العقائد الحقّة

السيد علي الحسيني الصدر

العقائد الحقّة

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الغدير
المطبعة: سرور
الطبعة: ١
ISBN: 964-8485-25-1
الصفحات: ٦٦٧

اعتبر بهذا الحرّ والبرد كيف يتعاوران (١) العالم ويتصرّفان هذا التصرّف من الزيادة والنقصان والإعتدال لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة وما فيهما من المصالح.

ثمّ هما بَعْدُ دباغ الأبدان التي عليها بقاؤها وفيها صلاحها فإنّه لولا الحرّ والبرد وتداولهما الأبدان لفسدت وأخْوت وانتكثت (٢).

فكّر في دخول أحدهما على الآخر بهذا التدريج والترسّل ، فإنّك ترى أحدهما ينقص شيئا بعد شيء ، والآخر يزيد مثل ذلك حتّى ينتهي كلّ واحد منهما منتهاه في الزيادة والنقصان ، ولو كان دخول إحداهما على الاُخرى مفاجأة لأضرّ ذلك بالأبدان وأسقمها ، كما أنّ أحدكم لو خرج من حمّام حارّ إلى موضع البرودة لَضرّه ذلك وأسقم بدنه.

فلِمَ جعل اللّه عزوجل هذا الترسّل في الحرّ والبرد إلاّ للسلامة من ضرر المفاجأة؟ ولِمَ جرى الأمر على ما فيه السلامة من ضرّ المفاجأة لولا التدبير في ذلك؟

فإن زعم زاعم أنّ هذا الترسّل في دخول الحرّ والبرد إنّما يكون لإبطاء مسير الشمس في الإرتفاع والإنحطاط سئل عن العلّة في إبطاء مسيرة الشمس في إرتفاعها وإنحطاطها ؛ فإن اعتلّ في الإبطاء ببُعد ما بين المشرقين (٣) سئل عن العلّة في ذلك .. فلا تزال هذه المسألة ترقى معه إلى حيث رقى من هذا القول حتّى استقرّ على العمد

__________________

(١) يتعاوران بمعنى يتداولان.

(٢) أخْوَت أي جاعت ، وانتكثت بمعنى انتقضت.

(٣) أي المشرق والمغرب.

١٠١

والتدبير.

لولا الحرّ لما كانت الثمار الجاسية المُرّة تنضج فتلين وتعذب حتّى يتفكّه بها رطبة ويابسة.

ولولا البرد لما كان الزرع يفرخ هكذا ، ويريع الريع الكثير الذي يتّسع للقوت وما يرد في الأرض للبذر.

أفلا ترى ما في الحرّ والبرد من عظيم الغناء والمنفعة وكلاهما مع غنائه والمنفعة فيه يولم الأبدان ويمضّها.

وفي ذلك عبرة لمن فكّر ، ودلالة على أنّه من تدبير الحكيم في مصلحة العالم وما فيه» (١).

٢١ ـ عجائب الصنع في المعادن وما يستخرج منها :

«فكّر يامفضّل! في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجصّ والكلس (٢) ، والجبس (٣) ، والزرانيخ (٤) ، والمرتك (٥) ، والقونيا (٦) ، والزئبق (٧) ، والنحاس ، والرصاص ، والفضّة ، والذهب والزبرجد ، والياقوت ، والزمرّد ، وضروب الحجارة.

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص١١٨).

(٢) الكِلس بكسر الكاف : حجر معروف يستخدم في البناء والطلاء يسمّى بالساروج.

(٣) الجبس : حجر الجصّ الذي يبنى به.

(٤) جمع الزرنيخ ، وهو : عنصر سنجابي اللون لمّاع صلب وسمٌ معدني.

(٥) المرتك هو : اكسيد الرصاص يسمّى (مرداسنج).

(٦) وفي نسخة التوتيا وهو : معدن صلب أبيض ، ويسمّى بالخارصين وأكسيد الزنك.

(٧) الزئبق هو : الفلز المعروف السائل الكثيف اللمّاع. والمعادن الباقية معروفة.

١٠٢

وكذلك ما يخرج منها من القار ، والموميا ، والكبريت ، والنفط ، وغير ذلك ممّا يستعمله الناس في مآربهم.

