العقائد الحقّة

السيد علي الحسيني الصدر

العقائد الحقّة

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الغدير
المطبعة: سرور
الطبعة: ١
ISBN: 964-8485-25-1
الصفحات: ٦٦٧

نهى عن العدل صار قبيحا ، ولو فعل منكرا صار معروفا.

وعلى هذا الإدّعاء الفاسد بنوا نسيج عنكبوتهم وتوغّلوا في أباطيلهم ، وقد مزجوها بإحتجاجات واهية تلاحظها مع الجواب عنها من العلاّمة أعلى اللّه مقامه في النهج (١).

وأجاب السيّد الشبّر أيضا عن دعواهم ودليلهم بأجوبة شافية في حقّ اليقين (٢) حاصلها ما يلي :

١ ـ إنّ هذا إنكار للبديهة الواضحة ، فإنّ كلّ من له أدنى عقل وشعور يعلم حسن الصدق النافع ، وقبح الكذب الضارّ بحكم العقل.

٢ ـ إنّ الشخص العاقل الذي لم يسمع الشرائع ولم يعلم الأحكام ، بل نشأ في البادية ، لو خيّر بين أن يصدق في كلامه ويُعطى دينارا ، أو يكذب ويعطى ذلك الدينار ، مع عدم ضرر عليه في الصدق أو الكذب لاختار الصدق دون الكذب ، ولولا حكم العقل بحسن الصدق لما فرّق العاقل بين الصدق والكذب ، ولما إختار الصدق دائما.

٣ ـ إنّه لو كان الحسن والقبح شرعيين غير عقليين ، لما حكم بهما من ينكر جميع الشرائع والأديان ، كالبراهمة والملاحدة مع أنّهم يحكمون بالحسن والقبح بضرورة العقل.

٤ ـ إنّ من الحسّيات التي تقضي بها الضرورة ويدركها الوجدان قباحة الفعل اللغو والعمل العبث بحكم العقل ، كما إذا استأجر أحد أجيرا ليفرغ ماء دجلة في الفرات أو الفرات في دجلة ، وكذا من البديهيات قباحة تكليف ما لا يطاق ، كتكليف الزَمِن المُقعد بالطيران إلى السماء ، أو تكليف الأعمى بتنقيط المصحف ،

__________________

(١) نهج المسترشدين : (ص٥١).

(٢) حقّ اليقين : (ج١ ص٥٦).

٢٠١

وهذا يقضي بتحقّق قبح القبيح في حكومة العقل.

٥ ـ إنّه لو كان الحسن والقبح سمعيّين لا عقليّين ، لما قَبُح من اللّه إظهار المعجزات على يد الكذّابين مع أنّه قبيح ولا يفعله الحكيم قطعا ، وتجويز ذلك يسدّ باب معرفة النبوّة التي أذعن بها حتّى الأشاعرة.

٦ ـ إنّه لو كانا شرعيّين فقط لحَسُن من اللّه أن يأمر بالكفر وتكذيب الأنبياء ، وعبادة الأصنام والمواظبة على الزنا والسرقة لفرض عدم قبحها حينئذٍ .. وهذا نقض الغرض الذي يُبطله الوجدان.

٧ ـ إنّه لو كانا شرعيّين لم تجب ولم تحسن معرفة اللّه تعالى ، لتوقّف معرفة هذا الإيجاب والحسن على معرفة الموجِب ، المتوقّفة هي على معرفة الإيجاب فيدور ، ويلزم من عدم عقليّتهما الدور الباطل.

٨ ـ إنّ الضرورة ـ بل الفطرة في الإنسان بل في الحيوان ـ قاضية قطعا وحاكمة حقّا بالفرق دائما بين من أحسن إليها وبين من أساء إليها ، وحسن الأوّل وقبح الثاني بلا شكّ ولا ريب ، وإنّ اللّه تعالى لا يأمر إلاّ بما هو حسن ولا ينهى إلاّ عمّا هو قبيح. إنّه عزّ إسمه لا يفعل ظلما أبدا لغناه ، ولا يصنع قبيحا أصلاً لجلالته ..

