كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ١

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ١

المؤلف:

الشيخ جعفر كاشف الغطاء


المحقق: مكتب الإعلام الإسلامي ، فرع خراسان
الموضوع : الفقه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-880-5
الصفحات: ٤٠٨

فإن قلتم : إنّه دعا بغير مكروه وسخط ، فقد كفرتم وكذّبتم القرآن ، وإن قلتم : إنّه دعا لما أسخَطَ الله عزوجل فاختار السجن ، فأنا أعذر منه.

الخامس : موسى بن عمران عليه‌السلام ؛ إذ قال (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١). فإن قلتم : إنّه لم يفرّ منهم خوفاً على نفسه فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنه فرّ خوفاً فالوصي أعذر منه.

السادس : هارون عليه‌السلام ؛ إذ يقول (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) (٢) فإن قلتم : إنّهم لم يستضعفوه ولا كادوا يقتلونه حيث نهاهم عن عبادة العجل فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّهم استضعفوه وكادوا يقتلونه لقلّة من يعينه ، فالوصي أعذر منه.

السابع : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إذ هرب إلى الغار ، فإن قلتم : إنّه هرب من غير خوف على نفسه من القتل ، فقد كفرتم ، وإن قلتم : إنّهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب إلى الغار ، فالوصي أعذر منه ، فقال الناس بأجمعهم : صَدَقَ أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣). وكذا تظلّم أهل بيته عليهم‌السلام ، وسيجي‌ء لذلك مزيد بيان.

وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ولّت أُمّة رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلا ولم يزل أمرهم إلى سفال ما تركوه ٤). وما رواه محمّد بن النعمان ، عن عكرمة وابن عباس قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما من قوم أمّروا أميراً وهو غير مرضي عند الله إلا خانوا الله ورسوله وكتابه والمؤمنين (٥).

__________________

(١) الشعراء : ٢١.

(٢) الأعراف : ١٥٠.

(٣) راجع علل الشرائع ١ : ١٤٨ ، الاحتجاج ١ : ١٨٩ بتفاوت يسير.

(٤) ينابيع المودّة ٣ : ٣٦٩ وفيه : لم يزل أمرهم سفالاً حتّى يرجعوا إلى ما تركوه ، ثواب الأعمال : ٢٤٦ ، الأمالي للطوسي : ٥٦٠ ح ١١٧٣.

(٥) الترغيب والترهيب ٣ : ١٧٩ بتفاوت يسير ، وأُنظر الغدير ٨ : ٢٩١.

٨١

وأمّا الآيات الدالّة على زيادة الفضل وعظم المنزلة على وجه لا يرضى لغير نبي أو وصي نبي ؛ لأنّه لو كان الحال على ما قالوه لساوى سلمان وأبا ذر ومن قاربهم.

وروى أحمد بن حنبل عن ابن عبّاس أنّه قال : ما في القرآن أية فيها (الَّذِينَ آمَنُوا) إلا وعلي رأسها وقائدها وشريفها وأميرها. وقد عاتب الله أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القرآن ، وما ذُكِرَ علي إلا بخير (١).

وروى مجاهد أنّه نزلت في حقّ على بخصوصه سبعون آية (٢). وعن ابن عبّاس ما نزل في أحدٍ من كتاب الله ما نزل في علي عليه‌السلام (٣).

ثمّ إنّهم رووا أنّ الكلمات التي نجى بها آدم : محمّد ، وعلى ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام (٤).

وروى الثعلبي بأربع طرق في تفسير قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٥) ، وأنّها لمّا نزلت أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي عليه‌السلام وقال من كنت مولاه فعلي مولاه (٦).

__________________

(١) فضائل الصحابة ٢ : ٦٥٤ ح ١١١٤ ، وأُنظر ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٤٣٠ ح ٩٣٨ وحكاه عنه في الصواعق المحرقة : ٧٦ ، ومختصر كنز العمال في هامش مسند أحمد ٥ : ٣١ ، ٣٨ ، وتاريخ الخلفاء : ١٧١ ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن سليمان ١ : ١٤٦ ح ٨١ بتفاوت ، وينابيع المودّة ١ : ٣٧٧ ، والمناقب للخوارزمي ٢٦٦ ح ٢٤٩ ، وحلية الأولياء ١ : ٦٤ ، وشواهد التنزيل ١ : ٤٩ ح ٧٠ ، وحكى في نهج الحقّ : ٢٠٩ عن مسند أحمد.

(٢) حكاه عنه في شواهد التنزيل ١ : ٤١ ذ. ح ٥٠ ، والصواعق المحرقة : ٧٦.

(٣) شواهد التنزيل ١ : ٣٩ ح ٤٩ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٤٣٠ ح ٩٤٠ ، الصواعق المحرقة ٧٦ ، تاريخ الخلفاء : ١٦٨ ، ينابيع المودّة ٢ : ٤٠٦.

(٤) الدرّ المنثور ١ : ١٤٧ ، المناقب لابن المغازلي : ٦٣ ، ينابيع المودّة ١ : ٢٨٨ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) لابن سليمان الكوفي ١ : ٥٤٧ ح ٤٨٧.

(٥) المائدة : ٦٧.

(٦) انظر شواهد التنزيل ١ : ١٨٩ ذ. ح ٢٤٥ ، وأسباب النزول : ١١٥ ، وترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٨٥ ، ٨٦ ، والمطالب العالية لابن حجر ٤ : ٦٠ ح ٣٩٥٧ ، ومجمع الزوائد ٩ : ١٠٣ ، ١٠٨ ، وتاريخ بغداد ٨ : ٢٩٠ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) لابن سليمان الكوفي ١ : ١٧١ ح ١٠١ وج ٢ : ٣٨٢ ح ٨٥٦ ، وخصائص النسائي : ٩٣ ١٠٤ ، الجوهرة للبرّي : ٦٧ ، وتفسير الصافي ٢ : ٥١ ٧٠ ، والتفسير الكبير للرازي ١٢ : ٤٩ ، ونفحات اللاهوت : ٦٢ ، وتاريخ الخلفاء : ١٦٩ ، وينابيع المودّة ٢ : ٢٤٩. وفرائد السمطين ١ : ٣١٤ ذ. ح ٢٥٠.

٨٢

وروى أحمد بن حنبل في مسنده بستّة عشر طريقاً (١) ، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٢) ، ورواه ابن المغازلي بستّة طرق ؛ ثمّ قال : رواه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو مائة رجل (٣). وتأويل المتوغّلين في بغضه والانحراف عنه لهذا الحديث ، كتغطية وجه النهار.

وخبر يوم الغدير الذي نقلوه في صحاحهم وغيرها بطرق لا حصر لها ، حتّى صنّفوا فيه الكتب والرسائل ، وفيه أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في حقّ علي عليه‌السلام من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه (٤). والمراد ولاية التصرّف والأمر والنهي لأنّه الظاهر ، أو لأنّه لا يرضى العاقل أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمر (بنصب الرحال) (٥) في وقت الحرّ الشديد ، ثمّ يقوم ويجمع الناس ويخطبهم في ذلك الوقت ؛ لا لنصب خلافة ، ولا إمارة سريّة ، ولا إفتاء ، ولا قضاء ، ولا إمامة جماعة ، ولا تولية بيت مال ، ولا حكومة قرية ولا إمارة حاجّ ، ولا غير ذلك إذ كان خالياً من الجميع في أيّامهم بل لمجرّد بيان أنّ من كنت صاحبه فعلي صاحبه!! ثمّ ما معنى تهنئة القوم له إذن؟!

__________________

(١) مسند أحمد ٤ : ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، وأُنظر النهاية لابن الأثير ٥ : ٢٢٨ ، وروح المعاني ٦ : ١٩٣ ، وينابيع المودّة ١ : ١١٧ ، والمطالب العالية لابن حجر ٤ : ٦٠ ح ٣٩٥٧ ، والصواعق المحرقة : ٧٣.

(٢) انظر سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ، ح ٣٧١٣ ، مسند أحمد ٥ : ٣٧٠ ، والسيرة الحلبيّة ٣ : ٢٧٤ ، ٢٧٥ بتفاوت ، والدرّ المنثور ٣ : ١٩ ، وفتح القدير ٢ : ٦٠ ، وفيض القدير ٦ : ٢١٧ ، ٢١٨ ، وكنز العمال ١ : ١٨٦ ح ٦٩٠ ٩٤٧ ، وص ١٨٨ ح ٩٥٧ ، ٩٥٨.

