فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام - ج ١

الشيخ ذبيح الله المحلاتي

فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام - ج ١

المؤلف:

الشيخ ذبيح الله المحلاتي


المحقق: محمّد شعاع فاخر
الموضوع : التراجم
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-503-145-7
ISBN الدورة:
978-964-503-144-0

الصفحات: ٤٩٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

فقتل سبعة عشر فارساً ، قتله عثمان بن خالد الجهني (١).

ولمّا ظهر المختار عليه الرحمة أرسل عبدالله بن كامل وراء عثمان بن خالد وبشر بن خوط القانصي فوصل عصراً إلى مسجد قبيلة دهمان فرع من همدان ، وناشد الناس قائلاً : عليّ آثام العالمين إن لم تأتوني بهذين الرجلين : عثمان بن خالد وبشر بن خوط ، لأضعنّ السيف فيكم جميعاً ، فطلبوا منهم أن يمهلهم ثمّ ركبوا يطلبونهما فوجدوهما في الجبّانة ينويان الهرب من وجه المختار إلى الجزيرة ، فأقبلوا بهما إلى عبدالله بن كامل فأوصلهما عند « بئر الجعد » إلى جهنّم وبشّر المختار بذلك فأمر المختار بحرق جيفتهما ففعلوا.

قومٌ على بنيانهم من هاشم

فرع أشمّ وسؤدد لا ينقل

قوم بهم نظر الإله لخلقه

وبجدّهم نصر النبيّ المرسل

بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم

تندى أذا اعتذر الزمان الممحل (٢)

__________________

(١) نفس المهموم ، ص ٢٨٩ عن المناقب ، ج ٤ ص ١٠٥ و ١٠٦ ، وعبارة المؤلّف التي ترجم بها عبارة نفس المهموم كما يلي : فحمل عليهم حتّى أرسل إلى جهنّم سبعة عشر فارساً بعد أن أنزلهم من فرس الحياة.

(٢) الشعر لكعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب وأوّله :

هدت العيون ودمع عينك يهمل

سحّاً كما وكف الضباب المخضل

والأبيات الثلاث وردت كالتالي :

قومٌ بهم نصر الإله عباده

وعليهم نزل الكتاب المنزل

وبهديهم رضي الإله لخلقه

وبجدّهم نصر النبيّ المرسل

بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم

تندى إذا اعتذر الزمان الممحل

مقاتل الطالبيّين ، ص ٩١. ولم يرد البيت الأوّل في القطعة. وفي شرح الأخبار للقاضي النعمان : « قومٌ علا بنيانه من هاشم » ج ٢ ص ٢١١. وفي الأمالي الطوسي : « قوم » ص ١٤٢ روايته تقرب من رواية المؤلّف للشعر ، والشعر رواه كثيرون.

٣٢١
 &

١١٠ ـ عبدالرحمن بن مسعود

عبدالرحمن بن مسعود بن الحجّاج التيمي ، ذكره أبو عليّ في رجاله ، والمامقاني ، والسماوي في إبصار العين ، وذخيرة الدارين ، والحدائق الورديّة ، وابن شهر آشوب وغيرهم ، أبوه اسمه مسعود وهو من كبار الشيعة ويعرفان بالشجاعة والفروسيّة ، قدما إلى كربلاء يوم السابع من المحرّم. وقال ابن شهرآشوب : قُتلا في الحملة الأُولى (١).

وفي زيارة الناحية المقدّسة : « السلام على مسعود بن الحجّاج وابنه عبدالرحمن بن مسعود ».

١١١ ـ عبدالرحمن بن يزيد

في الزيارة الرجبيّة : « السلام على عبدالرحمن بن يزيد ». ولم نقف على ترجمته في كتب الرجال ، وذكر المامقاني في آخر من اسمهم عبدالرحمن ثلاثة عدّهم من المجاهيل والضعفاء ، أوّلهم : عبدالرحمن بن يزيد بن جاربة الأوسي ، والثاني : عبدالرحمن بن يزيد بن رافع الذي سكن بصرة ، والثالث عبدالرحمن ابن يزيد بن عامر بن يعمر الدئلي الذي سكن الكوفة ، والله العالم.

١١٢ ـ عبدالله بن البشر الخثعمي

قال العلّامة السماوي في إبصار العين : كان ممّن خرج مع عسكر ابن سعد ثمّ صار إلى الحسين عليه‌السلام .. قُتل في الحملة الأُولى قبل الظهر (٢). وذكر مثله صاحب

__________________

(١) انظر ما قاله السماوي عنهما في إبصار العين ص ١١٢.

(٢) إبصار العين ، ص ١٠١.

٣٢٢
 &

الحدائق الورديّة وذخيرة الدارين ورجال المامقاني ... (١).

__________________

(١) وذكره في الإصابة وقال : هو عبدالله بن بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير بن عامر بن رابعة بن مالك بن واهب بن حليمة بن أكلب بن ربيعة بن عفر بن خلف بن أقيل بن أنمار الخثعمي (له ولأبيه ذكر في المغازي والحروب).