وهذه الوجوه تثبت وجود الحسن الذاتي عقلاً وحسن العدالة ذاتا.

وأضاف السيّد الورع الخوانساري قدس‌سره الإستدلال بأنّ الواجب تعالى لا يصدر منه الفعل القبيح ، لأنّ ترجيح القبيح إمّا أن يكون من جهة عدم العلم بالمفسدة ، أو من جهة الحاجة .. والواجب تعالى منزّه عن الأمرين ، فالحكيم العالم بالمصالح والمفاسد غير المحتاج كيف يرجّح المرجوح على الراجح ..

وهذا أصلٌ يبتنى عليه أيضا حسن بعث الأنبياء وبقاء أوصيائهم في كلّ عصر (١).

__________________

(١) العقائد الحقّة : (ص١٠).

٢٠٢

أصل النبوّة

٢٠٣
٢٠٤

أصل النبوّة

النبوّة : هي الإخبار عن اللّه تعالى كما عرّفها في المرآة (١).

والنبي هو الإنسان المخبر عن اللّه تعالى بغير واسطة بَشَر ، أعمّ من أن يكون له شريعة كسيّدنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو ليس له شريعة كيحيى عليه‌السلام ..

قيل : سمّي نبيّا لأنّه أخبر وأنبأ عن اللّه تعالى ، مأخوذ من النبأ أي الخبر ، فهو فعيل بمعنى مُفعِل ، ونبي بمعنى مُنْبِئ ، أو مأخوذ من النباوة أي الرِفعة فهو نبيّ بمعنى رفيع ، والمعنى على هذا : إنّ النبي ارتفع وشَرُفَ على سائر الخلق ، كما يستفاد من المجمع (٢).

وقيل : النبي هو الطريق ، ويقال للرسل : أنبياء اللّه ؛ لكونهم طرق الهداية إليه ، فالنبوّة بمعنى طريق الهداية كما يستفاد من الإرشاد (٣). والإعتقاد بالنبوّة والأنبياء من اُصول الدين المبين وممّا يلزم إعتقاده بالإستدلال واليقين.

والخَلق بأجمعهم محتاجون إلى النبيّين ، ومضطرّون إلى المرسلين ليكونوا وسائط بينهم وبين اللّه ربّ العالمين وطرقا لمعرفة وظائفهم ، ووسائل لعرفان مسائلهم ، وحججا على جميع بريّته ، ومصباحا لهداية خليقته.

وقد ثبتت النبوّة والأنبياء بالكتاب والسنّة والعقل :

__________________

(١) مرآة الأنوار : (ص٢٠٥).

(٢) مجمع البحرين : (ص٨٦ مادّة ـ نبأ ـ).

(٣) إرشاد الطالبين : (ص٢٩٥).

٢٠٥

الأوّل : دليل الكتاب :

في آيات عديدة مثل : ١ ـ قوله تعالى : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ...) (١).

٢ ـ قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّه إِلاَّ وَحْيا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ) (٢).

٣ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ...) (٣).

الثاني : دليل السنّة :

في أحاديث وفيرة دلّت على لزوم إرسال الرسل ولزوم الإيمان بهم ، والعمل بقولهم نظير :

١ ـ خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي جاء فيها بعد ذكر سيّدنا آدم عليه‌السلام

«واصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم ...» (٤).

٢ ـ حديث هشام بن الحكم ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال للزنديق الذي سأله : من أين أثبتّ الأنبياء والرسل؟ قال :

«إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا متعاليا عنّا وعن جميع ما خلق ،

__________________

(١) سورة البقرة : (الآية ٢١٣).

(٢) سورة الشورى : (الآية ٥١).

(٣) سورة الحديد : (الآية ٢٥).

(٤) نهج البلاغة : (ص١٦ الخطبة الاُولى من الطبعة المصرية).

٢٠٦

وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجّهم ويحاجّوه ، ثبت أنّ له سفراء في خلقه ، يعبّرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبّرون عنه جلّ وعزّ ، وهم الأنبياء عليهم‌السلام وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدّبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب في شيء من أحوالهم ، مؤيّدين من عند الحكيم العليم بالحكمة ، ثمّ ثبت ذلك في كلّ دهر وزمان ما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين ، لكيلا تخلو أرض اللّه من حجّة يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته وجواز عدالته» (١).

