فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام - ج ١

الشيخ ذبيح الله المحلاتي

فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام - ج ١

المؤلف:

الشيخ ذبيح الله المحلاتي


المحقق: محمّد شعاع فاخر
الموضوع : التراجم
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-503-145-7
ISBN الدورة:
978-964-503-144-0

الصفحات: ٤٩٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وأما قاتل عثمان بن أمير المؤمنين عليه‌السلام فقد روى موسى بن عامر قال : كنت يوماً عند المختار بعد ظهوره وقد بعث خلف خولّى بن يزيد الأصبحي لعنه الله فحاصروا بيته فلم يجد له مهرباً فاختبأ في الكنيف وقد وضع على رأسه قوصرّة ، فلمّا أحاطوا بيته سألوا زوجته : أين خولّى ؟ ولمّا كانت المرأة شيعة لأهل البيت قالت بلسانها : لا علم لي بذلك ، وأشارت بيدها إلى الكنيف ، فقبضوا عليه هناك وأقبلوا به إلى المختار ، فقال : يا عدوّ الله ، قتلت عثمان بن عليّ بن أبي طالب وقتلت جعفراً بن عليّ بن أبي طالب ، وحملت رأس الحسين إلى الكوفة ، ثمّ أمر بإحراقه حيّاً فعجّل الله بروحه إلى نار جهنّم.

١٣٠ ـ عثمان بن عروة

في الزيارة الرجبيّة : « السلام على عثمان بن عروة الغفاري ». ولم أعثر على ترجمته في كتب الرجال.

وأمّا عقبة بن أبي العيزار فهو من أصحاب سيّد الشهداء إلّا أنّه لم يستشهد وهو راوي خطبة الإمام في البيضاء ونحن أوردناها في ترجمة الحرّ ، وكذلك راوي خطبة الإمام وأوّلها : « إنّ الدنيا قد تغيّرت » وذكرناها في ترجمة زهير بن القين.

__________________

= أن قال : وجلالة شأنه فوق ما ذكرناه. توفّي في ذي الحجّة السنة الثانية من الهجرة في المدينة الطيّبة. وقيل : هو أوّل من دفن في البقيع ، وروي أنّ النبيّ قبّله بعد وفاته ، ولمّا توفّي ولده إبراهيم قال له : الحق يا بني بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون.

وقال السمهودي في تاريخ المدينة : والظاهر أنّ بنات النبيّ كلّهنّ دفنّ بجواره لأنّ النبيّ وضع حجراً على قبره عندما دفن ليكون علامة على ذلك ، وقال : أضع هذا الحجر علامة على قبر عثمان لكي أدفن أولادي عنده إذا ماتوا) ، منتهى الآمال ، ج ١ ص ٢٦٣.

٣٦١
 &

١٣١ ـ عقبة بن سمعان

في الزيارة الرجبيّة : « السلام على عقبة بن سمعان ».

وفي نفس المهموم عن الطبري وكامل ابن الأثير الجزري عن عقبة بن سمعان أنّه قال : صحبت حسيناً فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى العراق ولم أُفارقه حتّى قُتل عليه‌السلام وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكّة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر ، إلى يوم مقتله إلّا وقد سمعتها ، لا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنّه قال : دعوني ولأذهب في هذه الأرض العريضة حتّى ننظر ما يصير أمر الناس (١) وسمعت منه كرّات ومرّات أنّه قال : لا والله ما أُعطيهم إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد.

وعقبة بن سمعان هذا هو الذي أمر الإمام الحسين عليه‌السلام في منزله بذي حسم أن يأتيه بالخرجين ليعرضهما على الحرّ بن يزيد من الزيارة الرجبيّة أنّ عقبة بن سمعان من الشهداء لأنّها مختصّة بهم وبذكر أسمائهم من هنا قال المامقاني : عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين عليه‌السلام ثمّ ذكر عن الطبري أنّه غلام السيّدة المصونة الرباب زوج سيّد الشهداء ، وكان محافظاً لخيل الحسين ويخدم في بيت الرباب ، وصحب الإمام عليه‌السلام من المدينة حتّى استشهد الإمام عليه‌السلام فركب فرسه ليهرب إلى الكوفة ولكنّه قبض عليه وجيء به إلى ابن سعد فسأله ابن سعد : من أنت ؟ قال : أنا عبد مملوك فخلّى سبيله وكان يحكي ما رآه في كربلاء تفصيلاً مِن ثَمّ لا يُحسب في الشهداء.

__________________

(١) نفس المهموم ، ص ١٩٩ و ٢٠٠ وقال في الهامش : تاريخ الطبري ، ج ٧ ص ٣١٤ ؛ الكامل لابن الأثير ، ج ٤ ص ٥٤.

