الوثائق الرسميّة لثورة الإمام الحسين

عبد الكريم الحسيني القزويني

الوثائق الرسميّة لثورة الإمام الحسين

المؤلف:

عبد الكريم الحسيني القزويني


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مكتبة الشهيد الصدر
المطبعة: نمونه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٦٤

«يا اُختاه ، هيهات هيهات! لو تُرك القطا لنام».

فقالت اُمّ كلثوم : يا أخي ، كأنّك استسلمت للموت!

الحسين (عليه السّلام) : «يا اُخيّة ، كيف لا يستسلم مَنْ لا ناصر له ولا معين؟» (١). ثمّ سأل (عليه السّلام) عن عزيزته سكينة ؛ لأنّه لم يرَ شخصها ، ولم يسمع صوتها ، فقيل له : إنّها في خيمتها تبكي. فجاء إليها وضمّها إلى صدره قائلاً :

سيطولُ بعدي يا سكينةَ فاعلمي

منكِ البكاءُ إذا الحمامُ دهاني

لا تُحرقي قلبي بدمعكِ حسرةً

ما دام منّي الروح في جثماني

فإذا قُتلت فأنتِ أولى بالذي

تأتينهُ يا خيرةَ النسوانِ

ثمّ إنّه (عليه السّلام) ودّع عياله ونساءه ، وأمرهم بالصبر قائلاً :

«استعدوا للبلاء ، واعلموا أنّ الله تعالى حاميكم وحافظكم ، وسينجيكم من شرّ الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويُعذّب عدوّكم بأنواع العذاب ، ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ؛ فلا تشكّوا ، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من

__________________

(١) مقتل أبي مخنف ص ٨٤.

٢٤١

قدركم» (١).

ثمّ رفع طرفه إلى السماء وقال : «اللّهم امسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض. اللّهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً ؛ فإنّهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا» (٢).

١٢٠ ـ الحسين (عليه السّلام) يعيد كرة الهجوم :

ثمّ إنّه (عليه السّلام) دعا بسروال يماني محكم النسج يلمع فيه البصر ، فخرقه وفزره حتّى لا يطمع فيه أحد ، لأنّه (عليه السّلام) يعلم أنّه يُسلب بعد مقتله ، فقيل له : لو لبست تحته تبّاناً ، وهو سروال صغير. فقال (عليه السّلام) : «ذلك ثوب مذلّة ، ولا ينبغي لي أن ألبسه» (٣). ثمّ حمل على القوم وهو يُقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع ، يتّقي الرمية ، ويفترص العورة ، ويشدّ على الخيل قائلاً :

__________________

(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٤٨.

(٢ و ٣) تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٥١ ـ ٤٥٢.

٢٤٢

«أعلى قتلي تحاثّون؟! أما والله ، لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله ، والله أسخط عليكم لقتله منّي. وأيم الله ، إنّي لأرجو أن يُكرمني الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون. أما والله ، إن لو قد قتلتموني لألقى الله بأسكم بينكم ، وسفك دماءكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يُضاعف لكم العذاب الأليم» (١).

ثمّ أخذ يُقاتل القوم قتالاً شديداً ، وحملت عليه الرجالة من اليمين والشمال ، فحمل (عليه السلام) على من عن يمينه حتى كشفهم ، وعلى من عن شماله حتى كشفهم ، وعليه قميص له من خز وهو معتم ، وقال عبدالله بن عمار : «فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ، ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه ، والله ما رأيت قبله ولا بعيده مثله ، ان كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى اذا أخذ العطش منه مأخذاً عظيماً ، فاتّجه نحو الفرات يريد أن يروّي

__________________

(١) الطبري ص ٤٥١ وص ٤٥٢ ج ٥.

(٢) تاريخ الطبري ص ٤٥٢ وص ٤٤٩ وص ٥٤٠ ج ٥.

٢٤٣

عطشه ليستعين على قتال أعدائه.