قال ابن الكلبي : اختطّ بالكوفة وخطّته بها يقال لها جبّانة ابن بشر بالكوفة وشهد القادسيّة وهو القائل (في ذلك اليوم) :

أنخت بباب القادسيّة ناقتي

وسعد بن وقّاص عليّ أمير

(منه) الإصابة ج ١ ص ٤٦٧. اقتصر ابن حجر على هذا البيت ولكن المؤلّف ذكر قطعة شعريّة مؤلّفة من ثمانية أبيات وإليكها :

ألمّ خيال من أُميّة موهناً

وقد جعلت أُولي النجود ثغور

ونحن بصحراء العذيب ودوننا

حجازيّة إنّ المحلّ شطير

فزارت غريباً نازحاً جلّ ماله

جواد ومفتون الغرار طرير

أنخت بباب القادسيّة ناقتي

وسعد بن وقّاص عليّ أمير

تذكّر هداك الله وقع سيوفنا

بباب قديس والمكر ضرير

عشيّة ودّ القوم لو أنّ بعضهم

يعار جناحي طائر فيطير

إذا برزت منهم إلينا كتيبة

أتونا بأُخرى كالجبال تمور

فضاربتهم حتّى تفرّق جمعهم

وطاعنت إنّي بالطعان مهير

والأشعار في ذلك اليوم كثيرة لأنّها كانت من أعظم وقايع المسلمين. (منه) هذه الزيادة ليست في الإصابة إلّا أنّه ذكر في الجزء الأوّل ص ٤٦٨ بشر بن ربيعة وهو بشر بن أب رهم الجهني صاحب جبّانة بشر بالكوفة وهو بضمّ أوّله وسكون الممهملة .. إلى أن يقول : وكان أحد الفرسان وهو القائل لعمر بن الخطّاب بعد وقعة القادسيّة :

تذكّر هداك الله وقع سيوفنا

بباب قديس والقلوب تطير

إذا ما فرغنا من قراع كتيبة

دلفنا لأُخرى كالجبال تسير

يقول فيها :

وعند أمير المؤمنين نوافل

وعند المثنّى قصّة وحرير

ثمّ ذكر ابن حجر السبب في قول هذا الشعر إلى أن قال : وقال دعبل في طبقات الشعراء : بشر

=

٣٢٣
 &

١١٣ ـ عبدالله بن الحارث

شهيد الكوفة. قال المامقاني في رجاله : عبدالله بن الحارث ، أدرك صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان في صفّين حاضراً في جمع أمير المؤمنين المظفّر وكان يأخذ البيعة في الكوفة من أهلها لمسلم بن عقيل عليه‌السلام ، ولمّا خذل مسلماً أهل الكوفة قبض كثير بن شهاب على عبدالله بن الحارث وسلّمه إلى عبيدالله وبعد قتله مسلماً قتله. ولا يخفى أنّ هذا الخبر ذكره المامقاني بهذا التفصيل ، والله أعلم.

قال أبو مخنف ـ كما نقل عنه صاحب ذخيرة الدارين ـ : حدّثني هارون بن مسلم بن عليّ بن صالح ، عن عيسى بن زيد أنّ عبدالله بن الحارث بن نوفل من أهل الكوفة وكان يأخذ البيعة لمسلم من أهلها ، ولمّا ظهر مسلم عمد عبدالله بن الحارث إلى قباء له أحمر فارتداه وتناول بيده راية حمراء وأقبل حتّى ركزها على باب عمرو بن حريث وقال : جئت لأمنع عمرواً بن حريث ، وكان محمّد بن الأشعث والقعقاع الذهلي وشبث بن ربعي يقاتلون مسلماً أشدّ القتال. ولمّا أسر مسلم عليه‌السلام أمر عبيدالله بن زياد بطلب عبدالله بن الحارث فقبض عليه كثير بن شهاب وجاء به عبيدالله بن زياد فأمر بسجنه ، ولمّا فرغ من أمر مسلم أمر بإحضاره

__________________

= الجثعمي صاحب جبّانة بشر ، يقول لعمر ، فذكر البيتين الأوّلين وبعده :

غداة يوم القود لو أنّ بعضهم

يعار جناحي طائر فيطير

... الخ. (المترجم) تتمّة ما قاله المؤلّف في الهامش : وقال المامقاني : ذكر أهل السير أنّ لعبدالله هذا ولأبيه ذكر في المغازي نالحروب وإنّه كان ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى كربلاء فلحق بالحسين عليه‌السلام في كربلاء قبل الحرب ولازمه حتّى استشهد بين يديه يوم الطفّ وزاده شرفاً على شرف الشهادة التسليم عليه بالخصوص في زيارة الناحية المقدّسة ، وبشر بن ربيعة مشهور في كتب المغازي ولكنّي لم أقف له على أثر في كتب الرجال وهذا من العجيب. والمراد بقوله « قديس » أي القادسيّة على ما ذكره المدائني ... (منه رحمه‌الله)

٣٢٤
 &

فلمّا مثل بين يديه قال له : من أنت ؟ فما أجابه ابن الحارث ، فقال له ابن زياد لعنه الله : أنت صاحب الراية الحمراء التي نصبتها على باب عمرو بن حريث ؟ فلم يردّ عليه ، فقال ابن زياد : ألست أنت الذي أخذت البيعة للحسين من أهل الكوفة ؟ فسكت ، فقال ابن زياد : خذوه واقتلوه أمام عشيرته ، ففعلوا ما أمرهم به ، رضوان الله عليه ، والتحق بقافلة الشهداء (١).

