العقائد الحقّة

السيد علي الحسيني الصدر

العقائد الحقّة

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الغدير
المطبعة: سرور
الطبعة: ١
ISBN: 964-8485-25-1
الصفحات: ٦٦٧

قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام ، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقلّ من يدخل منه!

قلت : رحمك اللّه! زدني وتفضّل عليّ فإنّي فقير.

قال : ياغلام! لقد كلّفتني شططا ، أمّا الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى اللّه عزوجل المستأنسون به.

قلت : رحمك اللّه! فإذا دخلوا الجنّة ماذا يصنعون؟

قال : يسيرون على نهرين في مصافّ في سفن الياقوت ، مجاذيفها اللؤلؤ ، فيها ملائكة من نور ، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها.

قلت : رحمك اللّه! هل يكون من النور أخضر؟

قال : إنّ الثياب هي خضر ولكن فيها نور من نور ربّ العالمين جلّ جلاله ، يسيرون على حافتي ذلك النهر.

قلت : فما اسم ذلك النهر؟

قال : جنّة المأوى.

قلت : هل وسطها غير هذا؟

قال : نعم ، جنّة عدن ، وهي في وسط الجنان ، فأمّا جنّة عدن فسورها ياقوت أحمر ، وحصباؤها اللؤلؤ.

قلت : فهل فيها غيرها؟

قال : نعم ، جنّة الفردوس.

قلت : وكيف سورها؟

قال : ويحك! كفّ عنّي حيّرت عليَّ قلبي.

٥٠١

قلت : بل أنت الفاعل بي ذلك ، ما أنا بكافّ عنك حتّى تتمّ لي الصفة وتخبرني عن سورها.

قال : سورها نور.

فقلت : والغرف التي هي فيها؟

قال : هي من نور ربّ العالمين.

قلت : زدني رحمك اللّه!

قال : ويحك! إلى هذا انتهى بنا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة ، وطوبى لمن يؤمن بهذا» (١). الخبر.

٢ ـ حديث أبي بصير ، عن أبيعبداللّه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

«قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس من مؤمن إلاّ وفي داره غصن منها ، لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلاّ أتاه به ذلك الغصن ، ولو أنّ راكبا مجدّا سار في ظلّها مئة عام ما خرج منها ، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى يسقط هرما ، ألا ففي هذا فارغبوا» (٢). الخبر.

٣ ـ حديث أبي بصير ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه ، عن الإمام علي عليهم‌السلام قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّ في الجنّة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، يسكنها من اُمّتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام ،

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٦ ـ ١١٧ ب٢٣ ح١).

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٧ ـ ١١٨ ب٢٣ ح٢).

٥٠٢

وصلّى بالليل والناس نيام» (١). الخبر.

٤ ـ حديث الهروي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول اللّه! أخبرني عن الجنّة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال :

«نعم ، وإنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قد دخل الجنّة ورأى النار لمّا عرج به إلى السماء ؛ قال : فقلت له : فإنّ قوما يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين.

فقال عليه‌السلام : ما اُولئك منّا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء ، وخلّد في نار جهنّم ، قال اللّه عزوجل : (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) (٢).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة فناولني رطبها فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي ... ففاطمة حوراء إنسيّة ، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة إبنتي فاطمة» (٣).

٥ ـ حديث موسى بن إبراهيم ، عن الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال :

«قالت اُمّ سلمة رضي‌الله‌عنها لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأبي أنت واُمّي المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنّة لأيّهما تكون؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٩ ب٢٣ ح٥).

(٢) سورة الرحمن : (الآيتان ٤٣ ـ ٤٤).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٩ ب٢٣ ح٦).

٥٠٣

يااُمّ سلمة! تخيّر أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله ، يااُمّ سلمة! إنّ حسن الخُلُق ذهب بخير الدنيا والآخرة» (١).

٦ ـ حديث أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : جعلت فداك يابن رسول اللّه! شوّقني.

فقال :

«ياأبا محمّد! إنّ الجنّة توجد ريحها من مسيرة ألف عام ، وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلاً لو نزل به الثقلان الجنّ والإنس لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص ممّا عنده شيء ، وإنّ أيسر أهل الجنّة منزلة من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا دخل أدناهنّ رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء اللّه ، فإذا شكر اللّه وحمده قيل له : ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس في الاُولى ، فيقول : ياربّ! أعطني هذه. فيقول : إن أعطيتكها سألتني غيرها ، فيقول : ربّ! هذه هذه ، فإذا هو دخلها وعظمت مسرّته شكر اللّه وحمده.

