الدّرر النجفيّة - ج ١

الشيخ يوسف بن أحمد البحراني [ صاحب الحدائق ]

الدّرر النجفيّة - ج ١

المؤلف:

الشيخ يوسف بن أحمد البحراني [ صاحب الحدائق ]


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

الأعلام وأكابر أساطين علماء الإسلام) (١).

٥ ـ وقال الزركلي : (فقيه إمامي غزير العلم) (٢).

٦ ـ وقال الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي : (فقيه الطائفة ومحدّثها الكبير الشيخ يوسف بن أحمد ، وكتابه (الحدائق) الدائر السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلّفه وتضلعه في العلوم ، وتبحّره في الفقه والحديث ، كما يشف كتابه (لؤلؤة البحرين) عن سعة اطّلاعه على أحوال الرجال وطرق إجازات المشايخ) (٣).

٧ ـ قال السيد محسن الأمين : (من أفاضل علمائنا المتأخّرين ، جيّد الذهن ، معتدل السليقة ، بارع في الفقه والحديث) (٤).

كراماته

نقل صاحب (الأنوار) عن أحد العلماء ، عمّن حدّثه عن السيد مهدي بحر العلوم أنه أمر بوضع مجلس فاتحة عصر يوم الجمعة ـ أي في اليوم الذي سبق وفاة الشيخ رحمه‌الله ـ ولما سئل عن السبب قال : (نمت نومة القيلولة ، فرأيت في المنام كأني في جنان الدنيا (وادي السلام) ، وإذا بأرواح المؤمنين ، ولا سيّما العلماء العاملين كالشيخ الكليني والصدوق والمفيد والمرتضى وغيرهم كلهم جلوس حلقا يتحدّثون كما وردت به الأخبار (٥) ، ثم أقبل الشيخ يوسف فلما رأوه فرحوا به ورحّبوا به واستبشروا بقدومه ، ولما سألتهم عن السبب في زيادة إقبالهم عليه قالوا : إنه قادم علينا الآن. ولا شك مع هذه الرؤيا في وفاته). فكان الأمر كما قال رحمه‌الله (٦).

__________________

(١) أنوار البدرين : ١٦٩ ، ١٧٥ / ٨٨.

(٢) الأعلام ٨ : ٢١٥.

(٣) شهداء الفضيلة : ٣١٦.

(٤) أعيان الشيعة ١٠ : ٣١٧.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٤ ـ ٥.

(٦) أنوار البدرين : ١٧٥ / ٨٨.

٢١

ونقل أيضا عمّن حدّثه أن أحد تلامذته رآه بعد وفاته بمدة قليلة وهو في مقبرة أنصار الحسين عليه‌السلام ، فسأله مستعلما هل أنه وصل إلى هذه المكانة ، فقال له الشيخ رحمه‌الله : نعم ، ولو أكملت (الحدائق) لكنت أقرب إلى الحسين عليه‌السلام من أنصاره (١).

ونقل صاحب علماء البحرين قال : (قال محمّد المدعوّ بحسن الشريف السبزواري : رأيت في عالم رؤياي مولانا الصاحب ـ عجل الله فرجه ـ في ليلة السادس من شهر شعبان المعظم سنة إحدى وثمانين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية ، بأوصاف سطرت في كتبنا ، فسلمت عليه وردّ الجواب بأحسن ممّا سلمت عليه ، وهو منشغل بوضوء الصلاة في كمال الخضوع والخشوع ، ولما فرغ من الوضوء أقبل إليّ وأخذ يتكلم معي ، فقلت : يا سيدي ، تفضل عليّ بحق الله الذي لا إله إلّا هو ، وقل حسبك ونسبك ، فإني ما رأيت مثلك فينا قط بهذه الفصاحة والبلاغة ، فمن أنت؟ قال لي : أنا حجة الله عليكم ، وإمامكم.

فلمّا سمعت هذا الكلام من الإمام عليه‌السلام أخذت أقبّل يديه ورجليه ، وقلت : جعلني الله فداك ، ما سبب اختفائكم عن الناس وهم محتاجون إليكم؟ قال : من الله ، لمصلحة استأثر بعلمها ، أو من العدو وقلّة الناصر. قلت : جعلت فداك ، أقريب ظهور دولتكم ورفاه شيعتكم؟ قال : لا. قلت : لم؟ قال : الوقت لا يصلح ، والعصر لا يقتضي. قلت : نحن في ضلالة وحيرة من أمور ديننا ، وما رجل عالم فينا يستقيم رأيه في المسائل ، وكل من نلقاه يقول على خلاف غيره ، وما نعلم على رأي من نعمل في أمور ديننا.

ومن الاتفاقات الحسنة أنه كان في يدي كتاب (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) ، فقلت : جعلت فداك ، هذا الكتاب مشتمل على أخبار وأحكام

__________________

(١) المصدر نفسه.

٢٢

عن الأئمَّة الأعلام ـ عليهم صلوات الملك العلّام ـ وهو من تصنيف الشيخ يوسف البحراني وأنا الآن مشغول بكتابته.