(٣) المناقب لابن المغازلي : ١٦ ٢٧ ، العقد الفريد ٤ : ٣١١ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٣ ، خلاصة الوفاء للسمهودي : ٤٨٢.

(٤) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ح ٣٧١٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٥ ح ١٢١ ، ، مسند أحمد ١ : ٨٤ ، ٨٨ ، ١١٨ ، ١١٩ ، ١٥٢ ، ٣٣١ ، وج ٤ : ٢٨١ ، ٣٦٨ ، ٣٧٢ وج ٥ : ٣٤٧ ، ٣٦٦ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٣٥ ، ٨٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٥ ، ٣٤٧ ، ٣٥٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٤ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٢٣٦ ، الصواعق المحرقة : ٧٣ ، فرائد السمطين ١ : ٦٨ ح ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦ وص ٧٧ ح ٤٤.

(٥) كذا في «ح» وفي «م» ، «س» : بنصب الرجال ، والأنسب من كلّ ذلك : بحطّ الرحال.

٨٣

وأورد أهل التفاسير في (السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (١) أنّها نزلت في علي عليه‌السلام (٢).

وروى أحمد بن حنبل في مسنده في قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (٣) أنّها نزلت في علي ، والصدّيقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجّار وهو مؤمن آل يس ، وحزقيل وهو مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم ؛ رواه أحمد بن حنبل في مسنده بثلاث طرق (٤). ورواه الثعلبي في تفسيره بطريقين ؛ (٥).

وقوله تعالى (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (٦) رووا في تفاسيرهم عن مجاهد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٧).

وقوله تعالى (وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (٨) ، وروى الثعلبي وغيره من المفسّرين أنّها نزلت في علي عليه‌السلام (٩).

وقوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١٠) روى الثعلبي في تفسيره بطريقين أنّه علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١١).

__________________

(١) الواقعة : ١٠.

(٢) الدرّ المنثور ٨ : ٧ ، تفسير القرآن لابن كثير ٤ : ٣٠٤ ، روح المعاني ٢٧ : ١٣٢ ، شواهد التنزيل ٢ : ٢١٥ ح ٩٢٧ ، وص ٢١٦ ح ٩٢٨ ٩٣١.

(٣) الحديد : ١٩.

(٤) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٣ : ٦٢٧ ح ١٠٧٢ ، وأُنظر كنز العمال ١١ : ٦٠١ ح ٣٢٨٩٨ ، والدرّ المنثور ٧ : ٥٣ ، والصواعق المحرقة : ٧٥ ، وإحقاق الحق ٥ : ٥٩٧ و ٣ : ٢٤٣ نقلاً عن أحمد.

(٥) انظر ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٢٨٢ ، والجامع الصغير ٢ : ١١٥ ح ٥١٤٨ و ٥١٤٩ ، والتفسير الكبير للرازي ٢٧ : ٥٧ ، وشواهد التنزيل ٢ : ٢٢٤ ذ. ح ٩٣٨ ، وينابيع المودّة ٢ : ٥٩ ، وكنز العمّال ١١ : ٦٠١ ح ٣٢٨٩٨.

(٦) الزمر : ٣٣.

(٧) المحرر الوجيز ١٤ ، ٨٤ ، الدرّ المنثور ٧ : ٢٢٨ ، روح المعاني ٢٤ : ٣ ، شواهد التنزيل ٢ : ١٢٠ ح ٨١٠ ٨١٢ ، الجامع لأحكام القرآن ١٥ : ٢٥٦ ، ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) لابن عساكر ٢ : ٤١٨ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٦٩.

(٨) التوبة : ١١٩.

(٩) الدرّ المنثور ٤ : ٣١٦ ، روح المعاني ١١ : ٤٥ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٨٧ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٥٩ ح ٣٥٠ ٣٥٧ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٤٢١ ، المناقب للخوارزمي : ٢٨٠ ح ٢٧٣ ، ينابيع المودّة ١ : ٢٥٨.

(١٠) الرعد : ٤٣.

(١١) حكاه عنه في ينابيع المودّة ١ : ٣٠٥ ، وأُنظر شواهد التنزيل ١ : ٣٠٨ ح ٤٢٤ ، والمناقب لابن المغازلي : ٢٦٩.

٨٤

وكذا أية المناجاة (١) ، وأية المباهلة (٢) ، وصالح المؤمنين (٣) ، وقوله تعالى (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (٤) ، وقوله تعالى (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٥) ؛ إلى غير ذلك.

وأمّا الأخبار فلا حصر لها ، وإنّما نذكر منها شطراً صالحاً :

منها : ما دلّ على أنّه أولى بالخلافة ، لما في مسند ابن حنبل : أنّه لمّا نزلت أية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٦) ، جمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل بيته فأكلوا وشربوا ، ثمّ قال لهم من يضمن عنّي ديني ، وينجز مواعيدي ، ويكون خليفتي ، ويكون معي في الجنّة؟. فقال علي عليه‌السلام أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنت» (٧).

ورواه الثعلبي ، وفيه : أنّه قال ذلك ثلاث مرّات فلم يجب أحد سوى علي عليه‌السلام (٨).

__________________

(١) قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) الآية : ١٢ من المجادلة ، وأُنظر تفسير الطبري ٢٨ : ١٤ ، الجامع للأحكام القرآن للقرطبي ١٧ : ٣٠٢ ، والدرّ المنثور ٨ : ٨٤ و ٨٥ ، وأسباب النزول : ٢٣٥ ، وتفسير البغوي ٤ : ٣١٠ ، والمناقب للخوارزمي : ٢٧٦ ح ٢٦١.

(٢) قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ) الآية : ٦١ من آل عمران ، وأُنظر سنن الترمذي ٥ : ٢٢٥ ح ٢٩٩٩ ، الدرّ المنثور ٢ : ٢٣١ ، أسباب النزول : ٥٨ ، ٥٩ ، وتفسير البغوي ١ : ٣١٠ ، شرح الشفاء ٢ : ٨٢ ، وروح المعاني ٣ : ١٨٨.

(٣) قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) التحريم : ٤ ، وأُنظر تفسير القرآن لابن كثير ٤ : ٤١٥ ، والدرّ المنثور ٨ : ٢٢٤ ، والجامع لأحكام القرآن ١٨ : ١٩٢ ، وروح المعاني ٢٨ : ١٥٣ ، وترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) لابن عساكر ٢ : ٤٢٥ ، وكفاية الطالب : ١٣٨ ، وشرح المقاصد ٥ : ٢٩٦ ، وشواهد التنزيل ٢ : ٢٥٤ ٢٦٣ ح ٩٧٩ ٩٩٦.

(٤) المائدة : ٥٤ وأُنظر التفسير الكبير للرازي ١٢ : ٢٠ ، ونور الثقلين ١ : ٦٤٢ ، والتبيان ٣ : ٥٥٦ ، وتفسير البحر المحيط ٣ : ٥١١ ، وتفسير البرهان ١ : ٤٧٩ ح ٣ ٧ وتفسير الصافي ٢ : ٤٣.

(٥) الحجر : ٤٧ ، وأُنظر الدرّ المنثور ٥ : ٨٤ ، وروح المعاني ١٤ : ٥٨ ، والمحرّر الوجيز ١٣ : ١٩٥.

(٦) الشعراء : ٢١٤.

(٧) مسند أحمد ١ : ١١١ ، وأُنظر تفسير الطبري ١٩ : ٧٥ ، وتفسير البغوي ٣ : ٤٠٠ بتفاوت ، وتاريخ الطبري ١ : ٥٤٣ ، ومنتخب كنز العمال في هامش مسند أحمد ٥ : ٤٢ ، وتفسير القرآن لابن كثير ٣ : ٣٦٣ ، والسيرة النبويّة لابن كثير ١ : ٤٦٠ ، والبداية والنهاية ٣ : ٤٠ ، ومجمع الزوائد ٩ : ٣٠٢ ، وينابيع المودّة ١ : ٣١١ ، وخصائص النسائي : ٨٦.