قال : فيقال : افتحوا له باب الجنّة ، ويقال له : ارفع رأسك ، فإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسرّاته : ربّ! لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان وأنجيتني من النيران ، فيقول : ربّ أدخلني الجنّة وأنجني من النار.

قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك! زدني.

قال : ياأبا محمّد! إنّ في الجنّة نهرا في حافيتها جوار نابتات ، إذا مرّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت اللّه مكانها اُخرى.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٩ ب٢٣ ح٧).

٥٠٤

قلت : جعلت فداك! زدني.

قال : المؤمن يزوّج ثمان مئة عذراء وأربعة آلاف ثيّب وزوجتين من الحور العين.

قلت : جعلت فداك! ثمان مئة عذراء؟

قال : نعم ، ما يفترش منهنّ شيئا إلاّ وجدها كذلك.

قلت : جعلت فداك! من أيّ شيء خلقن الحور العين؟

قال : من الجنّة (١) ويرى مخّ ساقيها من وراء سبعين حلّة.

قلت : جعلت فداك! ألهنّ كلام يتكلّمن به في الجنّة؟

قال : نعم كلام يتكلّمن به لم يسمع الخلائق بمثله.

قلت : ما هو؟

قال : يقلن : نحن الخالدات لا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن المقيمات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خلق لنا ، وطوبى لمن خلقنا له ، نحن اللواتي (لو علّق إحدانا في جوّ السماء لأغنى نورنا عن الشمس والقمر ـ خ ل) لو أنّ قرن إحدانا علّق في جوّ السماء لأغشى نوره الأبصار» (٢).

٧ ـ حديث محمّد بن الفضل الزرقي ، عن أبي عبداللّه ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال :

«إنّ للجنّة ثمانية أبواب : باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا

__________________

(١) في المصدر : من تربة الجنّة النورانية.

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٢٠ ـ ١٢١ ب٢٣ ح١١).

٥٠٥

ومحبّونا ، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول : ربّ! سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولاّني في دار الدنيا ؛ فإذا النداء من بطنان العرش : قد اُجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك ، ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ؛ وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ اللّه ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت» (١).

٨ ـ حديث ابن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

«إنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب ، فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طَنَّت وقالت : ياعلي» (٢).

٩ ـ حديث عمر بن عبداللّه الثقفي قال : سأل نصراني الشام الباقر عليه‌السلام عن أهل الجنّة : كيف صاروا يأكلون ولا يتغوّطون؟ أعطني مثله في الدنيا.

فقال عليه‌السلام :

«هذا الجنين في بطن اُمّه يأكل ممّا تأكل اُمّه ولا يتغوّط» (٣). الخبر.

١٠ ـ حديث ابن عبّاس قال : قدم يهوديّان فسألا أمير المؤمنين عليه‌السلام فقالا : أين تكون الجنّة؟ وأين تكون النار؟

قال :

«أمّا الجنّة ففي السماء ، وأمّا النار ففي الأرض ، قالا : فما السبعة؟

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٢١ ـ ١٢٢ ب٢٣ ح١٢).

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٢٢ ب٢٣ ح١٣).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٢٢ ب٢٣ ح١٥).

٥٠٦

قال : سبعة أبواب النار متطابقات ، قالا : فما الثمانية؟ قال : ثمانية أبواب الجنّة» (١). الخبر.

١١ ـ حديث سليمان بن داود رفعه قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام :

«عليك بالقرآن فإنّ اللّه خلق الجنّة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، وجعل ملاطها المسك ، وترابها الزعفران ، وحصباءها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن ، فمن قرأ القرآن قال له : اقرأ وارقَ ، ومن دخل منهم الجنّة لم يكن في الجنّة أعلى درجة منه ما خلا النبيّون والصدّيقون» (٢).

١٢ ـ حديث هشام بن الحكم : سأل الزنديق أبا عبداللّه عليه‌السلام فقال :

«من أين قالوا : إنّ أهل الجنّة يأتي الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فإذا أكلها عادت كهيأتها؟

قال : نعم ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيء وقد امتلأت الدنيا منه سرجا.