٣٦٢
 &

١٣٢ ـ عقبة بن الصلت

نقل العلّامة السماويّ في إبصار العين عن الحدائق الورديّة أنّ عقبة بن الصلت كان ممّن تبع الحسين عليه‌السلام من منازل جهينة ولازمه ولم ينقض فيمن نقض (١).

ولمّا بلغ الحسين عليه‌السلام في منزل زبالة خبر شهادة مسلم لم يفارقه عقبة وبقي على العهد حتّى وصل أرض كربلاء معه ، ولمّا كان يوم عاشوراء استشهد في الحملة الأُولى (٢).

١٣٣ ـ عليّ بن عقيل

مقاتل الطالبيّين والحدائق الورديّة وذخيرة الدارين وبعض النسّابين كتب هؤلاء أنّ عليّ بن عقيل وأُمّه أُمّ ولد قُتل يومئذٍ (٣) وكانت أُمّه معه.

وقال العلّامة المجلسي في عاشر البحار : عليّ بن عقيل وأُمّه وأُمّ ولد قتل يومئذٍ (٤) في جماعة من شباب بني هاشم.

وفي رواية الحدائق : دخل ميدان القتال فقتل ثلاثة فرسان وثمانية عشر راجلاً ثمّ قتله عبدالله بن قطنة الطائي لعنه الله.

__________________

(١) إبصار العين ، ص ١١٥.

(٢) ذكره العسقلاني في الإصابة قال : عقبة بن الصلت الجهني من الصحابة وممّن يروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ذكره ابن قانع وأخرج من طريق عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال : سمعت رجلاً يقول : سمعت عقبة بن الصلت بن مالك الجهني يقول : سمعت رسول الله يقول : ما من رجل يموت حتّى يموت في قلبه خردل من كبر فيحلّ له الجنّة. الإصابة ، ج ٤ ص ٤٣٤.

(٣) مقتال الطالبيّين ، ص ٦٢.

(٤) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٣٤.

٣٦٣
 &

مرثيّة السيّد الرضي

كربلا ما زلت كرباً وبلا

ما لقي عندك آل مصطفى

كم على تربك لمّا صُرِّعوا

من دمٍ سال ومن دمعٍ جرى

وضيوف في فلاة قفرة

ينزلوا فيها على غير قِرى

لم يذوقوا الماء حتّى اجتمعوا

بحدى السيف على ورد الردى

تسكف الشمس شموس منهم

لا تدانيها علوّاً وضيا

وتنوش الوحش من أجسادهم

أرجل السبق وإيمان الندا

ووجوهاً كالمصابيح فمِن

قمر غاب ومِن نجم هوى

غيّرتهنّ الليالي وغدا

جائر الحكم عليهنّ البلى

يا رسول الله لو عاينتهم

وهُمُ ما بين قتلى وسبا

من رميض يمنع الظلّ ومن

عاطش يسقى أنابيب القنا

ومسوق عاثر يسعى به

خلف محمول على غير وطا

جزروا جزر الأضاحي نسله

ثمّ ساقوا أهله سوق الإما

قتلوه بعد علمٍ منهم

أنّه خامس أصحاب الكسا (١)

ميّتٌ تبكي له فاطمة

وأبوها وعليٌّ ذو العلا

ليس هذا لرسول الله يا

أُمّة الطغيان والغيّ جزا

يا قتيلاً قوّض الدهر به

عمد الدين وأعلام الهدى

يا جبال المجد عزّاً وعُلاً

وبدور الأرض نوراً وسنا

١٣٤ ـ عليّ بن مظاهر الأسدي

في الناسخ ص ٣٧٨ تحت عنوان « الشهداء الذين لم يذكروا في البحار » حيث

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٣ ص ٢٦٧.

٣٦٤
 &

يقول : عليّ بن مظاهر الأسدي فيما رواه أبو مخنف كما ورد في شرح الشافية فإنّه دخل ميدان الحرب مرتجزاً :

أقسمتُ لو كنّا لكم أعدادا

أو شطركم ولّيتم أنكادا

يا شرّ قومٍ حسباً وزادا

لا حفظ الله لكم أولادا

وحمل على جيش أهل الكوفة وقتل منهم سبعين رجلاً ثمّ استشهد. ويظهر أنّ رجز عليّ بن مظاهر لا يختلف مع رجز حبيب إلّا اختلافاً يسيراً ، تمّت عبارة الناسخ خلا أنّي لم أعثر على ذكر للرجل في كتب الرجال.

١٣٥ ـ عليّ الأصغر الرضيع

أُمّه الرباب التي ترجمت لها في كتاب « رياحين الشيعة » في تراجم العلماء من نساء الشيعة ، وهنا نعيد نتفاً من تلك الترجمة لمساسها بالموضوع.