فلما سمع مني هذا الكلام التفت إلى الكتاب المزبور غاية الالتفات وأخذ الكتاب من يدي وطفق ينظر فيه ، ولما نظر فيه مدة مديدة أقبل نحوي وقال : اعمل ولا تتحيّر.

ولما انتبهت أيقنت أن التصنيف على درجة القبول بهذا التأليف ويجب علينا العمل به) (١).

تقريظ كتبه

وقد اثنى بعض العلماء على مؤلّفاته وقرّظوها ومنها كتاب (الحدائق) حيث قرّظه السيد محمّد الزيني ضمن أبيات تأبينه بقوله :

كحدائق العلم التي من زهرها

كانت أنامل ذي البصائر تقطف (٢)

وكذلك قرّظ هذا الكتاب الشيخ علي البلادي رحمه‌الله بقوله :

هذا كتاب الفقه للذاكرين

هذا رياض العلم للمجتنين

حدائق ناضرة للورى

قد أثمرت فقه الرسول الأمين

إلى أن يقول :

قطوفها دانية المجتنى

دائمة الأكل إلى الآكلين

أنوار تحقيقاتها للورى

ظاهرة نورا إلى المتقين

__________________

(١) علماء البحرين : ٣١٤ ـ ٣١٥ / ١٥١.

(٢) روضات الجنات ٨ : ٢٠٧ / ٧٥٠ ، أنوار البدرين : ١٧٤ / ٨٨ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٣١٧.

٢٣

غارسها رب التقى يوسف

أطعم من أثمارها كل حين (١)

وقد ذكرنا في كراماته منقبتين له ولكتاب (الحدائق) هذا : الاولى أنه سبب قربه للحسين عليه‌السلام ، والثانية أمر الحجّة عليه‌السلام بالرجوع إليه.

والده رحمه‌الله

كان رحمه‌الله عالما مجتهدا فاضلا ، ونحن نكتفي بمختصر من ترجمته ذكرها ولده المترجم في (لؤلؤة البحرين) ، قال رحمه‌الله : المحقّق الأمجد ، العالم الأوحد ، الشيخ أحمد ابن الشيخ إبراهيم ، قرأ في أوّل عمره على الشيخ أحمد بن إبراهيم المقابي ، ثم بعد ذلك انتقل إلى الشيخ محمّد بن يوسف ، ثم إلى الشيخ سليمان الماحوزي.

وكان رحمه‌الله عالما مجتهدا فاضلا حليما. حضر عنده في درس خطبة (الكافي) ثلّة من العلماء منهم الشيخ علي ابن الشيخ عبد الصمد الأصبعي رحمه‌الله. وكان لا يغضب ولا يغتاظ ممّن يناقشه ، ومن لطائف درسه أنه وصل إلى عبارة : (احتجب بغير حجاب محجوب) (٢) من الخطبة ، فوقع البحث فيها مع الشيخ علي المذكور حتى صلاة الظهر ، وبعد صلاة الظهر أعاد الشيخ علي البحث فاستمرّ حتى صلاة المغرب ، كل ذلك وهما ينتقلان من مسألة إلى مسألة ، ومن بحث إلى بحث.

قال عنه الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي : (ماهر في أكثر العلوم لا سيما العقلية والرياضية ، وهو فقيه مجتهد محدّث ، وكان إمام جمعة وجماعة).

له جملة من المصنفات منها رسالة في بيان القول بحياة الأموات بعد الموت ، رسالة في الجوهر والعرض ، رسالة في الجزء الذي لا يتجزأ ، أجوبة مسائل السيد يحيى الأحسائي ، وغيرها كثير.

توفي رحمه‌الله في القطيف بعد هجرته اليها إثر فتنة الخوارج واستيلائهم على

__________________

(١) أنوار البدرين : ١٧٥ / ٨٨.

(٢) الكافي ١ : ٢.

٢٤

البحرين في ضحوة (٢٠ / ٢ / ١١٣١ ه‍) ، ودفن في الحبّاكة عن عمر يناهز السابعة والأربعين ، تغمّده الله برضوانه ، وأسكنه فسيح جنانه) (١).

أبناؤه

ذكر الشيخ آغا بزرگ الطهراني في طبقاته (٢) ولدين له ، هما :

١ ـ الشيخ الحسن البحراني. وذكر أنه ترجم لوالده في آخر نسخة من نسخ اللؤلؤة ترجمة مفصّلة ، وهو الذي ذكر أنه توفى عام (١١٨٦) هـ. واستقرب الشيخ بزرگ الطهراني أنه توفى عام (١١٩٧) هـ ، غير أنه صرح قبله بأسطر أنه ترجم له ضمن أعلام القرن الثالث عشر ص (٣٦١ ـ ٣٦٢) معللا ذلك باحتمال بقائه حيّا إلى القرن الثالث عشر (٣).

٢ ـ الشيخ محمّد. وكان عالما مرجعا في إحدى ضواحي كرمان ، وكانت امه كرمانية تزوّج بها والده عند نزوحه إلى كرمان. وبقي ولده هذا هناك حتى وفاته.

وقد ذكرنا ذلك فيما مرّ من ترجمته تحت عنوان (نشأته العلميّة).