(٨) حكاه عنه في شواهد التنزيل ١ : ٤٢٠ ح ٥٨٠ ، وفي العمدة لابن البطريق : ٧٦ ح ٩٣ ، ومجمع البيان ٧ : ٣٢٣ ،

٨٥

وفي المسند ، عن سلمان رضي‌الله‌عنه أنّه قال له : يا رسول الله من وصيّك؟ فقال يا سلمان ، من كان وصيّ أخي موسى؟ ، فقال : يوشع ، قال فإنّ وصيّي ووارثي الذي يقضي ديني وينجز مواعيدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١). وفي كتاب المناقب لأحمد بن مردويه وهو حجّة عند المذاهب الأربعة بإسناده إلى أبي ذر ، قال : دخلنا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلنا : من أحبّ أصحابك إليك ، فإذا كان أمر كنّا معه؟ فقال هذا علي عليه‌السلام أقدمكم سلماً وإسلاماً (٢). وفي كتاب ابن المغازلي الشافعي ، بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لكلّ نبي وصي ووارث ، وإنّ وصيّي ووارثي علي بن أبي طالب (٣). وبعد أن ذهبوا إلى أنّه لا مال للنبي موروث ، فالمراد بالإرث إرث العلم والولاية ، وليس له شريك في ذلك ، كما يفيده قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّ لكلّ نبي وصيّاً ووارثاً.

وكفاك قول سلمان (٤) : إذا كان أمر كنّا معه ، يعطي أنّه منفرد بهذه الخاصّة.

وفي صحيح ابن حنبل من عدّة طُرُق ، وصحيحي البخاري ومسلم : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا خرج إلى تبوك ، استخلف عليّاً عليه‌السلام على المدينة ، وعلى أهله ، فقال علي ما كنت أُؤثر أن تخرج في وجه إلا وأنا معك ، فقال أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي (٥).

__________________

وبحار الأنوار ٣٨ : ١٤٤ ح ١١١ وأُنظر تفسير الطبري ١٩ : ٧٥ بتفاوت ، وتفسير القرآن لابن كثير ٣ : ٣٦٤ ، ومنتخب كنز العمال في هامش مسند أحمد ٥ : ٤٢ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٣٣ ، ١٣٥ بتفاوت.

(١) لم نعثر عليه في مسنده ولكن انظر فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ : ٦٦٥ ح ١٠٥٢ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٣ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٣٤ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٣٥ ، نهج الحق : ٢١٣ ، إحقاق الحقّ ٤ : ٧٥.

(٢) حكاه عن المناقب لأحمد بن مردويه في نهج الحقّ : ٢١٤ ، وبناء المقالة الفاطمية : ٣١٥ ، وإحقاق الحقّ ٤ : ٣٣١.

(٣) المناقب لابن المغازلي : ٢٠٠ ، وأُنظر ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) لابن عساكر ٣ : ١٠٣٠ ، والمناقب للخوارزمي : ٨٤ ح ٧٤ ، وينابيع المودّة ٢ : ٧٩.

(٤) هكذا والظاهر : قول أبي ذر.

(٥) صحيح البخاري ٥ : ٢٤٠ باب مناقب علي بن أبي طالب (ع) وج ٦ : ٣ باب غزوة تبوك ، صحيح مسلم ٥ : ٢٢ باب من فضائل علي بن أبي طالب (ع) ح ٢٤٠٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٤١ ح ٣٧٣٠ ، ٣٧٣١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٣ ، ٤٥ ، مسند أحمد ١ : ١٧٠ ١٧٧ ، ١٧٩ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٧ ٣٦ ، العقد الفريد ٤ : ٣١١ ، صفة الصفوة ١ : ١٣٢ بتفاوت ، ينابيع المودة ١ : ١٥٦.

٨٦

وعموم المنزلة يقتضي المساواة ولا ريب أنّ هارون لو بقي بعد موسى لم يتقدّم عليه أحد.

وفي مسند ابن حنبل ، والصحاح الستّ ، عن النبي من عدّة طرق علي منّي ، وأنا من علي ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ، لا يؤدّي عنّي إلا أنا أو علي ١). وفي قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليّ كلّ مؤمن بعدي ، ولا يؤدّي عنّي إلا أنا أو علي عليه‌السلام بين دلالة على أنّه أولى بالناس من كلّ أحد ، وأنّه لا أحد له أهليّة التبليغ غيره.

ومنها : ما دلّ على جلالة قدره ، وعلوّ شأنه ، بحيث لا يرضى العقل بتقدّم أحد عليه ، كما رواه ابن حنبل في مسنده ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلمّا خلق آدم عليه‌السلام قسّم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا ، وجزء عليّ ٢). وفي رواية ابن المغازلي الشافعي فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شي‌ء واحد ، حتّى إذا افترقنا في صلب عبد المطّلب ، ففيّ النبوّة ، وفي عليّ الخلافة ٣). وفي خبر آخر ، رواه ابن المغازلي عن جابر تتمّته فأخرجني نبيّاً ، وأخرج عليّاً

__________________

(١) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٢ ، خصائص النسائي : ٨٨ ، ٩٠ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٤ ح ١١٩ ، مسند أحمد ٤ : ١٦٤ ، ١٦٥ وج ٥ : ٣٥٦ ، تاريخ الخلفاء : ١٦٩ ، التاج الجامع الأصول ٣ : ٣٣٥ ، كنز العمّال ١١ : ٦٠٣ ح ٣٢٩١ ، وص ٦٣٦ ح ٣٧١٩ ، مصابيح السنّة ٢ : ١٩٩ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٤٥ ٣٥٧ ، الصواعق المحرقة : ٧٣ ، ينابيع المودّة ٢ : ٧٨ ، الجوهرة للبرّي : ٦٣.

(٢) انظر فضائل الصحابة ٢ : ٦٦٢ ح ١١٣٠ ، وترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ١ : ١٥٢ ، وميزان الاعتدال ١ : ٥٠٧ ح ١٩٠٤ ، ولسان الميزان ٢ : ٢٢٩ ح ٩٨٧ ، والفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٢٨٣ ح ٤٨٥١ ، وينابيع المودّة ١ : ٤٧ ، والمناقب لابن المغازلي : ٨٧ ٨٩ ، وإحقاق الحق ٥ : ٢٤٣ وج ٧ : ٣٩٠.

(٣) المناقب لابن المغازلي : ٨٧.

٨٧

وصيّاً (١). وهذا الخبر بهذين الطريقين حاله حال الأخبار المتقدّمة في الدلالة على المطلوب.

وروى الجمهور عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه لمّا نزل عليّ عليه‌السلام إلى بِراز ابن عبد ودّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رز الإيمان كلّه للكفر كلّه (٢). وفي مسند ابن حنبل عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه أخي بين الناس كلّهم وبقي عليّ عليه‌السلام ، فقال عليّ عليه‌السلام : آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال إنّما تركتك لنفسي ، فأنت أخي ، وأنا أخوك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وأنت أخي ووارثي (٣). وفي الجمع بين الصحاح الستّ : مكتوب على باب الجنّة محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ مقيم الجنّة قبل أن تخلق السماوات بألفي عام (٤).

وروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعليّ عليه‌السلام إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي (٥). وروى الحافظ ابن مردويه من أكابرهم بإسناده إلى ابن عبّاس أنّ رسول الله

__________________

(١) المصدر السابق : ٨٩.

(٢) انظر شرح نهج البلاغة ١٩ : ٦١ ، وينابيع المودّة ١ : ٢٨١ و ٢٨٤ ، ونهج الحقّ : ٢١٧ ، وكشف اليقين : ١٣٢ ، والطرائف ١ : ٣٥ ، وإحقاق الحقّ ٦ : ٩ وبحار الأنوار ٢٠ : ٢١٥.

(٣) فضائل الصحابة ٢ : ٦٣٨ ح ١٠٨٥ بتفاوت ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ ح ٣٧٢٠ بتفاوت ، خصائص النسائي : ٨٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤ ، السيرة الحلبيّة ٢ : ٩١ ، جامع الأُصول ٨ : ٦٤٩ ح ٦٤٨٧ ، الصواعق المحرقة : ٧٣ ، التاج الجامع للأُصول ٣ : ٣٣٥ ، كنز العمال ١٣ : ٦٠٥ ح ٣٦٣٤٥ ، مصابيح السنة ٢ : ١٩٩ ، ذخائر العقبى : ٦٦ ، المطالب العالية ٤ : ٥٨ ح ٣٩٥٤ ، ينابيع المودّة ١ : ١٧٧ نقلاً عن مسند أحمد ، المناقب للخوارزمي : ١٥٠ ح ١٧٨.