٣ ـ حديث منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام :

«إنّ اللّه أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل الخلق يُعرفون باللّه. قال : صدقت. قلت : إنّ من عرف أنّ له ربّا ، فقد ينبغي له أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضا وسخطا ، وأنّه لا يُعرف رضاه وسخطه إلاّ بوحي أو رسول ، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة وأنّ لهم الطاعة المفترضة ، وقلت للناس : تعلمون أنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان هو الحجّة من اللّه على خلقه؟ قالوا : بلى ، قلت : فحين مضى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كان الحجّة على خلقه؟ فقالوا : القرآن ، فنظرتُ في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجيّ والقَدَري

__________________

(١) اُصول الكافي : (ج١ ص١٦٨ باب الإضطرار إلى الحجّة ح١).

٢٠٧

والزنديق (١) الذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيّم ، فما قال فيه من شيء كان حقّا. فقلت لهم : مَن قيّم القرآن؟ فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم ، وعمر يعلم ، وحذيفة يعلم. قلت : كلّه؟ قالوا : لا ، فلم أجد أحدا يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّا عليه‌السلام. وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا : لا أدري وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنا أدري. فأشهد أنّ عليّا كان قيّم القرآن وكانت طاعته مفترضة وكان الحجّة على الناس بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ. فقال : رحمك اللّه» (٢).

٤ ـ حديث يونس بن يعقوب : قال : كان عند أبي عبداللّه عليه‌السلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمّد بن نعمان وهشام بن سالم والطيّار وجماعة فيهم هشام بن الحكم ـ وهو شاب ـ فقال أبو عبداللّه عليه‌السلام :

«ياهشام! ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام : يابن رسول اللّه! إنّي اُجلّك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.

فقال أبو عبداللّه : إذا أمرتكم بشيء فافعلوا.

قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة

__________________

(١) المرجئة فرقة من المنحرفين عن الإسلام يعتقدون أنّ اللّه تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخّره عنهم ، والقَدَري يطلق على الجبري والتفويضي ، والزنديق هو النافي للصانع تعالى.

(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص١٦٩ باب الإضطرار إلى الحجّة ح٢).

٢٠٨

فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملةٌ سوداء متّزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتيّ ، ثمّ قلت : أيّها العالم! إنّي رجل غريب تأذن لي في مسألة؟ فقال لي : نعم. فقلت له : ألك عينٌ؟ فقال : يابني! أي شيء هذا من السؤال وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت : هكذا مسألتي ، فقال : يابنيّ! سل وإن كانت مسألتك حمقاء ؛ قلت : أجبني فيها ، قال لي : سل ، قلت : ألك عين؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع بها؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص ، قلت : فلك أنف؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أشمّ به الرائحة ، قلت : ألك فم؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أذوق به الطعم ، قلت : فلك اُذن؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع بها؟ قال : أسمع بها الصوت ، قلت : ألك قلب؟ قال : نعم ؛ قلت : فما تصنع به؟ قال : اُميّز به كلّما ورد على هذه الجوارح والحواس ؛ قلت : أو ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال : لا ؛ قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال : يابني! إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ، ردّته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشكّ. قال هشام : فقلت له : فإنّما أقام اللّه القلب لشكّ الجوارح؟ قال : نعم. قلت : لابدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح؟ قال : نعم.

فقلت له : ياأبا مروان! فاللّه تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح ، ويتيقّن به ما شكّ فيه ، ويترك

٢٠٩

هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم وإختلافهم ، لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترُدّ إليه حيرتك وشكّك؟! قال : فسكت ولم يقل لي شيئا.

ثمّ التفت إليّ فقال لي : أنت هشام بن الحكم؟ فقلت : لا ، قال : أمن جلسائه؟ قلت : لا ، قال : فمن أين أنت؟ قال : قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت إذن هو ، ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتّى قمت.

