بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٦ ـ وعن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة وأمروهن بالمغزل وعلموهن سورة النور (١).

١٧ ـ وعنه عليه‌السلام قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على النساء أن لا ينحن ولا يخمشن ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء (٢).

١٨ ـ وعنه عليه‌السلام في قول الله عزوجل «ولا يعصينك في معروف» قال : المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن وجها ، ولا يدعون ويلا ، ولا يتخلفن عند قبر ، ولا يسودن ثوبا ، ولا ينشرن شعرا (٣).

١٩ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة (٤).

٢٠ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة (٥).

٢١ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قلدوا النساء ولو بسير (٦).

٢٢ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي [عن أبيه] عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس للنساء من سروات الطريق شئ يعني وسط الطريق ولكن يمشين في وسط الطريق (٧).

٢٣ ـ اعلام الدين : للديلمي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليأتين على الناس زمان يظرف فيه الفاجر

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٦٦.

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٢٦٧.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٢٦٨.

(٥) مكارم الاخلاق ص ٢٧٣.

(٦) نوادر الراوندى ص ١٥.

(٧) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧٣.

٢٦١

ويقرب فيه الماجن ، ويضعف فيه المنصف ، قال : فقيل له متى يا أمير المؤمنين؟ فقال : إذا اتخذت الامانة مغنما ، والزكاة مغرما ، والعبادة استطالة ، والصلة منا ، فقيل : متى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال : إذا تسلطن النساء وتسلطن الاماء وأمر الصبيان.

٢٤ ـ كتاب الغايات : للشيخ جعفر بن أحمد القمي قال عليه‌السلام : إني لا بغض من النساء السلتاء والمرهاء ، فالسلتاء التي لا تختضب ، والمرهاء التي لا تكتحل (١).

٢٥ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن هارون بن موسى ، عن محمد بن علي عن محمد بن الحسن ، عن علي بن أسباط ، عن ابن فضال ، عن الصادق ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شاوروا النساء وخالفوهن فان خلافهن بركة.

__________________

(١) كتاب الغايات ص ٨١.

٢٦٢

٦

* (باب) *

* «(الدعاء عند ارادة التزويج والصيغة)» *

* «(والخطبة وآداب النكاح والزفاف والوليمة)» *

الايات : القصص : قال إني اريد أن انكحت إحدى ابنتي هاتين على  أن تأجرني ثماني حجج (١).

١ ـ مكا : روي أنه سأل الصادق عليه‌السلام أبا بصير إذا تزوج أحدكم كيف يصنع قلت : ما أدرى قال : إذا هم بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله عزوجل ويقول : الله إني اريد أن أتزوج ، اللهم فقدر لي من النساء أحسنهن خلقا وخلقا وأعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها ومالي ، وأوسعن رزقا ، وأعظمهن بركة وقيض لى منها ولدا طيبا تجعله لي خلفا صالحا في حياتي وبعد موتي (٢).

٢ ـ وخطب أبوطالب عليه‌السلام لما تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بخديجة بنت خويلد بعد أن خطيها إلى أبيها ومن الناس من يقول إلى عمها فأخذ بعضادتي الباب ومن شاهدة من قريش حضور فقال : الحمدلله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل ، جعل لنا بيتا محجوجا ، وحرما يجبى إليه ثمرات كل شئ ، وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه ، ثم إن ابن أخي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رجح ، ولا يقاس بأحد منهم إلا عظم عنه ، وإن كان في المال قل فان المال رزق حائل وظل زايل ، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة ، والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي ، وله خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم. فزوجه ودخل بها من الغد (٣).

__________________

(١) سورة القصص ٢٧.

(٢ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٢٣٤.

٢٦٣

٣ ـ ولما تزوج الرضا عليه‌السلام ابنة المأمون خطب لنفسه فقال : الحمد لله متمم النعم برحمته ، والهادي إلى شكره بمنه ، وصلى الله على محمد خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله ، وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما ، وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته على ما فرض الله عزوجل للمسلمات على المؤمنين من إمساك بمعروف أو تسريح باحسان ، وبذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لازواجه وهو اثنتا عشرة أوقية ونش على تمام الخمسمائة ، وقد نحلتها من مالي مائة ألف درهم ، زوجتني يا أمير المؤمنين؟ قال : بلى ، قال : قبلت ورضيت (١).