(٤) نقله في ذخائر العقبى : ٦٦ ، وأُنظر حلية الأولياء ٤ : ٣٥٥ ، والمناقب لابن المغازلي : ٩١ بتفاوت ، وميزان الاعتدال ٢ : ٧٦ ح ١٠٥ ومجمع الزوائد ٩ : ١١١ ، ومنتخب كنز العمّال في هامش مسند أحمد ٥ : ٣٥ بتفاوت ، نهج الحقّ : ٢١٨ ، ينابيع المودّة ٢ : ٢٩١ بتفاوت ، المناقب للخوارزمي : ١٤٤ ح ١٦٨.

(٥) لم يكن الحديث في المناقب الموجود عندنا ولكن انظر مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٠ ، ١٤٢ بتفاوت ، وترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٣ : ١٤٨ ، والبداية والنهاية ٦ : ٢١٨ ، والمطالب العالية ٤ : ٥٦ ح ٣٩٤٦ ، ٣٩٤٧ ، ونقله في إحقاق الحقّ ٧ : ٣٢٤ عن كتب القوم.

٨٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكى حتّى علا بكاؤه ، فقال له عليّ عليه‌السلام : ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال ضغائن في صدور قوم ، لا يبدونها لك حتّى يفقدوني (١) وفيه من الدلالة كما في السوابق.

وفي مسند ابن حنبل : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله؟ فقال لا ، ولكنّه خاصف النعل ، وكان عليّ عليه‌السلام يخصف نعل رسول الله في حجرة فاطمة (٢).

وفي الجمع بين الصحاح الستّ لتنتهنّ يا معشر قريش أو ليبعثنّ الله عليكم من أُمّتي رجلاً امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين قيل : يا رسول الله ، أبو بكر؟ قال : «لا» ، قيل : عمر؟ قال لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة (٣). وفي مسند ابن حنبل ، والجمع بين الصحاح الستّ ، عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي طائر قد طبخ له ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللهمّ ائتني بأحبّ الناس إليك يأكل معي ، فجاء عليّ عليه‌السلام وأكل معه (٤).

__________________

(١) انظر ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٣٢٢ ٣٢٥ ، المناقب للخوارزمي : ٦٥ ح ٣٥ ، المطالب العالية ٤ : ٦٠ ح ٣٩٦٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١ ، ينابيع المودّة ١ : ٤٠٣ ، ونقله في إحقاق الحقّ ٦ : ١٨٥ عن كتب القوم.

(٢) مسند أحمد ٣ : ٣٣ ، وأُنظر مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٢ ، والمناقب لابن المغازلي : ٤٣٨ ، ومنتخب كنز العمّال في هامش مسند أحمد ٥ : ٣٣ ٣٧ ، ومجمع الزوائد ٩ : ١٣٣ ، وينابيع المودّة ١ : ١٨٦ ، وخصائص النسائي : ١٣١

(٣) سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ ح ٢٧٩٩ ، خصائص النسائي : ٦٩ ، مسند أحمد ٣ : ٣٣ ، فضائل الصحابة ٢ : ٦٤٩ ح ١١٠ بتفاوت ، المناقب لابن المغازلي : ٤٣٩ ، التاج الجامع للأُصول ٣ : ٣٣٤ ، كنز العمال ١٣ : ١٢٧ ح ٣٦٤٠٢ ، وص ١١٥ ح ٣٦٣٧٣ ، وص ١٧٣ ح ٣٦٥١٨ ، وص ١٧٤ ح ٣٦٥١٩. أُسد الغابة ٤ : ٢٦ ، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ١٨ : ٤٦ ، مستدرك الحاكم ٢ : ١٣٨ و ٣ : ١٢٣ و ٤ : ٢٩٨ ، ينابيع المودّة ١ : ١٨٥ ، المناقب للخوارزمي : ١٢٨ ح ١٤٢ ، إحقاق الحقّ ٥ : ٦٠٩.

(٤) راجع فضائل الصحابة ٢ : ٥٦٠ ح ٩٤٥ ، وأُنظر سنن الترمذي ٥ : ٦٣٧ ح ٣٧٢١ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٣٠ ، ومصابيح السنّة ٢ : ٢٠٠ ، والمناقب لابن المغازلي : ١٥٦ ، والمناقب للخوارزمي : ١٠٧ ح ١١٣ ، وجامع الاصول ٨ : ٦٥٣ ح ٦٤٩٤ ، وترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ١١٠ ١٣٢ ، والبداية والنهاية ٧ : ٣٥١ ٣٥٤ ، وميزان الاعتدال ٢ : ١٤ ح ٢٦٣٣ ، والمطالب العالية ٤ : ٦١ ح ٣٩٦٢ وص ٦٢ ح ٣٩٦٤ ، وخصائص النسائي : ٥١ ، وإحقاق الحقّ ٥ : ٣١٨.

٨٩

وعن ابن عبّاس : أنّه لمّا حضرته الوفاة قال اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ (١). وفي مسند ابن حنبل وصحيح مسلم : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «سلوني» غير عليّ (٢).

وفي المسند عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا مدينة العلم وعليّ بابُها (٣). وفي الجمع بين الصحاح الستّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال اللهمّ أدر الحقّ مع عليّ حيث دار (٤). وروى الجمهور أنّه قال لعمّار سيكون في أُمّتي بعدي هنات واختلاف ، يا عمّار ، تقتلك الفئة الباغية ، وأنت مع الحقّ ، والحقّ معك ، إن سلك الناس كلّهم وادياً وسلك عليّ عليه‌السلام وادياً ، فاسلك وادياً سلكه عليّ عليه‌السلام ، وخلّ الناس طرّاً ، يا عمّار ، إنّ طاعة عليّ عليه‌السلام من طاعتي ، وطاعتي من طاعة الله (٥). وروى أحمد بن موسى بن مردويه من الجمهور من عدّة طرق ، عن عائشة :

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٢١ ، كفاية الأثر : ٢٢ ، إحقاق الحقّ ٧ : ٤٥٢ ، بحار الأنوار ٣٦ : ٢٨٨.

(٢) فضائل الصحابة ٢ : ٦٤٦ ح ١٠٩٨. ونقله في نهج الحقّ : ٢٢١ ، ٢٤٠ عن مسند أحمد ، وعنه وعن فضائل الصحابة في إحقاق الحقّ ٧ : ٤٥٨ ، وأُنظر ترجمة الامام عليّ (ع) لابن عساكر ٣ : ٣١ ، والمناقب للخوارزمي : ٩٠ ح ٨٣ ، وأسد الغابة ٤ : ٢٢ ، وتاريخ الخلفاء : ١٧١ ، والصواعق المحرقة : ٧٦ ، ومنتخب كنز العمّال في هامش المسند ٥ : ٤٨ ، وينابيع المودّة ٢ : ٤٠٥ ، والاستيعاب ٣ : ١١٠٣.

(٣) انظر المناقب لابن المغازلي : ٤٢٧ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٢٦ ، وشواهد التنزيل ١ : ٨١ ح ١١٨ ، والمناقب للخوارزمي : ٨٢ ح ٦٩ ، والصواعق المحرقة : ٧٣ ، وتذكرة الحفّاظ ٤ : ١٢٣١ ، وحياة الحيوان ١ : ٧٩ ، ولسان الميزان ١ : ٤٣٢ ، وكفاية الطالب : ٢٢٠ ، وينابيع المودّة ١ : ٢٠٥ ، والجوهرة : ٧١ ، وأسد الغابة ٤ : ٢٢ ، وتاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧ وج ٤ : ٣٤٨ وج ٧ : ١٧٣. وتهذيب التهذيب ٦ : ٣٢٠ وفيه صدر الحديث ، وج ٧ : ٤٢٧ ، وفيض القدير ٣ : ٤٦ ح ٢٧٠٥ ، ومختصر تاريخ دمشق ١٨ : ١٧ ، وجامع الأُصول ٨ : ٦٥٧ ح ٦٥٠١ ، وإحقاق الحق ٥ : ٤٦٨.