١١٤ ـ عبدالله بن الحسين الأكبر

قال العلّامة المجلسي في عاشر البحار : ثمّ خرج عبدالله بن الحسن بعد القاسم وهو يقول :

إن تنكروني فأنا ابن حيدره

ضرغام آجام وليث قسوره

على الأعادي مثل ريح صرصره

أكيلكم بالسيف كيف السندره

فقتل أربعة عشر رجلاً ثمّ قتله هاني بن ثبيت الحضرمي فاسودّ وجهه (٢).

قال أبو الفرج : وكان أبو جعفر محمّد بن عليّ ـ فيما رويناه ـ يذكر أنّ حرملة بن كاهل الأسدي قتله.

وعن هاني بن ثبيت القايضي (القانصي ـ المؤلّف) أنّ رجلاً منهم قتل [ عبدالله ابن الحسن الأكبر ] (٣).

__________________

(١) لم أعثر على الخبر في المصادر فترجمته وعلى القارئ أن يلتمسه في مواضعه إن أمكنه ذلك ولا يقنع بالترجمة.

(٢) وعبارة المجلسي كالتالي : ثمّ خرج عبدالله بن الحسن الذي ذكرناه أوّلاً وهو الأصحّ أنّه برز بعد القاسم وهو يقول ، وذكر شطرين من الرجز ، ج ٤٥ ص ٣٦. وفي موضع آخر نسب الرجز كلّه إلى القاسم ابن الحسن ، راجع ص ٤٣ من نفس الجزء وسمّاه خطأ القاسم ابن الحسين.

(٣) مقاتل الطالبيّين ، ص ٨٩.

٣٢٥
 &

وذكر المجلسي أبا بكر بن الحسن بعد مقتل عبدالله بن الحسن ويحتمل أن يكونا واحداً ، والله العالم (١).

وذكر صاحب نفس المهموم ما ذكرناه عن عاشر البحار (٢).

وقال صاحب الناسخ : إنّ عبدالله بن الحسن غير أبي بكر بن الحسن لأنّ قاتل أبي بكر عبدالله بن عقبة الغنوي وقاتل عبدالله حرملة ؛ هكذا ذكروه والله العالم.

١١٥ ـ عبدالله بن الحسن الأصغر

لم يبلغ التاسعة من العمر. قال أبو الفرج : وأُمّه بنت السلسل بن عبدالله (أخي جرير بن عبدالله) البجلي (٣).

ولكن صاحب كفاية الطالب ذكر أنّ أُمّه رملة بنت سليل بن عبدالله البجلي (٤).

وكان الغلام لم يبلغ الحلم ، ولمّا لم يرغمه خرج مسرعاً من بين الخيام وتبعته المخدّرة العليا زينب تعدو ورائه لتردّه إلى الخيمة ، فقال الغلام : لا والله لا أُفارق

__________________

(١) راجع البحار ، ج ٤٥ ص ٣٦.

(٢) نفس المهموم ، ص ٢٥٩.

(٣) مقاتل الطالبيّين ، ص ٨٩.

(٤) قال في عاشر البحار : فخرج عبدالله بن الحسن بن عليّ ـ وهو غلام لم يراهق ـ من عند النساء يشتدّ حتّى وقف إلى جنب عمّه الحسين فلحقته زينب بنت عليّ لتحبسه ، فقال لها الحسين : احبسيه يا أُختي ، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً ، وقال : لا والله لا أُفارق عمّي وأهوى ـ أبجر بن كعب ـ (وقيل : حرملة بن كاهل) إلى الحسين بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة ، أتقتل عمّي ؟ فضربه بالسيف فاتّقاه الغلام بيده فأطنّها إلى الجلدة ـ الجلد ـ فإذا هي معلّقة ، فصاح الغلام (فنادى الغلام) : يا أُمّاه فأخذه الحسين عليه‌السلام فضمّه إليه وقال : يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، فرماه حرملة بن كاهل بسهم فقتله في حجر الحسين. البحار ، ج ٤٥ ص ٥٤ مع اختلاف بين ما نقله المؤلّف وما هو مسطور في البحار.

٣٢٦
 &

عمّي وجهدت أن تردّه فما قدرت حتّى بلغ عمّه مسرعاً ، فرفع أبجر بن كعب السيف وقيل حرملة بن كاهل لعنهما الله ليضرب الحسين على رأسه فرفع الغلام يده وقال له : يابن الخبيثة ، أتريد قتل عمّي ، فوقع السيف على يده فقطع يده وإذا هي معلّقة ، فارتفعت صيحته : يا أُمّاه قطعوا يدي ، فأخذه الإمام عليه‌السلام في إحضانه وقال : يا بني ، اصبر على ما أصابك فإنّه لخير أُريد بك ، وسيلحقك الله بآبائك الأطهار ، وما زال به حتّى جائه سهم من حرملة بن كاهل لعنه الله فاستشهد الغلام في حجر عمّه.

