الحسين عليه السلام سماته وسيرته

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

الحسين عليه السلام سماته وسيرته

المؤلف:

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار المعروف للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٠

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وعلى الأئمّة الأطهار من آله الأخيار ، وعلى الأبرار من أصحابهم والتابعين لهم بإحسان.

٣

مُلاحَظات

[إنّ] الأحاديث الواردة في هذا الكتاب كلّها مأخوذةٌ من رواية الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ، جزء ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ، من النسخة التي طبعها الشيخ محمد باقرالمحمودي في بيروت ـ الطبعة الاُولى سنة ١٣٩٨ هـ.

وقد وضعتُ أرقام أحاديث النسخة في بداية كلّ رواية نقلتها بين معقوفين.

ثمّ قابلتُ نصوص الروايات بما أورده العلاّمة ابن منظور الأنصاري في مختصر تاريخ دمشق ، من الجزء السابع من النسخة التي حقّقها أحمد راتب حمروش ومحمّد ناجي العمر ، ونشرتها دار الفكر بدمشق سنة ١٤٠٥.

وأرجَعْتُ إلى مواضع الأحاديث في الهامش.

ورتّبتُ الكتاب على فقرات مرقّمة حسب العناوين المتعدّدة.

ونظّمتُ الفهارس حسب أرقام الفقرات.

والحرف (ص) في أي موضع يعني : (الصحفة) برقمها.

٤

دليل الكتاب

المقدمة......................................................................... ٧

من هو ابن عساكر؟............................................................. ٩

الباب الاول : سمات الحسين عليه السلام....................................... ١١

الباب الثاني : سيرة الحسين عليه السلام قبل كربلاء............................. ٣١

الباب الثالث : سيرة الحسين عليه السلام في كربلاء............................ ١٢٣

الباب الرابع : احداث بعد كربلاء........................................... ١٨١

الخاتمة...................................................................... ١٩٩

الفهارس.................................................................... ٢٠١

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

على سيرتي في المناسبات والأحداث وأنا ألتزمُ بقراءة ما يخصّها ؛ لأتعرّف على مجرياتها ومداخلاتها ؛ رغبةً في العلم ، وأملاً في أنْ اُؤدّي حقّ ما أقوم به من خدمات دينيّة وتراثيّة أعتزُّ بها ...

بدأتُ في أوّل يوم من شهر محرّم الحرام سنة ١٤١٥ بقراءة الجزء الخاص بترجمة الإمام السبط الشهيد سيّدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، من كتاب «تاريخ دمشق» ، تأليف الحافظ المؤرّخ الدمشقي ابن عساكر ؛ علي بن الحسن بن هبة الله (٤٩٩ ـ ٥٧١).

وهو كتاب حافلٌ بالروايات التي أسندها ابن عساكر المعروف بسعة العلم ، والتضلّع في الفنّ بما يجعله جديراً بكلّ عناية واهتمام.

وقد ناهزتْ أحاديثُ هذه الترجمة حسب ترقيم محقّق الكتاب «٤٠٠» حديثاً ، ترتبط بالإمام الحسين (عليه السّلام) وشؤون حياته ؛ سمات وسيرة قبل كربلاء وفيها وبعدها.

والكتاب ـ مثله مثل سائر المؤلّفات القديمة ـ يعتمد اُسلوب الإسناد ، فيُكثر من الأسانيد ويعدّدها ويكرّرها ؛ الأمر الذي له أهمّيته وضرورته في مجال النقد والتقييم للتراث ، إلاّ أنّه يجعله شاقّاً على غير العلماء والمتخصّصين أن يراجعوه ويستفيدوا منه ؛ لاستثقالهم لمثل هذا الاُسلوب التراثي ، فلا يُقدمون على اقتناء مثله ، ولا يستسيغون مطالعته والاستفادة منه ، فعزّ عليَّ أنْ يبقى هذا الكتاب وما فيه من ثروة حديثيّة وعلميّة بعيداً عن متناول أكثر محبّي المعرفة ...

٧

فقمتُ باستخلاص الأحاديث من ذلك الكتاب العظيم ، وعمدتُ إلى تنظيمها بشكل يستذوقه عامّة القُرّاء.

ولمزيد التيسير والرغبة في متابعتها وضعت كلّ حديث في إطار معيّن ، يحدّد الأبعاد المنظورة وحتّى غير المنظورة لمؤدّاه ؛ ممّا يتوقّف عليه فهمُ النصّ لغوياً وتاريخياً ، وعقائدياً ومنهجياً ، كي لا يبقى النصُّ جامداً ولا مبهَماً في صورة بُعده عن القرائن الحالية أو المقالية المتوافرة في بيئات صدوره ، وربّما في بيئات اُخرى لها الصلة الوثيقة بالنصّ ومدلوله ممّا يفرض ذكر القرائن وضرورتها لتوضيح النصّ وفهمه.