قال : أليسوا يأكلون ويشربون؟ وتزعم أنّه لا تكون لهم الحاجة!

قال : بلى لأنّ غذاءهم رقيق لا ثفل له ، بل يخرج من أجسادهم بالعرق ، قال : فكيف تكون الحوراء في كلّ ما أتاها زوجها عذراء؟

قال : إنّها خلقت من الطيّب لا تعتريها عاهة ، ولا تخالط جسمها آفة ، ولا يجري في ثقبها شيء ، ولا يدنّسها حيض ، فالرحم ملتزقة ، إذ ليس فيه لسوى الإحليل مجرى.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٢٨ ب٢٣ ح٢٨).

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٣٣ ب٢٣ ح٣٩).

٥٠٧

قال : فهي تلبس سبعين حلّة ويرى زوجها مخّ ساقيها وراء حللها وبدنها؟ قال : نعم كما يرى أحدكم الدراهم إذا اُلقيت في ماء صاف قدره قيد رمح ، قال : فكيف ينعم أهل الجنّة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلاّ وقد إفتقد إبنه أو أباه أو حميمه أو اُمّه؟ فإذا افتقدوهم في الجنّة لم يشكّوا في مصيرهم إلى النار؟ فما يصنع بالنعيم من يعلم أنّ حميمه في النار يعذّب؟

قال عليه‌السلام : إنّ أهل العلم قالوا : إنّهم ينسون ذكرهم ، وقال بعضهم : انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنّة والنار في أصحاب الأعراف» (١). الخبر.

١٣ ـ ما عن تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام :

«إنّ في الجنّة طيورا كالبخاتي ، عليها من أنواع المواشي ، تصير ما بين سماء الجنّة وأرضها ، فإذا تمنّى مؤمن محبّ النبي وآله عليهم‌السلام الأكل من شيء منها وقع ذلك بعينه بين يديه ، فتناثر ريشه وانشوى وانطبخ ، فأكل من جانب منه قديدا ومن جانب منه مشويا بلا نار ، فإذا قضى شهوته ونهمته قال : الحمد للّه ربّ العالمين عادت كما كانت فطارت في الهواء ، وفخرت على سائر طيور الجنّة تقول : من مثلي وقد أكل منّي وليّ اللّه عن أمر اللّه؟» (٢).

١٤ ـ حديث عبداللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«لمّا اُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليه‌السلام : قد أمرت الجنّة والنار

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٣٦ ب٢٣ ح٤٨).

(٢) بحار الأنوار : (ج١٨ ص١٤١ ب٢٣ ح٥٨).

٥٠٨

أن تعرض عليك ، قال : فرأيت الجنّة وما فيها من النعيم ، ورأيت النار وما فيها من العذاب ؛ والجنّة فيها ثمانية أبواب ، على كلّ باب منها أربع كلمات ، كلّ كلمة خير من الدنيا وما فيها لمن يعلم ويعمل بها.

وللنار سبعة أبواب ، على كلّ باب منها ثلاث كلمات ، كلّ كلمة خير من الدنيا وما فيها لمن يعلم ويعمل بها.

فقال لي جبرئيل عليه‌السلام : اقرأ يامحمّد ما على الأبواب فقرأت ذلك.

أمّا أبواب الجنّة فعلى أوّل باب منها مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، لكلّ شيء حيلة وحيلة العيش أربع خصال : القناعة ، وبذل الحقّ ، وترك الحقد ، ومجالسة أهل الخير).

وعلى الباب الثاني مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، لكلّ شيء حيلة وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رؤوس اليتامى ، والتعطّف على الأرامل ، والسعي في حوائج المؤمنين ، والتفقّد للفقراء والمساكين).

وعلى الباب الثالث مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، لكلّ شيء حيلة وحيلة الصحّة في الدنيا أربع خصال : قلّة الكلام ، وقلّة المنام ، وقلّة المشي ، وقلّة الطعام).

وعلى الباب الرابع مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم جاره ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم والديه ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت).

٥٠٩

وعلى الباب الخامس مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول ، علي ولي اللّه ، من أراد أن لا يُظلَم فلا يَظلم ، ومن أراد أن لا يُشتم فلا يَشتم ، ومن أراد أن لا يُذلّ فلا يُذِلّ ، ومن أراد أن يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا والآخرة فليقل : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه).

