الحسين ريحانة النبي (ص)

الشيخ كمال معاش

الحسين ريحانة النبي (ص)

المؤلف:

الشيخ كمال معاش


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٦

زيارة قبور الشهداء والأولياء والعظماء والأنبياء والخلفاء والعلماء والمصلحين عملٌ محبوبُ عقلاً وشرعاً ؛ لأنّ تقديس العظماء والأبطال بعد موتهم نزعة فطريّة وسنّة عقلائيّة سائدة في كلّ أنحاء العالم وبين جميع الأُمم والشعوب على مختلف المستويات منذ أقدم العصور. فمنذ عصر حمورابي وإلى هذا اليوم ينصبون التماثيل والنصب التذكارية في الساحات كالجندي المجهول الذي يرمز إلى التضحية والفداء وحتى الشعوب غير المسلمة تنحت التماثيل لرجالها الصالحين والمصلحين في الساحات العامة ؛ وذلك تكريماً لهم وزيارة الملوك والرؤساء والقادة ووضع أكليل الزهور على قبورهم ؛ تعظيماً لهم.

فحرمة الإنسان ميتاً كحرمته حيّاً كما وردَ في الحديث الشريف قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حرمة المسلم ميتاً كحرمته حيّاً سوياً» (١).

ومن ذلك الحديث النبوي نستنبط أنّ للأمواتِ حقّ الزيارة علينا مثلما كانوا أحياءً يرزقون ؛ فقد جُبلت البشرية على ذلك وقد وردت أحاديث نبويّة تحثُ على زيارتهم فالأموات ينتظرون منّا الصدقة والعمل الصالح والعلم

____________________

(١) تهذيب الأحكام : ج ١ ص ٤١٩ ح ٤٣.

١٨١

الذي ينتفعُ به وزيارتهم وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواحهم يعتبرُ عملاً صالحاً نُكافأ عليه بالأجر والثواب فلِمَ لا نقتفي الأثرَ في حصاد الفضائل ومنها زيارة الأولياء الصالحين.

والأُمّة الإسلاميّة تمتلك رصيداً كبيراً من عمالقة الدنيا وأفذاذ التاريخ وعظماء الرجال تمجّدهم وتستعيد ذكرياتهم وتقف على مراقدهم وقفة المستلهم لمعاني الخير وروح البطولة والعطاء. فإذا كانت زيارة قبور العظماء والأبطال وأضرحة الشهداء سيرة عقلائيّة وسنّة نبويّة لا تخصّ قوماً أو اُمّة فلا يُلام أتباع مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام عندما يزورون أئمتهم بالأخصّ رمز الإنسانيّة والحريّة والإباء سبط هذه الأُمّة وسيد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي عليه‌السلام وهو أبو الأحرار وقدوة الأبطال والمثل الأعلى ؛ لذا نرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام يشيرون في أحاديثهم إلى زيارة القبور لما فيها من آثار تربويّة واجتماعية. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه (الغدير ٥ / ٩٣) عشرات المصادر من صحاح المسلمين ومسانيدهم تؤكّد شرعية زيارة القبور ونحن نشير إلى بعضها :

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي» (١)

وعنه أيضاً : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ حجّ فزار قبري بعد موتي كان

____________________

(١) سنن الدارقطني : ج ٢ ص ٢٧٨ ، باب المواقيت إحياء علوم الدين : ج ٤ ص ٤٩٠ ؛ الوفا بأحوال المصطفى : ص ٨١٧ ح ١٥٣٠.

١٨٢

كمَنْ زارني في حياتي» (١).

وقال سليمان بن سحيم : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم فقلت : يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلّمون عليك أتفقه سلامهم؟ قال : «نعم وأردّ عليهم» (٢).

عن أبي هريرة قال : زار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبر أمّه فبكى وأبكى مَنْ حَوْلَهُ (٣).

عن جعفر بن محمّد عن أبيه : «أنّ فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت تزور قبر عمّها حمزة في الأيّام فتصلّي وتبكي عنده» (٤).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ زار قبر والديه أو أحدهما في كلّ جمعةٍ غفر له وكتب بارّاً» (٥).