وقال في المنتخب : ولمّا رأته زينب على هذه الحال صاحت منادية : ليتني كنت تحت أطباق الثرى قبل أن أرى هذا اليوم ، وليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت من فوقها.

وفي إرشاد المفيد : ثمّ رفع الحسين عليه‌السلام يده وقال : اللّهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا تُرض الولاة عنهم أبداً ، فإنّهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا فقتلونا .. (١).

فلم تر عيني كالصغار مصابهم

يقلّب أكباد الكبار على الجمر

*       *      *

يا ذلّة الإسلام من أعدائه

ظفروا له بمعايب ومعاير

آل العزيز يعظّمون حماره

ويرون فوزاً كلّهم للحافر

وسيوفكم بدم ابن بنت نبيّكم

مخضوبة لرضا يزيد الكافر

*       *      *

چه ياد آرم ز اصغر طفل معصوم

ديگر عبدالله آن طفل مظلوم

__________________

(١) الإرشاد ، ج ٢ ص ١١١.

٣٢٧
 &

بهار نخل افغانم دو صد شاخ

کند هر شاخه‌ام سوراخ سوراخ

*       *      *

إذا ذكرت الطفل في كربلا

لم يأت ذنباً وهو معصوم

ينبت من دمعي نخيل الأسى

فيا لجسم منه مكلوم

جودي خراساني

بود طفلى ز حسن در حرم آل عبا

يوسف يثرب و بطحا عزيز زهرا

حسنى وجه حسين خلق پيمبر سيما

بسته از شادى قاسم بسر پنجه حنا

رخ او مصحف و گيسوى سيه باسم الله

عمر کوتاه بدى نام نگو عبدالله

*       *      *

مايل ديدن سلطان شهيدان گرديد

از سراپرده روان جانب ميدان گرديد

چرخ از کج روى خويش پشيمان گرديد

شور محشر بصف ماريه بر پا گرديد

مادر عمّه و عمزاده بشور افتادند

همه در واهمهٔ شور و نشور افتادند

حوريان هم ز تأسّف بفغان افتادند

همه بر سايهٔ آن لمعهٔ نور افتادند

مادرش غنچهٔ بستان بسر دست نهاد

گفت ازين شير که خوردى گوارايت باد

٣٢٨
 &

بودم امّيد که قاسم بنمايم داماد

رفت تا صبح قيامت بدلم داغ نهاد

مرو از ديده و برهم مشکن اعضايم

ورنه من از عقبت سينه زنان مى‌آيم

*       *      *

زينبش گفت که اى شمع سراپردهٔ ناز

مى‌کشم من قدم ناز تو بر چشم بناز

بود اميدم که تو ما را برسانى به حجاز

رشتهٔ عمر تو کوته شد امّيد دراز

گفت شهزاده حسين عمّ غريبم تنهاست

گل گلزار نبى خار بچشم اعداست

او بخون من بسرپراده نشينم نه رواست

خاک عالم بسرم اين حيا و چه وفاست

الغرض اهل حرم را بحرم برگرداند

خويشتن را بحضور شه لب تشنه رساند

شه دين در برش آورد و دُر اشک فشاند

سينه بر سينه نهاد بکنارش بنشاند

گفت اى جان گرامى بکجا آمده‌اى

تير مى‌بارد از اين قوم چرا آمده‌اى

گفت شه زاده که از راه وفا آمده‌ام

جان عمو بسلام شهدا آمده‌ام .. الخ

٣٢٩
 &

مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب المعنى إلى روح النصّ الفارسي :

