السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الكركي الحائري
المحقق: فارس حسّون كريم
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-09-6-X
الصفحات: ٥٩٢
صرّح به المؤلّف في مقدّمة للكتاب ، وكان اختيارنا عليه.
اشتباهان حول الكتاب :
١ ـ قال الخوانساري رحمهالله ـ نقلاً عن رجال النيسابوري ، وعند ذكره للمؤلّف ـ : وله كتاب « تسلية المُجالس » و « زينة المَجالس » كلاهما في مقتل مولانا الحسين عليهالسلام (١). انتهى.
والحال ـ كما عرفت ـ انّه كتاب واحد.
٢ ـ قال الاستاذ عبد الجبّار الرفاعي حفظه الله في « معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت صلوات الله عليهم » ج ٧ / ١٥٣ : « تسلية المُجالس » للسيد محمد الحسيني الحائري. يأتي بعنوان « زينة المَجالس ». انتهى.
الا انّه قال في ص ٣٢٥ رقم ١٨٦٧٧ :
« زينة المَجالس » ( مقتل فارسي ) للسيّد مجد الدين محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري ، فرغ منه سنة ١٠٠٤ ه ... انتهى.
وقال ثالثة في ج ٨ / ٦٩ :
« مقتل أبي عبد الله الحسين عليهالسلام » للسيّد محمد الحائري ، تقدّم بعنوان : « زينة المَجالس ». انتهى.
ويمكن تصحيح هذا الاشتباه بالنقاط التالية :
أ : حصل خلط بين « تسلية المُجالس زينة المَجالس » ـ كتابنا هذا ـ وبين « زينة المَجالس » للسيد مجد الدين محمد بن أبي طالب الحائري ، وذلك
__________________
١ ـ روضات الجنّات : ٧ / ٣٥.
نتيجة اشتراك اسم الكتاب واسم المؤلّف في الاثنين.
ب : إنّ « زينة المَجالس » هو في التواريخ وليس في مقتل الإمام الحسين عليهالسلام.
وقد قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني رحمهالله : « زينة المَجَالس » في التواريخ ، للأمير مجد الدين محمد الحسيني المتخلص « مجدي » ألّفه سنة « ١٠٠٤ » ه باسم الشاه طهماسب ، مرتّباً على تسعة أجزاء ، وكلّ جزء على عشرة فصول ، إلا الجزء الأخير فإنّه لم يخرج منه إلا ثمانية فصول في النسخة المخطوطة ، لكنّه اُلحق بالكتاب فصلان في الطبع ؛ أحدهما في تواريخ المغول ، والآخر في الصفويّة ، وينقل عنه في « مطلع الشمس » ، وهو فارسيّ ... إلى آخر كلامه (١).
ج : إنّ مؤلّف « تسلية المُجَالس وزينة المَجَالس » أهدى كتابه للشاه إسماعيل الصفوي الذي كانت السلطة بيده في عام « ٩٠٦ ـ ٩٣٠ » ه ، وهذا يعني أنّ تاريخ الكتاب يقع في هذه الفترة ، ومؤلّف هذا كتاب من البعيد أن يقلّ عمره عن « ٢٠ » أو « ٢٥ » سنة ، فعلى غالب الظنّ أنّ ميلاده كان قبل سنة « ٩٠٠ » ه.
وأمّا مؤلّف كتاب « زينة المَجالس » فقد ألّف كتابه سنة « ١٠٠٤ » ه ، ومن المعلوم أنّه توفّي بعد هذا التاريخ.
وبالنتيجة فمن البعيد جدّاً أن يكون مؤلّف « تسلية المُجالس وزينة المَجالس » المولود قبل سنة « ٩٠٠ » ه قد عمّر لما بعد سنة « ١٠٠٤ » ه.
* * *
__________________
١ ـ الذريعة : ١٢ / ٩٤ رقم ٦١٨.
ومن الجدير بالذكر انّ العلّامة المجلسي رحمهالله قد نقل في بحار الأنوار عن « تسلية المُجَالس وزينة المَجَالس » في المجلّد العاشر من الطبع القديم ( الحجري ) ، أي المجلّد ٤٤ ص ٣١٠ و ٣٥٤ وغيرها والمجلّد ٤٥ من الطبع الجديد.
منهجيّة التحقيق
كان أوّل عملي هو استنساخ النسخة الخطيّة ، ومن ثمّ إرجاع الأحاديث إلى مصادرها الأصليّة ـ وإن لم يصرّح المؤلّف بمصادرها على الأغلب ـ حيث طابقت الأحاديث مع مصادرها ، وبعد ذلك ضبطت النصّ ضبطاً متقناً ـ على قدر الوسع والإمكان ، ولم أدّع الكمال في ذلك ـ وكما يلي :
١ ـ طابقت الآيات القرآنيّة الشريفة مع القرآن الكريم وأثبتّها كما هي في القرآن.
٢ ـ ما أضفته من المصادر جعلته بين [ ] وأشرت لذلك في محلّه.
٣ ـ اقتصرت في الإشارة لموارد الاختلافات ـ بين النسخة والمصادر ـ المهمّة منها فقط.
٤ ـ قمت باتّحاد الأحاديث الواردة في الكتاب مع المصادر الحديثيّة المعتبرة.