٤ ـ ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا عليه‌السلام تبركا بها لانها جامعة في معناها وهو : الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، وافتتح بالحمد كتابه ، وجعل الحمد أول محل نعمته ، وآخر جزاء أهل طاعته ، وصلى الله على محمد خير البرية ، وعلى آله أئمة الرحمة ، ومعادن الحكمة ، والحمد لله الذي كان في نبائه الصادق ، وكتابه الناطق ، إن من أحق الاسباب بالصلة ، وأولى الامور بالتقدمة سببا أوجب نسبا وأمرا أعقب غنى ، فقال جل ثناؤه : «وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا» وقال جل ثناؤه : «وأنكحوا الايامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم».

ولو لم تكن في المناكحة والمصاهرة آية منزلة ، ولا ستة متبعة ، لكان ما جعل الله فيه من بر القريب وتألف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع إليه الموفق المصيب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره ، وأنفذ حكمه ، وأمضى قضاءه ورجا جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن يعزم لنا ولكم على أوفق الامور.

ثم إن فلان بن فلان من قد عرفتم مروءته وعقله وصلاحه ونيته وفضله ، وقد أحب شركتكم ، وخطب كريمتكم فلانة ، وبذل لها من الصداق كذا فشفعوا شافعكم وأنكحوا خاطبكم في يسر غير عسر ، أقول قولي هذا وأستغفر الله

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٣٥.

٢٦٤

لي ولكم (١).

٥ ـ خطبة محمد التقي عليه‌السلام عند تزويجه بنت المأمون : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيه ، وصلى الله على محمد سيد بريته ، وعلى الاصفياء من عترته ، أما بعد فقد كان من فضل الله تعالى على الانام ، أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : «وأنكحوا الايامي منكم الصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم».

ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل ابنة عبدالله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعليها وهو خمسمائة درهم جيادا ، فهل زوجته يا أمير المؤمنين على الصداق المذكور؟ قال المأمون : نعم قد زوجتك يا أبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام : نعم قبلت النكاح ورضيت به (٢).

٦ ـ من أمالى السيد أبي طالب الهروي ، عن زين العابدين عليه‌السلام قال : خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين زوج فاطمة من علي عليهما‌السلام فقال : الحمد لله المحمود لنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع لسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده النافذ أمره في سمائه وأرضه ، ثم إن الله عزوجل أمرني أن ازوج فاطمة من على فقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي ، ثم دعا بطبق بسر فقال : انتهبوا ، فبينا ننتهب إذ دخل علي فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي أعلمت أن الله أمرني أن ازوجك فاطمة فقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت؟ فقال : علي : رضيت بذلك عن الله وعن رسوله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع الله شملكما ، وأسعد جدكما ، وأخرج منكما كثيرا طيبا (٣).

٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش ،

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٣٥.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٢٣٦.

(٣) مكارم الاخلاق ص ٢٣٧.

٢٦٥

وأنكحت المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الاسلام (١).

٨ ـ عن جابر الانصاري قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من علي عليهما‌السلام أتاه اناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس فقال : ما أنا زوجت عليا ولكن الله زوجه ليلة اسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عزوجل إلى السدرة أن انثري ما عليك فنثرت الدر والجوهر على الحور العين فهن يتهادينه ويتفاخرون به ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله.

فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ببلغته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة عليها‌السلام : اركبي ، وأمر سلمان رحمة الله عليه أن يقودها والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يسوقها فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجبة فإذا هو بجبرئيل عليه‌السلام في سبعين ألفا ، وميكائيل في سبعين ألفا فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أهبتكم إلى الارض؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها ، وكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة (٢).

٩ ـ عن الصادق عليه‌السلام قال : زفوا عرائسكم ليلا وأطعموا ضحى (٣).

١٠ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر بن محمد الرزاز ، عن خاله علي بن محمد ، عن عمرو بن عثمان ، عن النوفلي ، عن السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثله.

١١ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما جعلت البينات للنسب والمواريث والحدود (٤).

١٢ ـ ين : القاسم بن عروة ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل تزوج متعه بغير شهود قال : لا بأس ، [ولا بأس] بالتزويج

__________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٢٣٨ ،

(٤) نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٦.

٢٦٦

البتة بغير شهود فيما بينه وبين الله ، وإنما جعل الشهود في تزويج البتة من أجل الولد لولا ذلك لم يكن به بأس (١).

