الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

السيّد سامي البدري

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

المؤلف:

السيّد سامي البدري


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الفقه للطباعة والنشر
المطبعة: ياسين
الطبعة: ١
ISBN: 964-499-093-5
الصفحات: ٥٢٧

حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ.

المعجم الكبير ٣ / ١٠٦ : حدّثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الصمد بن حسان المروذي ح ، وحدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمّد بن محمّد التمّار البصري ، وعبدان بن أحمد قالوا : ثنا شيبان بن فروخ قال : ثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني قال : ثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر ربّه عزّ وجلّ أن يزور النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، فجاءه وهو في بيت اُمّ سلمة ، فقال : «يا اُمّ سلمة ، احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد». فبينما هم على الباب إذ جاء الحسين ، ففتح الباب فجعل يتقفز على ظهر النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يلتئمه ويقبله ، فقال له الملك : تحبّه يا محمّد؟ قال : «نعم». قال : أما إنّ أمّتك ستقتله ، وإن شئت أن أريك من تربة المكان الذي يُقتل فيها. قال : فقبض قبضة من المكان الذي يُقتل فيه فأتاه بسهلة حمراء ، فأخذته اُمّ سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت : كنّا نقول : إنّها كربلاء.

المعجم الكبير ٣ / ٢٦٥ : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الصمد بن حسان قال : أنا عمارة ـ يعني ابن زاذان ـ عن ثابت ، عن أنس قال : استأذن ملك المطر أن يأتي النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، فقال لاُمّ سلمة : «احفظي علينا الباب لا يدخل أحد». فجاء الحسين بن عليّ (رضي الله تعالى عنهما) فوثب حتّى دخل ، فجعل يصعد على منكب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نعم». قال : فإنّ اُمّتك تقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه. قال : فضرب بيده فأراه تراباً أحمر ، فأخذت اُمّ سلمة ذلك التراب فصرّته في طرف ثوبها. قال : فكنّا نسمع يُقتل بكربلاء.

المعجم الكبير ١١ / ٦٥ : حدّثنا المعمري ومحمّد بن عليّ الصائغ المكي قالا : ثنا عبد السّلام بن صالح الهروي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد (١) ، عن ابن عبّاس قال :

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ : مجاهد بن جبر ، الإمام أبو الحجّاج المخزومي ، مولاهم المكّي المقري ، المفسّر الحافظ مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ، سمع سعداً وعائشة ، وأبا هريرة وأمّ هانئ ، وعبد الله بن عمر

٤٢١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمَنْ أراد العلم فليأته من بابه».

روى ابن المغازلي في مناقب عليّ / ٥١ : بسنده عن عبد الملك بن عمير (١) ، عن أنس

__________________

وابن عبّاس ، ولزمه مدّة وقرأ عليه القرآن ، وكان أحد أوعية العلم ، روى عنه قتادة والحكم بن عتيبة ، وعمرو بن دينار ومنصور ، والأعمش وأيوب ، وابن عون وعمر بن ذرّ وخلق. قال مجاهد : عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث عرضات ، أقف عند كلّ آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قرأ على مجاهد ابنُ كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال قتادة : أعلم ممّن بقى بالتفسير مجاهد. وقال ابن جريج : لأن أكون سمعت من مجاهد أحبّ إليّ من أهلي ومالي. وقال خصيف : أعلمهم بالتفسير مجاهد. وروى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال : ربّما أخذ لي ابن عمر (رضي الله تعالى عنهما) بالركاب. وقال الأعمش : كنت إذا رأيت مجاهداً (ازدريته مبتذلاً كأنّه خربندج قد ضلّ حماره) (في صفوة الصفوة : خربندج كلمة فارسية لم توردها المعاجم العربية ، ومعناها قربنده ، ومعناها مؤجر الحمار) ، وهو مهتم لذلك ، فإذا انطق خرج من فيه اللؤلؤ. وقال حميد الأعرج : كان مجاهد يكبر من : والضحى. قال غير واحد : توفي سنة ثلاث ومئة. وروى الواقدي عن بن جريج قال : بلغ ثلاثاً وثمانين سنة. ذكر محمّد بن حميد ، أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش قال : كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلاّ ذهب لينظر إليها ، ذهب إلى حضرموت ليرى بئر برهوت ، وذهب إلى بابل وعليه والٍ ، فقال له مجاهد : تعرض عليّ هاروت وماروت. فدعا رجلاً من السحرة فقال : اذهب به. فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما. قال : فذهب به إلى قلعة فقطع منها حجراً ، ثمّ قال : خذ برجلي. فهوى به حتّى انتهى إلى جوبة (الجوبة من الأرض : الدارة في المكان المبني بالوطي من الأرض القليل الشجر) ، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما! فاضطربا ، فكأنّ الجبال تدكدكت ، فغشي عليّ وعلى اليهودي ، ثم أفاق قبلي فقال : قد أهلكت نفسك وأهلكتني.

