بكاء الرسول على الإمام الحسين عليه السلام

الشيخ أحمد الماحوزي

بكاء الرسول على الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:

الشيخ أحمد الماحوزي


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٦

* أبو القاسم السمرقندي : هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ، الدمشقي المولد ، البغدادي الموطن ، قال الذهبي : الشيخ الإمام المحدث المفيد المسند أبو القاسم ، قال البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان والعراق. وقال ابن عساكر : ثقة مكثراً ، صاحب أُصول ، دلالاً في الكتب ، وعاش إلى أن خلت بغداد ، وصار محدثها كثرة وإسناداً ، حتى صار يطلب على التسميع بعد حرصه على التحديث. وقال السلفي : ثقة ، له أُنس بمعرفة الرجال ، يعرف الحديث ، وسمع الكتب. مات سنة (٥٣٦) (١).

* أبو الحسين بن النقور : هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور ، قال الذهبي : الشيخ الجليل ، الصدوق ، مسند العراق ، أبو الحسين البغدادي البزار ، مولده سنة (٣٨١) ، كان صحيح السماع ، متحرياً في الرواية. قال الخطيب : كان صدوقاً. وقال ابن خيرون : ثقة. مات سنة (٤٧٠) (٢).

* أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران : ابن الجندي البغدادي ، حدث عن البغوي وابن صاعد والعدوي ، وعنه العيقي والأزهري والخلال وابن النقور وآخرون وعمر دهراً. قال العتيقي : كان يرمى بالتشيع ، وكانت له أُصول حسان. مات سنة (٣٩٦) (رحمه الله) (٣).

* أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني : ذكره الحافظ الذهبي فقال : الهزاني ، مسند البصر الثقة المعمر (٤).

* الرياشي العباس بن الفرج : هو أبو الفضل البصري ، صاحب النحو والعربية. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الخطيب : كان ثقة ، وكان من الأدب

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٢ ، الرقم ١٨٠.

(٣) تاريخ بغداد ٥ / ٢٨٢.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٨٥.

٤١

وعلم النحو بمحل عال ، ووثقه مسلمة والسمعاني والحافظان الذهبي وابن حجر (١).

* محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة : هو أبو عبدالله البصري. قال أبو حاتم : كان غزاء ثقة. وقال أبو دواد : كان من شجعان الناس. وقال صالح بن محمد : كان ثقة ، أوثق من محمد بن يحيى بن أبي سمينة. وذكره ابن حبان في الثقات ، ووثقه الحافظ ابن حجر في التقريب (٢).

وقال الحاكم : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، عن أبي عمارة ، عن أُم الفضل قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره : « إن جبرئيل (عليه الصلاة والسلام) أخبرني : أن أُمتي تقتل الحسين » (٣). قال الحاكم : اختصر ابن أبي سمينة هذا الحديث ورواه غيره عن محمد بن مصعب بالتمام.

خامساً : ما روي عن أم المؤمنين عائشة

١ / أبي سلمة :

الطبراني : حدثنا الصائغ ، حدثنا أحمد بن عمر العلاف ، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عمارة بن غرية ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجلس حسيناً

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٤ / ٢٣٤ ، الرقم ٣١٣٣.

(٢) تهذيب التهذيب ٢٤ / ٤٧٩ ، الرقم ٥٠٦٥.

(٣) المستدرك ٣ / ١٧٩ ، والاحاديث الصحيحة للألباني ٢ / ٤٨٤ ، قال : هذا إسناد صحيح على اسناد الشيخين. وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وله شاهد آخر من حديث أنس نحوه.

٤٢

على فخذه فجاء جبريل (عليه السلام) فقال : هذا ابنك؟ قال : نعم. قال : أُمتك ستقتله بعدك. فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : إن شئت أريتك تربة الأرض التي يقتل بها ، قال : نعم. فأتاه جبرئيل بتراب من تراب الطف (١).

مرتبة الحديث :

صحيح ، رجاله ثقات أجلاء.