فهل يخفى على ذي عقل أنّ هذه كلّها ذخائر ذخرت للإنسان في هذه الأرض ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة إليها؟

ثمّ قصرت حيلة الناس عمّا حاولوا من صنعتها على حرصهم وإجتهادهم في ذلك فإنّهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان لا محالة سيظهر ويستفيض في العالم حتّى تكثر الذهب والفضّة ويسقطا عند الناس فلا يكون لهما قيمة ويبطل الإنتفاع بهما في الشراء والبيع والمعاملات ، ولا كان يجيء السلطان الأموال ، ولا يدّخرهما أحد للأعقاب.

وقد اُعطي الناس مع هذا صنعة الشِبه (١) من النحاس ، والزجاج من الرمل ، والفضّة من الرصاص ، والذهب من الفضّة ، وأشباه ذلك ممّا لا مضرّة فيه.

فانظر كيف اُعطوا إرادتهم فيما لا ضرر فيه ، ومنعوا ذلك فيما كان ضارّا لهم لو نالوه.

ومن أوغل في المعادن انتهى إلى وادٍ عظيم يجري منصلتا بماء غزير ، لا يدرك غوره ولا حيلة في عبوره من ورائه أمثال الجبال من الفضّة.

تفكّر الآن في هذا من تدبير الخالق الحكيم ، فإنّه أراد جلّ ثناؤه أن يرى العباد قدرته وسعة خزائنه ، ليعلموا أنّه لو شاء أن يمنحهم

__________________

(١) الشبه بكسر الشين هو : النحاس الأصفر.

١٠٣

كالجبال من الفضّة لفعل ، لكن لا صلاح لهم في ذلك ، لأنّه لو كان فيكون فيها كما ذكرنا سقوط هذا الجوهر عند الناس وقلّة إنتفاعهم به.

واعتبر ذلك بأنّه قد يظهر الشيء الطريف ممّا يحدثه الناس من الأواني والأمتعة فما دام عزيزا قليلاً فهو نفيس جليل آخذ الثمن ، فإذا فشا وكثر في أيدي الناس سقط عندهم وخسّت قيمته ؛ ونفاسة الأشياء من عزّتها» (١).

٢٢ ـ عجائب الخلقة في تركيب النخلة :

«فكّر يامفضّل! في النخل فإنّه لمّا صار فيه اُناث يحتاج إلى التلقيح (٢) جعلت فيه ذكورة للقاح من غير غراس ، فصار الذكر من النخل بمنزلة الذكر من الحيوان الذي يلقّح الاُناث لتحمل وهو لا يحمل.

تأمّل خلقة الجذع (٣) كيف هو فإنّك تراه كالمنسوج نسجا من غير خيوط ممدودة كالسدي ، واُخرى معه معترضة كاللحمة كنحو ما ينسج بالأيدي ، وذلك ليشتدّ ويصلب ولا ينقصف من حمل القنوان الثقيلة ، وهزّ الرياح العواصف إذا صار نخلة ، وليتهيّأ للسقوف

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٢٨).

(٢) التلقيح في النخل يحصل في أعذاق النخيل التي هي على هيئة السنابل المغلّفة بقشرة سميكة تشبه في هيكلها السمكة ، فتُجعل سنابل من الذكور وسط سنابل الاُناث أو يجعل طحين زهر الفحل الجافّ عوض السنبلة الطريّة فيحصل التلقيح.

(٣) الجذع : ساق النخلة ، والقنوان جمع قنا ، والقنو بكسر القاف : العذق وهو من النخل كالعنقود من العنب.

١٠٤

والجسور وغير ذلك ممّا يتّخذ منه إذا صار جذعا.

وكذلك ترى الخشب مثل النسج فإنّك ترى بعضه مداخلاً بعضا طولاً وعرضا كتداخل أجزاء اللحم ، وفيه مع ذلك متانة ليصلح لما يتّخذ منه من الآلات فإنّه لو كان مستحصفا (١) كالحجارة لم يمكن أن تستعمل في السقوف وغير ذلك ممّا يستعمل فيه الخشبة كالأبواب والأسرّة والتوابيت (٢) وما أشبه ذلك.