(١) تذكرة الحفاظ ١ / ١٣٥ : ع عبد الملك بن عمير الإمام أبو عمرو اللخمي الكوفي ، حدّث عن جابر بن سمرة وجندب بن عبد الله ، وعدي بن حاتم وابن الزبير ، وربعي بن حراش وخلق. وعنه زائدة والسفيانان وإسرائيل ، وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون. ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام. قال النسائي وغيره : ليس به بأس ، واحتج به الشيخان. وقال أبو حاتم : ليس بحافظ. وقال يحيى بن معين : هو مختلط. قلت : ما اختلط الرجل ، ولكنّه تغيّر تغيّر الكبر ، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه ، عاش أزيد من مئة عام. مات في ذي الحجّة سنة ست وثلاثين ومئة بلا نزاع وقع لي من عواليه. تهذيب الكمال ١٨ / ٣٧٠ ع : عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي ، ويقال : اللخمي ،

٤٢٢

__________________

أبو عمرو ، ويقال : أبو عمر الكوفي المعروف بالقبطي ، رأى عليّ بن أبي طالب وأبا موسى الأشعري ، وروى عن أسيد بن صفوان فق ، وكان قد أدرك النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأشعث بن قيس ، وإياد بن لقيط تم س ، وجابر بن سمرة خ م س ، وجبر بن عتيك الأنصاري س ، وجرير بن عبد الله البجلي ، وجندب بن عبد الله البجلي خ م س ، وحصين بن أبي الحرّ العنبري س ، وحصين بن قبيصة س ق ، ويُقال : ابن عقبة الفزاري. وخالد بن ريعي الأسدي ، وربعي بن حراش خ م د ت ق ، والربيع بن عملية ، ورفاعة بن شداد س ق ، وزياد أبي الأوبر الحارثي ، وزيد بن عقبة الفزاري د ت س ، وسعيد بن حريث ق ، وسعيد بن فيروز الديلمي ، وشبيب بن نعيم س ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل خ م ، وعبد الله بن الزبير بن العوام س ، وعبد الله بن معقل بن مقرن مد ، وعبد الرّحمن بن أبي بكرة الثقفي ع ، وعبد الرّحمن بن سعيد بن وهب الهمداني بخ ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود ت س ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى م سي ، وعبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي ، وعثمان بن سليمان بن أبي حثمة عخ ، والعريان بن الهيثم النخعي س ، وعطية القرظي ع. وعلقمة بن وائل بن حجر الحضرمي م ، وعمرو بن حريث خ م ت س ق ، وعمرو بن ميمون الأودي خ ت س ، وقبيصة بن جابر بخ ، وقزعة بن يحيى خ م ت ق ، ومحارب بن دثار ، ومحمّد بن المنتشر م س ق ، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص خ م ت س ، والمغيرة بن شعبة ، والمنذر بن جرير بن عبد الله البجلي م ق ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله م ت ص ، والنعمان بن بشير ، ووراد كاتب المغيرة بن شعبة خ م س ، وأبي الأحوص الجشمي بخ م ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري خ م ، وأبي بكر بن عمارة بن رويبة الثقفي م ، وأبي سلمة بن عبد الرّحمن م ٤ ، وأمّ عطية الأنصارية د ، وأمّ العلاء الأنصارية د. روى عنه إبراهيم بن محمّد بن مالك الهمداني ، وأسباط بن محمّد القرشي ، وإسحاق بن الصباح الأشعثي الكبير ، وإسرائيل بن يونس م ، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ق ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن مجالد بن سعيد ت ، وأسيد بن القاسم الكناني ، وجرير بن حازم ، وجرير بن عبد الحميد خ م ، وحبان بن عليّ العنزي ، والحسين بن واقد المروزي س ، وحمّاد بن سلمة م ، وداود بن نصير الطائي س. وزائدة بن قدامة خ م ، وزكريا بن أبي زائدة م ، وزهير بن معاوية ، وزياد بن عبد الله البكائي م ، وزيد بن أبي أنيسة ، وسفيان الثوري خ م ، وسفيان بن عيينة م ت ، وسليمان التيمي ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله م ت ، وشعبة بن الحجّاج خ م ، شعيب بن صفوان م تم س ، وشهر بن حوشب م (وهو من أقرانه) ، وشيبان بن عبد الرّحمن م ، وعبد الحكيم بن منصور ت ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، وعبيد الله بن عمرو الرقي خت م ت ق ، وعبيدة بن حميد خ ، وعليّ بن الحكم البناني ، وعليّ بن سليمان بن كيسان الكيساني. وعمر بن عبيد الطنافسي م س ، وعمر بن الهيثم الهاشمي فق ، وعمرو بن قيس الملائي ، وقرّة بن خالد السدوسي س ، ومحمّد بن حسان د ، ومحمّد بن شبيب الزهراني م س ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ومسعر بن كدام م ، ومعتمر بن سليمان وابنه موسى بن عبد الملك بن عمير ، وهشيم بن بشير م ، وأبو عوانة

٤٢٣

ابن مالك قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده جماعة من أصحابه فقالوا : والله يا رسول الله ، إنّك أحبّ إلينا من أنفسنا وأولادنا. قال : فدخل حينئذ عليّ ، فنظر إليه النّبي وقال له : «كذب مَنْ زعم أنّه يبغضك ويحبّني» (١).

تاريخ بغداد ١١ / ١٧٣ : عيسى بن محمّد بن عبيد الله أبو موسى حدّث بدمشق عن الحسين بن إبراهيم البابي ، روى عنه بن عدي أيضاً ، أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة ، أخبرنا عبد لله بن عدي الحافظ بجرجان ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عبد الله أبو موسى البغدادي بدمشق ، حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي ، حدّثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ».

تاريخ بغداد ١٢ / ٩١ : عليّ بن محمّد بن شداد أبو الحسن المطرز حدّث عن محمّد بن محمّد الباغندي وأبي القاسم البغوي ، حدّثنا عنه عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجار ، أخبرنا النجار ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن شداد المطرز ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا أبو سهيل القطيعي ، حدّثنا حمّاد بن زيد بمكة ، وعيسى بن واقد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح ، مَنْ ركبها نجا ، ومَنْ تخلّف عنها غرق».

