تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي

تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

المؤلف:

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-61-4
الصفحات: ١٦٧

لكل من الأَئمة دوره الواضح فيها وإن تفاوتت ملامحها التطبيقية الواقعية لكلّ إمام منهم بتأثير الظروف السائدة في عصره ، وطبيعة حاجات ذلك العصر والمورات السياسية والفكرية فيه ، مما كان له أثر واضح في بروز الدور العلمي لبعض الأَئمة أكثر من الباقين ، ومن خلال إلقاء نظرة سريعة على الساحة الفكرية التي غطتها مدّة حياتهم لاستقراء طبيعة جهد كل منهم نلتقط بعض الشذرات من ملامح دورهم.

وأول ما يتجلّى ذلك في خصوصية الدور الكبير الذي أدّاه الإمام الحسن السبط الزكي عليه‌السلام (ت / ٥٠ هجرية) حيث سار على نهج أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام في حمل راية الإمامة بكلّ ما احتملته من مهام جليلة ، كان أهمها الحفاظ على مسيرة الإسلام العظيم ، وتثبيت ركائز العقيدة في فترة حالكة شهدت أحداثا جليلةً استدعت منه تلك الوقفة التي حفظت بيضة الإسلام.

فقد كانت له عليه‌السلام مواقف في الدفاع عن العقيدة تركت أثرا كبيرا في صياغة المنظور الإسلامي عموما والإمامي على وجه الخصوص ، والذي يقوم على استجلاء المعاني الواقعية للنص القراني والنبوي باستنطاقهما ، ليبوحا بما حملاه من أبعاد ذلك المنظور المتكامل المعصوم.

وأكثر ما نجد مصاديق ذلك فيما ورد عنه عليه‌السلام من المناظرات والمحاججات التي تناولت ـ بمساحة كبيرة ـ أغلب مباحث العقيدة وجوانبها ، وخصّت أصل الإمامة وإثباتها والنص عليها ، وبيان

٦١

أحقيتهم عليهم‌السلام بها(١) ، مع تعرية سائر مدعيّات السلطة ومزاعمها في شرعيّة تصدّيها لخلافة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتفنيدها.

وقد حفلت المجاميع الحديثة وكتب العقيدة عند الإمامية بالكثير من هذه النصوص الواردة عنه عليه‌السلام ، والتي شكّلت رصيدا تمثله متكلمو الإمامية فيما بعد مع ما ورد عن باقي الأئمّة عليهم‌السلام ، وأسسوا في ضوئه ركائز المنظومة الدفاعية المتكاملة لعقائد الإسلام من وجهة نظر حماته (أهل البيت عليهم‌السلام).

واستكمالاً لهذا الدور ، نجد أن الإمام الحسين السبط الشهيد عليه‌السلام (سنة / ٦١ هـ) قد بيَّن أُسس الإمامة ، ودافع عن مفاهيمها ، وضوابطها ، ورتبتها في المنظومة الإسلامية ، وموقعها الرفيع بكونها أصلاً من أصول الدين ، ولم تكن مجرّد منصب سياسي ، ولا الموقف تجاهها سياسياً ، وإنّما كانت عنده مسولية للإمام تجاه اللّه يتولاها بالنص ، ولذلك فهو حين لم يبايع يزيد الفاسق الملعون ، فلأنه يرى أنه في ظل دولة يقوم نظامها السياسي على أُسس دينية فلا تعد البيعة أو انتخاب الحاكم مجرد عمل سياسي ، وأن بيعة رجل معلن للفسق والفجور ، إنّما هي انحراف عن أصل من أصول الدين ، الأمر الذي صرّح به بعض كتّاب العامّة

__________________

(١) اُنظر للتفصيل الاحتجاج ١ : ٣٩٥ ـ ٤٢٠ ، ٢ : ١٣ ـ ٣ ، الصدوق / التوحيد : ٤٥ ، ١٨٤ ، ٢٣٠ ، ٣٠٧ ، ٣٧٨ ـ ٣٨٣ وكذلك الكليني / الكافي الأصول ، المرتضى / الشافي العلاّمة الحلّيّ / الألفين في مواضع كثيرة منها.

٦٢

أنفسهم(١).

