الحسين ريحانة النبي (ص)

الشيخ كمال معاش

الحسين ريحانة النبي (ص)

المؤلف:

الشيخ كمال معاش


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٦

١
٢

٣

٤

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

أهل البيت ويطهركم تطيراً

صدق الله العلي العظيم

قالت عائشة خرج النبي (ص) غداةً وعليه مرط مرحل (١) من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطيراً) (٢).

_________________

(١) مرط مرحل: المرط: كساء المرحل: هو الموش المنقوش عليه صور رحال الابل.

(٢) صحيح مسلم ج ٥ص ٣٧ ح ٢٤٢٤ باب فضائل أهل البيت النبي (ص) شواهد التنزييل ج ٢ص ٣٣ح ٦٧٦ المستدرك على الصحيحين ج ٣ص ١٤٧ وفيه (هذا حديث صحيح) ينابيع المودة : ص ١٢٤ سنن البيهقي : ج ٢ ص ١٤٩ ورواه ابن جرير في تفسيره ج ٢٢ ص ٥.

٧

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (١)

اللهم اني أحبهما فأحبهما(٢)

ويل للمكذبين بفضلهم (٣)

_________________

(١) سنن الترمذي: ج ٥ص ٦٥٦ ح ٣٧٦٨ باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام.

(٢) صحيح البخاري : ج ٣ص ١٣٦٩ ح ٣٥٣٧ باب مناقب الحسن والحسين (رضى الله عنهما).

(٣) كنز العمال : ج ١٢ص ٩٨ ح ٣٤١٦١.

٨

المقدّمة

بقلم : انطون بارا

اُهزوجة حبّ لقمر كربلاء

ما سرّ هذا الألق الروحي الجاذب للنفوس النزّاعة لقدسية كربلاء ... وكيف نفهم ما تعنيه ثورة سيّد الشهداء إذا لم نكن حسينيين قلباً وقالباً؟!

ومن رحاب حبّ الشهيد الحسين عليه‌السلام تطلّ المحبّة الفوّاحة ناشرة ضياءها بين السطور ساطعة أنوارها خلف الكلمات توحي لمسطّرها روعة ما قام به سبط النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتصوّر لسريرته النقيّة هلع السرائر والحنايا من هول الفاجعة.

ملحمة إنسانيّة روحانية لم يشهد لها التاريخ شبيهاً رقت درجات فوق مستوى الملحمة ؛ لأنّها استمدّت عزمها من عزم عترة النبي وآل بيته الأخيار فكانت هزَّة مهَّدت لثورة روحيّة تُذكِّر المسلمين خاصّة والمؤمنين عامّة بمعنى أنّه ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه المتاجرين بالدين وموقظي الفتنة لأغراض دنيويّة ليست بذات قيمة حيال استمرارية صفاء الشريعة والسنّة قرناً بعد قرن مجلّلة بالغار وهادية بالحقّ ؛ لأنّ خير الأمم أُمّة هُدِيتْ إلى الحقّ فهدت به والتزمته بالعدل (١).

_________________

(١) لاحظ نصوص الآيات الواضحة لقوله تعالى : (وممّن خَلقْنا أُمةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون). سورة الأعراف : الآية ١٨١.

٩

ومن هذا الفهم لأهمّية هداية الحقّ ننظر إلى اجتهاد الشيخ كمال معاش في كتابه (الحسين ريحانة النبي) حيث قدّم إضافة متواضعة لخدمة أهداف كربلاء ؛ ليكون من الحائزين لنعمة المنافحة عن هيوليّة حركته العظيمة التي وزّعت سناها على توالي القرون كما توزّع بلّورة صافية ضوء الشمس المنعكس عليها فتتداعى إليها القلوب وتشخص ناحيتها الأبصار ؛ تيمّناً بقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنّما مثلُ أهلِ بيتي فيكم كمثل سفينة نوح مَنْ ركبها نجا ومَنْ تخلّف عنها هلك ـ أو غرق ـ) (١).