(٤) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ح ٣٧١٤ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٣ : ١٥١ ، المناقب للخوارزمي : ١٠٤ ح ١٠٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١ ح ٧٦٤٦ بتفاوت ، جامع الأُصول ٨ : ٥٧٢ ح ٦٣٨٢ ، السيرة الحلبيّة ٣ : ٢٧٤ ، ونقله في إحقاق الحقّ ٥ : ٦٢٦ عن الجمع بين الصحاح الستّ.

(٥) أسد الغابة ٥ : ٢٨٧ ، البداية والنهاية ٧ : ٢٧١ ، العقد الفريد ٤ : ٣٤١ وفيه بعض الحديث ، تاريخ بغداد ١٣ : ١٨٧ ، المناقب للخوارزمي : ١٩٣ ح ٢٣٢ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٢٦٢ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٨٤ وج ٢ : ٢٨٧ بتفاوت ، فرائد السمطين ١ : ١٧٨ ح ١٤١ ، نهج الحقّ : ٢٢٤.

٩٠

أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الحقّ مع عليّ ، وعليّ مع الحقّ ، لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض (١). وهذا القسم من الأخبار كثير منها دالّة على وجوب طاعة عليّ عليه‌السلام والانقياد إليه في جميع الأوقات بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلو لم تكن الإمامة مستحقّة له بعد موت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكان كأحد من الصحابة (٢).

وفي الباقي منها ما يؤذن برفعة منزلته ، وعلوّ قدره على سائر الصحابة ، فيكون هو الأحقّ بالخلافة ؛ لاستحالة ترجيح المفضول على الفاضل.

ونظير هذه الرواية ما دلّ على أنّ حبّه إيمان وبغضه كفر كما في مسند ابن حنبل ، والجمع بين الصحيحين ، والجمع بين الصحاح الستّ ، من أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يا عليّ لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق (٣). وفي مسند ابن حنبل : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ إنّ فيك مثلاً من عيسى بن مريم ، أبغضه اليهود حتّى اتّهموا أُمّه ، وأحبّه النصارى حتّى أنزلوه المنزلة التي ليس بأهل ؛ (٤). ومن كان بغضه كفر وحبّه إيمان ، لا يكون إلا نبيّاً أو إماماً.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١ ، ح ٧٦٤٣ ، وفي مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤ وترجمة الامام عليّ (ع) لابن عساكر ٣ : ١٥٣ بتفاوت ، فرائد السمطين ١ : ١٧٧ ح ١٣٩ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٦١ ، مجمع الزوائد ٧ : ٢٣٥ ، المناقب للخوارزمي : ١٢٨ ح ١٤٣ ، ينابيع المودّة ١ : ٢٧٠.

(٢) سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ ح ٣٧٨٦ ، وص ٦٣٢ ح ٣٧١٢ ، المناقب لابن المغازلي : ١٣٢ ، ١٣٤ ، المناقب للخوارزمي : ٢١٩ ، ٢٢٦ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٥١ ، ٣٦٠ ، ٣٧١ ، فرائد السمطين ١ : ٣١٤ ذ. ح ٢٥٠ ، كنز العمال ١٣ : ١٢٥ ح ٣٦٣٩٩ ، الاختصاص للمفيد : ٢٧٧ ، إحقاق الحقّ ٤ : ١٤٤ ، نور الثقلين ٥ : ٧٣.

(٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٤٣ ، ح ٣٧٣٦ ، صحيح مسلم ١ : ١٢٠ كتاب الإيمان ح ١٣١ ، سنن ابن ماجة : ١ : ٤٢ ، ١١٤ ، مسند أحمد ١ : ٨٤ ، ٩٥ ، الصواعق المحرقة : ٧٣ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٥ ، كفاية الطالب : ٦٨ ، وفي جامع الأُصول ٨ : ٦٥٦ ، وتاريخ الخلفاء : ١٧٣ بتفاوت ، شرح الشفاء ٢ : ٨٣ ، الجوهرة : ٦٦ ، كنز العمال ١١ : ٥٩٨ ح ٣٢٨٧٨ ، ٣٣٠٢٨ ، ينابيع المودّة ١ : ١٥٠ ، ١٥١ ، ٢٥٣ ، وج ٢ : ٨٥ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣٣ نقلاً عن الجمع بين الصحيحين ، إحقاق الحقّ ٧ : ١٩٠ نقلاً عن الجمع بين الصحاح الستّ.

(٤) مسند أحمد ١ : ١٦٠ ، وأُنظر العقد الفريد ٤ : ٣١٢ ، وترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٢٣٤ ح ٧٣٩ ، والصواعق المحرقة : ٧٤ ، والبداية والنهاية ٧ : ٣٥٦ ، وإحقاق الحقّ ٧ : ٢٨٥.

٩١

وأمّا الأخبار المنقولة في بيان غزواته وبعض كراماته فلا حصر لها : كحديث الكساء (١) ، وحديث المباهلة (٢). وخبر فتح خيبر ، وفيه أنّه بعد أن بعث الأوّل والثاني فرجعا خائبين ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار. فلمّا أصبح الصبح جاءه جماعة من الصحابة ، يزعم كلّ منهم أنّه المَعْنيّ بذلك ، فأعطاها عليّاً عليه‌السلام (٣).

وحديث بعثه ببراءة ، بعد أن بعث الأوّل ، ثمّ نزل جبرئيل بردّه وقال عليه‌السلام لا يؤدّيها إلا أنت أو رجل منك ، فأرسل خلفه وأرسل عليّاً بها (٤).

وخبر مبيته على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليقيه بنفسه (٥). وحديث المناجاة ، وأنّه لم يعمل بآية المناجاة من تقديم الصدقة عندها سوى عليّ (٦). وخبر

__________________

(١) صحيح مسلم ٥ : ٣٧ باب فضائل أهل بيت النبي (ص) ح ٢٤٢٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ ح ٣٧٨٧ ، مسند أحمد ٦ : ٣٠٤ ، خصائص النسائي : ٦١ ، مصابيح السنة ٢ : ٢٠١ ، الصواعق المحرقة : ٨٥ ، ٩٣ ، إحقاق الحقّ ٤ : ٤٠٧.

(٢) صحيح مسلم ٥ : ٢٤ باب فضائل علي بن أبي طالب ح ٢٤٠٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٨ ح ٣٧٢٤ ، مصابيح السنة ٢ : ٢٠١ ، الصواعق المحرقة : ٧٢ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٤٠ ، الإرشاد : ٩٠ ، الطرائف ١ : ٤٢ ، المناقب لابن سليمان ٢ : ٥٠٢ ح ١٠٠٤ ، دعائم الإسلام ١ : ١٧ ، كشف اليقين : ٢١٣.

(٣) صحيح البخاري ٥ : ٢٢ باب مناقب علي بن أبي طالب وص ١٧١ باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم ٥ : ٢٣ باب فضائل عليّ بن أبي طالب ح ٢٤٠٥ وفيه بعض الحديث ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٨ ح ٣٧٢٤ بتفاوت ، خصائص النسائي : ٥١ ، ٥٦ ، فتح الباري ٧ : ٤٧٦ ح ٤٢١٠ ، العقد الفريد ٤ : ٣١٢ ، الصواعق المحرقة : ٧٢ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٧ ، رياض الصالحين : ٧٥ ، الجوهرة : ٦٨ ، ٦٩ ، المناقب لابن سليمان ٢ : ٤٩٥ ح ٩٩٥ ١٠٠٣ ، مصنّفات الشيخ المفيد ١١ : ٦٤ من الجزء الأول ، الإفصاح : ١٣٢ ، كشف اليقين : ١٤٠ ، إحقاق الحق ٥ : ٣٦٩.

(٤) صحيح البخاري ٦ : ٨١ كتاب التفسير ، سنن الترمذي ٥ : ٢٧٥ ح ٣٠٩٠ ، ٣٠٩١ ، مسند أحمد ٣ : ٢١٢ ، ٢٨٣ ، خصائص النسائي : ٩١ ، سنن البيهقي ٩ : ٢٢٤ ، الدرّ المنثور ٤ : ١٢٢ ، ١٢٣ ، التاج الجامع للأُصول ٤ : ١٣٠ ، تفسير القرآن لابن كثير ٢ : ٣٤٦ ، ٣٤٧ ، المناقب لابن سليمان الكوفي ١ : ٤٨٤ ح ٣٨٨ ٣٩٠ الإرشاد : ٣٧ وفيه لا يؤدّي عنك ، كشف اليقين : ١٧٣ ، كشف الغمّة ١ : ٣٠٠ ، دعائم الإسلام ١ : ١٨ ، منار الهدى : ٩٣ ،.