فنادى رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم! حولوا بينه وبين الماء ، لا تتام إليه شيعته(١). فتكاثروا عليه وأحاطوا به ، فشدّ (عليه السّلام) عليهم حتّى كشفهم ، فجاءه سهمان ؛ فوقع أحدهما في عنقه ، والآخر في فمه ، فانتزعهما ، وبسط كفيه فامتلأتا دماً ، ثمّ قال : «اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك. اللّهمّ أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على الأرض منهم أحداً» (٢).

ثمّ جاء (عليه السّلام) إلى حرمه ليسكن روعهنّ ، ويطمئن نفوسهنّ. وبينما هو مشغول بنفسه وحرمه ، صاح عمر بن سعد : ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه ، والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم. فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفت السهام بين أطناب المخيّم. وشكّ سهم ببعض اُزر النساء فدهشنَ واُرعبنَ ، وصحنَ ودخلنَ الخيمة وهنّ ينظرنَ إلى الحسين (عليه السّلام) كيف يصنع.

فحمل (عليه السّلام) كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلاّ

__________________

(١) المصدر نفسه ص ٣٤٣.

(٢) المصدر نفسه.

٢٤٤

بعجه بسيفه فقتله ، والسهام تأخذه من كلّ ناحية ، وهو يتقيها بصدره ونحره (١) حتّى اُثخن بالجراح من كثرة ما اُصيب ، والدماء تنزف منه ؛ فرماه أبو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته فنزعه ، وسالت الدماء على وجهه الشريف ، فقال :

«اللّهمّ إنّك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة. اللّهمّ أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً»(٢). ثمّ توالوا عليه ضرباً بالسيوف ، وطعناً بالرماح ، ورمياً بالسهام ، ورضخاً بالحجارة ، فلم يتمالك (عليه السّلام) ، وضعف عن القتال ؛ فوقف ليستريح علّه يجد قوّة ، ويزداد نشاطاً ليحامي عن رسالته ومقدّساته ، فرضخه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه فرماه آخر بسهم ذي ثلاثة شعب فوقع في صدره ، فأخرج السهم من قفاه ، وانبعث الدم كالميزاب (٣) ، فقال :

__________________

(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٠.

(٢) نفس المصدر الاخير.

(٣) مقتل الحسين ـ الخوارزمي ج ٢ ص ٣٤ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥١ ـ ٣٥٢.

٢٤٥

«بسم الله وبالله ، وعلى ملّة رسول الله. إلهي إنّك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبيٍّ غيره. هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله». ثمّ إنّه (عليه السّلام) لطّخ به رأسه ووجهه ولحيته ، وقال : «هكذا أكون حتّى ألقى الله وجدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا مخضب بدمي ، وأقول : يا جدّ ، قتلني فلان وفلان» (١).

ثمّ صاح (عليه السّلام) بأعلى صوته :

«يا اُمّة السوء! بئسما خلفتم محمّداً في عترته! أما إنّكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إيّاي. وأيم الله ، إنّي لأرجو أن يُكرمني الله بالشهادة ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون».

فقال الحصين : بماذا ينتقم لك منّا يابن فاطمة؟

الحسين (عليه السّلام) : «يُلقي بأسكم بينكم ، ويسفك دماءكم ، ثمّ يصبّ عليكم العذاب صبّاً» (٢).

١٢١ ـ الأطفال ينتصرون للحسين (عليه السّلام) :

لمّا اُثخن الحسين (عليه السّلام) بالجراح ، وأعياه نزف الدم.

__________________

(١) مقتل الحسين ـ الخوارزمي ج ٢ ص ٣٤ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥١ ـ ٣٥٢.

(٢) نفس المصدر السابق.

