الحسين (ع) والوهّابيّة

جلال معاش

الحسين (ع) والوهّابيّة

المؤلف:

جلال معاش


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٥

لأنّ الخاصّة تعرف من الخير الأعلى مثالية سامية لا تدركها عقول العامّة ، وللعامّة في تحديده رأي قصير لا تذعن له الخاصّة.

لأنّ العامّة تدرك من الخير الأعلى معنىً بسيطاً تحدّده لها أنظار بسيطة ، بحيث ترى أنّ السعادة هي الثروة والمال ، والصحة والرفاه ؛ لأنّها لا تعرف من الخير الأعلى غير هذا وما يشبهه ، والخاصَّة لا ترى في ذلك ما يسمّى كمالاً ؛ ولا تعدُّ الحصول عليه سعادة إلاّ إذا كان للسعادة معنى آخر.

وكمال النفس عند هؤلاء ارتقاؤها إلى المراتب العقلية الرفيعة ، واستيفاؤها حظّها من الإنسانيّة الكاملة ، وبين هاتين الطائفتين طبقات متوسطة تعرف من الكمال ومن الخير الأعلى غير ما يعرفه هؤلاء جميعاً فتكون السعادة عندهم شيئاً آخر (١).

وأرسطو يقول في تعريف الخير : (الخير : هو موضوع جميع الآمال).

ويقول فيلسوف آخر : (الخير : ما يتشوّقه الجميع).

ويقول ثالث : (هو ما يقصده الجميع في أعمالهم).

والملاحظ لهذه التعاريف يجد أنّ بينها فروقاً واضحة ، إلاّ أنّها تجتمع على الجهة التي ذكرت آنفاً.

ولفظ الخير عند الخلقيين القدماء يحكي معنيين متناسبين ، وللتفرقة بينهما يصفون أحدهما بالخير المطلق ، والثاني بالخير المضاف.

والتعاريف المتقدّمة تحدّد الخير بالمعنى الأوّل (المطلق) ، وأمّا الخير المضاف

__________________

١ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليه‌السلام ص ٢٥.

٤١

فإنّه كلّ وسيلة توصلنا إلى الخير المطلق. والفارق بينهما هو الفارق بين الوسيلة والغاية ، أو بين الغرض الأدنى والغرض الأقصى (١).

الإرادة الإنسانيّة الكاملة

والإنسان في هذه الحياة يسير في دروبها مستخدماً عقله الذي أنعم الله عليه به ، متسلّحاً بإراداته الجبّارة ، إمّا في طريق الفضائل والكمالات ، أو في طريق الرذائل والسفالات ، وصدق ربّنا الجليل حيث يقول : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٢).

لأنّ الإرادة عزيمة في الإنسان يوجد بها ما يروم ، ويدفع بها ما يكره ، ولها بسائر القوى الإنسانيّة أسوة ، فهي تتّصف بالقوّة والضعف.

وقوي الإرادة هو الإنسان العظيم الذي يأتي بالعُجاب ، ويفعل ما يشبه المعجزات ، إذا أحسن توجيه إرادته إلى أعمال الخير ومحاسن الصّفات ، أمّا إذا توجّه بها إلى أعمال الشرّ فإنّه يجرّ على نفسه نقصاً آخر لا يقلّ خطراً عن ضعف الإرادة (٣).

والمدقّق يلاحظ أنّ الرذائل الخلقية جراثيم فتّاكة يجب دفعها عن النفس مهما أمكن الدفع ، وسموم قاتلة يلزم الحذر منها ما أمكن الحذر ، وجميع النقائص الخلقية في هذا الحكم على السَّواء ، ولا فرق بين القوي منها والضعيف ،

__________________

١ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليه‌السلام ص ٢٧.

٢ ـ سورة الإنسان : الآية ٣.

٣ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليه‌السلام : الآية ٤١.

٤٢

والأوّل والآخر ، والحكمة في تقديم بعضها على البعض مختلفة جدّاً.

فمن الناس مَنْ يكون قوي الإرادة ، حازم النفس ، ومن الخير لهذا الصنف من الناس أن يبتدئ بإصلاح جميع ملكاته دفعة واحدة.

ومن الناس مَنْ يكون ضعيف الإرادة ، واهن النفس ، فاتر الهمّة ، ومن الصواب له أن يبتدئ بإصلاح الضعيف من صفاته ؛ ليتمرَّن به على جهاد القوي (١).