قال : فضحك أبو عبداللّه عليه‌السلام وقال : ياهشام! من علّمك هذا؟ قلت : شيء أخذته منك وألّفته. فقال : هذا واللّه مكتوب في صحف إبراهيم وموسى» (١).

٥ ـ حديث عبداللّه بن سليمان العامري ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال :

«ما زالت الأرض إلاّ وللّه فيها الحجّة ، يعرّف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل اللّه» (٢).

٦ ـ حديث أبي بصير ، عن أحدهما [الصادقَين] عليهما‌السلام قال :

«قال : إنّ اللّه لم يَدَع الأرض بغير عالِم ، ولولا ذلك لم يُعرف الحقّ من الباطل» (٣).

٧ ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه سأله رجل فقال : لأي شيء بعث اللّه الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال :

__________________

(١) اُصول الكافي : (ج١ ص١٦٩ باب الإضطرار إلى الحجّة ح٣).

(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص١٧٨ باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ح٣).

(٣) اُصول الكافي : (ج١ ص١٧٨ باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ح٥).

٢١٠

«لئلاّ يكون للناس على اللّه حجّة من بعد الرسل ، ولئلاّ يقولوا : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولتكون حجّة اللّه عليهم ، ألا تسمع اللّه عزوجل يقول حكاية عن خزنة جهنّم وإحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللّه مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ) (١)» (٢).

٨ ـ ما في علل الفضل ، عن الإمام الرضا عليه‌السلام :

«فإن قال : فلِمَ وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والإذعان لهم بالطاعة؟

قيل : لأنّه لمّا لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملوا لمصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهرا لم يكن بدّ من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدّي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم [يوقفهم] على ما يكون به إحراز منافعهم ودفع مضارّهم ، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه منافعهم ومضارّهم ، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجيء الرسول منفعة ولا سدّ حاجة ، ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح ، وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كلّ شيء» (٣).

__________________

(١) سورة الملك : (الآيتان ٨ و ٩).

(٢) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٩ ب١ ح٣٧).

(٣) بحار الأنوار : (ج١١ ص٤٠ ب١ ح٤٠).

٢١١

الثالث : دليل العقل :

وهو يقضي ويحكم ببعثة الأنبياء ولزوم النبوّة من وجوه عديدة :

١ ـ إنّ الإجتماع مظنّة النزاع ، وإنّما تزول مفسدته بشريعة مستفادة من الإله الحكيم المدبّر للعالم دون غيره ، وتلك الشريعة لابدّ لها من رسول متميّز من بني نوعه ، فالحكمة تدعو إلى نصبه ليحول دون الفساد ، كما يستفاد هذا الإستدلال من العلاّمة الحلّي قدس‌سره (١).

٢ ـ إنّ قاعدة اللطف تقضي بإرسال النبي ليقرّب العباد إلى الطاعة ويبعّدهم عن المعصية ؛ لأنّ الغرض والحكمة في إيجاد الخلق هي المعرفة والعبادة ، وذلك يتوقّف على تعيين واسطة بين الحقّ والخلق يعلّمهم ذلك ، لإستحالة الإفاضة والإستفاضة بلا واسطة ؛ إذ لا ربط ولا نسبة بين النور والظلمة حتّى لا يحتاج إلى واسطة ، كما يستفاد الإستدلال بها من السيّد الشبّر طاب ثراه (٢).

٣ ـ إنّ عدالة اللّه تعالى تأبى أن يخلق الخلق بهذه الكثرة العظيمة والطبقات المختلفة ، ثمّ يتركهم سُدى يتيهون في ظلمات الجهل ، ودَرَكات الضلالة بدون معلّم ولا مرشد ، فالعدالة تقتضي نصب نبيٍ للهداية.

ويدرك العقل بوضوح أنّ اللّه تعالى أرشد حتّى الحيوانات إلى ما فيه خيرُها وصلاحها ، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى ، فكيف يمكن أن يترك الإنسان سدى في غواية وبلا هدى؟! وإهمال الخلق خلاف الحكمة ..

فلابدّ إذن من إرشادهم وأن يرسل لهم من يهديهم إلى الخير الأمثل والسعادة القصوى.

