عدم تحريف القرآن

السيّد علي الحسيني الميلاني

عدم تحريف القرآن

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-247-4
الصفحات: ٤٢

١
٢

دليل الكتاب :

مقدّمة المركز.................................................................... ٥

تمهيد........................................................................... ٧

سلامة القرآن من التحريف....................................................... ٩

حسبنا كتاب الله............................................................... ١١

معاني التحريف................................................................ ١٣

التحريف بالترتيب............................................................. ١٣

التحريف بالزيادة.............................................................. ١٤

التحريف بالنقصان............................................................. ١٥

تنبيهان........................................................................ ١٧

الاول : نفي قصد التغلب في البحث العلمي....................................... ١٧

الثاني : طرح البحث تارة على صعيد الروايات وتارة على صعيد الاقوال.............. ١٩

التحريف بالنقصان حسب الروايات............................................. ٢٣

القسم الاول : الحمل على اختلاف القراءات...................................... ٢٣

القسم الثاني : ما نزل لا بعنوان القرآن........................................... ٢٤

٣

القسم الثالث : ما يصحّ حمله على نسخ التلاوة.................................... ٢٤

القسم الرابع : الروايات القابلة للحمل على الدعاء................................. ٢٥

البحث في سند الروايات........................................................ ٢٦

كتاب فصل الخطاب........................................................... ٣١

التحريف بالنقصان حسب الاقوال............................................... ٣٥

ملحق البحث.................................................................. ٣٧

١ ـ حول قرآن علي عليه‌السلام..................................................... ٣٧

٢ ـ موقف العلماء من الميرزا النوري وكتابه..................................... ٣٨

٣ ـ حول جمع القرآن الموجود.................................................. ٤٠

٤ ـ مسألة تهذيب كتب الحديث من مثل هذه الروايات........................... ٤١

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز :

لا يخفى أنّنا لازلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث.

وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الاسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن.

ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

٥

والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج.

ولاجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الانترنت العالمية صوتاً وكتابةً.

كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم.

وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان «سلسلة الندوات العقائدية» بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.

وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.

سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله.

مركز الابحاث العقائدية

فارس الحسّون

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله خير الخلق أجمعين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاوّلين والاخرين.

موضوع تحريف القرآن لا يكفيه مجلس واحد ولا مجلسان ولا ثلاثة مجالس إذا أردتم أن نستوعب البحث ونستقصي جوانبه المتعددة المختلفة ، أمّا إذا أردتم الافتاء أو نقل الفتاوى عن الاخرين من كبار علمائنا السابقين والمعاصرين ، فأنقل لكم الفتاوى ، ولكنّكم تريدون الادلّة بشيء من التفصيل.

فإليكم الان صورةً مفيدة عن هذا الموضوع ، وبالله التوفيق.

٧
٨

سلامة القرآن من التحريف

لا ريب ولا خلاف في أنّ القرآن المجيد الموجود الان بين أيدي المسلمين هو كلام الله المنزل على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو المعجزة الخالدة له ، وهو الذي أوصى أُمّته بالرجوع إليه ، والتحاكم إليه ، وأفاد في حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين أنّ القرآن والعترة هما الثقلان اللذان تركهما في أُمّته لئلاّ تضلّ ما دامت متمسّكة بهذين الثقلين.

هذا الحديث مروي بهذه الصورة التي أنتم تعلمونها ، وفي أحد ألفاظه : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

إلاّ أنّ بعض العامة يروون هذا الحديث بلفظ : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي» ، وقد أفردنا رسالة خاصة بهذا الحديث ،

٩

وهي رسالة مطبوعة منتشرة في تحقيق هذا الحديث سنداً ، ودلالةً ، إلاّ أنّي ذكرته هنا لغرض ما.

أئمّتنا صلوات الله عليهم اهتمّوا بهذا القرآن بأنواع الاهتمامات ، فأمير المؤمنين أوّل من جمع القرآن ، أو من أوائل الذين جمعوا القرآن ، وهو والائمّة من بعده كلّهم كانوا يحثّون الاُمّة على الرجوع إلى القرآن ، وتلاوة القرآن ، وحفظ القرآن ، والتحاكم إلى القرآن ، وتعلّم القرآن ، إلى آخره.

وهكذا كان شيعتهم إلى يومنا هذا.