قال ابن أبي مليكة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «زوروا موتاكم وسلّموا عليهم وصلّوا عليهم ؛ فإنّ لكم فيهم عبرة» (٦).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما الميت في قبره إلاّ كالغريق المتغوّث ينتظر

____________________

(١) السنن الكبرى : ج ٥ ص ٢٤٥ ؛ باب زيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سنن الدار قطني : ج ٢ ص ٢٧٨ وفيه «وفاتي بدل موتي» ؛ الوفا بأحوال المصطفى : ص ٨١٦ ح ١٥٢٩.

(٢) إحياء علوم الدين : ج ٤ ص ٤٩٠.

(٣) صحيح مسلم : ج ٢ ص ٣٦٥ ح ٩٧٦ ، باب استئذان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ربّه عزوجل في زيارة قبر اُمّه.

(٤) إحياء علوم الدين : ج ٤ ص ٤٩٠ وص ٤٩١.

(٥) المصدر نفسه.

(٦) المصدر نفسه.

١٨٣

دعوة تلحقه من أبيه أو أخيه أو صديق له فإذا لحقته كان أحبّ إليه من الدنيا وما فيها» (١).

وأردف الغزالي في كتابه : زيارة القبور مستحبّة على الجملة ؛ للتذكّر والاعتبار وزيارة قبور الصالحين مستحبّة لأجل التبرك مع الاعتبار(٢).

عن ابن بُريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يُعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا : «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون وأنتم لنا فرط ونحن لكم تبعاً نسأل الله لنا ولكم العافية» (٣).

عن عائشة أنّها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّما كان ليلتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأَتاكم ما تُوعدون غداً مؤجَّلون وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» (٤).

ونحن نقتدي برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أعظم قدوة لنا والتاريخ يشهد بأنّ

____________________

(١) إحياء علوم الدين: ج ٤ ص ٤٩٠ وص ٤٩١.

(٢) إحياء علوم الدين: ج ٤ ص ٤٩٠.

(٣) السنن الكبرى للبيهقي : ج ٤ ص ٧٩ ؛ صحيح مسلم : ج ٢ ص ٣٦٥ ح ٩٧٥.

(٤) صحيح مسلم : ج ٢ ص ٣٦٣ ح ٩٧٤ باب ما يُقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها. بقيع الغرقد : مقبرة لأهل المدينة سُمّيت بذلك لغرقد كان فيها وهو ما عظم من العوسج. لسان العرب : ج ٣ ص ٣٢٥ غرقد. وإطلاق لفظ الأهل على ساكن المكان من حيّ وميّت السنن الكبرى : ج ٤ ص ٧٩.

١٨٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يزور قبور البقيع وشهداء أُحد بل يحثّ المسلمين على زيارة القبور من أجل العظة والعبرة. هذه الخصوصية لمجرّد أنّه يحمل هوية مسلم فكيف بالحسين عليه‌السلام وهو ابن أوّل مَنْ أسلم وقد أسلم كثيراً من الناس ببركة ثورته الإنسانيّة بواقعة الطفّ وهو سيد الشهداء وسبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو الأئمة أبو عبد الله الحسين بن علي عليه‌السلام؟! ويكفينا قول جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين». فزيارة الحسين عليه‌السلام هي زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشفاعة الحسين عليه‌السلام هي شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّه بضعته صلى‌الله‌عليه‌وآله.

من الروايات التي أشارت إلى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام منها :

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كأنّي بالقصور قد شُيّدتْ حول قبر الحسين ولا تذهب الأيام والليالي حتّى يُسار إليه من الآفاق وذلك عند انقطاع ملك بني مروان» (١).

سُئل جعفر بن محمّد عن زيارة قبر الحسين فقال : «أخبرني أبي قال : مَنْ زار قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في عليّين. ثمّ قال : إنّ حول قبره سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة» (٢).

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزوجل زيارة قبر الحسين بن علي فزاره في سبعين

____________________

(١) مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ١٦٦.

