رسالة الحقوق

رسالة الحقوق

المؤلف:


الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: مكتبة الإمام حسن (ع) العامّة
المطبعة: مطبعة المعارف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤

٢ ـ حق النفس

وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة اللّه (١) ، فتؤدي إلى لسانك حقه ، وإلى سمعك حقه ، وإلى بصرك حقه ، وإلى يدك حقها ، وإلى رجلك حقها ، وإلى بطنك حقه ، وإلى فرجك حقه ، وتستعين باللّه على ذلك.

أ ـ حق اللسان :

وأما حق اللسان : فاكرامه عن الخنا (٢) ، وتعويده على الخير ، وحمله على الأدب ، وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا ، وإعفاؤه من الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها ، ويعدّ شاهد العقل والدليل عليه ، وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه. ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم (٣).

ب ـ حق السمع :

وأما حق السمع : فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا أو تكسبك خلقا كريما ، فانه باب الكلام إلى القلب ، يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر. ولا قوة إلاّ باللّه (٤).

__________________

(١) وفي رواية : أن تستعملها بطاعة اللّه عز وجل.

(٢) الخنا : الفحش من الكلام.

(٣) وفي رواية : وحق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة فيها والبر بالناس وحسن القول فيهم.

(٤) وفي رواية : وحق السمع : تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه.

٢١

ج ـ حق البصر :

وأما حق بصرك : فغضه عما لا يحل لك ، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما ، فإن البصر باب الاعتبار (١).

د ـ حق اليد :

وأما حق يدك : فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك ، فتنال بما تبسطها اليه من اللّه العقوبة في الآجل ومن الناس اللائمة في العاجل. ولا تقبضها عما افترض اللّه عليها. ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها وبسطها إلى كثير مما ليس عليها ، فاذا هي قد عقلت شرفت في العاجل ووجب لها حسن الثواب من اللّه في الآجل (٢).

ه‍ ـ حق الرجل :

وأما حق رجليك : فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخف بأهلها فيها. فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك. ولا قوة إلا باللّه (٣).

وـ حق البطن :

وأما حق بطنك : فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير ، وأن تقتصد له في الحلال ، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين

__________________

(١) وفي رواية : وحق البصر أن تغمضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.

(٢) وفي رواية : وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.

(٣) وفي رواية : وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك فيهما ، ولا بد لك أن تقف على الصراط. فانظر أن لا تزل بك فتتردى في النار.

٢٢

وذهاب المروءة ، وضبطه إذا همّ بالجوع والظمأ. فان الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم ، وان الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروءة (١).

ز ـ حق الفرج :

وأما حق فرجك : فحفظه مما لا يحل لك ، والاستعانة عليه بغض البصر ـ فانه من أعون الأعوان ـ وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك باللّه والتخويف لها به. وباللّه العصمة والتأييد ولا حول ولا قوة إلاّ به (٢).

٣ ـ حقوق الافعال

أ ـ حق الصلاة :

فأما حق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلى اللّه ، وأنك قائم بين يدي اللّه ، فاذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب ، الخائف الراجي ، المسكين المتضرع ، المعظم من قام بين يديه بالسكون والاطراق وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه ، والرغبة إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت بها خطيئتك ، واستهلكتها ذنوبك ولا قوة إلاّ باللّه (٣).

__________________

(١) وفي رواية : وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع.

(٢) وفي رواية : وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا ، وتحفظه من أن ينظر اليه.

(١) وفي رواية : وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى اللّه عز وجل وأنك فيها

٢٣

ب ـ حق الحج :

وحق الحج : أن تعلم أنه وفادة إلى ربك ، وفرار اليه من ذنوبك. وبه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي أوجبه اللّه عليك (١).

ج ـ حق الصوم :

وأما حق الصوم : فأن تعلم أنه حجاب ضربه اللّه على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار (٢).

وهكذا جاء في الحديث : «الصوم جنّة من النار». فان سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا. وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية للّه لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه. ولا قوة إلاّ باللّه.