وهذا الذي سمَّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (الجهاد الأكبر ، جهاد النفس) (٢).

فمجاهدة النفس لإصلاح المفاسد فيها ، أو كبح جماح الناشز من صفاتها السبعية والبهيمية ، فهذا أعظم من كلّ جهاد في هذه الحياة.

وجهاد النفس أكبر جهاد ؛ لأنّها أعدى الأعداء للإنسان كما في الرواية الشريفة : «أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك» (٣).

والعاقل الفطن يجب أن يُحارب العدوّ الأقرب والأخطر الذي يكون ضرره أعظم ، وفتكه أكبر بذات الإنسان ، وهل يهلك الإنسان ويلقيه على منخريه في النار إلاّ نفسه الأمارة بالسوء!

وعلى الإنسان أن يوجد التوازن المطلوب في ملكاته الخلقية ؛ لأنّ الفلاسفة

__________________

١ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليه‌السلام ص ٧١.

٢ ـ في الحديث : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث بسرّية ، فلمّا رجعوا قال : «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر». فقيل : يا رسول الله ، وما الجهاد الأكبر؟ قال : «جهاد النفس». الكافي ٥ ص ١٢ ح٣.

٣ ـ موسوعة البحار ٦٧ ص ٣٦.

٤٣

والحكماء قالوا : فضائل الملكات أوساط ، ورذائلها أطراف وانحرافات.

هذا قول أرسطو ، وهو صحيح ، ويؤيّده ما جاء في تعاليم ديننا الحنيف ، وأقوال علمائنا الكبار ، وسلفنا من الأبرار الذين قالوا : إنّ الفضيلة وسط بين رذيلتين ؛ هما الإفراط والتفريط. فالإفراط : رذيلة بجهة الإيجاب. والتفريط : رذيلة بجهة السلب.

وربّنا سبحانه وصف هذه الأُمّة بالوسيطة ، فهي أُمّة وسطى للشهادة على الأُمم ، أي الأُمّة المعتدلة الثابتة على الوسط ، فلا تميل إلى جهة دون جهة ؛ لأنّ الميلان والانحراف والزيغ كلّه رذائل ، نهى عنها ربّنا الكريم ورسولنا العظيم صلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمّتنا الأطهار عليهم‌السلام ، وعلماؤنا الأبرار منذ القديم وإلى هذا اليوم. قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (١).

وكلّ شيء عندنا يجب أن يُصبغ بصبغة الدين الذي هو عند الله الإسلام ، ولا يمكن أن يُنظر إلى مسألة من المسائل بانعزال عن هذا الأساس الإلهي ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : «أوّل الدين معرفته» (٢).

أي أنّ أوّل التديّن وبدايته أن نعرف الله سبحانه وتعالى ، وبعد ذلك نتعرّف على كلّ شيء بالله ، فكما أنّ «أوّل الدين معرفته» حيث تشكّل معرفة الله سبحانه الحجر الأساس للدين ، فكذا معرفة الله تشكّل الحجر الأساس

__________________

١ ـ سورة البقرة : الآية ١٤٢.

٢ ـ نهج البلاغة ـ الخطبة الأولى.

٤٤

للإنسانيّة ، ولا معنى للإنسانيّة ولا للأخلاق من دون معرفة الله تعالى.

وعندما ندخل إلى أجواء التربية الدينية لديننا ، نجد أنّ هذه المفاهيم (الخلقية) ليست فارغة ، وإنّما هي مليئة ، كالحقّ والعدالة ، والسّلام والتعايش ، والعفّة والتقوى ، والعفوية والصدق ، والاستقامة والأمانة ، فكلّها ألفاظ مليئة بالمعاني ولها منطلق وأساس.

والموضوع المهم هو : على أساس أيّ منطق يمكننا أن نبني الأخلاق؟ أيمكننا أن نجد للأخلاق منطقاً استدلالياً فلسفياً بعيداً عن طريق معرفة الله؟ كلاّ لا يمكن ؛ لأنّ الخلفية والرصيد لجميع هذه المفاهيم هي معرفة الله (والإيمان به) ، وإذا فُقد الإيمان أصبحت الأخلاق كقطعة نقود لا رصيد لها ، قد يكون البعض غير ملتفت إلى هذا الأمر ، ومنهجه عندئذٍ لا يكون مبنيّاً على أساس محكم.