وانطلاقا من هذا الأصل بالذات ، وهو من أهم ركائز المنهج العقائدي عند الإمامية كانت ثورته عليه‌السلام ضد الحكم الاُموي قضية ومبدأ دينياً (يتصل بالدعوة والعقيدة أكثر مما يتصل بالسياسة والحرب. ذلك أن معاوية لم يكن يدعم ملكه بالقوة فحسب ، بل بأيدلوجية تمس العقيدة في الصميم)(٢) فقد حاول الحكم الاُموي أن يرسخ نظرية في القضاء والقدر تتقاطع مع ركائز العقيدة الإسلامية ، وتناقض القرآن ، وتنسب انحرافات الحكام إلى قضاء إلهي وتمثيل بشري لإرادة السماء ، وهي قضية تمثلت في سيادة عقيدة الجبر ، وأن الخليفة ظل اللّه في الأرض ، والمنفذ لإرادته ، وهو ما عبر عنه بالتفويض الإلهي الذي بنت عليه الدولة الاُموية سياستها ، مستهينةً بكتاب اللّه عزّوجلّ ، وسنّة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى تحوّل المبدأ الإسلامي في الحاكمية السياسية إلى قيصرية وراثية لا تحدها الضوابط الدينية الروحية التي تمثل أهم ركائز الأهلية للحاكم في المنظور الإسلامي.

من هنا حاول معاوية الباغي الطليق التملّص من جنايته على الإسلام والمسلمين باختياره ولده الفاسق الملعون للسلطة من بعده تحت ذريعة القضاء والقدر من اللّه تعالى! وأنّه ـ بزعمه ـ ليس للعباد خيرة في

__________________

(١) احمد محمود صبحي : نظرية الامامة ٣٢٢.

(٢) المصدر نفسه.

٦٣

أمرهم.

وهكذا كادت أن تترسّخ نظرية التفويض الإلهي للحاكم بغض النظر عمّا إذا كانت مسيرته في طاعة اللّه أو سخطه وكأنّه قضاء حتميٌ على العباد! وهي تحولات دراماتيكية في مسيرة العقيدة الإسلامية ، كانت لها آثار مدمرة في الواقع العقائدي والسياسي فيما بعد.

وقد كانت حاجة الإسلام الملحّة في ظل تلك التطورات السياسية المتلاحقة إلى كلمة (لا) ، ولم يكن أحدٌ ليسبق سبط الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله إليها في ذلك الحين ، فكانت ثورته عليه‌السلام تصحيحا للمسيرة ، وترسيخا لمفاهيم الدعوة الإسلامية الصحيحة ، وتأسيسا لاُصول الموقف المبدئي من قضية الإمامة (الخلافة) ومعايير النظر إليها ، ودفاعا عن الحق الديني وليس الشخصي في اختصاص الإمام عليه‌السلام بالنص الإلهي بطريق النص من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم نص الأَئمة عليهم‌السلام السابق منهم على اللاحق.

وكان لاستشهاده عليه‌السلام في سبيل هذا المبدأ ثمار جليلة ، من أهمها أنّه مثل نقطة تحول في التفكير السني من حيث استنكار جمهور أهل السنّة موالاة خلفاء الجور وانتهوا إلى اعتبار الخلافة الدينية منتهية بتنازل الإمام الحسن عليه‌السلام(١).

__________________

(١) نظرية الإمامة : ٣٤٨ ، وأمّا ترضي فرقة الوهابية على يزيد الفاسق الملعون لعنة اللّه عليه ، وعدّهم له خليفة مفترىً عليه! فلا يضرّ أهل السنّة أصلاً ، لأنّ الوهابية

٦٤

ونلاحظ أن الخط الفكري لولده الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام (ت / ٩٥ هـ) قد طبع بطابع الدعاء(١) كمجال اعتمده الإمام لبثّ الدعوة الإسلامية ، فالصحيفة السجادية التي ضمّت ما ورد عنه عليه‌السلام من أدعية ، حملت الكثير من المفاهيم القرآنية ، ومحّصت الأُصول العقائدية ، وأسست لمنهج فكري ينطلق من تحقيق الصلة مع اللّه تعالى كأساس لبناء عقيدة قويّة ، تضع الإنسان على آفاق بناء النظام الإسلامي الاجتماعي والتعبدي والعقائدي الذي أَسَّس القرآن الكريم والسنّة الشريفة ركائزه الأولى(٢) ، ثمّ انطلق الخط الفكري عند الإمام الباقر محمد ابن علي بن الحسين عليه‌السلام (ت / ١١٤ هـ) من دور التوجه إلى التوسع في بث العلوم والمعارف حتى لنلاحظ أن ممارسته لإمامته أكثر ما تبرز من (كثرة روايته الأحاديث عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وعن آبائه عليهم‌السلام ، وبث العلوم والمعارف بكلّ وسيلة ، بحيث شكّل ذلك مصداقاً جليا للروايات المشهورة في تلقيب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله له بالباقر(٣) وهو وصف صار خاصا

__________________

المبتدعة ليسوا من أهل السنّة ، بل شرذمة مبتدعة مكفّرة لأهل السنّة ، مقتدية بذلك بضلالة ابن تيميّة ونصبه وبغضه لأمير المؤمنين عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام.