ومن جسيم المصالح في الخشب أنّه يطفو على الماء ، فكلّ الناس يعرف هذا منه وليس كلّهم يعرف جلالة الأمر فيه.

فلولا هذه الخلّة كيف كانت هذه السفن والأظراف (٣) تحمل أمثال الجبال من الحمولة ، وأنّى كان ينال الناس هذا الوفق وخفّة المؤونة في حمل التجارات من بلد إلى بلد؟ وكانت تعظم المؤونة عليهم في حملها حتّى يلقى كثير ممّا يحتاج إليه في بعض البلدان مفقودا أصلاً أو عسرا وجوده» (٤).

٢٣ ـ عجائب الخلقة في العقاقير وما خصّ بها كلّ واحد منها من دواء في رفع داء :

«فكّر في هذه العقاقير (٥) وما خصّ بها كلّ واحد منها من العمل في

__________________

(١) المستحصف هو : الشديد المستحكم.

(٢) التوابيت جمع تابوت بمعنى الصندوق.

(٣) الأظراف جمع ظريف لعلّه جاء بمعنى الأشياء الظريفة ، أو جمع ظرف بمعنى الوعاء.

(٤) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٣٤).

(٥) العقاقير جمع عَقّار بالفتح ثمّ التشديد : ما يتداوى به من النبات والشجر في اُصول الأدوية.

١٠٥

بعض الأدواء.

فهذا يغور في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة مثل الشيطرج (١).

وهذا ينزف المرّة السوداء مثل الأفتيمون (٢).

وهذا ينفي الرياح مثل السكبينج (٣).

وهذا يحلل الأورام وأشباه هذا من أفعالها ؛ فمن جعل هذه القوى فيها إلاّ من خلقها للمنفعة؟

ومن فطم الناس بها إلاّ من جعل هذا فيها؟

ومتى كان يوقف على هذا منها بالعرض والاتّفاق كما قال قائلون؟

وهَب الإنسان فطن لهذه الأشياء بذهنه ولطيف رويته وتجاربه فالبهائم كيف فطنت لها؟ حتّى صار بعض السباع يتداوى من جراحه إن أصابته ببعض العقاقير فيبرأ ، وبعض الطير يحتقن من الحصر يصيبه بماء البحر فيسلم ، وأشباه هذا كثير.

ولعلّك تشكّك في هذا النبات النابت في الصحاري والبراري حيث لا اُنس ولا أنيس فتظنّ أنّه فضل لا حاجة إليه ، وليس كذلك بل هو طُعم لهذه الوحوش ، وحبّه علف للطير ، وعوده وأفنانه حطب فيستعمله

__________________

(١) الشيطرج : نبات ينبت غالبا في المقابر والجدران القديمة ، له ورق عريض دقيق وزهر أحمر إلى بياض يسمّى بمسواك الراعي.

(٢) الأفتيمون : نبات أحمر إلى غُبرة ذو عروق دقائق وأوراق صغار وبذره أصغر من حبّ الخشخاش يلتفّ بما يليه وهو مسهلٌ للسوداء.

(٣) السكبينج أو السكنبيج : صمغ النبات يشبه الخيار يُجلب من اصفهان.

١٠٦

الناس ، وفيه بعدُ أشياء تعالج به الأبدان ، واُخرى تدبغ به الجلود ، واُخرى تصبغ به الأمتعة ، وأشباه هذا من المصالح.

ألست تعلم أنّ أخسّ النبات وأحقره هذا البردي (١) وما أشبهها ؛ ففيها مع هذا من ضروب المنافع فقد يتّخذ من البردي القراطيس التي يحتاج إليها الملوك والسوقة ، والحُصُر التي يستعملها كلّ صنف من الناس ، وليعمل منه الغلف التي يوقى بها الأواني ، ويجعل حشوا بين الظروف في الاسفاط لكيلا تعيب وتنكسر ، وأشباه هذا من المنافع» (٢).

وهذه الآيات الجليلة التي بيّنها الإمام الصادق عليه‌السلام تنبئ بصدقٍ وتدلّ بحقّ على أنّ اللّه تعالى الذي خلقها وصنعها عليم حكيم ، أحكم وأتقن جزئياتها وكليّاتها ودقائق صنعتها وخلقتها.