ألم يكن الغربيون ـ ولا سيما الفرنسيون ـ أوّل مَنْ نشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ولكن أين كان هذا الإعلان أيّام الحرب العالمية الأولى والثانية؟!

ألم تكن هناك حقوق للإنسان في هذه المجالات؟ وأين هم كلّ الذين يتبجّحون اليوم بحقوق الإنسان ، وهم يدمّرون كلّ شيء يتعلّق بالإنسان وإنسانيّة الإنسان ، حتّى صار يحسد الحيوان ويتمنّى طعامه وكسوته؟!

هذا ما يحدث في عصرنا ونراه بأُمّ أعيننا ، في كلّ لحظة شيء جديد عن جرائم تُرتكب بحقّ الإنسان باسم حقوق الإنسان ، لماذا؟! لأنّ أقوالهم لم تكن مبنيّة على أساس رصين ، كما يقول الله سبحانه في كتابه المجيد : (وَمِنَ النَّاسِ

٤٥

مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) (١).

عندما تنظر إلى أقوالهم وكتبهم وإعلاناتهم يستولي عليك العجب وتفرح لهذه المواقف الرفيعة ، لكنّك لا تدري إذا جاء وقت الامتحان واستولى عليهم العناد ماذا يفعلون ، (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) (٢).

إنّ الذّات في الدين لا تعرف الحدود ، أي أنّ الفضائل الأخلاقيّة لا حدود لها ، والأخلاق الدينية لا تفرّق بين المتديّن وغيره ، يقول الله تعالى في محكم كتابه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) (٣).

فالشهادة يجب أن تؤدّى لله وإن كانت في ضرر الشاهد ، أو أبويه أو أقاربه. هذا هو موقف الدين الحنيف ، وما أكثر القصص العجيبة التي تتحدّث عن آثار مثل هذه الآيات في حياة المسلمين على مرِّ السنين.

فخلاصة ما تقدّم أنّ أساس الفضائل الأخلاقيّة هو معرفة الله تعالى ، ثمّ التخلُّق بأخلاق الباري (عزّ وجلّ).

__________________

١ ـ سورة البقرة : الآية ٢٠٤.

٢ ـ سورة البقرة : الآية ٢٠٥.

٣ ـ سورة النساء : الآية ١٣٥.

٤٦

الفصل الثاني

الأخلاق الحسينيّة

٤٧
٤٨

أخي الكريم ، عندما تريد أن تتحدّث عن مسألة فلا بدَّ لك من الإحاطة العلمية بها ، وإلاّ فإنّ اللوم سوف يُطالك من حيث لا تدري ، وكذلك أي قضية من القضايا تريد أن تدرسها فلا شك في أنّك يجب أن تستغرقها بحثاً من جميع نواحيها ؛ لكي لا يكون بدراستك نقص ، وفي بحثك مغمز.

وهكذا الأشخاص ، فأيّ شخصيةٍ تريد أن تتناولها بالبحث ، عليك أن تستهلكها بذاتك حتّى تتقمّصها إن استطعت ، أو لا أقل الإحاطة بالظروف الاجتماعية والحياتية زماناً ومكاناً وملابساتٍ ؛ حتّى تُعطي الشخصية حقّها منك بحثاً وفكراً ومجهوداً.

فالأخلاق : بحث واسع وعنوان عريض يشمل جميع الفضائل الخلقية وعكسها في الحياة الاجتماعية ، وتطبيقها على أرض الواقع الذي نعيش فيه. فإذا أردت أن تدرس مفرداتٍ أخلاقيّة دراسة مجرّدة ، فإن المسألة تختصّ بالفلسفة والمفاهيم الصوريّة ، وأمّا إذا أردت تطبيق تلك المفاهيم وانتزاع صور وشواهد عليها بتجسيدها في الحياة العامّة ، فإنّ الأمر يخرج من التصوّر إلى التصديق ، ومن المجرّد إلى الواقع ، ومن النظرية إلى التطبيق ، وتلك هي الفلسفة العملية

٤٩

للأخلاق.

والفلسفة الأخلاقيّة المجرّدة لا نريدها ؛ لأنّنا لا نستفيد منها في حياتنا إلاّ إذا اتّخذناها منهجاً عملياً نسير بهداها ، ونطبّق حروفها وحدودها على حياتنا اليومية ، تلك المفردات والمفاهيم التي عجز عن تطبيقها كاملاً إلاّ الأشخاص الكاملون في شخصياتهم الإنسانيّة.

