الوثائق الرسميّة لثورة الإمام الحسين

عبد الكريم الحسيني القزويني

الوثائق الرسميّة لثورة الإمام الحسين

المؤلف:

عبد الكريم الحسيني القزويني


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مكتبة الشهيد الصدر
المطبعة: نمونه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٦٤

١
٢

٣

الإهداء

إليك يا أبا الشهداء

أهدي اليک يا مولاي هذه الطبعة الثالثة من كتابي هذا ؛ لأنّك أوّل الثائر من أجل الإسلام ورسالته ، وتطبيق حكومته الصادقة ، وإلى جميع الشهداء الذين ثاروا من أجل هدفك وانشودتك

والذين ساروا على وربك ونهجك وخطى هديك وشهادتك في كلّ زمان ومكان ، من ؛مثال حفيدک الثائر ونبائک شهيد هذا العصر المرجع الشهيد السيّد الصّدر ..

راجياً بذلك شفاعة جدّك وأبيك ، وأمّك وأخيك ، وشفاعتك وبنيک ، لي ولوالديّ الذين

٤

علماني مودتكم والسير على نهجكم أهل البيت الذي فرض الله ذلك بقوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ..

وطابت شفاه مَنْ قال :

لا عذبَ اللهُ أمّي إنّها شربتْ

حبّ الوصي وغذتنيه باللبنِ

وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ

فصرتُ من ذي وذا أهوى أبا حسنِ

فإنا بحبكم غذينا ، وبطينتكم عجنا ، وعلى دربكم مشنيا ، ونهجكم سرنا ..

فتقبل يا سيدي من ولدك.

٥
٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْص مِنَ الاَْمْوالِ وَالاَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إليه راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِم ْوَرَحْمَة ٌوَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

سورة البقرة ١٤٩

«قرآن كريم»

٧
٨

تقديم

الحمد لله ربّ العالمين ، والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الأئمة المجاهدين الطاهرين.

قارئي العزيز :

بين يديك القسم الأوّل من هذا الكتاب الذي يضمّ بين دفتيه جميع الوثائق الرسميّة التي تتعلّق بثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) ، من الكتب والخطب والبيانات التي ترتبط بهذه الثورة ؛ سواء كانت صادرة عن الحسين (عليه السّلام) ، أو أصحابه ، أو عن المسؤولين في الحكم آنذاك منذ أن أعلن ثورته في المدينة إلى يوم مصرعه في كربلاء.

وقد بذلت جهد إمكاني في ضبطها وتنظيمها مع المحافظة على الترتيب الزمني لهذه الرسائل

٩

والخطب والبيانات. وقد عشت بعض أيامي مواكباً لهذه الوثائق بين الكتب والمصادر التاريخية ، لأدقّق في حرفيتها ونصّها وزمنها ، وقد وفّقت إلى حدّ ما في ضبطها النصّي والزمني.

وهي ـ بحسب اعتقادي ـ أوّل محاولة دراسية في بابها ، يستفيد منها الثائر ، والفدائي ، والكاتب ، والأديب ، والخطيب ، والناقد الاجتماعي ، لأنّها تعطي صوراً ونماذج عن الذهنية والعقلية التي عاشت وعاصرت فترة الثورة المقدّسة.

أخي القارئ :

إنّ فكرة جمع هذه الوثائق ما هي إلاّ فكرة طارئة حدثت في أيام ذكرى ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) من شهر محرّم من هذه السنة (١٣٩١ هـ) ، حيث أحببت أن اُلمّ ببعض خطبه (عليه السّلام) ، فراجعت بعض المصادر ، وإذا أنا أمام ثروة كبيرة تتعلّق بالثورة الحسينيّة ، ففكّرت في جمعها ونشرها في كتاب مختصر(١) لتستفيد الأمّة من تراثها ، ويطلّع الرأي

__________________

(١) سوف ابحث هذه النصوص بشکل أوسع (متنا وسندا ورواية وتعليقا) في القريب باذن الله.

١٠

العام عليها ، ونحقّق بذلك الأهداف التالية :

١ ـ اطلاع الأمّة على بعض معالم دينها وعقيدتها ، لِما في هذه الوثائق من الحقائق الدينية التي لا بدّ للأمّة من الاطّلاع عليها وفهمها.