(٢) فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٧٤ ح ٤٦١ ؛ ذخائر العقبى : ص ١٥١ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ١٦٩.

١٨٥

ألف من الملائكة» (١).

عن عطية العوفي قال : خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائراً قبر الحسين بن علي فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثمّ اتّزر بإزار وارتدى بآخر ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه ثمّ إنّه لم يخط خطوة إلاّ ذكر فيها الله تعالى حتّى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه يا عطية. فألمسته فخر على القبر مغشياً عليه فرششت عليه شيئاً من الماء فأفاق وقال : يا حسين يا حسين يا حسين ثلاثاً ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفُرّق بين رأسك وبدنك! فأشهد أنّك ابن خاتم النبيين وابن سيّد الوصيّين وحليف التُّقى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيّد النقباء وابن فاطمة سيّدة النساء ....

قال عطية : ثمّ جال ببصره حول القبر فقال : السلام عليكم أيتّها الأرواح الطيبة التي بفناء الحسين أناخت برحله أشهد أنّكم قد أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وعبدتم الله حتّى أتاكم اليقين(٢).

فزيارة الحسين عليه‌السلام لها الخصوصيّة المتميّزة فعند وقوفك أمام ضريحه المقدّس بكلّ خشوع واحترام تأخذك الهيبة وتشدّك بالدين الحنيف ؛ حيث

____________________

(١) مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ١٦٩.

(٢) المصدر نفسه : ص ١٦٧.

١٨٦

تتجسد أمامك رسالة الأنبياء ومواقفهم الرساليّة ومواجهتهم لفراعنة عصرهم ووقوفك أمام ضريحه المقدّس سرعان ما ينقلك إلى عصر النبوّة والرسالة عصر جبرائيل عصر نزول القرآن عصر إسلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبوقوفك أمام ضريحه المقدّس تستلهم منه الشجاعة والشهامة والبطولة والإباء ووقوفك أمام ضريحه المقدّس يذكّرك بفرعون عصره يزيد بن معاوية يزيد الخمر والفجور ذلك الذي رفع لواء جاهليّة جدّه أبي سفيان جاهليّة ملؤها القساوة والأنانية والعصبية العمياء والحقد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام.

نعم سيدي يا أبا عبد الله موقفك يذكّرني بموقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمام فرعون عصره أبي سفيان حيث أصبح هو وأحفاده لعنة التاريخ ولازالت لعنة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله سُنّة جارية إلى هذا اليوم تأخذ مجراها كما نصَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك في أحاديثه. منها :

ما ذكره الطبري في تاريخه : قد رأى صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا سفيان مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لعن الله القائد والراكب والسائق» (١).

وعن البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللَّهُمّ العن التابع والمتبوع اللَّهُمّ عليك بالأُقيعس». فقال ابن البراء لأبيه : مَنْ الأُقيعِس؟ قال : معاوية. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا

____________________

(١) تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٦٢٢.

١٨٧

رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه». قال أبو سعيد الخدري : فلم نفعل ولم نُفلح(١).

عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه». قال الحسين عليه‌السلام : «فما فعلوا ولا أفلحوا».

عن ابن [عمر] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يموت معاوية على غير الإسلام».

عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يموت معاوية على غير مِلَّتي» (٢).

سيدي أبا عبد الله بقتلك استقام دين جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبزيارتك يا سيدي ثبتت أركان العقيدة وبزيارتك سيدي معانٍ جسام ؛ فبها نتحدّى الباطل والمنكر وهذا ما يخشاه كلّ ظالمٍ وطاغٍ وسفّاك فزيارتك سيدي تذكّرنا بعظمة الله تعالى بل بتقرّبك إليه سبحانه وتعالى.