روى المرحوم فرهاد ميرزا رحمه‌الله في القمقام عن أغاني أبي الفرج الإصفهاني عن عوف بن خارجة المرّي قال : وإنّي لعند عمر بن الخطّاب في خلافته إذ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر يتخطّى رقاب الناس حتّى قام بين يدي عمر فحيّاه بتحيّة الخلافة ، فقال عمر : فمن أنت ؟ قال : أنا امرئ نصرانيّ ، أنا امرئ القيس (١) بن عدي الكلبي. قال : فلم يعرفه عمر ، فقال له رجل من القوم : هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهليّة يوم فلج. قال : فما تريد ؟ قال : أُريد الإسلام ، فعرضه عليه عمر قفبله ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.

قال عوف : فوالله ما رأيت رجلاً يصلّ لله ركعة أُمّر على جماعة من المسلمين قبله ، ونهض عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه من المجلس ومعه

__________________

(١) امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب. (منه)

٣٦٥
 &

ابناه الحسن والحسين عليهم‌السلام حتّى أدركه فأخذ بثيابه فقال له : يا عمّ ، أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره وهذان ابناي الحسن والحسين من ابنته وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا ، قال : قد أنكحتك يا عليّ المحيّاة بنت امرئ القيس ، وأنكحت يا حسن سلمى بنت امرئ القيس ، أنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس (١).

ورباب هذه هي أُمّ سكينة وعليّ الأصغر وكانت عند الحسين عليه‌السلام في المنزلة الرفيعة والدرجة الخصيصة وهي التي قال في حقّها الشعر المنسوب إليه (٢) وكانت في غاية الوفاء.

قال في الصمصام : ولمّا وقع بصرها على رأس الحسين عليه‌السلام في مجلس يزيد وثبت من غير اختيار منها وجذبت الرأس المطهّر إليها وبكت بكاءاً شديداً وأنشأت تقول :

واحسيناً فلست أنسى حسيناً

أقصدته أسنّة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعاً

لا سقى الله جانبي كربلاء

__________________

(١) القمقام الزخّار ، ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢ الترجمة العربيّة ، عن الأغاني ، ج ١٦ ص ١٤٠ و ١٤١.

(٢)

لعمرك إنّني لأُحبّ داراً

تكون بها سكنية والرباب

أُحبّهما وأبذل جُلّ مالي

وليس لعاتب عندي عتاب

فإنّ الليل موصول بليل

إذا زار السكينة والرباب

لواعج الأشجان ، ص ٢٢٣. ولم يذكر البيت الثالث وجاء مكانه :

ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً

حياتي أو يغيّبني التراب

تصحيفات المحدّثين ، ج ٢ ص ٦٦٢ اقتصر على البيتين وفيهما : و « وأبذل بعد مالي » .. المحبر لمحمّد بن حبيب البغدادي ، ص ٢٩٧ واقتصر على بيت واحد ؛ أعيان الشيعة ، ج ١ ص ٦٢٢ وج ٣ ص ٤٩٢ وج ٦ ص ٤٤٩ وجميعها أهملت البيت الثالث « فإنّ الليل ».

٣٦٦
 &

وفي الكامل لابن الأثير : وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس وهي أم ابنته سكينة وحُملت إلى الشام فيمن حمل من أهله ثمّ عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش ، فقالت : ما كنت لأتّخذ حمواً بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبقيت بعده سنة لم يظلّها سقف بيت حتّى بليت وماتت كمداً ، وقيل : إنّها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفاً عليه (١) وقالت :

إلى العام ثمّ اسم السلام عليكما

ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

وفي الصمصام نسب هذه المرثيّة إليها حيث قالتها في رثاء الحسين عليه‌السلام.

سبط الذي (٢) يستضاء به

بكربلاء قتيل غير مدفون

سبط النبيّ جزاك الله صالحة

عنّا وجنّبت خسران الموازين

قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به

وكنت تصحبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومن للسائلين ومن

يغنىٰ ويأوى إليه كلّ مسكين

والله لا أبتغي صهراً بصهركم

حتّى أُوسّد بين اللحد والطين (٣)

وفي الكافي عن مصقلة بن الطحّان ، قال : سمعت من الإمام الصادق أنّه قال : لمّا قُتل الحسين قامت امرأة كلبيّة على قبر الحسين سنة كاملة هي الرباب ناحت على قبر الحسين ومعها نساء من قبيلتها وجواريها حتّى جفّت دموعهنّ ورأت الرباب إحداهنّ ودموعها تجري على خدّيها ، فسألت : أنّى لك هذا ؟ فقالت : صنعت لنفسي شراباً من السويق وتناولته فأمرت بصنعه وتناوله لأهل الدار ، وقالت : أُريد أن أقوى على البكاء على الحسين عليه‌السلام إلى أن أُهدي لها ذات يوم

__________________

(١) الكامل في التاريخ ، ج ٤ ص ٨٨.