٢ ـ اطلاع الأمّة على التراث الأدبي واللغوي لرجالها الثائرين ، والذي يتجلّى في خطب الإمام الحسين (عليه السّلام) ورسائله بشكل خاص.

٣ ـ التركيز على الوعي الحسيني في النفوس ، وعياً كاملاً بخطوطه وأبعاده حتّى يكون واضحاً لدى الجميع ماذا أراد الحسين (عليه السّلام) من ثورته؟ وما هي الغاية منها؟

٤ ـ الاستفادة من التضحيات والقرابين التي قدّمها أبو الشهداء ظهيرة يوم العاشر من محرّم في سبيل رسالته وعقيدته لنستمد من تضحياته جذوة تنير لنا الدرب في المحافظة على ديننا ، وتحرير بلادنا من رجس الصهيونية والاستكبار العالمي ، ولنصمد في وجه تياراتها وأفكارها كما صمد (عليه السّلام) هو والصفوة الطاهرة من أصحابه في وجه ذلك الزخم العسكري الهائل من أجل دينه ومقدّساته.

فأقدّم هدف أبي عبد الله (عليه السّلام) «من جديد إلى ضمائر فريق كبير من بني الإنسان لعلّهم يقدّمون رسالته

١١

خطوة واحدة أو خطوات في سبيل اليقين والعمل الخالص لوجه الحقّ والكمال» (١).

وأخيراً : فإنّي حاولت أن أتبسط ، وابتعد عن مجال الخيال الأدبي ، والترف اللفظي في هذا الكتاب من أجل أن يقرأه ويفهمه الجميع ليكون موضعاً للعناية والدراسة.

وختاماً :

وكلّ أملي يا مولاي يا أبا الشهداء من كتابة هذه الوريقات أن تكون شفيعاً لي ولوالدي عند جدّك رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله) يوم القيامة لننضوي تحت لوائه ، يوم لا لواء إلاّ لواءه (يَومَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِيم) (٢).

عبد الكريم الحسيني القزويني

سلطنة عمان ـ مطرح

__________________

(١) أبو الشهداء ـ عباس العقّاد ص ٦.

(٢) سورة الشعراء ص ٨٩.

١٢

تمهيد

عرض وتمهيد :

ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هي من أهم الثورات التي شغلت فكر الإنسانية ، وأخذت مجالا كبيراً من التاريخ الإسلامي لأنّها حدث غير عادي ومهم جدّاً.

فكان لا بدّ للمؤرّخ مهما كانت ميوله ومعتقداته أن يشير إليها بإيجاز أو بإسهاب ، وذلك ـ طبعاً ـ من وجهة نظره الخاصة ، وحسب سعة اطلاعه الفكري وضيقه. ولو نظرنا إلى جُلّ مَنْ أرّخ لثورة الحسين (عليه السّلام) لرأيناه يتصاغر أمام عظمتها وواقعيتها إلاّ نفراً يسيراً ممّن اُشبعت نفوسهم ببغض آل البيت (عليهم السلام) ، واستُميلت ضمائُرهم بالمال والسلطان.

١٣

والذي عليه آراء الأمّة منذ ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) حتّى يومنا هذا ، أنّها الثورة الحقيقية التي قدّمت للإسلام القرابين والضحايا من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، فأعادت إليه هيبته المنهارة كرامته المفقودة ؛ وذلك بسبب تلاعب المتسلّطين آنذاك بمقدّساته وأحكامه.

ثورة الإمام الحسين (ع) ومعطياتها

إنّ الزخم العطائي لثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) عطاء مستمر ودائم على مختلف العصور والدهور والأجيال ؛ فهي بمثابة المشعل الذي ينير الدرب للثائرين في سبيل رسالة الحقّ ، الرسالة الإسلاميّة الخالدة. وفي نفس الوقت تحرق الهياكل الوهمية المزيّفة التي بنت دعائهما على عروش وكراسي من الشمع ، سرعان ما تذوب بحرارة الثورة الحسينيّة المقدّسة.