١٣ ـ أقول : ذكر في كتاب جواهر المطالب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما زوج فاطمة عليا عليهما‌السلام خطب بهذه الخطبة : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع سلطانه ، المرهوب عقابه وسطوته ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، ودبرهم بحكمته ، وأمرهم بأحكامه وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ، إن الله تبارك وتعالى عظمته جعل المصاهرة سببا لا حقا ، وأمرا مفترضا ، وشج بها الاحلام ، وأزال بها الاثام ، وأكرم بها الانام ، فقال عزوجل من قائل : «وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا» وأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.

إن الله أمرني أن ازوج فاطمة من علي ، وقد أوجبته على أربعمائة مثقال من فضة إن رضي علي بذلك ، فقال علي : رضيت عن الله وعن رسوله ، فقال صلوات الله عليه وآله : جمع الله بينكما ، وأسعد جدكما ، وأخرج منكما كثيرا طيبا.

١٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا سهر إلا في ثلاث ، تهجد بالقرآن ، أو طلب علم ، أو عروس تهدى إلى زوجها (٢).

١٥ ـ وبهذا الاسناد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فرق بين النكاح والسفاح ضرب الدف (٣).

١٦ ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : قالت الانصار : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٦ وكان الرمز فيه وفي سابقه (ير) للبصاير وهو من التصحيف.

(٢) نوادر الراوندى ص ١٣.

(٣) نوادر الراوندى ص ٤٠.

٢٦٧

ماذا نقول زفعنا النساء؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قولوا : أتيناكم فحيونا نحييكم ، لولا الذهبة الحمراء ما حلت فتاتنا بواديكم (١).

١٧ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زفوا عرائسكم ليلا وأطعموا ضحى (٢).

١٨ ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : من أراد منكم التزويج فليصل ركعتين وليقرأ سورة فاتحة الكتاب وسورة يس ، فاذا فرغ من الصلاة فليحمد الله عزوجل وليثن عليه وليقل : اللهم ارزقني زوجة صالحة ودودا ولودا شكورا قنوعا غيورا ، إن أحسنت شكرت ، وإن أسأت غفرت ، وإن ذكرت الله تعالى أعانت ، وإن نسيت ذكرت ، وإن خرجت من عندها حفظت ، وإن دخلت عليها سرت ، وإن أمرتها أطاعتني ، وإن أقسمت عليها أبرت قسمي ، وإن غضبت عليها أرضتني ، يا ذا الجلال والاكرام ، هب لي ذلك فإنما أسألك ولا أجد إلا ما قسمت لي ، فمن فعل ذلك أعطاه الله ما سأل.

ثم إذا زفت إليه ودخلت عليه فليصل ركعتين ثم ليمسح يده على ناصيتها وليقل : اللهم بارك لي في أهلي وبارك لها في ما جمعت بيننا فاجمع بيننا في خير ويمن وبركة ، وإن جعلتها فرقة فاجعلها فرقة إلى خير (٣).

١٩ ـ الهداية : إذا أراد الرجل أن يتزوج فليصل ركعتين ويرفع يده يسأل الله عزوجل ويقول : اللهم إني اريد أن أتزوج فسهل لي من النساء أحسنهن خلقا وأعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها ومالي ، وأوسعن رزقا ، وأعظمهن بركة ، وقيض لي منها ولدا تجعله لي خلفا في حياتي وبعد موتي ، ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا (٤).

٢٠ ـ منه : ويكره التزويج والقمر في العقرب ، فانه من فعل ذلك لم

__________________

(١ ـ ٢) نوادر الراوندى ص ٤٠.

(٣) نوادر الراوندى ص ٤٨ وليس في آخره وان جعلتها فرقة الخ.

(٤) الهداية ص ٦٧.

٢٦٨

ير الحسنى (١).

أقول : قد مر القول في معنى هذا الكلام في كتاب السماء والعالم في باب النجوم فليراجع إليه ، وسيجئ في مطاوي أخبار هذا الباب أيضا ما يرشدك [إليه].

٢١ ـ مسند فاطمة صلوات الله عليها : عن [محمد بن] هارون بن موسى ، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي العريب ، عن محمد بن زكريا بن دينار ، عن شعيب بن واقد عن الليث ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر قال : لما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يزوج فاطمة عليها‌السلام عليا عليه‌السلام قال له : اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك ومزوجك بحضرة الناس وذاكر من فضلك ما تقر به عينك.