____________________

(١) النصائح الكافية : ص ٧٢ ؛ وقعة صفّين : ص ٢١٧ ؛ انظر كتاب الفتوح : ج ٥ ص ٢٤ : أقبل الحسين عليه‌السلام على مروان وقال : «ويحك! أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟! لقد قلت شططاً من القول. يا عظيم الزلل لا ألومك على قولك ؛ لأنّك اللعين الذي لعنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص ؛ فإنّ مَنْ لعنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد». ثمّ قال : «إليك عنّي يا عدو الله ؛ فإنّا أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحقّ فينا وبالحقّ تنطق ألسنتنا وقد سمعت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء فإذا رأيتم معاوية على منبري فافقروا بطنه. فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أُمروا به قاتلهم الله بابنه يزيد زاده الله في النار عذاباً».

(٢) وقعة صفّين : ص ٢١٦ ـ ٢١٨.

١٨٨

أما كيفية زيارة الإمام الباقر عليه‌السلام لجدّه الإمام الحسين بن علي عليهما‌السلام نشير إلى مقتطفات من زيارته عليه‌السلام ؛ مراعاةً للاختصار :

عن محمّد بن علي عليهما‌السلام قال : «فإذا أتيت قبر أبي عبد الله ـ يعني الحسين بن علي عليهما‌السلام ـ فاغتسل من الفرات موضع الدالية ثمّ ائتِ وعليك السكينة والوقار حتّى تنتهي إلى باب الحير ثمَّ قل :

بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمك الله يا أبا عبد الله ولعن الله مَنْ قتلك وانتهك حرمتك. أشهد أنّ الذين خالفوك وحاربوك وقتلوك ملعونون على لسان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والسلام عليك وعلى أبيك وأُمّك وأشهد أنّك قد بلّغت من الله ما أُمرت به ولم تخشَ أحداً غيره وعبدته حتّى أتاك اليقين.

أشهد أنّكم كلمة التقوى وأبواب الهدى والعروة الوثقى والحجّة على مَنْ بقي ومَنْ تحت الثرى.

اللّهمَّ العن الذين بدّلوا دينك واتّهموا رسولك وصدّوا عن سبيلك ورغبوا عن أمرك.

أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وتلوت القرآن حقّ تلاوته.

السلام على ملائكة الله المقرَّبين السلام على أنبياء الله المرسلين الذين هم في خلقه مقيمين.

١٨٩

اللّهمَّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد ولا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليّك وابن رسولك وصلّى الله عليه وعلى آله ورحمة الله وبركاته» (١).

فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حَيَّاً. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

____________________

(١) فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٧٥ ح ٤٦٢.

١٩٠

مقتطفات من قصيدة للشاعر الشهير السيد حيدر الحليّ :

كفاني ضنى أن أرى في الحسين

شفتْ آلُ مروانَ أضغانَها

فأغضبت اللهُ في قتلهِ

وأرضتْ بذلكَ شيطانَها

عشيةَ أنهضها بغيُها

فجاءتهُ تركبُ طغيانَها

بجمعٍ من الأرضِ سدّ الفروج

فغطّى النجودَ وغيطانَها

وسامتهُ يركبُ إحدى اثنتين

وقد صرّتِ الحربُ أسنانَها

وإمّا يُرى مذعناً أو تموت

نفسٌ أبى العزُّ إذعانَها

فقالَ لها اعتصمي بالإبا

فنفسُ الأبيّ وما زانَها

إذا لم تجد غيرَ لبسِ الهوان

فبالموتِ تنزعُ جثمانَها

رأى القتلَ صبراً شعارَ الكرام

وفخراً يُزينُ لها شأنَها

فشَّمَر للحربِ عن معركٍ

بهِ عَرَكَ الموتُ فرسانَها

تزيدُ الطلاقةُ في وجههِ

إذا غيّرَ الخوفُ ألوانَها

ولمّا قضى للعُلا حقّها

وشيّدَ بالسيفِ بُنيانَها

ترجّلَ للموتِ عن سابقٍ

لهُ أخلتِ الخيلُ ميدانَها

عفيراً متى عاينتهُ الكماة

يختطفُ الرعبُ ألوانَها

فما أجلتِ الحربُ عن مثلهِ

صريعاً يجبّنُ شُجعانَها

تريبُ المُحيّا تظنُّ السما

بأنَّ على الأرضِ كيوانَها

غريباً أرى يا غريبَ الطفوف

توسّدَ خدّكَ كثبانَها

اتقضي فداكَ حشى العالمين

خميصَ الحشاشةِ ظمئانَها

ألستَ زعيمَ بني غالبٍ

ومطعامَ فهرٍ ومطعانَها(١)

____________________

(١) رياض المدح والرثاء : ص ٦١.

