تسلية المُجالس وزينة المَجالس - ج ٢

السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الكركي الحائري

تسلية المُجالس وزينة المَجالس - ج ٢

المؤلف:

السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الكركي الحائري


المحقق: فارس حسّون كريم
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-11-8
الصفحات: ٥٦٧
الجزء ١ الجزء ٢

فقال : يا منهال ، تعلّمني أنّ عليّ بن الحسين عليه‌السلام دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ، ثمّ تأمرني أن آكل! هذا يوم صوم شكراً لله على ما فعلته بتوفيقه ، وحرملة هو الّذي حمل رأس الحسين عليه‌السلام إلى يزيد ، وهو الّذي رمى عليّ بن الحسين الرضيع بسهم فذبحه. (١)

الندبة

يا شهيداً شهد الله له بوفاء حقّه ، ويا صدّيقاً اخذ الله ميثاقه على خلقه ، ويا من جاهد في الله حقّ جهاده ، ويا من أخلص الله في إصداره وإيراده ، ويا دليل الخلق على معبودهم ، ويا سبيل الرشد إلى مقصودهم ، ويا من أيده الله بالعصمة الّتي شرّفه بها على بني نوعه ، وجعل أعلام الهدى ومصابيح الدجى من فروعه ، ويا حجّة الله البالغة من الله على عباده ، ويا ربيع اليتامى والأيامى ببره وإرفاده ، ويا صاحب الفرع المرجب الّذي شاع وبان في الآفاق فضله ، واتّصل بحبل القرآن حبله ، وعمّ الخافقين نحله ، وأرمض قلوب القاسطين عدله ، وجعل برد الأمن على الظّالمين محرّماً ، وأجسادهم بصارمه جماداً ، قد أفاض عليها ملابس من فيض الدماء.

حزني عليك جلّ عن وصف الواصفين عظيمه ، وجزعي لديك فات حصر الحاصرين جسيمه ، أذرف المدامع في حضرتك ، واُشنّف المسامع بمراثيك ومدحتك ، إذا تصور فكري مصابك ، وخطر بسرّي ما أصابك ، سئمت

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ح ١٥ ، عنه البحار : ٤٥/٣٣٢ ح ١ ، وعوالم العلوم : ١٧/٦٦٤ ح ٢. وأورده في حكاية المختار في أخذ الثار برواية أبي مخنف : ٥٨ مرسلاً ، وفي مناقب ابن شهراشوب : ٤/١٣٣ ، ذوب النضار : ١٢٠ ـ ١٢٢ ، كشف الغمة : ٢/١١٢.

٥٠١

الحياة ولذّتها ، وقلوت الدنيا وزهرتها ، فلا ضحكت سنّي إن ضحكت وقد ابتليتم بصروف الردى ، ولا قرّت عيني إن سررت ونساؤكم أسرى يسار بها إلى العدى.

أيقرّ طرفي ورؤوسكم يسار بها إلى الطغاة؟ أم يسكن وجدي وعيالاتكم يساق بها إلى البغاة؟ أم ترقد مقلتي ومنازلكم نافذة لحمالكم (١)؟ أم تبرد غلّتي ومحاريبكم خالية من صلواتكم؟

فها أنذا أستنبط بأكفّ لوعتي ينابيع أدمعي ، وأستخرج بأيدي حسرتي زفراتي من أضلعي ، واُنظم نثراً من سليم طبعي ، واُنثر درّاً ، من قويم صنعي ، ويروي لساني عن جريح جناني ، وبياني عن صحيح إيماني :

مصابكم في بحار الحزن ألقاني

وهَدَّ رُكْني وأجرى دمعي القاني

وصرت من دهري الجاني حليف جوى

إلى البكاء بدم الأجفان ألجاني

غريق إنسان عيني بالدموع سوى

جليل رزئكم في الخلق انساني

مررت بالأُربع اللاتي بكم شرفت

فعادني عيد أشجان فأبكاني

ناديتها أين من كانوا بحار ندى

ما ان لهم بالسخا والجود من ثان

____________

١ ـ كذا في الأصل.