كيف يحلو العيش من بعد الحسين

عظّم الله أُجور المسلمين

*       *      *

ما جرى خطب كخطب ابن الرسول

إنّه في الأرض زلزال مهول

كادت الدنيا مع الأُخرى تزول

يا لخطب الطفّ عمّ النشأتين

*       *      *

قد أصاب الحزن قلب المصطفى

حينما جوزي بالفضل الجفا

قد دهى القتل بنيه الشرفا

جزّروا في سيف جبّار لعين

*       *      *

ليس بدعاً في الورى قتل الكبير

وجرى في الناس من هذا الكثير

غير أنّ الخطب في ذبح الصغير

لم يكن يبلغ سنّ البالغين

*       *      *

كان في الطفّ غلام للحسن

خجلاً من نوره البدر كمن

لم يكن للناس يبدو في العلن

فتعالى الله خير الخالقين

*       *      *

غصن ينمى لدوح المجتبى

بسنا خامس أصحاب العبا

فاح من أخلاقه عطر الكبا

إنّها أخلاق خير المرسلين

*       *      *

دخل الميدان في كفٍّ خضيب

قادماً يُعلن عن عرس الحبيب

كيف يهنا العرس والعمّ أُصيب

وهو للأرض مخضوب الجبين

*       *      *

خفي المولى فما أبصره

فلذاك اشتاق أن ينظره

٣٣٠
 &

خسأ الرجس فلن يحذره

لن تخاف الأسد من كلب مهين

*       *      *

دخل الميدان من خيمته

مثل بدرٍ شعّ في دارته

يكسف الشمس ضيا غرّته

كانحسار الطرف في النور المبين

*       *      *

ندم الدهر على ما قد جنى

وغدا العالم مسلوب الهنا

أكذا يفعل أولاد الزنا

يوم عاشورا بأبناء الأمين

*       *      *

مذ رأته الأُمّ يعدو في الفناء

خارجاً نحو لقاء الشهداء

نادت الحوراء يا خير النساء

أسعفيني فلقد عزّ المعين

*       *      *

وأطلّ الملأ الأعلى يرى

سائلاً ماذا على الأرض جرى

لم صراخ الحور قد عمّ الورى

وبكت زمزم والركن الركين

*       *      *

وعدى خدر الهدى في كربلا

فقدوا منه الرجا والأملا

نادت الأُمّ نداءاً عجلا

ولدي رحماك في قلبي الحزين

*       *      *

ليتني عاجلني صرف الردى

لا أخاً أشكو له لا ولدا

زيّن القاسم ركب الشهدا

وأهاج الحزن والهمّ الدفين

*       *      *

وبقيت المرتجى من بعده

صار قلبي جمرة من فقده

ألمي طيّ الحشا لم أبده

ليس من يدري به لولا الأنين

*       *      *

٣٣١
 &

كنت أرجو العود للدار معك

ونلاقي فلكاً قد أطلعك

ولدي أخشى تلاقي مصرعك

ثمّ لا ترجع لي في الراجعين

*       *      *

قال يا أُمّ اصبري واحتسبي

إنّني أسعى لعمّي وأبي

ليتني في الموت ألقى إرَبي

حين أهوى بفنا عمّي طعين

*       *      *

ارجعوا يا أهل بيتي للخباء

سوف أنضمّ لركب الشهداء

كيف أرضى العمّ يبقى في العراء

عارياً في أهل بيت طاهرين

*       *      *

ودعاه العمّ قف يا ولدي

عُد إلى الخيمة قبل الموعد

فلقد قطّعت منّي كبدي

عُد وكن عوناً لزين العابدين

*       *      *

فأجاب الطفل كلّا لا أعود

لا أُريد العيش فيلفنَ الوجود

كيف أقوى أن أرى هذي الحشود

جمعت من كلّ همّاز مشين

*       *      *

ضمّني يا عمّ في حضن الأمان

حانياً أو لا فخذني للجنان

حسنيّ أنا لا أرض الهوان

سمح بالروح بالقدر ضنين

*       *      *

إنّ موتاً معْك خير من سبا

إنّني بالثدي أرضعت الإبا

أولست الحرّ شبل المجتبى

كان عزمي من جدودي الأوّلين

*       *      *

رق ممّا قال سبط المصطفى

قال من بعدك للدنيا العفا

صار فيه الطفّ ميدان الوفا

ومضى في الشهداء الخالدين

٣٣٢
 &

عمّان ساماني

يکى طفلى برون آمد ز خرگاه

سوى شه شد روان چون قطعهٴ ماه

هواى ديدن شه داشت بر سر

بدى شه زاده قاسم را برادر

در آن دم خواهران را گفت آن شاه

که اين کودک برون نايد ز خرگاه

ندارند اين جماعت رحم بر ما

نه بر کودک نه بر پير و نه بر ما

گريزان از حرم گرديد آن ماه

دوان تا رفت در آغوش آن شاه

شهش بگرفت همچون جان شيرين

بگفت اى يادگار يار ديرين

چرا بيرون شدى از خرگه اى جان

نمى‌بينى مگر پيكان پرّان

بناگه کافرى ز آن قوم گمراه

حوالت کرد تيغى بر سر شاه

ز بهر حفظ شه کودک حذر کرد

بر آن تيغ دست خود سپر کرد

جدا گرديد دست کودک از بن

بشه گفتا ببين چون کرد با من

چه ديدش حرمله آن کفر بدبخت

بزد بر سينه‌اش تيرى چنان سخت

که کودک جان بداد و بى‌مهابا

پريد از دست شه تا نزد بابا

مباراة الشعر بالعربيّة أو تقريب المعنى إلى النصّ الفارسي :