٢٤٦

واضعف قواه ، ولم يتمالك الوقوف من كثرة الجراحات ، وشدّة النزف. بقي (عليه السّلام) جالساً يرعى أطفاله وحرمه بقلبه وبصره ، وقد أحاط به الأعداء من كلّ صوب ، وأحدقوا به من كلّ جانب وهو مع هذا لا يستطيع النهوض. فنظر عبد الله بن الحسن (وهو غلام) إلى عمّه الحسين (عليه السّلام) بهذا الحال فلم يتمالك دون أن أقبل مسرعاً إلى عمّه ، وأرادت زينب (عليها السّلام) حبسه فأفلت منها ، وجاء فوقف عند عمّه ، وإذا ببحر بن كعب يريد أن يضرب الحسين (عليه السّلام) بالسيف.

الغلام صاح به : يابن الخبيثة! أتضرب عمّي؟! فأجابه ابن كعب بضربة ، فاتّقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة.

فصاح الغلام : يا عمّاه! ويا اُمّاه! ووقع في حجر عمّه الحسين (عليه السّلام) ، فضمّه إلى صدره قائلاً :

«يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ؛ فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ، برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعلي بن أبي طالب ، وحمزة ، وجعفر ، والحسن بن علي ، صلّى الله عليهم أجمعين» (١).

__________________

(١) تاريخ الطبري ص ٤٥١ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٤.

٢٤٧

ثمّ دعا (عليه السّلام) عليهم قائلاً : «اللّهم أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض. اللّهمّ إن متّعتهم إلى حين ففرّقهم تفريقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا تُرضي الولاة عنهم أبداً ؛ فإنهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يقاتلونا» (١).

ورمى حرملة بن كاهل الغلام بسهم فذبحه وهو في حجر عمّه (٢).

وبقي الحسين (عليه السّلام) على حاله لا يستطيع الجلوس ، وأخذ ينوء برقبته ، وقد جالت الخيل حوله وتصعصعت كما يقول هاني بن ثبيت الحضرمي ، وإذا بغلام آخر من آل الحسين يخرج مسرعاً نحوه وهو ممسك بعمود من تلك الأبنية ؛ عليه إزار وقميص ، وهو مذعور ، يتلفت يميناً وشمالاً. فكأني أنظر إلى درّتين في اُذنيه تذبذبان كلّما التفت ، إذ أقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف. والغلام هو محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب (عليهم السّلام) (٣). وهناك كثير من الأطفال الذين انتصروا للحسين (عليه السّلام) ،

__________________

(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٤ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٤.

(٢ و ٣) اللهوف ص ٦٨ ، تاريخ الطبري ص ٤٤٩ ج ٥.

٢٤٨

وسوف نتعرّض لهم في القسم الثاني من هذا الكتاب. وهكذا ملكت ثورة الحسين (عليه السّلام) قلوب الناس ، كبيرهم وصغيرهم ، لأنّها قضية الإنسان العادلة.

١٢٢ ـ مع الحسين (عليه السّلام) في لحظاته الأخيرة :

ولقد مكث الحسين (عليه السّلام) على هذا الحال زمناً طويلاً من النهار لا يجرأ أحد من القوم على قتله ، لِما له في نفوسهم من القدسية والرهبة. وكان بعضهم يتّقي ويتحاشى من قتله ويودّ أن يكفيه غيره.

فنادى شمر فيهم : ويحكم! ماذا تنتظرون بالرجل وقد أثخنته السهام؟! احملوا عليه واقتلوه ثكلتكم اُمّهاتكم!

فحملوا عليه من كلّ جانب وصوب ، فضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه الأيسر ، ورماه الحصين في حلقه ، وضربه على عاتقه ، وطعنه سنان بن أنس بن عمر بالرمح على صدره فوقع ، ثمّ رماه بسهم في نحره ، وطعنه صالح في جنبه ، والحسين (عليه السّلام) ينوء برقبته ويكبو. قال هلال بن نافع :

كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود

٢٤٩

بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلاً قط مضمّخاً بدمه أحسن منه وجهاً ولا أنور ، ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله. فاستقى الماء في هذا الحال فأبوا أن يسقوه (١).

وقال له رجل من الأعداء : لا تذوق الماء حتّى ترد الحامية فتشرب من حميمها.