* الصائغ : هو محمد بن نصر بن منصور ، أبو جعفر الصائغ ، ذكره الخطيب فقال : روى عن ابن المنادى وابن كامل والآدمي والخطبي وابن قانع ، قال الدراقطني : هو صدوق فاضل ناسك. وقال ابن العباس : كتب عن ابن المنادى على ستر وثقة وكان يقرئ الناس القرآن. مات سنة (٢٩٧) (٢).

* أحمد بن عمر العلاف : هو أبو سعيد الرازي ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال : شيخ يروي عن عبد الرحمن بن مغراء ، روى عنه يعقوب بن سفيان. وقال : كتبت عنه بمكة.

* أبو سعيد مولى بني هاشم : هو عبدالرحمن بن عبدالله بن عبيد البصري. وثقه أحمد وابن معين والطبراني والدارقطني ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما أخطأ. روى له البخاري وغيره (٣).

* حماد بن سلمة : مجمع على وثاقته. قال ابن حجر : أبو سلمة ثقة ، عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغيّر حفظه بآخره (٤).

* أيوب : هو ابن أبي تميمة السختياني ، ثقة بالاتفاق. قال ابن حجر : ثقة

__________________

(١) المعجم الأوسط ٦ / ٢٤٩.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٨٧.

(٣) تهذيب الكمال ١٧ / ٢١٧ ، الرقم ٣٨٧١.

(٤) تقريب التهذيب ١ / ١٩٧ ، الرقم ٥٤٢.

٤٣

ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد. روى له الستة (١).

* عمارة بن غزية : هو ابن الحارث ، وثقه أحمد وأبو زرعة وابن سعد والعجلي والدارقطني. وقال ابن معين : صالح. وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس كان صدوقاً. وقال النسائي : ليس به بأس. وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، روى له مسلم وغيره ، وظلمه ابن حجر بقول : لا بأس به (٢).

* محمد بن إبراهيم : هو ابن الحارث القرشي التيمي ، ثقة بالاتفاق ؛ وثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن خراش وابن سعد وابن شيبة. وقال البخاري : صحيح الحديث. وقال المديني : هو حسن الحديث مستقيم الراوية ثقة إذا روى عنه ثقة ، رأيت على حديثه النور. وقال ابن سفيان : ثقة يقوم حديثه مقام الحجة. ووثقه الحافظ ابن حجر ، روى له الستة وغيرهم (٣).

* أبو سلمة : هو ابن عبدالرحمن بن عوف القرشي. قال ابن سعد : كان ثقة فقيهاً كثير الحديث. وقال أبو زرعة : ثقة إمام. روى له الستة وغيرهم (٤).

البيهقي : أنباني أبو عبدالرحمن السلمي أن أبا محمد بن زياد السمذي أخبرهم : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن البرقي ، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، حدثني ابن غزية وهو عمارة ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال : كان لعائشة مشربة فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد لُقيَّ جبرئيل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة .... فقال جبرئيل (عليه السلام) : سيقتل ، تقتله أُمتك ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

__________________

(١) تقريب التهذيب ١ / ١١٦.

(٢) تهذيب الكمال ٢١ / ٢٥٨ ، الرقم ٤١٩٥.

(٣) تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٠١ ، الرقم ٥٠٢٣.

(٤) تهذيب الكمال ٣٣ / ٣٧٠ ، الرقم ٧٤٠٩.

٤٤

أُمتي؟! قال : نعم. وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها. فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها.

هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية مرسلاً ، ورواه إبراهيم بن أبي يحيى عن عمارة موصولاً ، فقال : عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة (١).

مرتبة الحديث :

صحيح رجاله ثقات.

* أبو عبدالرحمن السلمي : هو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي ، قال الحافظ الذهبي : الإمام الحافظ المحدث شيخ خرسان وكبير الصوفية أبو عبدالرحمن النيسابوري الصوفي. قال الخشاب : كان مرضياً عند الخاص والعام ، والموافق والمخالف ، والسلطان والرعية ، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين ، ومضى إلى الله كذلك ، وحبب تصانيفه إلى الناس ، وبيعت بأغلى الأثمان ، ذكره الخطيب فقال : محله كبير ، وكان مع ذلك صاحب حديث ، مجوداً ، جمع شيوخاً وتراجم وأبواباً (٢).