فالشخص الكامل : هو الذي يتحوّل من وجود شخصي إلى شعار إنساني ؛ لأنّه يتجرّد من ذاته للحقّ ولوجه الحقّ الذي يمثّله ، فيكون ممثلاً للحقّ ومحوراً له في حياته كلّها ، كما قال الرسول الأعظم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام في أكثر من موقع ، وحديث : «علي مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار» (١).

فالإمام علي عليه‌السلام صار محوراً للحقّ يدور معه أينما توجّه وحيثما حلَّ ، فمثل هذه الشهادة المباركة من رمز الإنسانيّة الأوّل ، وأعظم شخصية عرفتها البشرية عبر العصور ، بحقّ خليفته ووصيّه والإمام القائد للأُمّة من بعده ، تعطينا إشارات نورانيّة ، وحالات قدسيّة تُحيط بتلك الشخصيات الاستثنائية ، فتُضفي عليهم وعلى حياة الأُمّة كلّها رونقاً خاصّاً.

فالإمام بعد الرسول : هو الشخص الكامل في الأُمّة الإسلاميّة ، وهو قمّة القيم الفاضلة العالية للأُمّة. وبالتالي : هو الراية الخفّاقة العالية التي تتّخذها الأُمّة شعاراً للهداية والرشاد والنورانيّة ، ولا يمكن أن تكون إلاّ متفرّدة شامخة لا

__________________

١ ـ ينابيع المودة ص ٦٥ ب٧ ، الإمامة والسياسة ١ ص ٧٣ ، كنز العمال ١١ ص ٦٤٢ ، الترمذي في الجامع ٥ ص ٥٩٢ ح٣٧١٤.

٥٠

تنالها الأيادي الطامحة ، ولا تدركها العيون الباصرة ، كما هو النجم في كبد السماء الصافية.

وكم هي جملية تلك الخطبة الأميرية والتي تُسمّى بالشقشقية ، حيث يقول : «ينحدر عنّي السّيل ، ولا يرقى إليّ الطير» (١).

نعم ، الإمام هو القمّة العالية ، والقيمة السّامية التي لا تُطال ولا تُنال ، حتّى العقول والأفهام قد تقصر عن الارتفاع ، أو الوصول إلى ذُراها العالية.

والسبب في ذلك : أنّ الكامل يسع الناقص ، أمّا الناقص فإنّه لا يمكن أن يسع أو يحيط بالكامل ، والقصور يعود إلى طبيعة البشر المتّصفة بالنقص والضعف ، والقصور الذاتي عن بلوغ الكمال ، إلاّ أنّ التطلّع إلى الكمال ، وحبّ الوصول إليه هو من أجمل الصّفات الإنسانيّة.

هذه القراءة الدقيقة نفهم الأحاديث النبويّة والعلويّة الشريفة ، مثل قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام علي عليه‌السلام : «يا علي ، ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ، وما عرفني إلاّ الله وأنت ، وما عرفك إلاّ الله وأنا» (٢).

ويبقى قول الله سبحانه في كتابه الكريم الميزان الحقّ الذي لا يحيف ، قال تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) (٣).

فالقابليات تتغيّر وتختلف من شخص إلى آخر ، وصدق مَنْ وصف الأجساد

__________________

١ ـ نهج البلاغة ـ الخطبة الشقشقية.

٢ ـ بحار الأنوار ٣٩ ص ٨٤.

٣ ـ سورة الرعد : الآية ١٨.

٥١

والأجسام بأنّها كالأوعية ، كلّ يتّسع بقدره ، ولا يمكن أن يتّسع أكثر مهما حاولت أن تفعل ، وبهذا قال رسول الإنسانيّة محمد (صلوات الله عليه وآله) : «إنّا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم» (١).

والكلام إذن عن الإمام الحسين عليه‌السلام هو بهذا اللحاظ النوراني ؛ لأنّنا لسنا أمام شخصيّة عاديّة ، بل نحن على شاطئ بحر محيط من الفضائل وحسن الشمائل ، منه نجمع بعض الدُّرر واللآلئ الحسان ، متنزّهين في الجزر المرجانيّة العجيبة الأشكال والألوان.