بين الأخباريين والاصوليين

كان لهذا الشيخ الجليل ـ قدس الله نفسه ، وطيّب رمسه ـ دور بارز وكبير في رأب صدع الخلاف الذي استفحل في زمانه بين طائفتين من العلماء ، ويكفي أن نشير إلى أنه كان يحاول التقريب بين وجهات النظر لكلا الطرفين في كل ما يظن أنه موضع خلاف ، وقد أشرنا لذلك فيما سيأتي من المقدّمة في منهجيته في كتاب (الدرر) ، ولعلّ من أبرز تلك المحاولات ما ذكرناه في أخلاقه رحمه‌الله من تجويزه

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٩٣ ـ ٩٦ / ٣٧.

(٢) طبقات اعلام الشيعة (الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة) : ٨٢٨.

(٣) طبقات أعلام الشيعة (الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة) : ١٦١.

٢٥

الصلاة خلف البهبهاني جماعة مع أن الأخير أفتى ببطلان الصلاة جماعة خلف المترجم ؛ والسبب في ذلك هو أن تكليفه الشرعي يقتضي ذلك فضلا عما في ذلك من تقريب بين هاتين الطائفتين.

مشايخه ومن روى عنهم

تلمذ رحمه‌الله لجماعة من العلماء وروى عنهم ، ومنهم (١).

١ ـ الشيخ أحمد البحراني والده المتوفى سنة (١١٣١) هـ.

٢ ـ الشيخ حسين الماحوزي المتوفى سنة (١١٨١) هـ.

٣ ـ الشيخ أحمد بن عبد الله البلادي.

٤ ـ الشيخ عبد الله بن علي البحراني البلادي ، المتوفّى في شيراز في سنة (١١٤٨) هـ.

٥ ـ السيد عبد الله بن السيد علوي البلادي البحراني.

٦ ـ المولى محمّد رفيع الدين بن فرج الجيلاني الرشتي الشهير بالمولى رفيعا عن المجلسي المتوفى سنة (١٠٨٥) وهو أعلى أسانيده في الرواية.

تلامذته ومن يروى عنه

١ ـ الشيخ أبو علي الحائري ، صاحب (منتهى المقال).

٢ ـ المحقّق الميرزا أبو القاسم القميّ ، صاحب (القوانين).

٣ ـ الشيخ أحمد الحائري.

٤ ـ السيد أحمد الطالقاني النجفي المتوفّى سنة (١٢٠٨) هـ.

٥ ـ السيد أحمد العطّار البغداديّ المتوفّى سنة (١٢١٥) هـ.

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة) : ٨٢٩.

٢٦

٦ ـ الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن خلف الدمستاني.

٧ ـ الشيخ أحمد بن محمّد ، ابن أخي المؤلف.

٨ ـ الشيخ حسن ابن المولى محمّد علي السبزواري الحائري.

٩ ـ الشيخ حسين ابن الشيخ محمّد ، ابن أخيه.

١٠ ـ الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي ابن الشيخ أحمد ، ابن أخيه.

١١ ـ المولى زين العابدين ابن المولى محمّد كاظم.

١٢ ـ الشيخ سليمان بن معتوق العاملي.

١٣ ـ السيد شمس الدين المرعشي النجفي المتوفّى سنة (١٢٠٠) هـ.

١٤ ـ السيد الأمير عبد الباقي ابن الأمير حسين الحسيني الأصفهاني ، ابن بنت العلّامة المجلسي قدس‌سره صاحب البحار.

١٥ ـ السيد عبد العزيز النجفي بن أحمد بن عبد الحسين بن حردان الحسيني.

١٦ ـ العلّامة السيد المير علي الحائري ، صاحب (الرياض).

١٧ ـ الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن علي بن فلاح البحراني.

١٨ ـ الشيخ علي بن رجب علي.

١٩ ـ الشيخ علي بن على التستري.

٢٠ ـ الشيخ علي بن محمّد بن علي بن عبد النبي بن محمّد بن سليمان المقابي البحراني. كتب الإجازة له في كربلاء تاسع صفر سنة (١١٦٩) هـ.

٢١ ـ الشيخ المحدّث علي بن موسى البحراني.

٢٢ ـ الشيخ محمّد بن علي التستري الحائري.

٢٣ ـ الشيخ محمّد علي الشهير بابن سلطان.

٢٤ ـ المولى محمّد كاظم.

٢٧

٢٥ ـ العلّامة السيد محمّد مهدي بحر العلوم.

٢٦ ـ المولى محمّد مهدي الفتوني.

٢٧ ـ المولى محمّد مهدي النراقي.

٢٨ ـ المقدّس الحاج معصوم.

٢٩ ـ العلّامة الميرزا مهدي الشهرستاني الحائري.

٣٠ ـ السيد الميرزا مهدي بن هداية الله الاصفهاني الخراساني.

٣١ ـ الشيخ موسى بن علي البحراني.

٣٢ ـ الشيخ ناصر بن محمّد الجارودي الخطّي البحراني.

٣٣ ـ الحاج الميرزا يوسف الطباطبائي المرعشي النجفي.