تقدير وعرفان :
لقد كان الأمل يحدوني بأن يُكتب لهذا السفر القيّم بالظهور قبل مدّة من الزمان ، أي في حياة اُستاذنا العلّامة الراحل والمحقّق الخبير السيد عبد العزيز ابن السيد جواد الطباطبائي اليزدي النجفي قدسسره ، سيّما وانّه قد هيّأ لي النسخة التي اعتمدتها في التحقيق من مدرسة النمازي في مدينة « خوي » ، وانّه أيضاً كان يرغب في أن يرى صدور هذا الكتاب ، الا انّ اُموراً عديدة حالت دون إتمام تحقيق الكتاب في ذلك الوقت ، وشاءت الإرادة الإلهية غير ما شئنا برحيل السيد عنّا ، فجزاه الله خير جزاء المحسنين ، وأسكنه فسيح جناه وأوفرها.
واُسجّل وافر شكري لكلّ من مدَّ لي يد العون في عملي هذا ، وأخصّ بالذكر منهم : الاستاذ الفاضل محمود البدري : وأشقّائي : علي وعبد الكريم وصادق وفّقهم الله جميعاً.
وأشكر أيضاً اُمّ ولدي « حيدر » التي شاركتني في مختلف مراحل تحقيق الكتاب ، من استنساخ واستخراج ومقابلة فجزاها الله خيراً.
والحمد لله رب العالمين.
|
فارس حسّون كريم قم المقدّسة ذكرى مولد سيّد الشهداء عليهالسلام ٣ شعبان ١٤١٧ هـ |
مقدّمة المؤلّف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل مصائب دار الغرور مصروفة إلى وجوه أوليائه ، ونوائب بطشها المشهور موقوفة على جهة أصفيائه ، ووعدهم على الصبر الجميل بالثواب الجزيل في دار جزائه ، وأراهم فضل درجة الشهادة في منازل دار السعادة الباقية ببقائه ، فبذلوا أرواحهم لينالوا الزلفى من رحمته ، وباعوا أنفسهم من الله بنعيم جنّته ، وتلقّوا حدود الصّفاح (١) بشرائف وجوههم ، وقابلوا رؤوس صدور الرماح بكرائم صدورهم ، فكوّرتهم وقد أظلم ليل نقع (٢) الحرب ، وبلغت القلوب الحناجر لوقع الطعن والضرب ، وكفر القتام (٣) شمس النهار بركامه ، وغمر الظلام فجاج الأقطار بغمامه ، وخشعت الأصوات لوقع الصرام على هامات الرجال ، وأشرقت الأرض بما سال عليها من شآبيب الجريال (٤) ، فلم تر الا رؤوساً تقطف ، ونفوساً تختطف ، وأبطالاً قد صبغت
__________________
١ ـ هي السيوف العريضة.
٢ ـ النَّقْعُ : رفع الصوت.
٣ ـ الكَفرُ : التغطية والقَتامُ : الغبار.
٤ ـ الجِريال : صبغ أحمر ، وجِريال الذهب : حمرته. « لسان العرب : ١١ / ١٠٩ ـ جرل ـ ».
جيوبها بدم الحتوف ، وفرساناً وجبت جنوبها بغروب السيوف (١) ، لرأيت منهم وجوهاً كالبدور في ظُلًم النقع مشرقة ، واُسداً في غاب (٢) الرماح مطرقة ، يرون الموت في طاعة ربهم راحة أرواحهم ، وبذلوا الوسع في إعلاء كلمة خالقهم مجلية أفراحهم.
ليوث إذا ضربت الحرب جمرها ، غيوث إذا السماء منعت درّها ، رهبان إذا الليل أرخى ستوره ، أعلام إذا النهار أشاع نوره ، مصابيح الظلام إذا الغسق غَمّت سُدفُته ، مجاديح (٣) الانعام إذا الزمان عمّت أزمّته ، سادة الاُمّة ، وقادة الأئمّة ، ومعدة الحكمة ، ومنبع العصمة ، وبحار العلم ، وبحار الحلم ، إن سئلوا أوضحوا ، وإن نطقوا أفصحوا ، وإن استسمحوا جادوا ، وإن استرفدوا عادوا ، أصلهم معرق ، وفرعهم معذق ، وحوضهم مورود ، ومجدهم محسود ، وفخرهم ... (٤) ، النبوة اصلهم ، والامامة نسلهم ، لا شرف إلا وهم أصله ، ... (٥).
واُمروا بالجهاد في سبيل الله فأتمروا ، لبسوا القلوب على الدروع عند مكافحة الكفاح ، وتلقّوا بالخدود والصدور حدود الصفاح ورؤوس الرماح ، يرون طعم الموت في طاعة ربهم أحلى من العسل المشار (٦) ، وارتكاب
__________________
١ ـ أي سَقَطَت جُنوبها إلى الأرض بحدود السيوف.
٢ ـ الغابة من الرماح : ما طال منها ، وكان لها أطراف تُرى كأطراف الأجمَة ؛ وقيل : هي المضطربة من الرماح في الريح ؛ وقيل : هي الرماح إذا اجتمعت. « لسان العرب : ١ / ٦٥٦ ـ غيب ـ ».