أو أنّنا ندخل جنّة أو بستاناً عظيماً في فصل الربيع ، نبحث عن أشياء غائبة عنّا ، فأينما توجّهت رأيت عجباً ، من حسن الربيع وأصوات خرير الينابيع ، تدور وتقطف باقات من الزهور الأخلاقيّة المتنوّعة من جنّة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه صلوات المصلّين).

أقول : نقطف باقة أو طاقة من الزهور ؛ لأنّنا عاجزون عن الإحاطة بكلّ ذاك الربيع الفيّاض بالحسن والكمال ، والذي لا يدرك كلّه لا يترك جلّه ، فتخيّرت عبقات أخلاقيّة ؛ لتكون إشارة لذاك البستان العظيم ، لتلك الجنّة الوارفة.

فنستفيد بالباقة التنوّعَ وجمالَه ، واختلافَ أشكاله ، والأريجَ وتضوُّعَ عبقه في الأرجاء ، والألوانَ واختلافاتها وأطيافَها الساحرة ؛ لأنّ لكلّ زهرة لونها وعبقها ، وشكلها الخاص المميّز.

__________________

١ ـ الكافي ٨ ص ٢٦٨ ، مستدرك الوسائل ١١ ص ٢٠٨.

٥٢

فزهرة الياسمين بهذا الشكل البسيط ، واللون الناصع البياض ، والعبق العجيب الذي يجعلها تختلف عن كلّ الزهور في الدنيا ، وهكذا الفُل والنرجس النعسان ، وشقائق النعمان وغيرها كثير.

أدور باحثاً في رياض سيدي ومولاي الإمام الحسين عليه‌السلام ، ريحانة جدّه الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفلذة أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وبضعة أُمّه سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وصنو أخيه الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، فهل لك أن تسأل من أين استقى الإمام الحسين عليه‌السلام كلّ تلك الفضائل الأخلاقيّة؟

إنّه وإن كان الإمام الحسين عليه‌السلام هو بذاته نبع فضائل وفيض كمائل إنسانيّة ، ينتصب علَمَاً ومناراً للإسلام والإيمان ، إلاّ أنّنا نعود إلى النسق الطبيعي للبشريّة والتربية الإنسانيّة ؛ لنعرف كيف تربّى الإمام الشهيد في أحضان البشر قبل تقلّبه في أحضان الوحي المقدّس. وهذا يهمنا في بحثنا هذا ؛

لأنّنا نريد أن نتحدّث عن أبي الأحرار الإمام الحسين عليه‌السلام كإنسان بشري ، خُلق على هذه الأرض في تلك البقعة المباركة ، وذاك الزمان الموغل في القدم ؛ لنتعلّم منه أصول التربية الإسلاميّة ، وأُسس الأخلاق الإيمانيّة ، ونرى أين نحن المسلمون في هذا العصر من ذاك كلّه ، لا سيما دعاة التكفير وحاملوا لواء الخوارج في هذا العصر الخطير الذين يرون لأنفسهم ديناً خاصّاً لا أحد من المسلمين يشاركهم فيه ؛ فيكفّرون الأُمّة الإسلاميّة برمّتها ، ويتعاملون معها بأخلاقيّات شاذّة ما أنزل الله بها من سلطان ، أقلّها استباحة الدم والعرض والمال ، بفتوى أشبه شيء بالجنون والهذيان.

٥٣

وتوجّهنا إلى أخلاقيّات ومناقب المولى أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام بالخصوص ؛ لأنّه صار مستهدفاً من جديد ، ممّن يريدون أن يطفئوا نوره بأفواههم الآثمة ، وأن يبعدوا الأُمّة عن شعائره المباركة بالقتل والإرهاب ؛ فراحوا يعيثون في الأرض فساداً ، فيقتلون الأبرياء في الحضرة الحسينيّة المقدّسة ، والروضة العباسيّة الشّريفة ، وحرم الكاظميّة الطّاهرة ، لا لذنب اقترفوه إلاّ أن يقولوا : ربّنا الله ، وإمامنا الحسين بن علي. وسيأتي تفصيل ذلك في الفصل الثاني من هذا الكتاب إنشاء الله. وما زيارتنا لسبط الرسول وابن البتول الحسين الشهيد المظلوم عليه‌السلام إلاّ لنجّدد له العهد والولاء ، والوعد بالطلب للثأر العظيم تحت راية صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر من آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين).