وعليه فلا يمكن المساعدة مع قول الحكماء بنفي العلم بالجزئيات عن اللّه تعالى ، بناءا منهم على أنّ علم اللّه تعالى حصوليٌّ ، كما تلاحظ نقله عنهم في البحار (٣).

فانّه يردّهم العموميّة الوضعيّة المفيدة علم اللّه تعالى بكلّ شيء في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّه بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٤).

__________________

(١) البردي : نبات كالقصب ينبت في المستنقعات والشواطئ ، في اُصول سيقانه زغب ناعم كالقطن ذو حلاوة قليلة.

(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٣٥).

(٣) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٧).

(٤) سورة البقرة : (الآية ٢٣١).

١٠٧

فقد أخبر تعالى وهو الصادق المصدّق ، والحقّ المطلق ، بأنّه عالم بجميع الأشياء ، فعلمه إحاطيٌ حضوريّ ، يعلم جميع الأشياء ، كلّيها وجزئيّاتها.

كما لا يمكن أيضا قبول قول الشيخ الرئيس ابن سينا ، بإستحالة تعلّق علمه تعالى بالمفاهيم ، تمسّكا بأنّه لابدّ للمفاهيم من وجود خارجيّ أو ذهنيّ والكلّ محال كما نقله عنه في المجمع (١).

فإنّه يردّه أنّ هذه اللابدّية إنّما تكون في المخلوقين حيث يكون علمهم محدودا وعارضا عليهم ، فلا يتقوّم إلاّ بأن تكون المفاهيم موجودةً حتّى يتعلّق العلم بها بوجود خارجي أو ذهني .. لا في الخالق العليم الذي يكون علمه عين ذاته ، وعلمه بجميع الأشياء قبل حدوثها كعلمه بها بعد حدوثها ، كما يوضّحه الحديث التالي الذي رواه ثقة الإسلام الكليني بسنده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه‌السلام يقول :

«لم يزلِ اللّه عزوجل ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور.

فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع والبصر على المُبصَر والقدرة على المقدور ...» (٢).

كما لا يمكن أصلاً قبول قول الجبرية بأنّ العلم بالمعصية يصير سببا لوقوعها بدعوى عدم تخلّف المعصية عن ذلك العلم ، لأنّه لو تخلّفت لتبدّل العلم جهلاً ، كما في البيت الشعري المنسوب إلى الخيّام ..

__________________

(١) مجمع البحرين : (ص٥٢٨).

(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص١٠٧ باب صفات الذات ح١).

١٠٨

فإنّه يردّه أنّ العلم ليس علّةً أو سببا للمعلوم ، والثابت في علم اللّه تعالى هو معصية العبد لكن بإختيار نفس العبد ، وبسبب إرادته وبسوء إختياره.

فلا يكون العصيان بسبب علم اللّه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ، وإنّما يكون العصيان بإختيار نفس العبد العاصي.

فاللّه تعالى يعلم أنّ العبد سيختار المعصية ، ويعلم أيضا تبدّل عزمه من المعصية إلى الطاعة إذا انصرف عن العصيان.

فعدم عصيان العبد لا يوجب تبدّل العلم إلى الجهل ، كما توهّمه الخيّامي ؛ لأنّ اللّه الذي أحاط بكلّ شيء علما ، يعلم جميع حالات العبد ، طاعاته ومعصياته وعزماته وإنصرافاته في جميع حركاته وسكناته ، إلاّ أنّه كارهٌ لعصيان عبده ولا يحبّ السوء لعبيده ، فكيف يسبّب عصيانهم أو يجبرهم على المعصية؟!

الشرع والعقل يخالفان هذه الدعوى ويحكمان بأنّ العلم من اللّه لا يسبّب عصيان العبد ، بل أنّ عصيان العبد يكون بخيرة نفسه وإختياره.

كما يستفاد من مثل قوله تعالى : (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) (١) وقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْما فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ) (٢).

وكما تلاحظ بيانه في أحاديث نفي الجبر والتفويض مثل :

١ـ ما رواه يونس بن عبدالرحمن عن غير واحد ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهما‌السلام ، قالا :

«إنّ اللّه عزوجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ، ثمّ

__________________

(١) سورة الإسراء : (الآية ١٥).