* أبو محمد بن زياد السمذي : هو عبدالله بن محمد بن علي السمذي العدل. ذكره السمعاني فقال : كان من العباد المجتهدين المحسنين المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين (٣).

* محمد بن إسحاق بن خزيمة : هو الإمام ابن خزيمة شيخ أهل السنة في

__________________

(١) دلائل النبوة ٦ / ٤٧٠ ، ورواه ابن سعد في الطبقات ـ القسم غير مطبوع ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة.

(٢) سير أعلام النبلاء : ١٧ / ٢٤٧.

(٣) الانساب ٣ / ٢٩٦.

٤٥

زمانه على الإطلاق. قال الحافظ الذهبي : الحافظ الحجة الفقيه ، شيخ الإسلام إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي صاحب التصانيف (١).

* أحمد بن عبدالله بن عبد الرحمن البرقي : هو أبو بكر. ذكره الحافظ الذهبي فقال : المحدث الحافظ الصادق أبو بكر (٢). وهو من مشايخ ابن خزيمة وقد احتج به في صحيحه.

* سعيد بن الحكم بن أبي مريم : هو أبو محمد المصري ، ثقة بالاتفاق. قال أبو داود : حجة. وثقه أبو حاتم وابن معين وابن حبان والعجلي والحافظان الذهبي وابن حجر ، روى له الستة وغيرهم (٣).

* يحيى بن أيوب : هو الغافقي أبو العباس المصري ، قال ابن معين وأبو داود : ثقة صالح. وقال أبو حاتم : محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري : صدوق. ووثقه ابن سفيان والحربي. وقال الساجي : صدوق يهم. وقال ابن عدي : هو من فقهاء مصر ومن علمائهم ولا أرى في حديثه إذا روى عنه ثقة أو روى هو عن ثقة حديثاً منكراً فأذكره وهو عندي صدوق لا بأس به. وقال النسائي : ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات روى له الستة (٤).

ابن عساكر : بسند متصل إلى محمد بن سعد صاحب الطبقات ، أنبأنا محمد بن عمر ، أنبأنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه ... الحديث (٥).

التميمي المغربي : حدثني بكر بن أحمد بن عبيد بن الفهري من ولد عقبة بن نافع ، عن سعيد بن أبي مريم قال : حدثنا أيوب ، حدثني ابن غزية ، عن محمد

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٦٥.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٧.

(٣) تهذيب الكمال ١٠ / ٣٩١ ، الرقم ٢٢٣٥.

(٤) تهذيب الكمال ٣١ / ٢٣٣ ، الرقم ٦٧٩٢.

(٥) تاريخ دمشق ١٤ / ١٩٤.

٤٦

بن ابراهيم ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن .. (١).

٢ / عروة بن الزبير :

الطبراني : حدثنا أحمد بن رشد بن الحصري ، أخبرنا عمرو بن خالد الحراني ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يوحى إليه فنزى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو منكب ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أتحبه يامحمد؟ قال : ياجبرئيل ، وما لي لا أُحب ابني؟! قال : فإن أُمتك ستقتله من بعدك ». فمدّ جبرئيل (عليه السلام) يده ، فأتاه بتربة بيضاء ، فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يامحمد واسمها الطف. فلما ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتربة في يده يبكي ، فقال : « ياعائشة ، إن جبرئيل (عليه السلام) أخبرني : أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف ، وأن أُمتي ستفتن بعدي ». ثم خرج الى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يارسول الله؟ فقال : « أخبرني جبرئيل : أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه (٢).

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله ثقات.

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، وفي

__________________

(١) المحن / ١٤١ ، قال الذهبي : هو الحافظ المؤرخ محمد بن أحمد بن تميم الأفريقي ، ذكره القاضي عياض في الفقهاء المالكية فقال : كان حافظاً لمذهب مالك مفتياً عالما غلب عليه علم الحديث والرجال ، صنف طبقات أهل افريقة وكتاب المحن ، وكتاب فضائل مالك وفضائل سحنون ، وكتاب عباد أفريقة ، وله كتاب التاريخ في أحد عشر مجلداً. تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٨٩.