وعلى الباب السادس مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، من أراد أن يكون قبره وسيعا فسيحا فليبنِ المساجد ، ومن أراد أن لا تأكله الديدان تحت الأرض فليسكن المساجد ، ومن أحبّ أن يكون طريّا مطرّا لا يبلى فليكنس المساجد ، ومن أحبّ أن يرى موضعه في الجنّة فليكسُ المساجد بالبُسُط).

وعلى الباب السابع مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، بياض القلب في أربع خصال : عيادة المريض ، واتّباع الجنائز ، وشراء الأكفان ، وردّ القرض).

وعلى الباب الثامن مكتوب : (لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، علي ولي اللّه ، من أراد الدخول في هذه الأبواب فليتمسّك بأربع خصال : السخاء ، وحسن الخُلُق ، والصدقة ، والكفّ عن أذى عباد اللّه تعالى).

ورأيت على أبواب النار مكتوبا على الباب الأوّل ثلاث كلمات : (من رجا اللّه سعد ، ومن خاف اللّه أمن ، والهالك المغرور من رجا غير اللّه وخاف سواه).

وعلى الباب الثاني : (من أراد أن لا يكون عريانا يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدنيا ، من أراد أن لا يكون عطشانا يوم القيامة فليسق العطاش في الدنيا ، من أراد أن لا يكون يوم القيامة جائعا

٥١٠

فليطعم البطون الجائعة في الدنيا).

وعلى الباب الثالث مكتوب : (لعن اللّه الكاذبين ، لعن اللّه الباخلين ، لعن اللّه الظالمين).

وعلى الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات : (أذلّ اللّه من أهان الإسلام ، أذلّ اللّه من أهان أهل البيت ، أذلّ اللّه من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين).

وعلى الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات : (لا تتّبعوا الهوى فالهوى يخالف الإيمان ، ولا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة اللّه ، ولا تكن عونا للظالمين).

وعلى الباب السادس مكتوب : (أنا حرام على المجتهدين ، أنا حرام على المتصدّقين ، أنا حرام على الصائمين).

وعلى الباب السابع مكتوب ثلاث كلمات : (حاسبوا نفوسكم قبل أن تحاسبوا ، ووبّخوا نفوسكم قبل أن توبّخوا ، وادعوا اللّه عزوجل قبل أن تردوا عليه ولا تقدروا على ذلك)» (١).

١٥ ـ حديث تنبيه الخواطر أنّه قال رجل لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياأبا القاسم! أتزعم أنّ أهل الجنّة يأكلون ويشربون؟

قال :

«نعم والذي نفسي بيده إنّ أحدهم ليُعطى قوّة مئة رجل في الأكل والشرب ، قال : فإنّ الذي يأكل تكون له الحاجة والجنّة طيّب لا خبث فيها؟

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٤٤ ـ ١٤٦ ب٢٣ ح٦٧).

٥١١

قال : عرق يفيض من أحدهم كرشح المسك فيضمر بطنه» (١).

١٦ ـ حديث النهج الشريف أنّه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام :

«واعلموا أنّ من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن ، ونورا من الظلم ، ويخلّده فيما إشتهت نفسه ، وينزله منزل الكرامة عنده ، في دار إصطنعها لنفسه ، ظلّها عرشه ، ونورها بهجته ، وزوّارها ملائكته ، ورفقاؤها رسله ، ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه ، رافق بهم رسله ، وأزارهم ملائكته ، وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار أبدا ، وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا ، ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء ، واللّه ذو الفضل العظيم» (٢).

١٧ ـ حديث تفسير فرات الكوفي عن سلمان رضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال :

«واللّه ياعلي! إنّ شيعتك ليؤذن لهم في الدخول عليكم في كلّ جمعة ، وإنّهم لينظرون إليكم من منازلهم يوم الجمعة كما ينظر أهل الدنيا إلى النجم في السماء ، وإنّكم لفي أعلى علّيين في غرفة ليس فوقها درجة أحد من خلقه» (٣). الخبر.

١٨ ـ حديث تفسير فرات الكوفي أيضا عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه ـ وساق الحديث في تجهيز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سريّة إلى جهاد قوم إلى أن قال ـ :

«فمن منكم يخرج إليهم قبل أن ينظر في ديارنا وحريمنا لعلّ اللّه أن

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٤٩ ب٢٣ ح٨٢).