لقد تعدّدت الأبواق التي تريد أن تبعدنا عن إمامنا ومقتدانا سبط الرسول وابن البتول الحسين المظلوم ، فقلت لهم : دعونا وإمامنا ، نحبّه كيف نريد ، ونبكي عليه متى نشاء ، ونعبِّر عن ذلك بطرقنا المختلفة ، دعونا نعبِّر عن عشقنا الحسيني كيف استطعنا وكيف أردنا ، واذهبوا أنتم إلى مَنْ تريدون؟!

ومنهم مَنْ يقول : إنّها ليست طريقة حضاريّة أن تعبّر عن حزنك وأسفك و ... ، بهذه الطرق المتخلفة ؛ لأنّنا في عصر الحضارة والنور ، وأعمالنا تنقلها الفضائيّات إلى أبعد أصقاع الدنيا.

ومنهم مَنْ يقول : إنّ كلّ هذه الأعمال كفر محض ، وشرك مقيت ... وكلّ الأُمّة التي تؤمن أو تعمل أو تشارك في إحياء تلك الشعائر يجب قتلهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم ؛ لأنّهم شيعة. وقبور أئمّتهم وقبابها يجب هدمها كلّها ، ومنع الناس

٥٤

من زيارتها كما فعلوا مع أئمّة البقيع الغرقد. وهؤلاء أخطر من الجميع ؛ لفكرهم الشنيع ، وإمكانياتهم الماديّة الهائلة ، ودعايتهم المقيتة ، وأعمالهم الفظيعة في كربلاء وغيرها من بلاد المسلمين. وسيأتي تفصيل ذلك في الفصل الثاني من هذا الكتاب بإذن الله تعالى.

لهذا كلّه اخترنا البحث عن (أخلاقيات الإمام الحسين عليه‌السلام) وليس غيره من أصحاب الكمال في هذا المجال الإنساني ؛ لنقول للجميع : هكذا عمل الإمام الحسين عليه‌السلام ، فما الذي عملتموه ، وكيف أنتم تعملون ، ومَنْ أقرب إلى الله (عزّ وجلّ) وإلى الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنهج والسلوك؟!

لا سيما أو لعل من أبرز المظاهر التي يتّصف بها عصرنا في أواخر القرن العشرين ، الصراعات والنزاعات والاحتجاجات والفتن من كلّ صوبٍ ؛ على صعيد الأسرة والمجتمع والدولة ، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ....

ونحن نشاهد أنّ النقد العنيف يتناول الأخلاق اسماً ومفهوماً ، أسساً وتطبيقاً ، كما يشمل المذاهب الأخلاقيّة على اختلاف منازعها ، ونلمس في الوقت ذاته تبدّلاً عميقاً ، إن لم نقل تقهقراً يصيب العادات الأخلاقيّة والأعراف ، ويفجّر أزمة الوجدان.

ولكنّ الوضع أشدّ خطراً في أيّامنا هذه ؛ ذلك أنّ ضروب الابتعاد عن الجادّة السويّة في السلوك تنمّ عن تدنّي التفكير العقلي ، ونحن نرى مَنْ يرفض الأخلاق التقليديّة ، ويعلن أنّها بالية لا تلائم العالم الحديث ، كما نرى مَنْ يرفض وجود قيم تفرض نفسها على الإنسان ، والأمر عندئذ يتناول تعالي النظر الأخلاقي ، ويجعل الاضطراب ماثلاً على مستوى الفكر بأكثر منه على صعيد العمل.

٥٥

ولعلّ هذا اللايقين يؤلّف إحدى ظواهر الأزمة العامّة التي تعاني منها الحضارة المعاصرة ، فنحن نشاهد تحوّلات جذريّة تجري في المجالات العلميّة والتقنيّة والاقتصاديّة ، وإنّ طراز المعيشة والبنيات الاجتماعيّة والعقليّة المشتركة تتطوّر بحسب إيقاعٍ يُعرب عن تسارع التاريخ ، حتّى قيل إنّنا نغيّر القرن كلّ عشرين عاماً.

إذن: فالإنسان هو هدف الوجود وغايته ، وهذا ما يقرّه العلماء والمفكّرون والمصلحون.

أمّا غاية الإنسان وهدفه : فهو الله ، وهذا ما يعلمه الحكماء ، وربّنا سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي : «عبدي خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي» (١) ، وفي القرآن الكريم يقول : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) (٢).