(٢) كذا والصحيح : إنّ الذي .. الخ.

(٣) أعيان الشيعة ، ج ١ ص ٦٢٢ وج ٦ ص ٤٤٩.

٣٦٧
 &

طائر مشويّ وقال لها : طعام أُهدي إليك لتشتدّي على العزاء والبكاء ، فقالت : لسنا في عرس وهذا الطعام لا يناسب حالنا ثمّ أمرت بإخراج حاملي الطعام من الدار ، ولمّا خرجوا لا يُدرى هل عرجوا إلى السماء أو غاروا في أغوار الأرض.

وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : وكان السبايا الرباب زوجة الحسين وهي أُمّ سكينة بنت الحسين وكان الحسين عليه‌السلام يحبّها شديداً ، ثمّ ينقل الأشعار المشهور ويضيف إليها البيت التالي :

وليس لهم وإن عتبوا مطيعاً

حياتي أو يغيّبني التراب

إلى أن يقول : وعاشت بعد الحسين سنة ثمّ ماتت كمداً ولم تستظلّ بعد الحسين عليه‌السلام بسقف (١).

وأمّا شهادة عليّ الأصغر (٢)

في رواية المفيد : ثمّ جلس الحسين عليه‌السلام أمام الفسطاط فأُتي بابنه عبدالله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه (٣).

ويقول في نفس المهموم : فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب عليها‌السلام : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه ، فأخذه وأومأ إليه ليقبّله فرماه حرملة بن كامل الأسدي

__________________

(١) سبط ابن الجوزي ، تذكر خواصّ الأُمّة ، ص ٢٣٨.

(٢) ولمّا رأى الحسين عليه‌السلام مصارع فتيانه وأحبّائه عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحّد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا ؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه فأخذه وأومأ لتقبيله فرماه حرملة بن كاهل الأسدي لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى بكفّيه حتّى إذا امتلأ رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن ما نزل بي إنّه بعين الله.

وقال الأزدي : قال عقبة بن بشير الأسدي .. الخ. (منه)

(٣) الإرشاد ، ج ١ ص ١٠٨.

٣٦٨
 &

لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال عليه‌السلام لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى الدم بكفّيه فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله ... (١).

وروى أبو مخنف عن عقبة بن بشير الأسدي قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماً ، قال : قلت فما ذنبي أنا رحمك الله يا أبا جعفر ، فما ذلك ؟ قال : أتى الحسين بصبيّ له عليه‌السلام فهو في حجره إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه فتلقّى الحسين دمه فلمّا ملأ كفّه صبّه إلى السماء ثمّ قال : ربّ إنّك إن حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين ، قال الباقر فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض (٢).

وقال في ناسخ التواريخ : وعليّ الأصغر الذي ما زاد عمره على ستّة أشهر وكان يئنّ من الجوع والعطش لأنّ أُمّه جفّ ثدياها لشدّة عطشها ، فقال الإمام عليه‌السلام : ناولوني ولدي لأُودّعه ، فتناول الطفل من قماطه وقبّله وقال : ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدّك محمّد خصمهم ، وأقبل به على أعدائه ورفعه على كلتا يديه ويقال إنّه

__________________

(١) نفس المهموم ، ص ٣١٧ و ٣١٨ وأمّا عبارة : قال الإمام الباقر : فلم تسقط منه قطرة إلى الأرض فلبست في النصّ وإنّما فيه عكس ذلك ، فلمّا ملأ كفّيه صبّه في الأرض ، راجع ص ٣١٨.

(٢) نفس المهموم ، ص ٣١٨ وعن الهامش : تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣٦٠ ؛ ومقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ١٧٤. وعن سويد بن قيس قال : حدّثنا من شهد الحسين عليه‌السلام قال : كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره ، فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرمي به إلى السماء فما رجع منه شيء ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.

وذكر في اللهوف مثله ، وفي تذكرة الخواصّ : فالتفت الحسين فإذا بطفل له يبكي عطشاً فأخذه على يده وقال : يا قوم ، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فرماه رجل منهم بسهم فذبحه فجعل الحسين عليه‌السلام يبكي ويقول : اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ، فنودي من الهواء : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة.

وفي كتاب مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعي نقلاً عن صاحب كتاب الفتوح : كان له عليه‌السلام ولد صغير فجائه سهم فقتله فرمّله وحفر له بسيفه وصلّى عليه ودفنه. (منه)

٣٦٩
 &

قال : إلهي ، لم يبق في كنزي إلّا هذه الجوهرة فما أنا أُقدّمها بين يديك ، ثمّ نادى أهل الكوفة : يا شيعة آل أبي سفيان ، إن كنتم تزعمون أنّنا أذنبنا معكم فما ذنب هذا الطفل الرضيع ، اسقوه ماءاً فقد جفّ صدر أُمّه من شدّة العطش ، فما أجابوه ، ورماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فأثبته في لُبّة الطفل فقتله وسال دمه ، فوضع الإمام يده تحته فلمّا امتلأت رمى به نحو السماء.