(٢) المعجم الكبير ٣ / ١٠٧ ، الرقم ٢٨١٤.

٤٧

إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه.

قلت : ابن لهيعة : هو عبدالله بن عقبة. قال الحافظ الذهبي : القاضي الإمام العلامة ، محدث ديار مصر ، طلب العلم في صباه ، ولقي الكبار بمصر والحرمين ، قال روح بن صلاح : لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعياً. وقال أحمد بن حنبل : من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه! وقال : ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح : كان ابن لهيعة صحيح الكتاب ، طلاباً للعلم. وقال الثوري : عند ابن لهيعة الأُصول وعندنا الفروع. وقال السهمي : احترقت دار ابن لهيعة وكتبه ، وسلمت أُصوله ؛ كتبت كتاب عمار بن غزية من أصله. وقال الليث بعد موته : ما خلف مثله.

قال الحافظ الذهبي : لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية ، هو والليث معاً ، كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالم المدينة ، والأوزاعي عالم الشام ، ومعمر عالم اليمن ، وشعبة والثوري عالما العراق ، وإبراهيم بن طهمان عالم خراسان ، ولكن ابن لهيعة تهاون بالاتقان ، وروى مناكير ، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم ، وبعضهم يبالغ في وهنه ، ولا ينبغي إهداره ، وتتجنب تلك المناكير ، فإنه عدل في نفسه.

ثم ساق له حديثاً قال : ابن حبان : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا كامل بن طلحة ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبدالله ، عن أبي عبدالرحمن الحبلي ، عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه : « ادعوا لي أخي ». فدُعي له أبو بكر ، فأعرض عنه ، ثم قال : « ادعوا لي أخي ».

فدُعي له عمر ، فأعرض عنه ، ثم قال : « ادعوا لي أخي ». فدُعي له عثمان فأعرض عنه ، ثم دُعي له علي (عليه السلام) فستره بثوبه ، وأكب عليه ، فلما خرج من عنه قيل له : ما قال؟ قال : « علمني ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب ».

٤٨

قال الذهبي : حديث منكر ، كأنه موضوع!!! .... قال : فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي : « علمني ألف باب » فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة ، فإنه مفرط في التشيع ، فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة ، بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع ، ولا الرجل متهم بالوضع ، بل لعله أدخل على كامل ، فإنه شيخ محله الصدق ، لعل (١) بعض الرافضة أدخله في كتابه ، ولم يتفطن هو (٢)!

٣ / سعيد بن أبي هند :

الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني عبدالله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة أو أُم سلمة ـ قال وكيع : شك عبدالله ـ : أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأحدهما : « لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال : فأخرج تربة حمراء » (٣).

مرتبة الحديث :

صحيح رجاله ثقات :

قال الحافظ الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٤).

* وكيع : هو ابن الجراح ، ثقة بالاتفاق. قال ابن حجر : ثقة حافظ عباد. روى له الستة (٥).

__________________

(١) ولعل لا تنتهي عند حد ، وكامل بن طلحة هو الجحدري وثقه أحمد والدارقطني. وقال أبو حاتم : لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وسئل عنه أحمد فقال : ما أعلم أحداً يدفعه بحجة. وقول ابن معين : ليس بشيء. أي قليل الحديث. وقال أبو داود : رميت بكتبه وسمعت أحمد يثني عليه. ولم يبين سببه.

(٢) سير أعلام النبلاء ٨ / ١١.

(٣) المسند ٦ / ٢٩٤ ، وبغية الطلب / ٢٥٩٦ ، وتاريخ دمشق ١٤ / ١٩٣.

(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧.

(٥) تقريب التهذيب ٢ / ٢٨٣.