١٩١

مقتطفات من ملحمة الغدير لشاعر المسيحيّة بولس سلامة :

وقفَ الظامئ الحسينُ ونادى

يا جنودَ العراقِ عُرا كلماتي

أوَليسَ الرسولُ جدِّي وأُمّي

خيرُ بنتِ وأطهرُ الزوجاتِ

واسمها يُمْنُ كلّ فاطمة في الأر

ض تأتي في الأعصرِ المقبلاتِ

اُمّها جدّتي خديجةٌ كانت

وردةُ المشرقين في السيّداتِ

بيتُها مهبطُ النبوّة إذ جبريلُ

يأتي بالوحي والآياتِ

شهدت للرسولِ والجوّ خنّاقٌ

فكانت باكورةَ المسلماتِ

أوَليسَ الضرغامُ حمزة عمّي

أسدُ اللهِ كاشف الكرباتِ

كفّهُ ما تشاءُ سمرُ العوالي

قلبهُ للسماحِ والمكرماتِ

أوَلستُ الحسين نجلَ عليٍّ

وعليٌّ أُنشودةٌ للحداةِ

يذكرون اسمهُ فتخشعُ أُسدُ البيدِ

من هيبةٍ لذاكَ الرفاتِ

أعلمُ الناسِ، أطهرُ الناسِ كفّاً

وأعزُّ الفرسانِ في الصهواتِ

أوّل المسلمين يحملُ بندَ الحمدِ

يومَ الأشرارِ في الغمراتِ

يمنعُ الحوضَ غبّ هولٍ وحشرٍ

يومَ تأتي النفوسُ مبترداتِ

وهو مولىً لكلّ مَنْ قالَ هيّا

لفلاحٍ ومَنْ دعا لصلاةِ

أيّ شيءٍ أنتم فلولا جدودي

ما عرفتم (منى) ولا (عرفاتِ)

ليس غيري في الأرضِ سبطُ نبيٍّ

فلماذا تطفونَ نورَ الهداةِ

كذّبوني إذا قدرتم فنورُ الشمسِ

دونَ الوضاءِ من بيّناتي(١)

____________________

(١) عيد الغدير : ص ١٩٠.

١٩٢

مقتطفات من القصيدة العينية للشاعر الكبير محمّد مهدي الجواهري :

فِداءٌ لمَثواكَ مِنْ مَضجعِ

تَنوّرَ بالأبلجِ الأروَعِ

بأعبقَ من نَفَحاتِ الجِنانِ

رَوحاً ومن مِسكها أضوَعِ

ورَعياً ليَومِكَ يومِ (الطُفوفِ)

وسقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ

وحُزناً عليكَ بِحَبسِ النُفوسِ

على نهجِكَ النيِّرِ المَهيَعِ

وصَوناً لمجدِك مِنْ أن يُنال

بما أنتَ تأباهُ مِنْ مُبدَعِ

تعاليتَ من مُفزِعٍ للحتُوف

وبُورِكَ قَبرُكَ مِن مَفزَعِ

شَمَمتُ ثَراكَ فَهَبَّ النسيمُ

نَسيمُ الكَرامةِ مِن بلقَعِ

وعفّرتُ خدّي بحَيثُ استراح

خَدٌّ تَفَرَّى ولمْ يَضْرَعِ

وخِلتُ وقد طارَتِ الذّكرَيات

بِروحِي إلى عالَمٍ أرْفَعِ

وطُفْتُ بِقَبْركَ طَوْفَ الخَيالِ

بِصَومَعَةِ المُلهِمِ المُبدعِ

كأنَّ يَداً من وَراءِ الضّريح

حَمراءَ مَبْتُورَةَ الإصبِعِ

تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنوع

والضّيمِ ذيِ شَرَقٍ مُترعِ

لتُبدِلَ مِنهُ جَديبَ الضّميرِ

بآخَر مُعشوشِبٍ مُمرِعِ

ويا بنَ التي لم يَضَعْ مِثلُها

كَمِثلِكَ حَملاً ولم يُرضعِ

ويابنَ البطين بِلا بِطنَةٍ

ويابن الفَتَى الحاسِرِ الأنزَعِ

ويا غُصْنَ (هاشم) لم يَنفَتِحْ

بأزهر مِنكَ ولم يُفرعِ

تَمَثّلتُ (يَومَكَ) في خاطِري

وَوَددتُ (صَوْتَك) في مَسمَعي

وجدّتُكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ

بأعظَمَ مِنها ولا أروعِ

وأن تُطعِمَ المَوتَ خَيْرَ البنينَ

مِنَ (الأكهلين) إلى الرُّضَّعِ

١٩٣

وقال الفرزدق في الحسين عليه‌السلام : هذا الحسين بن فاطمة الزهراء بنت محمّد عليهم‌السلام هذا والله ابن خيرة الله وأفضل مَنْ مشى على وجه الأرض بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثمّ أنشد أبياتاً في مدح آل بيت رسول الله عليهم‌السلام :

هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتهُ

والبيتُ يعرفهُ والحلُ والحرمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللهِ كلّهمُ

هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ

هذا حسين رسولُ اللهِ والدُهُ

أمست بنورِ هداهُ تهتدي الأُممُ

هذا ابنُ فاطمةَ الزهراء عترتُها

في جنّةِ الخلدِ مجريّاً بها القلمُ

إذا رأتهُ قريشٌ قالَ قائلُها

إلى مكارمِ هذا ينتهي الكرمُ

يكادُ يمسكهُ عرفانُ راحتهِ

ركنُ الحطِيمِ إذا ما جاءَ يستلمُ

بكفّهِ خيزرانٌ ريحهُ عبقٌ

بكفِّ أروع في عرنينهِ شممُ

يغضي حياءً ويُغضى من مهابتهِ

فلا يكلّمُ إلاّ حينَ يبتسمُ

ينشقّ نورُ الدجى عن نورِ غرّتهِ

كالشمسِ تنجابُ عن إشراقِها الظلمُ

مشتقّةٌ من رسولِ اللهِ نبعتهُ

طابت أرومتهُ والخيمُ والشيمُ

إن عُدّ أهل الندى كانوا أئمّتهم

أو قيل مَنْ خيرُ أهلِ الأرضِ قيلَ هُمُ

لا يستطيعُ جوادٌ بعدَ جودهمُ

ولا يدانيهمُ قومٌ وإن كرموا

فجدّهُ من قريشٍ في أرومتِها

محمّدٌ وعليٌّ بعدهُ عَلمُ(١)

____________________

(١) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ١٢٦. ثمّ أقبل الفرزدق على ابن عمّه فقال : والله لقد قلت فيه هذه الأبيات غير متعرّض إلى معروفه غير أنّي أردت الله والدار الآخرة.

١٩٤

وأنشد بعض الشعراء في الحسين بن علي عليه‌السلام ريحانة رسول ربّ العالمين :

لقد هدَّ جسمي رزءُ آلِ محمّدٍ

وتلكَ الرزايا والخطوبُ عظامُ

وأبكت جفوني بالفراتِ مصارعٌ

لآلِ النبيِّ المصطفى وعظامُ

عظامٌ بأكنافِ الفراتِ زكيّةٌ

لهنّ علينا حرمةٌ وذمامُ

فكم حرّةٌ مسبيّةٌ فاطميّةٌ

وكم من كريمٍ قد علاهُ حُسامُ

لآلِ رسولِ اللهِ صلّت عليهمُ

ملائكةٌ بيضُ الوجوهِ كرامُ

أفاطمُ أشجاني بنوكِ ذوو العُلا

فشبتُ وإنّي صادقٌ لغلامُ

وأصبحتُ لا ألتذ ّطيبَ معيشةٍ

كأنّ عليَّ الطيّباتِ حرامُ

ولا الباردُ العذبُ الفراتُ أسيغهُ

ولا ظلّ يهنيني الغداةَ طعامُ

يقولونَ لي صبراً جميلاً وسلوةً

وما لي إلى الصبرِ الجميلِ حرامُ

وكيفَ اصطباري بعدَ آلِ مُحمّدٍ

وفي القلبِ منهم لوعةٌ وسقامُ(١)