(١) ظ : نظرية الإمامة : ٣٥٠ ، محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق : ١٥٣. اُنظر : الصحيفة السجادية وقد طبعت عدة طبعات وتحوي ٥٤ دعاء في مختلف الاغراض.

(٢) من رواية طويلة أن جابر بن عبد اللّه الأنصاري )كان يقعد في مجلس

٦٥

به عليه‌السلام حتى لا يطلق إلاّ وينصرف الذهن إليه وحده ـ كما تعارف أهل اللغة فنجدهم في تعريفهم البَقْرُ : أنّه شقّ العلم والتوسع فيه واستنباط فروعه ، وأنّه لذلك سمي محمد ابن علي بالباقر(١) فقد أثرت عنه عليه‌السلام علوم ومعارف في شتى المجالات الفكرية الإسلامية.

قال الشيخ المفيد : (روى أبو جعفر عليه‌السلام أخبار المبتدأ ، وأخبار الأنبياء ، وكتب عنه الناس المغازي ، وأثروا عنه السنن ، واعتمدوا عليه في مناسك الحجّ التي رواها عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكتبوا عنه تفسير القرآن ، وروت عنه الخاصّة والعامّة الأخبار ، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء ، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام)(٢).

حتى قيل (لم يظهر عن أحد من أولاد الحسن والحسين عليهما‌السلام من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفتيا)(٣).

وكان عليه‌السلام إذا ما قال : (قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله) لا يُسأل عن

__________________

رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم. فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر. وكان يقول واللّه ما أهجر ولكن سمعت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ستدرك رجلاً مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول) اُنظر اُصول الكافي ١ : ٤٦٩ ، المفيد / الإرشاد : ٢٩٤. وروى قريباً منه اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.

(١) اُنظر : الأزهري / تهذيب اللغة ٩ : ١٣٦ ، وابن منظور / لسان العرب ٥ : ١٤٠ ، والفيروزآبادي / القاموس المحيط ١ : ٣٧٥.

(٢) المفيد / الإرشاد ٢ : ١٦٣.

(٣) المجلسي / بحار الأنوار ١١ : ٨٤.

٦٦

الواسطة بينه وبين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تصديقاً لقوله وإذعاناً من سامعيه بأنّه عليه‌السلام لا يقول إلاّ حقّاً وصدقاً عن آبائه الأطهار عليهم‌السلام ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد صرّح بهذا سالم بن أبي حفصة حين دخل على الإمام الصادق عليه‌السلام بعد وفاة أبيه الإمام الباقر عليه‌السلام ، فقال : (إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، ذهب واللّه من كان يقول : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلا يُسأل عمّا بينه وبين رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا واللّه لا يُرى مثله أبداً ..)(١).

ويعد تولي الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام (ت / ١٤٨ هـ) الإمامة بعد أبيه الإمام الباقر عليه‌السلام مرحلة تاريخية فاصلة وحاسمة طبعت المذهب بطابعها في جميع المجالات الفكرية ، وكان لطبيعة عصره كونه مرحلة انتقال السلطة من الاُمويين إلى العباسيين أن فسح أمامه المجال واسعا لترسيخ أُسس الفكر الإمامي ، وأن يتوسع في جهده العلمي وعطائه الفكري ، فتوزعت اهتماماته على شتى العلوم الدينية وتناولت العلوم الاُخرى كالكيمياء والفلك والرياضيات.

وقد استقل عليه‌السلام بالإمامة مدة أربعة وثلاثين سنة (١١٤ ـ ١٤٨ هـ) كانت لها أهمية كبيرة في وضوح أثره البارز في فكر الإمامية ، وتبين ذلك بوضوح تام في منهجه الفكري القائم على أساس المحافظة على العقيدة الإسلامية في وجه تيارات الإلحاد والزندقة التي سادت عصره ، وموقفه من الحِجاج والمناظرة مع أتباع الفرق الإسلامية الاُخرى(٢).

__________________

(١) الشيخ المفيد / الأمالي : ٣٥٤ / ٧ مجلس ٤٢ ، والشيخ الطوسي / الأمالي : ١٢٥ / ١٩٥ (١) مجلس (٥).

(٢) نظرية الإمامة : ٣٦٢ ، عبد اللّه فياض / تاريخ الإمامية : ١٥٠.

٦٧

وكان لمنهجه أثره الواضح في تشكيل منهج الإمامية الكلامي والتفسيري ، ويظهر أثر ذلك بوضوح من كثرة تلامذته الذين عدوا بأربعة آلاف(١). وقد نسب إليه تفسير للقرآن(٢) وجمع تلميذه (المفضل) مجالسه وأماليه التي ضمنها آراء كلامية مهمة تناولت شتى مفاهيم العقيدة. كما رويت عنه أحاديث كثيرة في جميع العلوم الإسلامية.