(٢) سورة النساء : (الآية ١١١).

١٠٩

يعذّبهم عليها ، واللّه أعزّ من أن يريد أمرا فلا يكون.

قال : فسُئلا عليهما‌السلام : هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة :

قالا : نعم ، أوسع ممّا بين السماء والأرض» (١).

٢ ـ حديث المفضّل بن عمر ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام ، قال :

«لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين.

قال : قلت : وما أمر بين أمرين؟ قال : مَثَل ذلك مَثَل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لم يقبل منك فتركته ، أنت الذي أمرته بالمعصية» (٢).

٣ ـ حديث الحسن بن علي الوشّاء ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : سألته فقلت له :

«اللّه فوّض الأمر إلى العباد؟

قال : اللّه أعزّ من ذلك.

قلت : فأجبرهم على المعاصي؟

قال : اللّه أعدل وأحكم من ذلك.

ثمّ قال : قال اللّه عزوجل : يابن آدم! أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، عملتَ المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك» (٣).

فالإنسان مختار في أفعاله ، ولم يفوّض إليه الأمر تفويضا ، ولم يكن عليه مجبورا ، بل يصدر عنه إختيارا ..

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص٣٦٠ باب نفي الجبر والتفويض ح٣).

(٢) توحيد الصدوق : (ص٣٦٢ باب نفي الجبر والتفويض ح٨).

(٣) توحيد الصدوق : (ص٣٦٢ باب نفي الجبر والتفويض ح١٠).

١١٠

وهذا أمرٌ واضح نحسّه فيما نراه من المساوي التي قد يعلمها الخبير المحسن في فردٍ مسيء ، مع بُغض وكراهة ذلك الخبير لتلك المساوي ، وردعه لصاحبها ونهيه عنها ومنعه عن فعلها ..

فإنّه إذا ارتكب ذلك الفرد المسيء تلك المساوي بالرغم من نهيه وردعه ، لا يشكّ العقل والعرف أنّ المقصّر هو نفس ذلك الفرد العاصي الذي أساء العمل ، لا الخبير الناهي الذي أراد الخير ، فاختيار العاصي هو السبب للعصيان دون علم العالم به ، بل العالم منزّه عنه.

وعلى الجملة فعلم اللّه تعالى محيط بكلّ الأشياء قاطبة ، الكلّيات والجزئيات ، الظواهر والخفيّات حتّى خطرات النفس والمطويات ، وهو كمال وجمال لذاته المتعالية المقدّسة ، فهو عالم بجميع الأشياء بدون لزوم محذورٍ أو شبهة.

ولمعرفة علمه تعالى لاحظ بعد الآيات المباركات المائة التي أشرنا إلى بعضها في أوّل هذا البحث ، أحاديث حججه وبيانات معادن حكمته الأئمّة المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين.

وإليك نبذةٌ منها ،وأريجة من شذاها ، رزقنا اللّه زيادة المعرفة بنورها ، فلاحظ ما يلي :

١ ـ ما حدّث به أبو علي القصّاب ، قال : كنت عند أبي عبداللّه عليه‌السلام ، فقلت :

«الحمد للّه منتهى علمه ، فقال : لا تقل ذلك ؛ فإنّه ليس لعلمه منتهى» (١).

٢ ـ حديث هشام بن الحكم ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال :

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص١٣٤ الباب١٠ ح١).

١١١

«العلم هو من كماله» (١).

٣ ـ حديث منصور بن حازم ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام ، قال : قلت له : أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم اللّه؟

قال : فقال :

«بلى قبل أن يخلق السماوات والأرض» (٢).

٤ ـ الحديث الآخر لمنصور بن حازم ، قال : سألته ـ يعني أبا عبداللّه عليه‌السلام ـ : هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم اللّه عزوجل؟

قال :

«لا ، بل كان في علمه قبل أن ينشئ السماوات والأرض» (٣).