د ـ حق الصدقة :

وأما حق الصدقة : فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك ، ووديعتك التي لا تحتاج الى الاشهاد. فاذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا أوثق منك بما استودعته علانية ، وكنت جديرا أن لا تكون أسررت اليه أمرا أعلنته ، وكان الأمر بينك وبينه فيها سرا على كل حال ، ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الأسماع والأبصار عليه بها ، كأنها أوثق

__________________

قائم بين يدي اللّه عز وجل. فاذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير ، الراغب الراهب ، الراجي الخائف ، المستكين ، المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار. وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.

(١) ولم تذكر الرواية الأخرى حق الحج.

(٢) أضافت رواية ثانية : فان تركت الصوم خرقت ستر اللّه عليك.

٢٤

في نفسك. وكأنك لا تثق به في تأدية وديعتك اليك ، ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك. فاذا امتننت بها لم تأمن أن يكون بها مثل تهجين حالك منها إلى من مننت بها عليه. لأن في ذلك دليلا على أنك لم ترد نفسك بها ولو أردت نفسك بها لم تمتن على أحد. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

ه‍ ـ حق الهدي :

وأما حق الهدي : فأن تخلص به الارادة إلى ربك. والتعرض لرحمته وقبوله ، ولا تريد عيون الناظرين دونه. فاذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ولا متصنعا ، وكنت إنما تقصد إلى اللّه. واعلم ان اللّه يراد باليسير ولا يراد بالعسير. كما أراد بخلقه التيسير ولم يرد بهم التعسير. وكذلك التذلل أولى بك من (التدهقن). لأن الكلفة المؤنة في (المتدهقنين) ، فأما التذلل والتمسكن فلا كلفة فيهما ولا مؤنة عليهما لأنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة. ولا قوة إلا باللّه (٢).

٤ ـ حقوق الائمة

أ ـ حق السلطان (٣) :

فأما حق سائسك بالسلطان : فأن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى

__________________

(١) وفي رواية أخرى : وحق الصدقة أن تعلم أنها ذكرك عند ربك عز وجل. ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية ، وتعلم أنها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة.

(٢) والرواية الثانية : وحق الهدي أن تريد به اللّه عز وجل ولا تريد به خلقه ، ولا تريد به إلاّ التعرض لرحمة اللّه ونجاة روحك يوم تلقاه.

(٣) يقصد بالسلطان حكام السوء في كل زمان.

٢٥

فيك بما جعل له عليك من السلطان (١) ، وأن تخلص له في النصيحة ، وأن لا تماحكه وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه. وتذلل وتلطف لا عطائه من الرضا ما يكفّه عنك ولا يضر بدينك ، وتستعين عليه في ذلك باللّه ، ولا تعازه (٢) ولا تعانده فانك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك فعرضتها لمكروهه وعرضته للهلكة فيك وكنت خليقا أن تكون معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك. ولا قوة إلاّ باللّه.

ب ـ حق المعلم :

فأما حق سائسك بالعلم : فالتعظيم له والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه ، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم ، بأن تفرغ له عقلك وتحضره فهمك وتذكي له قلبك وتجلي له بصرك ، بترك اللذات ونقص الشهوات ، وان تعلم أنك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ، ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلدتها. ولا قوة إلاّ باللّه (٣).

__________________

(١) وفي رواية : وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيديك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء.

(٢) أي لا تعارضه في العزة.

(٣) وفي رواية أخرى : وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه. ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا. فاذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة اللّه بأنك قصدته وتعلمت علمه للّه جل اسمه لا للناس.

٢٦

ج ـ حق المالك :

وأما حق سائسك بالملك : فنحو من سائسك بالسلطان إلاّ إن هذا يملك ما لا يملكه ذاك ، تلزمك طاعته فيما دق وجل منك إلاّ أن يخرجك من وجوب حق اللّه. ويحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق ، فاذا قضيته رجعت إلى حقه فتشاغلت به. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

٥ ـ حقوق الرعية

أ ـ الرعيّة بالسلطان :

فأما حقوق رعيتك بالسلطان : فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم ، فإنه إنما أحلهم محل الرعيّة لك ضعفهم وذلّهم ، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله حتى صيره لك رعيّة ، وصير حكمك عليه نافذا ، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة ، ولا يستنصر فيما تعاظمه منك ـ إلاّ باللّه ـ بالرحمة والحياطة والأناة. وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك اللّه من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها أن تكون للّه شاكرا ، ومن شكر اللّه أعطاه فيما أنعم عليه. ولا قوة إلاّ باللّه (٢).