قال : علي : فخرجت من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا لا أعقل فرحا وسرورا ، فاستقبلني أبوبكر وعمر قالا : ما وراك يا أبا الحسن؟ فقلت : يزوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة وأخبرني أن الله قد زوجنيها وهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خارج في أثري ليذكر بحضرة الناس ، ففرحا وسرا ودخلا معي المسجد.

قال علي : فوالله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن وجهه يتهلل فرحا وسرورا ، فقال : أين بلال؟ فأجاب لبيك وسعديك يا رسول الله! ثم قال أين المقداد؟ فأجاب لبيك يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : أين سلمان؟ فأجاب لبيك يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : أين أبوذر؟ فأجاب لبيك يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما مثلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة وأجمعوا المهاجرين والانصار والمسلمين فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله.

وأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجلس على أعلا درجة من منبرة ، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه فقال : الحمد لله الذي رفع السمآء فبناها ، وبسط الارض فدحاها ، وأثبتها بالجبال فأرسيها ، أخرج منها ماءها و مرعيها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلل عن تحبير لغات الناطقين ، وجعل

__________________

(١) الهداية ص ٦٨.

٢٦٩

الجنة ثواب المتقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ، ورحمة و رأفة على المؤمنين ، عباد الله إنكم في دار أمل ، وعدو أجل ، وصحة وعلل ، دار زوال ، وتقلب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم الله أمرءا قصر من أمله ، و جد في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، قدم ليوم فاقته يوم يحشر فيه الأموات ، وتخشع له الاصوات ، وتذكر الاولاد والامهات ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، يوم يوفيهم الله دينهم الحق ، ويعلمون أن الله هو الحق المبين.

«يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا» ، «من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره» ليوم تبطل فيه الانساب ، وتقطع الاسباب ، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ، ويدفعون إلى العذاب.

«فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور».

أيها الناس إنما الانبياء حجج الله في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، إن الله عزوجل أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي و أولى الناس بي علي بن أبي طالب ، و [أن] قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة ، وأمرني أن ازوجه واشهدكم على ذلك.

ثم جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : قم يا علي فاخطب لنفسك ، قال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخطب وأنت حاضر؟! قال : اخطب فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولو لا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي.

ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس اسمعوا قول نبيكم إن الله بعث أربعة آلاف نبي لكل نبي وصي وأنا خير الانبياء ووصيي خير الاوصياء ، ثم أمسك رسول الله صلى الله عليه وآله.

وابتدأ علي فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين ، وأنا ربثواقب

٢٧٠

عظمته قلوب المتقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاصلين ، وأنهج بابن عمي المصطفى العالمين ، وعلت دعوته لرواعي الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره وبلغ عن الله آياته ، والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته؟ وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورحم وكرم وشرف وعظم ، والحمد لله على نعمائه وأياديه وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وصلى الله على محمد صلاة تربحه وتحظيه ، والنكاح مما أمر الله به وأذن فيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه ، وهذا محمد بن عبدالله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربع مائة درهم ودينار قد رضيت بذلك فاسئلوه واشهدوا ، فقال المسلمون : زوجته يا رسول الله؟ قال : نعم قال : المسلمون : بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما.

٢٢ ـ ومنه : عن أبي المفضل ، عن بدر بن عمار الطبرستاني ، عن الصدوق عن محمد المحمودي ، عن أبيه قال : حضرت مجلس أبي جعفر حين تزويج المأمون وكانوا بعثوا إلى يحيى بن أكثم فسألوه الاحتيال على أبي جعفر عليه‌السلام بمسألة في الفقه يلقيها عليه ، فلما اجتمعوا وحضر أبوجعفر عليه‌السلام ، قالوا : يا أمير المؤمنين هذا يحيى بن أكثم إن أذنت أن يسأل أبا جعفر عن مسألة في الفقه ، فينظر كيف فهمه ، فأذن المأمون في ذلك ، فقال يحيى : لابي جعفر عليه‌السلام ما تقول : في محرم قتل صيدا؟

قال أبوجعفر عليه‌السلام : في حل أم في حرم؟ عالما أم جاهلا؟ عمدا أو خطأ؟  صغيرا أو كبيرا؟ حرا أو عبدا؟ مبتديا أو مقبلا؟ من ذوات الطير أو غيرها؟ من صغار الصيد أو من كبارها؟ مصرا أو نادما؟ رمى بالليل أو في وكرها أو بالنهار عيانا؟ محرما للعمرة أو للحج؟

فانقطع يحيى انقطاعا لم يخف على أحد من أهل المجلس وتحير الناس تعجبا من جوابه وقسط المأمون فقال : تخطب أبا جعفر عليه‌السلام لنفسك.