والمقصود في هذا القول الكريم ليس مَنْ ركبها ركوباً ماديّاً في حينها أو تخلّف عنها في ساعتها بل يشمل هذا المغزى كافّة الأجيال التالية التي تستلهم سيرة أهل البيت عليهم‌السلام وتسير على هديها فتكون كمَنْ تركب سفينتها لتنجو في أيّ وقت صحت عزيمتها. ومَنْ ينافح عن مصداقيّة حركة الحسين عليه‌السلام بقلمه وفكره ووجدانه بعد أربعة عشر قرناً من حدوث الملحمة يكون كمَنْ شارك فيها حقّاً باسترجاعه لمبادئها ورفضه لمنطق الهدم وبذلك يكون بمقياس المعنى النبوي المقصود مشاركاً كالقاسم وأخيه العباس وإخوته وآل عقيل وعابس والحجّاج وسويد وبرير والحرّ وكلّ الذين جاهدوا جهاداً ماديّاً إلى جانب الحسين عليه‌السلام وسقوا غرسه الشهادة في صحراء كربلاء بدمائهم الزكية. وقد أخرج ابن ماجة وأبو يعلى عن الحسين عليه‌السلام قوله : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما من مسلم تُصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلاّ أعطاه الله ثواب ذلك».

والمؤلّف الشيخ كمال يهدي سطوره المتواضعة إلى مَنْ تربته جُعلت للشفاء إلى مَنْ نظر إليه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ففاضت عيناه بالدموع ويؤكّد في مقدّمته حقيقة خالدة بقوله : إنّ الإمام الحسين عليه‌السلام لم يكن رجل حرب أو مجرّد بطل مواقف

_________________

(١) كنزل العمال : ج ١٢ ص ٩٨ ح ٣٤١٦٩ مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ١٠٤.

١٠

وميادين فحسب بل نتج عن نهضته الرائدة مسيرة عباديّة جهاديّة سياسيّة تظلّلت في ظلّ مبادئ مقدّسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية. وهذا القول يتّفق مع ما أوردته في كتابي (الحسين في الفكر المسيحي) (١) من أنّ واقعة كربلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بل كانت رمزاً لموقف أسمى لا دخل له بالصراع بين القوّة والضعف بين العضلات والرماح بقدر ما كانت صراعاً بين الشكّ والإيمان بين الحقّ والظلم.

يقول الحسين عليه‌السلام : «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي .. اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». وفي هذا الإعلان انسجام الإنسان مع الحقّ. وقد آثر الحسين عليه‌السلام صلاح أُمّة جدّه الإنسانيّة الهاديّة بالحقّ العادلة به على حياته فكان في عاشوراء رمزاً لضمير الأديان على مرّ العصور فاستشهاده وسيرته عنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ولعظمة المثالية في أخذ العقيدة وتمثّلها.

فالشكر كلّ الشكر للشيخ كمال معاش على مسعاه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢)

انطون بارا

الكويت ٢٧ / ٧ / ٢٠٠١ م

_________________

(١) الحسين في الفكر المسيحي : ص ١٧٣ وما بعدها.

(٢) سورة التوبة : الآية ١٠٥.

١١
١٢

مقدّمة المؤلّف

عندما نتأمّل شخصية الإمام الحسين عليه‌السلام في التاريخ نراها شخصية متميّزة سواء في أخلاقه أو أفعاله أو أقواله أو صمته أو مواقفه كلّ ذلك يدفعنا إلى تأمّلات ثاقبة من خلال أحاديثه العطرة والتي هي بلسم للقلوب. لا شكّ أنّ القرآن الكريم معجزة النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بينما الحسين عليه‌السلام هو صوت القرآن وحركته التي قادها وجسّدها على أرض الواقع بطفّ كربلاء حركة قرآنية ورسالية وثورة إنسانيّة.

ومن الخطأ أن نفكّر بأنّ الحسين عليه‌السلام كان حكراً على طائفة وإنّما هو إمام لكلّ المسلمين ؛ لأنّه استشهد من أجل دين الله ودفاعاً عن حقوق العباد بل هو حامل رسالة جدّه الحبيب المصطفى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو للعالم أجمع بمختلف أديانه ومذاهبه وطوائفه وطبقاته إنّه لملايين البشر ؛ لأنّ البشرية عقدتْ آمالها على شخصيّته وإنسانيته عليه‌السلام ؛ لأنّ رسالته رسالة إنسانيّة قبل كلّ شيء.