أمّا غير «تاريخ ابن عساكر» فقد التزمتُ بعدم النقل منه إلاّ بعض الشؤون التي اعتمدتُ فيها أساساً على كتاباتي السابقة ، وخصوصاً ما احتوى منها على قضايا «حسينيّة».

ورغم أنّ عملي هذا متواضعٌ فإنّ أملي بالله واسعٌ أَنْ يتقبّلَهُ بقبول حَسَن ؛ فأحظى أنْ يؤهّلني لشفاعة الحسين (عليه السّلام) يوم الورود ، وأنْ يثبّتَ لي قدمَ صدق عنده مع الحسين (عليه السّلام) ، وأصحاب الحسين الذين بذلوا مُهَجَهم دون الحسين (عليه السّلام).

حُرّر في محرّم الحرام سنة ١٤١٥

وكتب

السيد محمّد رضا الحسيني

الجلالي

٨

مَنْ هو ابن عساكر؟

قال الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» :

الإمام العلاّمة ، الحافظ الكبير المجوّد ، محدّث الشام ، ثقة الدين أبو القاسم الدمشقي الشافعي ، صاحب «تاريخ دمشق».

ولد في المحرّم في أوّل الشهر سنة تسع وتسعين وأربعمئة ، وارتحل إلى العراق في سنة عشرين ، وحجّ سنة إحدى وعشرين ، وارتحل إلى خراسان على طريق أذربيجان سنة تسع وعشرين وخمسمئة.

وهو عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين ، وعددُ شيوخه الذين في «معجمه» «١٣٠٠» بالسماع ، و «٤٦» شيخاً أنشدوه ، وعن «٢٩٠» شيخاً بالإجازة ، و «بضعاً وثمانين» امرأة ، فالمجموع «١٧١٦» تقريباً.

وصنّف الكثير.

وكان فَهِماً حافظاً ، متقناً ذكيّاً ، بصيراً بهذا الشأن ، لا يُلحقُ شاؤُه ولا يُشقّ غباره ، ولا كان له نظيرٌ في زمانه.

تُوفيَ في رجب سنة «٥٧١» ليلة الإثنين ، حادي عشر الشهر ، وصلّى عليه القطب النيسابوري ، وحضره السلطان ، ودُفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير بدمشق.

سير أعلام النبلاء ٢٠ ص ٥٥٤ ـ ٥٧١

الترجمة (٣٥٤) باختصار وتصرّف

٩
١٠

الباب الأول

سمات الحسين عليه السلام

١ ـ الهوية الشخصية.

٢ ـ تواريخ وأرقام.

٣ ـ المظاهر الخلقية.

٤ ـ الخلق العظيم.

٥ ـ الطهارة الإلهية.

٦ ـ القوة الغيبية.

٧ ـ شؤون خاصّة.

١١
١٢

١ ـ الهويّة الشخصيّة

اسمه :

الحُسَيْن

عن عليّ (عليه السّلام)

[١٦] لمّا ولد الحسن سمّاه «حمزة». فلمّا وُلِدَ الحسين سمّاه بعمّه «جعفر».

قال عليّ (عليه السّلام) : «فدعاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال : إنّي اُمرتُ أن اُغيّر اسم ابنَيَّ هذين.

فقلت : الله ورسوله أعلم.

فسمّاهما حسناً وحسيناً» (١).

وإذا كان عليٌّ (عليه السّلام) يُحاول أن يُخَلّد باسم ابنيه ذكر عمّه حمزة وأخيه جعفر ،

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١١٦.

١٣

وتفاؤلاً أن يخلفاهما في النضال والهمّة والمجد ، فإنّ الوحي الذي لا ينطق الرسول إلاّ عنه قد حكم لهما باسمين آخرين ، وأمَرَ الوحيُ الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) أن يُبلِّغَ هذا الحكم ، فلم يجد من عليٍّ غير التسليم لأمر السماء.

والاسمان السماويّان هما :

«الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنّة ، لم يكونا في الجاهليّة» (١).

ويؤكّد الرسولُ (صلّى الله عليه وآله) على هذه التسمية فيُعْلِنُ عن أسباب اختيارها فيما رواه سلمان ، قال :

[٢٢] قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «سمّى هارون ابنيه شَبَراً وشُبَيْراً وإنّي سَمَّيتُ ابنَيَّ الحسنَ والحُسَيْنَ بما سمّى به ابنيه شَبَراً وشُبَيْراً».