__________________

(١) نهج المسترشدين : (ص٥٨).

(٢) حقّ اليقين : (ج١ ص٨٤).

٢١٢

مع أنّ نظام الدين لا يستغني عمّن يعرّف الإنسان صلاح دنياه وآخرته ، وينبّهه على ما فيه خيره ، ويحذّره عمّا فيه شرّه ، ويضمن له النفع في العاجل والسلامة في الآجل ، ويبيّن له آثار أعماله من الخير والشرّ ، ويرشده في مواضع التحيّر والشكّ ويُنير قلبه بالعلم والحكمة ، ويزكّيه في مرحلة التربية والتعليم ، ويحكي له أخبار النشأة الاُولى والاُخرى ليعرف مبدأه ومنتهاه ، ويسلك به إلى طريق إطاعة اللّه وإجتناب معصيته ، ويضع له الدستور الصحيح في حياته الفرديّة والإجتماعية ، ولا يليق بهذا المنصب الجليل إلاّ من يختاره اللّه ويصطفيه ، ويعلّمه ويزكّيه ، وهم رسله وأنبياؤه.

فيقضي العقل بضرورة بعثة الرسل والأنبياء ، ولزوم متابعة النبيين للإهتداء ، لأنّ الأنبياء اُسوة وقدوة ، وهم طرق السعادة والهداية ، وسبيل النجاة في الدنيا والآخرة.

ثمّ إنّه بعد إثبات أصل النبوّة لنبدأ بدراسة نبوّة الأنبياء في بحثين :

الأوّل : مبحث النبوّة العامّة الثابتة لجميع الأنبياء الكرام من آدم إلى الخاتِم سلام اللّه عليهم.

الثاني : مبحث النبوّة الخاصّة الثابتة لنبي الإسلام وأشرف الأنام الرسول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢١٣

الأوّل :

النبوّة العامّة

يبلغ عدد الأنبياء مئة وأربعة وعشرين ألف نبي ، أرسلهم اللّه تعالى إلى خلقه في مناطق متعدّدة من الأمكنة ، وعلى فترات متفاوتة من الأزمنة.

وكانت بداية سلسلتهم الشريفة نبي اللّه آدم عليه‌السلام ، ومسك ختامهم سيّد الأنبياء وأفضل الأصفياء محمّد بن عبداللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال شيخنا الصدوق : «إعتقادنا في عددهم أنّهم مئة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، ومئة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي لكلّ نبيّ منهم وصي أوصى إليه بأمر اللّه تعالى.

ونعتقد فيهم أنّهم جاؤوا بالحقّ من عند الحقّ ، وأنّ قولهم قول اللّه تعالى ، وأمرهم أمر اللّه تعالى ، وطاعتهم طاعة اللّه تعالى ، ومعصيتهم معصية اللّه تعالى ، وأنّهم عليهم‌السلام لا ينطقون إلاّ عن اللّه تعالى وعن وحيه» (١).

والتنصيص على الأنبياء العظام ثابت بالتصريحات القطعية في الكتاب الكريم والسنّة السنيّة :

__________________

(١) إعتقادات الصدوق : (ص٩٢).

٢١٤

أوّلاً : في الكتاب الكريم :

١ ـ (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالاْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) (١).

٢ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِىَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه) (٢).

٣ ـ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (٣).

٤ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٤).

ثانياً : في السنّة السنيّة :

١ ـ حديث دارم ، عن الإمام الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«خلق اللّه عزوجل مئة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ أنا أكرمهم على اللّه ولا فخر ، وخلق اللّه عزوجل مئة ألف وصيّ وأربعة وعشرين ألف وصيّ فعليّ أكرمهم على اللّه وأفضلهم» (٥).

٢ ـ حديث أبي بصير ، عن الإمام أبي عبداللّه عليه‌السلام ؛ وكذلك الحسن بن

__________________

(١) سورة البقرة : (الآيتان ٤ و ٥).

(٢) سورة الرعد : (الآية ٣٨).

(٣) سورة النحل : (الآية ٤٣).

(٤) سورة غافر : (الآية ٧٨).

(٥) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٠ ب١ ح٢١).