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٦٣ ب٢٣ ح١٠٥).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٧٢ ب٢٣ ح١٢١).

٥١٢

يفتح على يديه وأضمن له على اللّه اثني عشر قصرا في الجنّة ـ وساقه إلى أن قال ـ :

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فداك أبي واُمّي يارسول اللّه! صف لي هذه القصور؟

فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي! بناء هذه القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، ملاطها المسك الأذفر والعنبر ، حصباؤها الدرّ والياقوت ترابها الزعفران ، كثيبها الكافور ، في صحن كلّ قصر من هذه القصور أربعة أنهار : نهر من عسل ، ونهر من خمر ، ونهر من لبن ، ونهر من ماء ، محفوف بالأشجار من المرجان ، على حافتي كلّ نهر من هذه الأنهار خيم من درّة بيضاء لا قطع فيه ولا فصل ، قال لها : كوني فكانت ، يرى باطنها من ظاهرها ، وظاهرها من باطنها ، في كلّ خيمة سرير مفصّص بالياقوت الأحمر ، قوائمها من الزبرجد الأخضر ، على كلّ سرير حوراء من الحور العين ، على كلّ حور سبعون حلّة خضراء ، وسبعون حلّة صفراء ، يرى مخّ ساقيها خلف عظامها وجلدها وحليّها وحللها ، كما ترى الخمرة الصافية في الزجاجة البيضاء ، مكلّلة بالجواهر ، لكلٍّ سبعون ذؤابة (١) ، كلّ ذؤابة بيد وصيف ، وبيد كلّ وصيف مجمر تبخر تلك الذؤابة ، يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار ولكن بقدرة الجبّار» .. الحديث (٢).

١٩ ـ حديث الشيخ الصدوق في الأمالي بسنده عن زيد بن علي ، عن

__________________

(١) الذؤابة هو الشعر المظفور المرسل.

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٧٥ ب٢٣ ح١٢٥).

٥١٣

آبائه ، عن الإمام أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال :

«كان لي عشر من رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعطهنّ أحد قبلي ، ولا يعطاهنّ أحد بعدي ، قال لي : ياعلي! أنت أخي في الآخرة ، وأنت أقرب الناس منّي موقفا يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان كمنزل الأخوين» .. الحديث (١).

٢٠ ـ حديث إكمال الدين بإسناده عن أبي الطفيل ، عن الإمام علي عليه‌السلام في أجوبته عليه‌السلام عن مسائل اليهودي ـ إلى أن قال ـ :

«وأمّا منزل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجنّة في جنّة عدن وهي وسط الجنان ، وأقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله ، والذين يسكنون معه في الجنّة هؤلاء الأئمّة الإثنا عشر» (٢).

٢١ ـ حديث موسى بن إسماعيل بن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«اُدخلت الجنّة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد حبيب اللّه ، علي ولي اللّه ، فاطمة أمة اللّه ، الحسن والحسين صفوة اللّه ، على مبغضيهم لعنة اللّه» (٣).

٢٢ ـ حديث عدّة الداعي أنّه قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«لو أنّ ثوبا من ثياب أهل الجنّة اُلقي على أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم ولماتوا من شهوة النظر إليه.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٨٥ ب٢٣ ح١٤٨).

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٨٩ ب٢٣ ح١٦١).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٩١ ب٢٣ ح١٦٧).

٥١٤

وقد ورد عنهم عليهم‌السلام : كلّ شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه.

وفي الوحي القديم : أعددت لعبادي ما لا عين رأت ، ولا اُذن سمعت ، ولا خطر بقلب بشر» (١).

٢٣ ـ حديث الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) (٢). أخبرنا عبيداللّه بن محمّد البيهقي ، عن جدّه أحمد بن الحسين ، عن عبدالملك بن أبي عثمان ، عن علي بن بندار ، عن جعفر بن محمّد الفريابي ، عن سليمان بن عبدالرحمن ، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن خالد بن معدان ، عن أبي اُمامة الباهلي ، أنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

«ما من عبد يدخل الجنّة إلاّ ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنّيانه بأحسن صوت سمعه الإنس والجنّ ، وليس بمزمار الشيطان ، ولكن بتمجيد اللّه وتقديسه» (٣).