إنّ الرسولَ (صلّى الله عليه وآله) إذْ يعلّل تسمية الحسن والحسين (عليهما السّلام) بما فعل هارون يذكّر بما لاسم هارون من ربط بشأن أبي الحسن والحسين ، وما جاء عن الرسول من حديث «المنزلة» حين أعلن فيه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بقوله : «عليٌّ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي» الذي خرّجه بعض الحّفَاظ بـ «٥٠٠» إسناد ، وعُدّ في المتواتر (٢).

فإذا كان عليّ (عليه السّلام) بمنزلة هارون في الخلافة والوزارة ، فليكن اسما ابنيه كاسمي ابني هارون ؛ ليدلاّ على التنزيل منزلته في جميع الشؤون بلا استثناء

____________________

(١) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسن (عليه السّلام) ص ١٧ رقم (٢٢).

(٢) انظر الحديث بطرق ابن عساكر في تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام عليّ (عليه السّلام) الأحاديث المرقّمة (٣٣٦ ـ ٤٥٦) ١ ص ٣٠٦ ـ ٣٩٤ وما علّق عليه محقّقه المحمودي.

١٤

سوى النبوّة التي ختمت بالرسول (صلّى الله عليه وآله).

كنيته :

أبو عبد الله :

اتّفق على ذلك المؤرّخون والمحدّثون ، وما كُنّي بغيرها (١).

ألقابه :

سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله)

كذا ذكره ابن عساكر (٢) ، وجاء في المأثور عن أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) تلقيب الإمام الحسين به ، وكذلك باللقب التالي (٣).

سيّد شباب أهل الجنّة :

وهذا اللقب مأخوذ من حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لما قال في الحسين وفي أخيه الحسن (عليهما السّلام) : «... سيّدا شباب أهل الجنّة» وسيأتي في الفقرة (١١).

ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :

كذا ذكره ابن عساكر (٤) وهو كذلك مأخوذ من حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين قال فيه وفي أخيه الحسن (عليهما السّلام) : «هما ريحانتاي من الدنيا»

____________________

(١) لاحظ تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٢ ومختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١١٧.

(٢) لاحظ تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٥ ومختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ١٧ / ١١٥.

(٣) تاريخ أهل البيت (عليهم السّلام) ، فصل الألقاب ص ١٣٠.

(٤) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٥ ومختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ١٧ / ١١٥.

١٥

وسيأتي في الفقرة (١١).

أبوه :

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ القرشيّ الهاشميّ المطّلبيّ الطالبيّ (عليه السّلام).

اُمّه :

الزهراء فاطمة بنت رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله)

واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسَد بن عبد العزّي بن قصيّ (١).

أمّا الهالة التي تكتنف الحسين (عليه السّلام) من طرفي اُمّه وأبيه ، وما لتلك العائلة الكريمة من الشرف في النسب والحسب فلنقرأ عنها الحديث :

[١٧٣] عن ربيعة السعدي قال : لمّا اختلف الناس في التفضيل رحلتُ راحلتي ، وأخذتُ زادي حتّى دخلتُ المدينة ، فدخلتُ على حُذيفة بن اليمان ، فقال لي : ممّن الرجلُ؟ قلتُ : من أهل العراق! فقال : من أيّ العراق؟

قلتُ : رجل من أهل الكوفة.

قال : مرحباً بكم يا أهل الكوفة.

قلتُ : اختلف الناسُ في التفضيل فجئتُ لأسألك عن ذلك؟

____________________

(١) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٣.

١٦

فقال لي : على الخبير سَقَطْتَ ؛ أما إنّي لا اُحدّثك إلاّ بما سمعتْهُ أُذنايَ ووعاهُ قلبي وأبصرتْه عيناي :

خرج علينا رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) ـ كأنّي أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة ـ حاملَ الحسين بن عليّ على عاتقه ـ كأني أنظر إلى كفّه الطيّبة واضِعَها على قدمه يُلصقها بصدره ـ. فقال : «يا أيُّها الناس ، لأعرفنّ ما اختلفتم ـ يعني في الخيار ـ بعدي.

هذا الحسينُ بن عليّ خير الناس جدّاً ، وخير الناس جدّةً ؛ جدّه مُحمد رسول الله سيّد النبيّين.

وجدّته خَديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.

هذا الحسينُ بن عليّ خير الناس أباً ، وخير الناس اُمّاً :

أبوه عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووزيره ، وابن عمّه ، وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.

واُمّه فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء العالمين.

هذا الحسينُ بن عليّ خيرُ الناس عمّاً ، وخير الناس عمّةً ؛ عمّه جعفر بن أبي طالب ، المزيَّن بالجناحين يطير بهما في الجنّة حيثُ يشاء.

وعمّته أُمّ هانئ بنت أبي طالب.