فالإنسان غاية الوجود ، أمّا وجود الإنسان فغايته الله ، وساحات قدسه ، ومجاورته في الجنّة ؛ ولهذه الغاية كان بحثنا الأخلاقي يدور حول ذلك الشخص المجسّد للفضائل والكرامات الأخلاقيّة ... ذلك النور الأبهر ، والعلم الأحمر ، حجّة الله على الخلق في عصره الأغبر ، ذاك الإمام العظيم الحسين بن علي عليه‌السلام.

وأخلاق الإمام الحسين عليه‌السلام امتداد لأصله النوراني النبويّ العلويّ ، كيف لا وهو خامس أهل البيت الأطهار الأبرار عليهم‌السلام ، أهل الكساء اليماني

__________________

١ ـ الأمالي ص ١٠٢ ، موسوعة البحار ٢٧ ص ٦٢.

٢ ـ سورة الذاريات : الآية ٥٦.

٥٦

الذي جلَّلهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي قال الله سبحانه في وصفه : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (١) ، فهو صاحب ذلك الخلق الرفيع الذي ربَّى وعلَّم أهل بيته الكرام عليهم‌السلام ، حتّى غدوا صورة طبق الأصل عن جدّهم ، فكانوا على خُلق عظيم كذلك ، وكانوا مدارس مستقلة في فنون التعامل مع الناس بأخلاقٍ إسلاميّة مسؤولةٍ :

ـ مدرسة اختصَّ بها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام الذي تخرّج على يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتقلَّبَ في أحضان الرسالة ، وتلقّى أخبار الوحي النورانيّة ، فكان ولا زال الأوحدي الذي لا يُطال ولا يُنال.

وصدق ذاك المؤرّخ الغربي الذي قال : إنّ معجزة رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ـ مدرسة اختصَّت بها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها‌السلام التي انبعثت من كبد الرسول «فاطمة بضعة منّي» (٢) ، وتربَّت بين يدي الرسالة ، واقترنت بالولاية العلويّة عندما كبرت فكانت برزخاً نورانيّاً بين الرسالة والولاية والنبوّة والإمامة.

ـ مدرسة اختصَّ بها الإمام الحسن السبط المجتبى عليه‌السلام ، بالصفح والتسامح والوحدة الإسلاميّة ؛ لأنّه صاحبها الأوّل ، إلاّ أنّه يبقى المظلوم العظيم في هذه الأُمّة ، ظلمه أقرب الناس إليه قبل أعدائه ، وما زالوا يفعلون.

__________________

١ ـ سورة القلم : الآية ٥.

٢ ـ مَنْ لا يحضره الفقيه ٤ ص ١٢٤ ، مستدرك الوسائل ١٤ ص ١٨٢.

٥٧

ـ مدرسة اختصَّ بها أبو الأحرار الإمام الحسين الشهيد عليه‌السلام ، وهذه في الحقيقة خلاصة كلّ المدارس السّابقة ؛ لأنّ الإمام الحسين عليه‌السلام هو الذي جمع القسط الأكبر من كلّ مَنْ سبقه جدّه وأبويه وأخيه عليهم‌السلام ، ثمّ نفسه القدّوسيّة ، وعقله العملاق ، واجتهاده المعصوم ، فكان منه ما أبهر العقول والألباب.

تأمّل أيّها القارئ الكريم ، كيف كان تعامل الإمام الحسين عليه‌السلام مع آل بيته وأصحابه وأعدائه ؛ فإنّه يعكس أخلاق الإنساني الرسالي الكبير الذي ولِد وترعرع في بيت النبوّة ومهبط الوحي ، ذلك البيت الذي اختصّه الله بأمور لم يختصّ بها بيتاً غيره. لقد أراد الله أن يكون البيت الذي تتطلّع إليه الأُمّة دائماً عبر مسيرتها الطويلة ليكون قدوة دائمة ، وإذا أراد الله أن تكون أخلاق هذه الصفوة قدوة دائماً للناس على مرِّ العصور ، فإنّه جعل في كلّ جانب من جوانب سلوكها وتصرفاتها مصدر إشعاع ورفد دائمي لأخلاق الإسلام ، وتربيته التي أرداها أن تستوعب الحياة بكلّ متغيّراتها ، وتنسجم معها وتطوّرها إلى آفاق الإسلام الواسعة التي جعلته مؤهّلاً للبقاء دائماً ، وقادراً على قيادة البشريّة والأخذ بيدها إلى ساحل الأمان والخير والعدل والسعادة.