فقام عليه‌السلام فقال : الحمد لله منعم النعم برحمته ، والهادي لا فضاله بمنه و

٢٧١

صلى الله على خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فوقه في الرسل قبله ، وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته ، وسلم تسليما ، وهذا أمير المؤمنين زوجتي ابنته على ما جعل الله للمسلمين على المسلمين من إمساك بمعروف أو تسريح باحسان ، وقد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لازواجه خمسمائة درهم ، ونحلتها من مالي مائة ألف درهم ، زوجتني يا أميرالمؤمنين؟

فقال المأمون : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا إله إلا الله إخلاصا لعظمته ، و صلى الله على محمد عبده وخيرته ، وكان من قضاء الله على الانام ، أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال : «وأنكحوا الايامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم» ثم إن محمد بن علي خطب ام الفضل بنت عبدالله وبذل لها من الصداق خمسمائة درهم ، وقد زوجته فهل قبلت يا أبا جعفر؟

قال أبوجعفر عليه‌السلام : قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق ، ثم أولم عليه المأمون فجاء الناس على مراتبهم ، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كلاما كأنه كلام الملاحين ، فاذا نحن بالخدم يجرون سفينة من فضلة مملوة غالية ، فصبغوا بها لحى الخاصة ، ثم مدوها إلى دار العامة فطيبوهم تمام الخبر.

أقول : قد مضى بسندين في أبواب تاريخ الجواد عليه‌السلام أنه لما أراد المأمون أن يزوجه ابنته قال له : أتخطب يا أبا جعفر؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين.

فقال له المأمون : اخطب لنفسك جعلت فداك فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوجك ام الفضل ابنتي وإن رغم قوم لذلك ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : الحمدلله إقرارا بنعمته ، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته ، وصلى الله على سيد بريته والاصفياء من عترته.

أما بعد فقد كان من فضل الله على الانام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه : «وأنكحوا الايامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم» ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب

٢٧٢

ام الفضل بنت عبدالله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو خمسمائة درهم جيادا ، فهل زوجته أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

فقال المأمون : نعم زوجتك يا أبا جعفر ام الفضل بنتي على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح؟ قال أبوجعفر : قد قبلت ذلك ورضيت به (١).

٢٣ ـ ب : علي بن جعفر قال : كنت مع أخي في طريق بعض أمواله وما معنا غير غلام له فقال له : تنح يا غلام فاني اريد أن أتحدث ، فقال لي : ما تقول في رجل تزوج امرأة في هذا الموضع وفي غيره بلا بينة ولا شهود؟ فقلت : يكره ذلك ، فقال لي : بلى فانكهحا في هذا الموضع وفي غيره بلا شهود ولا بينة (٢).

٢٤ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : في البكر إذنها صمتها والثيب أمرها إليها (٣).

٢٥ ـ ل ع ن : في خبر الشامي أنه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يوم الجمعة يوم خطبة والنكاح (٤).

٢٦ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم عمن ذكره ، عن درست عن محمد بن عطية ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إنما جعلت الشهادة في النكاح للميراث (٥).

٢٧ ـ [ن] ع : السناني عن الاسدي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي الحسن

__________________

(١) راجع ج ٥٠ ص ٧٦ من هذه الطبعة في باب تزويجه بام الفضل.

(٢) قرب الاسناد ص ١٠١.

(٣) قرب الاسناد ص ١٥٩.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٤٨ والفقرة جزء من حديث أخرجه الصدوق في تضاعيف كتابه الخصال ، وأخرجه بطوله في كتابيه العلل ص ٥٩٣ ص ٥٩٨ وعيون الاخبار ج ١ ص ٢٤٠ ٢٤٨ والجملة هى آخر فقرة في الحديث.

(٥) علل الشرايع ص ٤٩٨.

٢٧٣

الثالث ، عن آبائه ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : يكره للرجل أن يجامع في أول ليلة من الشهر وفي وسطه وفي آخره ، فانه من فعل ذلك خرج الولد مجنونا ألا ترى أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر ووسطه وآخره (١).

