بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٧

* ((باب)) *

* «(زيارة الامام المستتر عن الابصار)» *

* «(الحاضر في قلوب الاخيار المنتظر)» *

* «(في الليل والنهار الحجة بن الحسن)» *

* «(صلوات الله عليهما في السرداب وغيره)» *

١ ـ ج : خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها (بسم الله الرحمن الرحيم) لا لامره تعقلون ، ولا من أوليائه تقلبون ، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين ، السلام عليك يا داعى الله وربانى آياته ، السلام عليك يا باب الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه ، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه ، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه ، السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تصبح وتمسي ، السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك أيها الامام المأمون ، السلام عليك أيها المقدم المأمول ، السلام عليك بجوامع السلام.

اشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا

٨١

عبده ورسوله لا حبيب إلاهو وأهله ، واشهدك يا مولاي أن عليا أميرالمؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وجعفربن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد أنك حجة الله ، أنتم الاول والاخر ، وأن رجعتكم حق لا ريب فيها ، يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وأن الموت حق ، وأن ناكرا ونكيرا حق.

وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط حق ، والمرصاد حق والميزان حق ، والحشر حق ، والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد والوعيد بهما حق ، يا مولاي شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم فاشهد على ما أشهدتك عليه وأنا ولي لك ، برئ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأميرالمؤمنين ، وبكم يا مولاي أولكم وآخركم ونصرتي معدة لكم ، ومودتي خالصة لكم آمين آمين.

الدعاء عقيب هذا القول : اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد نبي رحمتك وكلمة نورك ، وأن تملا قلبي نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور النيات ، وعزمي نورالعلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصائر من عندك ، ، وبصري نور الضياء ، وسمعي نور الحكمة ، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم‌السلام حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فتغشيني رحمتك ياولي يا حميد.

اللهم صل على محمد حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك ، والداعي إلى سبيلك ، والقائم بقسطك ، والثائر بأمرك ، ولي المؤمنين ، وبوار الكافرين ومجلي الظلمة ، ومنير الحق.

والناطق بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك ، المرتقب الخائف

٨٢

والولي الناصح ، سفينة النجاة ، وعلم الهدى ، ونور أبصار الورى ، وخير من تقمص وارتدى ، ومجلي العمى ، الذي يملاء الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت ظلما وجورا ، إنك على كل شئ قدير.

اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم انصره وانتصر به لدينك وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم ، اللهم أعذه من شر كل باغ وطاغ ، ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل ، وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، واقصم قاصميه ، واقصم به جبابرة الكفر ، واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا من مشارق الارض ومغاربها ، برها وبحرها ، واملاء به الارض عدلا ، وأظهر به دين نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله.

واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد عليهم‌السلام ما يأملون ، وفي عدوهم ما يحذرون ، إله الحق آمين ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا أرحم الراحمين (١).

٢ ـ قال السيد علي بن طاووس نورالله مرقده : إذا فرغت من زيارة العسكريين عليهما‌السلام فامض إلى السرداب المقدس وقف على بابه وقل : إلهى إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله ، وقد منعت الناس من الدخول إلى بيوته إلا باذنه ، فقلت : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ، اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته ، كما أعتقد في حضرته وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون ، فرحين ، يرون مكاني ويسمعون كلامي ويردون سلامي علي ، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فاني أستأذنك يا رب أولا ، وأستأذن رسولك

__________________

(١) الاحتجاج ج ٢ ص ٣١٦ ـ ٣١٨ طبع النجف الاشرف.

٨٣

صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته ، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة ، السلام عليكم أيتها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك ورحمة الله وبركاته.

باذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وباذنكم صلوات الله عليكم أجمعين ، أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله ورسوله محمد وآله الطاهرين فكونوا ملائكة الله أعواني ، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت ، وأدعو الله بفنون الدعوات ، وأعترف لله بالعبودية ، ولهذا الامام وآبائه ـ صلوات الله عليهم ـ بالطاعة (١).

ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى وتقول : «بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» وكبر الله واحمده وسبحه وهلله فاذا استقررت فيه فقف مستقبل القبلة وقل :

سلام الله وبركاته وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان ، صاحب الضياء والنور ، والدين المأثور ، واللواء المشهور ، والكتاب المنشور ، و صاحب الدهور والعصور ، وخلف الحسن ، الامام المؤتمن ، والقائم المعتمد ، والمنصور المؤيد ، والكهف والعضد ، وعماد الاسلام ، وركن الانام ، ومفتاح الكلام ، وولي الاحكام ، وشمس الظلام ، وبدر التمام ، ونضرة الايام ، وصاحب الصمصام ، وفلاق الهام ، والبحر القمقام ، والسيد الهمام ، وحجة الخصام ، وباب المقام ليوم القيام والسلام على مفرج الكربات ، وخواض الغمرات ، ومنفس الحسرات ، وبقية الله في أرضه ، وصاحب فرضه ، وحجته على خلقه ، وعيبة علمه ، وموضع صدقه ، والمنتهى إليه مواريث الانبياء ، ولديه موجود آثار الاوصياء ، وحجة الله وابن رسوله ، والقيم مقامه ، وولي أمرالله ،

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢١٦.

٨٤

ورحمة الله وبركاته.

اللهم كما انتجبته لعلمك ، واصطفيته لحكمك ، وخصصته بمعرفتك ، و جللته بكرامتك ، وغشيته برحمتك ، وربيته بنعمتك ، وغذيته بحكمتك ، و اخترته لنفسك ، واجتبيته لبأسك ، وارتضيته لقدسك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل القضايا بين عبادك ، ووعدته أن تجمع به الكلم ، وتفرج به عن الامم ، وتنير بعدله الظلم ، وتطفئ به نيران الظلم ، وتقمع به حر الكفر وآثاره ، وتطهر به بلادك ، وتشفى به صدور عبادك ، وتجمع به الممالك كلها ، قريبها وبعيدها ، عزيزها وذليلها ، شرقها وغربها ، سهلها وجبلها ، صباها ودبورها ، شمالها وجنوبها ، برها وبحرها ، حزونها ووعورها ، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وتمكن له فيها ، وتنجز به وعد المؤمنين ، حتى لا يشرك بك شيئا ، وحتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل إلا زهر ، وحتى لا يستخفي بشئ من الحق ، مخافة أحد من الخلق.

اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته ، وتوضح بها بهجته ، وترفع بها درجته ، وتؤيد بها سلطانه ، وتعظم بها برهانه ، وتشرف بها مكانه ، وتعلي بها بنيانه ، وتعز بها نصره ، وترفع بها قدره ، وتسمي بها ذكره ، وتظهر بها كلمته وتكثر بها نصرته ، وتعز بها دعوته ، وتزيده بها إكراما ، وتجعله للمتقين إماما وتبلغه في هذا المكان ، مثل هذا الاوان ، وفي كل مكان وأوان ، منا تحية وسلاما ، لا يبلى جديده ، ولا يفنى عديده.

السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبلاده ، وحجته على عباده ، السلام عليك يا خلف السلف ، السلام عليك يا صاحب الشرف ، السلام عليك يا حجة المعبود ، السلام عليك يا كلمة المحمود ، السلام عليك يا شمس الشموس ، السلام عليك يا مهدي الارض ، و (مبين) عين الفرض ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان والعالي الشأن ، السلام عليك يا خاتم الاوصياء ، وابن خاتم الانبياء ، السلام عليك يا معز الاولياء ومذل الاعداء ، السلام عليك أيها الامام الوحيد ، والقائم الرشيد ،

٨٥

السلام عليك أيها الامام الفريد ، السلام عليك أيها الامام المنتظر ، والحق المشتهر ، السلام عليك أيها الامام الولي المجتبى ، والحق المنتهى ، السلام عليك أيها الامام المرتجى لازالة الجور والعدوان ، السلام عليك أيها الامام المبيد ، لاهل الفسوق والطغيان ، السلام عليك أيها الامام الهادم لبنيان الشرك والنفاق ، والحاصد فروع الغي والشقاق ، السلام عليك أيها المدخر لتجديد الفرائض والسنن ، السلام عليك يا طامس آثار الزيغ والاهواء ، وقاطع حبائل الكذب والفتن والامتراء ، السلام عليك أيها المؤمل لاحيآء الدولة الشريفة السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا ثار الله ، السلام عليك يا محيي معالم الدين وأهله ، السلام عليك يا قاصم شوكة المعتدين ، السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك ولا يبلى إلى يوم الدين ، السلام عليك يا ركن الايمان ، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الارض والسماء السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر رأيه الهدى ، السلام عليك يا مؤلف شمل الصلاح والرضا ، السلام عليك يا طالب ثار الانبياء ، وأبناء الانبياء ، والثائر بدم المقتول بكربلاء ، السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى ، السلام عليك أيها المنتظر (١) المجاب إذا دعا ، السلام عليك يا بقية الخلائف ، البر التقي الباقي لازالة الجور والعدوان.