٥٠٢

كانوا مصابيح ظلماً الضلالة ما

أثناهم عن مقال الحقّ من ثان

كم فيك قد قطعوا طيب المنام

وواصلوا الظلام بتسبيحٍ وقرآنِ؟

وفي عراصك كم أحيوا بجودهم

آمال قوم بإفضالٍ وإحسانِ؟

كانوا بدوردجى لا بل شموسَ ضحى

يهدى بنور هداهم كلّ حيران

أعلام حقّ رقوا بالصدق منزلة

ما نالها غيرهم قاص ولا داني

بحار علم ولا حدّ لساحلها

بحار حلم وإخلاص بإيمان

كانت منازلهم كنز الفقير وأم‍ـ

ـ‍ن المستجير وكهف الخائف العاني

فأصبحت بعدهم قفراء موحشة

يروى لسان الصدى عنها بتحناني

إنّ البدور الّتي كانت مطالعها

منازلي هدّمتها البعد أركاني

وصرت خالية من بعد انسهم

يجاوب البوم منّي نعب غربان

أضحت مدارس ذكر الله دارسة

في أربعي فلهذا الحزن أوهاني

٥٠٣

إلى الحسين شهيد الطفّ أندب أم

لمسلم حين أذري الدمع أوهاني؟

أوقفت فكري على الربع الّذي ظعنوا

عنه وأخلوه من أهلٍ وسكّان

والوجد يقلقني والشوق يحرقني

والدمع يغرقني من فيض أجفاني

وقلت والحزن يطويني وينشرني

والكرب يظهر في سرّي وإعلاني

يا ربع أين الاُولى كانوا حماتك من

ريب الزمان ومن هضمٍ وعدوان

ومن ألفتهم كانت غيوث سخا

بعارضٍ من سماء الجود هتّان

ومن هم في الندى كالشمس تحيي ما

على البسيطة من نبت وحيوان

غنا الفقير وأمن المستجير ومن

سُمّوا بمجدٍ وإخلاصٍ وعرفان

أعلام علم علت ما أمها بشرٌ

إلّا تنزّه عن جهلٍ ونقصان

أجابني الربع أوداني الزمان بهم

وكلّ شيء سوى ربّ العلى فان

أخْنَتْ عليهم صروف الدهر فانقلبوا

بالبعد نائين عن أهل وأوطان

٥٠٤

في الله اُوذوا وباعوا أنفساً طهرت

من ذي الجلال بجنّات ورضوان

واستشعروا حبّنا من حسن صبرهم

في الله لم يصرعوا من فقد معواني

قلوبهم جعلوها للدروع وقا

من وقع حرب بني حرب وسفيان

كانت مجالس غاداني مكارمهم

وهم محال ساداتي وأعياني

فشتت البين شملاً كان مجتمعاً

وهدّني وبسهم الحزن أصماني

مأواهم في سويدا القلب ما بَرَحُوا

وفي سواد عيوني كلّ أحياني

يهزّني ذكرهم في خلوتي حزناً

كما يهزّ الصبا غصناً من الباني

فأرسل الطرف لي أطفي ضرام جوى

إطفاؤه بغزير الدمع أعياني

وددت لو كنت ترباً ضمّ أعظمهم

قد عظّم الله من مثواهم شاني

وصرت أسموا على البيت الحرام بما

اوتيت إذ خير أهل الأرض سكّان

فيا لها غصّة لا تنقضي وجوى

لا ينطفي وقضاءٍ جرّ حرماني

٥٠٥

كانوا شموساً وأرجائي مشارقها

وحسن معناهم روحي وريحاني

حتّى إذا غربت عنّي محاسنهم

هَدَّ البعاد بكفّ البين بنياني

يا لائمي لا تلمني إن بكيت دماً

عليهم بعويلٍ طول أزماني

أو حرّمت مقلتي طيب المنام أو ال‍ـ

ـ‍فؤاد منّي لم يسمح بسلواني

فإنّ من عمروا ربعي بجودهم

وشادني مجدهم فخراً وأعلاني

آل الرسول وأولاد البتول وأب‍ـ

ـ‍واب الوصول إلى حورٍ وولدان

نجل الكرام مصابيح الظلام مجا

ديح الأنام وأعلا نجل عدنان

بفضلهم صُحُف الله الاولى نطقت

كما أتى مدحهم في آي فرقان

أخنى الزمان عليهم فانثنوا وهم

ما بين مخترم بالقتل ظمآني

وبين معتقل بالأسر يرسف في