الحسين (عليه السّلام) يجيبه : «أنا أرد الحامية! وإنّما أرد على جدّي رسول الله ، وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، أشكو إليه ما ارتكبتم منّي وفعلتم بي». فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئاً (٢).

١٢٣ ـ الحسين (عليه السّلام) يناجي ربه :

الحسين (عليه السّلام) لم يترك شيئاً إلاّ وبذله في طاعة الله ورضوانه ، ولم يبخل بمال ، أو جاه ، أو نفس ، أو ولد في سبيله تعالى. وأخيراً : إنّه لم يملك إلاّ أنفاساً تصعد وتنزل وهي في طريقها إلى لقاء ربّها ، وهو طريح على الرمضاء قد كلّلته قطع السيوف والرماح

__________________

(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٦.

(٢) مقتل ابن نما ص ٤٩ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٩.

٢٥٠

والحجارة ، وأثخنته الجراح وأعياه النزف ، وجهد الحرب والعطش. ومع هذا الحال ، وإذا به يسبّح في روح الله وروحانيته ، فيناجي ربّه بكلّ مشاعر قلبه ، بهذه الأنفاس المتقطّعة التي ستعيش معه لحظات ثمّ تهدأ. فهو حريص عليها أن لا تذهب سُدىً ، وأن لا تذهب إلاّ في سبيل الله ، رافعاً طرفه نحو السماء قائلاً بضعيف صوت :

«اللّهم متعالي المكان ، عظيم الجبروت ، شديد المحال ، غني عن الخلايق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، سابغ النعمة ، حسن البلاء ، قريب إذا دُعيت ، محيط بما خلقت ، قابل التوبة لمَنْ تاب إليك ، قادر على ما أردت ، تُدرك ما طلبت ، شكور إذا شُكرت ، ذكور إذا ذُكرت ، أدعوك محتاجاً ، وأرغب إليك فقيراً ، وأفزع إليك خائفاً ، وأبكي مكروباً ، واستعين بك ضعيفاً ، وأتوكّل عليك كافياً. اللّهمّ احكم بيننا وبين قومنا ؛ فإنّهم غرّونا وخذلونا ، وغدروا بنا وقتلونا ، ونحن عترة نبيّك ، وولد حبيبك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، الذي اصطفيته بالرسالة ،

٢٥١

وائتمنته على الوحي ، فاجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً ، يا أرحم الراحمين (١).

صبراً على قضائك يا ربّ ، لا إله سواك ، يا غياث المستغيثين ، ما لي ربّ سواك ، ولا معبود غيرك ، صبراً على حكمك ، يا غياث مَنْ لا غياث له ، يا دائماً لا نفاذ له ، يا محيي الموتى ، يا قائماً على كلّ نفس بما كسبت ، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين» (٢).

ثم جاء إليه الخولّى بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه ، فأرعد وضعف ، فقال له سنان بن أنس : فتَّ الله في عضديك ، وأبان يديك. ثمّ نزل إلى الحسين (عليه السّلام) فذبحه واحتز رأسه.

قال إمامنا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام) :

«وجد بالحسين (عليه السّلام) حين قُتل ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة». ثمّ هجموا عليه يسلبون ما عليه من اللباس ، وبعدها هجم الجيش على خيامه وحرمه يسلبونهم وهم يبكون (٣).

__________________

(١) مصباح المتهجّد ، والإقبال ـ مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٧.

(٢) أسرار الشهادة ص ٤٢٣ ، رياض المصائب ص ٣٣.

(٣) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٦.