ب ـ الرعية بالعلم :

وأما حق رعيتك بالعلم : فأن تعلم أن اللّه قد جعلك لهم خازنا فيما

__________________

(١) وفي رواية أخرى : فاما حق سائسك بالملك فان تطيعه ولا تعصيه إلاّ فيما يسخط اللّه عز وجل ، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

(٢) وفي رواية : وأما حق رعيتك بالسلطان فان تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم ، وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر اللّه عز وجل على ما أولاك ، وعلى ما آتاك من القوة عليهم.

٢٧

آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة ، فان أحسنت فيما ولاّك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب ، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه ، كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلاّ كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا.

ج ـ الرعية بملك النكاح :

وأما حق رعيتك بملك النكاح : فأن تعلم أن اللّه جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد اللّه على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة اللّه ويكرمها ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ ، وطاعتك بها ألزم ، فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية. فان لها حق الرحمة والمؤانسة. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

د ـ الرعية بملك اليمين :

وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ، ولحمك ودمك ، وإنك لم تملكه لأنك صنعته دون اللّه ، ولا خلقت له سمعا ولا بصرا ، ولا أجريت له رزقا ، ولكن اللّه كفاك ذلك ثم سخره لك ، ائتمنك عليه واستودعك إيّاه لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل

__________________

(١) وفي رواية : وأما حق الزوجة فان تعلم أن اللّه عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا ، فتعلم أن ذلك نعمة من اللّه عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك ، وتطعمها وتكسوها. وإذا جهلت عفوت عنها.

٢٨

وتلبسه مما تلبس ، ولا تكلفه ما لا يطيق. فان كرهته خرجت إلى اللّه منه واستبدلت به ولم تعذب خلق اللّه. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

٦ ـ حق الرحم

أ ـ حق الام :

وأما حق الرحم : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الارض فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى ، وتظلك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء. تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون اللّه وتوفيقه (٢).

__________________

(١) وفي رواية : وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك ، ولم تملكه لأنك صنعته من دون اللّه ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا أخرجت له رزقا ، ولكن اللّه عز وجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن اللّه اليك وإن كرهته استبدلت به ، ولم تعذب خلق اللّه عز وجل ولا قوة إلاّ باللّه.

(٢) وفي رواية : وأما حق أمك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال

٢٩

ب ـ حق الأب :

وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه.

ج ـ حق الولد :

وأما حق ولدك : فأن تعلم أنه منك ، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره. وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب ، والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه ، فمثاب على ذلك ومعاقب. فاعمل في أمره عمل المتزيّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا ، المعذّر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه ، والآخذ له منه. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

د ـ حق الأخ :

وأما حق أخيك : فأن تعلم أنه يدك التي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجئ إليه ، وعزك الذي تعتمد عليه ، وقوتك التي تصول بها. فلا تتخذه سلاحا على معصية اللّه ، ولا عدة للظلم لخلق اللّه. ولا تدع نصرته على نفسه ، ومعونته على عدوه والحؤول بينه وبين شياطينه ،

__________________

أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك. وتظلك وتضحى ، وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها ، فانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون اللّه وتوفيقه.

(١) وفي رواية : فاعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان اليه. ومعاقب على الاساءة اليه.

٣٠

وتأدية النصيحة اليه ، والاقبال عليه في اللّه ، فان انقاد لربه وأحسن الاجابة له ، وإلا فليكن اللّه آثر عندك وأكرم عليك منه (١).

٧ ـ حق الناس

أ ـ حق المنعم بالولاء :

وأما حق المنعم عليك بالولاء : فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله ، وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها ، وأطلقك من أسر الملكة ، وفك عنك حلق العبودية ، وأوجدك (٢) رائحة العز ، وأخرجك من سجن القهر ، ودفع عنك العسر ، وبسط لك لسان الانصاف ، وأباحك الدنيا كلها فملكك نفسك ، وحل أسرك ، وفرغك لعبادة ربك ، واحتمل بذلك التقصير في ماله ، فتعلم أنه أولى الخلق بك ، بعد أولي رحمك في حياتك وموتك ، وأحق الخلق بنصرك ومعونتك ومكاتفتك في ذات اللّه فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك (٣).