٤٩

* عبدالله بن سعيد : هو ابن أبي هند الفزاري. قال أحمد : ثقة ثقة ، ثقة مأمون. ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن سفيان والمديني وابن سعد وابن البرقي وابن عبدالرحيم ، وكذا الحافظ الذهبي. وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث!!! وقال يحيى بن سعيد : كان صالحاً تعرف وتنكر. وقال النسائي : ليس به بأس. وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما وهم. روى له الستة أصحاب الصحاح (١).

* أبوه : هو سعيد بن أبي هند. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد : وله أحاديث صالحة. ووثقه العجلي. وقال الحافظ ابن حجر : ثقة من الثالثة أرسل عن أبي موسى. روى له الستة (٢).

الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا الحسين بن حريث ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن عبدالله بن سعيد ... الحديث (٣).

الذهبي : عبدالرزاق ، عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند ... (٤).

٤ / سعيد بن أبي سعيد المقبري :

محمد بن سعد : حدثنا علي بن محمد ، حدثنا عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة قالت : بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) راقداً إذ جاء الحسين يحبو إليه ، فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه ، فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : « إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه. وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء ، فقال : ياعائشة ، والذي نفسي

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٣٧ ، الرقم ٣٣٠٧.

(٢) تهذيب الكمال ١١ / ٩٣ ، الرقم ٢٣٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٦٦.

(٣) المعجم الكبير ٣ / ١٠٧ ، الرقم ٢٨١٥ ، وسنده صحيح أيضا.

(٤) تاريخ الإسلام ٣ / ١٠.

٥٠

بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا من أُمتي من يقتل حسيناً بعدي » (١)؟!

سادساً : ما روي عن الصحابي أُمامة

الطبراني : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، حدثنا إسماعيل بن المغيرة ، حدثنا بن الحسن بن شفيق ، حدثنا الحسين بن واقد ، حدثني أبو غالب ، عن أبي أُمامة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لنسائه : « لا تُبكوا هذا الصبي ـ يعني حسيناً ـ. قال : وكان يوم أُم سلمة فنزل جبرئيل فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الداخل فقال لأُم سلمة : لا تدعي أحداً أن يدخل عليّ ». فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في البيت أراد أن يدخل فأخذته أُم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه ، فلما اشتدّ في البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله) : « إن أُمتك ستقتل ابنك هذا. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال : نعم يقتلونه ». فتناول جبرئيل تربة ، فقال : بمكان كذا وكذا. فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد احتضن حسيناً كاسف البال مغموماً فظنت أُم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يانبي الله ، جعلت لك الفداء أنك قلت : لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك فجاء فخليت عنه. فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : « إن أُمتي يقتلون هذا ، وفي القوم أبو بكر وعمر ـ وكان أجرأ القوم عليه ـ فقالا : يانبي الله وهم مؤمنون؟! قال : نعم وهذه تربته ». وأراهم إياها (٢).

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ ، وعنه كنز العمال ١٢ / ١٢٧ ، الرقم ٣٤٣١٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند متصل إلى ابن سعد ١٤ / ١٩٥ ، وبغية الطلب ٦ / ٢٦٣٣.

(٢) المعجم الكبير ٨ / ٢٨٥ ، وتاريخ دمشق ١٤ / ١٩٠ ، وبغية الطلب ٦ / ٢٦٠٠.

٥١

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله ثقات.

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله موثقون. وقال الحافظ الذهبي : إسناد حسن (١).

سابعاً : ما روي عن زينب بنت جحش

الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبدالسلام بن حرب ، عن ليث ، عن أبي القاسم مولى زينب ، عن زينب بنت جحش : أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان نائماً عندها وحسين يحبو في البيت ، فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فصعد على بطنه فوضع ذكره في سرته فبال ، قالت : فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقمت إليه فحططته عن بطنه ، فقال : رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « دعي ابني. فلما قضى بوله أخذ كوزاً من ماء فصبه ، وقال : إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية ». قالت : ثم قام يصلي واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه ، وإذا قام حمله ، فلما جلس جعل يدعو يرفع يديه ويقول ، فلما قضى الصلاة ، قلت : يارسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه؟ قال : « إن جبرئيل أتاني فأخبرني : أن ابني يقتل. قلت : فأرني إذن ». فأتاني بتربة حمراء (٢).