قيوده بين غدّارٍ وخوّان

ما ان له مستجيب ان شكا برحا

من مستشيط بتقريعٍ وعدوان

٥٠٦

كم من وليد لهم قبل الفطام سقي

من كأس حتف بكفّ الموت ملآن؟

ونسوة منهم عُنفاً تساق بها

إلى زنيمٍ لفرط البغي جذلان

فكم رؤوس لهم فوق الرماح غدت

تهدى إلى شرّ موصوفٍ بطغيان؟

من عصبة نشأوا في الكفر كم نصبوا

الوجوه منهم لأنصاب وأوثان؟

أصحاب بدرٍ واُحدٍ والّذي نصروا

وداً ونسراً بإشراكٍ وبهتان

كم أزمعوا حرب خير المرسلين

واعلا العالمين بفرسان وركبان

أولاد آكلة الأكباد أخبث من

نشأ على الكفر من شيبٍ وشبّان

وعترة الطلقاء القاسطين ومن

لم يخلصوا دينهم يوماً بإيمان

كلّا ولا اعتقدوا الاسلام مذ كفروا

حقّاً ولا اتخذوه دين ديّان

كلّا ولا أسلموا طوعاً بلى قهروا

فاستسلموا حذراً من فتك سلطان

حتّى إذا وجدوا عوناً يمدّ لهم

حبل الضلالة من رجسٍ وشيطان

٥٠٧

أبدوا نفاقاً به ضاقت صدورهم

وأظهروا الغدر مقروناً بشتّان

وأقبلت نحو صفّين صفوفهم

بصافنات عليها شرّ فرسان

ليكتموا نعمة الله الّتي ظهرت

ويبدلوا شكرها بغياً بكفران

بحرب أولى الورى منهم بأنفسهم

بنصّ ذكر وتصديق ببرهان

ونصّ أكرم مبعوث وأشرف من‍ـ

ـ‍عوت بصدقٍ وتبليغٍ وتبيان

وأظهروا شبهة منهم مدلّسة

في حربه باخترام الرِّجس عثمان

وهكذا بوحي من سمومهم

أردوا فتاه بأمسى رهن أكفان

وسادة من ذويه في الطفوف ثووا

أكرم بهم خير سادات وفتيان

تجمّلوا بلباس الصبر لم يهنوا

في الله ما شأنهم في جدّهم شان

صلّى عليهم إله العرش ما طلعت

شمس وما أودعت روح بجثمان

ومثلها لعنات للّذين بغوا

عليهم ما شدّت ورق بأغصان

٥٠٨

المجلس العاشر

في فضل زيارته صلوات الله عليه ، وما صدر

في فضله من الأحاديث النبوّية ، وإجابة

الدعاء لدى تربته الشريفة

واُصدّر المجلس بالخطبة الموسومة ب‍ « تحفة الزوّار ومنحة الأبرار » قلتها بإذن الله في المشهد الشريف.

الحمد لله الّذي أظهر دين الاسلام ونشر أعلامه ، وأشهر شرع الايمان وبيّن أحكامه ، وجعل أسباب حججه ، وبيّناته متّصلة إلى يوم القيامة ، وأسّس بنيانه على عرفان درجتي النبوّة والإمامة ، وأوضح برهانه بمقال سيّد الخلق وكلمة الله التامّة ، محمد سيّد المرسلين وشفيع المذنبين يوم الطامّة.

شيّد الله به الرسالة ، وأيّد بالمعجز مقاله ، وأعلى على كلّ جلال جلاله ومقامه ، فهو صلى‌الله‌عليه‌وآله أكرم وارث وموروث ، وأفضل مرسل ومبعوث ، إلى الخاصّة والعامّة.

أيدّه الله بوصيّه سيّد الأوصياء ، وصفيّه قدوة الأصفياء ، وبعاضده في الشدّة والرخاء ، ربّ الرئاسة العامّة ، أمير المؤمنين ، ومبير الظّالمين ، ونصير المظلومين ، ذي الامامة والزعامة. صاحب الغدير ، وصائم الهجير ، وبدر الحقّ

٥٠٩

المنير ، إذا أبدى الباطل ظلامه.

جعل الله سبطي نبيّ الرحمة ولديه ، وسيّدي شباب أهل الجنّة ، وفرعي جميع الاُمّة فرعيه ، وحبّه بداء الايمان وختامه ، الأئمّة الأطهار من ولده ، والعترة الأخيار من عدّه ، والملائكة الأبرار من جنده ، حين أظهر الحقّ ببدر وحنين وأقامه.