وصارت للإمام الصادق عليه‌السلام بسعة علمه وكثرة الآخذ عنه مدرسة ، بل جامعة إسلامية كبرى انتشرت آثارها في أرجاء العالم الإسلامي ، وشكّل اتباعها الكثير من الملامح الفكرية الإسلامية تفسيراً وفقها وكلاما.

وهواء الأَئمّة الثلاثة علي بن الحسين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق عليهم‌السلام كان لهم ـ بعد من تقدّمهم من أهل البيت عليهم‌السلام ـ ارتباطٌ وثيق وعجيب بالقرآن الكريم ، فكانوا مصداقاً واقعياً وتجسيداً حياً لقول المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله المتواتر : ( .. وإنّهما ـ أي : الكتاب والعترة ـ لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض). من هنا تصدّوا عليهم‌السلام لتفسيره ، وكشف معانيه ، وشكلوا قوام مدرسة الكوفة في تفسير القرآن.

كما أنّ تلامذة كل من الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام يمثّلون الاتجاه النصي في مدرسة الكوفة في التفسير التي كان لها أثر واضح في ظهور

__________________

(١) ظ : المفيد / الارشاد : ٢٤٩.

(٢) ظ : بروكلمان / تاريخ الأدب العربي ٤ : ٩ ـ ١١.

(٣) ظ : محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق عليه‌السلام خصوصاً الجزء الرابع منها.

٦٨

موفات عديدة في تفسير القرآن الكريم(١).

تولّى الإمامة بعد الإمام الصادق عليه‌السلام ستّة أئمّة من ولده هم تتمّة الإثني عشر الذين بشّر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم أُمّته من بعده ، وهم صلوات اللّه عليهم : ابنه موسى بن جعفر الكاظم (ت / ١٨٣ هـ) ، ثم علي بن موسى الرضا عليه‌السلام (ت / ٢٠٣ هـ) ، ثم محمد بن علي الجواد عليه‌السلام (ت / ٢١٩ هـ) ، ثم علي بن محمد الهادي عليه‌السلام (ت / ٢٥٤ هـ) ، ثم الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام (ت / ٢٦٠ هـ) ، ثم ولده الإمام الحجّة بن الحسن عليه‌السلام المولود عام ٢٥٥ هـ ، وهو عليه‌السلام الإمام الموعود المنتظر المبشَّر بظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً.

وقد قام كلُّ واحد منهم عليهم‌السلام بدوره الرسالي في حماية الإسلام وتعميق حركته في وجدان الأُمّة ، وحماية الرسالة من حالات التردّي بالوقوف في وجه التيارات الفكرية المنحرفة بما لا يتّسع الحديث عنهم عليهم‌السلام بأكثر من ذلك ، سيّما وقد تصدّت موسوعة بحار الأنوار إلى جمع ما أثر عن كلّ واحد منهم عليهم‌السلام على هذا الصعيد ، فكانت عدّة مجلدات.

إنّ في تنوّع أدوار وسيرة الأئمّة الإثني عشر ، بدءاً من أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه‌السلام وانتهاءً بالإمام الحجّة بن الحسن العسكري عجّل اللّه

__________________

(١) ظ : د. محمد حسين الصغير (مدرسة الكوفة في تفسير القرآن العظيم) بحثمنشور في مجلة المورد عدد ٣ سنة ١٩٨٨ م عدد خاص بالدراسات القرآنية ص٩٥.

٦٩

تعالى فرجه الشريف ؛ وبحسب طبيعة واختلاف المرحلة والظروف السياسية المحيطة بكلّ واحد منهم ، ما يزيل الرتابة عن تلك المسيرة المشرقة ، ويجعلها تتواصل مع مختلف المواقف والظروف نحو هدف أسمى وهمٍّ مشترك ، ذلك هو حفظ الكتاب الكريم ، وسنّة النبي المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطلب الاصلاح ، وهداية الخلق إلى الحقّ.

وسوف تتّضح لنا الفصلين الآتيين ـ إن شاء اللّه تعالى ـ ملامح الدور الكبير الذي مارسه الأَئمّة عليهم‌السلام في تفسير القرآن وبيان أصول العقيدة انطلاقاً منه ، ومن ثمّ تأسيس أصول المنهج الإمامي في فهم النص القرآني.