٢٨ ـ وقال عليه‌السلام : من تزوج والقمر في العقرب لم يرالحسنى (٢).

٢٩ ـ وقال عليه‌السلام : من تزوج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد (٣).

٣٠ ـ ما : عن الضحاك بن مزاحم في خبر تزويج فاطمة عليها‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال : فزوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتاني فأخذ بيدي فقال : قم باسم الله ، وقل : على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله ، ثم جاءبي حتى أقعدني عندها ثم قال : اللهم إنهما أحب خلقك إلى فأحبهما ، و بارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا ، وإني اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم (٤).

أقول : سبق تمامه في باب تزويجها عليها‌السلام.

٣١ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن صدقة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن ، عن موسى بن إبراهيم المروزي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبدالله قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من على أتاه اناس من قريش فقالوا : إنك زوجت [عليا] بمهر خسيس فقال : ما أنا زوجت عليا ولكن الله عزوجل زوجة ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة أن انثرى ما عليك فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدرت الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرون ، ويقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليه‌السلام.

فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يسوقها ، فبينهما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجبة فاذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا و

__________________

(١ ـ ٣) علل الشرائع ص ٥١٤.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨ ذيل حديث طويل.

٢٧٤

ميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أهبطكم إلى الارض؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب ، فكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت ملائكة وكبر محمد صلى الله عليه وآله. فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة (١).

٣٢ ـ ما جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الفضل بن محمد ، عن هارون [بن] عمرو المجاشعي ، عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن عيسى بن يزيد ، عن صيفي بن عبدالرحمن ابن محمد بن علي بن هبار ، عن أبيه ، عن جده على قال : اجتاز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بدار علي بن هبار فسمع صوت دف فقال : ما هذا؟ قالوا علي بن هبار أعرس بأهله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن هذا النكاح لا السفاح ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسندوا النكاح وأعلنوه بينكم واضربوا عليه بالدف ، فجرت السنة في النكاح بذلك (٢).

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب آداب الجماع.

٣٣ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام يا علي لا وليمة إلا في خمس في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز ، والعرس التزويج ، والخرس النفاس بالولد ، والعذار الختان ، والوكار في شرى الدار ، والركاز الذي يقدم من مكة (٣).

٣٤ ـ ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن عثمان ، عن موسى ابن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام مثله (٤).

٣٥ ـ مع ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن الجاموراني عن ابن أبي عثمان مثله.

قال الصدوق رحمة الله يقال : للطعام الذي يدعي إليه الناس عند بناء الدار أو شرائها الوكر والوكار منه ، ويقال للطعام الذي يتخذ للقادم من سفر

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٦٣.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٢.

(٣ ـ ٤) الخصال ج ١ ص ٢٢١.

٢٧٥

النقيعة ، والركاز الغنيمة كأنه يريد في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من الثواب الجزيل ، ومنه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة (١).

٣٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري يرفع الحديث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخذ تموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فأما الامانة فهي التي أخذ الله عزوجل على آدم حين زوجه حوا ، وأما الكلمات فهي الكلمات التي شرط الله عزوجل بها على آدم أن يعبده ولا يشرك به شيئا ، ولا يزني ولا يتخذ من دونه وليا (٢).

٣٧ ـ سن : أبي ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما وضعت الشهادة للناكح لمكان الميراث (٣).

٣٨ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى (٤).

٣٩ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الوليمة في أربع : العرس والخرس وهو المولود يعق عنه ويطعم له ، والعذار وهو ختان الغلام ، والاياب وهو الرجل يدعو إخوانه إذا آب من غيبته (٥).

٤٠ ـ سن : ابن فضال رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : الوليمة يوما أو يومين مكرمة ، وثلاثة أيام رياء وسمعة (٦)

٤١ ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

__________________

(١) معانى الاخبار ص ٢٧٢.

(٢) معانى الاخبار ص ٢١٢.

(٣) المحاسن ص ٣١٩.

(٤) المحاسن ص ٣٤٧.

(٥ ـ ٦) المحاسن ص ٤١٧.

٢٧٦

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول يوم حق والثاني معروف ، وما زاد رياء وسمعة (١).

٤٢ ـ سن : الوشا ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : إن النجاشي لما خطب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ام حبيبة آمنة بنت أبي سفيان فزوجه دعا بطعام وقال : إن من سنن المرسلين الاطعام عند التزويج (٢).