نحمد ربّنا إذ جعلنا من المستمسكين بعروة عصمته ، السالكين واضح طريقته ، لا نقدّم عليه من لا يعادل شسع نعله ، ولا نؤخّره عمّن ليس له فضل كفضله ولا أصل كأصله ، بل نعتقده بعد سيّد المرسلين ، أفضل أهل السماوات وأهل الأرضين ، ونقدّمه بعد خاتم النبيّين ، على جميع الأنبياء والأولياء الصدّيقين ، بل وعلى الصافّين الحافّين ، وحملة العرش من الملائكة المقرّبين.

حبّه مفاتيح أبواب الجنان ، وبغضه مقاليد دركات النيران ، لا إيمان إلّا حبه ، ولا قربى إلّا قربه ، ولا عترة إلّا عترته ، ولا ذرّيّة إلّا ذرّيّته ، جلّ أن يدرك وصف الواصفين سيّداً البتولة الزهراء عرسه ، والأئمّة النجباء غرسه ، ونفس سيّد الأنبياء نفسه ، وسرّة البطحاء فضله وجنسه.

حدّ شجاعته تامّ وما سواه ناقص ، ورسم شهامته في أعلى مقام إذ غيره ناكص ، فرّوا ولم يفرّ ، وغيّروا ولم يغيّر ، وبدّلوا ولم يبدّل ، وخذلوا ولم يخذل ، قياس من ساماه في الفخر عقم ، وأساس من جاراه في المجد سقم ، يقتطف رؤوس الأبطال اقتطافاً ، ويختطف نفوس الشجعان اختطافاً ، بدر الدجى في كفه زحل إذا مشى بين الصفين ، وشمس الضحى في دارة الحمل إذا قضى بين الخصمين.

٥١٠

علم يهتدي المهتدون بواضح مبادئه ، وعالم يقتدي المقتدون بساطع أنواره ، فارس النهار والليل ، ومنكس الأبطال عن صهوات الخيل ، راهب العرب إذا جنّ الظلام ، وكاشف الكرب عن وجه سيّد الأنام ، طاهر النسب ، ظاهر الحسب ، ضرّاب القلل ، بطل السهل والجبل ، حليف الكتاب ، أليف المحراب ، خواض الغمرات ، شديد العزمات.

خلفاء الله على عباده ورتبه ، واُمناؤه في بلاده عترته ، مشاهدهم معارج الدعوات ، وضرائحهم مصاعد الحسنات ، تحنّ قلوب المؤمنين إلى زيارتها حنين الطير إلى أوكارها ، وتتشوّق نفوس المخلصين إلى وفادتها واعتمادها ، جعلها الله أشرف بقاع الأرض ، وسبب النجاة في الحساب والعرض ، والهجرة إليها أفضل أعمال الثقلين ، لا سيّما مرقد أبي عبد الله الحسين ، الّذي هدم ركن الايمان بوفاته ، وقصم حبل الاسلام بفواته ، فهو مهبط ملائكة الله المقرّبين ، ومختلف أرواح الأنبياء والمرسلين.

مسجده أفضل مسجد أُسّس على التقوى من أوّل يوم ، ومشهده أشرف مشهد بنيانه من أولياء الله أشرف قوم ، إن يكن البيت الحرام قبلة للأنام ومعدناً للبركات ، فلكربلاء بحلول سبط المصطفى في تربتها مرجّحات ، شمخت الكعبة فخراً إذ منحت رفعة تعلو على هامة السماك الأعزل والمشتري ، فخوطبت بلسان التأديب : قرّي كعبة فلولا أرض يقال لها كربلا لما خلقتك ، فأطيلي وأقصري.

شرف الكعبة بمولد سيّد الوصيّين كان مقدار ساعة ، وشرف كربلاء بضريح سبط خاتم النبيّين إلى قيام الساعة ، إن يكن الطواف بالكعبة به تمام الحجّ والعمرة ، فالطواف بضريحه يعدل ثوابه ثواب ذلك ألف ألف مرّة ، إن تكن

٥١١

الكعبة قبلة جباه المسلمين ، فكربلا وجهة قلوب المؤمنين ، إن تكن الصلاة في المقام عزيمة وفريضة ، فبغير ولايته وولاية آبائه وأبنائه لا تعادل عند الله جناح بعوضة ، إن يكن البيت العتيق عتيق من الطوفان والغرق ، فمقامه صلوات الله عليه لما اُجري عليه الماء جار وما انطلق ، إن تكن أفئدة من الناس تهوي الى البيت الحرام ، فقلوب المؤمنين تحنّ إلى زيارته على الدوام.

