تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي

تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني

المؤلف:

الدكتور ستار جبر حمّود الأعرجي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-61-4
الصفحات: ١٦٧

وهو على صورة البشر؟! أما تستحون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء ، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر؟!

قال أبو قرة : فإنّه يقول : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (١).

فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى ، حيث قال : (مَا كَذَبَ الْفُوادُ مَا رَأَى)(٢) يقول : ما كذب فود محمد ما رأت عيناه ، ثم أخبر بما رأى ، فقال : (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)(٣) ، فآيات الله غير الله ، وقد قال الله : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(٤) ، فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة.

فقال أبو قرة : فتكذب بالروايات؟

فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها ، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء؟)(٥).

__________________

(١) سورة النجم : ٥٣ / ١٣.

(٢) سورة النجم : ٥٣ / ١١.

(٣)سورة النجم : ٥٣ / ١٨.

(٤) سورة طه : ٢٠ / ١١٠.

(٥) أصول الكافي ١ : ٩٥ ـ ٩٦ / ٢ باب في إبطال الرؤية من كتاب التوحيد ، والصدوق / التوحيد : ١١٠ ـ ١١١ / ٩ باب ٨ ، والسيّد المرتضى / الأمالي : ١٠٣ ـ ١٠٤ مجلس (١٠) ، والطبرسي / الاحتجاج ٢ : ١٨٤ ـ ١٨٥ ، والفتّال النيسابوري / روضة الواعظين : ٣٣ ـ ٣٤.

١٤١

وينبغي هنا التذكير بأمرين :

أحدهما : إنّ السياق إنّما يعتبر به إذا لم يرد في مورده نصّ ، وهذا ما أشار إليه الزركشي في كلامه السابق بقوله : إذا لم يرد فيه النقل عن السلف.

والثاني : إنّما يؤخذ بالسياق فيما إذا كانت السورة أو الآيات تعدّ مقطعاً واحداً من الكلام ، وكان نزولها جملةً واحدة ، فحينئذٍ يكون بعضه قرينةً لفهم البعض الآخر بمقتضى السّياق ، فلو علم أنّ بعض الآيات نزل في قضيّةٍ معينّة لا علاقة لها بما قبلها وما بعدها ، ففي مثله لا يتحكّم السّياق ولا يؤخذ به ألبتة.

ثانياً ـ منهج التفسير بالجري «الانطباق ، المصداق» :

ربما يكون هذا المنهج مما انفرد به أئمة أهل البيت عليهم‌السلام فوضعوا أُسسه الخاصة بهم في تبيين وتوضيح النص ، ولهذا التفسير خصوصية علمية ذات بعد مرتبط بالقدرة على استنطاق باطن النص ، وكشف معانيه كشفاً يزيل عنها كلّ حجب وحدود ظاهر الألفاظ وقيودها ، لينطلق إلى باطن الآية ، وقدرتها على الشمولية ، وكسر قيود الزمان والمكان ، والقدرة على الانطباق على معان متجددة تمثل مصاديق يشملها النص.

والملاحظ هنا أنّ كثيرا من الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام في

١٤٢

تفسير النص القرآني هي من قبيل بيان المصداق وتحقق جريان معاني الآيات ودلالاتها عليه ، وإن اختلف هذا المصداق ، من حيث درجة الظهور والخفاء.

هذا المنهج التفسيري يتحرّر من الارتباط بعامل الزمن وأثره في فهم النص الذي يتمثّل في سبب النزول كقضية يستفاد منها للوقوف من خلالها على المعنى الذي يتضمنه النص القرآني باعتبار معرفة سبب النزول (طريقا قويا في فهم معاني الكتاب العزيز ، والاستعانة بسبب النزول لدفع توهم الحصر)(١) فالحوادث والحاجات التي تمثل سببا للنزول في كثير من آيات القرآن الكريم أهميتها هنا لا تنسحب إلى أكثر من معرفة الآية وما فيها من معنى ودلالات ، وإلاّ فإنّ (ما ورد من شأن النزول وهو الأمر أو الحادثة التي تعقب نزول آية أو آيات في شخص أو واقعة ، لا يوجب قصر الحكم على الواقعة لينقضي الحكم بانقضائها ويموت بموتها ، لأنّ البيان عام والتعليل مطلق ، فإنّ المدح النازل في حق أفراد من المونين ، أو الذمّ النازل في حق آخرين معلّلاً بوجود صفات فيهم ، لا يمكن قصرهما على شخص مورد النزول مع وجود عين تلك الصفات في قوم غيرهم وهكذا)(٢).