٣ ـ مِجدّحٌ : نجم من النجوم كانت العرب تزعم أنها تُمطَرُ به ، وهو المُجدَحُ أيضاً : وقيل : هو الدبَران لأنه يطلع آخراً ويسمّى حاديَ النجوم. « لسان العرب : ٢ / ٤٢١ ـ جدح ـ ».
٤ و ٥ ـ كانت هناك آثار ترميم على الصفحة الاُولى من الأل ، ومن جرّاء ذلك فقد هنا مقدار ٣ سطور.
٦ ـ يقال : رجلٌ مِشرٌ : شديد الحُمرة. « القاموس المحيط : ٢ / ١٣٤ ـ مشر ـ ».
وقال في حياة الحيوان الكبرى : ٢ / ٣٥٠ : وأجوده ـ أي العسل ـ الخريفي الصادق
الأخطار في إعلاء كلمة خالقهم أولى من ركوب العار.
جدّهم أكرم مبعوث ، وخير مرسل ، وأشرف مبعوث بالمجد الأعبل (١) ، والشرف الأطول ، لم يضرب فيه فاجر ، ولم يسهم فيه عاهر ، نقله الله من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة ، واختصّه بالكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ، ونسخ الشرائع بشريعته ، وفسخ المذاهب بملّته ، أقام به الاسلام وشدّ أزره (٢) ، وأوضح به الايمان وأعلا أمره ، وجعله مصباحاً لظلم الضلال ، ومفتاحاً لما استعلن من الأحكام ، وأحيا به السنّة والفرض ، وجعله شفيع يوم الحشر والعرض ، وأسرى به إلى حضيرة قدسه ، وشرّفه ليلة الاسراء بخطاب نفسه ، فهو أشرف الموجودات ، وخلاصة الكائنات ، أقسم ربّنا بحياته ، وجعله أفضل أهل أرضه وسماواته ، وأزلفه بقربه ، واختصّه بحبّه ، فهو سيّد المرسلين ، وإمام المتّقين ، وخاتم النبيين ، النبيّ المهذّب ، والمصطفى المقرّب ، الحبيب المجيب ، والأمين الأنجب.
صاحب الحوض والكوثر ، والتاج والمغفر ، والخطبة والمنبر ، والركن والمشعر ، والوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، والدين الأظهر ، والحسب الأطهر ، والنسب الأشهر ، محمد سيّد البشر ، المختار للرسالة ، الموضح للدلالة ، المصطفى للوحي والنبوّة ، المرتضى للعلم والفتوّة.
صاحب الفضل والسخاء ، والجود والعطاء ، والمذاكرة والبكاء ،
__________________
الحلاوة والكثير الربيعي المائل إلى الحمرة.
وفي هامش الأصل : المشار : النشاط.
١ ـ العَبلُ : الضخم من كلّ شيء. وأعبلُ : غَلُظ وابيَضّ : « لسان العرب : ١١ / ٤٢٠ ـ عبل ـ ».
٢ ـ في هامش الأصل : الأزر : الظهر.
والخشوع والدعاء ، والانابة والصفاء.
صاحب الملّة الحنيفيّة ، والشريعة المرضيّة ، والاُمّة المهديّة ، والعترة الحسنيّة والحسينيّة.
صاحب الفضل الجليّ ، والنور المضيّ ، والكتاب البهيّ ، الرسول النبيّ الاُميّ.
هذا الذي زيّنت بمدحه طروسي (١) ، ورصفت بوصفه بديعي وتجنيسي ، وقابلت بدرّ كماله تربيعي وتسديسي ، وجعلت ذكره في خلواتي أليفي وأنيسي ، وحليت المجامع بملاقي (٢) ، وشققت المسامع بمعالي مرابته.
هو الذي رفع الله به قواعد الصدق بعد اندراسها ، وأطلع أنوار الحقّ بعد انطماسها ، وأقام حدود السنّة بجواهر لفظه ، وحلّى أجياد الشريعة بزواجر وعظه ، وأطلع شمس الملّة الحنيفيّة في فلك نبوّته ، وأظهر بدر الشريعة المصطفويّة من مطالع رسالته ، فتح به وختم ، وفرض طاعته وحتم ، ونسخ الشرائع بشريعته ، ونسخ الملّة بملّته.
لم يخلق خلقاً أقرب منه إليه ، ولم ينشئ نشأً أكرم منه عليه ، شرفه من فلق الصبح أشهر ، ودينه من نور الشمس أظهر ، ونسبه من كلّ نسب أطهر ، وحسبه من كل حسب أفخر ، لما أخلص لله بوفاء حقّه ، وسلك إلى الله بقدم صدقه ، ورفض الدنيا رفضاً ، وقرضها قرضاً ، لعلمه بسوء موقع فتكها ، وحذراً من مصارع هلكها ، أطلعه الله على أسرار ملكوته ، وشرّفه بخطاب حضرة
__________________
١ ـ الطرسُ : الصحيفة. ويقال : هي التي محيت ثم كتبت. « لسان العرب : ٦ / ١٢١ ـ طرس ـ ».
٢ ـ المَلاقي : أشراف نواحي أعلى الجبل لا يزال يَمثُل عليها الوعل يعتصم بها من الصيّاد. « لسان العرب : ١٥ / ٢٥٥ ـ لقا ـ ».
