ ) الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء ، المطبعة السلفية ، القاهرة ، ١٣٤٣ هـ.

٣٠ ـ ابن منظور ، جمال الدين ، محمد بن مكرم ( ت : ٧١١ هـ ) لسان العرب ، طبعة مصورة عن طبعة بولاق ، القاهرة ( د. ت ).

٣١ ـ ابن ناقيا البغدادي ، ابو القاسم عبد الله بن محمد ( ت : ٤٨٥ هـ ) الجمان في تشبيهات القرآن ، تحقيق : الدكتور أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي ، دار الجمهورية ، بغداد ١٩٦٨ م.

ب ـ المراجع الحديثة :

٣٢ ـ إبراهيم أنيس ( الدكتور ) دلالة الألفاظ. نشر مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ١٩٧٦ م.

٣٣ ـ إبراهيم سلامة ( الدكتور ) بلاغة أرسطوا بين العرب واليونان ، القاهره ، ١٩٥٠ م.

٣٤ ـ إحسان عباس ( الدكتور ) فن الشعر ، دار بيروت للطباعة والنشر ، بيروت ، ١٩٥٩ م.

٣٥ ـ أحمد أحمد بدوي ( الدكتور ) أسس النقد الأدبي عند العرب الطبعة الأولى ، القاهرة ، ١٩٦٨ م.

٣٦ ـ أحمد الشايب ( الدكتور ) أصول النقد الأدبي مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٦٨ م.

٣٧ ـ أوكونور ، وليم فان أوكونور النقد الأدبي ، ترجمة : صلاح أحمد إبراهيم ، دار صادر ، بيروت ، ١٩٦٠.

٣٨ ـ بدوي طبانة ( الدكتور ) دراسات في نقد الأدب العربي من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث ، مطبعة مخيمر ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٣٩ ـ بنت الشاطيء الدكتورة عائشة عبد الرحمن الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأرزق. دار المعارف بمصر ، القاهرة ، ١٩٧١ م.

٧٤

٤٠ ـ تشارلتن ، هـ. ب. تشارلتن. فنون الآداب.

ترجمة : زكي نجيب محمود ، القاهرة ، ١٩٤٥ م.

٤١ ـ الجنابي ، أحمد نصيف ( الدكتور ) في الرؤية الشعرية المعاصرة. مطبعة الجمهورية ، بغداد ( د. ت ).

٤٢ ـ جابر أحمد عصفور ( الدكتور ) الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي. دار الثقافة للطباعة والنشر ، القاهرة ، ١٩٧٤ م.

٤٣ ـ حياة جاسم ، وحدة القصيدة في الشعر العربي حتى نهاية العصر العباسي ، مطبعة الجمهورية ، ١٩٧٢ م.

٤٤ ـ داود سلوم ( الدكتور ). النقد الأدبي ، القسم الأول ، مطبعة الزهراء ، بغداد ، ١٩٦٧ م.

٤٥ ـ روز غريب. تمهيد في النقد الحديث ، دار المكشوف ، بيروت ، ١٩٧١ م.

٤٦ ـ شوقي ضيف ( الدكتور ) في النقد الأدبي ، مطابع دار المعارف بمصر ، القاهرة ، ١٩٦٦ م.

٤٧ ـ علي سامي النشار ( الدكتور ) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، دار المعارف بمصر ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٤٨ ـ محمد حسين علي الصغير ( المؤلف ) الصورة الأدبية في الشعر الأموي. رسالة ماجستير في الآداب ، مكتبة الدراسات العلياء في كلية الآداب ، جامعة بغداد ، ١٩٧٥ م.

٤٩ ـ محمد حسين علي صغير. الصورة الفنية في المثل القرآني / دراسة نقدية وبلاغية. وزارة الثقافة والإعلام ، دار الرشيد ، شركة المطابع النموذجية ، ١٩٨١ م.

٥٠ ـ محمد عبد الهادي أبو ريدة ( الدكتور ) نصوص فلسفية عربية ، مطبعة النهضة العربية ، القاهرة ، ١٩٥٥ م.

٥١ ـ محمد محمد عناني ، النقد التحليلي ، دار الجليل للطباعة ، القاهرة ( د.ت ).

٧٥

٥٢ ـ محمود أمين العالم ، عبد العظيم أنيس في الثقافة المصرية ، بيروت ، ١٩٥٥ م.

٥٣ ـ مصطفى ناصف ( الدكتور ) الصورة الأدبية ، دار مصر للطباعة ، القاهرة ، ١٩٥٨ م.

٥٤ ـ نعمة رحيم العزاوي ( الدكتور ). النقد اللغوي عند العرب حتى نهاية القرن السابع الهجري. دار الحرية للطباعة ، بغداد ، ١٩٧٨ م.

٧٦

فهرس المواضيع

المقدمة....................................................................... ٥

الفصل الأول « مصطلح الصورة الفنية »...................... ...................٧

١ ـ أهمية الصورة الفنية.................................................... ٩

٢ ـ الصورة في اصطلاح النقاد القدامى.................................... ١٢

٣ ـ الصورة عند النقاد المحدثين............................................ ١٧

٤ ـ مقارنة وتحديد...................................................... ٢٢

الفصل الثاني : « قضية اللفظ والمعنى »................................ ..........٢٥

ابعاد هذه المعركة النقدية..................................................... ٢٧

١ ـ الفريق الأول :...................................................... ٢٨

٢ ـ الفريق الثاني........................................................ ٣٠

٣ ـ الفريق الثالث....................................................... ٣٢

٤ ـ الفريق الرابع........................................................ ٣٧

الفصل الثالث : « دلالة الالفاظ » ............................................. ٤١

أنواع الدلالة................................................................ ٤٣

١ ـ الدلالة الصوتية..................................................... ٤٤

٢ ـ الدلالة الاجتماعية................................................... ٤٨

٣ ـ الدلالة الإيحائية..................................................... ٥٥

٤ ـ الدلالة الهامشية..................................................... ٦١

خاتمة المطاف................................................................ ٦٩

المصادر والمراجع............................................................. ٧١

فهرس المواضيع.............................................................. ٧٧

٧٧