تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي

تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

المؤلف:

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-61-4
الصفحات: ١٦٧

فمن ذلك مثلاً ما في باب الجدل في ذات اللّه عزّوجلّ ، ما رواه عبد الرحيم القصير ، قال : (سألت أبا عبد اللّه عليه‌السلام عن شيء من الصفة؟ فقال : فرفع يديه إلى السماء ثمّ قال : تعالى اللّه الجبّار ، إنّه من تعالى ما ثمّ هلك ، يقولها مرّتين)(١).

وأخرجه الشيخ الصدوق في التوحيد عن عبد الرحيم القصير ، بلفظ : (سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن شيء من التوحيد ...) وذكر مثله(٢).

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : (دعوا التفكر في اللّه ، فإن التفكر في اللّه لا يزيد إلاّ تيها ، لأنّ اللّه تبارك وتعالى لا تدركه الأبصار ، ولا تبلغه الأخبار)(٣).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة ، زالت الجبال ولم يزل)(٤).

__________________

(١) البرقي / المحاسن ١ : ٢٣٧ / ٢٠٧ باب جوامع من التوحيد ، وفيه عدّة أحاديث أخرى في هذا المعنى.

(٢) التوحيد : ٤٥٦ / ٨ باب ٦٧.

(٣) التوحيد : ٤٥٦ / ١٣ باب ٦٧.

(٤) الشيخ المفيد / تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٢ ، والنعماني / كتاب الغيبة : ٢٢ ، والطبري محمد بن علي / بشارة المصطفى لشيعة المرتضى : ٢٦٠ مسنداً إلى الحلبي ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقال في آخره : (وهذا الخبر مروي عن الصادق ، عن أمير المؤمنين عليهما‌السلام) ، والفتّال النيسابوري / روضة الواعظين : ٢٢ ، والشيخ حسن بن سليمان الحلّي / المحتضر : ٣ و ٧ ، ونسبه ثقة الإسلام الكليني في

١٦١

وفي ديباجة الكافي الشريف : (وقد قال العالم عليه‌السلام : من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه ونفعه إيمانه ، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه)(١).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : (إيّاكم والتقليد ، فإنّ من قلّد في دينه هلك)(٢).

وعنه عليه‌السلام أيضا أن أحد أصحابه قال له : (جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام وتقول : ويل لأصحاب الكلام ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق وهذا لا ينساق ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله؟ فقال أبو عبد اللّه عليه‌السلام : إنّما قلت : فويلٌ لهم إن تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون)(٣).

وفي باب نهي غير المولين عن الخوض في الجدل أنّه عليه‌السلام نهى رجلاً عن الكلام وأمر آخر به. فقال له بعض أصحابه : (جعلت فداك نهيت فلانا عن الكلام ، وأمرت هذا به؟ فقال عليه‌السلام : هذا أبصر بالحجج ، وأرفق

__________________

أصول الكافي ١ : ٧ من المقدّمة إلى العالِم عليه‌السلام ، ونسبه العلاّمة الحلّي في الرسالة السعدية : ٢٢ إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه‌السلام.

(١) الكليني / أصول الكافي ١ : ٧ من المقدمة.

(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٢ ، والطبعة القديمة : ٢١٩.

(٣) أصول الكافي ١ : ١٧١ / ٤ باب الاضطرار إلى الحجّة من كتاب الحجّة ، وتصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٠ ، والطبعة القديمة : ٢١٨ ، والإرشاد ٢ : ١٩٤ ، والاحتجاج ٢ : ١٢٣ ، والطبرسي / إعلام الورى بأعلام الهدى ١ : ٥٣٠ ، والإربلي / كشف الغمّة ٢ : ٣٨٨ ، والشيخ حسن بن سليمان الحلّي / المحتضر : ٩.

١٦٢

منه)(١).

وفي رواية أُخرى أنّه دعا جماعة من أصحابه فتكلموا في حضرته ، ثم تكلم هشام بعدهم ، فأثنى عليه ومدحه ، وقال له : مثلك من يكلّم الناس)(٢).

ثالثا ـ تبليغ العقيدة وبيان تفاصيلها :

يتأكّد هذا الأمر عند الأَئمة عليهم‌السلام ، وتتبيّن تطبيقاته بوضوح في طول مراحل حياتهم عليهم‌السلام ابتداء بالإمام عليّ حتّى آخرهم سلام اللّه عليهم أجمعين فيما تجده مرويّا عنهم من آلاف الروايات الواردة في المدونات السابقة الذكر وغيرها مما كان هدفه تجسيد ملامح العقيدة بأصولها كافّة ، حتّى لم يفلت موضوعٌ أو جزئية تشكّل ملمحا من ملامح العقيدة إلاّ وبينوا الفهم الصحيح له ، وأصّلوا جذوره القرآنية ، وفصّلوا ما يتفرّع فيه من الكلام ، حتّى شكّل ذلك منظومة كلامية لا نجد لها مثيلاً عند أية فرقةٍ من الفرق الكلامية باستحضار خصوصية دور الأَئمة عليهم‌السلام في أصول مذهب الإمامية ، وطبيعة خصوصيتهم الدينية والعلمية.