جبروته ، وأرسله صادعاً بحكمه ، وجعله خازناً لعلمه ، فقام صلىاللهعليهوآله بأعباء الرسالة جاهداً ، وباع من الله روحه مجاهداً ، وقطع من قربت قربته ، ووصل من بعدت لحمته ، وهجر في الله الأذنين ، ووصل الأبعدين ، سل عنه اُحداً وبدراً كم خسف الله به فيهما للشرك بدراً ، وهتك للشرك ستراً ، وقصم للظلم ظهراً ، جاهد في الله حقّ جهاده ، وصبر على الأذى في الله من جهاد عباده حتى كسرت في اُحد رباعيته ، وشجّت لمناوشته (١) القتال جبهته ، وثفنت من دمه لمّته (٢) ، وقتلت عترته واُسرته.
كم نصبوا له غوائلهم (٣)؟ وكم وجّهوا نحوه عواملهم؟ وكم جرّدوا عليه مناصلهم (٤)؟ وكم فوقوا إليه معابلهم (٥)؟ وأبى الله إلا تأييده بنصره ، وتمجيده بذكره.
روي أنّ النبيُّ صلىاللهعليهوآله كتب إلى كسرى بن هرمز :
أمّا بعد :
فأسلم تسلم ، وإلاّ فأذن بحربٍ من الله ورسوله ، والسلام على من اتّبع الهدى.
قال : فلمّا وصل إليه الكتاب مزّقه واستخفّ به ، وقال : من هذا الذي يدعوني إلى دينه ، ويبدأ باسمه قبل اسمي؟ وبعث إلى رسول الله صلّى الله عليه
____________
١ ـ في هامش الأصل : المناوشة : الاسراع في النهوض.
٢ ـ اللِّمَّة : شعر الرأس.
٣ ـ الغوائل : الدواهي.
٤ ـ النَّصْلُ : حديدة السهم والرمح.
٥ ـ المِعبَلة : نصلٌ طويل عريض ، والجمع مَعابل ... ومنه حديث علي عليهالسلام : تكَنّفتكم غَوائلُه وأقصَدَتكم معِابِلُه. « لسان العرب : ١١ / ٤٢٢ ـ عبل ـ ».
وآله بتراب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مزّق الله ملكه كما مزّق كتابي ، أما إنّكم ستمزّقون ملكه ، وبعث إليّ بتراب أما إنّكم ستمزّقون (١) أرضه ، فكان كما قال صلىاللهعليهوآله .
ثم كتب كسرى في الوقت إلى عامله على اليمن ، وكان اسمه باذام (٢) ، ويكنّى أبا مهران ، أن امض إلى يثرب واحمل هذا الذي يزعم أنّه نبيّ ، وبدأ باسمه قبل اسمي ، ودعاني إلى غير ديني ، فبعث باذام الى النبي صلىاللهعليهوآله فيروز الديلمي في جمع ، وأرسل معه كتاباً يذكر فيه ما كتب إليه كسرى ، فأتاه فيروز بمن معه ، وقال : إنّ كسرى أمرني أن أحملك إليه ، فاستنظره صلىاللهعليهوآله ليلته إلى الصباح.
فلمّا كان في (٣) الغد حضر فيروز مستحثّاً لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرني ربّي انّه قتل صاحبك البارحة ، سلّط الله عليه ابنه شِيرَوَيه على سبع ساعات من الليل ، فأمسك حتى يأتيك الخبر ، فراع ذلك فيروز وهاله ، ورجع إلى باذام فأخبره.
فقال له باذام : كيف وجدت نفسك حين دخلت عليه؟
فقال : والله ما هبت أحداً كهيبة هذا الرجل ، فوصل الخبر إليه كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فأسلما ، وظهر في زمانهما العنسي (٤) المتنبّئ
__________________
١ ـ في المناقب : ستملكون.
٢ ـ في المناقب ومصادر اُخرى : باذان.
انظر في قصّة إسلامه الاُنف للسهيلي : ١ / ٣٠٧.
٣ ـ في المناقب : من.
٤ ـ في الأصل : العبسي.
وهو عَيهلة بن كعب بن عوف العنسي ، مشعوذ من أهل اليمن ، كان بطّاشاً جبّاراً ، أسلم لمّا أسلمت اليمن ، وارتدّ في أيّام النبي صلىاللهعليهوآله ، فكان أوّل مرتدّ في الاسلام ،
باليمن وما افتراه من الكذب ، فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فيروز الديلمي ، وقال : اقتله قتله الله ، [ فقتله ] (١). (٢)
وروت (٣) العامّة عن جعفر بن محمد عليهالسلام أنّهما لمّا نزلت سورة
____________
وادّعى النبوّة. « الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٣٦ ، الأعلام : ٥ / ١١١ ».
١ ـ من المناقب.