٥ ـ حديث جابر ، قال : قال أبو جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام :

«إنّ اللّه تباركت أسماؤه وتعالى في علوِّ كنهه أحدٌ ، توحّد بالتوحيد في توحيده ، ثمّ أجراه على خلقه ، فهو أحد ، صمد ، ملِك قدّوس ، يعبده كلّ شيء ويصمد إليه ، وفوق الذي عسينا أن نبلغ ربّنا ، وسع ربّنا كلّ شيء علما» (٤).

٦ ـ حديث الحسين بن بشّار عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام قال : سألته أيعلم اللّه الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون ، أو لا يعلم إلاّ ما يكون؟

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص١٣٤ الباب١٠ ح٣).

(٢) توحيد الصدوق : (ص١٣٥ الباب١٠ ح٥).

(٣) توحيد الصدوق : (ص١٣٥ الباب١٠ ح٦).

(٤) توحيد الصدوق : (ص١٣٦ الباب١٠ ح٧).

١١٢

فقال :

«إنّ اللّه تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء.

قال اللّه عزوجل : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) وقال لأهل النار : (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (٢) فقد علم اللّه عزوجل أنّه لو ردّهم لعادوا لما نهوا عنه ، وقال للملائكة لمّا قالوا : (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (٣) : فلم يزل اللّه عزوجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها ، فتبارك ربّنا تعالى علوّا كبيرا ، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء ، كذلك لم يزل ربّنا عليما سميعا بصيراً» (٤).

٧ ـ حديث عبداللّه بن مسكان ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه‌السلام عن اللّه تبارك وتعالى : أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان ، أم علمه عند ما خلقه وبعد ما خلقه؟

فقال :

«تعالى اللّه! بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كوّنه ، وكذلك علمه بجميع الأشياء كعلمه بالمكان» (٥).

__________________

(١) سورة الجاثية : (الآية ٢٩).

(٢) سورة الأنعام : (الآية ٢٨).

(٣) سورة البقرة : (الآية ٣٠).

(٤) توحيد الصدوق : (ص١٣٦ الباب١٠ ح٨).

(٥) توحيد الصدوق : (ص١٣٧ الباب١٠ ح٩).

١١٣

٨ ـ حديث منصور الصيقل ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال :

«إنّ اللّه علمٌ لا جهل فيه ، حياةٌ لا موت فيه ، نورٌ لا ظلمة فيه» (١).

٩ ـ حديث ابن سنان ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال :

«إنّ للّه تعالى علما خاصّا ، وعلما عامّا.

فأمّا العلم الخاصّ فالعلم الذي لم يُطْلع عليه ملائكته المقرّبين وأنبياءه المرسلين.

وأمّا علمه العام فإنّه علمه الذي اطلع عليه ملائكته المقرّبين وأنبياءه المرسلين ، وقد وقع إلينا من رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

١٠ ـ حديث عبدالأعلى ، عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال :

«علم اللّه لا يوصف منه بأين ، ولا يوصف العلم من اللّه بكيف ، ولا يفرد العلم من اللّه ، ولا يبان اللّه منه ، وليس بين اللّه وبين علمه حدٌّ» (٣).

١١ ـ حديث هارون بن عبدالملك ، قال : سئل أبو عبداللّه عليه‌السلام عن التوحيد.

«فقال : هو عزوجل مثبت موجود ، لا مبطل ولا معدود ، ولا في شيء من صفة المخلوقين ، وله عزوجل نعوت وصفات.

فالصفات له ، وأسماؤها جارية على المخلوقين مثل السميع والبصير والرؤوف والرحيم وأشباه ذلك.

والنعوت نعوت الذات لا تليق إلاّ باللّه تبارك وتعالى ، واللّه نور لا

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص١٣٧ الباب١٠ ح١١).

(٢) توحيد الصدوق : (ص١٣٨ الباب١٠ ح١٤).

(٣) توحيد الصدوق : (ص١٣٨ الباب ١٠ ح١٦).

١١٤

ظلام فيه ، وحيّ لا موت له ، وعالم لا جهل فيه ، وصمد لا مدخل فيه ، ربّنا نوري الذات حي الذات ، عالم الذات ، صمدي الذات» (١).