__________________

(١) السيوطي / الاتقان ١ : ١٠٧.

(٢) الطباطبائي / الميزان ١ : ٤٢.

١٤٣

والقرآن الكريم نفسه يود هذه الحقيقة ، يقول تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ)(١).

فالنص القرآني العام الذي نزل بسبب خاص معين (يشمل بنفسه أفراد السبب وغير أفراد السبب ؛ لأنّ عمومات القرآن لا يعقل أن توجه إلى شخص معين)(٢).

هذا التحديد نجده ممثلاً بوضوح في مرويات أئمة أهل البيت عليهم‌السلام بمعنى (الجري) والذي ينسجم تماما مع القاعدة العامة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).

وقد مرّ في أقوال الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ـ وسيأتي أيضاً ـ ما يؤكّد أسبقية أهل البيت عليهم‌السلام في تأسيس هذه القاعدة المتّفق عليها بين سائر المفسّرين من الفريقين كما ذكرنا ذلك من قبل ، بل يمكن القول بأنّ التراث الإمامي في التفسير يشهد بأمثلة شتّى على وجود هذه القاعدة في تفسير أهل البيت عليهم‌السلام جميعاً ، حيث درجوا على اتّباعها ، وكانت محور هذا المنهج التفسيري عندهم عليهم‌السلام ، فنجدهم يطبقون معنى الآية من القرآن على ما يقبل أن تنطبق عليه من الموارد ، وإن كان خارجا عن مورد النزول ، والاعتبار يساعد على هذا (فالقرآن

__________________

(١) سورة المائدة : ٥ / ١٦.

(٢) صبحي الصالح / مباحث في علوم القرآن : ١٥٩.

١٤٤

نزل هدى للعالمين وما بيّنه من الحقائق النظرية حقائق لا تختص بحال دون حال ولا زمان دون زمان ، وما ذكره من فضيلة أو رذيلة ، وما شرعه من حكم عملي ، لا يتقيد بفرد دون فرد ولا عصر دون عصر لعموم التشريع)(١).

هذا الضابط المهم كان للأئمة عليهم‌السلام في تصديهم لتفسير النص أثرٌ بارزٌ في تأسيسه وتفعيله لكشف دلالات النص التي لا تظهر لكل ذي فهم ، وتستلزم فهما خاصا قادرا على استحضار إمكانات النص التي ينطق بها إيحاءً بما يمثل استبطانا يستدعي آفاقا واسعة يتحرك في إطارها. وهذا الضابط هو ما عبّر عنه الإمام الباقر عليه‌السلام فيما روى عنه أبو بصير ، قال : سألته عن الرواية : ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن وما فيها من حرف إلاّ وله حد ولكل حد مطلع ما يعني بقوله (ظهر وبطن)؟ قال عليه‌السلام : (ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ، ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع)(٢).

هذه السعة المتصورة في شمول النص تبعده إلى آفاق بعيدة من التحرر من قيد سبب النزول ومورده ، ذلك التقييد الذي يعده الأَئمة عليهم‌السلام إماتة للآية.

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : (ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك

__________________

(١) الطباطبائي / الميزان ٤٢:١.

(٢) تفسير العيّاشي ١١:١.

١٤٥

القوم ماتت الآية ، لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السموات والأرض ، ولكلِّ قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شرّ)(١).

ومن ملامح توافر (التنزيل) على هذا (الجري) : انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس ، وانطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المونين .. الخ)(٢).