٢ ـ روي كتابه صلىاللهعليهوآله إلى ملك الفرس كسرى بن هرمز بألفاظ متفاوتة ، انظر : مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٢٤٣ و ج ٣ / ١٣٣. صحيح البخاري : ٦ / ١٠ ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٧٧ ، تاريخ الطبري : ٢ / ٦٥٤ ، مشكل الآثار للطحاوي : ١ / ٢١٥. الأموال لأبي عبيد : ٢٣ ، دلائل النبّوة لأبي نعيم : ٢ / ٣٤٨ ح ٢٤١. السنن الكبرى للبيهقي : ٩ / ١٧٧ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٣٢ ، الشفا للقاضي عياض : ١ / ٤٦٠ ، مناقب ابن شهراشوب : ١ / ٧٩ ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٢١٣ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٦٨ وص ٢٦٩ ، صبح الأعشى : ٦ / ٣٦٣ ، المواهب اللدنية للقسطاني : ٢ / ١٣٩ ، السيرة الحلبيّة : ٣ / ٢٧٧ ، بحار الأنوار : ٢٠ / ٣٨١ ح ٧ وص ٣٨٩ ، جمهرة رسائل العرب : ١ / ٤٠ رقم ٤ ، السيرة النبويّة لأحمد زيني دحلان المطبوع بهامش السيرة الحلبيّة : ٣ / ٦٥ ، أعيان الشيعة : ١ / ٢٤٤.
٣ ـ في هامش الأصل : وروى العيّاشي بإسناده عن خيثمة ( خثيمة ) قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : من حدّث عنّا بحديثٍ فنحن سائلوه عنه يوماً ، فإن صدق علينا فإنّما يصدق على الله وعلى رسوله ، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله ، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله لأنّا إذا حدّثنا لا نقول : قال فلان وقال فلان ، وإنّما نقول : قال الله وقال رسوله ، ثمّ تلا هذه الآية : ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودّة أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين ) [ سورة الزمر : ٦٠ ] ، ثمّ أشار خيثمة إلى اُذنيه فقال : صمّتا إن لم أكن سمعته.
قال الراوي [ سودة بن كليب ] : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الآية ، فقال : كلّ إمام انتحل إمامة ليست له من الله.
قلت : وإن كان علويّاً؟
قال : وإن كان علويّاً.
فقلت : وإن كان فاطميّاً؟
قال : وإن كان فاطميّاً. « مجمع البيان : ٤ / ٥٠٥ ».
« والنجم إذا هوى » أخبر بذلك عتبة (١) بن أبي لهب ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وتفل في وجهه وطلّق ابنته ، وقال : كفرت بالنجم وبربّ النجم ، فدعا عليه رسول الله وقال : اللهّم سلّط عليه كلباً من كلابك ، فخرج إلى الشام ، فنزل في بعض الطريق ، وألقى الله عليه الرعب ، فقال لأصحابه ليلاً : نيّموني بينكم ، ففعلوا : فجاء أسد فافترسه من بين الناس ، ففي ذلك يقول حسّان بن ثابت :
سائِل بني الأشعر (٢) إن جئتَهم |
|
ما كان أنبـاءُ أبي (٣) واسِع |
لا وسّـع اللهُُ لـه قـبره |
|
بل ضيَّقَ الله على القاطِع |
رمى رسول الله من بينـهم |
|
دون قريش رَمـية الـقادع |
واستَوجَـبَ الـدَّعوةَ منه بما |
|
بيّـن للنـاظـر والسامِـع |
فـسلّـط الله بـه كـلبَـه |
|
يمـشي الهوينا مشيةَ الخادع |
حتى أتـاه وسـط أصحـابه |
|
وقـد عَـلَتهُم سنـَةُ الهاجع (٤) |
فالـتَقَمَ الـرَأسَ بـيافـوخِه |
|
والنحر مـنه فغرة الـجائِع |
مَن يـرجـع الـعام إلى أهله |
|
فما أكيل الـسّـبع بالراجِع |
__________________
١ ـ لعلّه عتيبة كما ذكرت بعض المصادر ، لأنّ عتبة وأخوه معتب أسلما في عهد النبي صلىاللهعليهوآله . انظر الاصابة : ٢ / ٤٥٥ رقم ٥٤١٣ وج ٣ / ٤٤٣ رقم ٨١٢٠.
٢ ـ كذا في ديوان حسّان وغيره ، وفي الأصل : بني الأصفر.
وبني الأصفر تطلق على الروم لأنّ أباهم الأوّل كان أصفر اللون. انظر « لسان العرب : ٤ / ٤٦٥ ـ صفر ـ ».
٣ ـ كذا في بعض المصادر ، وفي الأصل : بني واسع.
وكان عتيبة بن أيب لهب بن عبد المطّلب يكنّى أبا واسع.
٤ ـ هذا البيت لم يورده في مجمع البيان.