٢١٥

محبوب ، عن أبي حمزة ، عن الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام قالا :

«من أحبّ أن يصافحه مئة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فلْيَزُر قبر أبي عبداللّه الحسين بن علي عليه‌السلام في النصف من شعبان ، فإنّ أرواح النبيين عليهم‌السلام يستأذنون اللّه في زيارته فيؤذن لهم ، منهم خمسة أُولو العزم من الرسل.

قلنا : من هم؟

قال : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد صلّى اللّه عليهم.

قلنا له : ما معنى اُولو العزم؟

قال : بعثوا إلى شرق الأرض وغربها ، جنّها وإنسها» (١).

٣ ـ حديث علي بن عاصم الكوفي قال : دخلت على أبي محمّد العسكري عليه‌السلام فقال لي :

«ياعلي! انظر إلى ما تحت قدميك فإنّك على بساط قد جلس عليه كثير من النبيّين والمرسلين والأئمّة الراشدين ، ثمّ قال : اُدنُ منّي ، فدنوت منه ، فمسح يده على وجهي فصرت بصيرا ، قال : فرأيت في البساط أقداما وصورا ، فقال : هذا أثر قدم آدم عليه‌السلام وموضع جلوسه ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر نوح ، وهذا أثر قيدار ، وهذا أثر مهلائيل ، وهذا أثر يارة ، وهذا أثر خنوخ ، وهذا أثر إدريس ، وهذا أثر متوشلخ ، وهذا أثر سام ، وهذا أثر أرفخشد ، وهذا أثر هود ، وهذا أثر صالح ، وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر لوط ، وهذا أثر إسماعيل ، وهذا أثر إلياس ، وهذا أثر إسحاق ، وهذا أثر يعقوب ،

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٢ ب١ ح٢٥).

٢١٦

وهذا أثر يوسف ، وهذا أثر شعيب ، وهذا أثر موسى ، وهذا أثر يوشع ابن نون ، وهذا أثر طالوت ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر سليمان ، وهذا أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال ، وهذا أثر اليسع ، وهذا أثر ذي القرنين الإسكندر ، وهذا أثر شابور بن أردشير ، وهذا أثر لؤى ، وهذا أثر كلاب ، وهذا أثر قصيّ ، وهذا أثر عدنان ، وهذا أثر عبد مناف ، وهذا أثر عبدالمطّلب ، وهذا أثر عبداللّه ، وهذا أثر سيّدنا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا أثر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهذا أثر الأوصياء من بعده إلى المهدي عليهم‌السلام لأنّه قد وطى وجلس عليه.

ثمّ قال : انظر إلى الآثار ، واعلم أنّها آثار دين اللّه ، وأنّ الشاكّ فيهم كالشاكّ في اللّه ، ومن جحد فيهم كمن جحد اللّه ، ثمّ قال : اخفض طرفك ياعلي ، فرجعت محجوبا كما كنت» (١).

٤ ـ حديث عبدالرحمن بن بكير الهجري ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام قال :

«قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أوّل وصي كان على وجه الأرض هبة اللّه بن آدم ، وما من نبي مضى إلاّ وله وصي ، كان عدد جميع الأنبياء مئة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ، خمسة منهم اُولو العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ علي بن أبي طالب كان هبة اللّه لمحمّد ، ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله ، أما إنّ محمّدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين ..» (٢).

هذا شأن معرفة الأنبياء وعددهم والإعتقاد بهم.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٣ ب١ ح٢٧).

(٢) بحار الأنوار : (ج١١ ص٤١ ب١ ح٤٣).

٢١٧

ويقع البحث في الاُمور الآتية التي تخصّ النبوّة العامّة وهي مباحث خمسة :

١ ـ اُولو العزم من الرسل.

٢ ـ عصمة الأنبياء.

٣ ـ إختيار النبي المعصوم.

٤ ـ طريق معرفة الأنبياء.

٥ ـ طبقات الأنبياء.

الأوّل : اُولو العزم من الرسل

والأنبياء اُولو العزم الكرام خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وسيّدنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم ..