ب ـ حق العبد :

وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك؛ فأن تعلم أن اللّه جعلك حامية

__________________

(١) وفي رواية : ولا تدع نصرته على عدوه ، والنصيحة له ، فان أطاع اللّه والا فليكن اللّه اكرم عليك منه ولا قوة الا باللّه.

(٢) لعلها «اروحك».

(٣) وفي رواية : وإن نصرته عليك واجبة بنفسك. وما احتاج إليه منك. ولا قوة إلا باللّه.

٣١

عليه وواقية وناصرا ومعقلا. وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه. فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل ، ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم ، مكافأة لما أنفقته من (مالك) عليه وقمت به من حقه بعد إنفاق مالك. فان لم تقم بحقه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

ج ـ حق ذي المعروف :

وأما حق ذي المعروف عليك : فان تشكره وتذكر معروفه ، وتنشر له المقالة الحسنة (٢) ، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين اللّه سبحانه. فانك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية. ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإلاّ كنت مرصدا له مواطنا نفسك عليها (٣).

د ـ حق المؤذن :

وأما حق المؤذن : فأن تعلم أنه مذكرك بربك ، وداعيك إلى حظك ، وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها اللّه عليك ، فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك (٤).

__________________

(١) وفي رواية : وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فان تعلم إن اللّه عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه. وحجابا لك من النار وإن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة.

(٢) وتكسبه المقالة الحسنة.

(٣) وفي رواية : ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافأته ، وضمير «عليها» يرجع للمكافأة.

(٤) وفي رواية : وعلمت إنه نعمة من اللّه عليك لا شك فيها فأحسن صحبة نعمة اللّه بحمد اللّه عليها على كل حال ولا قوة إلاّ باللّه.

٣٢

ه‍ ـ حق الامام :

وأما حق إمامك في صلواتك : فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين اللّه ، والوفادة إلى ربك ، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ، ودعا لك ولم تدع له وطلب فيك ولم تطلب فيه ، وكفاك هم المقام بين يدي اللّه والمسألة فيك ولم تكفه ذلك ، فان كان في شيء من ذلك تقصير كان به دونك ، وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه ولم يكن لك عليه فضل. فوقى نفسك بنفسه ووقى صلاتك بصلاته ، فتشكر له على ذلك. ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه (١).

وـ حق الجليس :

وأما حق الجليس : فأن تلين له كنفك ، وتطيب له جانبك ، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تغرق في نزع (٢) اللحظ إذا لحظت ، وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت ، وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار ، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ولا تقوم إلاّ باذنه. ولا قوة إلاّ باللّه (٣).

ز ـ حق الجار :

وأما حق الجار : فحفظه غائبا وكرامته شاهدا ونصرته ومعونته في

__________________

(١) وفي رواية : فان كان نقص كان به دونك وإن كان تماما كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل (زيادة) فتشكر له على قدر ذلك.

(٢) نزع اللحظ : رميه.

(٣) وفي رواية : ولا تقوم إلاّ باذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير اذنك ، وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه الا خيرا.

٣٣

الحالين جميعا. لا تتبع له عورة ، ولا تبحث له عن سوأة لتعرفها ، فان عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلف كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة. تقيل عثرته وتغفر زلته. ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك. ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة. ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه (١).

ح ـ حق الصاحب :

وأما حق الصاحب : فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا ، وإلاّ فلا أقل من الانصاف. وأن تكرمه كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك. ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة ، فان سبقك كافأته ولا تقصر به عما يستحق من المودة. تلزم نفسك نصيحته ، وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما يهم به من معصية ربه ، ثم تكون عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا. ولا قوة إلاّ باللّه (٢).

ط ـ حق الشريك :

وأما حق الشريك : فان غاب كفيته ، وإن حضر ساويته ولا تعزم

__________________

(١) وفي رواية : ونصرته إذا كان مظلوما. فان علمت عليه سوءا سترته عليه ، وإن علمت انه نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه.