والخلاصة في أهلية هذا المنهج ، بل ضابطيته في التفسير واستحضاره الآفاق الواسعة في فهم النص وتقرير شموليته ، تقوم على أساس (إنّ للقرآن اتساعا من حيث انطباقه على المصاديق وبيان حالها فالآية منه لا تختص بمورد نزولها ، بل تجري في كل مورد يتحد مع مورد النزول ملاكا ، كالأمثال التي لا تختص بمواردها الأُوَل ، بل تتعدّاها إلى ما يناسبها ، وهذا المعنى هو المسمى بجري القرآن)(٣). والذي وردت العشرات من الروايات عن الأَئمة عليه‌السلام في تفسير القرآن وفق ضوابطه وأُسسه كبيان لبعض المصاديق التي تنطبق عليها الآيات.

من ذلك مثلاً ما أخرجه الصدوق بسنده عن عيسى بن راشد ، عن

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٠ / ٧ ، وتفسير فرات الكوفي ٢ : ١٣٨ ـ ١٣٩ / ١٦٦ ١٢.

(٢) الطباطبائي / الميزان ١ : ٧٢.

(٣) المصدر نفسه ٣ : ٦٧.

١٤٦

الإمام الباقر عليه‌السلام في قول اللّه عزّوجلّ : (كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)(١) ، قال : (المشكاة نور العلم في صدر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) الزجاجة صدر علي عليه‌السلام ، صار علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صدر علي عليه‌السلام (الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) قال : نور (لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ) قال : لا يهودية ولا نصرانية (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) يكاد العالم من آل محمد عليهم‌السلام أن يتكلم بالعلم قبل أن يُسأل (نُورٌ عَلَى نُورٍ) يعني : إماما موّدا بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمد عليهم‌السلام ، وذلك من لدن آدم حتى تقوم الساعة ، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم اللّه عزّوجلّ خلفاءه في أرضه ، وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم عليهم‌السلام ..)(٢).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُومِنُونَ بِهِ)(٣) قال عليه‌السلام : (هم

__________________

(١)سورة النور : ٢٤ / ٣٥.

(٢) الصدوق / التوحيد : ١٥٨ / ٤ باب ١٥ ، وفرات الكوفي / تفسير فرات : ٢٨١ / ٣٨١ ١ ، وابن شهرآشوب / مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٤٠ ، والطبرسي / مجمع البيان ٧ : ٢٥١ ، والاسترآبادي / تأويل الآيات : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ / ٣.

وأخرجه فرات الكوفي في تفسيره : ٢٨٢ / ٣٨٢ (٤) عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، عن الإمام الباقر عليه‌السلام.

(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٢١.

١٤٧

الأَئمة عليهم‌السلام) (١).

وعن أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، قال : (أوحى اللّه إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٢) ، قال : إنّك على ولاية علي ، وعلي هو الصراط المستقيم)(٣).

وقد فُسّر (الصراط المستقيم) بأنّه أمير المؤمنين الإمام علي صلوات اللّه وسلامه عليه في روايات أُخرى :

منها : مـا رُوي بسند صحيح عن حمّاد بن عيسى ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : (الصراط المستقيم : هو أمير المؤمنين عليه‌السلام)(٤).

ومنها : ما رواه عبيد اللّه بن علي الحلبي ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : (الصراط المستقيم : أمير المؤمنين علي عليه‌السلام)(٥).

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٢١٥ / ٤ باب في أنّ من اصطفاه من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمّة عليهم‌السلام من كتاب الحجّة ، وتفسير العيّاشي ١ : ٥٧ / ٨٣.

(٢) سورة الزخرف : ٤٣ / ٤٣.

(٣) أصول الكافي ١ : ٤١٦ ـ ٤١٧ / ٢٤ باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية من كتاب الحجّة ، وابن شهرآشوب / مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٧٢ ، ونحوه في تفسير القمّي ٢ : ٢٨٠.

(٤) تفسير القمّي ١ : ٢٨ ، والصدوق / معاني الأخبار : ٣٢ / ٣ باب معنى الصراط المستقيم.

(٥) معاني الأخبار : ٣٢ / ٢ باب معنى الصراط.

١٤٨

ومنها : ما رواه عبد اللّه بن سليمان ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : (الصراط المستقيم : علي عليه‌السلام)(١).