__________________

الوضاح بن عبد الله خ م ، والوليد بن أبي ثور عخ ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي ت ق ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد سي ، وأبو بكر بن عيّاش ، وأبو حمزة السكري س. روى في الطبقات الكبرى ٦ / ٣١٥ : أنّه ولد في ثلاث سنين بقين من خلافة عثمان. قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبي بكر بن عيّاش قال : قال لي عبد الملك بن عمير يوماً وأنا عنده : أتى عليّ مئة وثلاث سنين ، قال : وقال سفيان بن عيينة : (هما كبيرا أهل الكوفة يومئذ) ، هذا ابن مئة ، وهذا ابن مئة ، (يعني عبد الملك بن عمير وزياد بن علاقة). قالوا : وولي عبد الملك بن عمير القضاء بالكوفة قبل الشعبي ، وكان يلقّب القبطي ، وتوفي بالكوفة في ذي الحجّة سنة ست وثلاثين ومئة.

(١) أخرجه أيضاً الذهبي في ميزان الاعتدال ، وابن حجر في لسان الميزان ، وابن عدي في الكامل ٢ / ٣٦٣.

٤٢٤

المستدرك ٣ / ١٣٢ : حدّثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق من أصل كتابه ، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ، ثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يذكر عن الحسن ، عن أنس بن مالك (رضي الله تعالى عنه) : أنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي». هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

التّرمذي ٦ / ٢١٥ : ثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا عليّ بن بحر ، ثنا سلمة بن الفضل الأبرش ، ثنا عمران الطائي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الجنّة تشتاق إلى أربعة ؛ عليّ بن أبي طالب ، وعمّار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود (رضي الله تعالى عنهم)».

روايات بريدة بن الحصيب (ت ٦٢) :

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٢٨ : عن بريدة قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً أميراً على اليمن ، وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال : «إن اجتمعتما فعليّ على النّاس». فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ عليّ جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغْتَنمْها فأخبر النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما صنع. فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منزله ، وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة؟ فقلت : خيراً فتح الله على المسلمين. فقالوا : ما أقدمك؟ قلت : جارية أخذها عليّ من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقالوا : فأخبر النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّه يسقط من عين النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال : «ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟! مَنْ تنقّص عليّاً فقد تنقّصني ، ومَنْ فارق عليّاً فقد فارقني ؛ إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، خُلق من طينتي ، وخُلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ

٤٢٥

بعض والله سميع عليم) (آل عمران / ٣٤). يا بريدة ، أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنّه وليّكم بعدي؟». فقلت : يا رسول الله ، بالصّحبة ألا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً؟ قال : فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام. رواه الطبراني في الأوسط.

مسند أحمد ٥ / ٣٦١ : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ كنت وليه فعليّ وليّه».

المعجم الأوسط ١ / ٢٢٩ : حدّثنا أحمد بن رشدين قال : حدّثنا محمّد بن أبي السري العسقلاني قال : حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن بن طاووس ، عن أبيه ، عن بريدة : أنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه». لم يرو هذا الحديث عن طاووس إلاّ ابنه ، ولا عن ابن طاووس إلاّ معمر وابن عيينة ، تفرّد به عبد الرزاق.

السنن الكبرى ٥ / ١٠٩ : أخبرنا محمّد بن بشار قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا عوف ، عن ميمون ، عن أبي عبد الله أنّ عبد الله بن بريدة حدّثه ، عن بريدة الأسلمي قال : لمّا كان حيث نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللواء عمر ، فنهض معه مَنْ نهض من النّاس ، فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لأعطين اللواء رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله». فلمّا كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر فدعيا عليّاً وهو أرمد ، فتفل في عينيه ونهض معه من النّاس مَنْ نهض ، فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز وهو يقول :

قد علمت خيبرُ أنّي مرحبُ

شاكي السلاحِ بطلٌ مجربُ

أطعنُ أحياناً وحيناً أضربُ

إذا الليوثُ أقبلت تلهّبُ

فاختلف هو وعليّ ضربتين ، فضربه عليّ على هامته حتّى عضّ السيف منها أبيض

٤٢٦

رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتام آخر النّاس مع عليّ حتّى فتح الله له ولهم.

الدر المنثور قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ) أخرج ابن مردويه ، عن بريدة : قرأ رسول الله الآية ، فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : «بيوت الأنبياء». فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها؟ قال : «نعم من أفاضلها». (قال المؤلِّف : أشار إلى بيت عليّ وفاطمة عليهما‌السلام).

أقول : روى النسائي في الخصائص / ١٠٧ بسنده ، عن سعيد بن عبيد قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عليّ ، قال : لا اُحدّثك عنه ، ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول الله. قال : فإنّي أبغضه. قال : أبغضك الله.

وفي مصنف ابن أبي شيبة ١٢ / ٨٢ رقم ١٢١٧٦ ، خلف بن خليفة ، عن أبي هارون قال : كنت مع ابن عمر جالساً إذ جاءه ابن الأزرق ، فقام على رأسه فقال : والله إنّي لأبغض عليّاً. فرفع إليه ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله! تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها؟!

تاريخ بن عساكر ٤٢ / ١٣٢ : بسنده ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه أنّ رسول الله قال لفاطمة : «أما ترضين أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً. والله إنّ بنيك لمَنْ شباب أهل الجنّة» (١).

المستدرك ٣ / ١٦٨ : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمّد الدوري ، ثنا شاذان الأسود بن عامر ، ثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحبّ النساء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة ، ومن الرجال عليّ. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

__________________

(١) أقول : الفقرة الأخيرة من الحديث محرّفة ، وصحيحها سيّدا شباب أهل الجنّة.