والإمام الحسين عليه‌السلام أثبت بسلوكه الرسالي ، وأخلاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التي حملها معه دائماً ، والتزم بها طيلة حياته الشريفة وحتى آخر لحظة منها ، أنّه كان حقّاً ممثّل الرسالة ، والوريث الشرعي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى صار الإسلام نفسه بكلّ قيمه ومبادئه العظيمة الخيِّرة ، حتّى اعترف له بذلك عدوّه اللدود معاوية بن أبي سفيان أمام ابنه يزيد وجمع من أعوانه ومريديه ، حين طلبوا منه أن يبيّن عيباً للحسين بن علي فقال : (وما عسيت أن أعيب حسيناً ، وما أرى للعيب فيه

٥٨

موضعاً) (١).

والإمام الحسين عليه‌السلام هو النبع الفيَّاض بالفضائل والكمالات الإنسانيّة ، ونحن نتفيّأ فيئه ، ونستظلّ بظلّه العميم ، ونستنير بنوره الوضَّاء ؛ لأنّ سيرته كلّها فضائل وأخلاق كشخصه الشريف :

ـ فنسب الإمام الحسين عليه‌السلام فضيلة كبرى.

ـ وولادته عليه‌السلام فضيلة سماويّة أُخرى.

ـ وتربيته عليه‌السلام فضيلة ربّانية ثالثة.

ـ ونسله عليه‌السلام فضيلة خاصّة رابعة.

ـ وحياته عليه‌السلام مجمع فضائل لا تنتهي.

وما علينا إلاّ أن نستقي حتّى نرتوي من فضائل ومناقبيّات الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (صلوات الله عليه).

في التربية الإسلاميّة

إنّ مهمّة الإمام عليه‌السلام وكلّ إمام أن يربّي البشر وأبناء الأُمّة التي يكون فيها ، والتربية هي اللبنة الأولى لبناء أسرة صالحة ، ومجتمع سالم ، وأُمّةٍ وسط ، كما وصف القرآن الكريم أُمّتنا الإسلاميّة المباركة.

سأل سائل الإمام الحسين عليه‌السلام عن معنى الأدب ، فقال عليه‌السلام : «هو أنْ تَخرجَ منْ بيتكَ فلا تلقي أحداً إلاّ رأيتَ

__________________

١ ـ الإمامة والسياسة ـ ابن قتيبة ١ ص ١٨٢ ، موسوعة الثورة الحسينيّة ٥ ص ٣٣٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ ص ١٩٨.

٥٩

لهُ الفضلَ عليك» (١).

هذا هو الأدب الإنساني الرفيع الذي لا يرى أحد في نفسه فضلاً على أحد من خلق الله ، وهذا يعبّر عن قمّة في الإنسانيّة من جانبي السلب والإيجاب.

فالإنسان بصير بنفسه ، خبير بأحواله كلّها ، وربّنا سبحانه يقول : (بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) (٢).

والحديث الذي صار يشبه بمثل من الأمثال وهو (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه) ، فالإمام الحسين عليه‌السلام يشير لنا إلى هذه الحقيقة الناصعة.

والحقيقة الأُخرى أنّك على ظنّ أو شك من أحوال أخيك الإنسان الذي تلتقيه ، وعلى يقين من أحوال نفسك ، فكيف تقدّم الشك على اليقين؟

وهذه قمّة التواضع لخلق الباري (عزّ وجلّ) ، ولا يأتي إلاّ من تجربة تربويّة عاليّة جدّاً ؛ ولذا يقول سبط الرسول الحسين عليه‌السلام موجّهاً ومربّياً أصحابه على هذا الخلق العظيم :

«إيّاكَ وما تعتذرُ منه ؛ فإنَّ المؤمنَ لا يُسيء ولا يعتذرُ ، والمنافقُ كلَّ يومٍ يُسيء ويعتذرُ» (٣).

فإذا أردت أن تكون تلميذاً في مدرسة المولى أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام فعليك أن تحترز من أيّ عمل يمكن أن تعتذر منه. أي العمل الذي يعيب ، أو

__________________

١ ـ موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه‌السلام ص ٧٥٠ ح٩١٠ ، جمال الخواطر ٢ ص ٧٥.

٢ ـ سورة القيامة : الآية ٧٥.

٣ ـ تحف العقول ص ١٧٩ ، موسوعة البحار ٧٨ ص ١٢٠.

٦٠