مؤلّفاته

ترك رحمه‌الله تراثا علميا ضخما أثرى به المكتبة الشيعية الإسلامية ، وأغنى الفكر الشيعي بسوانح يراعه وبوارحه ، وهذه المؤلفات هي :

١ ـ أجوبة المسائل البهبهانيّة ، سأله عنها المرحوم المقدّس السيد عبد الله ابن السيد علوي البحراني.

٢ ـ أجوبة مسائل الشيخ الأمجد الشيخ أحمد ابن المقدّس الشيخ حسين الدمستاني البحراني.

٣ ـ أجوبة مسائل الشيخ أحمد بن يوسف بن علي بن مظفّر السيوري البحراني.

٤ ـ أجوبة مسائل السيّد عبد الله ابن السيّد حسين الشاخوري.

٥ ـ أجوبة مسائل الشيخ محمّد ابن الشيخ علي بن حيدر النعيمي.

٦ ـ أجوبة المسائل الخشتيّة ، سأله عنها الملّا إبراهيم الخشتي.

٧ ـ أجوبة المسائل الشاخوريّة ، سأله عنها السيد عبد الله الشاخوري.

٢٨

٨ ـ أجوبة المسائل الكازرونيّة ، سأله عنها الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد النبي البحراني.

٩ ـ الأربعون حديثا في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام استخرجها من كتب العامة.

١٠ ـ أعلام القاصدين إلى مناهج اصول الدين.

١١ ـ الأنوار الخيريّة والأقمار البدريّة في أجوبة المسائل الأحمديّة.

١٢ ـ تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك.

١٣ ـ جليس الحاضر وأنيس المسافر ، يجري مجرى الكشكول.

١٤ ـ الجنّة العاصمة.

١٥ ـ حاشية على كتابه تدارك المدارك.

١٦ ـ حاشية على لؤلؤة البحرين.

١٧ ـ حاشية على الوافي للمحدّث الفيض الكاشاني.

١٨ ـ حواش على كتابه الحدائق.

١٩ ـ حواش وتعليقات على كتابه الدرر النجفيّة.

٢٠ ـ الحدائق الناضرة.

٢١ ـ حرمة الامّ بالعقد على ابنتها.

٢٢ ـ الخطب للجمعة والأعياد.

٢٣ ـ خيرة الطيور.

٢٤ ـ الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية ، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ.

٢٥ ـ رسالة في تحقيق معنى الإسلام والإيمان.

٢٦ ـ رسالة في الصلاة ، متنا وشرحا.

٢٩

٢٧ ـ رسالة في تقليد الميّت ابتداء وبقاء.

٢٨ ـ رسالة في حكم العصير التمري والزبيبي.

٢٩ ـ رسالة في ولاية الموصى إليه بالتزويج وعدمها.

٣٠ ـ الرسالة المحمّدية في أحكام الميراث الأبديّة.

٣١ ـ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد.

٣٢ ـ شرح بداية الهداية للحرّ العاملي.

٣٣ ـ الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب.

٣٤ ـ الصوارم القاصمة للجامعين بين ولد فاطمة رحمه‌الله ، وقد ضمّنها كتاب الدرر هذا.

٣٥ ـ عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية.

٣٦ ـ الفوائد الرجاليّة.

٣٧ ـ قاطعة القال والقيل في نجاسة الماء القليل.

٣٨ ـ كشف القناع عن صريح الدليل في الردّ على من قال في الرضاع بالتنزيل.

٣٩ ـ الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة (١).

٤٠ ـ اللآلئ الزواهر في تتمة عقد الجواهر.

٤١ ـ لؤلؤة البحرين في الاجازة لقرّتي العين.

٤٢ ـ مختصر رسالته الصلاتية.

٤٣ ـ المسائل الشيرازيّة.

٤٤ ـ معادن العلم.

٤٥ ـ معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه.

٤٦ ـ مناسك الحج.

٤٧ ـ ميزان الترجيح في أفضليّة القول فيما عدا الاوليين بالتسبيح.

__________________

(١) كذا ورد العنوان في اللؤلؤة والأنوار.

٣٠

٤٨ ـ النفحات الملكوتيّة في الردّ على الصوفية.

٤٩ ـ هدم الطلقة والطلقتين.

٥٠ ـ حواش كثيرة على (شرح الشمسية) وكتاب الصوم من (الوافي) (١).

ويوجد في مؤسستنا بعض هذه المؤلفات ، وهي قيد التحقيق ومنها كتاب (الحدائق الناضرة) ، نسأله تعالى التوفيق لإخراجها في موسوعة تشتمل على مؤلّفاته.

تأبينه

أبّنه الأديب السيد محمّد الزيني (٢) رحمه‌الله بتسعة أبيات مؤرّخا فيها سنة وفاته رحمه‌الله بقوله :

ما عذر عين بالدما لا تذرف

وحشاشة بلظى الأسى لا تتلف

إلى أن يقول :

يا قبر يوسف كيف أوعيت العلا

وكنفت في جنبيك ما لا يكنف

قامت عليه نوائح من كتبه

تشكو الظليمة بعده وتأسّف

إلى أن يقول :

مذ غبت عن عين الأنام فكلّنا

يعقوب حزن غاب عنه يوسف

فقضيت واحد ذا الزمان فأرّخوا

(قرّحت قلب الدين بعدك يوسف) (٣)

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٤٤٦ ـ ٤٤٩ ، أنوار البدرين : ١٧١ ـ ١٧٣ / ٨٨.