٤٢٧

المستدرك ٣ / ١٤٣ : حدّثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ بشر بن موسى ، ثنا محمّد بن سعيد بن الإصبهاني ، ثنا شريك ، وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا الأسود بن عامر وعبد الله بن نمير قال : ثنا شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي ، عن بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله أمرني بحبّ أربعة من أصحابي ، وأخبرني أنّه يحبّهم». قال : قلنا : مَنْ هم يا رسول الله ، وكلّنا نحبّ أن نكون منهم؟ فقال : «ألا إنّ عليّاً منهم». ثم سكت ، ثم قال : «أما إنّ عليّاً منهم». ثمّ سكت. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

روايات أبي برزة الأسلمي (ت ٦٤) :

الدّرّ المنثور ٤ / ٤٥ : وأخرج ابن مردويه ، عن أبي برزة الأسلمي رضي‌الله‌عنه : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إنّما أنت منذر» ، ووضع يده على صدر نفسه ، ثمّ وضعها على صدر عليّ ويقول : «ولكلّ قوم هاد».

أخرج ابن أبي حاتم في التفسير ، عن أبي برزة الأسلمي : أنّ النّبي قال لعليّ : «إنّي أمرت أن أدنيك ولا أقصيك ، وأعلّمك وأن تعي ، وحقّ لك أن تعي ، وحقّ لك أن تعي». قال : فنزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ).

روايات واثلة بن الأسقع (ت ٨٥) :

اُسد الغابة ٢ / ١٩ : وروى الأوزاعي عن شداد بن عبيد الله قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه ، فقام واثلة وقال : والله لا أزال أحبّ عليّاً والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيهم ما قال. لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت اُمّ سلمة ، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبّله ، ثمّ جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبّله ، ثمّ جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثمّ دعا بعليّ ثمّ قال :

٤٢٨

(إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قلت لواثلة : ما الرجس؟ قال : الشك في الله عزّ وجلّ.

مصنف ابن أبي (شيبة ١٢ / ٧٢ ، الحسكاني ٢ / ٤٢ ، مسند أحمد ٤ / ١٠٤) ، واللفظ للأخير : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن مصعب قال : ثنا الأوزاعي ، عن شداد أبي عمار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّاً (وفي رواية ابن أبي شيبة والحسكاني : فشتموا فشتمته معهم ، فلمّا قاموا قال : شتمت هذا الرجل؟ قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم) ، فلمّا قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قلت : بلى. قال : أتيت فاطمة (رضي الله تعالى عنها) أسألها عن عليّ ، قالت : «توجّه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله». فجلست أنتظر حتّى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه عليّ وحسن وحسين (رضي الله تعالى عنهم) ، آخذ كلّ واحد منهما بيده حتّى دخل ، فأدنا عليّاً وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه (أو قال : كساء) ، ثمّ تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وقال : «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحقّ».

قال ابن أبي شيبة : قال أبو أحمد العسكري : يُقال أنّ الاوزاعي لم يرو في الفضائل حديثاً غير هذا ، والله أعلم. قال : وكذلك الزهري لم يرو فيها إلاّ حديثاً واحداً ، كانا يخافان بني اُميّة.

روايات الحارث الأعور الهمداني (ت ٦٥) :

قال البزار في كشف الأستار / ٢٦١٢ : حدّثنا الحسين بن عليّ بن جعفر ، حدّثنا عليّ بن ثابت ، حدّثنا سعيد بن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ قال : قال رسول الله : «إنّي مقبوض ، وإنّي قد تركت فيكم الثّقلين ، يعني كتاب الله وأهل بيتي ، وإنّكم لن تضلّوا بعدهما».

٤٢٩

مسند أبي يعلى ١ / ٣٤٧ : حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثني النضر بن حميد الكوفي ، عن أبي الجارود ، عن الحارث الهمداني قال : رأيت عليّاً جاء حتّى صعد ، فحمد وأثنى عليه ، ثمّ قال : «قضاء قضاه الله على لسان نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، النّبي الأمّي ، أنه لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق ، وقد خاب من افترى». قال : قال النصر : وقال عليّ : «أنا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وابن عمّه ، لا يقولها أحد بعدي».

المعجم الكبير ٣ / ٥٣ : حدّثنا عبيد بن غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

المعجم الكبير ٣ / ٤٧ : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمّد بن حفص بن راشد الهلالي ، ثنا الحسين بن عليّ ، ثنا ورقاء بن عمر ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للحسين بن عليّ : «مَنْ أحبّ هذا فقد أحبّني».

الخطيب في تلخيص المتشابه : بسنده عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ قال : «قال رسول الله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمَنْ أراد العلم فليأت الباب» (١).

تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦٠ : بسنده عن ضمرة ، عن عطاء ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ قال : «رسول الله على بينة من ربّه ، وأنا الشاهد منه» (٢).

روايات الأصبغ بن نباتة (ت بعد سنة ٧٠) :

المستدرك ٣ / ١٥٠ : حدّثناه أبو بكر بن بالويه ، ثنا محمّد بن يونس القرشي ، ثنا عبد

__________________

(١) فتح الملك العليّ / ٥٤.

(٢) وفي ترجمة عليّ عليه‌السلام ـ لابن عساكر ـ تحقيق المحمودي ٢ / ٤٢١ قال : وقد رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية بسند آخر ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ عليه‌السلام.

٤٣٠

العزيز بن الخطاب ، ثنا عليّ بن غراب بن أبي فاطمة ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاري (رضي الله تعالى عنه) قال : سمعت النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ بن أبي طالب : «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات». قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله ، مع مَنْ نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : «مع عليّ بن أبي طالب».

الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢ : عن الأصبغ قال : أتينا مع عليّ فمررنا بموضع قبر الحسين ، فقال عليّ : «ها هنا مناخ ركابهم ، وها هنا موضع رحالهم ، وها هنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمّد يُقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض».

أبو نعيم في حلية الأولياء ، وأبو الحسن الحربي في أماليه : بسنده عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ قال : «قال رسول الله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، كذب مَنْ زعم أنّه يدخلها من غير بابها» (١).

روى ابن الأثير في اُسد الغابة ٣ / ٣٠٧ و ٥ / ٢٠٥ ، عن الحافظ ابن عقدة ، عن محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، حدّثنا محمّد بن خلف النميري ، حدّثنا عليّ بن الحسن العبدي ، عن الأصبغ قال : نشد عليّ النّاس في الرحبة مَنْ سمع النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم ما قال إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ مَنْ سمع رسول الله يقول. فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب الأنصاري ، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن ، وأبو زينب (ابن عوف الأنصاري) ، وسهل بن حنيف ، وخزيمة بن ثابت ، وعبد الله بن ثابت الأنصاري ، وحبشي بن جنادة الصلولي ، وعبيد بن عازب الأنصاري ، والنعمان بن عجلان الأنصاري ، وثابت بن وديعة الأنصاري ، وأبو فضالة الأنصاري (٢) ، وعبد الرّحمن بن عبد

__________________

(١) فتح الملك ١ / ٥٥ ، الغدير ٣ / ٧١.

(٢) تعجيل المنفعة ١ / ٥١٣ : أبو فضالة الأنصاري ، عن عليّ (رضي الله تعالى عنه) ، وعنه ابنه فضالة. قال أبو حاتم : له صحبة ، وشهد بدراً ، وقُتل مع علي بصفين. قلت : ذلك في نفس المسند من وجه لين. قال أحمد : حدّثنا هاشم بن القاسم ، ثنا محمّد بن راشد. وأخرج بن أبي خيثمة واللفظ له ، عن عارم ، عن محمّد بن

٤٣١

ربّ الأنصاري ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ألا مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه ، وأحبّ مَنْ أحبّه ، وابغض مَنْ أبغضه ، وأعن مَنْ أعانه».

شرح نهج البلاغة ٢ / ١٩٥ : قال نصر : وحدّثنا عمر بن سعد قال : حدّثنا سعد بن طريف ، عن الأصبغ ابن نباته قال : قال علي : «ما يقول النّاس في هذا القبر؟». (وفي النخيلة وبالنخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله). فقال الحسن بن علي عليه‌السلام : «يقولون هذا قبر هود لمّا عصاه قومه جاء فمات ها هنا». فقال : «كذبوا ؛ لأنّا أعلم به منهم ، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب». ثمّ قال : «ها هنا أحد من مهره؟». فأتي بشيخ كبير فقال : «أين منزلك؟». قال : على شاطئ البحر. قال : «أين أنت من الجبل؟». قال : أنا قريب منه. قال : «فما يقول قومك فيه؟». قال : يقولون إنّ فيه قبر ساحر. قال : «كذبوا ، ذاك قبر هود النبي ، وهذا قبر يهودا بن يعقوب». ثمّ قال : «يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفاً على غرّة الشّمس يدخلون الجنّة بغير حساب».

__________________

راشد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري قال : خرجت مع أبي عائداً لعليّ بن أبي طالب من مرض أصابه ثقل منه ، فقال له أبي : ما يقيمك بمنزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلاّ أعراب جهينة ؛ تُحمل إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلّوا عليّك. فقال علي : «إنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إليّ لا أموت حتّى اُؤمر ، ثمّ تخضب هذه (يعنى لحيته) من هذه (يعنى هامته)». فقال فضالة : فقُتل ، وقُتل معه أبو فضالة بصفين. قال : وكان أبو فضالة من أهل بدر. وكذا أخرجه أسد بن موسى في فضائل الصحابة ، عن محمّد بن راشد مطوّلاً ، وقال في آخره : قال فضالة : فصحبه أبي إلى صفين وقُتل معه ، وذكره البخاري من طريق محمّد بن راشد مختصراً ، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد بن راشد مطوّلاً أيضاً. أيضاً في الإصابة ٧ / ٣٢٢ بترجمة أبي فضالة الأنصاري.

تعجيل المنفعة ١ / ٣٣٣ : فضالة بن أبي فضالة الأنصاري كوفي ، ، عن أبيه ، وله صحبة ، وعنه عبد الله بن محمّد بن عقيل ، وثقه ابن حبّان. وقال ابن خراش : لأبيه صحبة ، وهو مجهول. وقال أبو حاتم : كان أبوه بدريّاً. وروى هو عن أبيه ، وعن عليّ (رضي الله تعالى عنه). قلت : الذي في المسند روايته عن عليّ ، وفيه قصّة لأبيه مع عليّ ، وفيها أنّه قُتل مع عليّ بصفين ، وعلى روايته عن عليّ اقتصر ابن حبّان في الثقات.

٤٣٢

شرح نهج البلاغة ٥ / ٢٥٨ : قال نصر : وحدّثنا يحيى بن يعلى ، عن الأصبغ بن نباته قال : جاء رجل إلى علي فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم الدعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحج واحد فماذا نسمّيهم؟ قال : «سمّهم بما سمّاهم الله في كتابه». قال : ما كلّ ما في الكتاب أعلمه. قال : أما سمعت الله تعالى يقول : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ... وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ)؟ فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنّبي وبالحقّ ، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا ، وشاء الله قتالهم فقاتلهم بمشيئته وإرادته».