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : فلم تسقط منه قطرة واحدة ، فقال الحسين عليه‌السلام : هوّن عليّ ما نزل بي إنّه بعين الله. ثمّ قال : لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح ، اللهمّ إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا.

عند ذلك في رواية ابن الجوزي ـ وهو من علماء أهل السنّة ـ ناداه هاتف : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة ، ثمّ دفنه الحسين مزمّلاً بدمه كما روى صاحب المعالم ، وذكر في شرح الشافية : إنّه ترجّل من جواده وصلّى عليه وحفر له بغلاف سيفه ثمّ دفنه .. انتهى.

أقول : يرى جماعة بناءاً على هذه الرواية وعبارة زيارة الناحية السافلة الذكر في ترجمة عبدالله الرضيع والعبارة التي تأتي في ترجمة القاسم أنّ عبدالله غير عليّ الأصغر كما بيّنّا ذلك لأنّ عبدالله استشهد في حجر أبيه أمام الخيمة ، أمّا عليّ الأصغر استهدف أمام العدوّ ، والله أعلم.

خذلان قاتله حرملة وهلاكه

نقل في بحار الأنوار وغيره عن المنهال بن عمرو أنّه قال : دخلت على عليّ بن الحسين عليهما‌السلام منصرفي من مكّة فقال لي : يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقال : تركته حيّاً بالكوفة ، قال : فرفع يديه جميعاً ثمّ قال عليه‌السلام : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار.

قال المنهال : فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان لي

٣٧٠
 &

صديقاً ، فكنت في منزلي أيّاماً حتّى انقطع الناس عنّي وركبت إليه فلقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ولم تهنّئنا بها ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أنّي كنت بمكّة وإنّي قد جئتك الآن وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناس فوقف وقوفاً كأنّه ينظر شيئاً وقد كان أُخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجّه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدّون حتّى قالوا : أيّها الأمير البشارة قد أُخذ حرملة بن كاهل.

فما لبثنا أن جيء به فلمّا نظر إليه المختار قال لحرملة : الحمد لله الذي مكّنني منك ، ثمّ قال : الجزّار الجزّار ، فأُتي بجزّار ، فقال له : اقطع يديه ، فقُطعتا ، ثمّ قال له : اقطع رجليه ، ثمّ قال : النار النار ، فأُتي بنار وقصب فأُلقي عليه فاشتعل فيه النار ، فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إنّ التسبيح لحسن ففيم سبّحت ؟ فقلت : أيّها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكّه على عليّ بن الحسين عليهما‌السلام فقال لي : يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي ، فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً فقال : اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار.

فقال لي مختار : أسمعت عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول هذا ؟ فقلت : الله لقد سمعته يقول هذا ، قال : فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين فأطال السجود ثمّ قام فركب وقد احترق حرملة ، وركبت معه ، وسرنا فحاذيت داري ، فقلت : أيّها الأمير ، إن رأيت أن تشرّفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يا منهال ، تعلمني أنّ عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثمّ تأمرني أن آكل ؟ هذا يوم صوم شكراً لله عزّ وجلّ على ما فعلته بتوفيقه (١).

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٣٣٢ وج ٤٦ ص ٥٢ و ٥٣ ؛ العوالم ، ص ٦٦٤ ؛ الأمين ، أصدق الأخبار ، ص ٧٠ ؛ اللهوف ، ص ١٩٦ ؛ كشف الغمّة ، ج ٢ ص ٣٢٤.

٣٧١
 &

من قصيدة فاخرة لحضرة العلّامة حجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين رحمه‌الله