وإن أنس ملأشياء لم أنس سيّداً

نمته الأُباة الغرّ من آل هاشم

تقارب منه العمر حتّى كأنّه

لسرعته في الدهر أحلام نائم

عدا يطلب المولى وقد حال بينه

وبين لقاء السبط جيش البهائم

وأشرق من بين البيوت كأنّه

ذكاء تجلّى ضوئها للعوالم

وكان أبو الأحرار أوصى لأُخته

لتحفظ هذا الشبل من سيف ظالم

وقد شغلت بالحزن عنه أما درت

سليل عليّ ضيغم في الضياغم

فصاحت به والأُمّ تعدو ورائه

بنيّ ائتد لي لا تزد في مآتمي

٣٣٣
 &

وكيف تطيق الأُمّ صبراً على الأسى

أمن فقد عبدالله أم فقد قاسم

فما صاخ سمعاً للنداء وإن غدا

يقطّع أحشاء العلى والمكارم

فأقبل ينحو السبط يطلب قربه

ويعدو بمرأىً من عدوّ مراغم

فلم يلف في هذي الجموع تحشّدت

لقتل ابن بنت المصطفى قلب راحم

ولمّا رآه الوغد من عمّه دنى

تهادى وأهوى للإمام بصارم

فمدّ ابن بنت الوحي كفّاً لعمّه

لتصبح دون العمّ إحدى الدعائم

براها لعين القوم بالسيف عامداً

فصاح أيا عمّاه هل أنت عاصمي

فضمّ الإمام الطفل ضمّاً لصدره

بدمع على خدّيه ينهل ساجم

فقال اصطبر في الحشر جدّك خصمهم

وسوف تقاضيهم بجدّ مخاصم

وبالسهم أرداه اللعين ابن كاهل

ألا إنّ قتل الطفل شرّ الجرائم

*       *      *

آرى آرى جذبه جانان چه اندازد طناب

مى‌کشاند طالب مجذوب را در کوى يار

لذّت وارستگى بيند چه در قيد کمند

سوى صيّادان رود صيد حرم بى‌اختيار

المباراة أو تقريب المعنى :

إذا ألقى الحبيب شباك صيد

ليحتاز الحبيب إلى الديار

أتى محبوبه يسعى بشوقٍ

ليحويه الشباك بلا اختيار

١١٦ ـ عبدالله الرضيع

جاء في زيارة الناحية المقدّسة : « السلام على عبدالله الرضيع المرمى الصريع ،

٣٣٤
 &

المشتحّط بدمه ، والمصعد دمه في السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي ».

والكلام هنا في عبدالله الرضيع هذا هو عليّ الأصغر المعروف أو غيره ؟ نقل صاحب ذخيرة الدارين عن الحدائق الورديّة أنّ عبدالله هذا ولد في يوم عاشوراء فسمّاه الحسين عليه‌السلام عبدالله ، وأُمّه أُمّ اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله بن تيميّة ، وكان الإمام قد تزوّجها وحملها معه إلى أرض كربلاء ، ولمّا ولد الطفل أقبلوا به إلى الإمام عليه‌السلام فوضعه في حجره ولبّاه بريقه ، وقيل : وضع لسانه في فمه فتصدّى له عبدالله بن عقبة الغنوي أو هاني بن ثبيت الحضرمي لعنهما الله بسهم وهو في هذه الحال فذبحه في حجر أبيه فتلقّى الإمام دمه بيده ورماه نحو السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة. ثمّ يروي بسنده عن فضيل أنّ أبا ورد روى عن الإمام الباقر أنّه قال : لو نزلت قطرة من ذلك الدم لنزل معها العذاب.

ثمّ لا وجه لاعتبار عليّ الأصغر هو عبدالله لأنّ هذا الاسم لا هو كنية ولا هو لقب وينبغي أن يسري الاعتبار إلى عليّ الأكبر وعليّ الأوسط فنبحث لهما عن اسم آخر ، وأخيراً ليس من المستبعد أن يكون عبدالله الرضيع غير عليّ الأصغر.

يقول شاعر آل محمّد السيّد حيدر الحلّي :

له الله مفطور من الصبر قلبه

ولو كان من صمّ الصفا لتفطّرا

ومنعطف أهوى لتقبيل طفله

فقبّل منه قبله السهم منحرا

لقد ولدا في ساعة هو والردى

ومن قبله في نحره السهم كبّرا (١)

__________________

(١) الدرّ النضيد ، ص ١٥١.

٣٣٥
 &

١١٧ ـ عبدالله بن عروة

في زيارة الناحية : « السلام على عبدالله وعبدالرحمن بن عروة بن حراف الغفاريين ». تقدّم في أخيه عبدالرحمن.

١١٨ ـ عبدالله الأصغر ابن عقيل

في وسيلة الدارين عن أبي الفرج أنّ عبدالله بن الأصغر بن أبي طالب (١) ثمّ أورد لعبدالله هذا كلّ ما أورده لعبدالرحمن من البراز والرجز ، وعدد القتلى ، واسم القاتل من غير زيادة أو نقصان ، والله أعلم بالتعدّد والاتحاد.

وذكرت أنا في هذا الكتاب ، من آل عقيل اثني عشر شخصاً وترجمت لهم ثلاثة منهم استشهدوا في الكوفة وتسعة في كربلاء ، وبناءاً على هذا من الممكن أن يكون الكميت ذكر التسعة في شعره ولكنّها صحّفت إلى ستّة ، ولهذا اللبس نظائر كثيرة ليست من طبّنا في هذا الكتاب ، والشعر كما يلي :

أضحكني الدهر وأبكاني

والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطفّ قد غودروا

صاروا جميعاً رهن أكفان

وستّة لا يتماري بهم

بنو عقيل خير فرسان

وابن عليّ الخير مولاهم

فذكرهم هيّج أشجاني (٢)

__________________

(١) كذا وردت العبارة في الكتاب فأثبتُّها كما وردت والصحيح الذي قاله أبو الفرج : عبدالله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب ، أُمّه أُمّ ولد ، قتله ـ فيما ذكر المدائني ـ عثمان بن خالد بن أسير الجهني ، رجل من همدان ، ص ٩٣ ، لم يزد على ذلك حرفاً واحداً.