٧٠

الفصل الثاني

ضوابط التعامل مع النص القرآني

عند الأئمّة عليهم‌السلام

من خلال متابعة تصدي الأَئمة عليهم‌السلام لتفسير النص ، وتجلية معانيه ، وبيان مفاهيمه ، وفكّ أسرار متشابهه ، كونهم الراسخين في العلم ، الكاشفين عن النص ، المستنطقين له ـ كما هو مدلول الروايات ـ من خلال ذلك كله نجدهم عليه‌السلام يضعون جملة من الضوابط المهمة تُوَّسُ عليها أصول النظر إلى النص القرآني ، ثم محاولة فهمه وتفسير نصوصه.

ولما كانوا عليهم‌السلام عِدلَ القرآن ، والناطقين عنه ، والمتلقين علمه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو بالإلهام ، فإنّهم إنّما يفهمون النص ويكشفون عن معناه بتلك الهبة القدسية ، وهم ممن يوسون ويولون منهجَ فهمه ، فإنّ هدفهم من ذلك هو :

أوّلاً : تأكيد مواكبة النص للعقل في حركته ، وتصاعده معه في ترقياته.

ثانياً : الكشف عن السبل والدلالات التي يرسمها القرآن في إضاءة

٧١

الطريق والنهوض بمهمة البيان.

ثالثاً : تسهيل ولوج هذا الطريق وصولاً إلى تحقيق الهدف من النزول ، لأنّ الخطاب وإن كان المخاطَب به ، والمسؤول عن تبيينه هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن يقوم ـ بأمره ـ مقامه ؛ إلاّ إنّه يجب على الأُمّة تدبّره ، فهو عام من جهة إلزام الأُمّة به ، ولا يختصّ سبب نزوله بمورده ، أمّا اختلاف الناس في مراتبههم تجاهه ، فسبب :

١ ـ اختلافهم في الطرق الحاكية للتبيين النبوي ، مع توسعة العامة دائرة الحجيّة لتشمل أقوال من ليس بمعصوم.

٢ ـ تفاوتهم في القدرة على فهم النص القرآني.

٣ ـ اختلافهم في الزاوية التي يسقطون منها نظرهم إلى النص.

٤ ـ اختلاف وسائلهم المستعملة في فك مغاليقه.

رابعاً : الاختلاف في الغاية التي تكون منطلقاً في تصديهم لمحاولة فهمه وكشف دلالاته ، إذ كثيرا ما تكون تلك الغاية محركاً إلى النظرة الموضوعية للنص بعيداً عن التعصب والتأويل المتعسف مثلما يمكن أن تكون تلك الغاية أيضاً سبباً في تحميل النص ما لا يحتمله ، وجرّه إلى ما لا صلة له به ، أو مط المفاهيم ، وتفكيك السياقات ، والوحدة الموضوعية في النص ، لفتح ثغرات تلغى من خلالها المفاهيم الخاصة بالمتصدي للفهم ، وبالتالي يوي ذلك كلّه إلى إضعاف نسيج النص ، بما يخرج فهم المتصدّي عن إيقاع مسيرة النص ، ومن ثمّ مسيرة العقل ، والوصول به إلى المنطقة الآمنة التي تتجمّع عندها الإمكانات التي يحملها النص في القدرة

٧٢

على تغيير الواقع ، ورسم ملامح المسيرة الإنسانية.

كان هذا كلّه هو المحور الذي دارت حوله الضوابط التي رسخّها الأَئمّة للمتصدّي لتكون دلالات وعلامات في مسيرة حركة النصّ ، ومن ثمّ مسيرة المفسّر والمستفهم ، ولتمثّل عوامل تمنع الخروج عن حدود الطريق الذي يرسمه النصّ القرآني أوّلاً ، ثمّ هي مانعة من تخلّف الفهم في مسيرته ، بعيداً عن النص وحركته ثانياً ، إذ تبث فيه ديناميكية وطاقة دافعة دائماً إلى محاولة اللحاق بالنص ، لاستكناه كوامنه ، واستكشاف وتدبّر مفاهيمه ، ومن ثمّ انعكاس هذه الفعالية في تلمس ما في النص من القدرة ، ليس على مسايرة الزمن حسب ، وإنّما سبق كل حدود متصورة للبعد الزمني الذي هو فيه ، وإحاطته بأيّة أبعاد للتطور يمكن أن يتوافر عليها ذلك الزمن المعين ، بل تور هيمنة النص واحتوائه لكل خط نهاية متصور يمكن أن يقف عنده العقل البشري وقدرته المزوّد بها. فللنص القدرة على الانطلاق بعيدا عن كل خط نهاية ، لأنّه تبيان لكلّ شيء ، ولأنّ علاقته مع الزمن هي علاقة البعد المفتوح.