روايته لوصية أمير المؤمنين لولده الحسن : روى أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب الزواجر والمواعظ ، وقد ذكر عدّة طرق لروايتها ، منها : ما ذكره بسنده إلى الحسن بن طريف بن ناصح ، عن الحسن بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة (١).

روايته لعهد أمير المؤمنين إلى مالك الأشتر ، رواه النجاشي في الفهرست ، عن ابن الجندي ، عن عليّ بن همام ، عن الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ.

الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٥٧ : بسنده عن زكريا بن ميسرة (٢) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : قال عليّ : «نزل القرآن أرباعاً ؛ فربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع تفسير سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن».

__________________

(١) كشف المحطة إلى ثمرة المهجة ، الفصل ١٥٤ / ١٥٤.

(٢) تهذيب الكمال ٩ / ٣٧٤ : ق زكريا بن ميسرة البصري ، روى عن النهاس بن قهم ق ، عن أنس في الحجامة ، وعن أبي غالب الترس ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه في الفتن ، وروى عنه عثمان بن مطرق ، ويونس بن عبيد ، وروى له ابن ماجة. أقول : من الرواة عنه أبو حمزة الثمالي كما في تفسير فرات.

٤٣٣

الحسكاني ج ٢٦٣ / ١٩٨ (١) : بسنده عن حسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً عند عليّ فأتاه عبد الله بن الكوّاء فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن قول الله وَبَيْنَهُما حِجابٌ (وَعَلَى الأْعْرافِ رِجالٌ). فقال : «ويحك يابن الكوّاء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار ، فمَنْ ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة ، ومَنْ أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار».

الحسكاني ١ / ٥٢٤ : بسنده عن حسن بن حسن بن علوان ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ ، عن عليّ في قول الله تعالى (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ عن الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : «عن ولايتنا».

ابن الجوزي في اللئالي ١ / ١٩٢ ، الحسكاني : عن محمّد بن كثير ، عن الأصبغ بن نباتة قال : (إِنَّ الأْبْرارَ يَشْرَبُونَ) يعني بهم عليّاً وفاطمة والحسن والحسين. (يوفون بالنَّذر) : عليّ وفاطمة ، ثمّ ساق قصّة مرض الحسن والحسين ، ونذر عليّ وفاطمة الصوم لشفائهما.

الطبقات الكبرى ٦ / ٥ قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباته ، عن عليّ قال : «الكوفة جمجمة الإسلام ، وكنز الإيمان ، وسيف الله ، ورمحه يضعه حيث يشاء. وأيم الله ، لينصرنّ الله بأهلها في مشارق الأرض ومغاربها كما انتصر بالحجاز».

عاصم بن أبي ضمرة (ت ٧٤) :

المستدرك ٣ / ١٦٤ : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن بطة الإصبهاني ، ثنا عبد الله بن محمّد بن زكريا الإصبهاني ، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، ثنا الأجلح بن عبد الله الكندي ، عن حبيب بن ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال : «أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ أوّل مَنْ يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت : يا رسول الله ، فمحبّونا؟ قال : من ورائكم». صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

__________________

(١) هكذا وردت الأرقام هنا ، ولا نعرف ما هو المقصود منها ، ولكننا راجعنا الرواية في شواهد التنزيل فوجدناها في ج ١ ص ٢٦٣. (موقع معهد الإمامين الحسنَيَن)

٤٣٤

روى الخطيب في تلخيص المتشابه بسنده عن أبي إسحاق عاصم بن ضمرة ، عن عليّ قال : «قال رسول الله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمَنْ أراد العلم فليأت الباب» (١).

مصنف ابن أبي شيبة ١٢ / ٦٨ رقم ١٢١٤٣ : شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن عليّ حين قُتل عليّ فقال : «يا أهل العراق ، لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قُتل الليلة ، وأُصيب اليوم ، لم يسبقه الأوّلون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا بعثه في سرية إنّ جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتّى يفتح الله عليه».

روايات حبّة بن جوين العرني (ت ٧٦) :

السنن الكبرى ٥ / ١٠٥ : أخبرنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن عليّ النسائي قال : أخبرنا محمّد بن المثنى قال : حدّثنا عبد الرّحمن يعني ابن مهدي (مسند أحمد ١ / ١٤١ ، عن يزيد) (الآحاد والمثاني ـ لابن أبي عاصم ١ / ١٤٩ عن شبابة) قال : حدّثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت حبّة العرني قال : سمعت عليّاً يقول : «أنا أوّل مَنْ صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله».

الدّرّ المنثور ٣ / ٣٢٩ : أخرج أبو الشيخ ، عن حبّة العرني قال : جاء رجل إلى عليّ رحمه‌الله فقال : إنّي قد اشتريت راحلة ، وفرغت من زادي ، اُريد بيت المقدس لأصلي فيه ؛ فإنّه قد صلى فيه سبعون نبيّاً ، ومنه فار التنور ، يعني مسجد الكوفة.

اُسد الغابة ١ / ٣٦٧ : حبّة بن جوين البجلي ثمّ العرني أبو قدامة كوفي من أصحاب عليّ رحمه‌الله ، ذكره أبو العباس بن عقدة في الصّحابة ، وروى عن يعقوب بن يوسف بن زياد ، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك قال : أخبرنا نصر بن مزاحم ، أخبرنا عبد الملك بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن حبّة بن جوين العرني البجلي قال : لمّا كان يوم غدير خم دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) فتح الملك / ٥٤.