____________________

(١) كفاية الطالب : ص ٤٠١ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢٦٠ ؛ وفيه : أنشدنا محمّد بن الفضل الفُراوي قال : أنشدت لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن علي عليه‌السلام.

١٩٥

مقتطفات من القصيدة العينية للشاعر السيد محمّد رضا القزويني :

توارثتُ حُبَّكَ عبرَ الدموعِ

فأودعتُه في حنايا الضلوعِ

وما أنْ ذكرتُكَ بالوجدِ إلاَّ

وحرَّم ذِكرُك طيبَ الهجوع

فيا مَنْ ورِثتَ كيان الرسولِ

وسرَّ البتول وحبَّ الجموعِ

وأشرقتَ نوراً بعمقِ الزمانِ

فهامَ الزّمانُ بذاك الطلوعِ

وألفاكَ طِفلاً بحجرِ النبيِّ

فبأهى السماءَ بذاك الرضيعِ

يُحيط بجنبيهِ أهلُ الكساءِ

وكلٌّ يقبّلُهُ في خشوعِ

فهاجَ الملائكُ في بَهجةٍ

وطافوا من العرش طوف الخضوعِ

وجبريلُ يهبط بالبُشريات

وفطرسُ يسأله عن شفيعِ

فناداه دونكَ مهدَ الحسين

تَنَلْ عنده بانفراجٍ سريعِ

فيا أيّها المهد ماذا حويتَ

فأمَّلَهُ كلُّ قلب مروعِ

لقد عرفتكَ مَلاكُ السما

وما سوف تلقى بُعيد الشفيعِ

فقلبُ النبيِّ سعيدٌ به

وبالحسن السبطِ زهيرِ الربيعِ

فنادى النبي وسمع الزمانِ

يصيحُ له بين تلك الجموعِ

(إمامان قاما هما في الخطوبِ

وإن قعدا) عند أمرٍ فضيعِ

فيا من حملتَ جمالَ النبيِّ

وهيبةَ حيدرةٍ في الطلوعِ

ومنْ فاطمٍ كلَّ معنى الجلالِ

وسرّاً تكامَنَ بين الضلوعِ

تقاسمتَ والمُجتبى في الحياة

دَورَيْن فازدهرا في الربوعِ

فذاك أتمّ له حجةً

بصُلعٍ أميَّةَ غير خَنوعِ

بأنّ معاويةَ لم يُرِدْ

لهذي الرسالة غير النزوعِ

سوى أن يُحكَّمَ فوق الرقابِ

وإن فاضَ أنهارها بالنجيعِ

١٩٦

فيجتثَّ ما قد بناه الرسولُ

ويُرغمَ أصحابَهُ بالخضوعِ

فلما تراءى لدى المسلمين

وبانت جرائمُهم للجميعِ

وإنّ يزيداً تولّى الزِمامَ

يُحيط به كلّ وغدٍ ضليعِ

نهضتَ على قِلَّةِ الناصرين

لتنقِذَ ديناً هوى للهجوعِ

وقدَّمت لله أبهى الوجوهِ

من الغرر الزهر غيرَ جزوعِ

من الصَّحب لا مثلهم في الصحاب

عهدنا لموسى ولا في اليسوعِ

ولا عرفَ الدهرُ من عصبةٍ

تسارع للموت سيرَ الولوعِ

وأبناك كلّ عَلٍ أشوسٍ

أطل عليهم كزهرٍ طليعِ

فقدَّمتَهم كرماً للإله

ولم تُبقِ حتّى دماء الرضيعِ

تراموا حواليك شُمَّ الاُنوفِ

من كل أزهرَ شهمٍ صريعِ

فشيَّدتَ صرحك ترقى به

إلى العرش في خير سدٍّ منيعِ

فيا مَنْ أُصيبت به اُمّةٌ

بما لم تُصبه بأمرٍ فجيعِ

فقد قطَّعوا فيك قلبَ النبيِّ

وداسوا لفاطمَ خيرَ الضلوعِ

وأنت تصارعُ حرَّ الظّما