ربّ المعالي وربيب النجبا

من أُوتي الكتاب في عهد الصبا

ذلك عبدالله اسماً وصفه

أتاه ربّه كتاب المعرفه

في غيبه صحيفة الشهاده

لطيفة العزّة السعاده

شهادة أنجبت الشهودا

وأعقبت في مجده الخلودا

بل لوح نفسه الكتاب المحكم

ومن علاه يستمدّه القلم

فإنّه رضيع مهد العصمه

غذّته بالحكمة ثدي الرحمه

فهو مسيح عبده ولا عجب

فإنّه أشرف منه في النسب

فأين مريم البتول شرفا

من خيرة النساء بنت المصطفى

بل مريم الحرّة في علاها

وفضلها تُعَدّ من إماها

وهو ذبيح الله من غير فدى

قضى على حياته سهم الردى

بل هو كالنبيّ في معراجه

لكنّه بالدم من أوداجه

تقمّص العلياء في قماطه

وحشمة الله على بساطه

قرّة عين المصطفى والمرتضى

سرّ أبيه في الرضاء بالقضا

والآية الكبرى وأعظم الحجج

فلك النجاة في غوامر اللُّجَج

والكوكب الدرّيّ رمز غرّته

والدرّة البيضا جمال طلعته

حباه ربّه بما حباه

ومن شراب جنّة سقاه

حبّ لقاء الله ملأ صدره

همّته على علوّ قدره

فدا بنحره أباه السامي

غدا رميةً لسهم الرامي

فاز وحاز قدحه المعلّى

فما أجلّ سهمه وأعلى

٣٧٢
 &

وكان سهمه النصيب الأوفى

صفى له كالعسل المصفّى

فهو وإن أصبح ظامي الحشا

من نار شوقه تلظّى عطشا

لم تبرد الغلّة من أحشاه

حتّى سقاه السهم ما سقاه

وما رمى رماه إذ رماه حرملة

وإنّما رماه من مهّد له

سهم أتى من جانب السقيفه

وقوسه على يد الخليفه

ويل له ممّا جنت يداه

وهل جنى بما جنى عداه

وما أصاب سهمه نحر الصبي

بل كبد الدين ومهجة النبي

لهفي على أبيه إذ رآه

غارت لشدّة الظما عيناه

فلم يجد شربة ماءٍ للصّبي

فساقه التقدير نحو الطلب

وهي على الأبيّ أعظم الكرب

وكيف بالحرمان من بعد الطلب

سقاه سهم المارق اللعين

ماء المنون بدل المَعين

يا ويل لابن كاهل المشؤوم

من سهمه المحدَّد المسموم

في حين ما كان عليه يعطف

رآه في دمائه يرفرف

من دمه الزاكي رمى نحو السما

فما أجلّ لطفه وأعظما

لو كان لم يرم بها إليها

لساخت الأرض بمن عليها

فاحمرّت السماء من فيض دمه

ويل من الله لهم من نقمه

فكيف حال أُمّه حيث ترى

رضيعها جرى عليه ما جرى

غادرها كالدرّة البيضاء

وعاد كالياقوتة الحمراء

حنّت عليه حنّة الفصيل

بكته بالإشراق والأصيل

كيف وقد فارق روحه البدن

فحقّ أن تبكي له مدى الزمن

رقّ له العدوّ والصديق

وهو رضيع وبه حقيق

وحقّ للسماء أن تبكي دما

كيف وبالسهم غدا منفطما

٣٧٣
 &

وحقّ للأرواح أن ينوحوا

فإنّه لكلّ روح روح

وحقّ للنفوس والعقول

أن يصرخوا لمهجة الرسول

الخمسة من أصحاب العبا

وناحت الخمسة من آل العبا

على وحيد لدهر أُمّاً وأبا

لقد بكاه البلد الحرام

والبيت والمشاعر العظام

ناحت عليه الحور في القصور

لعظم رزء نحره المنحور

بؤساً ليوم نحره ما أفجعه

يوم به تذهل كلّ مرضعه

أذهل أُمّ الطفل هول منظره

عمّا أُصيب طفلها في منحره

فيا له من منظر مهول

يذهب بالألباب والعقول

لهفي لها إذ تندب الرضيعا

ندباً يحاكي قلبها الوجيعا

تقول يا بنيّ يا مؤمّلي

يا منتهى قصدي وأقصى أملي

جفّ الرضاع حين عزّ الماء

أصبحت لا ماء ولا غذاء

فساقك الظما إلى ورد الردى

كأنّما ريّك في سهم العدى

رجوت أن تكون لي نعم الخلف

وسلوة لي عن مصابي السلف

وما جرى في خَلَدي أن القضا

يجري على أحرّ من جمر القضا

حتّى رأيت القدر المقدورا

حتّى رأيت نحرك المنحورا

ما خِلْتُ أنّ السهم للفطام

حيث أرتني جهرةً أيّامي

فليتني دونك كنت غرضا

للنبل لكن من لمحتوم القضا .. (١)

__________________

(١) الأنوار القدسيّة ، ص ١٥١ إلى آخره ، تحقيق علي النهاوندي ، ط مؤسسة المعارف الإسلاميّة ـ قم ـ ايران ١٤١٥ ـ أُولى.