مرتبة الحديث :

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه. وفي

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٩.

(٢) المعجم الكبير ٢٤ / ٥٤ ، الرقم ١٤١.

٥٢

موضع آخر قال : رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وفيه ضعف (١).

قلت : قال البرقاني : سألته ـ يعني الدارقطني ـ عن ليث فقال : صاحب سنّة ، يخرج حديثه ، ثم قال : إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد فحسب. وعن قبيصة قال : قال شعبة لليث : أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة : عطاء ، وطاووس ، ومجاهد؟ فقال : اذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه. قال قبيصة : فقال رجل كان جالساً لسفيان : فما زال ـ شعبة ـ متقياً لليث مذ يومئذ. وقال ابن عدي : له أحاديث صالحة ، وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس. وقال العجلي : جائز الحديث ، لا بأس به. وقال الترمذي عن البخاري : ليث صدوق وربما يهم في الشيء. وقال الساجي : صدوق فيه ضعف. وقال حجر : صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك. روى عنه مسلم والأربعة والبخاري في الأدب (٢).

ثامناً : ما روي عن أنس بن مالك

أحمد : حدثنا مؤمل ، حدثنا عمارة بن زاذان ، حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك : إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) فأذن له ، فقال لأُم سلمة : املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد. قال : وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال الملك للنبي (صلى الله عليه وآله) : أتحبه؟ قال : نعم. قال : أما أن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أُم سلمة

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٨٨ ، ١ / ٢٨٥.

(٢) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٧٩.

٥٣

فصرتها في خمارها. قال : قال ثابت : بلغنا أنها كربلاء (١).

قال : أخبرنا عبدالصمد بن حسان أخبرنا عمارة بن زاذان ... قال : فكنا نسمع يقتل بكربلاء (٢).

أبو يعلى : حدثنا شيبان ، حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك ... (٣).

ابن حبان : أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا عمارة بن زاذان ... (٤).

الطبراني : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا عبدالصمد بن حسان المروذي ، وحدثنا الحضرمي ومحمد بن محمد التمار البصري وعبدان بن أحمد قالوا : حدثنا شيبان بن فروخ ، قالا : حدثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني ... (٥).

أبو نعيم : حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبدالصمد بن حسان ، ثنا عمار بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر أن يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) فأذن له ، فقال لأُم سلمة : « احفظي علينا الباب لا يدخلن أحد. قال : فجاء الحسين بن علي (رضي الله عنه) فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال له الملك : أتحبه؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : نعم. قال : فإن من أُمتك من يقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ». قال : فضرب بيده فأراه تراباً أحمر ، فأخذته أُم سلمة (رضي الله عنها). وفي رواية سليمان بن أحمد : فشمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : « ريح كرب وبلاء ». فقال : كنَّا نسمع أنه يقتل

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٢٤٢.

(٢) المسند ٣ / ٢٦٥.

(٣) مسند أبي يعلى ٦ / ١٢٩.

(٤) صحيح ابن حبان ١٥ / ١٤٢.

(٥) المعجم الكبير ٣ / ١٠٦.

٥٤

بكربلاء (١).

مرتبة الحديث :

حسن كالصحيح ، رجاله ثقات ، وهو مستفيض عن عمارة بن زاذان رواه عنه : الثقة مؤمل بن إسماعيل ، والصدوق عبدالصمد بن حسان ، والصدوق شيبان بن فروخ.

* وعمارة بن زاذان : هو الصيدلاني ، أبو سلمة البصري حج بيت الله الحرم سبعة وخمسين مرة. قال أحمد : ثقة ما به بأس. وقال ابن معين : صالح. وقال أبو زرعة : لا بأس به. ووثقه يعقوب بن سفيان والعجلي. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقال البخاري : ربما يضطرب في حديثه. وقال أبو داود : ليس بذاك. وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، ليس بالمتين. وقال ابن عدي : وهو عندي لا بأس به ، ممن يكتب حديثه. وقال الدارقطني : ضعيف. روى عنه البخاري في الأدب ، وابو داود والترمذي وابن ماجه (٢).