وهذا الاحتواء والإحاطة عجز العقل البشري حتى اليوم عن استكمال ولو تصور جوانبه واستبيان احتمالاته وإمكاناته فضلاً عن مسايرته ، ومن ثم فسيبقى العقل البشري المحدود متخلفاً عن الوصول إلى استكناه وتفصيل كل مايحمله النص من (تكثيف) دلالات وتركيز مفاهيم ، ما لم يستهد بهذه الضوابط التي تزوده بآليات وضعها العقل المعصوم الذي خصّ بالقدرة على استنطاق النص ، وبدونها فإنّ ذلك العقل

٧٣

المحدود سيعجز عن مجرد القدرة على الارتقاء إلى مستوى التدبر المثمر المندوب إليه في النص وهو أقصى ما يستطيعه ـ وسنقف عند هذا التفاوت بينهما في قضية الظاهر والباطن في النص ـ بما يستلزم من المحدود التبعية للمعصوم والاستهداء به في ما يوسه من أصول النظر إلى النص ، وهذا ما سيجعلنا نخوض عميقا في الروايات الواردة عن الأَئمة من أهل البيت عليهم‌السلام في تأسيس الضوابط والآليات لفهم النص من بيانهم لها مباشرة كضوابط ، أو بانتزاعها من تطبيقهم لها عند تفسيرهم للنص ، أو عند اقتباسهم النص في مجال الاستدلال به للكشف عن ملحظ عقيدي ، أو تفصيل أصل من أصول الدين ، وبما أن البحث بإزاء تحديد هذه الضوابط بدقة يتحكم بها الإطار البياني المروي عن المعصوم ، سنبتعد عن التنظير والاجتهاد الخاص على الأصل ، ونكتفي ـ قدر الامكان ـ بتلقي انعكاساته التي تبرق في الذهن مع محدودية القدرة الشخصية للتعبير عنها أو في تلقّيها. وهذه الضوابط يمكن إجمالها بالآتي :

أوّلاً ـ تعيين حدود النظر إلى النص وقيمته الذاتية :

ويقوم ذلك على تصور الطاقات المفتوحة للنص ، والإحاطة بطبيعة ما يحمله من خصائص كامنة وظاهرة لا يمكن ـ في حدود زمن معين ـ تصورها تفصيلياً ، لأن ذلك أمرٌ يكشف عنه في ضوء تراكم فاعلية العقل البشري وإمكاناته الموضوعية إزاء النص ، وإن كان تصور ذلك ممكناً في إطار الاستضاءة بما يُعرّف النص به نفسه كونه (تِبْيَانا لِكُلِّ

٧٤

شَيْءٍ)(١).

وهذا ما شدّد أهل البيت عليهم‌السلام الإشارة إليه ، ورسموا لسبيل التفسير دلالة مهمة يجب أن لا تتخطّى هذه الحقيقة وهو مانلمسه جليا من بعض الروايات المنقولة عنهم عليهم‌السلام.

من ذلك ما رواه عمر بن قيس الماصر ، عن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : (إنّ اللّه لم يدعْ شيئاً تحتاج إليه الأُمّة إلى يوم القيامة إلاّ أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعل لكلّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه)(٢).

وعن سليمان بن هارون قال : (سمعت أبا عبد اللّه عليه‌السلام يقول : ما خلق اللّه حلالاً ولا حراماً إلاّ وله حدٌّ كحدّ الدار ، فما كان من الطريق فهو من الطريق ، وما كان من الدار فهو من الدار حتّى أرش الخدش ممّا سواه ، والجلدة ونصف الجلدة)(٣).

وعن سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : (قلت له : أكلّ شيء في كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو تقولون فيه؟ قال : بل كلّ شيء في كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله)(٤).

__________________

(١) سورة النحل : ١٦ / ٨٩.

(٢) الصفّار / بصائر الدرجات : ٢٥ / ٣ و ٤ باب ٣ ، والكليني / أصول الكافي ١ : ٥٩ / ٢ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم ، وفروع الكافي له أيضاً ٧ : ١٧٥ ـ ١٧٦ / ١١ باب التحديد من كتاب الحدود ، والعيّاشي / تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٣.

(٣) أصول الكافي ١ : ٥٩ / ٣ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم.

(٤) أصول الكافي ١ : ٦٢ / ١٠ من الباب السابق.