(٢) السيد محمّد زين الدين الحسني الحسيني ، المتوفى سنة (١٢١٦) هـ. كان من مشاهير علماء النجف الاشرف وادبائها في القرن الثاني عشر ، وأحد مشاهير أصحاب واقعة الخميس. له مؤلفات في تفسير القرآن واللغة والبلاغة. أعيان الشيعة ٩ : ١١٥.

(٣) روضات الجنات ٨ : ٢٠٧ / ٧٥٠ ، أنوار البدرين : ١٧٤ / ٨٨ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٣١٧.

٣١

الكتاب

هو كتاب الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية ، كتبه أثناء إقامته في النجف الأشرف ـ على مشرفها ألف صلاة وتحية ـ وإليه نسب درره ، وفي الاسم إشعار بمؤلفه أيضا.

موضوعه

والدرر كشكول كلامي اصولي فقهي تاريخي أخلاقي تفسيري رجالي ، يجد القارئ متعة خاصّة في قراءته ؛ كونه يتنقل به من عالم إلى عالم ، ومن فن إلى فن.

وقد يقول قائل : إنّ هناك الكثير من الكشاكيل في تراثنا ككشكول المصنّف والبهائي وغيرهما ، لكن يمكن أن يقال في هذا الصدد أن الدرر تتّصف بعدة أمور تميّزها عن غيرها من الكشاكيل الأخرى ، منها :

١ ـ أنها كشكول علمي بحت بعيد عن أحوال الأدب والخيال.

٢ ـ الرصانة العلمية ، والبحث الموضوعي في كل ما تناوله.

٣ ـ المادّة العلمية المضغوطة التي تبتعد عن الإسهاب الممل ، والاختصار المخلّ ، فهي بين بين حسب ما يقتضيه مقام البحث والكلام.

منهجيّة المؤلف في الكتاب

إن العلّامة البحراني رحمه‌الله ـ كما لا يخفى على متتبّع مؤلّفاته سيما كتابنا هذا ـ كان من دأبه معالجة الموضوع الذي يتناوله مدارا لبحثه ومحورا لقلمه بكل موضوعية ودقة أكاديمية ، مبتعدا عن روح المطل وإعلاء رأيه لمجرّد أنه رأيه ، كما أشرنا لذلك فيما مرّ. ومن جملة ذلك ما يمكن أن نجمله في موردين :

الأوّل : مدحه للأصوليين ـ فضلا عن أجله علمائنا الأخباريين كالصدوق وغيره ـ وأعلامهم في كل مقام يقف فيه بذلك ، وتصريحه بأن خلافهم مع بعضهم

٣٢

لا يوجب مثلبة ولا سبة لهم مستشهدا بالشيخ الصدوق والطوسي والحلّي ، وكذلك أنحاؤه باللائمة على بعض الأخباريين الذين يتهجمون على الاصوليين كالفيض الكاشاني والأمين الأسترابادي (١) ـ ولا سيما الأخير ـ حيث ردّ عليهما المصنّف رحمه‌الله حينما تناولا مجتهدي الأصحاب والعلّامة الحلي بالتجريح والنقد ، فقد أشار المصنّف رحمه‌الله إلى جهود العلّامة في خدمة الدين والمذهب بكتبه وعلمه وسلوكه الذي أدخل أمة كاملة في هذا المذهب ، مشيرا إلى أنه لا يستحق كل هذا من الأمين مع ما هو مما ذكر ، لا لشي‌ء سوى أنه اصولي على غير طريقة الأمين (٢).

الثاني : ردّه على الشيخ عبد الله بن صالح البحراني في كتابه (منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين) حول تكثيره الفروق بين الأخباريين والاصوليين ، حيث أنهاها إلى ثلاثة وأربعين فرقا ، وقد أجاب الشيخ في الدرة التي عقدها لذلك (٣) عن المقدار الذي ذكره وردّها إلى بعضها البعض ، وأسقط الاعتراض بها ، وأشار إلى أن تكثيرها إطالة بلا طائل ، يقول : (إلّا إنّ الذي ظهر لي بعد إعطاء التأمّل حقه في المقام ، وإمعان النظر في تلك الفروق التي ذكرها أولئك الأعلام هو سدّ هذا الباب وإرخاء الستر دونه والحجاب ... لأن ما ذكروه في وجوه الفرق بين الفرقتين ، وجعلوه مائزا بين الطائفتين جلّه بل كلّه عند التأمّل بعين الإنصاف وتجنب جانب التعصّب والاعتساف لا يوجب فرقا على التحقيق) (٤).

ثم يقول : (وكيف كان فمع فرض خروج بعض المجتهدين في بعض جزئيّات الأحكام عن الأخذ بالكتاب والسنّة والعمل بالاستنباطات الظنّية المحضة ، فهو

__________________

(١) انظر الدرر ٢ : ١٨ ، ٢٣.