فحديثه ـ إنصافاً ـ فوق الحَسَن كالصحيح. وقول البخاري : ربما يضطرب. لا يخلو منه إلا الأوحدي من الرواة ، والدارقطني ليس معاصراً له حتى يكون قوله هو الحَكَم ، وأبو حاتم متعنت في الرجال كما قال الذهبي ، فقول ابن حجر العسقلاني : صدوق كثير الخطأ. ظلم له ؛ فتوثيق أحمد والعجلي وابن شاهين وابن سفيان هو الصواب. والله العالم.

* ثابت البناني : ثقة بالاتفاق. قال ابن حجر : ثقة عابد. روى له الستة (٣).

__________________

(١) دلائل النبوة / ٤٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٨.

(٢) تهذيب الكمال ٢١ / ٢٤٥.

(٣) تقريب التهذيب ١ / ١٤٥.

٥٥

تاسعاً : ما روي عن أبي الطفيل

الطبراني : عن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر ... أما إن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان. فتناول كفاً من تراب ، فأخذت أُم سلمة التراب فصرّته في خمارها ، فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء.

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله موثقون. قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وإسناده حسن (١).

عاشراً : ما روي عن معاذ بن جبل

الطبراني : حدثنا الحسن بن العباس الرازي ، أخبرنا سلم بن منصور بن عمار ، أخبرنا أبي.

وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ، أخبرنا عمرو بن بكر بن بكار القعنبي ، أخبرنا مجاشع بن عمرو ، قالا : أخبرنا عبدالله بن لهيعة ، عن أبي قبيل ، حدثني عبدالله بن عمرو بن العاص : أن معاذ بن جبل أخبره ، قال : خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) متغير اللون ، فقال : « أنا محمد أُوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم فإذا ذهبت فعليكم بكتاب الله عز وجل أحِلّوا حلاله وحرّموا حرامه ؛ أتتكم الموتة ، أتتكم بالروح والراحة ، كتاب من الله سبق. أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخ النبوة ، فصارت ملكاً. رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها. أمسك يامعاذ وأحص. قال : فلما بلغت خمسة ، قال : يزيد لا بارك

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٩٠.

٥٦

الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه (صلى الله عليه آله) ، ثم قال : نعي إلي حسين وأُتيت بتربته وأُخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً. ثم قال : واهاً لفراخ آل محمد (صلى الله عليه وآله) من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف ، أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة قال : الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل البيت يسل الله سيفه ، فلا غماد له ، واختلف الناس وكانوا هكذا ـ وشبك بين أصابعه ـ ثم قال : بعد العشرين ومئة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس » (١).

الحادي عشر : ما روي عن الشهيد أنس بن الحارث

أبو نعيم : حدثنا منصور بن محمد بن منصور الوكيل الإصبهاني ، حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، حدثنا البخاري ، حدثني محمد صاحب لنا خراساني قال : حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الجزري ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس بن الحارث (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : « إن ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره ». قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين (٢).

القرطبي : ذكر أبو علي سعيد بن عثمان السكن الحافظ ، قال : حدثنا أبو

__________________

(١) المعجم الكبير ٢٠ / ٣٨ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ، وأعلّه بمجاشع ، وهو لم ينفرد به.

(٢) دلائل النبوة / ٤٨٦ ، واشار إليه البخاري في تاريخه الكبير ٢ / ٣٠ ، ورواه ابن حجر في الإصابة في ترجمة أنس ، الرقم ٢٦٦ ، ثم قال : رواه البغوي وابن السكن وغيرهما. البداية والنهاية ٨ / ٢١٧. اُسد الغابة ١ / ١٤٦ ، وكل من تعرض لترجمة أنس بن الحارث (رضي الله عنه).

٥٧

عبدالله الحسين بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني.

قال ابن السكن : وأخبرني أبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل ، حدثنا أحمد بن عبدالله بن زياد الحداد.

قالا : حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد قال : حدثنا عطاء بن مسلم : أن أشعث بن سحيم ... الحديث.