قد كان هذا لكم عبرة |
|
للسيّد المتبوعِ والتابع (١) |
وبعد :
فيقول العبد الفقير ، الذليل الحقير ، المعترف بذنبه ، المنيب إلى ربّه ، الذي لم يكتب له الكرام الكاتبون عملاً صالحاً ، ولم تشهد له الملائكة المقرّبون يقيناً ناصحاً ، إلا ما يتقرّب به في كلّ آن من توحيد مالكه وربّه ، والانابة اليه بقالبه وقلبه ، وجعل ذكره أنيس خلوته ، وتلاوة كتابه جليس وحدته ، بالتوسّل إليه بأوليائه الطاهرين من أهل بيت نبيّه ، المتوكّل عليه بمجاورة الأكرمين من ذرّيّة وليّه ، وتشريف المنابر بذكر مناقبهم ، وتزيين المحاضر بنشر مراتبهم ، وإيضاح الدليل على سلوك سبيلهم ، وشفاء الغليل بتشريفهم وتفضيلهم ، وقمع رؤوس من عاداهم بمقامع نظمه ونثره ، وغيّض نفوس من ناواهم بتواضع خطبه وشعره ، محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى بن ناصر بن أبي العزّ الحسيني الموسوي الحائري اُمّاً وأباً ، الامامي ملّة ومذهباً ، الحسيني نسباً ومحتداً (٢) ، الكركي (٣) منشأً ومولداً :
__________________
١ ـ روي الحديث والأبيات بتفاوتٍ. انظر :
تفسير القرآن لعبد الرزّاق الصنعاني : ٢ / ٢ / ٢٥٠ ، تفسر الطبري : ٢٧ / ٢٤ ، تفسير الكشف والبيان للثعلبي : ٢٩٧ ( مخطوط ) ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ٤٥٤ ح ٣٨٠ وص ٤٥٥ ح ٣٨١ وص ٤٥٧ ح ٣٨٣ ، دلائل النبوة للبيهقي : ٢ / ٣٣٨ ، الشفا للقاضي عياض : ١ / ٤٦٠ ، مجمع البيان : ٥ / ١٧٢ ، الدر المنثور : ٦ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، ديوان حسّان بن ثابت : ١٥٣.
٢ ـ حَدا الشيء يَحدوه حَدواً واحتَداه : تبعه. « لسان العرب : ١٤ / ١٦٨ ـ حدا ـ ».
وقد تكون بالذال المعجمة ؛ حَذا حذوَة : فَعَل فعله ، يقال : فلان يحتَذي على مثال فلان إذا اقتدى به في أمره ، ويقال : حاذيت موضعاً إذا صرت بِحِذائه. « لسان العرب : ١٤ / ١٧٠ ـ حذا ـ ».
٣ ـ الكَرَك : قلعة حصينة جدّاً في طرف الشام ، من نواحي البلقاء في جبالها : « مراصد
إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي واُمّي وعمومتي وبني عمّي ومسقط رأسي ومولدي ، ومصدري في الأمور وموردي ، وهي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدسة ، وهي في الحقيقة على غير تقوى الله مؤسّسة ، كم سبّ أمير المؤمنين على منابرها ، واُظهرت كلمة الكفر في منائرها ، وعصي ربّ العالمين في بواطنها وظواهرها ، وحملت رؤوس بني النبي إلى يزيدها وفاجرها؟ فهي دار الفاسقين ، وقرار المنافقين ، ومغرس العصابة الناصبة ، ومجمع الطائفة الكاذبة ، أعني البلدة المشهورة بدمشق ، معدن الفجور والغرور والفسق ، ولمّا منّ الله بتوفيق الخروج منها ، وتسهيل الطريق بالبعد عنها ، وفارقتها غير آسف على حضرتها ونصرتها ، ولا نادم على مفارقة جهتها وربوتها ، أرى كلّ وارد من موارد يزيدها ثوراً ، وكلّ ملازم لباب يزديدها من المعدلين آثماً أو كفوراً ، وكلّ عاكف بأموتها من أعلام علمائها عتّلاً (١) فخوراً ، وكلّ زبرج (٢) اُجري على صفحات عروشها وجدرانها حرفاً وغروراً.
علماؤها ذئاب بل ذباب ، واُمراؤها سباع بل كلاب ، ونساؤها أبغى من هند البغيّة ، ومخدّراتها أزنى من اُمّ زياد سميّة ، الاُبنة في علمائها فاشية ، والدياثة من زعمائها ناشية ، إن لامهم لائم على سوء فعلهم قالوا : « هذا تقدير ربّنا » بكفرهم وجهلهم ، أو أنّبهم مؤنّب بفجور نسائهم قالوا : « هذا ما كتب الله على جباههنّ » بكفرهم وضلالهم ، فجدعاً (٣) لهم وكبّاً ، وبؤساً وغبّاً.
____________
الاطّلاع : ٣ / ١١٥٩ ».
١ ـ العُتُلّ : الشديد الجافي والفظّ الغليظ من الناس ؛ وقيل : هو الشديد الخصومة. « لسان العرب : ١١ / ٤٢٣ ـ عتل ـ ».
٢ ـ الزبرِجُ : الوَشيُ ، الذَّهَب. « لسان العرب : ٢ / ٢٨٥ ـ زبرج ـ ».
٣ ـ الجَدع : القطع.
وما عسى أن أقول في وصف قوم حنيت جوانحهم على بغض الوصيّ وعترته ، وبنيت جوارحهم على إنزال الأذى بمواليه وشيعته : يسلقون المؤمنين بألسنة حداد ، ويقصدون الصالحين بالبغي في كلّ ناد ، ويتشادقون (١) بغيبتهم في محاضرهم ومجامعهم ، ويعلنون بسبّهم عقيب جمعهم في جوامعهم ، يعدّون يوم عاشوراء من أعظم أعيادهم وزينتهم ، ويسمّونه فجوراً رأس سنتهم ، ويعتقدون طبخ الحبوب تلك الليلة من أعظم سنتهم ، والمصافحة بالأكفّ المخضوبة في ذلك اليوم من أفضل طريقهم وسنتهم ، ويتهادون بالتحف والهدايا في المنازل ، ويتباركون بإذخار الأدوية والأشربة من ذلك اليوم إلى قابل ، ويقصدون بالأذى من بكى فيه على آل الرسول ، ويتجسّسون على من جلس لتعزية الطاهرة البتول.