ومنها : ما رواه داود بن فرقد ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٢) ، يعني : [ولاية] أمير المؤمنين صلوات اللّه عليـه)(٣).

وقد عُرف أمير المؤمنين عليه‌السلام في زمانه وولده الأطهار عليهم‌السلام من بعده بأنّهم الصراط المستقيم كما تدلّ عليه روايات كثيرة :

فقد أخرج الحاكم الحسكاني الحنفي ، والشيخ الصدوق عن عبد اللّه العلوي ، عن الإمام الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام ، قال : (قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّي ، ووصيّي ، وصاحبي ، وخليفتي على أهلي وأُمّتي : عليّ ابن أبي طالب. ومن سرّه أن يلج النار فليترك ولايته ، فوعزّة ربّي وجلالي إنّه لباب اللّه الذي لا يُؤتى إلاّ منه ، وإنّه الصراط المستقيم ، وإنّه الذي يسأل اللّه عن ولايته يوم القيامة)(٤).

وأخرجا أيضاً عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله لعليّ عليه‌السلام : (أنت

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ : ٢٨٥ / ٣٠٨.

(٢) سورة الفاتحة : ١ / ٦.

(٣) تفسير العيّاشي ١ : ٢٤ / ٢٥.

(٤) الحاكم الحسكاني الحنفي / شواهد التنزيل ١ : ٧٦ / ٩٠ ، والصدوق / الأمالي : ٣٦٣ / ٤٤٧ ٤ مجلس (٤٨).

١٤٩

الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ..)(١).

وعن ياسر الخادم ، عن الإمام الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ عليه‌السلام : (يا علي أنت حجّة اللّه ، وأنت باب اللّه ، وأنت الطريق إلى اللّه ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ..)(٢).

وجاء في إحدى خطب أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام : ( .. أنا حبل اللّه المتين ، وأنا الصراط المستقيم ، وأنا الحجّة للّه على خلقه أجمعين بعد رسوله الصادق الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله)(٣).

وفي حديث آخر عن ميثم التمّار رضى الله عنه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : ( .. أنا النبأ العظيم ، أنا الصراط المستقيم)(٤).

وفي حديث أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الحسين عليه‌السلام ، قال : (نحن أبواب اللّه ، ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سرّه)(٥).

وفي الصحيح جدّاً عن علي بن رئاب الثقة الجليل ، قال : (قال لي

__________________

(١) شواهد التنزيل ١ : ٧٦ / ١٣ ، وأمالي الصدوق : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ / ٤٨٩ ١٤ مجلس (٥٠).

(٢) الصدوق / عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٩ / ١٣ باب ٣٠.

(٣) النعماني / كتاب الغيبة : ١٦٥ ذيل حديث ٥ باب ١٠.

(٤) حسين بن عبد الوهاب / عيون المعجزات : ٣٣.

(٥) الصدوق / معاني الأخبار : ٣٥ / ٥ باب معنى الصراط.

١٥٠

أبو عبد اللّه عليه‌السلام : نحن واللّه سبيل اللّه الذي أمر اللّه باتّباعه ، ونحن واللّه الصراط المستقيم ، ونحن واللّه الذين أمر اللّه العباد بطاعتهم ، فمن شاء فليأخذ من هنا ، ومن شاء فليأخذ من هناك ، لا يجدون واللّه عنّا محيصاً)(١).

وللّه درّ القائل :

من كلّم الأموات في

يوم الفرات من القبور

إذ قال هل في مائكم

عبر لملتمس العبور

قالوا له أنت العليم

بكنه تصريف الأمور

فعلام تسأل أعظماً

رمماً على مرّ الدهور

فعلام تسأل أعظماً

قد تمكّن في الصدور

أنت الذي نصب النبيّ

لقومه يوم الغدير

أنت الصراط المستقيم

وأنت نور فوق نور(٢)

ولا يسع البحث أن يتوسع في إيراد كثير من الروايات في هذا الباب ولمن شاء ذلك الرجوع إلى المجموعات الحديثية والتفسيرية كأصول الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، وكتاب التوحيد للصدوق ، والاحتجاج للطبرسي ، وتفسير القمي ، وتفسير العياشي ، وموسوعة البحار وغيرها.