ولم يكن الإمام الحسين عليه‌السلام رجل حرب أو مجرّد بطل مواقف وميادين فحسب كما لم تكن واقعة كربلاء حادثة عابرة في التأريخ وإنّما اقترن الحسين عليه‌السلام وحركة نهضته الرائدة بهدف سام أعلى نتجت منه مسيرة عبادية جهاديّة سياسيّة تظلّلت في ظلّ مبادئ مقدّسة مستوحاة من روح نصوص

١٣

الشريعة الإلهية والرسالة المحمديّة. لقد أراد الحسين عليه‌السلام أن يحرّرنا من عبودية الطاغوت إلى عبودية الله سبحانه وتعالى ؛ ليُعبِّر عن إرادته وكرامته ولكي نتنفّس الحرية بكلّ طلاقة كما قال أبوه علي عليه‌السلام : «ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً» (١).

وقد سار الإمام الحسين عليه‌السلام على نهج جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ؛ لينقذ الأمّة من براثن الجهل والظلمات إلى عالم النور.

وبدورنا نقدّم هذه الأوراق الحسينيّة المتواضعة إلى سيدي ومولاي حجّة الله على الأرض أبي عبد الله الحسين بن علي عليه‌السلام ؛ ليكون لنا ذخراً وشرفاً وشفاعة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَنْ أتى الله بقلب سليم.

المؤلّف

٦ / ذو القعدة / ١٤٢١ هـ

Kamal-m@maktoob.com

_________________

(١) نهج البلاغة ص ٤٠١ ، من وصية له لابنه الحسن عليهما‌السلام رقم ٣١ / ٨٧.

١٤

شخصيّة الحسين عليه‌السلام

١٥
١٦

الإمام الحسين عليه‌السلام شخصية مثالية متميّزة ليس لها في الوجود نظير ؛ فقد تغذّى في حجر جدّه المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله العطف والحبّ والحنان وفي ظلّ أُمّه فاطمة الزهراء عليها‌السلام وجد الأُمومة الرؤوفة وهي مهجة قلب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وترعرع مع أبيه علي عليه‌السلام ومنه تلقّى الرعاية والعناية والمعرفة وعاش مع إخوته وأولاده أعواماً مليئة بالحبّ المتبادل والاحترام المقدّس.

وبعبارة أُخرى : إنّه تخرّج من جامعة الحبيب المصطفى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام حيث شملتهم العناية الإلهية بقوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

وحديث الكساء أكبر شاهد على مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى وكتب وأحاديث أهل السُنّة تُصرّح بذلك والتي منها : عن أُمّ سلمة أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جَلَّلَ على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً ثمّ قال : (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً). فقالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : (إنّكِ إلى خير). قال : هذا حديث حسن وهو أحسن شيءٍ رُويَ في هذا الباب(٢)

____________________

(١) سورة الأحزاب : الآية ٣٣.

(٢) المعجم الصغير : ج ١ ص ١٧٦ ح ١٧٧ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٩٩ ح ٣٨٧١ ، ص

١٧

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن فاطمة الزهراء عليها‌السلام قالت : «... فقال الله عزوجل : يا ملائكتي ويا سُكّانَ سماواتي إنِّي ما خلقتُ سماءً مَبنْيَّةً ولا أرضاً مَدْحِيَّةً ولا قَمَراً مُنيراً ولا شَمْساً مُضيئةً ولا فَلَكاً يَدُور ولا بَحْراً يَجْري وَلا فُلْكاً يَسْري إلاَّ في مَحَبَّةِ هؤلاءِ الخَمْسَةِ الذين هُمْ تحت الكِساءِ. فَقَال الأمينُ جَبرائيل : يا رَبِّ وَمَنْ تحت الكِساء؟ فقال عزوجل : هم أهلُ بيتِ النبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالةِ ؛ هُمْ فاطمةُ وأَبوها وَبَعْلُها وَبَنُوها ...» (١).

وأحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ ولديه الحسن والحسين عليهما‌السلام شاهدة على علاقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهما ومنها التي رواها أهل السُنّة في صحاحهم وكتبهم.