جعل الله التوفيق زمام عصابة من أوليائه تقودها به إليه ، ومغناطيس نفوس خلاصةٍ من أصفيائه يتهافتون شوقاً عليه ، لا تأخذهم في وفادته لومة لائم ، ولا تثني عزائمهم عن زيارته مخافة ناصب ولا غاشم ، بذلوا أنفسهم وأموالهم ليستظلّوا بظلال تلك العواطف والمراحم ، وهجروا أبناءهم وديارهم هجرة إلى الله ورسوله لينالوا الزلفى من تلك الجوائز والمكارم ، زجّوا القلوص من كلّ فجّ عميق ، وحثحثوا الركاب من كلّ مرمى سحيق ، تركوا الأطفال كاليتامى ، والحلائل كالأيامى ، تلفح وجوههم الهواجر بسمومها ورياحها ، وتهزل أجسامهم المغاور بغدّوها ورواحها ، تبسط الملائكة أجنحتها لمواطىء أقدامهم ، وتبارك عليهم في صلواتها في مسيرهم ومقامهم ، لهم معقّبات من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من أمر الله بالغدّو والآصال ، ولو لا ذلك لاصطلمتهم أكفّ الناصبة اُولي الجحود والضلال ، حتّى إذا لاحت لهم من جانب طور كربلاء أنوار ذلك الجناب ، وأشرقت عليهم شموس العرفان من تلك القباب ، اُديرت كؤوس السرور على نفوسهم وقلوبهم ، إذ فازوا بنيل المنى من وليّهم ومطلوبهم ومحبوبهم.

لمّا شربوا من شراب حبّة بالكأس الرويّة صرفاً ، زادهم العناية الإلهيّة توفيقاً وعرفاناً ولطفاً ، نادى فيهم المنادي لمّا دنا من النادي ، وغنّى لهم الحادي

٥١٢

لمّا ترنّم الشادي ، وأنشد بشأن حالهم مفصحاً ، وغرّد ببيان مقالهم موضحاً :

طور جمال حسنكم لمّا بدا

لاح لقلب صبكم نور الهدى

بدا كبرق من سجاف مزنه

فجدّد العهد بكم وأكّدا

وحقّكم لا حلت عن عهدي وإن

اُتّهم فيكم لائمي وأنجدا

يروم منّي سلوة ولا أرى

ان يسلوني عن هواكم رشدا

كيف سلوي وهواكم مفزعي

إذا عرى خطب رماني واعتدى

حبكم لي جُنّة وجَنّة

في هذه الدنيا وفي الاُخرى غدا

سعت إليكم قدمي ولو على

رأسي سعيت كأن حظي أسعدا

إن تطردوني فإلى من ألتجي؟

أو تبعدوني فبمن أرمي العدا؟

يا كربلا سقا ثراك مسبلٌ

يكسو الربا ربر جدّاً وعسجداً

فيك ثوى أشرف من مشى على

وجه الثرى سبط النبيّ أحمدا

خير الورى جدّاً واُمّاً وأباً

ومنصباً ومنسباً ومحتدا

وتربة ومهجعاً ومصرعاً

ومعبداً ومسجداً ومشهدا

أملاك عرش الله حقّاً علموا

بفضله فاتّخذوه مسجدا

قد جعل الله لهم من عرشه

إلى ثراه مهبطاً ومصعدا

تهوي إليه عصبة ما وجدت

من دون آل أحمد ملتحدا

يلومهم في قصدهم قوم شروا

ببغيهم دين الضلال بالهدى

حتّى إذا ما شاهدوا مشهده

ولاح نور الله منه وبدا

وأقبلوا تحفّهم ملائك

بإذن ذي العرش يفون العددا

قاموا على الباب فنودوا طبتم

بما صبرتم فادخلوه سجّدا

وعفّروا الخدّ على أعتابه

شكراً تنالوا رفعة وسؤددا

يا زائري سبط النبيّ دينكم

دين الهدى وغير دينكم سدى

٥١٣

قد هيّأ الله لكم من أمركم

بزروة المقتول ظلماً رشدا

تصافحون الرسل الكرام

والأملاك في حضرته والشهدا

صاروا لكم خوان صدق عنده

وهم لكم يوم القيامة شهدا

أسماؤكم في صحف المجد غدت

معرفة وخبراً ومبتدا

اُوبوا بخير ما يؤوب وافد

به من الخلق على من وفدا

وجاهدوا وصابروا ورابطوا

من خالق الحقّ عناداً واغندا

فطربوا لنغمة الحادي شكراً ، وأظهروا لله حمداً وشكراً ، ولمّا أطربهم بلبل ذلك الدوح بشهيّ نغمته ، وحرّكهم محرّك الحيّ بفصيح كلمته ، أقبلت الملائكة الكرام تزفّهم بأنواع التوقير والتعظيم ، وتبشّرهم بمغفرة من ربّهم ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إنّ الله عنده أجر عظيم. (١)