(٢) شرح الأخبار ، القاضي النعمان المغربي ، ج ٣ هامش ص ١٧٢ ، وورد عند المؤلّف « ثمّ عليّ

=

٣٣٦
 &

قال المامقاني في ترجمة عبدالله بن عقيل : إنّ لعقيل ابنين مسمّين بعبدالله الأكبر والآخر الأصغر قُتلا بالطفّ مع الحسين عليه‌السلام.

وذكر سليمان بن قتّة سبعة منهم في شعره فقال :

عين جودي بعبرة وعويل

فاندبي إن بكيت آل الرسول

ستّة كلّهم لصلب عليّ

قد أُصيبوا وسبعة لعقيل

وأمّا عبدالله بن عزيز الكناني فقد كان من التوّابين وكان حامل لواء مسلم بن عقيل وكان ابن زياد قد أمر بسجن أربعة آلاف رجل يُطعمهم يوماً ويُجيعهم يوماً آخر ـ كما نقل ذلك المامقاني بالتفصيل في ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي ـ وملخّص الحديث أنّ عبدالله هذا أعطاه أهل الشام الأمان بعد استشهاد سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة وعبدالله بن وال وعبدالله بن سعد بن نفيل وخالد بن سعد ابن نفيل ـ كما جاء ذلك في نفس المهموم ـ ولكنّه ردّ الأمان وكان معه ابن له صغير فقال له الكنانيّون من جيش الشام : أعطنا ولدك هذا نرسله إلى أهله ، فلم يرض وقاتل حتّى قُتل.

__________________

= الخير » والصحيح ما أثبتناه ، والظاهر أنّ المؤلّف رجع إلى كفاية الأثر ص ٢٤٩ ففيه الرواية كاملة مع الشعر ؛ مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٣ ص ٢٦٢ وفيه « ثمّ عليّ الخير » ؛ والبحار ، ج ٣ ص ٣٦ ص ٢٩١ وج ٤٥ ص ٢٤٣ وج ٧٦ ص ٢٩٥ ؛ والعوالم ، ص ٥٤٧ ؛ الغدير ، ج ٢ ص ٢٠٢ ؛ وابن الأثير ؛ اللباب في تحرير الأنساب ، ج ٢ ص ١٦١ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٩ ص ٣٧ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ص ١٥٧ وفيه زيادة على الأبيات :

من كان مسروراً بما مسّكم

أو شامتاً يوماً من الآن

فقد ذللتم بعد عزٍّ فما

أدفع ضيماً حين يفشاني

متى يقوم الحقّ فيكم متى

يقوم مهديّكم الثاني

والظاهر أنّ هذه الأبيات مقحمة في شعر الكميت وليست منه.

٣٣٧
 &

١١٩ ـ عبدالله بن عفيف شهيد الكوفة

روى الشيخ المفيد وغيره أنّ ابن زياد صعد المنبر بعد قتل سيّد الشهداء في الكوفة فقال : الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب وشيعته (١).

(لم يزد على ذلك حرفاً واحداً) فقام إليه عبدالله بن عفيف الأزدي وكان من شيعة أمير المؤمنين وكان من أهل الزهد والعفاف والولاء الصحيح ، وكان قد ذهبت إحدى عينيه في حرب الجمل وذهبت الأُخرى في حرب صفّين وكان من ذلك الحين لم يبرح مسجد الكوفة من الضوء الأوّل في الصباح حتّى يذهب هزيع من الليل ، مصلّياً داعياً ، ويقضي الليل قائماً والنهار صائماً ، ولمّا سمع كلام ابن زياد رفع عقيرته فقال : يا عدوّ الله ، إنّ الكذّاب أنت وأبوك والذي ولّاك وأبوه ، يابن مرجانة ، تقتل أولاد النبيّين وتقوم على المنبر مقام الصدّيقين.

فغضب ابن زياد وقال : من التجرّء علينا ؟ فصاح عبدالله فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله ويا كذّاب ابن الكذّاب ، أتقتل الذرّيّة الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنّك على دين الإسلام ، واغوثاه ، أين أولاد المهاجرى والأنصار ما لهم لا ينتقمون من هذا الطاغي اللعين بن اللعين على لسان محمّد رسول ربّ العالمين (٢).

__________________

(١) الإرشاد ، ج ٢ ص ١١٧.

(٢) قتل عبدالله بن عفيف كما رآه أبو مخنف ، قال : إنّ ابن زياد لمّا صعد المنبر جعل يسبّ عليّاً والحسن والحسين ، فقام إليه رجل اسمه عبدالله بن عفيف الأزدي رحمه‌الله وكان شيخاً كبيراً قد كفّ بصره وكان له صحبة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له : مه (صه) رضّ (فضّ) الله فاك ولعن جدّك وأباك

=

٣٣٨
 &

..........................................................