وهذا العطاء الدائم المستمر للثورة ، طالما غذّى الغصون الإسلاميّة حتّى نمت وترعرعت ببركة ثورة أبي الشهداء الحسين الخالد (عليه السّلام). فهي كانت ولا تزال وستكون نبراساً لكلّ إنسان معذّب ومضطهد على وجه هذه الأرض ، وهي الأمل المنشود لكلّ الناس

١٤

الخيّرين ، الذين يدافعون عن حقّهم في العيش بسلام وأمان.

فهذه القرون تأتي وتذوب قرناً بعد قرن كما تذوب حبّة الملح في المحيط. وهذا الحسين اسمه باق في القلوب وفي الأفكار والضمائر ، فهو أكبر من القرون وأكبر من الزمن لأنّه عاش لله ، وجاهد في سبيله ، وقتل في رضوانه. فهو مع الله والله معه ، ومَنْ كان الله معه فهو باق. وإنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) قد تمخّضت وكشفت عن جانبين مهمّين هما :

١ ـ الجانب العاطفي للثورة :

فهي الثورة الوحيدة في العالم التي لو تسنّى لكلّ فرد مهما كان معتقده وفكرته أن يقرأ مسرحيتها بكلّ أبعادها وتفاصيلها لما تمكّن من أن يملك دمعته وعبرته. وكما هو المعروف الآن في البلاد غير الإسلاميّة كالهند وبعض الدول في أفريقيا حيث يقرأ بعض أبنائها ملحمة واقعة الطفّ في كربلاء ، فإنّهم لا يملكون إلاّ أن يجهشوا بالبكاء ، وقد يؤدّي أحياناً إلى ضرب الصدور لا شعورياً ، لأنّها مأساة أليمة تتصدّع القلوب لهولها ومصابها. وذلك كما

١٥

وصفها المؤرخ الإنكليزي الشهير [جيبون] بقوله : «إنّ مأساة الحسين المروّعة ، بالرغم من تقادم عهدها ، وتباين موطنها ، لا بدّ أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القرّاء إحساساً وأقساهم قلباً» (١).

وأكثر من هذا ، إنّه قد روي إنّ الذين قاتلوا رجال الثورة لم يملكوا أنفسهم من البكاء ، فهذا (عمر بن سعد) قائد الجيش الأموي في كربلاء يبكي عندما نادته زينب بنت علي (عليها السلام) قائلة له : يابن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته (٢).

وقيل أيضاً : إنّ الأعداء بعد قتل الحسين (عليه السّلام) هجموا على عياله يسلبونهم وهم يبكون ، فجاء رجل إلى فاطمة بنت الحسين وأراد سلبها وهو يبكي ، فقالت له : لماذا تسلبني إذن؟! فقال لها : أخاف أن يأخذه غيري (٣).

__________________

(١) تاريخ العرب ـ السيد مير علي ـ ترجمة رياض رأفت ص ٧٤ ، طبع مصر ، سنة ١٩٣٨ م.

(٢) انظر الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ج ٣ ص ٢٠٤.

١٦

وكيف لا تكون كذلك وهي المأساة التي أدمت قلب الإنسانية ، وأقرحت جفونها تألّماً وتأثّراً ، لأنّ فيها قُتل الشيخ الطاعن في السنّ الذي جاوز السبعين ، وقُتل فيها الكهل ، وهم الغالبية من أصحاب الحسين ، وفيها الفتي الذي جاوز الحلم أو لمّا من بني هاشم وأقمارهم وفتيان أصحابهم ، وفيها الطفل الرضيع والمرأة العجوز ، وفيها التمثيل بأجساد الشهداء ، ورضّها بحوافر الخيل ، وقطع رؤوسها ، وحرمان النساء والأطفال من الماء ، ونهب الخيام وحرقها ، وسَوْق بنات رسول الله سبايا من بلد إلى بلد ، يتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ... وإلى ما هنالك من المآسي والآلام التي حلّت بشهداء هذه الثورة؟!

٢ ـ الجانب العقائدي للثورة

إذا أردنا دراسة هذا الجانب فلم نعرف أنّ ثورة في التاريخ عُرفت بعقائديتها بهذا اللون من الاعتقاد والتفاني من أجله كثورة الحسين (عليه السّلام).