وسيفاً علاك لوغد وضيعِ

سألتُ الملاكَ ملاكَ السماءِ

من الوافدين لمهد الرضيعِ

فهلاّ عرفت الحسين الذبيحَ

على الأرض ظلَّ برأس قطيعِ

١٩٧
١٩٨

المصادر

القران الكريم

وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري م ٢١٣ ط المدني مصر.

كتاب التاريخ الكبير للبخاري م ٢٥٦ هـ. ط بيروت دار الكتب العلمية.

صحيح مسلم لمسلم بن الحجاج النيسابوري م ٢٦١ هـ. ط بيروت مؤسسة عز الدين.

الإشراف على مناقب الاشراف لابن أبي الدنيام ٢٨١ هـ ط بيروت دار الكتب العلمية

الاخبار الطوال لأبى حنيفة الدينوري م ٢٨٢ هـ.

تاريخ اليعقوبي لابن واضح م ٢٩٢ هـ ط النجف الأشرف.

سنن الترمذي لابن سوره م ٢٩٧ هـ.

استشهاد الحسين لابن جرير الطبري م ٣١٠ ط مصر دار الريان للتراث.

الذرية الطاهرة للدولابي م ٣١٠ هـ الطبعة الثانية بيروت مؤسسة الاعلمي.

سر السلسلة العلوية لابي نصر البخاري من أعلام القران الرابع الهجري سنة ٣١٤ هـ ط دار قابس.

مروج الذهب للمسعودي م ٣٤٦ هـ ط بيروت مؤسسة الأعلمى.

المعجم الكبير للطبرانى م ٣٦٠ هـ ط ٢ بيروت دار إحياء التراث العربي.

المعجم الاوسط للطبرانى م ٣٦٠ هـ مكتبة المعارف الرياض.

١٩٩

المعجم الصغير للطبراني م ٣٦٠ هـ.

مقاتل الطالبين لأبى الفرج الأصفهاني م ٣٦٥ هـ ط بيروت دار المعرفة.

حلية الأوصياء وطبقات الأصفياء لأبى نعيم الأصفهاني م ٤٣٠ هـ. ط بيروت دار الكتب العلمية.

دلائل النبوة ومعرفة احوال صاحب الشريعة للبيهقي م ٤٥٨ ط بيروت دار الكتب العلمية.

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي م ٤٦٣ هـ. ط بيروت دار الفكر.

إحياء علوم الدين للغزالي م ٥٠٥ هـ. ط بيروت دار المعرفة.

كتاب فردوس الأخبار للديلمي م ٥٠٩ هـ. ط بيروت دار الكتاب العربي.

مقتل الحسين لاخطب خوازم ٥٦٨ هـ.

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر م ٥٧١ هـ. ط بيروت دار الفكر.

الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي م ٥٩٧ هـ. ط بيروت دار الكتب العلمية.

النهاية في غريب الحديث والاثر لابن أثيرم ٦٠٦ هـ الناشر المكتبة الإسلامية.

جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير الجزري م ٦٠٦ هـ. ط بيروت دار إحياء التراث العربي.

أسد الغابة في معرفة الصحابة للجزري م ٦٣٠ هـ. ط بيروت دار الكتب العلمية.

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول للنصيبي م ٦٥٢ هـ. ط بيروت مؤسسة البلاغ.

درر السمط في خبر السبط لابن الأبار م ٦٥٨ هـ. ط بيروت دار الغرب الإسلامي.

٢٠٠