٢٥٢

وختاماً يا قارئي

وبهذه الوريقات عشنا مع هذه الوثائق التي صورت لنا عظمة ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) وأهميتها التاريخية والعقائدية ، والتي كانت العامل الرئيس الذي لعب دوراً هاماً في كشف أباطيل الحكام المنحرفين ، وانتزاع السلطة التشريعية من أيديهم بعد أن كان الخليفة يحكم ويشرّع كما يحبّ ويشاء حسب هواه ، فيحرّم ما أحلّه الله ورسوله ، ويحلّل ما حرّمه الله ورسوله. إلاّ إنّ الحسين (عليه السّلام) بثورته المباركة استطاع أن ينتزع تلك السلطة من يد الخليفة الحاكم المنحرف آنذاك ، وأفهم الرأي العامّ بأنّ الخليفة ليس له حقّ في تشريع أيّ حكم ، وإنّما التشريع منحصر في الكتاب والسنّة النبوية وما يؤدّي إليهما.

وكفاها انتصاراً أن وضعت حدّاً للتلاعب بأحكام الشريعة من قبل المستهترين والمنحرفين. وهكذا انتصرت ثورة الحسين (عليه السّلام) إرادياً وتشريعياً.

وبقي علينا أن نتفهّم معالم هذه الثورة المقدّسة ،

٢٥٣

لنسير على هديها ، ونستمد منها روحاً من الخير ، ومشاعر من الحقّ ، وهدياً من الفضيلة ، وقبساً من الجهاد والنضال لنقود قافلة الاُمّة في سبيل تحرير أراضيها ، وطرد أعدائها الصهاينة وأتباعهم.

وإلى اللقاء في القسم الثاني من هذا الكتاب.

٢٥٤

دليل الكتاب

الموضوع

الصفحة

تقديم.................................................................... ٩ ـ ١٢

عرض وتمهيد..................................................... ١٣ ـ ٤٢

ثورة الحسين وتقيم المؤرخين لها قديماً وحديثاً...................................... ١٣

ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) ومعطياتها....................................... ١٤

احتواء ثورة الحسين على جانبين مهمين........................................... ١٥

١ ـ الجانب العاطفي للثورة.................................................. ١٥

٢ ـ الجانب العقائدي للثورة................................................. ١٧

الإسلام والخلافة............................................................... ٢٦

الخلافة في رأي أهل الشيعة...................................................... ٢٨

الخلافة في رأي أهل السنة....................................................... ٢٩

أهلية الخلافة................................................................... ٢٩

الخليفة ورأي الشيعة............................................................ ٢٩

الخليفة في رأي أهل السنة....................................................... ٣٠

يزيد وأهلية الخلافة............................................................. ٣١

هل انتصر الحسين (عليه السّلام)؟ ولمَنْ النصر؟.................................... ٣٦

٢٥٥

الحسين في المدينة................................................. ٤٢ ـ ٤٥

إعلان الحسين (عليه السّلام) لثورته.............................................. ٤٢

بين مروان ووالي يزيد........................................................... ٤٣

مروان بن الحكم والحسين (عليه السّلام).......................................... ٤٤

الإمام الحسين (عليه السّلام) يودّع قبر جدّه رسول الله............................. ٤٥

الحسين في مكة................................................... ٤٥ ـ ٥٧

خروج الحسين (عليه السّلام) من المدينة إلى مكّة................................... ٤٥

وصية الحسين (عليه السّلام)..................................................... ٤٦

كتاب الحسين (عليه السّلام) إلى بني هاشم........................................ ٤٧

دخول الحسين (عليه السّلام) إلى مكّة............................................ ٤٧

كتب ورسل أهل الكوفة إلى الحسين (عليه السّلام)................................ ٤٨

جواب الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة................................ ٥١

كتاب مسلم إلى الحسين (عليه السّلام)........................................... ٥٢

كتاب الحسين (عليه السّلام) إلى رؤساء الأخماس والأشراف بالبصرة................ ٥٣

جواب أهل البصرة للحسين (عليه السّلام)........................................ ٥٤

الحزب الاُموي وموقفه من الثورة................................................. ٥٧

يزيد وعماله في العراق............................................ ٥٩ ـ ٧٥

خطبة النعمان والي يزيد على الكوفة.............................................. ٦١

رجال الحزب الاُموي وخطورة الموقف............................................ ٦٢

يزيد يعزل النعمان وينصب عبيد الله.............................................. ٦٣