(٢) وفي رواية : فأن تصحبه بالتفضل والانصاف ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، توده كما يودّك ، وتزجره عما يهم به من معصية.

٣٤

على حكمك دون حكمه ، ولا تعمل برأيك دون مناظرته. وتحفظ عليه ماله ، وتتقي خيانته فيما عزّ أو هان ، فانه بلغنا : «إن يد اللّه على الشريكين ما لم يتخاونا». ولا قوة إلاّ باللّه.

ي ـ حق المال :

وأما حق المال : فأن لا تأخذه إلاّ من حله ، ولا تنفقه إلاّ في حله. ولا تحرفه عن مواضعه ، ولا تصرفه عن حقائقه ، ولا تجعله إذا كان من اللّه إلاّ إليه ، وسببا إلى اللّه ولا تؤثر به على نفسك من لعله لا يحمدك ، وبالحري أن لا يحسن خلافته في تركتك ، ولا يعمل فيه بطاعة ربك ، فتكون معينا له على ذلك وبما أحدث في مالك ، فيذهب بالغنيمة وتبوء بالاثم والحسرة والندامة مع التبعة. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

ك ـ حق الغريم :

وأما حق الغريم المطالب لك : فإن كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته. ولم تردده وتمطله. فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «مطل الغني ظلم». وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول وطلبت اليه طلبا جميلا. ورددته عن نفسك ردا لطيفا. ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته ، فإنّ ذلك لؤم. ولا قوة إلاّ باللّه.

ل ـ حق الخليط (٢) :

وأما حق الخليط : فأن لا تغره ولا تغشه ولا

__________________

(١) وفي رواية : فاعمل به بطاعة ربك ولا تبخل به.

(٢) الخليط : المخالط كالنديم والشريك والجليس ونحوهم.

٣٥

تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه ولا تعمل في انتقاصه عمل العدو الذي لا يبقي على صاحبه. وإن اطمأن اليك استقصيت له على نفسك وعلمت أن غبن المسترسل ربا (١).

٨ ـ حق الخصم

أ ـ المدعي :

وأما حق الخصم المدعي عليك : فإن كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في صحبته ولم تعمل في إبطال دعوته وكنت خصم نفسك له ، والحاكم عليها والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود. فإن ذلك حق اللّه عليك. وإن كان ما يدعيه باطلا رفقت به وردعته وناشدته بدينه ، وكسرت حدته عنك بذكر اللّه ، وألقيت (٢) حشو الكلام ولغطه الذي لا يرد عنك عادية عدوك. بل تبوء بإثمه وبه يشحذ عليك سيف عداوته ، لأن لفظة السوء تبعث الشر ، والخير مقمعة للشر. ولا قوة الاّ باللّه. (٣)

ب ـ المدعى عليه :

وأما حق الخصم المدعى عليه : فإن كان ما تدعيه حقا أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى. فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه ، وقصدت قصد حجتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف ، ولم

__________________

(١) وفي رواية : ولا تخدعه وتتقي اللّه تبارك وتعالى في أمره.

(٢) يعني تركت ونبذت.

(٣) وفي رواية : فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه. وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعي به باطلا رفقت به ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربك في أمره.

٣٦

تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال فتذهب عنك حجتك. ولا يكون لك في ذلك درك. ولا قوة إلاّ باللّه (١).

٩ ـ حق المشاورة والنصيحة

أ ـ حق المستشير :

وأما حق المستشير : فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة ، وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به ، وليكن ذلك منك في رحمة ولين. فإن اللين يؤنس الوحشة وإن الغلظ يوحش موضع الأنس. وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك دللته عليه ، وأرشدته اليه ، فكنت لم تأله خيرا ولم تدّخره نصحا. ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه (٢).

ب ـ حق المشير :

وأما حق المشير عليك فلا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه إذا أشار عليك ، فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم. فكن عليه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيه ، فأما تهمته فلا تجوز لك اذا كان عندك من يستحق المشاورة ، ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن وجه مشورته. فاذا وافقك حمدت اللّه وقبلت ذلك من أخيك

__________________

(١) وفي رواية : إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا في دعواك اتّقيت اللّه عز وجل وتبت اليه وتركت الدعوى.