هذا الحسين بن عليّ خير الناس خالاً. وخير الناس خالةً :

١٧

خاله القاسم بن محّمد رسول الله.

وخالته زينب بنت محّمد رسول الله».

ثمَّ وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وحَبا.

ثم قال : «يا أيّها الناس : هذا الحسين بن عليّ : جدّه وجدّته في الجنّة ، وأبوه واُمّهُ في الجنّة ، وعمّه وعمّتهُ في الجنّة ، وخاله وخالته في الجنّة ، وهو وأخوه في الجنّة. إنّه لم يُؤْتَ أحدٌ من ذرّيّة النبيّين ما اُوتي الحسين بن عليّ ما خلا يوسف بن يعقوب» (١).

٢ ـ تواريخ وأرقام

الولادة : عامها وشهرها ويومها :

أجمع المؤرّخون على ولادته في سنة أربع من الهجرة. ولكن محدّثو الشيعة وعلماؤهم أثبتوا ولادته سنة (ثلاث) من الهجرة.

ونقل ابن عساكر عنهم ولادته في شهر شعبان لِليال منه أو لخمس ليال بالضبط ، والمشهور في الثالث منه.

ولكنّ التحقيق يدلّنا على أنّ ولادته كانت في آخر ربيع الأوّل.

لإجماع الرواة على ولادة الحسن أخيه في النصف من شهر رمضان (٢).

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ٥ ـ ١٢٦.

(٢) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسن (عليه السّلام) ص ١٠ الأحاديث (٨ ـ ١٢) وانظر ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٩٥ رقم (٣٩٥) و ٢٨٢ رقم (٣٦٤).

١٨

وإجماع أهل البيت على ولادة الحسين بعده بـ «ستّة اشهر وعشرة أيّام» (١).

مكان الولادة : المدينة المنوّرة :

وبالضبط في بيت عليّ وفاطمة الزهراء ، المجاور لدار الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، والواقع في داخل المقصورة الشريفة وسط المسجد النبويّ الشريف ثاني الحرمين الشريفين ، من أفضل بقاع الأرض.

الشهادة : عامها وشهرها ويومها

قال ابن عساكر : أجمع أكثر أهل التاريخ أنّه قُتل في المحرم سنة إحدى وستّين يوم عاشوراء يوم السبت (٢) وقيل : الجمعة (٣).

مكان الشهادة : نَهر كربلاء :

وبالضبط جنبَ الفُرات المارّ بمدينة كربلاء المقدّسة ، والتي تسمّى نينوى والغاضرية والحائر ، قريباً من الكوفة في أرض العراق.

مدّة عمره

ستّ وخمسون عاماً وتسعة أشهر وعشرة أيّام (٤).

فكان مقامُه مع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبع سنين إلاّ

____________________

(١) انظر تاريخ أهل البيت (عليهم السّلام) ص ٧٦.

(٢) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٨٢.

(٣) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٨٨ ومختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١١٦ و ١٥٦.

(٤) قال ابن عساكر : وستّ وخمسون في سنّه أثبت وقد رواه عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) (رقم ٣٥٦) ومن المعلوم أنّ ذلك بإهمال الأشهر والأيام الباقية ، كما أنّ من قال بأنّ عمره «سبع وخمسون» استثنى الشهرين والعشرين يوماً.

١٩

شهراً.

وأقامَ مع أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) ثلاثين سنة إلاّ خمسة أشهر وأيّام ، ومع أخيه الحسن (عليه السّلام) عشر سنين إلاّ ستّة أشهر وعشرين يوماً. وإمامته بعد أخيه عشر سنين وعشرة أشهر إلاّ عشرة أيّام (١).

خرج من المدينة بعد ما جاء خبر موت معاوية في النصف من رجب سنة ستّين (٢).

وخرج من مكّة متوجّهاً إلى العراق يوم الإثنين في عشر ذي الحجّة سنة ستّين (٣).

وورد كربلاء في الثاني من المحرّم سنة واحد وستّين (٤).

وكان قتله في العاشر من المحرّم يوم عاشوراء من تلك السنة (٥).

٣ ـ المظاهر الخُلقيّة

كان الحسين (عليه السّلام) يُشبَّهُ بجدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) في الخِلْقة واللونِ ، ويقتسمُ الشَّبَهَ به (صلّى الله عليه وآله) مع أخيه الحَسَن (عليه السّلام).

____________________

(١) انظر تاريخ أهل البيت (عليهم السّلام) ص ٧٦.

(٢) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ١٩٩ ـ ٢٠٠ ومختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١٣٨.

(٣) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٠٥.

(٤) أنساب الأشراف للبلاذري ٣ / ١٧٦.

(٥) تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٢٠٧.

٢٠