٧٥

ويستنتج من هذا أنّ عدم وقوف المتصدّي لعملية التفسير على جملة من الموضوعات والأحداث والمعارف والعقائد في الكتاب الكريم أو السنّة المطهّرة ، لا يعني أبداً خلوّهما عن ذلك بقدر ما يعنيه قصور فهم المتصدّي وقلّة بضاعته وضعف استعداده لعملية استنباط ذلك منهما ؛ لأنّ في الكتاب العزيز خصوصاً والسنّة الشريفة عموماً إشارات وتنبيهات وتلويحات كثيرة لم يهتدِ إليها إلاّ أهل البيت عليهم‌السلام في تشخيص معارف الدين وعقائده التي لم يصل كثير منها إلى أيدي الناس ، لأنّ اكتناه رموز الكتاب ، ومعرفة إشاراته وتلويحاته ، والعلم بأسراره وظواهره وبواطنه والإحاطة التامة بالسنّة النبوية ، والوقوف على جميع تفاصيلها إنّما هو من خصائص العترة عليهم‌السلام التي لا يشاركهم فيها أحد بمقتضى اصطفائهم الثابت قرآناً وسنّة.

ويكوّد أهل البيت عليهم‌السلام مصدرية القرآن للتأصيل في تحديد دقيق لوجه الحقّ بين كلّ مختلفين فيه بإرجاعهما إلى واقع ما عليه القرآن في تأصيله الأُصول وأُمّهات المسائل وإن لم يخض في التفصيل والتفريع في كلّ شونها.

روى المعلى بن خنيس ، قال : (قال أبو عبد اللّه عليه‌السلام : ما من أمر يختلف فيه إثنان إلاّ وله أصل في كتاب اللّه عزّوجلّ ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال)(١).

وروى حمّاد ، عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام قال : (سمعته يقول : ما من شيء إلاّ

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٦٠ / ٦ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم.

٧٦

وفيه كتاب أو سنّة)(١).

ومهمة التفريع وانتزاع الجزئيات تبقى مهمة الفهم المتصدّي الذي يتفاوت كما أسلفنا ، ونجده في أعلى حدوده وإمكاناته يتمثّل عند الأَئمّة عليهم‌السلام في ما يصوّره أهل البيت عليهم‌السلام بأقوالهم.

ففي الصحيح عن عبد الأعلى بن أعين الثقة قال : (سمعت أبا عبد اللّه عليه‌السلام يقول : قد ولدني رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا أعلم كتاب اللّه ، وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنّة وخبر النار ، وخبر ما كان وما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفّي ، إنّ اللّه يقول : فيه تبيان كلّ شيء)(٢).

وقال عليه‌السلام أيضاً : (إنّي أعلم ما في السموات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال : علمت ذلك من كتاب اللّه عزّوجلّ ، أن اللّه يقول (تِبْيَانا لِكُلِّ شَيْءٍ)(٣))(٤).

وقال عليه‌السلام لإسماعيل بن جابر : (كتاب اللّه فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه)(٥).

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٥٩ / ٤ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم.

(٢) أصول الكافي ١ : ٦١ / ٨ من الباب السابق.

(٣) سورة النحل : ١٦ / ٨٩.

(٤) أصول الكافي ١ : ٢٦١ / ٢ باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفى عليهم الشيء صلوات اللّه عليهم من كتاب الحجّة.

(٥) أصول الكافي ١ : ٦١ / ٩ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة وأنّه ليس شيء من الحلال

٧٧

وكان الإمام الباقر عليه‌السلام يقول لأصحابه : (إذا حدّثتكم بشيء فاسألوني من كتاب اللّه ..)(١) ، وهذا هو قول الواثق بعلمه ، العارف بالقرآن الكريم حقّ معرفته ، وهو نظير قول أمير المؤمنين عليه‌السلام المتواتر : (سلوني قبل أن تفقدوني ..) الذي لم يقله أحد من الصحابة قطّ غير أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو ما صرح به ابن عبد البرّ القرطبي المالكي في الاستيعاب عن جماعة من الرواة والمحدّثين ، وكذلك ابن شبرمة القاضي المشهور ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى(٢) ، وقد تواتر ذلك عن أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ رواه ثلاثة من ولده الأطهار عليهم‌السلام ، وهم :

الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام(٣) ، والإمام أبو جعفر محمد ابن علي الباقر عليه‌السلام(٤) ، والإمام أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام(٥).

__________________

والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلاّ وقد جاء فيه كتاب أو سنّة من كتاب فضل العلم.

(١) أصول الكافي ١ : ٦٠ / ٥ من الباب السابق.

(٢) اُنظر : ابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ٢ : ٢٨٦ ، والقاضي النعمان / شرح الأخبار ٢ : ٣١١.

(٣) الصفّار / بصائر الدرجات : ٣١٧ / ٦ باب ١٣ ، والعيّاشي / تفسير العيّاشي ٢ : ٢٨٢ / ٢٢ ، والصدوق / التوحيد : ٣٠٥ / ١ باب (٤٣).

(٤) الصدوق / التوحيد : ٩٢ / ٦ باب ٤ ، والشريف الرضي / خصائص الأئمّة : ٦٢ ، والطبرسي / مجمع البيان ١٠ : ٤٨٩ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ٢ : ٢٨٦.