(٥) مستدرك الحاكم ٣ : ٤ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ١ : ١٥٣ ، مروج الذهب ٢ : ٢٨٥ ، شواهد التنزيل ١ : ١٢٣ ح ١٣٣ ، المناقب للخوارزمي : ١٢٧ ح ١٤١ ، التفسير الكبير للرازي ٥ : ٢٠٤ ، أسد الغابة ٤ : ١٩ ، خصائص النسائي : ٦٣ ، الجوهرة ١١ ، إعلام الورى : ٧٢ ، الإرشاد : ٣٠ ٣١ ، حلية الأبرار ١ : ١٣٤ ح ٦.

(٦) سنن الترمذي ٥ : ٤٠٦ ح ٣٣٠٠ ، الدر المنثور ٨ : ٨٤ ، تفسير الطبري ٢٨ : ١٤ ، الكشاف ٤ : ٤٩٤ ، المناقب لابن المغازلي : ٣٢٥ ، ٣٧٢ ، ٣٧٣ ، تذكرة الخواص : ٢٦ ، ينابيع المودّة ١ : ٢٩٩.

٩٢

تسميته أبا تراب (١).

وحديث حمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له حتّى كسر الأصنام (٢). وخبر أنّه لا يجوز على الصراط إلا من كان معه كتاب بولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٣) ، وحديث ردّ الشمس عليه بعد الغروب ، مرّة أو مرّتين ، وروي ستّين مرّة (٤).

وخبر نزول لا سيف إلا ذو الفقار ولأفتى إلا عليّ في واقعة أُحد (٥). وروى أنّها نادى بها المنادي يوم بدر (٦) ، إلى غير ذلك ، ممّا لو أمعنت النظر واقتفيت الأثر ، لعلمت من مجموعة أنّه ليس من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهلاً للنهوض بأعباء الخلافة سوى من نصبه الله تعالى لها.

على أنّه لا يخفى على من له أدنى خبرة بأحوال السلف ، أنّ في البين فريقين مختصمين أشدّ الخصومة ، ولا زالت الحرب بينهما قائمة ، فهذا عليّ عليه‌السلام كان في زمن المشايخ جالساً في داره مشغولاً بعبادة ربّه ، لا يُولّى على جانب ، وخالد بن الوليد وأضرابه أقدم منه! وبقي على هذه الحالة إلى قيام الثالث الذي قتله المهاجرون و

__________________

(١) مسند أحمد ٤ : ٢٦٣ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠١ ، صحيح البخاري ٥ : ٢٣ باب مناقب عليّ بن أبى طالب (ع) البداية والنهاية ٧ : ٣٣٦ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤١.

(٢) مسند أحمد ١ : ٨٤ ، مستدرك الحاكم ٢ : ٣٦٦ ، وج ٣ : ٥ ، المناقب للخوارزمي : ١٢٣ ح ١٣٩ ، صفة الصفوة ١ : ١٣١ ، ينابيع المودّة ١ : ٤٢١ ، علل الشرائع ١ : ١٧٢ باب ١٣٩ ح ١ ، كشف اليقين : ٤٤٧ ، الطرائف ١ : ٨٠ ، منار الهدى : ٢٨٧ ، نهج الحقّ : ٢٢٣ ، إحقاق الحقّ ٨ : ٦٨٠.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ : ٣٥٧ ح ٥٥١١ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٤٢ ، المناقب للخوارزمي : ٣٢٠ ح ٣٢٤ ، الصواعق المحرقة : ٧٥ ، ميزان الاعتدال ١ : ٢٨ ح ٧٥ ، ينابيع المودّة ١ : ٣٣٥ ، فرائد السمطين ١ : ٢٨٩ ح ٢٢٨ بتفاوت ، مائة منقبة : ٦٣ ، نهج الحقّ : ٢٢٣ ، إحقاق الحقّ ٧ : ١١٨ ، الطرائف ١ : ٨٢.

(٤) ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٢٨٤ ٢٩٢ ، المناقب للخوارزمي : ٣٠٦ ح ٣٠١ و ٣٠٢ ، الصواعق المحرقة : ٧٦ ، ينابيع المودّة ١ : ٤١٥ ، ٤١٩ ، إحقاق الحقّ ٥ : ٥٢١ ، المناقب لابن المغازلي : ٩٦ ، كفاية الطالب : ٣٨٤.

(٥) تاريخ الطبري ٢ : ٦٥ ، الأغاني ١٥ : ١٩٢ ، لسان الميزان ٤ : ٤٠٦ ح ١٢١٤١ ، شرح المقاصد ٥ : ٢٩٨ ، ينابيع المودّة ١ : ٤٥٤ ، مصنفات الشيخ المفيد ١١ : ٨٧ من الجزء الأوّل ، إحقاق الحقّ ٦ : ١٥.

(٦) المناقب لابن المغازلي : ١٩٧ ١٩٩ ، المناقب للخوارزمي : ١٦٧ ح ٢٠٠ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ١ : ١٥٨ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٣٢٤ ح ٦٦١٣ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٦ ، ذخائر العقبى : ٧٤ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٥١ ، إحقاق الحقّ ٦ : ١٢.

٩٣

الأنصار ، ومعظمهم من أصحاب عليّ عليه‌السلام.

ليت شعري ، كيف يرضى العاقل بوثوق علي بإيمان عثمان ، ويُقتل بمرأى منه ومسمع!! والعجب أنّهم يستندون في رضا عليّ بخلافة القوم بسكوته ، مع أنّه سيف الله ، ولا يستدلّون بسكوته عن قتل عثمان على رضاه به ، سبحان الله! كيف يخفى على العاقل رضاه؟ وقد كان القاتل له بيده أخصّ خواصّه محمّد بن أبي بكر! ثمّ الرابع الذي تلقّى الأمر منه ، معاوية كاتب الوحي الذي وضع سبّ أمير المؤمنين في خُطَبه ، وفرضه على نفسه ، ودام على ذلك ما شاء الله (١).

وروى أنّ قوماً من بني أُميّة لعنهم الله قالوا لمعاوية : يا أمير الفاسقين ، إنّك قد بلغت ما أمّلت ، فلو كففت عن لعن هذا الرجل ، فقال لعنه الله لا ، حتّى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر له ذاكر فضلاً (٢).

ثمّ تورّثها منه ولده الملعون لعنه الله يزيد ، وقد قتل فرخ رسول الله وقرّة عينيه مع جماعة من الصحابة الذين مدحهم الله تعالى في القرآن ، ولا يجتمعون على باطل.

ثمّ تورّثها باقي بني أُميّة ، وساروا مع أولاد رسول الله ما علم به كلّ سامع.

ثمّ تورّثها بنو العبّاس وصنعوا مع ذريّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من القتل والصلب والبناء في الجدران والدفن في الأرض ، ما ليس له عدّ ولا حدّ. ثمّ استمرّت دولة بين الأغنياء يتوارثها القوم صاغراً عن كابر.

كلّ ذلك مضافاً إلى ما علمت من حال عائشة مع عليّ ، وحربها له مع الصحابة الممدوحين في القرآن. وحال معاوية مع الحسن عليه‌السلام ، وغير ذلك.

لكنّ القوم لحدّة أذهانهم وجودة أنظارهم يعتذرون مرّة بالاجتهاد! وهو عذر مسموع كيف لا ، وإيمان عليّ عليه‌السلام وإسلامه كان نظرياً أو أنّ تحريم لعن المسلم

__________________

(١) انظر شرح نهج البلاغة ٤ : ٥٦ ، ووقعة صفّين : ٥٥٢ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٠٨.

(٢) شرح نهج البلاغة ٤ : ٥٧.

٩٤

كان نظريّاً؟! والأولى في الجواب أنّ هذا الاجتهاد لا يزيد على اجتهاد الدباب التي دحرجوا بها لناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١). واجتهاد التخلّف عن جيش أُسامة (٢). واجتهاد أذيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) إلى غير ذلك من الكرامات التي نشير إليها.