حتّى إذا وقفوا بتلك الأعتاب ، وقرعوا ببذل الاخلاص ذلك الباب ، وكشف لهم عن وجه الحبيب النقاب ، وارتفع الحجاب عن ذلك الجناب ، ناداهم ربّ الأرباب ، ومعتق الرقاب : ( أَنِّي لَا اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَاُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَاُوذُوا في سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَاُكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَاُدْخَلِنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) (٢) وقيل لهم نيابة عن ربّ العالمين : ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ) (٣).

__________________

١ ـ إقتباس من الآيتين : ٢١ و ٢٢ من سورة التوبة.

٢ ـ سورة آل عمران : ١٩٥.

٣ ـ سورة الحجر : ٤٦.

٥١٤

فأقبلوا يسافهون مسامع زعام ذلك المقام بشفاههم ، وينفثون ثرى مواطىء الأقدام بجفونهم وجباههم ، طالبين نظرة من محجوب جماله ، سائلين قطرة من زلال إفضاله ، قد أخضبوا النجاد بواكف عبراتهم ، وأشرفوا البلاد بتصاعد زفراتهم ، يعجّون إلى الله من ذنوبهم عجيج الثكلى ، ويضجّون ضجيج شدّة البلوى.

ولمّا أحرزوا الأرباح في متّجر عبادتهم ، وفازوا بالنجاح من قبول زيارتهم ، وضعت تيجان العرفان على هامات هممهم ، واُفرغت خلع الأعطاف على أعطاف كرمهم ، واُحبروا من جوائز الغفران بما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ولا حصر بحدّ ولا قدر ، وقيل لهم : ارجعوا فقد حمد الله سعيكم وشكر ، وغفر لكم ما تقدّم من ذنبكم وما تأخّر.

فأبوا مغفورة ذنوبهم ، مستورة عيوبهم ، قد أظلّهم الله بظلّ رحمته ، ونظر إليهم بعين عنايته ، يباهي بهم ملائكة أرضه وسمائه ، وأرواح أنبيائه وأوليائه ، قد أثبت أسماءهم في صحف مكرّمة مرفوعة مطهّرة ، بأيدي سفرة كرام بررة ، ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَأوُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍ نَيْلاً إلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحُ إنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أجْرَ الْمُحْسِنيِنَ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيَرةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِياً إلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١).

الدعاء للزائرين من المؤمنين

اللّهمّ إنّ هذه العصابة الزائرة من أوليائك المؤمنين ، والجماعة الحاضرة

____________

١ ـ سورة التوبة : ١٢١ و١٢٢.

٥١٥

من أصفيائك المخلصين ، قد هجروا أوطانهم هجرة إليك ، وفارقوا بلدانهم اعتماداً عليك ، وأنفقوا أموالهم ثقة بما في يديك ، وناديتهم إلى زيارة سبط نبيّك فأجابوا بلبيّك اللّهمّ لبيّك ، قد نصبوا أنفسهم لاحتمال الأذى من العصابة الناصبة ، ووطّنوا أسماعهم لاستماع الهجر من الطائفة المارقة الكاذبة ، يقاسون في مسيرهم من أعداء الله ما الموت أيسر من (١) بعضه ، ويتحمّلون الأذى في ذات الله ممّن خفّ ميزانه يوم حسابه وعرضه ، يعيّرهم بنو الزناة بوفادتهم على وليّك وابن أوليائك ، ويوبّخهم نجل البغاة بتوجّههم إلى صفيّك وابن أصفيائك ، ويستحلّون أنفسهم وأموالهم ، ويغرّون بهم سفهاءهم وجهّالهم ، قد اعتقدوا أذى المؤمنين من أفضل الطاعات ، والوقيعة في أعراض الصالحين من أكل القربات ، وتكرار غيبتهم في لهواتهم أحلى من مكرّر القند والضرب ، والتجسّس على عوراتهم أفخر ما يقتنى ويكتسب.