٣٧٤
 &

من مرثية بحر العلوم رحمه‌الله

هل من مغيث يغيث الآل من ظمأ

بشربة من نمير ما لها خطر

هل راحم يرحم الطفل الرضيع فقد

جفّ الرضاع وما للطف مصطبر

هل من نصير محام أو أخي حسب

يرعى النبيّ فما حاموا ولا نصروا

تلك الرزايا لو أنّ القلب من حجر

أصمّ كان لأدناهنّ منفطر (١)

نداء

شيعتي مهما شربتم عذب ماءٍ فاذكروني

أو سمعتم بغريبٍ أو شهيد فاندبوني

ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني

كيف أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني

وسقوه سهم بغيٍ عوض الماء المعين

يا لرزء ومصاب هدّ أركان الحجون

وأنا السبط الذي من غير جرمٍ قتلوني

وبجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقوني

للسيّد حيدر الحلّي

مات التصبّر بانتظارك

أيّها المُحيي الشّريعه

فانهض فما أبقى التحمّل

غير أحشاء جزوعه

إلى أن قال :

فاشحذ شبا عضب له

الأرواح مُذعنة مطيعه

__________________

(١) في البيت إقواء لأنّ القافية خبر كان وخبرها منصوب.

٣٧٥
 &

واطلب به بدم القتيل

بكربلا في خير شيعه

أترى تجيء فجيعة

بأمضّ من تلك الفجيعه

حيث الحسين على الثرى

خيل العدى طحنت ضلوعه

قتلته آل أُميّة

ظامٍ إلى جنب الشريعه

ورضيعه بدم الوريد

مخضَّبٌ فاطلب رضيعه

ما ذنب أهل البيت حتّى

منهم أخلوا ربوعه

وله أيضاً يستنهض الحجّة عليه‌السلام في قصيدة فاخرة منها

نهضاً فمن بضباكم هامه فلقت

ضرباً على الدين فيه اليوم يحتكم

وتلك أنفالكم في الغاصبين لكم

مقسومة وبعين الله تقتسم

جرائم آذنتكم إن تعاجلهم

بالانتقام فهلّا أنت منتقم

وإنّ أعجب شيء أن أبكيها

كأنّ قلبك خالٍ وهو محتدم

لم تبق أسيافهم منكم على ابن تقًى

فكيف تبقى عليهم لا أباً لهم

فحمل أُمّك قدماً أسقطوا حنقاً

وطفل جدّك في سهم الرّدى فطموا

للشيخ عبدالصمد إمام الجمعة

أنسى البريّة كلّ رزء أكبر

ذكرى عليّ بن الحسين الأصغر

بأبي هلال غاب عند طلوعه

فأهال أنجم أدمعي من محجر

قمرٌ عراه الخسف كم بصدورنا

نارُ الأسى سطعت لهذا النيّر

والبيت حرّم صيده ما لى أرى

قد حلّ قتل بني الصفا والمشعر

راموا بسهمٍ هدم أركان الهدى

والهدي ينحر بالقنا والمشفر

أودى بحجر السبط ظمئآن الحشا

فسقاه كفّ الجدّ ماء الكوثر

٣٧٦
 &

ألقى الحسين إلى الهوى بنجيعه

فاحمرّ بالشفقين وجه الأخضر

ونظمت غرّ فرائدي في رزئه

ما للعيون عقيقها لم تنثر

المنتقى من قصيدة الميرزا محمّد تقي في « الآتشكده »

شد چه خرگاه امامت چون صدف

خالى از دُرهاى درياى شرف

شاه دين را گوهرى بهر نثار

جز دُرى غلطان نماند اندر کنار

شيرخواره شير غاب پر دلى

او ولىّ حق بُد نامش على

طفل خورد امّا بمعنى بس سترگ

کز بلندى خور بنمايد بزرگ

عشق را چون نوبت طغيان رسيد

شد سوى خيمه روان شاه شهيد

ديد اصغر خفته در حجر رباب

چون هلالى در کنار آفتاب

چهرهٴ کودک چه دردى برگ بيد

شير در پستان مادر ناپديد

شه گرفت آن طفل مهد اندر کنار

يافت دردى در دل دريا قرار

آرى آرى مه که شد دورش تمام

در کنار خور بود او را مقام

برد آن مه را بسوى رزمگاه

گفت با آن کوفيان رو سياه

گفت کاى کافر دلان بد سگال

گر بسويم بسته‌ايد آب زلال

گر شما را من گنه کارم به پيش

طفل من را نبود گنه در هيچ کيش

آب ناپيدا و کودک ناصبور

شير از پستان مادر گشته دور

زين فراتى که بود مهر بتول

جرعه‌اى بخشيد بر سبط رسول

شاه در گفتار طفلش دل کباب

که زنوک ناوکش دادند آب

در کمان بنهاد تيرى حرمله

اوفتاد اندر ملايك غلغله

رست چون تير از کمان شوم او

پر زنان بنشست بر حلقوم او

نوک تير و حلق طفلى ناتوان

آسمانا باژگون بادت گمان

٣٧٧
 &

شه کشيد آن تير گفت اى داورم

داورى خواه از گروه کافرم

نيست اين نوباوهٴ پيغمبرت

از فصيل ناقه کمتر در برت

شه به بالا مى‌فشاند آن خون پاک

قطره زانخون برنگشتى سوى خاک

پس ندا آمد بدو کى شهريا

اين رضيع خويش بر ما واگذار

تا دهيمش شير از پستان حور

خوش بخوابانيمش اندر مهد نور

پس شه آن دُرّ ثمين در خاک کرد

خاک هم بر تارک افلاک کرد

مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب معناه :