وإن رجعوا إلى التوبة ، فكأن معنى التوبة عقر الجمل! وهزيمة الجند! وموت معاوية! ونحو ذلك.

ثمّ سرى الخلاف إلى فقهاء القوم مع ذريّة رسول الله ، فكان الرجوع إلى الفقهاء منهم ، وعترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معزولون معتكفون في دورهم ، كلّ له طريق ينفرد به.

فالباقر والصادق وأولادهما عليهم‌السلام وأصحابهم لا يألفون إلى أولئك ، ولا هم يألفون إليهم.

فإن صحّ أنّ باب الاجتهاد انسدّ ، واختصّ الرجوع بالأربعة ، فقد نسبوا العترة التي أُمروا بالتمسّك بها إلى الضلال! وإذا ظهر البون بين الفريقين ، قديما وحديثا ، فعلى العاقل أن يختار إحدى الجادّتين ، ولا يجمع بين أمرين متضادّين. الله أكبر ، الله أكبر ، ما أكثر البقر!

وأمّا الأئمّة الاثنا عشر

فأوّلهم : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ابن عبد المطّلب ، بن هاشم ، وامّه فاطمة بنت أسد ، ولد في الكعبة ، يوم الجمعة ، ثالث عشر رجب. وروي سابع شعبان (٤) ،

__________________

(١) تفسير القرآن لابن كثير ٢ : ٣٨٦ ، تفسير نور الثقلين ١ : ٦٥٧ ، تفسير الصافي ٢ : ٧٠.

(٢) الإرشاد : ٩٨ ، منتخب كنز العمّال في هامش المسند ٤ : ١٨٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٧.

(٣) صحيح مسلم ٤ : ٣٠ كتاب الجهاد والسير ح ١٧٥٩ ، سنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، مسند أحمد ١ : ٦ ، ٩ ، ١٠ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٢٤٠ وج ٨ : ٢٣ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ : ٤٩٥ ، السيرة النبويّة للذهبي : ٤١٢ ، البداية والنهاية ٥ : ٢٨٥ ، تاريخ المدينة المنوّرة ١ : ١٩٦ ، كنز العمال ٥ : ٦٠٤ ح ١٤٠٦٩.

(٤) بحار الأنوار ٣٥ : ٧ ، حكاه الشهيد في الدروس ٢ : ٦ ، مرآة العقول ٥ : ٢٧٦.

٩٥

بعد مولد رسول الله ، بثلاثين سنة.

واصطفاه الله إليه واختار له جواره قتيلاً بالكوفة ، ليلة الجمعة لتسع ليالٍ بقين من شهر رمضان سنة أربعين ، عن ثلاث وستّين سنة ، على نحو ما عمّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودفن بالغريّ من نجف الكوفة بمشهده الان (١).

الثاني : ولده الحسن عليه‌السلام ، وهو الإمام ابن الإمام الزكيّ ، ولد بالمدينة ، يوم الثلاثاء ، منتصف شهر رمضان ، سنة اثنتين من الهجرة. وقال المفيد : سنة ثلاث (٢).

واصطفاه ربّه مسموماً في المدينة أيضاً يوم الخميس سابع صفر سنة سبع أو ثمان وأربعين. وقيل : سنة خمسين من الهجرة ، عن سبع وأربعين سنة (٣).

الثالث : أخوه الحسين عليه‌السلام وهو الإمام ابن الإمام ، أبو عبد الله عليه‌السلام الشهيد المظلوم ، ولد بالمدينة آخر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة. وقيل : يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان (٤). وقال المفيد : لخمس خَلَون من شعبان سنة أربع (٥).

واصطفاه ربّه إليه قتيلاً بكربلاء يوم السبت عاشر محرّم سنة إحدى وستّين ، عن ثمان وخمسين سنة (٦).

وأمّا أُمّهما ؛ فهي فاطمة الزهراء ، بنت رسول الله محمّد المختار ، زوجة عليّ حيدر الكرّار ، والدة الأئمّة الأطهار ، سيّدة نساء العالمين.

__________________

(١) انظر خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) للنسائي : ١ ٢٢٨ ، وكفاية الطالب ١ : ٣٢٢ ، وترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) لابن عساكر ١ : ٥ ٣٠ ، وتذكرة الخواص : ١٤ ١١٤ ، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ٢٩ ١٤٠ ، والإرشاد : ١ ١١٩ ، والرياض النضرة ٢ : ٢٠١ ٣٢٧ ، وإعلام الورى : ١٥٣ ٢٠٢.

(٢) الإرشاد : ١٨٧.

(٣) تذكرة الخواص ٢١١ ، الإرشاد : ١٩٢ ، ترجمة الإمام الحسن (ع) لابن عساكر : ١ ٢٠ ، إعلام الورى : ٢٠٦.

(٤) الدروس الشرعيّة للشهيد الأوّل ٢ : ٨ ، مرآة العقول ٥ : ٣٦١.

(٥) الإرشاد : ١٩٨.

(٦) راجع التهذيب ٦ : ٤٢ ، وتهذيب التهذيب ٢ : ٣٥٦ ، والجوهرة للبرّي : ٤٤ ، ومصنّفات الشيخ المفيد ١١ : ١٣١ من الجزء الثاني ، والبداية والنهاية ٨ : ١٧٣ ، ومجمع الزوائد ٩ : ١٩٨ ، وإعلام الورى : ٢١٥ ، وتذكرة الخواص ٢١٠ ـ ٢٢٤.

٩٦

وروى في حقّها ما تواتر نقله بين الفريقين عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال فاطمة بضعة منّي ، من أذاها فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى الله (١). وقال الله تعالى (الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ). (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ) (٢). وأنّها وُلدت بعد المبعث بخمس سنين.

واصطفاها ربّها بعد أبيها بنحو أربعين يوماً ، وأوصت إلى عليّ بأن تدفن ليلاً! وأن لا يصلّيا عليها ، وماتت وهي ساخطة عليهما (٣).

وأمّا التسعة المعصومون من ذريّة الحسين عليه‌السلام :

فأوّلهم : الإمام عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، زين العابدين والساجدين ، الذي انتهى إليه العلم والزهد والعبادة ؛ كما لا يخفى على مسلم.

ولد بالمدينة يوم الأحد خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين.

واصطفاه الله ربّه بالمدينة يوم السبت ثاني عشر محرّم سنة خمس وتسعين ، عن سبع وخمسين سنة.

وأُمّه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى ، وقيل : بنت يزدجرد (٤).

الثاني : الإمام ولده محمّد الباقر لعلم الدين عليه‌السلام ، سُمّي بباقر العلم لاتّساع علمه وانتشار خبره ، وأخبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جابر الأنصاري ـ رحمه‌الله

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ٣٦ باب مناقب فاطمة عليها‌السلام ، صحيح مسلم ٥ : ٥٤ باب فضائل فاطمة بنت النبي (ص) ح ٢٤٤٩ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٩٨ ح ٣٩٦٧ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٨ ، مسند أحمد ٤ : ٣٢٣ ، صفة الصفوة ٢ : ١٣ ، أُسد الغابة ٥ : ٥٢١ ، تذكرة الخواص : ٢٧٩ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، كفاية الطالب : ٣٦٥ ، حلية الأولياء ٢ : ٤٠ ، ينابيع المودّة ٢ : ٥٢ ، ٥٣ ، ٩٧ ، وأُنظر الغدير ٧ : ٢٣٢ ، نقلها العلامة الأميني مع اختلاف ألفاظها عن تسعة وخمسين مصدراً من كتب العامّة.

(٢) الأحزاب : ٥٧.

(٣) راجع تاريخ الطبري ٢ ؛ ٢٣٦ ، والسيرة النبويّة لابن كثير ٤ : ٥٦٧ ، والشافي في الإمامة ٤ : ١١٤ وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩١ ح ٢ ، وص ١٩٩ ح ٢٩ ، ومرأة العقول ٥ : ٣٢١.

(٤) انظر التهذيب ٦ : ٧٧ ، وإعلام الورى : ٢٥٦ ، وكشف الغمّة ٢ : ٢٨٦ ٣٢٥.

٩٧

أنّه سيدركه ، وأنّ اسمه اسم رسول الله ، وأنّه يبقر العلم بقراً ، وقال إذا لقيته فاقرأ عليه منّي السلام (١). ولم ينكر أحد تلقيبه بباقر العلم ، بل اعترفوا بأنّه وقع موقعه ، وحلّ محلّه.