هذان المنهجان إذن من مناهج التفسير عند الأَئمة عليهم‌السلام هما الأكثر

__________________

(١) تفسير القمّي ٦٦:٢.

(٢) انظر: ابن شهر آشوب / مناقب آل أبي طالب ٦١:٢.

١٥١

بروزا في الروايات مع وضوح خصوصية فهم الأَئمة عليهم‌السلام ، وإلاّ فهناك الكثير من الروايات عنهم عليهم‌السلام في تفسير الآيات القرآنية باعتماد السنة المشرفة ، أو التفسير المنطلق من أُسس اللغة وفنونها البيانية والبلاغية .. إلخ ، وهو ما يمكن الرجوع فيه إلى المصادر السابقة الذكر نفسها.

المبحث الثاني

تأصيل الأَئمّة عليهم‌السلام لأصول العقيدة

انطلاقا من النص القرآني

إذا كان القرآن الكريم قد استكمل في جانب من الخطاب الموحى به قواعد الحياة العملية وطبيعة التعبير عن طقوس العبادة والمعاملات ممثلة بالشريعة فإن الجانب الأكبر من هذا الخطاب اختصّ بتأسيس أصول العقيدة وإقامة صرح تصور عن الطبيعة وما وراء الطبيعة (ميتافيزيقا) كاملة وتصور إسلامي متكامل للمنظومة (الكلامية) التي لا يمكن لأي دين أن يكون بدونها رابطا بين العابد والمعبود.

والأَئمة عليهم‌السلام وهم عدل القرآن والمستنطقون والمولون لكشف معانيه ودلالاته كانوا أولى من يتحمل مسولية الكشف عن تلك الأُسس المشكِّلة للعقيدة كخطوة اُولى تستلزم بعدها بناء منهج إثباتها والبرهنة عليها ليتم بالتالي تقديمها إلى متلقيها من أهل العقيدة أو مناوئيها ،

١٥٢

وبالتالي فقد اندرجت في هذه المهمة عند الأَئمة عليهم‌السلام ثلاثة أمور مهمة ، تمثّل فيما بينها منهجا تكامليا ، مكونة ملامح التصور الإمامي للعقيدة وأُصولها بما يمكن تلخيصه في :

١ ـ بيان العقيدة وكشف أُسسها.

٢ ـ إثبات العقيدة والبرهنة عليها.

٣ ـ تبليغ العقيدة وبيان تفاصيلها.

أوّلاً ـ البيان والكشف :

هناك مجموعة من العوامل المورة في محيط النزول القرآني مكانيا وفكريا ممثّلة في :

١ ـ تركيز الخطاب العقائدي القرآني القائم على تأكيد حجية العقل ، ومساحة فاعليته في الفكر الإنساني عموما ، وكونه مناطا للتكليف ، وبالتالي الدعوة القرآنية للتدبر والتفكر في الآيات الأنفسية والآفاقية.

٢ ـ شيوع البحث العقلي عند المسلمين بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والموقف الدفاعي الذي كان لا بد من اتخاذه أمام العقائد والملل والأفكار المضادة القادمة من خارج الحدود ، أو المتجذرة داخلها ، ثم التوجّه الفكري الذي صبغ مراحل تاريخية مهمة بصبغته ، وذلك بانشغال المسلمين بالبحث الفلسفي.

٣ ـ ظهور اتجاه ينحدر من أصول تعود إلى الصحابة والتابعين ، يقوم على التعبد بظواهر النصوص ، والابتعاد عن الخوض في المجادلات

١٥٣

والنظر والبحث عن تأويلات وتفسيرات ، ربما خيف ـ وهو خوف سلبي ـ أن تشغل المسلمين بمناقشاتها ، وهو اتجاه يعوّم النص ، ويهمش الجانب الأكبر من الخطاب القرآني في ضوء روة قائمة على الحدود الضيقة لظواهره.