١٢ـ حديث أبان بن عثمان الأحمر ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : أخبرني عن اللّه تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا؟

«قال : نعم ، فقلت له : إنّ رجلاً ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول : إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة : فغضب عليه‌السلام ، ثمّ قال : من قال ذلك ودان به فهو مشرك وليس من ولايتنا على شيء ، إنّ اللّه تبارك وتعالى ذات عَلاّمة سميعة بصيرة قادرة» (٢).

١٣ ـ حديث صفوان بن يحيى ، قال : قلت لأبي الحسن ـ الكاظم ـ عليه‌السلام : أخبرني عن الإرادة من اللّه ومن المخلوق؟

قال : فقال :

«الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل.

وأمّا من اللّه عزوجل فإرادته إحداثه لا غير ذلك لأنّه لا يروّي ، ولا يهمّ ، ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفيّة عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة اللّه هي الفعل لا غير ذلك يقول له : كن ، فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّة ولا تفكّر ، ولا كيف لذلك ، كما أنّه بلا كيف» (٣).

١٤ ـ حديث هشام بن الحكم ، قال في حديث الزنديق الذي سأل أبا

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص١٤٠ الباب١١ ح٤).

(٢) توحيد الصدوق : (ص١٤٤ الباب١١ ح٨).

(٣) توحيد الصدوق : (ص١٤٧ الباب١١ ح١٧).

١١٥

عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال له : أتقول : إنّه سميع بصير؟

فقال أبو عبداللّه عليه‌السلام :

«هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنّه يسمع بنفسه أنّه شيء والنفس شيء آخر ، ولكنّي أردت عبارة عن نفسي إذ كنتُ مسؤولاً ، وإفهاما لك إذ كنتَ سائلاً ، فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ، ولكنّي أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجع في ذلك إلاّ إلى أنّه السميع البصير العالم الخبير بلا إختلاف الذّات ولا إختلاف المعنى» (١).

١٥ ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام ، قال :

«سمعته يقول : كان اللّه ولا شيء غيره ، ولم يزل عالما بما كوّن ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كوّنه» (٢).

١٦ ـ حديث أيّوب بن نوح أنّه كتب إلى أبي الحسن ـ الكاظم ـ عليه‌السلام يسأله عن اللّه عزوجل : أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكوّنها؟ أو لم يعلم ذلك حتّى خلقها وأراد خلقها وتكوينها ، فعلم ما خلق عند ما خلق وما كوّن عند ما كوّن؟ فوقّع عليه‌السلام بخطّه :

«لم يزل اللّه عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء» (٣).

__________________

(١) توحيد الصدوق : (ص١٤٤ الباب١١ ح١٠).

(٢) توحيد الصدوق : (ص١٤٥ الباب١١ ح١٢).

(٣) توحيد الصدوق : (ص١٤٥ الباب١١ ح١٣).

١١٦

١٧ ـ حديث هشام بن سالم ، قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه‌السلام فقال لي :

«أتنعت اللّه؟ فقلت : نعم. قال : هات. فقلت : هو السميع البصير. قال : هذه صفة يشترك فيها المخلوقون (١). قلت : فكيف تنعته؟

فقال : هو نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت فيه ، وعلم لا جهل فيه ، وحقّ لا باطل فيه ، فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد» (٢).

١٨ ـ حديث بكير بن أعين ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : علم اللّه ومشيّته هما مختلفان أم متّفقان؟

فقال :

«العلم ليس هو المشيّة ، ألا ترى أنّك تقول : سأفعل كذا إن شاء اللّه ، ولا تقول : سأفعل كذا إن علم اللّه ، فقولك إن شاء اللّه دليل على أنّه لم يشأ ، فإذا شاء كان الذي شاء كما شاء ، وعلم اللّه سابق للمشيّة» (٣).

١٩ ـ حديث محمّد بن مسلم قال : سألت أبا عبداللّه عليه‌السلام عن قول اللّه عزوجل : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (٤) قال : السرّ ما كتمته في نفسك ، وأخفى ما خطر ببالك ثمّ اُنسيته.

٢٠ ـ حديث عبدالرحمن بن سلمة الحريري قال سألت أبا عبداللّه عليه‌السلام عن قول اللّه عزوجل : (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاْءَعْيُنِ) (٥)؟

__________________

(١) أي من حيث المفهوم لا من حيث الحقيقة.