٤٣٥

الصلاة جامعة نصف النهار قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أيّها النّاس ، أتعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم؟». قالوا : نعم. قال : «فمَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه». وأخذ بيد عليّ حتّى رفعها حتّى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك. أخرجه أبو موسى.

قال ابن الأثير : لم يكن لحبّة بن جوين صحبة ، وإنّما كان من أصحاب علي وابن مسعود ، وقوله أنّه شهدهما وهو مشرك فإنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال هذا في حجّة الوادع ، ولم يحجّ تلك السنة مشرك ؛ لأنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سيّر عليّاً سنة تسع إلى مكّة في الموسم ، وأمره أن ينادي أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، وحجّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة عشر حجّة الوداع ، والإسلام قد عمّ جزيرة العرب.

وأمّا نسب حبّة فهو : حبّة بن جوين بن علي بن عبد بهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش البجلي ثمّ العرني.

أقول : حبّة راوي مناشدة عليّ ، ولم يكن شاهداً لوقعة الغدير ، ومن المحتمل أنّ الراوي قد خلط كلام حبّة ، وهو قوله : (وأنا يومئذ مشرك) مع كلام أحد شهود الوقعة ، وهو قوله : (حتّى نظرت إلى آباطهما).

روى الحافظ ابن المغازلي الشافعي في المناقب / ٢٠ بسنده عن الجرّاح الكندي (١) أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد خير وعمر ذي مرّة وحبّة العرني قالوا : سمعنا عليّ بن أبي طالب ينشد النّاس في الرحبة : «مَنْ سمع رسول الله يقول : مَنْ كنت مولاه ...»؟ فقام اثنا عشر رجلاً من أهل بدر ، منهم زيد بن أرقم ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه».

__________________

(١) قال في التقريب : الجرّاح بن الضحّاك بن قيس الكندي الكوفي ، صدوق من السابعة ت. وفي الكاشف : الجرّاح الكندي بالرّي ، عن علقمة بن مرثد وجماعة ، وعنه جرير وإسحاق بن سليمان ، صالح الحديث ت.

٤٣٦

أقول : ذكر زيد بصفته أحد الذين قاموا ، يناقضه ما روي أنّ زيداً كان قد كتم وأصابته دعوة عليّ. هذا مضافاً إلى أنّ زيداً كانت أولى مشاهده مع النّبي هي الخندق لصغر سنه ، ومن هنا فإنّ ذكره لزيد سهواً من أحد الرواة ، عن أبي إسحاق ، أو من أبي إسحاق نفسه وهو الأرجح ، حيث ذكروا أنّه اختلط في آخر عمره أو نسي. والظاهر أنّ الجرّاح الكندي روى عن أبي إسحاق في أُخريات عمره ، بدليل هو من الطبقة السابعة.

شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩١ : روى إبراهيم بن ميمون الأزدي ، عن حبّة العرني قال : كان جويرية بن مسهر العبدي صالحاً ، وكان لعلي بن أبي طالب صديقاً ، وكان علي يحبّه ، ونظر يوماً إليه وهو يسير فناداه : «يا جويرية ، الحق بي ؛ فإنّي إذا رأيتك هويتك». قال إسماعيل بن أبان : فحدّثني الصباح ، عن مسلم ، عن حبّه العرني قال : سرنا مع علي عليه‌السلام يوماً ، فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً فناداه : «يا جويرية ، الحق بي لا أباً لك! ألاّ تعلم أنّي أهواك وأحبّك؟». قال : فركض نحوه ، فقال له : «إنّي محدّثك بأمور فاحفظها». ثمّ اشتركا فى الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إنّي رجل نسي. فقال له : «إنّي أُعيد عليّك الحديث لتحفظه». ثمّ قال له في آخر ما حدّثه إيّاه : «يا جويرية ، أحبب حبيبنا ما أحبّنا ، فإذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبّنا فأحبه». قال : فكان ناس ممّن يشك في أمر علي عليه‌السلام يقولون : أتراه جعل جويرية وصيه كما يدّعي هو من وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : يقولون ذلك لشدة اختصاصه له ، حتّى دخل على علي عليه‌السلام يوماً وهو مضطجع ، وعنده قوم من أصحابه ، فناداه جويرية : أيّها النائم ، استيقظ ؛ فلتضربنّ على رأسك ضربة تُخضّب منها لحيتك. قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : «أُحدثك يا جويرية بأمرك. أما والذي نفسي بيده ، لتعتلنّ إلى العتل الزنيم ، فليقطعنّ يدك ورجلك ، وليصلبنّك تحت جذع كافر». قال : فوالله ما مضت إلاّ أيام على ذلك حتّى أخذ زياد جويرية فقطع يده ورجله وصلبه إلى جانب جذع ابن مكعبر ، وكان جذعاً طويلاً ، فصلبه على جذع قصير إلى جانبه.

شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٦ : روى إبراهيم بن ديزيل فى كتاب صفين ، عن مسلم الضبي ،

٤٣٧

عن حبة العرني قال : كان رجلاً أسود منتن الريح ، له ثدي كثدي المرأة إذا مدّت ، كانت بطول اليد الأخرى ، وإذا تركت اجتمعت وتقلّصت وصارت كثدي المرأة ، عليها شعرات مثل شوارب الهرّة. فلمّا وجدوه قطعوا يده ونصبوها على رمح ، ثمّ جعل عليّ عليه‌السلام ينادي : «صدق الله وبلغّ رسوله». لم يزل يقول ذلك هو وأصحابه بعد العصر إلى أن غربت الشّمس أو كادت.

شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٠٥ ـ ٢٠٧ : قال نصر : فروى حبّة أنّ عليّاً عليه‌السلام لمّا نزل على الرقّة نزل بموضع يُقال له : البليخ ، على جانب الفرات ، فنزل راهب هناك من صومعته فقال لعلي عليه‌السلام : إنّ عندنا كتاباً توارثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم ، أعرضه عليّك؟ قال : «نعم». فقرأ الراهب الكتاب : بسم الله الرّحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى ، وسطّر فيما كتب ، إنّه باعث في الأمّيين رسولاً منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة ، ويدلّهم على سبيل الله ، لا فظّ ولا غليظ ، ولا صخّاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح. اُمّته الحمّادون الذين يحمدون الله على كلّ نشر ، وفي كلّ صعود وهبوط ، تذلّ ألسنتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح ، وينصره الله على مَنْ ناواه. فإذا توفّاه الله اختلفت اُمّته من بعده ، ثم اجتمعت فلبثت ما شاء الله ، ثمّ اختلفت ، فيمرّ رجل من اُمّته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقضي بالحقّ ولا يركس ، حكم الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظمآن ، يخاف الله في السرّ وينصح له في العلانية ، لا يخاف في الله لومة لائم. فمَنْ أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فأمن به كان ثوابه رضواني والجنة ، ومَنْ أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره ؛ فإن القتل معه شهادة. ثمّ قال له : أنا مصاحبك فلا أفارقك حتّى يصيبني ما أصابك. فبكى عليه‌السلام ثمّ قال : «الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيّاً ، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار». فمضى الراهب معه ، فكان فيما ذكروا يتغدى مع أمير المؤمنين ويتعشى حتّى أُصيب يوم صفين ، فلمّا خرج النّاس يدفنون قتلاهم قال عليه‌السلام : «اطلبوه». فلمّا وجدوه

٤٣٨

صلّى عليه ودفنه ، وقال : «هذا منّا أهل البيت». واستغفر له مراراً.

قال ابن أبي الحديد : روى هذا الخبر نصر بن مزاحم في كتاب صفين ، عن عمر بن سعد ، عن مسلم الأعور ، عن حبّة العرني. ورواه أيضاً إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الإسناد عن حبّة أيضاً في كتاب صفين.

شرح نهج البلاغة ٤ / ٨٣ قال ابن أبي الحديد : وروى حبّة العرني ، عن علي عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق كلّ مؤمن على حبّي ، وميثاق كلّ منافق على بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبّني».

روايات أبي البختري (قُتل ٨٢) :

سنن ابن ماجة ٢ / ٧٧٤ : حدّثنا عليّ بن محمّد ، ثنا يعلى وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري ، عن عليّ قال : «بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء؟». قال : «فضرب بيده في صدري ثمّ قال : اللّهمّ اهدِ قلبه وثبت لسانه». قال : «فما شككت بعد في قضاء بين اثنين».

السنن الكبرى ٥ / ١٤٢ : أخبرنا محمّد بن المثنى قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري ، عن عليّ قال : «كنت إذا سألت أُعطيت ، وإذا سكت ابتُديت».

نهج البلاغة ٤ / ١٠٤ : روى سفيان الثوري ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري قال : أثنى رجل على علي بن أبي طالب في وجهه وكان يبغضه. فقال علي : «أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك».

مصنف ابن أبي شيبة (ط. الرياض ٧ / ٥٣٧) : حدّثنا يحيى بن آدم قال : حدّثنا مسعود بن سعد الجعفي ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري قال : لمّا انهزم أهل الجمل قال

٤٣٩

عليّ : «لا يُطلبنّ عبد خارجاً من العسكر ، وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم ، وليس لكم أمّ ولد ، والمواريث على فرائض الله ، وأي امرأة قُتل زوجها فلتعتدّ أربعة أشهر وعشراً». قالوا : يا أمير المؤمنين ، تحلّ لنا دماؤهم ولا تحلّ لنا نساؤهم؟! قال : فخاصموه ، فقال : «كذلك السيرة في أهل القبلة». قال : «فهاتوا سهامكم وأقرعوا على عائشة ، فهي رأس الأمر وقائدهم». قال : فتفرّقوا وقالوا : نستغفر الله. قال : فخاصمهم عليّ.

الاستيعاب ٢ / ٦٩٨ ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي البختري ، عن حجر بن عدي ، عن شراحيل بن مرّة الكوفي سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي رحمه‌الله : «أبشر ، فإنّ حياتك وموتك معي».

روايات زاذان (ت ٨٢) :

الفضائل ٢ / ٥٨٥ : حدّثنا عبد الله ، قثنا أبي ، قثنا ابن نمير ، نا عبد الملك ، عن أبي عبد الرحيم الكندي ، عن زاذان أبي عمر قال : سمعت عليّاً في الرحبة وهو ينشد النّاس مَنْ شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه».

فضائل الصّحابة ٢ / ٦٤٧ : حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : حدّثني جدّي ، قثنا حجّاج بن محمّد ، قثنا بن جريح ، قثنا كذا أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبي الأسود قال ابن جريح ورجل آخر ، عن زاذان قال : سُئل عليّ عن نفسه ، فقال : «إنّي اُحدث بنعمة ربّي ؛ كنت والله إذا سألت أُعطيت ، وإذا سكت ابتُديت ، فبين الجوانح منّي علم جم».

الحسكاني ١ / ٤٠١ بسنده عن إسماعيل بن سليمان ، عن يعمر زاذان ، عن ابن الحنفيّة في قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : هو عليّ بن أبي طالب.

المعجم الكبير ٩ / ٧٦ : حدّثنا عبيد بن كثير التمّار الكوفي ، ثنا محمّد بن الجنيد ، ثنا يحيى

٤٤٠