الخطبة الأولى لابن زياد في الكوفة................................................ ٦٥

اعتقال هاني بن عروة........................................................... ٦٦

٢٥٦

الخطبة الثانية لابن زياد......................................................... ٦٦

الخطبة الثالثة لابن زياد......................................................... ٦٨

محاصرة مسلم بن عقيل......................................................... ٦٩

رسالة شفوية من مسلم إلى الحسين (عليه السّلام).................................. ٧٠

محاورة بين مسلم وابن زياد...................................................... ٧١

رسالة ابن زياد الى يزيد......................................................... ٧٤

كتاب يزيد إلى عبيد الله........................................................ ٧٥

خروج الحسين من مكة........................................... ٧٦ ـ ٨٠

خطبة الإمام الحسين (عليه السّلام) في مكّة........................................ ٧٦

الحسين (عليه السّلام) مع رجالات مكّة.......................................... ٧٨

الحسين في الطريق.............................................. ٨١ ـ ١٠٧

الحسين (عليه السّلام) والفرزدق................................................. ٨١

كتاب عبد الله بن جعفر الطيّار إلى الحسين (عليه السّلام)........................... ٨٢

جواب الحسين (عليه السّلام) له................................................. ٨٣

كتاب عمرو والي يزيد على مكّة إلى الحسين (عليه السّلام)......................... ٨٣

جواب الحسين لعمرو بن سعيد والي يزيد على مكّة................................ ٨٤

كتاب الحسين (عليه السّلام) الثاني لأهل الكوفة................................... ٨٥

رسول الحسين (عليه السّلام) مع ابن زياد......................................... ٨٦

الحسين (عليه السّلام) يؤبّن قيساً................................................. ٨٨

عبيد الله ومنع التجول.......................................................... ٨٩

الحسين (عليه السّلام) وزهير بن القين............................................ ٨٩

منطقة الثعلبية.................................................................. ٩٠

الحسين مع ابنه علي الأكبر (عليهما السّلام)...................................... ٩١

الحسين (عليه السّلام) مع أحد الأعراب.......................................... ٩١

٢٥٧

الحسين (عليه السّلام) يخبر بقتل مسلم وعبد الله بن يقطر........................... ٩٢

الحسين (عليه السّلام) يؤبّن مسلم بن عقيل....................................... ٩٣

منطقة بطن العقبة.............................................................. ٩٤

منطقة (شراف)................................................................ ٩٥

التقاء الحسين (عليه السّلام) بأوّل كتيبة للجيش الاُموي............................ ٩٥

الحرّ والحسين (عليه السّلام)..................................................... ٩٦

خطبة الحسين (عليه السّلام) الأولى على مسامع الجيش الاُموي...................... ٩٦

الخطبة الثانية للحسين (عليه السّلام) أمام كتيبة الحر............................... ٩٧

الحسين (عليه السّلام) يخطب ثالثاً أمام كتيبة الحر.................................. ٩٩

الحسين (عليه السّلام) يستشهد بأبيات.......................................... ١٠١

في منطقة عذيب الهجانات..................................................... ١٠٢

مقتل رسول الحسين.......................................................... ١٠٣

الطرماح يحدو بالركب الحسيني................................................ ١٠٤

في قصر بني مقاتل ـ وهو ما يسمى الآن بقصر الاخيضر......................... ١٠٥

الحسين وابنه علي الأكبر (عليهما السّلام)....................................... ١٠٥

كتاب ابن زياد إلى الحرّ....................................................... ١٠٦

الحسين (عليه السّلام) في كربلاء............................... ١٠٨ ـ ١٥٨

الحسين وكربلاء............................................................. ١٠٨

خارطة توضيحية المناطق التي مرّ بها الركب الحسيني في طريقه الى كربلاء........... ١١٠

خطبة الحسين (عليه السّلام) في كربلاء......................................... ١١١

الحسين (عليه السّلام) وأصحابه................................................ ١١٢