والرجوع إلى المظان السابق ذكرها يود هذا القول ، ويكشف عن الملامح التطبيقية لهذا الأمر. وقد تصدّى هذا البحث لإيراد الكثير

__________________

(١) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٠ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.

(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٠ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.

١٦٣

من المرويات عنهم عليهم‌السلام منها ما سبق ذكره وإن ترك الكثير منها لمقتضيات الضبط والاختصار ، خصوصا وأنّ تلك المدونات الكبرى قد أغنتنا عن الخوض في تفاصيلها فيحسن الرجوع إليها لمعرفة دور أهل البيت عليهم‌السلام في تبليغ عقيدة الإسلام بعد بيانها للأُمّة بكلّ دقّة وتفصيل.

وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين

وصلّى اللّه على نبيّنا محمد

وآله الطيبين الطاهرين

١٦٤

المحتويات

مقدمة المركز................................................................. ٥

مقدمة المؤلف................................................................. ٧

تمهيد / المنهج في اللغة والاصطلاح............................................. ١٣

أوّلاً : المنهج في اللغة......................................................... ١٣

ثانياً : المنهج في الاصطلاح................................................... ١٤

لمحة تاريخية في بدايات ونشأة التشيّع........................................... ١٩

الأول : نشوو في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله............................................. ٢٢

الثاني : نشوؤه بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله............................................ ٢٣

توطئة لفصول البحث........................................................ ٣١

الفصل الأول

المسلك المنهجي عند أهل البيت عليهم‌السلام......................................... ٣٣

١٦٥

المبحث الأول : أهليّة التأسيس................................................ ٣٣

طريق علم الأَئمة عليهم‌السلام.................................................... ٤٣

المبحث الثاني : جهود الأئمّة عليهم‌السلام في خدمة القرآن والعقيدة..................... ٤٧

الفصل الثاني

ضوابط التعامل مع النص القرآني عند الأئمّة عليهم‌السلام.............................. ٧١

أوّلاً : تعيين حدود النظر إلى النص وقيمته الذاتية............................... ٧٤

ثانياً : مرجعية النص ومركزيته وحاكميته...................................... ٨٣

ثالثاً : مرجعية النص لنفسه................................................... ٨٧

رابعاً : الموقف من المحكم والمتشابه............................................. ٩٠

المرجعية الأولى : المحكم.................................................... ٩١

المرجعية الثانية : الراسخون................................................ ٩٧

خامساً : إدراك خصوصية تضمن النص للظاهر والباطن........................ ١٠١

سادساً : استبعاد التفسير بالرأي والهوى عن ساحة فهم النص................... ١٠٦

الصورة الأولى : التكلم في القرآن بالرأي..................................... ١٠٩

الصورة الثانية : تفسير القرآن بغير علم....................................... ١١١

الصورة الثالثة : ضرب القرآن بعضه ببعض................................... ١١٣

سابعاً : تجرد النص عن قيود الزمان والمكان والمحدودية......................... ١١٧

الأول : المستوى النزولي المقيد............................................ ١١٧

الثاني : المستوى المفتوح.................................................. ١١٨

١٦٦

ثامناً : التأويل المنسجم مع الضرورات العقلية الشرعية....................... ١٢٦

تاسعاً : التحذير من المناهج القاصرة عن فهم النص القرآني................... ١٢٧

الفصل الثالث

نماذج تطبيقية لمنهج الأَئمة عليهم‌السلام في توضيح النص القرآني...................... ١٢٩

المبحث الأول : أنواع التفسير عند الأئمّة عليهم‌السلام............................... ١٣٠

أولاً : منهج تفسير القرآن بالقرآن........................................... ١٣٠

١ ـ تفسير الآية بالآية.................................................. ١٣١

٢ ـ التفسير بالسياق................................................... ١٣٦

ثانياً : منهج التفسير بالجري (الانطباق ، المصداق)............................ ١٤٢

المبحث الثاني : تأصيل الأئمّة عليهم‌السلام لأصول العقيدة انطلاقاً من النص القرآني..... ١٥٢

أوّلاً : البيان والكشف................................................... ١٥٣

ثانيا : الإثبات والبرهنة.................................................. ١٥٨

ثالثا : تبليغ العقيدة وبيان تفاصيلها........................................ ١٦٣

المحتويات.................................................................. ١٦٥

١٦٧