(٢) انظر الدرر ٣ : ٢٩٠.

(٣) انظر الدرر ٣ : ٢٨٧ ـ ٣٠١ / الدرة : ٥٩.

(٤) انظر الدرر ٣ : ٢٨٨.

٣٣

لا يوجب طعنا في أصل الاجتهاد بالمعنى الذي ذكرناه ، كما أن بعض الأخباريّين لو خرج في فهمه الخبر عن كافة أفهام العلماء الأعلام ، بحيث يصير ذلك غلطا ظاهرا لجميع ذوي الأفهام ، فإنّه لا يوجب طعنا على طريقة أهل الأخبار كما وقع للصدوق قدس‌سره في غير موضع من الأحكام (١).

ثم يشير إلى أن الصدوق رحمه‌الله الذي يعدّ عمدة الأخباريين له آراء وافق فيها الأصوليين ، وكذلك الطوسي رحمه‌الله الذي هو عمدة الاصوليين له آراء وافق فيها الأخباريين ، وليس هذا مما يصح أن يكون موردا للقدح فيهما ، وكذلك تجده في كل محطة من محطات كتابه هذا.

والحاصل أن المؤلّف رحمه‌الله كان ملازما للمنهج العلمي البحت في أخذه وردّه ونقضه وإبرامه ، وقد مرّ بنا كيف أنه لم يقبل القدح في الاجتهاد لمجرد أن المجتهد أخطأ في المبنى الاستدلالي ، ولا القدح في طريقة الأخباريين لمجرد أن الأخباري فهم الحديث بشكل يراه غيره من الفقهاء خطأ مستشهدا في ذلك بالصدوق رحمه‌الله ، وكان لا يرى بأسا في نصرة الاصوليين إن كان مبناهم في ذلك المقام صحيحا ، ولا في نصرة الأخباريين إن كان مبناهم فيه صحيحا.

كما أنه رحمه‌الله كان كثيرا ما يحاول التقريب بين الطائفتين في كل ما يمكن أن يتصوّره أحد أنه موضع خلاف بينهما ، ففي مسألة تنويع الأحاديث إلى أصنافها الأربعة حيث يذهب الأخباريون إلى كونها قسمين : الصحيح والضعيف ، يعالج ما يظن أنه فرق بقوله : (والتحقيق أن غير الصحيح من الحسن والموثق إن جاز العمل به فهو صحيح وإلّا فهو ضعيف ؛ فالاصطلاح مربّع لفظا ومثنّى معنى) (٢).

ويلاحظ ذلك واضحا من خلال الدرّة التي وضعها للمحاكمة بين الأخبارين

__________________

(١) انظر الدرر ٣ : ٣٠١.

(٢) انظر الدرر ٣ : ٢٩٥.

٣٤

والاصوليين في كل فرق فرض أنه واقع بينهما (١).

بين الحدائق والدرر

في بعض المواضع من الحدائق يجد القارئ إحالة على كتاب الدرر ، فالمصنّف رحمه‌الله يحيل القارئ إلى هذا الكتاب لأنه عقد فيه لذلك الموضوع درّة خاصة به ، وكذلك نجد هذه الإحالة في كتابنا هذا فهو يشير إلى الحدائق ويرجع إليه في بعض الموارد ، وهذا الواقع يضعنا أمام تساؤلات ثلاثة :

الأوّل : هل أن الدرر كتب في مرحلة واحدة كما يوحي به عنوانه ، أم إنه كتب على أزمان متفاوتة ، وفي أوقات مختلفة؟

الثاني : على فرض كونه كتب في زمن واحد ، فلما ذا هذا التوزيع والتنويع؟

ولما ذا يلجأ المصنّف رحمه‌الله إلى بعثرة جهده بين كتابين دون أن يتم الأوّل ويبدأ بالثاني؟

الحدائق كونه دورة عامة وكبيرة خارج عن مضمار هذين التساؤلين ، أما الدرر فسيأتي بيان الجواب عن ذلك.

الثالث : لما ذا يعيد المصنّف ما يذكره في الحدائق ـ بما أنه دورة فقهية كاملة ـ في كتاب الدرر ، مع أن الدرر كتب كما أشرنا مع الحدائق ومزامنا له؟

ضرورة التنويع

يمكن الإجابة على التساؤلات المارّة بالقول : إن الذي يظهر من إجازة المصنّف رحمه‌الله لولدي أخويه : الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي والشيخ حسين بن الشيخ محمد أنه رحمه‌الله بدأ بكتابة الدرر النجفية قبل أن يتم كتاب المتاجر من الحدائق حيث قال : (وها أنا أذكر ما خرج مني من المصنّفات أوّلا وآخرا ، فمنها :

__________________

(١) انظر الدرر ٣ : ٢٨٧ ـ ٣٠١ / الدرة : ٥٩.

٣٥

كتاب الحدائق المذكور إلى كتاب الحج ، وأنا الآن في الاشتغال بكتاب المتاجر ... ومنها كتاب الدرر النجفية) (١).