ولد بالمدينة يوم الاثنين ثالث صفر سنة سبع وخمسين.

واصطفاه الله بها إليه يوم الاثنين سابع ذي الحجّة سنة أربع عشرة ومائة ، وروى : سنة ستّ عشرة (٢).

وأُمّه أُم عبد الله بنت الحسن بن عليّ عليه‌السلام ، فهو علويّ بين علويّين.

الثالث : الإمام ولده أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام ، العالم الذي اشتهر عنه من العلوم ما أبهر العقول ، حتّى غالى فيه جماعة وأخرجوه إلى حدّ الإلهيّة.

ودوّن العامّة والخاصّة ممّن برز ومهر بتعلّمه من الفقهاء والعلماء أربعة آلاف رجل ، كزرارة بن أعين ، وأخويه بُكَير وحمران ، وجميل بن درّاج ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، وهشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، وأبي بصير ، وعبد الله ابن سنان ، وأبي الصباح ، وغيرهم من أعيان الفضلاء ، من أهل الحجاز والعراق والشام وخراسان ، من المعروفين والمشهورين من أصحاب المصنّفات المتكثّرة والمباحث المشهورة ، الذين ذكرهم العامّة في كتب الرجال ، وأثنوا عليهم بمالا مزيد عليه ، مع اعترافهم بتشيّعهم وانقطاعهم إلى أهل البيت (٣).

وقد كُتب من أجوبة مسائله هو فقط أربعمائة مصنّف ، تسمّى الأُصول في أنواع العلوم.

__________________

(١) انظر الكافي ١ : ٤٦٩ باب مولد أبي جعفر محمَّد بن عليّ عليه‌السلام ح ٢ ، وبحار الأنوار ٤٦ : ٢١٧ ح ١٩ وتذكرة الخواص : ٢٩١ ٢٩٩.

(٢) انظر الدروس الشرعيّة ٢ : ١٢ ، وبحار الأنوار ٤٦ : ٢١٧.

(٣) انظر تهذيب التهذيب ١ : ٩٣ ، وميزان الاعتدال ١ : ٥ ، ومعجم الأُدباء ١ : ٣٤ ، وبغية الوعاة ١ : ٤٠٤ ، ولسان الميزان ٥ : ٣٠١ ، وج ٦ : ١٩٤ ، والأعلام ٢ : ١٢٦ ، وضحى الإسلام ٣ : ٢٦٨ ، وأعيان الشيعة ١ : ١٠٠ ، وحلية الأولياء ٣ : ١٩٩ ، والفهرست للشيخ الطوسي : ١٤٢ ، ٢٦٢ ، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١ : ٦٧ ٧٧ الجزء الأول ، والإمام الصادق لمحمد بن أبي زهرة : ٣٦ ، ٣٧ ، وفي رحاب أئمة أهل البيت (ع) : ٤٣ من الجزء الرابع.

٩٨

وُلد بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين.

واصطفاه الله فيها في شوّال. وقيل : منتصف رجب يوم الاثنين (١) سنة ثمان وأربعين ومائة ، عن خمس وستّين سنة.

وأُمّه فاطمة أُمّ فروة بنت الفقيه القاسم بن محمّد النجيب بن أبي بكر. [وقبره] وقبر أبيه محمّد ، وقبر جدّه عليّ ، وقبر عمّه الحسن بالبقيع في مكان واحد (٢).

الرابع : الإمام ولده موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام ، وكنيته أبو الحسن ، وأبو إبراهيم ، وأبو عليّ ، وسمّي بالكاظم لكظمه الغيظ ، وُلد بـ «الأبواء» بين مكّة والمدينة ، سنة ثمان وعشرين ومائة. وقيل : سنة تسع وعشرين ومائة (٣) يوم الأحد سابع صفر.

واصطفاه الله مسموماً ببغداد في حبس السندي بن شاهك لعنه الله لستّ بقين من رجب سنة إحدى وثمانين ومائة. ودُفن في مقابر قريش في مشهده الان. وأُمّه حميدة البربريّة (٤).

الخامس : الإمام ولده عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وليّ المؤمنين الذي أجمعت أولياؤه وأعداؤه على عِظَم شأنه وغزارة علمه. وحاوَل أعداؤه من بني العبّاس وغيرهم الغضّ عنه لما رأوا ميل المأمون لعنه الله إليه وحبّه له.

وأراد أن يجعله وليّ عهده ؛ فأحضر الرؤساء والعلماء في كلّ فنون العلم فأفحمهم جميعاً وأعجزهم مراراً شتّى ، وكانوا يخرجون خجلين مدحورين ، وهو يومئذٍ صغير السنّ (٥). واعترف المأمون بفضله على كلّ الناس ، فجعله وليّ عهده ، كما لا يخفى على أهل النقل.

__________________

(١) إعلام الورى : ٢٧١ ، بحار الأنوار ٤٧ : ٢ ح ٤.

(٢) انظر مصنّفات الشيخ المفيد ١١ : ١٨٠ من الجزء الثاني ، وإعلام الورى : ٢٧١ وتذكرة الخواص : ٣٠٧ ٣١١.

(٣) تاريخ أهل البيت (ع) : ٨٢ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٣ ح ٤ ، وص ٩ ح ١٦.

(٤) انظر الكافي ١ : ٤٧٦ باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وإعلام الورى : ٢٩٤ ، والتهذيب ٦ : ٨١ ، وتذكرة الخواص : ٣١٢ ٣١٤.

(٥) كذا في الأصل ويحتمل أن يكون المراد صغر سنّه عليه‌السلام بالنسبة إلى العلماء المناظرين.

٩٩

وُلد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقيل : يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة (١).

واصطفاه الله مسموماً بطوس في صفر سنة ثلاث ومائتين ، وقبره بسناباد بمشهده الان. وأُمّه أُمّ البنين أُمّ ولد (٢).

السادس : الإمام ولده محمّد الجواد عليه‌السلام ، ولد بالمدينة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة ، واختار الله له جواره ببغداد في آخر ذي القعدة. وقيل : يوم الثلاثاء ، حادي عشر ذي القعدة (٣) سنة عشرين ومائتين ، ودُفن في ظهر جدّه الكاظم عليه‌السلام بمقابر قريش ، في مشهدهما الان.

وأُمّه الخيزران أُم ولد ، وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة سريّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

السابع : الإمام ولده عليّ بن محمّد الهادي النقيّ عليه‌السلام ، وُلد بالمدينة ، منتصف ذي الحجّة ، سنة اثنتي عشرة ومائتين. واختار الله جواره بسرّمن‌رأى ، في يوم الاثنين ثالث رجب ، سنة أربع وخمسين ومائتين. ودُفن بداره التي (٥) هي مشهده الان. وأُمّه سمانة أُمّ ولد (٦).

الثامن : الإمام ولده الحسن بن عليّ العسكريّ عليه‌السلام ، وُلِدَ بالمدينة في شهر

__________________

(١) إعلام الورى : ٣١٣ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٣ ح ٤ وص ٩ ح ١٦.

(٢) انظر الكافي ١ : ٤٨٦ باب مولد أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، إعلام الورى : ٣١٣ ٣٢٨ ، تذكرة الخواص : ٣١٥ ، مروج الذهب ٣ : ٤٤٠ ، تاريخ الخلفاء : ٣٣٣ ، الاحتجاج ٢ : ١٩٩ ٢١٢ ، وفيات الأعيان ١ : ٣٢١ ، سيرة الأئمّة الاثنا عشر ٢ : ٣٥٨.

(٣) الدروس ٢ : ١٤ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٥ ح ١٦.

(٤) انظر الكافي ١ : ٤٩٢ باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني عليه‌السلام ، وإعلام الورى : ٣٤٤ ، والإرشاد : ٣١٦ ، وتذكرة الخواص : ٣٢١.

(٥) في «م» ، «س» زيادة : فيها.

(٦) انظر الكافي ١ : ٤٩٧ باب مولد أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما‌السلام ، وإعلام الورى : ٣٥٥ ، الإرشاد : ٣٢٧ ، وتذكرة الخواص : ٣٢١ ٣٢٣.

١٠٠