والإنسان لا يمكن له أن يعرف المستوى العقائدي لثورة من الثورات إلاّ أن يدرس النصوص والوثائق لقادة هذه الثورات وأنصارها.

وثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) بلغت في عقائديتها

١٧

الذروة العليا في الوعي والعمق لدى قائدها وأتباعه وأنصاره ؛ فهي لم تختلف وعياً في جميع أدوراها منذ أن اُعلنت حتّى آخر نفس من حياة رجالها ، على مختلف المستويات الثقافية والإدراكية لرجالها. فهذا الشيخ الكبير يحمل نفس الوعي للثورة الحسينيّة الذي يحمله الكهل والفتى ، وحتى الذي لم يبلغ الحلم يحمل نفس الروح لدى رجالها وأبطالها. فلو تصفّحنا الوثائق الأولى لقائد هذه الثورة الحسين (عليه السّلام) ، لرأيناها تحمل نفس روح الوثائق التي قالها الحسين (عليه السّلام) في آخر حياته ، فهي :

أ ـ الثورة على حكم يزيد بن معاوية.

ب ـ إقامة الشريعة الإسلاميّة وتطبيقها مقام المخالفات التي أشاعها الحاكم آنذاك. فثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هدفت في قيامها هذين الخطّين.

تغيير الجهاز الحاكم ، وتطبيق الشريعة الإسلاميّة.

أ ـ اما الثورة على تغيير الجهاز الحاكم. فالإمام الحسين (عليه السّلام) لم يقصد من ثورته على الحكم تغيير يزيد بالذات لأنّه ، هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، فتكون ثورته ثورة قبلية

١٨

كما يصوّرها البعض ، ويعتقد بأنّ الخصومة بين الهاشميين والاُمويِّين كانت مستمرة منذ قرون قبل الإسلام وبعده ؛ ولهذا خرج الحسين (عليه السّلام) على يزيد.

بل الإمام الحسين (عليه السّلام) علّل ثورته على حكم يزيد في بعض خطبه وبياناته.

ويتّضح ذلك جليّاً ممّا جاء في الوثيقة التي خطبها الحسين (عليه السّلام) أمام أوّل كتيبة للجيش الأموي : «أيّها الناس ، إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرام الله ، ناكثاً لعهده ، مخالفاً لسنة رسوله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول ، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله» (١).

حيث علّل (عليه السّلام) خروجه على سلطان يزيد لأنّه سلطان جائر ، يحكم الناس بالإثم والعدوان ، وذلك مخالف للشريعة الإسلاميّة ، ولسنّة النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ فلهذا خرج عليه.

صحيح أنّ هناك بعض الوثائق تصرّح باسم يزيد ، كما في وثيقة رقم ـ ١ ـ الوثيقة التي قالها لمّا طلب منه والي يزيد على المدينة مبايعة يزيد

__________________

(١) انظر الوثيقة رقم ٤٤ من هذا الكتاب.

١٩

فأجابه (عليه السّلام) : «أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة إلى قوله : ويزيد رجل فاسق ، شارب للخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن للفسق ، ومثلي لا يبايع مثله» (١).

فهكذا نجد الإمام (عليه السّلام) يعلّل ثورته على يزيد لأنّه رجل فاسق ، شارب للخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن للفسق. وهذه الصفات لا تتّفق مع شروط الخلافة ؛ فلهذا أعلن الحسين (عليه السّلام) ثورته على حكمه ، فثورته ليست ثورة قبلية ولا عنصرية ، كما يتوهّم البعض.

ب ـ تطبيق الشريعة الإسلاميّة :

وهذا هو من أهم أهداف الحسين (عليه السّلام) من ثورته على الحكم ، حيث عرض نفسه وأهل بيته وأصحابه للقتل والسلب والنهب من أجل هذا الهدف المقدّس.

فالحسين لم تكن غايته الرئيسية من خروجه تَسلُّم زمام الحكم فحسب ، بل إنّما هو يعتبر الاستيلاء على الحكم وسيلة لتطبيق أحكام الشريعة لا غاية بذاتها.

__________________

(١) انظر الوثيقة رقم ١ من هذا الكتاب.

٢٠