٢٤ ـ ما حكاه في تفسير المجمع :

«إنّ في الجنّة لأشجارا عليها أجراس من فضّة ، فإذا أراد أهل الجنّة السماع بعث اللّه ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار فتحرّك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا» (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٩١ ب٢٣ ح١٦٨).

(٢) سورة الروم : (الآية ١٥).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٩٥ ب٢٣ ح١٨١).

(٤) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٩٦ ب٢٣ ح١٨٣).

٥١٥

٢٥ ـ حديث جابر ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام قال :

«إنّ أرض الجنّة رخامها فضّة ، وترابها الورس والزعفران ، وكنسها المسك ، ورضراضها الدرّ والياقوت» (١).

٢٦ ـ وعن جابر ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّ أنهار الجنّة تجري في غير اُخدود ، أشدّ بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، طين النهر مسك أذفر ، وحصاه الدرّ والياقوت ، تجري في عيونه وأنهاره حيث يشتهي ويريد في جنانه وليّ اللّه ، فلو أضاف من في الدنيا من الجنّ والإنس لأوسعهم طعاما وشرابا وحللاً وحليّا لا ينقصه من ذلك شيء» (٢).

٢٧ ـ وعن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّ نخل الجنّة جذوعها ذهب أحمر ، وكربها زبرجد أخضر ، وشماريخها (٣) درّ أبيض ، وسعفها حلل خضر ، ورطبها أشدّ بياضا من الفضّة ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ليس فيه عجم ، طول العذق إثنا عشر ذراعا ، منضودة أعلاه إلى أسفله ، لا يؤخذ منه شيء إلاّ أعاده اللّه كما كان ، وذلك قول اللّه : (لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ) (٤) ، وإنّ رطبها لأمثال القلال (٥) ، وموزها ورمّانها أمثال الدليّ (٦) ، وأمشاطهم

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢١٨ ب٢٣ ح٢٠٩) ، والرضراض في الحديث بمعنى الحصى الصغار.

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢١٩ ب٢٣ ح٢١١).

(٣) شماريخ جمع الشمروخ وهو العذق عليه البُسر.

(٤) سورة الواقعة : (الآية ٣٣).

(٥) القلال : جمع قلّة ـ بضم القاف وتشديد اللام ـ : إناء للعرب كالجرّة الكبيرة والحبّ.

٥١٦

الذهب ، ومجامرهم الدرّ» (١).

٢٨ ـ وعن جابر ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام قال :

«إنّ أهل الجنّة يحيون فلا يموتون أبدا ، ويستيقظون فلا ينامون أبدا ، ويستغنون فلا يفتقرون أبدا ، ويفرحون فلا يحزنون أبدا ، ويضحكون فلا يبكون أبدا ، ويكرمون فلا يهانون أبدا ، ويفكهون ولا يقطبون (٢) أبدا ، ويحبرون ويسرون أبدا ، ويأكلون فلا يجوعون أبدا ، ويروون فلا يظمؤون أبدا ، ويكسون فلا يعرون أبدا ، ويركبون ويتزاورون أبدا ، ويسلّم عليهم الولدان المخلّدون أبدا ، بأيديهم أباريق الفضّة وآنية الذهب أبدا ، متكئين على سرر أبدا ، على الأرائك ينظرون أبدا ، يأتيهم التحيّة والتسليم من اللّه أبدا ، نسأل اللّه الجنّة برحمته إنّه على كلّ شيء قدير» (٣).

وأمّا الأحاديث الشريفة الاُخرى المبيّنة لجحيم النار أعاذنا اللّه منها ، فمن ذلك ما يلي ذكره :

١ ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال : قلت له : يابن رسول اللّه! خوّفني فإنّ قلبي قد قسا.

فقال :

«ياأبا محمّد! استعدّ للحياة الطويلة ، فإنّ جبرئيل جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) الدليّ : جمع كثرة للدلو التي يستقي بها.

(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢١٩ ب٢٣ ح٢١٢).

(٣) يقال : قطب الرجل أي جمع ما بين عينيه كما يفعل العبوس.

(٤) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٢٠ ب٢٣ ح٢١٥).

٥١٧

وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسّم ، فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياجبرئيل! جئتني اليوم قاطبا.

فقال : يامحمّد! قد وضعت منافخ النار.