وخلت مضاربه كما يخلوا الصدف

من جوهر تلقاه في بحر الشرف

وغدى عميد الدار ينثر جوهراً

لم تبق إلّا دُرّة بين التُّحف

تستصغر الأبصار منظرها وهل

يبدو صغيراً من على الليث التحف

هذا الوليّ وإن تقاصر سنّه

يُدعى عليّاً باسم سلطان النجف

يبدو صغيراً للعيون وإنّما

يبدو الكبير صغير حجم يستشف

ونحى الخيام أبو عليّ ناظراً

للطفل قربه ظماه من التلف

فرآه في حجر الرباب كأنّه

متلألأ نجم تجلّى في السدف

أو كالهلال بدى وما زالت ذكاً

في أُفقها منها النواظر تختطف

زهو الربيع طلاقة لكنّه

ذبل الخريف بوجهه يا للأسف

ما حال طفل يستغيث ظمأ وقد

يبس اللبان بصدر مرضعه وجفّ

فتناول الطفل الحسين مقبّلاً

للثغر منه ودمعه الغالي ذرف

والبدر إن ستر الضباب جبينه

لم يستتر لكن إلى الشمس ازدلف

وأتى إلى القوم اللئام منادياً

كي يرحموه وهل يصيخ ذوو الصلف

نادى إذا أخطى الكبار فطفلهم

ماذا جناه أليس فيكم من عطف

٣٧٨
 &

والطفل يرحمه الخلائق كلّهم

لا فرق من جحد الإله ومن عرف

لا ماء يرويه ولا بلبانه

يروى وهل يُروى الظما ثدي نشف

هذا الفرات ومهر أُمّي مائه

عنه نُذاد وكلّ وغد يغترف

تجري المياه به عباباً طاغياً

رقّوا على الطفل الظمئ بملأ كف

فرماه حرملة اللعين بسهمه

فسقاه من دمه النجيع وقد وكف

ويل لكفّ أثبتت في نحره

سهم الردى والنحر كالرمح انقصف

فتناول السبط الدماء بكفّه

ورماه حتّى الأفق بالشفق اتصف

فأتى نداء القدس يملأ سمعه

من ربّه أحسين خُذه ولا تخف

هذا الذبيح وأنت ذاك خليله

أوفيته نذراً كما فعل السلف

لا يُؤيسنك اليوم ممّا قد جنى

من فادحات الإثم جيش مزدهف

فغداً ينالون الجزاء مضاعفاً

بجهنّم وتنال بالصّبر الغُرَف

وينال طفلك بالجنان مراضعاً

ويظلّه في مهده حور تصف

وهو يشقّ الأرض جرعاً غائراً

في قلبها قبراً لطفل مختطَف

ممّا جادت به قريحة حجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين الإصفهاني رحمه‌الله

خير مقدم على اصغر ز سفر مى‌آيد

لو حش الله که بهمراه پدر مى‌آيد

نازپروردهٴ من آمد سوى گهوارهٴ ناز

ميسزد گر منهم بر قدمش روى بناز

طوطى من سخنى از چه زبان بسته شدى

سفرى بيش نرفتى که چنين خسته شدى

٣٧٩
 &

اى جگر تشنه که با سوز جگر آمده‌اى

خشک لب رفتى وبا ديدهٴ تر آمده‌اى

از چه آغشته بخونى تو بدامان پدر

تو که رفتى بسلامت بسر دوش پدر

آخر اى غنچهٴ پژمرده که سيرابت کرد

نغمهٴ تير تو را از چه چنين خوابت کرد

اى چه اى بلبل شيدا تو چنين خاموشى

يا که از سوز عطش باز مگو مدهوشى

گل من خار خدنگ که گلوى تو بريد

گوش تا گوش تو را تير جفاى که دريد

پنجهٴ ظلم که اى غنچه گل خوارت کرد

کين ستم بر تو بر مادر بيمارت کرد

چه شد اى بلبل خوشخوان ز نوا افتادى

ز اشيان رفتى ودر دام بلا افتادى

چه شد اى روح روانم که ز جان سير شدى

بهره يك قطرهٴ آبى هدف تير شدى

بودم امّيد که تا بال و پرى باز کنم

برگ عيشى ز گل روى تو من ساز کنم

ناوک خصم تو را عاقبت از شير گرفت

دست تقدير ز شيريت به چه تدبير گرفت

اگرت آب ندادند و مرا شير نبود

نازنين حلق تو را طاقت اين تير نبود

٣٨٠