٤ ـ بروز اتجاه آخر مهم ، وله خطورة كبيرة ذات تأثير واضح فيما بعد ، ناتج عن اختلاف الفرق في فهمها للنص القرآني ، وبالتالي إخراج النص القرآني من مرجعيته ، ومحاولة إخضاعه لما يوافق الآراء المذهبية ، ليعود ذلك (تطبيقا) أبعد ما يكون عن (التفسير) للنص.

هذه العوامل المهمة كان لها أثر كبير في تصدي الأَئمة عليهم‌السلام لمهمة تأسيس منهج وروة عقائدية تشكل المنظور القرآني الذي تتمثل فيه القدرة على سد أيّة ثغرات قد تتسبب عن مثل هذه العوامل التي عايش بعض الأَئمة عليهم‌السلام ظهور تأثيرها ، وأدركوا حتمية ظهورها في الأُفق الفكري الإسلامي ، فاستوجب ذلك منهم عليهم‌السلام وضع تلك الأُسس والتصدي للمهمة الصعبة.

ونجد هذا متمثلاً بوضوح في أن البحث العقلي وجد اهتماما كبيرا عند الأَئمّة عليهم‌السلام وشيعتهم. ففي الوقت الذي نجد أنّ أغلب الصحابة يبتعدون عن الخوض في المسائل العقلية والبحوث العالية ، ويعتقدون أنّ القرآن الكريم أغناهم عن الخوض فيها ، أو نهى عن تجاوز الحدود المرسومة

١٥٤

فيه(١) ، في الوقت الذي نجد فيه أنّ الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام قد تصدى للمهمة الجليلة بوضع أُسس الكشف عن منظومة العقائد الإسلامية الكلامية من خلال بيانها للأُمّة ، وبلورة مفاهيمها ، انطلاقا من النص القرآني ، وكان من أهم ملامح هذا التصدي عنده عليه‌السلام :

١ ـ أسبقيته عليه‌السلام إلى تأويل ظواهر الكتاب ، وتحكيم العقل في الدفاع عن الدين ، والتوفيق بين العقل وظاهر الشرع(٢).

٢ ـ بيان ملامح العقيدة والمنظور القرآني لأُسسها فيما ورد عنه عليه‌السلام من الروايات التي بلغت المئات وتضمنتها كتب التفسير والعقائد ، واشتمل (نهج البلاغة) على الكثير منها مما يتناول الحكمة والمباحث التوفيقية ومفاهيم التوحيد والعدل ، حتى أنّ تفرده في ذلك واضح ، بحيث (لا نجد في كلام أحد من الصحابة والتابعين كلمة واحدة من ذلك)(٣) حتى صار العلم الإلهي وهو أشرف العلوم (من كلامه عليه‌السلام اقتُبس ، وعنه نُقل ، وإليه انتهى ، ومنه ابتدأ)(٤).

وللإمام عليه‌السلام فضل رجوع اتجاهات البحث الكلامي إليه كافة ، في أُصولها المعتمدة المستمدة من فهم النص القرآني ، بحيث صار (جميع ما

__________________

(١) النشار علي سامي / نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : ٤ (بتصرف) منشأة المعارف الاسكندرية ج مصر ط ٢ ، ١٩٦٢م.

(٢) ظ : محمد جواد مغنية / فلسفات إسلامية : ٧٥٩.

(٣) أحمد محمود صبحي / نظرية الإمامة : ٢٦٩.

(٤) ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة ١ : ١٧ من المقدّمة.

١٥٥

أسهب المتكلمون من بعد في تصنيفه وجمعه ، إنّما هو تفصيل لتلك الجمل ، وشرح لتلك الأُصول)(١) التي أسسها الإمام عليه‌السلام ، ووضع أُصولها ، فمنه أُخذت.

أمّا عن الإمامية والزيدية فصلتهم به عليه‌السلام واضحة ظاهرة ، وأمّا المعتزلة والأشعرية فهم يرجعون إليه عليه‌السلام ، وعنه تعلموا أُصولهم(٢).