فلعلّه رحمه‌الله لما كان يخطط للحدائق أن يكون كتابا علميّا واسعا وموسوعة ضخمة ، أراد أن يثبت بعض آرائه وما تجود به قريحته العلمية في كتب أخرى خشية أن تحول طوارق الحدثان دون إتمام تلك الموسوعة ؛ فيفوّت فرصة إثبات ما يرتئيه من مطالب وبحوث يهدف منها خدمة هذا الدين الحنيف. ومسألة أخرى لا يمكن أن يغفل عنها أحد هي أن الحدائق موسوعة فقهية بحتة ، غاية ما يمكن أن يدخله فيها شي‌ء من الاصول والرجال باعتبارها من مقدّمات علم الفقه ووسائله ، أما كتاب مثل الدرر فيمكنه أن يكتب فيه في كل فن كما أشرنا لذلك في أوّل المقدّمة.

وهذا اللون من الكتابة ضروري ؛ لأن الكاتب قد يكون غير مختصّ بعلم التاريخ مثلا غير أنه يريد أن يتناول جانبا منه يرى فيه موضع حاجة للعامة لمعرفة خفاياه وأسراره فيكتب في ذلك الموضوع فقط ، وهكذا في بقية العلوم الاخرى ممّا هي غير داخلة في مضمار تخصصه ، مع أنه يجد من نفسه حاجة لأن يكتب في بعض جوانبها ، وهو ممّا يجعله يخرج بحصيلة هي كشكول جامع لشتى فنون المعرفة. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إنّ الكاتب بوضعه كتابا مثل هذا يريد أن يختصر المسافة على القارئ فيضع بين يديه كتابا يتناول عامة المواضيع التي يرى ـ من وجهة نظره ـ أنها موضع حاجته فيكفيه عن عدّة كتب تبحث في المجالات التي تناولها هذا الكشكول. وهذا ما يذكّر بما نقل عن الوزير الصاحب بن عبّاد الذي كان يستصحب في سفره حمل ثلاثين جملا من

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٤٤٦ ، ٤٤٧.

٣٦

الكتب ليطالعها ، فلما وصل إليه كتاب (الأغاني) استغنى به عن تلك فلم يكن يستصحب غيره (١).

هذا مع أن الفرق واضح بين الكتابين ، غير أن موضع الشاهد هو إمكان استغناء القارئ بكتاب ما عن كتب كثيرة. ولعلّ هذا يضع خلّا للتساؤلين الأخيرين.

أقوال العلماء في كتاب الدرر

١ ـ قال صاحب روضات الجنات : (كتاب جيد جدا ، مشتمل على علوم ومسائل وفوائد ورسائل ، جامع لتحقيقات شريفة وتدقيقات لطيفة) (٢).

٢ ـ وقال الطهراني : (فيها مسائل معضلة ، ورسائل ذات دقائق لطيفة). غير أن الطهراني رحمه‌الله ذكر أن مجموع درره اثنتان وستون درّة (٣) والواقع أنها سبعون درّة.

منهج التحقيق

النسخ الخطية

الظاهر أن المصنّف رحمه‌الله كتب نسخة واحدة من هذا السفر الجليل ؛ إذ أن كل النسخ الموجودة مذكور في آخرها قول المصنّف : (وكتب بيمينه ... يوسف بن أحمد بن إبراهيم ... بتاريخ يوم العشرين شهر ذي القعدة الحرام من السنة السابعة والسبعين بعد المائة والألف).

فهي إما أن تكون قد نسخت عنها مباشرة ، أو نسخ سابقها عن لاحقها. وقد اعتمدنا في تحقيقنا لكتاب (الدرر النجفية) على نسختين :

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣ : ٣٠٧ ـ ٣٠٨ / ٤٤٠.

(٢) روضات الجنات ٨ : ٢٠٥.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٨ : ١٤٠ / ٥٢٩.

٣٧

الاولى : خطيّة من إحدى مكتبات القطيف الخاصة ، وقد نسخت عام (١٢٠٠) هـ. عدد صفحاتها (٤٨٩) صفحة ، تتراوح أسطرها بين (٢٩ ـ ٣٠) سطرا ، وهي بخط جيد غير أن فيها بعض السقوطات في الكلمات والصفحات ، وهي من نسخ محمد بن خلف الستراوي. وقد جعلناها النسخة الامّ لقدم تاريخ نسخها ـ فهو قريب من زمان وفاة المؤلف المتوفى سنة (١١٨٦) هـ ـ ولقلّة الأخطاء فيها قياسا إلى غيرها من النسخ. وقدر رمزنا بالحرف «ق». وفي أوّلها فهرس لدرر الكتاب السبعين.

الثانية : نسخة مطبوعة على الحجر ، لم تذكر فيها سنة الطبع وتمتاز بكثرة هوامشها التي وضعها المصنّف نفسه عليها ؛ حيث ذيّلت بعبارة (منه رحمه‌الله). تتكون هذه النسخة من (٣١٢) صفحة ب (٣٤) سطرا ، وقد رمزنا لها بالحرف «ح».