والقرآن الكريم هو المصدر الاوّل لاستنباط الاحكام الشرعية عند فقهائنا ، يرجعون إلى القرآن في استنباط الاحكام الشرعية واستخراجها.

إذن ، هذا القرآن الكريم ، هو القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ، وهو الذي اهتمّ به أئمّتنا سلام الله عليهم ، وطالما رأيناهم يستشهدون بآياته ، ويتمسّكون بآياته ، ويستدلّون بها في أقوالهم المختلفة ، فإذا رجعنا إلى الروايات المنقولة نجد الاهتمام بالقرآن الكريم والاستدلال به في كلماتهم بكثرة ، سواء في نهج البلاغة أو في أُصول الكافي أو في سائر كتبنا ، والمحدّثون أيضاً عقدوا لهذا الموضوع أبواباً خاصة ، ولعلّ في كتاب الوافي أو بحار الانوار غنىً

١٠

وكفاية عن أي كتاب آخر ، حيث جمعوا هذه الروايات في أبواب تخص القرآن الكريم.

حسبنا كتاب الله :

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلّف في أُمّته القرآن ، وأمرهم بالتمسّك بالقرآن مع العترة ، وعلى فرض صحّة الحديث الاخر ، أمرهم بالتمسّك بالكتاب والسنّة ، إلاّ أنّ من الاصحاب الذين يقتدي بهم العامّة من قال : حسبنا كتاب الله ، ففرّق هذا القائل وأتباعه بين الكتاب والعترة ، أو بين الكتاب والسنّة ، وحرموا الاُمّة الانتفاع والاستفادة من العترة أو من السنّة ، وقالوا : حسبنا كتاب الله ، إلاّ أنّهم لم يحافظوا على هذا القرآن الكريم ، هم الذين قالوا : حسبنا كتاب الله ، تركوا تدوين الكتاب الكريم إلى زمن عثمان ، يعني إلى عهد حكومة الاُمويين ، فالقرآن الموجود الان من جمع الاُمويين في عهد عثمان ، كما أنّ السنّة الموجودة الان بيد العامّة هي سنّة دوّنها الاُمويّون ، ولسنا الان بصدد الحديث عن هذا المطلب.

المهم أن نعلم أنّ الذين قالوا : حسبنا كتاب الله ، لم يرووا القرآن ، تركوا تدوينه وجمعه إلى زمن عثمان.

ولكن عثمان الذي جمع القرآن هو بنفسه قال : إنّ فيه لحناً ،

١١

والذين جمعوا القرآن على عهد عثمان وتعاونوا معه في جمعه قالوا : إنّ فيه غلطاً ، قالوا : إنّ فيه خطأ.

إلاّ أنّك لا تجد مثل هذه التعابير في كلمات أهل البيت عليهم‌السلام ، لا تجد عن أئمّتنا كلمة تشين القرآن الكريم وتنقص من منزلته ومقامه ، بل بالعكس كما أشرنا من قبل ، وهذه نقطة يجب أن لا يغفل عنها الباحثون ، وأُؤكّد أنّك لا تجد في رواياتنا كلمة فيها أقل تنقيص للقرآن الكريم.

فالذين قالوا : حسبنا كتاب الله ، وأرادوا أن يعزلوا الاُمّة عن العترة والسنّة ، أو يعزلوا السنّة والعترة عن الاُمّة ، هم لم يجمعوا القرآن ، وتركوا جمعه إلى زمن عثمان ، وعثمان قال : إنّ فيه لحناً. وقال آخر : إنّ فيه غلطاً. وقال آخر : إنّ فيه خطأ. (١)

ثمّ جاء دور العلماء ، دور الباحثين ، دور المحدّثين ، فمنذ اليوم الاوّل جعلوا يتّهمون الشيعة الاماميّة الاثني عشرية بأنّهم يقولون بتحريف القرآن.

__________________

(١) راجع : الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٤٧ ، تفسير الرازي ٢٢ / ٧٤ ، الاتقان في علوم القرآن ١ / ٣١٦ ، فتح الباري ٨ / ٣٠١ ، معالم التنزيل.