(٥) الشيخ المفيد / الاختصاص : ٢٤٨ ، والشيخ حسن بن سليمان الحلّي / مختصر بصائر الدرجات : ١٩٨.

٧٨

كما رواه جماعة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهم :

أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني الصحابي(١) ، وأبو المعتمر(٢) ، والأصبغ بن نباتة(٣) ، وجارية بن قدامة السعدي(٤) ، وزر بن حبيش(٥) ، وسليم بن قيس الهلالي(٦) ، وعباية بن ربعي الأسدي(٧) ، وعباية بن رفاعة(٨) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى(٩) ، وعطاء بن ربعي(١٠) ، وعدي بن

__________________

(١) الحاكم النيسابوري / المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٥٢ وصحّحه ، وابن عساكر / تاريخ مدينة دمشق ١٧ : ٣٣٥ ، و ٤٢ : ٣٩٧.

(٢) أخرجه ابن النجّار كما في كنز العمّال للمتّقي الهندي الحنفي ١٣ : ١٦٥ / ٣٦٥٠٢.

(٣) الصفّار / بصائر الدرجات ٢ : ٣١٩ / ١٣ باب ١٣ ، والصدوق / الأمالي : ١٩٦ / ٢٠٧ (١) مجلس (٢٨) ، و : ٤٢٢ / ٥٦٠ (١) مجلس (٥٥) ، والشيخ المفيد / الإرشاد ١ : ٣٣ ، والاختصاص ٢ : ٢٣٥ و ٢٧٩ ، والطبرسي / الاحتجاج ١ : ١٨٤ ، والسيّد ابن طاوس / اليقين : ٤٨٩ ، والفتّال النيسابوري / روضة الواعظين : ١١٨.

(٤) رواه ابن النجّار كما في كنز العمّال للمتّقي الهندي الحنفي ١٣ : ١٦٥ / ٣٦٥٠٢.

(٥) ابن شهرآشوب / مناقب آل أبي طالب ١ : ٣١٧.

(٦) فرات الكوفي / تفسير فرات الكوفي : ٦٧ ـ ٦٨ / ٣٨ ، ورواه سليم في كتابه المعروف بـ كتاب سُليم : ٣٣١.

(٧) بصائر الدرجات : ٢٨٦ / ١ باب ٢ ، و : ٢٨٨ / ١٤ باب (٢) ، والشيخ الطوسي / الأمالي : ٥٨ / ٨٥ (٥٤) مجلس (٢) ، وابن حمزة الطوسي / الثاقب في المناقب : ١٢١ / ١١٥ (٤).

(٨) مناقب آل أبي طالب ١ : ٣١٧.

(٩) الثقفي / الغارات ١ : ٧.

(١٠) بصائر الدرجات : ٢٨٧ / ١٠ باب ٢.

٧٩

حاتم الطائي(١) ، وعلقمة بن قيس(٢) ، وعُمير بن عبد اللّه(٣) ، وكميل بن زياد النخعي(٤) ، ومسلم بن أوس(٥) ، والنزّال بن سبرة(٦) ، ويحيى بن أُمّ الطويل(٧).

وعن علي بن النعمان أنّ رجلاً دخل على الصادق عليه‌السلام وسأله عن قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : (سلوني قبل أن تفقدوني ..) فقال عليه‌السلام : (فإنّ هذا حقّ)(٨).

وقال ابن أبي الحكم : (سمعت مشيختنا وعلماءنا يقولون : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال في خطبته : سلوني قبل أن تفقدوني ..)(٩).

ورواه مرسلاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : ابن شبرمة القاضي(١٠) ،

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٣١٧.

(٢) المصدر نفسه ١ : ٣١٧.

(٣) ابن عساكر / تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٠٠.

(٤) الإسكافي المعتزلي / المعيار والموازنة : ٨٢.

(٥) أخرجه ابن النجّار كما في كنز العمّال للمتّقي الهندي الحنفي ١٣ : ١٦٥ / ٣٦٥٠٢.

(٦) القطب الراوندي / الخرائج والجرائح ٣ : ١٣٣٣ / ٥٣ ، والشيخ حسن بن سليمان الحلّي / مختصر بصائر الدرجات : ٣٠.

(٧)مناقب آل أبي طالب ١ : ٣١٧.

(٨) بصائر الدرجات : ٣١٦ / ١ باب ١٣.

(٩) الشيخ المفيد / الإرشاد ١ : ٣٣٠ ، ومناقب آل أبي طالب ٢ : ١٠٥.

(١٠) القاضي النعمان / شرح الأخبار ٢ : ٣١١.

٨٠