وهناك نسختان اخريان لم نعتمدهما كنسختي تحقيق ، لكن اتخذنا منهما نسختين مساعدتين لحل غامض هوامش النسخة الحجرية وغامض المتن فيما فيهما من سقوطات وكلمات غير مقروءة وفي مطابقة النسخة الحجرية عليها في المواضع التي سقطت من النسخة «ق» حيث إن فيها ـ في أكثر من موضع ـ سقطا مقداره صفحتان أو أكثر كما أشرنا لذلك في محلّه (١). وهاتان النسختان هما :

الاولى : نسخة خطية من مكتبة المرحوم العلّامة الشيخ محمد صالح العريبي رحمه‌الله شراء من مكتبة الحاج محمد على التاجر. وتمتاز بجودة الخط وفرز ألفاظ الدرر بحروف كبيرة ووجود هوامش للمصنّف فيها ذيلت بعبارة (منه رحمه‌الله). وهي من نسخ عيسى بن حسن بن عبد الله بن مرهون آل شهاب الدرازي البحراني ، انتهى منها في السابع عشر من جمادى الاولى لعام (١٣٠٩) هـ.

__________________

(١) انظر الدرر ٣ : ٢٤٩ ـ ٢٥١.

٣٨

وتقع في (٦٣١) صفحة تتراوح أسطرها بين (٢٢ ـ ٢٣) سطرا ، وقد رمزنا لها بالحرف «ع».

الثانية : نسخة خطية من مكتبة آية الله المرعشي رحمه‌الله برقم (٣٤٢٣) ، وهي من (٥٤٤) صفحة ، كل صفحة ب (٢٤) سطرا. وهي من نسخ محمد مهدي بن حسن الحسيني ، انتهى منها يوم السبت السادس عشر من شهر المحرّم الحرام سنة (١٢٤٠) هـ ، وقد رمزنا لها بالحرف «م».

عملنا في الكتاب

اتّسم العمل في هذا الكتاب ـ كغيره من الكتب التي صدرت للمؤسسة ، أو التي لا تزال قيد التحقيق ـ بكونه جماعيّا حيث مرّ الكتاب بالمراحل التالية :

١ ـ تقطيع النصّ ، وفرز عناوينه ومسائله.

٢ ـ الصف الكامپيوتري.

٣ ـ مقابلة المصفوف على النسخة الحجرية «ح» لتثبيت سقوطات الصف بينهما واختلافاته ، ثم مقابلة المصفوف على النسخة «ق» لتثبيت الفروق بينها وبين النسخة «ح».

٤ ـ تخريج الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال وآراء العلماء والشواهد الشعرية.

٥ ـ مراجعة المصادر التي اثبت عليها تخريجات الكتاب في مرحلة التخريج.

٦ ـ تقويم النصّ ، وهي أهم مراحل التحقيق حيث فيها يتم الموازنة بين عبارتي النسختين وترجيح إحداهما على الاخرى وإتمام النص بما يقتضيه السياق سواء من المصادر التي يذكرها المصنّف ، أو من بحار اللغة ، ومراجعة ما يحيله مراجع المصادر على المقوّم في الموارد التي يشكل عليه البتّ في صحتها. ويمكن إجمال عمل مرحلة التقويم بالآتي :

٣٩

أ ـ تخريج غوامض اللغة وشرح بعض الاصطلاحات الواردة في المتن.

ب ـ هناك هوامش للماتن نفسه في النسختين «ح» و «ق» لم يشر إلى مواضعها في المتن ، فكان الأمر يتطلّب نوع دقّة وتأمّل لنسبة هذه الهوامش إلى مواضعها الصحيحة في المتن ، وهذا ما قمنا به بعد بذل أكبر قدر من الجهد في تعيين الموضع الصحيح لكل هامش.

ج ـ إتمام بعض العبارات التي يستشعر أنها غير تامّة ، وغالبا ما تكون الإضافة قدر الإمكان بأقل قدر من الكلمات ؛ لكي لا تتّسع مساحة التغيير في المخطوط الذي ينبغي على المحقق أن ينظر إليه على أنه نصّ مقدس من الناحية العلمية وأمانة النقل.

د ـ تغيير بعض العبارات في المتن حينما تلجئ الضرورة إلى ذلك ، وذلك فيما لو كانت عبارة المخطوط مختلة نوعا ما. ومراعاة لقدسية المخطوط كنا نحيل تلك العبارات إلى النسختين المساعدتين ـ وهذا كثيرا ما قمنا به ـ فنثبت ما فيهما مع الإشارة إلى ذلك في الهامش. وإن لم نجد فيهما ضالّتنا فإننا نجد أنفسنا مجبرين على تطبيق نوع من المعالجة هو آخر العلاج ، وهو التغيير الذي يقوم عبارة المتن.

ه ـ التعليق ببعض العبارات الموجزة على بعض الموارد من المتن ، التي تتطلب ذلك التعليق إن كانت هناك ضرورة قاضية به دون أن تكون تلك هي خطتنا في التحقيق.

والغرض من ذلك إمّا حل غامض ، أو إرجاع تابع إلى متبوعه أو جواب لجزائه.

و ـ وضع فهارس مفصّلة وعامة للكتاب تشمل الآيات القرآنية والأحاديث

٤٠