١٢

معاني التحريف

إنّ للتحريف معاني عديدة :

التحريف بالترتيب :

هناك معنى للتحريف لا خلاف بين المسلمين في وقوعه في القرآن الكريم ، يتّفق الكل على أنّ القرآن الموجود ليس تدوينه بحسب ما نزل ، يختلف وضع الموجود عن تنزيله وترتيبه في النزول ، وهذا ما ينصّ عليه علماء القرآن في كتبهم ، فراجعوا إن شئتم كتاب الاتقان لجلال الدين السيوطي ، ترونه يذكر أسامي السور ، سور القرآن الكريم بحسب نزولها.

وأيّ غرض كان عندهم من هذا الذي فعلوا؟ لماذا فعلوا هكذا؟ هذا بحث يجب أن يطرح ، فقد قلت لكم إنّ المجلس الواحد لا يكفي.

ترتيب السور وترتيب الايات يختلف عمّا نزل عليه القرآن

١٣

الكريم ، ترون آية المودة مثلاً وضعت في غير موضعها ، آية التطهير وضعت في غير موضعها ، ترون آية (أكملت لكم دينكم) وضعت في غير موضعها ، سورة المائدة التي هي بإجماع الفريقين آخر ما نزل من القرآن الكريم ، ترونها ليست في آخر القرآن ، بل في أوائل القرآن ، ما الغرض من هذا؟ فهذا نوع من التحريف لا ريب في وقوعه ، وقد اتفق الكلّ على وقوعه في القرآن.

التحريف بالزيادة :

وهناك معنى آخر من التحريف اتفقوا على عدم وقوعه في القرآن ، ولا خلاف في ذلك ، وهو التحريف بالزيادة ، اتفق الكل وأجمعوا على أنّ القرآن الكريم لا زيادة فيه ، أي ليس في القرآن الموجود شيء من كلام الادميين وغير الادميين ، إنّه كلام الله سبحانه وتعالى فقط.

نعم ينقلون عن ابن مسعود الصحابي أنّه لم يكتب في مصحفه المعوّذتين (١) ، قال : لانّهما ليستا من القرآن.

إلاّ أنّ الكل خطّأه ، حتّى في رواياتنا أيضاً خطّأه الائمّة سلام الله عليهم.

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ١٢٩ ، الاتقان في علوم القرآن ١ / ٢٧١.

١٤

فليس في القرآن زيادة ، وهذا معنى آخر من التحريف.

التحريف بالنقصان :

المعنى الذي وقع فيه النزاع هو التحريف بمعنى النقصان : بأن يكون القرآن الكريم قد وقع فيه نقص ، بأن يكون غير مشتمل أو غير جامع لجميع ما نزل من الله سبحانه وتعالى بعنوان القرآن على رسوله الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هذا هو الامر الذي يُتّهم الشيعة الاماميّة بالاعتقاد به.

١٥
١٦

تنبيهان

الاول : نفي قصد التغلب في البحث العلمي

قبل كلّ شيء ، لابد من أن أُذكّركم بمطلب ينفعنا في هذا البحث وفي كلّ بحث من البحوث :

دائماً يجب أن يكون الذين يبحثون في موضوع من المواضيع العلمية ، وبعبارة أُخرى : على كلّ مختلفين في مسألة ، سواء كان هناك عالمان يختلفان في مسألة ، أو فرقتان وطائفتان تختلفان في مسألة ، يجب أن يكونوا ملتفتين وواعين إلى نقطة ، وهي أن لا يكون القصد من البحث هو التغلّب على الطرف الاخر بأيّ ثمن ، أن لا يحاولوا الغلبة على الخصم ولو على حساب الاسلام والقرآن ، دائماً يجب أن يحدّد الموضوع الذي يبحث عنه ، ويجب أن يكون الباحث ملتفتاً إلى الاثار المترتّبة على بحثه ، أو على الاعلان عن وجهة نظره في تلك المسألة.

١٧

لاحظوا لو أنّ السنّيّ إتّهم الطائفة الشيعية كلّها بأنّهم يقولون بنقصان القرآن ، فهذا خطأ إن لم يكن هناك تعصّب ، إن لم يكن هناك عداء ، إن لم يكن هناك أغراض أُخرى ، هذا خطأ في البحث.

فيجب على الباحث أن يحدّد موضوع بحثه ، فالتحريف بأيّ معنى؟ قلنا : للتحريف معاني متعددة ، ثمّ إنّك تنسب إلى طائفة بأجمعها إنّهم يقولون بتحريف القرآن ، هل تقصد الشيعة كلّها بجميع فرقها ، أو تقصد الشيعة الامامية الاثني عشرية.