وقد إمتاز هؤلاء العظام من بين الأنبياء بامتياز صاحبيّة العزم.

وقد أشار إليهم القرآن الكريم ، بقوله عزّ شأنه : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ) (١) وورد ذكرهم وبيان شأنهم وعزيمتِهم في أحاديثنا الشريفة كما يلي :

١ـ حديث أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام (٢) ، المفيدكون معنى اُولي العزم أنّ شريعتهم كانت عامّة وعزيمة لجميع أهل الأرضين ، شرقها وغربها ، جنّها وإنسها.

٢ ـ حديث الحسن بن فضّال ، عن الإمام الرضا عليه‌السلام (٣) ، المفيد كون معنى

__________________

(١) سورة الأحقاف : (الآية ٣٥).

(٢) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٢ ب١ ح٢٥).

(٣) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٤ ب١ ح٢٨).

٢١٨

اُولي العزم أنّهم كانوا أصحاب شرائع وعزائم وأنّ كلاً منهم ثبتت شريعته ومنهاجه إلى صاحب العزم الذي كان من بعده ، وأنّ شريعة الرسول الأعظم باقية إلى يوم القيامة.

٣ ـ حديث تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام (١) ، المفيد كون معنى اُولي العزم أنّهم سبقوا الأنبياء إلى الإقرار باللّه وبالنبوّة والعزم على الصبر.

٤ ـ حديث جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر عليه‌السلام (٢) ، المفيد كون معنى اُولي العزم هي العزيمة والإقرار بالنبي محمّد والأوصياء من بعده إلى الإمام المهدي عليهم‌السلام.

٥ ـ حديث ابن أبي يعفور ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام (٣) ، المستفاد منه كون اُولي العزم هم الذين دارت عليهم رحى النبوّة والرسالة ، فهم بمنزلة القطب وسائر الأنبياء هم التابعون.

ولذلك أفاد شيخنا الصدوق : انّه يلزم الإعتقاد بأنّ سادة الأنبياء خمسة ، الذين عليهم دارت الرحى ، وهم أصحاب الشرائع وهم اُولو العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين (٤).

ولا يخفى أنّه لا تنافي بين هذه المعاني الخمسة بالنسبة إلى اُولي العزم ، بل يمكن أن يكون اُولو العزم من الرسل متّصفين بجميع هذه الخصائص في نبوّتهم ، واللّه العالم.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٥ ب١ ح٣٠).

(٢) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٥ ب١ ح٣١).

(٣) اُصول الكافي : (ج١ ص١٧٥ باب طبقات الأنبياء ح٣).

(٤) إعتقادات الصدوق : (ص١٢).

٢١٩

الثاني : عصمة الأنبياء

العصمة في أصل اللغة هي : الوقاية والمنع والدفع والحفظ والحماية ، كما يستفاد من العين (١) ، والمجمع (٢) ، واللسان (٣).

وفي الإصطلاح العلمي : هي القوّة العقلية التي لا يُغلب فيها المعصوم للمعاصي مع كونه قادرا عليها ، وهي الروحية القدسية التي تمنع عن مخالفة التكليف بدون أن يكون إجبار على عدم العصيان ، بل يمتنع المعصوم بلطف اللّه عن محارم اللّه تبارك وتعالى.

وهذه الصفة الشريفة موجودة في جميع الأنبياء عليهم‌السلام قطعا .. بل هي من معتقداتنا الثابتة يقينا.

فقد قال الشيخ الصدوق : «إعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات اللّه عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كلّ دنس ، وأنّهم لا يذنبون ذنبا ، لا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون اللّه ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم.

وإعتقادنا فيهم أنّهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل» (٤).

وأفاد شيخ الإسلام المجلسي (٥) ما مضمونه : يلزم الإعتقاد بحقّانية الأنبياء

__________________

(١) العين للخليل : (ج١ ص٣١٣).

(٢) مجمع البحرين للطريحي : (مادّة ـ عصم ـ).

(٣) لسان العرب : (ج١٢ ص٤٠٣).

(٤) اعتقادات الصدوق : (ص٩٦).

(٥) في الإعتقادات : (ص٢٥).

٢٢٠