(٢) وفي رواية : ان علمت له رأيا حسنا أشرت عليه وإن لم تعلم أرشدته الى من يعلم.

٣٧

بالشكر والارصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع اليك. ولا قوة الا باللّه (١).

ج ـ حق المستنصح :

وأما حق المستنصح : فأن تؤدي اليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يحمل ويخرّج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله ، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه ، وليكن مذهبك الرحمة. ولا قوة الاّ باللّه (٢).

د ـ حق الناصح :

وأما حق الناصح : فأن تلين له جناحك ثم تشرئب له قلبك ، وتفتح له سمعك ، حتى تفهم عنه نصيحته ، ثم تنظر فيها ، فإن كان وفّق فيها للصواب حمدت اللّه على ذلك وقبلت منه ، وعرفت له نصيحته ، وإن لم يكن وفّق لها رحمته ولم تتهمه ، وعلمت أنه لم يألك نصحا الاّ أنه أخطأ ، الاّ أن يكون عندك مستحقا للتهمة ، فلا تعبأ بشيء من أمره على كل حال. ولا قوة الاّ باللّه (٣).

١٠ ـ حق السن

أ ـ حق الكبير :

وأما حق الكبير : فإن حقه توقير سنه وإجلال إسلامه اذا كان من

__________________

(١) وفي رواية : أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه ، وإن وافقك حمدت اللّه عز وجل.

(٢) وفي رواية : وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به.

(٣) وفي رواية : وتصغي اليه بسمعك ، فإن أتى بالصواب حمدت اللّه ، وإن لم يوفق رحمته.

٣٨

أهل الفضل في الاسلام بتقديمه فيه وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه الى طريق ، ولا تؤمه في طريق ، ولا تستجهله ، وإن جهل عليك تحملت ، وأكرمته بحق إسلامه مع سنه ، فإنما حق السن بقدر الاسلام. ولا قوة الاّ باللّه (١).

ب ـ حق الصغير :

وأما حق الصغير : فرحمته وتثقيفه وتعليمه ، والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له ، والستر على جرائر حداثته ، فإنه سبب للتوبة والمداراة له وترك مماحكته ، فإن ذلك أدنى لرشده (٢).

١١ ـ حق السائل والمسؤول

أ ـ حق السائل :

وأما حق السائل : فإعطاؤه اذا تهيأت صدقة ، وقدرت على سد حاجته ، والدعاء له فيما نزل به والمعاونة له على طلبته. وإن شككت في صدقه وسبقت اليه التهمة ولم تعزم على ذلك لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن يصدّك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب الى ربك تركته بستره ورددته ردا جميلا ، وإن غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في نفسك منه فإن ذلك من عزم الامور (٣).

__________________

(١) وفي رواية : توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك.

(٢) وفي رواية : رحمته في تعليمه.

(٣) وفي رواية : إعطاؤه على قدر حاجته.

٣٩

ب ـ حق المسؤول :

وأما حق المسؤول : فإن أعطى قبل منه ما أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله. واطلب وجه العذر في منعه ، وأحسن به الظن ، واعلم أنه إن منع فماله منع. وأن ليس التثريب في ماله وإن كان ظالما. فإن الانسان لظلوم كفّار (١).

ج ـ حق من سرّك :

وأما حق من سرك اللّه به وعلى يديه : فان كان تعمدها لك حمدت اللّه أولا ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل الابتداء وأرصدت له المكافأة. وإن لم يكن تعمدها حمدت اللّه أولا ثم شكرته ، وعلمت أنه منه توحدك بها ، وأحببت هذا إذ كان سببا من أسباب نعم اللّه عليك ، وترجو له بعد ذلك خيرا. فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يعتمد. ولا قوة الاّ باللّه (٢).

د ـ حق القضاء :

وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك لما فيه له من القمع وحسن الأدب مع كثير من أمثاله من الخلق؛ فإن اللّه يقول : «ولَمَنِ اِنْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولٰئِكَ مٰا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ... ـ الى قوله ـ لَمِنْ عَزْمِ اَلْأُمُورِ». وقال عز وجل : «وَإِنْ

__________________

(١) وفي رواية : إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وإن منع فاقبل عذره.

(٢) وفي رواية : أن تحمد اللّه عز وجل أولا ثم تشكره.

٤٠