لو قرأت كتاب منهاج السنة لرأيته يتهجّم على الطائفة الشيعية بأجمعها وبجميع أشكالها وأقسامها وفرقها ، إذا سألته بأنّ هذه الاشياء التي تنسبها إلى الشيعة هم لا يقولون بها ، يقول : إنّما قصدت الغلاة منهم ، إنّك تسبّ الشيعة بأجمعها ، ثمّ عندما تعتذر تقول قصدت بعضهم ، هذا خطأ في البحث إنْ لم يكن غرض ، إن لم يكن مرض.

إذن ، يجب أن يحدّد البحث ، فتقول في الطائفة الشيعية الاثني عشرية من يقول بتحريف القرآن بمعنى نقصان القرآن ، لا أن تقول إنّ الشيعة تقول بتحريف القرآن ، التحريف بمعنى النقصان ، ففي الشيعة من لا يقول بتحريف القرآن ، في الشيعة من لا يقول بنقصان القرآن ، في الشيعة من ينفي نقصان القرآن ، فكيف تنسب إلى كلّهم

١٨

هذا القول.

فلو أنّ شيعيّاً أيضاً بادر وانبرى للدفاع عن مذهبه ، وعن عقائده ، فاتّهم السنّة كلّهم بأنّهم يقولون بتحريف القرآن ، وبنقصانه ، إذن ، وقع وفاق بين الجانبين من حيث لا يشعرون على أنّ القرآن محرّف وناقص ، وهذا ممّا ينتفع به أعداء الاسلام وأعداء القرآن.

فلا يصحّ للشيعي أن ينسب إلى السنّي أو إلى السنّة كلّهم بأنّهم يقولون بتحريف القرآن ونقصانه ، كما لا يصحّ للسنّي أن يطرح البحث هكذا.

الثاني : طرح البحث تارة على صعيد الروايات وتارة على صعيد الاقوال

في كلّ بحث ، تارة يطرح البحث على صعيد الروايات ، وتارة يطرح البحث على صعيد الاقوال ، وهذا فيه فرق كثير ، علينا أن ننتبه إلى أنّ الاقوال غير الروايات ، والروايات غير الاقوال ، فقد تكون هناك روايات وأصحاب المذهب الرواة لتلك الروايات لا يقولون بمضامينها ومداليلها ، وقد يكون هناك قول وروايات الطائفة المتفق عليها تنافي وتخالف ذلك القول.

إذن ، يجب دائماً أن يكون الانسان على التفات بأنّه كيف

١٩

يطرح البحث ، وما هو بحثه ، وما هي الخطوط العامّة للبحث ، وما هو الموضوع الذي يبحث عنه ، وكيف يريد البحث عن ذلك الموضوع ، هذا كلّه إذا كان الغرض أن يكون البحث موضوعياً ، أن يكون البحث علميّاً ، لا يكون فيه تهجّم أو تعصّب أو خروج عن الانصاف.

فالنقطة التي أُؤكّد عليها دائماً هي : أنّ أبناء المذهب الواحد إذا اختلفوا في رأي ، عليهم أن يطرحوا البحث فيما بينهم بحيث لا ينتهي إلى الاضرار بالمذهب ، وأيضاً الطائفتان من المسلمين ، إذا اختلفتا في رأي ، في قضيّة ، في مطلب ، عليهما أن يبحثا عن ذلك الموضوع بحيث لا يضرّ بالاسلام كلّه ، بحيث لا يضرّ القرآن كلّه.

أيصح أنّك إذا بحثت مع سنّي حول شيء من شؤون الخلافة مثلاً ، وأراد أن يتغلّب عليك فيضطرّ إلى إنكار عصمة النبي مثلاً ، هذا ليس أُسلوب البحث ، هذا غرض من الباحث ، وقد شاهدناه كثيراً في بحوث القوم ، وهذا من جملة نقاط الضعف المهمّة الكبيرة عندهم ، إنّهم إذا تورّطوا ، وخافوا من الافحام ، نفوا شيئاً ممّا لا يجوز نفيه ، أو أنكروا أصلا مسلّماً من أُصول الاسلام.

وعلى كلّ حال ، فهذه أُمور أحببت أنْ أُذكّركم بها ، لانّها تفيد دائماً ، وفي بحثنا أيضاً مفيدة جدّاً.

٢٠