كتاب الحرّ إلى ابن زياد....................................................... ١١٣

كتاب ابن زياد إلى الحسين (عليه السّلام)....................................... ١١٣

٢٥٨

خروج عمر بن سعد وبإمرته أربعة آلاف فارس لحرب الحسين (عليه السّلام)....... ١١٤

رسول عمر بن سعد إلى الحسين (عليه السّلام).................................. ١١٦

كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد............................................... ١١٧

كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد............................................... ١١٨

ابن زياد يمني الناس بالخروج لحرب الحسين (عليه السّلام)......................... ١١٩

القوات الاُمويّة تزحف إلى كربلاء.............................................. ١٢٠

التعداد الكمي للجيش الاُموي في كربلاء....................................... ١٢٢

كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد............................................... ١٢٤

حبيب بن مظاهر الأسدي..................................................... ١٢٥

التعداد الكمي للجيش الحسيني................................................. ١٢٦

كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد............................................... ١٢٨

محاورة بين الحسين وعمر بن سعد في كربلاء.................................... ١٣٠

كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد يفتري فيه على الحسين.......................... ١٣١

تكذيب الكتاب.............................................................. ١٣٢

كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد............................................... ١٣٤

برير بن خضير يصرخ بالجيش الاُموي.......................................... ١٣٦

الحسين (عليه السّلام) يناشد الجيش الاُموي في كربلاء........................... ١٣٧

الجيش الاُموي يزحف لقتال الحسين (عليه السّلام)............................... ١٣٩

زينب (عليها السّلام) توقظ الحسين (عليه السّلام)............................... ١٤٠

العباس (عليه السّلام) يقابل الجيش الاُموي...................................... ١٤١

حبيب بن مظاهر وزهير بن القين يكلمان الجيش الاُموي.......................... ١٤٢

حبيب بن مظاهر يخاطب الجيش الاُموي........................................ ١٤٢

العباس (عليه السّلام) يعود بالجواب إلى الجيش الاُموي............................ ١٤٣

الحسين (عليه السّلام) يختبر أصحابه وأهله...................................... ١٤٥

٢٥٩

أهل البيت يجيبون الحسين (عليه السّلام)........................................ ١٤٦

أصحاب الحسين (عليه السّلام) يجيبونه.......................................... ١٤٧

جواب مسلم بن عوسجة...................................................... ١٤٧

جواب سعد بن عبد الله الحنفي................................................. ١٤٧

جواب زهير بن القين......................................................... ١٤٨

جواب بقية الصحابة.......................................................... ١٤٨

الحسين (عليه السّلام) ونافع بن هلال........................................... ١٤٩

شهادة الحسين (عليه السّلام) بأصحابه.......................................... ١٥٠

الأصحاب يقفون عند خيام حرم الحسين........................................ ١٥١

الحسين واُخته زينب.......................................................... ١٥٣

ليلة الوداع .. ليلة صلاة وتلاوة................................................ ١٥٥

محاورة بين برير وأبي حرب السبيعي............................................ ١٥٦

حفر خندق.................................................................... ٥٨

اليوم العاشر من المحرم.................................................. ١٥٨

يوم اللقاء بين العسكرين...................................................... ١٥٨

الحسين (عليه السّلام) ينظم جيشه الصغير....................................... ١٥٩

الجيش الاُموي ينظم صفوفه.................................................... ١٦٠

نظرة ودعاء.................................................................. ١٦٢

الحسين (عليه السّلام) يخطب أمام الجيش الاُموي................................ ١٦٣

شمر يقاطع خطبة الحسين (عليه السّلام)......................................... ١٦٥

حبيب بن مظاهر يرد عليه..................................................... ١٦٥

الحسين (عليه السّلام) يتم خطبته............................................... ١٦٦

زهير بن القين يحذر وينذر الجيش الاُموي....................................... ١٦٧

الجيش الاُموي يرد على كلام زهير بن القين..................................... ١٦٨

٢٦٠