منها : عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : «دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أُبيّ بن كعب فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض. قال أُبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال : يا أُبيّ والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض وإنّه المكتوب على يمين العرش أنّه مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعزّ وفخر وعلم وذخر. وإنّ الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة خُلقت من قبل أن

____________________

٦٦٣ ح ٣٧٨٧ ، سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٣٨٤ ، بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٨٠ ، انظر المعجم الكبير وفيه وحامتي : أي خاصة الرجل من أهله وولده وذوي قرابته ، حامة الإنسان : خاصته ومَنْ يقرب منه ، لسان العرب : ج ١٢ ص ١٥٣ م.

(١) مفاتيح الجنان : ص ٤٠٥ حديث الكساء ، ينابيع المودّة : ص ١٢٥.

١٨

يكون مخلوق في الأرحام ما يدعو بهنَّ مخلوق إلاّ حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرّج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسَّر أمره وأوضح سبيله وقوّاه على عدوّه ولم يهتك ستره ...) (١).

عن أنس بن مالك قال : كتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل عهداً فدخل الرجل يسلِّم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي فرأى الحسن والحسين يركبان على عنقه مرَّة ويركبان على ظهره مرَّة ويمرّان بين يديه ومن خلفه. فلمّا فرغ صلى‌الله‌عليه‌وآله من الصلاة قال له الرجل : ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «ناوِلْني عَهْدَك». فأخذه ومزَّقه ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يُوَقِّر كبيرنا فليس منّا ولا أنا منه» (٢).

عن مدرك بن زياد قال : كنت مع ابن عباس في حائطٍ فجاء الحسن والحسين عليهما‌السلام فسألا الطعام فأكلا ثمّ قاما فأمسك لهما ابن عباس الركاب فقلت : أتمسك الركاب لهذين وأنت أكبر منهما؟ فقال : ويحك! هذان ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوَ ليس هذا ممّا أنعم الله عليَّ به أن أمسك لهما واُسوّي عليهما(٣).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «سمّى هارون ابنيه شبّراً وشبيراً وإنّي سمّيت ابني الحسن والحسين بما سمّى به هارون ابنيه» (٤).

____________________

(١) فرئد السمطين : ج ٢ ص ١٥٥ ، ح ٤٤٧.

(٢) ذخائر العقبى : ص ٢٢٩.

(٣) فرائد السمطين : ج ٢ ص ٧٢ ح ٣٩٥.

(٤) المعجم الكبير : ج ٣ ص ٩٧ ـ ٢٧٧٨ ، كنز العمال : ج ١٢ ص ١١٧ ـ ٣٤٢٧١ ، انظر : مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج ٢ ص ١٥٩ ح ٧٦٩ ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ج ١

١٩

في حديث أسماء بنت عميس في مجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيت فاطمة عندما ولد الحسين عليه‌السلامقالت أسماء : فجاءني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «يا أسماء هلّمي بابني». فدفعته في خرقة بيضاء فأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى.

قالت أسماء : قلت : فداك أبي وأُمّي! ممَّ بكاؤك؟ قال : «على ابني هذا». قلت : ولد الساعة وتبكيه؟! قال : «يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي». ثمّ قال : «يا أسماء لا تُخبري فاطمة بهذا ؛ فإنّها قريبة عهد بولادة». ثمّ قال لعليّ : «أيّ شيء سمَّيت ابني؟». فقال : «ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ...». قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولا أنا أسبق باسمه ربّي».

ثمّ هبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول : «عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون». قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «وما اسم ابن هارون؟» قال : شبير. قال : «لساني عربيّ يا جبرئيل». قال : سمّه الحسين ... (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنّة ما سُمّيت العرب بهما في الجاهليّة» (٢).

____________________

ص ٣٨٤ ، أنساب الاشراف : ج ٣ ص ١٤٤ ، المعجم الكبير : ج ٣ ص ٩٦ ح ٢٧٧٣ ، الأغاني : ج ١٦ ص ١٤٥ ، أسد الغابة : ج ٢ ص ٢٤ ، ذخائر العقبي : ٢٠٨ ، تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١١٨ ج ٣٤١١ ، بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٦٦.

(١) فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٠٣ ح ٤١٢.

(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٩٢.

٢٠