٤٣ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين تزوج ميمونة بنت الحارث أو لم عليها وأطعم الناس الحيس (٣).

٤٤ ـ سن : بعض العراقيين ، عن إبراهيم ، عن عقبة ، عن جعفر القلانسي ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إنا نتخذ الطعام ونجيده ونتنوق فيه فلا يكون [له] رايحة طعام العرس قال : ذلك لان طعام العرس تهب فيه رائحة الجنة لانه طعام اتخذ لحلال (٤).

٤٥ ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان قال : أو لم إسماعيل ره فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام : عليك بالمساكين فأشبعهم ، فإن الله يقول «وما يبدئ الباطل وما يعيد» (٥).

٤٦ ـ ضا : إذا ادخلت عليك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة وقل : «اللهم أمانتي أخذتها ، وبميثاقي استحللت فرجها ، اللهم فارزقني منها ولدا مباركا سويا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا». واتق التزويج إذا كان القمر في العقرب فإن أبا عبدالله عليه‌السلام قال : من تزوج والقمر في العقرب لم ير خيرا أبدا (٦).

٤٧ ـ شى : عن عبدالله بن الفضل النوفلي رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار ، فإن الله جعل الحياء في العينين ، وإذ تزوجتم

__________________

(١) المحاسن ص ٤١٧.

(٢ ـ ٥) المحاسن ص ٤١٨.

(٦) فقه الرضا : ص ٣١.

٢٧٧

فتزوجوا باليل فان الله جعل الليل سكنا (١).

٤٨ ـ شى : عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : إن الله جعل الليل سكنا وجعل النساء سكنا ، ومن السنة التزويج بالليل وإطعام الطعام (٢).

٤٩ ـ شى : عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تزوجوا بالليل فإن الله جعله سكنا ، ولا تطلبوا الحوائج بالليل ، فإنه مظلم (٣).

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٧٠.

(٢ ـ ٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٧١.

٢٧٨

٧

* «(باب)» *

* «(الذهاب إلى الاعراس وحكم ما ينثر فيها)» *

١ ـ لى : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : دخلت ام أيمن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي ملحفتها شئ فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما معك يا ام أيمن؟ فقالت إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارهم ، ثم بكت ام أيمن ، وقالت : يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ام أيمن لم تكذبين؟ فإن الله عزوجل لما زوجت فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها وإستبرقها فأخذوا منها مالا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة صلوات الله عليها فجعلها في منزل علي صلوات الله عليه (١).

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا دعيتم إلى العرسات فأبطئوا فانها تذكر الدنيا ، وإذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فانها تذكر الاخرة (٢).

٣ ـ ب : علي ، عن أخيه قال : سألته عن النثار ، السكر واللوز وغيره أيحل أكله؟ قال : يكره أكل النهب (٣).

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٨٧.

(٢) قرب الاسناد ص ٤٢.

(٣) قرب الاسناد ص ١١٦.

٢٧٩

٨

* «(آداب الجماع وفضله ، والنهى عن امتناع)» *

* «(كل من الزوجين منه ، وما يحل من الانتفاعات)» *

* «(والحد الذى يجوز فيه الجماع ، وساير أحكامه)» *

الايات : الاسرى : وشاركم في الاموال والاولاد.

١ ـ ع ، لى : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن يوسف بن يحيى الاصبهاني ، عن إسماعيل بن حاتم ، عن أحمد بن صالح بن سعيد ، عن عمرو بن حفص ، عن إسحاق بن نجيح عن حصيب ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد الخدري قال : أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفيها حين تجلس ، و [اغسل] رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فانك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر ، وأدخل فيها سبعين لونا من البركة ، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك ، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار ، وامنع العروس في اسبوعها من الالبان والخل والكزبرة والتفاحة الحامضة من هذه الاربعة الاشياء.

فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولاي شئ أمنعها هذه الاشياء الاربعة؟ قال : لان الرحم تعقم وتبرد من هذه الاربعة الاشياء من الولد ، وحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد ، فقال علي عليه‌السلام يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما بال الخل تمنع منه؟ قال : إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا طهرا بتمام ، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدد عليها الولادة ، والتفاحة الحامضة تقطع حيضها فيصير داء عليها.

٢٨٠