وليس ذلك بعجيب من نفاقهم ، ولا بغريب من شقاقهم ، فقد ارتضعوا بغض الامام الوصيّ من أخلاف (٢) اخلافهم ، واُشربوا هجر آل النبيّ من آبائهم وأسلافهم ، أغصان الشجرة الملعونة في القرآن ، وأفنان (٣) دوحة البغي والعدوان ، الذين أعلنوا بسبّ الله ورسوله على منابرهم ، ودلّ قبح ظاهرهم على خبث سرائرهم ، كم أظهروا الفساد في البلاد وأشهروا العناد في العباد؟ وزيّن الشيطان للناس اتّباعهم ، وصيّر علماءهم أشياعهم وأتباعهم ، فبذلوا لهم
__________________
١ ـ المتَشَدّقون : المتوسّعون في الكلام من غير احتياط واحتراز ، وقيل : المتشدّق : المستهزئ بالناس يلوي شِدقه بهم وعليهم. « لسان العرب : ١٠ / ١٧٣ ـ شدق ـ ».
٢ ـ الأخلاف : جمع خِلف ـ بالكسر ـ وهو الضرع لكلّ ذات خُفّ وظِلفٍ. « لسان العرب : ٩ / ٩٢ ـ خلف ـ ».
ومراده أنّهم ارتضعوا بغض الامام من آبائهم الماضين.
٣ ـ الفَنَنُ : الغُصنُ ، وقيل : الغُصنُ القضيب يعني المقضوب ، والفَنَنُ : ما تشعّب منه ، والجمع أفنان : « لسان العرب : ١٣ / ٣٢٧ ـ فنن ـ ».
والدّوحة : الشجرة العظيمة المتّسعة.
الأموال ، وولّوهم الأعمال ، فغرّتهم الحياة الدنيا بزينتها ، وفتنتهم بزهرتها ، فبدّلوا كلام الله بآرائهم ، وحرّفوا كتاب الله بأهوائهم ، وسلكوا بقدم الغيّ إلى الباطل سبيلاً ، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ، وأنكروا فضل الوصيّ وما اُنزل فيه من الآيات ، وجحدوا النصّ الجليّ وما ورد في إمامته من الدلالات ، تقرّباً إلى أئمّة ضلالهم ، وحرّفوا مقال النبيّ طمعاً في نوالهم.
ألا ترى إلى أزكاهم البخاري قد ألغى حديث الخاتم وقصّة الغدير وخبر الطائر (١) وآية التطهير؟
وإن أنصفهم مسلم قد أنكر حديث الكهف والإخاء ، وطعن في حديث « أنا مدينة العلم » وحديث اللوح.
وإنّ أشهرهم الطبري توقّف عن حديث الوصيّة (٢) ، وتأويل ( يُوفُونَ بِالنُّذر) (٣) ، ومن أعلام مبشّريهم وضلّال مفتريهم من نور الآيات والأخبار المجمع عليها نحو ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (٤) ، ونحو
____________
١ ـ انظر الغدير : ٣ / ٢١٨ وما بعدها.
٢ ـ تفسير الطبري : ١٩ / ٧٥.
٣ ـ سورة الانسان : ٧.
٤ ـ سورة المائدة : ٥٥.
وقد اتّفق المفسّرون والمحدّثون وعلماء الأثر على نزول هذه الآية الشريفة في أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، ورووه بأسانيد وطرق كثيرة تنتهي إلى جماعة من كبار الصحابة والمفسّرن.
قال السيد ابن طاووس في سعد السعود : ٩٦ : انّ محمّد بن العبّاس بن الماهيار المعروف بابن الحجّام قد رواه في كتابه « ما نزل من القرآن في عليّ عليهالسلام » من تسعين طريقاً بأسانيد متّصلة ، كلّها أو جلّها من رجال المخالفين لأهل البيت عليهمالسلام ، وذكر منهم : عمر بن الخطّاب ، عثمان بن عفّان ، الزبير بن العوّام ، عبد الرحمان بن عوف ، سعد بن أبي وقّاص ، طلحة بن عبدالله ، عبدالله بن عبّاس ، أبو رافع ، جابر بن عبدالله الأنصاري ، أبو ذرّ ، الخليل بن مرّة ، عليّ بن الحسين عليهالسلام ، أبو جعفر محمد بن
أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً ، وجماعة من كبّار أنصابهم ، وفجّار نصّابهم ، جعلوا مقابل كلّ حقّ باطلاً ، وبإزاء كلّ قائل قائلاً ، مثل « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (١) فوضعوا بإزائه « أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة » (٢) ، و
__________________
علي عليهالسلام ، جعفر بن محمد عليهالسلام ، أبو هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفيّة ، مجاهد المكّي ، محمد بن السري ، عطاء بن السائب ، عبد الرزاق ، انتهى
يضاف إلى هؤلاء من مصادر اُخرى : علي عليهالسلام ، عمار بن ياسر ، سَلَمة بن كهيل ، أنس بن مالك ، عبدالله بن سلام ، المقداد بن الأسود الكندي ، عبد الملك بن جريح.
ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ١ / ١٥٠ ح ١٥١ ، الحاكم النيشابوري في معرفة علوم الحديث : ١٠٢ ، الحبري في ما نزل من القرآن في عليّ عليهالسلام : ٢٥٨ ـ ٢٦١ ح ٢١ ـ ٢٣ ، الشجري في أماليه : ١ / ١٣٧ و ١٣٨ بعدّة طرق ، الواحدي في أسباب النزول : ١١٣ ، الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في عليّ عليهالسلام ـ على ما في النور المشتعل ـ : ٦١ ـ ٨٥ ح ٥ ـ ١٥ ، ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٩ ح ٩١٥ و ٩١٦ ، الجويني في فرائد السمطين : ١ / ١٨٧ ـ ١٩٥ ح ١٤٩ ـ ١٥٣ ، ابن المغازلي في المناقب : ٣١١ ـ ٣١٤ ح ٣٥٤ ـ ٣٥٨ ، الگنجي في كفاية الطالب : ٢٢٨ و ٢٤٩ ، الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ١ / ١٦١ ـ ١٨٤ ح ٢١٦ ـ ٢٤٠ بأكثر من أربعة وعشرين طريقاً ، السيوطي في لباب النقول : ٩٣ ، الجصّاص في احكام القرآن : ٤ / ١٠٢ ، الخوارزمي في المناقب : ١٨٦ و ١٨٧.
وأخرجه الشوكاني في فتح القدير : ٢ / ٥٣ عن الخطيب في المتّفق والمفترق عن ابن عبّاس ، وعن عبد الرزّاق وعبد بن حميد وأبي الشيخ وابن مردويه عن ابن عبّاس ، وعن أبي الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن علي ، وعن ابن مردويه والطبراني في الأوسط عن عمّار.
١ ـ صحيح الترمذي : ٢ / ٣٠٦ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ ، مسند أحمد : ٥ / ٣٩١ ، موارد الظمآن : ٥٥١ ، خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام للنسائي : ٣٦ ، تاريخ بغداد : ٩ / ٢٣١ ، حلية الأولياء : ٤ / ١٩٠ ، الاصابة : ١ / ٢٦٦ ، اُسد الغابة : ٥ / ٥٧٤ ، مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام لمحمد بن سليمان الكوفي : ٢ / ٢٣٨ ح ٧٠٣ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٨١.
٢ ـ صحيح الترمذي : ٥ / ٥٧٠ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٣٦ ، و ٣٨ ، مسند أحمد : ١ / ٨٠ ،
« كان أحبّ الرجال إلى النبيّ عليّ ، ومن النساء فاطمة » (١) فوضعوا الحديث في أبي بكر وعائشة (٢) ، وغرّوا الجاهل بمقالات الباطل ليدحضوا به الحقّ ، ولو أردت لأوردت من أكاذيبهم وأغاليطهم ، وزلفت من أباطيلهم ومخاليطهم ، ما يعجز اللسان عن وصفه ، ويكلّ البنان من رصفه ، فأعرضت عن رقم ذلك في الدفاتر ، وإن كان حاكي الكفر ليس بكافر.
شعر :
إذا ما روى الراوون ألف فضيلة |
|
لأصحاب مولانا النبيّ محمد |
يقولون هذا في الصحيحين مثبتٌ |
|
بخطّ الامامين الحديـث يشيّد (٣) |
ومهـما روينا في علـيّ فضيلة |
|
يقولون هذا من أحاديث مُلحِد (٤) |
آخر :
إذا في مجلسٍ ذكـروا عليّاً |
|
وسبطيه وفاطـمة الزكيّة |
يقول الحاضرون ذروا فهذا |
|
سقيم من حديث الرافضيّة (٥) |
__________________
تاريخ بغداد : ٥ / ٣٠٧ ، وج ٧ / ١١٨ ـ ١١٩ ، كنز العمّال : ١١ / ٥٦١ ح ٣٢٦٥٢ وص ٥٦٢ ح ٣٢٦٥٤ وص ٥٦٣ ح ٣٢٦٦٤ ، وج ١٢ / ٧٠٠ ح ٣٦٠٨٤.
١ ـ ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من تاريخ دمشق لابن عساكر : ٢ / ١٦٣ ح ٦٤١ وص ١٦٥ ح ٦٤٦. سنن الترمذي : ٥ / ٦٥٥ ح ٣٨٦٨ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٥٥ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٣١.
٢ ـ الرياض النضرة : ١ / ١٣٥ ، كنز العمّال : ١٢ / ١٣٣ ح ٣٤٣٥٠.
٣ ـ في المناقب : فَسَدّد ، وفي بعض نسخه : مسدّد.
٤ ـ مناقب ابن شهراشوب : ١ / ٣.
٥ ـ الأبيات للشافعي ، انظر ديوانه ص ٩٠ ، مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ٢ / ١٢٩ ، مناقب ابن شهراشوب : ١ / ٣٠.
وروى الجويني في فرائد السمطين : ١ / ١٣٥ ح ٩٨ بإسناده الى أبي عبدالله محمد