__________________

= وعذّبك وأخزاك ، وجعل النار مثواك ، أما (ما) كفاك قتل الحسين عن سبّهم على المنابر ولقد سمعت رسول الله يقول : من سبّ عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله أكبّه على منخره (منخريه) في نار جهنّم (في النار) [ يوم القيامة ، أتسبّ عليّاً وأولاده ، فعند ذلك ] أمر ابن زياد الملعون بضرب عنقه فمنع عنه قومه وحملوه إلى منزله ، فلمّا جنّ [ عليه ] الليل دعا ابن زياد [ الملعون ] (لعنه الله) (بـ) خولّى الأصبحي وضمّ إليه خمسمائة فارس وقال (له) : [ انطلقوا ] (انطلق) إلى الأزدي وأتني برأسه ، فساروا حتّى أتوا (إلى منزل) عبدالله بن عفيف رحمه‌الله وكانت له ابنة صغيرة فسمعت صهيل الخيل ، فقالت : يا أبتاه ، إنّ الأعداء قد هجموا عليك ، فقال : ناوليني سيفي وقفي في مكانك و (لكن) قولي لي القوم من (عن) يمينك وشمالك وخلفك وأمامك ، ثمّ وقف (لهم) في مضيق ، فجعل (وجعل) يضرب يميناً وشمالاً ، فقتل خمسين فارساً (وهو يصلّي على النبيّ وآله وهو يرتجز ويقول :) [ وهو ينشد بهذه الأبيات ] : [ بعد الصلاة على النبيّ وآله ] :

والله لو يكشف لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

[ يا ويحهم والسيف أبداً مشرقاً ]

لا ينبغي إلّا مقرّا الحنجر

كذا وأحسبه « مشرفاً .. لا يبتغي إلّا مخرّ الحنجر ».

وكنت منكم قد شفيت غلّتي

إن (إذ) لم يكن في اليوم قومي تخفر

أم كيف لي والأصبحيّ قد أتى

[ بالجيش يكسر كلّ غضنفر ]

(في جيشه إلى لقا الغضنفر).

لو أنصفوني واحداً فواحداً

أفنيتكم بموردي ومصدري

(لو بارزوني) ... (ضاق عليكم) موردي ومصدري.

[ ويح ابن مرجان الدعيّ وقد أتى

ويزيد إذ يؤتى بهم في المحشر

والحكم فيه للإله وخصمهم

خير البريّة أحمد مع حيدر ]

قال : فتكاثروا عليه وأخذوه أسيراً [ وأتوا به ] إلى ابن زياد ، فلمّا نظر إليه قال : الحمد لله الذي أعمى عينيك ، فقال له عبدالله بن عفيف : الحمد لله الذي أعمى قلبك [ وفتح عينيك ]. فقال [ له ] ابن زياد : قتلني الله إن لم أقتلك (أ) شرّ قتلة. فضحك عبدالله بن عفيف (و) فقال له : قد ذهب (ذهبت) عيناي يوم صفّين مع أمير المؤمنين وقد سألت الله أن يرزقني الشهادة على يدي

=

٣٣٩
 &

................................................................

__________________

= (يد أ) شرّ الناس وما علمت على وجه الأرض أشرّ منك ، [ ثمّ ] وأنشأ يقول :

صحوت وودّعت الصبا والغوانيا

وقلت لأصحابي أجيبوا المناديا

وقولوا له إذ قام يدعو إلى الهدى

وقتل العدى لبّيك لبّيك داعيا

وقوموا له إذ شدّ للحرب أزره

فكلّ امرئ يجزى بما كان ساعيا

وقودوا إلى الأعداء كلّ مضمّر

لحوق وقود السابحات النواحيا

وسيروا إلى الأعداء بالبيض والقنا

وهزّوا حراباً نحوهم والعواليا

وأبكوا * لخير الخلق جدّاً ووالداً

حسين لأهل الأرض ما * زال هاديا

* (وحنّوا) ... (لا).

(ألا وابكوا حسيناً معدن الجود والتُّقى

وكان لتضعيف المثوبة راجيا

(ألا) وابكوا حسيناً كلّما ذرّ شارق

وعند غسوق الليل (فـ) ابكوا إماميا

ويبكى حسيناً كلّ حاف وناعل

ومن راكب في الأرض أو كان ماشيا

لحى الله قوماً كاتبوه (لغدرهم) *

وما فيهم من كان للدين حاميا

* [وغرّروه ـ كذا]

ولا من وفا بالعهد إذ حمي الوغى

ولا زاجراً عنه المضلّين ناهيا

ولا قائلاً لا تقتلوه فتخسروا

ومن يقتل الزاكين يلقى المخازيا

ولم يك إلّا ناكثاً أو معانداً

وذا فجرة يأتي إليه وعاديا

وأضحى حسين للرماح دريئة

فغودر مسلوباً على الطفّ ثاويا

قتيلاً كأن لم يعرف الناس أصله

جزى الله قوماً قاتلوه المخازيا

فيا ليتني إذا ذاك كنت لحقته

وضاربت عنه الفاسقين الأعاديا *

* (مفاديا)

ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا

وأغمدت سيفي فيهم وسنانيا

ولكنّ عذري واضح غير مختف

وكان قعودي ضلّة من ضلاليا

(و) فيا ليتني غودرت فيمن أجابه

وكنت له في موضع القتل فاديا

(و) فيا ليتني جاهدت عنه بأُسرتي

وأهلي وخلّاني جميعاً وماليا

تزلزلت الآفاق من عظم فقده

وأضحى له الحصن المحصّن خاويا

=

٣٤٠