واتّخذ الأمر الاتجاه نفسه مع الأَئمة الباقين عليهم‌السلام من بعده ، كل بحسب قوة ظهور تأثير تلك العوامل السابقة الذكر ، وطبيعة الظروف الفكرية والسياسية ، وتمثل بروز ذلك واضحا عند الإمام الباقر عليه‌السلام الذي (تشعب البحث الكلامي في عصره ، وظهرت آراء المعتزلة العقلية ، وكثر الجدل حول ذات اللّه وصفاته)(٣).

وكذلك الإمام الصادق عليه‌السلام الذي ظهرت في وقته العديد من المشكلات الكلامية كمشكلة خلق الأفعال(٤) ، وكانت له وقفة كبيرة في وجه الملحدين والمشككين(٥) ، وتحدثت عنها كتب العقائد والاحتجاج عند الإمامية.

__________________

(١) الشريف المرتضى / الأمالي ١ : ١٤٨.

(٢) ابن ابي الحديد / شرح النهج ١ : ١٧ من المقدّمة.

(٣) ظ : أحمد محمود صبحي / نظرية الإمامة : ٣٦٠.

(٤) أيضا ص ٣٦٦.

(٥) ظ : محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق : ١٦٥ وما بعدها ، وانظر : الصدوق / التوحيد ، الطبرسي / الاحتجاج.

١٥٦

وكان من أهم ملامح المنهج التأويلي عند الإمام علي عليه‌السلام والأَئمة من بعده ، أنّهم تصدوا لتنزيه الباري عن التجسيم ومكافحته ، ودفع شبه المشبّهة وخرافاتهم في ذلك. يقول القاضي عبد الجبار (وأما أميرالمونين فخطبه في بيان نفي التشبيه ، وإثبات العدل أكثر من أن تحصى)(١).

ويقول البغدادي : قال أمير المونين رضى الله عنه : (إنّ اللّه تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ، لا مكانا لذاته) وقال أيضا : (قد كان ولا مكان ، وهو الآن على ما كان)(٢) وهو عليه‌السلام القائل : (ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مَثَّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه)(٣).

ولو ذكرنا جميع ما صدر عنهم عليه‌السلام من الروايات في توضيح أصول العقيدة وأُسسها لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة ، وهو ما تصدّت له مجموعة من المجاميع الكلامية والحديثية عند الإمامية على رأسها :

١ ـ أصول الكافي للكليني (ت ٣٢٩ هـ).

٢ ـ التوحيد للصدوق (ت / ٣٨١ هـ).

__________________

(١) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ١٦٣ طبع تونس ١٩٧٤.

(٢) الفرق بين الفرق : ٢٠٠.

(٣) نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده ٢ : ١١٩ الخطبة رقم ١٨٦ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ١٣ : ٦٩ الخطبة (٢٣٢) ، والطبرسي / الاحتجاج ١ : ٢٩٩.

وقوله عليه‌السلام : (ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه) ، يعني : أنّ من أثبت له سبحانه الجهة ، ومن توهّم في نفسه بأنّ له عزّوجلّ صورة ، أو هيئة ، أو شكلاً؛ فإنّه لم ينزّهه عمّا يجب تنزيهه عنه.

١٥٧

٣ ـ الاحتجاج للطبرسي ابو منصور علي بن ابي طالب (ت حوالي / ٦٢٠ هـ).

٤ ـ البحار للمجلسي (ت / ١١١١ هـ).

ثانيا ـ الإثبات والبرهنة :

من خلال متابعة المجموعات الكلامية والحديثية السابقة الذكر ، واستقراء روايات الأَئمة عليهم‌السلام في بيان أُسس العقيدة والدفاع عنها نلاحظ أن علم الكلام كدرس عقائدي تتمثل مهمته في الأساس في صورتين :

١ ـ مهمة تنويرية : هدفها تنوير الفهم الإسلامي للفرد ، ورقيّه في إدراك مضامين عقيدته ، وتعميق اطلاعه على مفاهيمها الواردة في الخطاب الديني كتاباً أو سنّة ، من مثل ما يرجع البحث فيه إلى الخالق ووجوده وصفاته والقضاء والقدر والنبوة وعصمة الأنبياء عليهم‌السلام والإمامة والمعاد ... إلخ.