اللّهمّ إنّ علماءهم وأعلامهم واُمراءهم وحكّامهم ووعّاظهم وخطباءهم قد طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، فصبّ عليهم من قهرك سوط عذاب ، وكن لهم يا ربّ بالمرصاد.

اللّهمّ العن جبتهم وطاغوتهم ، وودّهم وسواعهم ، ولا تهم وعزاهم ، وذكرهم واُنثاهم ، ومبدأهم ومنتهاهم ، وارم بلادهم بالخميس يتلوه الخميس ، والعساكر يحقرها العساكر ، وسلّط عليهم من لا يرحم صراخهم بتضرّعهم ، ولا تقبل عشارهم بتوجّههم ، فيسومهم الخسف ، ويذيقهم الحتف ، ويفلّ غربهم ، ويذلّ صحبهم ، ويثقل أغلالهم ، ويسلب مالهم ، ويذبح أطفالهم ، ويستبيح نساءهم ، ويستعبد أبناءهم ، فإنّهم قد أهانوا أولياءك ، وأغروا أعداءك ،

__________________

١ ـ لفظ « من » أثبتناه لاقتضاء السياق.

٥١٦

وألحدوا في آياتك ، وكذّبوا ببيّناتك.

عالمهم منافق ، وواعظهم مارق ، وسراجهم غاسق ، وتقيّهم فاسق ، عشاهم من رشاهم ، وملبوسهم من تلبيسهم ، وحللهم من حليّهم ، ومزراتهم من مزواريهم (١) وسرابيلهم من أكاريبهم.

ذئاب بل ذباب ، وسباع بل كلاب ، يتهافتون على جمع الحطام ، ويتهالكون على أكل الحرام.

( رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابِ الْأَلِيمَ ) (٢) ، ( رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً ) (٣).

اللّهمّ وأفرغ على زوّار سبط سيّد الأنبياء ، وقرّة عين سيّدة النساء ، صبراً جميلاً ، وامنحهم فرجاً قريباً ، واخلفهم فيمن خلفوا ، واخلف عليهم ما أنفقوا ، واجعل البرّ والتقوى شعارهم ، والسلامة من كلّ الأسواء دثارهم ، واجعل لهم معقّبات من بيد أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من أمرك ، واكبت أعداءهم بشدّة بطشك وقهرك.

اللّهمّ إنّك آتيت لهم بكلّ درهم أنفقوه في زيارتهم عشرة آلاف مدينة في جنّتك ، وأعددت لهم ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت في جوار رحمتك ، فصلّ على محمد وآل محمد ، وزدهم من فضلك يا واسع الرحمة ، وأتمم عليهم من

__________________

١ ـ كذا في الأصل.

٢ ـ سورة يونس : ٨٨.

٣ ـ سورة نوح : ٢٦ و٢٧.

٥١٧

جودك هذه النعمة ، وأبلغهم مأمنهم ، وأوصلهم موطنهم ، مغفورة ذنوبهم ، مستورة عيوبهم ، معصومين في حلّهم وارتحالهم ، محفوظين في عيالهم وأطفالهم.

اللّهمّ ومن أحللت به قضاءك منهم قبل وصول وطنه ، وجرّعته كؤوس المنون قبل ورود عطنه ، فصلّ على محمد وآل محمد ، وارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، بجوار نبيّك سيّد المرسلين ، وأخيه عليّ أمير المؤمنين ، وآلهما الأئمّة الطاهرين ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللّهمّ وأنا عبدك المسكين ، الضارع المستكين ، حططت رحلي بفنائك ، وألقيت كَلّي على وليّك وابن أوليائك ، متّخداً حضرته الشريفة موطناً ومنزلاً ، لا اُريد منها بدلاً ، ولا ألقى عنها حولاً ، حين ذرفت السنّ على السبعين ، وخلّفت الاخوان والأهلين.