(٢) توحيد الصدوق : (ص١٤٦ الباب١١ ح١٤).

(٣) توحيد الصدوق : (ص١٤٦ الباب١١ ح١٦).

(٤) سورة طه : (الآية٧).

(٥) سورة غافر : (الآية ١٩).

١١٧

فقال :

«ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين» (١).

٢١ ـ حديث تفسير القمّي في قوله : (إِنَّ اللّه عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الاْءَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّه عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٢).

قال الصادق عليه‌السلام :

«هذه الخمسة أشياء لم يطّلع عليها ملك مقرّب ، ولا نبي مرسل ، وهي من صفات اللّه عزوجل» (٣).

٢٢ ـ في نهج البلاغة : من خطبة له عليه‌السلام :

«يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ، ومعاصي العباد في الخلوات ، واختلاف النينان في البحار الغامرات ، وتلاطم الماء بالرياح العاصفات» (٤).

٢٣ ـ حديث ثعلبة بن ميمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام في قوله عزوجل : (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (٥).

فقال :

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٠ الباب٢ ح٤).

(٢) سورة لقمان : (الآية ٣٤).

(٣) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٢ البا٢ ح٩).

(٤) بحار الأنوار : (ج٤ ص٩٢ الباب٢ ح٤٤) ، والنينان جمع نون وهو الحوت.

(٥) سورة المؤمنون : (الآية ٩٢).

١١٨

«الغيب : ما لم يكن ، والشهادة : ما قد كان» (١).

٢٤ ـ حديث الهروي عن الإمام الرضا عليه‌السلام ـ في خبر طويل ـ عن قوله تعالى : «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» (٢).

فقال عليه‌السلام :

«إنّه عزوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة ، لأنّه لم يزل عليما بكلّ شيء» (٣).

٢٥ ـ حديث أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليه‌السلام في قوله :

«(سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) (٤) السرّ والعلانية عنده سواء ، وقوله : (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) (٥) أي مستخف في جوف بيته.

وقال علي بن إبراهيم في قوله : (وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) (٦) يعني تحت الأرض فذلك كلّه عند اللّه عزوجل واحدٌ يعلمه» (٧).

٢٦ ـ حديث محمّد بن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام : هل كان اللّه عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟

قال :

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٤ ص٧٩ الباب٢ ح٣).

(٢) سورة هود : (الآية ٧) ، وسورة الملك : (الآية ٢).

(٣) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٠ الباب٢ ح٥).

(٤) سورة الرعد : (الآية ١٠).

(٥) نفس الآية.

(٦) نفس الآية.

(٧) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٢ الباب٢ ح٨).

١١٩

«نعم.

قلت : يراها ويسمعها؟

قال : ما كان محتاجا إلى ذلك لأنّه لم يكن يسألها ولا يطلب منها هو نفسه ونفسه هو ، قدرته نافذة فليس يحتاج إلى أن يسمّي نفسه ، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها لأنّه إذا لم يُدع باسمه لم يعرف.

فأوّل ما اختار لنفسه : العليّ العظيم لأنّه أعلى الأسماء كلّها فمعناه : اللّه ، واسمه العليّ العظيم ، هو أوّل أسمائه لأنّه عليٌّ علا كلّ شيء» (١).

٢٧ ـ حديث حفص قال : سألت أبا عبداللّه عليه‌السلام عن قول اللّه عزوجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالاْءَرْضَ) (٢)؟

قال :

«علمه» (٣).

٢٨ ـ حديث البرقي رفعه قال : قال أبو عبداللّه عليه‌السلام :

«إنّ للّه علمين : علم تعلمه ملائكته ورسله ، وعلم لا يعلمه غيره ، فما كان ممّا يعلمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه ، وما خرج من العلم الذي لا يعلم غيره فإلينا يخرج» (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٨ الباب٢ ح٢٦).

(٢) سورة البقرة : (الآية ٢٥٥).

(٣) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٩ الباب٢ ح٢٧).

(٤) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٩ الباب٢ ح٣٢).

١٢٠