ونلاحظ أنّ الأَئمة عليهم‌السلام قاموا بهذه المهمة خير قيام وهو ما بيّنه البحث في المقصد السابق.

٢ ـ مهمة دفاعية : تمثل الوازع الرئيس العقلي في الإسلام ، ثم شكّلت الغرض الأساس من ظهور علم الكلام وتدوينه وتوسيع مطالبه ، لمجابهة التيارات المضادة ، والدفاع عن الدين ، وحفظ إيمان أتباعه ، بدرء الشبهات وتأصيل الحجج والبراهين ، وانتزاع الأدلة من الأصول

١٥٨

القرآنية.

هذه المهمة الخطيرة كان لها نصيب وافر من الاهتمام عند الأَئمة عليهم‌السلام تتبيّن بوضوح من خلال :

١ ـ تصديهم عليهم‌السلام بأنفسهم للمناظرة في الدين ، والاحتجاج على المخالفين ، وشرح المسائل الاعتقادية كلما سنحت لهم الظروف بذلك بما يزيل كل إبهام أو شبهة.

٢ ـ حثّهم لأصحابهم على الوقوف بوجه المعاندين والملحدين وأهل الشبه ، وتشجيعهم على المناظرة والجدل ، وتكريمهم لأصحابهم ممن أُوتي القدرة على ذلك ، كهشام بن الحكم ، وهشام بن سالم الجواليقي ، ومحمد بن حكيم ، ومحمد بن الطيار ، وعلي بن منصور ، ومون الطاق وزرارة بن أعْيَن ، ويونس بن عبد الرحمن ، والفضل بن شاذان وغيرهم(١).

فممّا يروى عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه كان يقول لعبد الرحمن بن الحجّاج : (يا عبد الرحمن كلّم أهل المدينة ، فإنّي أُحبّ أن يرى في رجال الشيعة مثلك)(٢).

__________________

(١) انظر للتفصيل فلاسفة الشيعة حياتهم وآراوم / عبد اللّه النعمة ، دار مكتبة الحياة ، بيروت.

(٢) الشيخ الطوسي / اختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي ٢ : ٧٤١ / ٨٣٠.

١٥٩

وفي الصحيح عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللّه عليه‌السلام عن أسماء اللّه جلّ جلاله واشتقاقاتها ، فقال له الإمام الصادق عليه‌السلام بعد توضيح ما سأل عنه : (أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل أعداءنا ، والمتّخذين مع اللّه عزّوجلّ غيره؟ قلت : نعم ، قال ، فقال : نفعك اللّه به وثبّتك يا هشام. قال هشام : فواللّه ما قهرني أحد في التوحيد حتّى قمت مقامي هذا)(١).

وقال الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام لمحمد بن حكيم : (كلّم الناس ، وبيّن لهم الحق الذي أنت عليه ، وبيّن لهم الضلالة التي هم عليها)(٢).

وقد وردت الكثير من الروايات عنهم عليهم‌السلام في تحديد ضوابط الجدل الديني ، وتأشير ملامحه لأبعاده عن أن يكون جدلاً عقيماً لا منتجا ، ومنع دخوله في متاهات المذهبية ، وخوضه فيما يجب عدم الخوض فيه ، كالذات الإلهية أو وقوعه في مغبّة التجرد عن مرجعية النص ، أو تصدّي غير المولين للجدل.

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٨٧ / ٢ باب المعبود من كتاب التوحيد ، و ١ : ١١٤ / ٢ باب معاني الأسماء واشتقاقاتها من كتاب التوحيد ، والصدوق / التوحيد : ٢٢٠ ـ ٢٢١ / ١٣ باب أسماء اللّه تعالى والفرق بين معانيها وبين معاني أسماء المخلوقين ، والشيخ المفيد / تصحيح اعتقادات الإماميّة : ٧١ ، والطبعة القديمة مع كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد أيضاً : ٢١٨ ، والسيّد المرتضى / الفصول المختارة من كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد : ٥٢ ، والطبرسي / الاحتجاج ٢ : ٧٢.

(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧١ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.

١٦٠