اللّهمّ فكما ختمت عمري بمجاورته ، وأهّلتني للكون في حضرته ، وجعلت لي عندك قدم صدق بملازمته ، وأثبتّ اسمي في جرائد الموسومين بخدمته ، والمخلصين في محبّته ، اُزيّن المنابر بذكر مناقبه ومناقب آبائه ، واُسرّ المحاضر بنشر مرابته ومراتب أبنائه ، فصلّ على محمد وآل محمد ، واجعل حضرته الشريفة موطن حياتي ومماتي ، وكفّر بملازمتها سيّئاتي ، وضاعف بمجاورتها حسناتي ، واجعل ثراها موضعاً لقبري بعد وفاتي ، وأحيني فيها سعيداً ، وأمتني شهيداً ، لامغيّراً ولا مبدّلاً ، ولا ضالّاً ولا مضلّاً ، بل مستمسكاً بعروتك الوثقى ، سالكاً طريقة نبيّك المصطفى ، وأخيه وليّك المرتضى ، وآلهما الأئمّة النجباء ، إنّك على كلّ شيء قدير ، وبالإجابة جدير.

٥١٨

فصل

وأمّا فضل زيارته عليه‌السلام ، والهجرة إلى بقعته ، والاستشفاء بتربته ، وإجابة الدعاء تحت قبّته ، فلا يحصرها حدّ ، ولا يستوفيها عدّ ، وقد صنّف الشيخ الجليل أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه (١) القمّي رضي الله عنه في ذلك خاصّة كتاباً سمّاه ب‍ « كامل الزيارات » ، مشتملاً على فضل زيارته عليه‌السلام ، وفضل الصلاة عنده.

وروى رضي الله عنه في ذلك روايات وأخباراً وكرامات كثيرة ، وكذلك غيره من فقهاء الشيعة وأبرارهم ، كالشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه ، والشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي رضي الله عنهم أجمعين. (٢)

وساُورد نبذة ممّا رووه رضي الله عنهم وأوردوه في فضل زيارته ، من

__________________

١ ـ كذا الصحيح ، وفي الأصل : أبو جعفر محمد بن قولويه.

٢ ـ في « ح » : وعن عليّ عليه‌السلام : إذا تصدّق المرء بنية الميّت أمر الله تعالى جبرئيل عليه السالم أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك ، بيد كلّ ملك طبق من نور ، فيحملون إلى قبره ، ويقولون : السلام عليك يا وليّ الله ، هذه هديّة فلان بن فلان إليك ، فتلألأ قبره وأعطاء الله ألف مدينة في الجنّة ، وزوجه ألف حوراء ، وألبسه ألف حلة ، وقضى له ألف حاجة.

وقال عليه‌السلام : إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لأهل القبور جعل الله له بكلّ حرف ملكاً يسبّح له إلى يوم القيامة. [ إرشاد القلوب للديلمي : ١٧٥ ـ ١٧٦ ].

٥١٩

الأحاديث الصحيحة ، والروايات الصريحة ، التقطتها من كتبهم.

ذلك ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه (١) رضي الله عنه : [ أبي رحمه‌الله ] (٢) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري (٣) ، عن الحسين بن محمد القمّي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : من زار قبر الحسين أبي عبد الله عليه‌السلام بشاطىء الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه (٤). (٥)

قال شيخنا الشيخ الشهيد محمد بن مكّي رضي الله عنه في دروسه ـ عند ذكر هذا الحديث ـ ؛ هو كناية عن كثرة الثواب والإجلال ، بمثابة من رفعة الله إلى سمائه ، وأدناه من عرشه ، وأراه من خاصّة ملكه ما يكون به توكيد كرامته. (٦)

وروى أيضاً رضي الله عنه في دروسه أنّ زيارته فرض على كلّ مؤمن ، وأنّ تركتها ترك حقّ لله ولرسوله ، وأنّ تركها عقوق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنقاص في الإيمان والدين ، وأنّه حقّ على الغنيّ زيارته في السنة مرّتين ، والفقير في السنة مرّة ، وأنّه من أتى عليه حول ولم يأت قبره نقص من عمره حول ، وأنّها تطيل العمر ، وأنّ أيّام زيارته لا تعدّ من الأجل ، وتفرّج الغمّ ،

__________________

١ ـ كذا الصحيح ، وفي الأصل : قولويه.

٢ ـ من الثواب.

٣ ـ كذا في الثواب ، وفي الأصل : الحريري.

٤ ـ قال المجلسي : أيّ عَبَدَ الله هناك ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فإنّ زيارتهم كزيارة الله ، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره.

٥ ـ كامل الزيارات : ١٤٧ ح ٢ ، ثواب الأعمال : ١١٠ ح ١ ، عنهما البحار : ١٠١/٦٩ ح ٣ و٤.

٦ ـ الدروس الشرعية : ٢/١٠.

٥٢٠