قال القرطبي : أنبأنا إجازة الشيخ الفقيه القاضي أبو عامر ، عن أبي القاسم بن بشكوال ، عن أبي محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عتاب ، وأبي عمران موسى بن عبدالرحمن بن أبي تليد ، عن أبي عمر بن عبدالبر ، قال : حدثنا الحافظ أبو القاسم خلف بن القاسم ، قال : حدثنا الإمام الحافظ أبو علي بن السكن (١).

ابن عساكر : أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد بن محمد ، حدثني محمد بن هارون أبو بكر ، أنبأنا إبراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا : أنبأنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الحراني ، أنبأنا عطاء بن مسلم.

وقال الذهبي : لا صحبة له ـ أي أنس ـ وحديثه مرسل!!

فرد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني : وكيف يكون حديثه مرسلاً وقد قال : سمعت. وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والبارودي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم؟! (٢).

__________________

(١) التذكرة / ٥٦٣.

(٢) الإصابة ١ / ٦٨ ، الرقم ٢٦٦ ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢ / ٢٨٧ ، وقال : له صحبة ، قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام).

٥٨

قال البخاري : أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام) ، سمع النبي (صلى الله عليه وآله) ، قاله محمد ، حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الحراني ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم عن أبيه عن أنس ، قال أبو عبد الله ـ أي البخاري ـ : وسعيد بن عبدالملك يتكلمون فيه (١).

الثاني عشر : ما روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري

ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا المعافى بن زكريا ، أنبأنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ، أنبأنا علي بن مسلم الطوسي ، أنبأنا سعيد بن عامرة ، عن قاموس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر بن عبدالله ، قال : وحدثنا مرة أُخرى عن أبيه ، عن جابر قال : رأيت رسول الله صل الله عليه واله يفحج بين فخذي الحسين، ويقبل زبيبته (٣) ، ويقول : « لعن الله قاتلك. قال جابر : فقلت : يارسول الله ، ومن قاتله؟ قال : رجل يبغض عترتي ، لا تناله شفاعتي ، كأني بنفسه بين أطباق النيران ، يرسب تارة ويطفو أُخرى ، وأن جوفه ليقول : غق غق » (٤).

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ٣٠ ، قلت : قد وثّق سعيداً هذا ابنُ حبان وذكره في ثقاته.

(٢) رواه في تاريخه (تاريخ بغداد) ٤ / ٥٨.

(٣) ورواه إلى هنا : الطبراني في المعجم الكبير :٣/٥١ عن أبيه عن ابن عباس، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد :٩/١٨٦ رواه الطبراني واسناده حسن.

(٤) تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٤.

٥٩

الثالث عشر : ما روي عن سيد الشهداء

الضحاك : حدثنا يعقوب ، حدثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال : لما أُحيط بالحسين بن علي (عليهما السلام) قال : « ما اسم الأرض؟ قيل : كربلاء. فقال : صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرض كرب وبلاء » (١).

ابن أبي جرادة : قال عبدالله بن محمد : وحدثني عمي قال : حدثني القاسم بن سلام قال : حدثني حجاج بن محمد ، عن أبي معشر ، عن بعض مشيخته ، قال : قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء : « ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلا. قال : كرب وبلاء » (٢).

ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرة ، قال : قال الحسين : « والله ليعتدنَّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت » (٣).

ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبي قال : قال الحسين بن علي : « والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي! فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فرم الأمة ».

قال : فقدم العراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين (٤).

الحميدي : حدثنا سفيان ، عن سالم ـ إن شاء الله ـ قال : قال عمر بن سعد للحسين : إن قوماً من السفهاء يزعمون أني أقتلك ، فقال حسين : « ليسوا بسفهاء ،

__________________

(١) الآحاد والمثاني ١ / ٣٠٧ ، الرقم ٤٢٤ ، وسنده حسن ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٩٢ قال : رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق.

(٢) بغية الطلب ٦ / ٢٦١٦.

(٣) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٦.

(٤) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ ، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٦.

٦٠