فقال : وما منافخ النار ياجبرئيل؟

فقال : يامحمّد! إنّ اللّه عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتّى ابيضّت ، ثمّ نفخ عليها ألف عام حتّى احمرّت ، ثمّ نفخ عليها ألف عام حتّى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة ، لو أنّ قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، ولو أنّ حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرّها ، ولو أنّ سربالاً من سرابيل أهل النار علّق بين السماء والأرض لمات أهل الدنيا من ريحه.

قال : فبكى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى جبرئيل ، فبعث اللّه إليهما ملكا فقال لهما : إنّ ربّكما يقرؤكما السلام ويقول : قد أمنتكما إن تذنبا ذنبا اُعذّبكما عليه.

فقال أبو عبداللّه عليه‌السلام : فما رأى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله جبرئيل متبسّما بعد ذلك ، ثمّ قال : إنّ أهل النار يعظّمون النار ، وإنّ أهل الجنّة يعظّمون الجنّة والنعيم ، وإنّ جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد واُعيدوا في دركها ، فهذه حالهم ، وهو قول اللّه عزوجل : (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (١) ثمّ تبدّل جلودهم غير الجلود

__________________

(١) سورة الحجّ : (الآية ٢٢).

٥١٨

التي كانت عليهم.

قال أبو عبداللّه عليه‌السلام : حسبك؟ قلت : حسبي حسبي» (١).

٢ ـ حديث عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام قال :

«إنّ أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب ممّا يلقون من أليم (ألم ـ خ ل) العذاب ، فما ظنّك ـ ياعمرو! ـ بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها ، عطاش فيها ، جياع ، كليلة أبصارهم ، صمّ بكم عمي ، مسودّة وجوههم ، خاسئين فيها نادمين ، مغضوب عليهم ، فلا يرحمون من العذاب ، ولا يخفّف عنهم ، وفي النار يسجرون ، ومن الحميم يشربون ، ومن الزقّوم يأكلون ، وبكلاليب (٢) النار يحطّمون ، وبالمقامع يضربون ، والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون ، فهم في النار يسحبون على وجوههم ، مع الشياطين يقرنون ، وفي الأنكال والأغلال يصفّدون ، إن دعوا لم يُستجب لهم ، وإن سألوا حاجة لم تُقض لهم ، هذه حال من دخل النار» (٣).

٣ ـ حديث معاوية بن وهب قال : كنّا عند أبي عبداللّه عليه‌السلام فقرأ رجل (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، فقال الرجل :

«وما الفلق؟

قال : صدع في النار فيه سبعون ألف دار ، في كلّ دار سبعون ألف بيت ، في كلّ بيت سبعون ألف أسود ، في جوف كلّ أسود سبعون

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٨٠ ب٢٤ ح١).

(٢) الكلاليب : جمع كلاب وكلوب : حديدة معطوفة الرأس يُجرّ بها الجمر.

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٨١ ب٢٤ ح٣).

٥١٩

ألف جرّة سمّ ، لابدّ لأهل النار أن يمرّوا عليها» (١).

٤ ـ ما عن تفسير القمّي في قوله تعالى : (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللّه كَانَ عَزِيزا حَكِيما) (٢) فقيل لأبي عبداللّه عليه‌السلام :

«كيف تبدّل جلودهم غيرها؟ فقال : أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيّرتها ترابا ثمّ ضربتها في القالب أهي التي كانت؟ إنّما هي ذلك وحدث تغيّر (وجدت تغييرا ـ خ ل) آخر والأصل واحد» (٣).

٥ ـ حديث أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاما) (٤) يقول :

«ملازما لا يفارق. قوله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما) (٥) قال : أثام : وادٍ من أودية جهنّم من صفر مذاب قدّامها حرّة في جهنّم ، يكون فيه من عبد غير اللّه ومن قتل النفس التي حرّم اللّه وتكون فيه الزناة» (٦).

٦ ـ حديث القمّي في قوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٧).

قال :

«يدخل في كلّ باب أهل ملّة ...».

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٨٧ ب٢٤ ح١٧).

(٢) سورة النساء : (الآية ٥٦).

(٣) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٨٨ ب٢٤ ح٢٠).

(٤) سورة الفرقان : (الآية ٦٨).

(٥) سورة الفرقان : (الآية ٦٨).

(٦) بحار الأنوار : (ج٨ ص٢٨٩ ب٢٤ ح٢٦).

(٧) سورة الحجر : (الآيتان ٤٣ و ٤٤).

٥٢٠