السلام عليك يا ابن النبي المصطفى ، السلام عليك يا ابن على المرتضى ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ، وابن السادة المقربين ، والقادة المتقين ، السلام عليك يا ابن النجباء الاكرمين ، السلام عليك يا ابن الاصفياء المهتدين ، السلام عليك يا ابن الهداة المهديين ، السلام عليك يا ابن خيرة الخير ، السلام عليك يا ابن سادة البشر ، السلام عليك يا ابن الغطارفة الاكرمين والاطائب المطهرين ، السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين ، والخضارمة الانجبين السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة ، والسراج المضيئة ، السلام عليك يا ابن الشهب

__________________

(١) المضطر خ ل.

٨٦

الثاقبة ، السلام عليك يا ابن قواعد العلم ، السلام عليك يا ابن معادن الحلم ، السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ، والنجوم الباهرة ، السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة السلام عليك يا ابن الاقمار الساطعة ، السلام عليك يا ابن السبل الواضحة والاعلام اللائحة ، السلام عليك يا ابن السنن المشهورة ، السلام عليك يا ابن المعالم المأثورة ، السلام عليك يا ابن الشواهد المشهودة والمعجزات الموجودة ، السلام عليك يا ابن الصراط المستقيم ، والنباء العظيم ، السلام عليك يا ابن الايات البينات ، والدلائل الظاهرات ، السلام عليك يا ابن البراهين الواضحات ، السلام عليك يا ابن الحجج البالغات ، والنعم السابغات ، السلام عليك يا ابن طه والمحكمات ، وياسين والذاريات والطور والعاديات.

السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، واقترب من العلي الاعلى ليت شعرى أين استقرت بك النوى ، أم أنت بوادي طوى ، عزيز علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الاعداء ، بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح مانزح عنا ، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين (١).

ثم ترفع يديك وتقول : اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى ، وإليك نشكو فقد نبينا ، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا ، اللهم واملا به الارض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وأرنا سيدنا وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب الزمان ، وملجأ أهل عصرنا ، ومنجأ أهل دهرنا ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، منقذا من الجهالة ، وأظهر معالمه وثبت قواعده [وأعز نصره ، وأطل عمره ، وابسط جاهه ، وأحي أمره ، وأظهر نوره ، وقرب بعده ، وأنجز وعده ، وأوف عهده ، وزين الارض بطول بقائه ، و دوام ملكه ، وعلو ارتقائه وارتفاعه ، وأنر مشاهده ، وثبت قواعده ، وعظم

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢١٧ ٢١٩.

٨٧

برهانه وأمد سلطانه ، وأعل مكانه ، وقو أركانه ، وأرنا وجهه ، وأوضح بهجته ، وارفع درجته ، وأظهر كلمته ، وأعز دعوته ، وأعطه سؤله ، وبلغه يا رب مأموله ، و شرف مقامه] (١) ، وعظم إكرامه ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، وأذل به المنافقين ، وأهلك به الجبارين ، واكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ، وأيده بجنود من الملائكة مسومين وسلطه على أعداء دينك أجمعين ، واقصم به كل جبار عنيد ، وأخمد بسيفه كل نار وقيد وأنفذ حكمه في كل مكان ، وأقم بسلطانه كل سلطان ، واقمع به عبدة الاوثان ، وشرف به أهل القرآن والايمان ، وأظهر على كل الاديان ، و اكبت من عاداه ، وأذل من ناواه ، واستأصل من جحد حقه ، وأنكر صدقه ، واستهان بأمره ، وأراد إخماد ذكره ، وسعى في إطفاء نوره.

اللهم نور بنوره كل ظلمة ، واكشف به كل غمة ، وقدم أمامه الرعب وثبت به القلب ، وأقم به نصرة الحرب ، واجعله القائم المؤمل ، والوصى المفضل ، والامام المنتظر ، والعدل المختبر ، واملا به الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما ، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته ، حتى يجري حكمه على كل حكم ، ويهدي بحقه كل ضلالة.

واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام ، واكنفه بركنك الذي لا يرام ، وأعزه بعزك الذي لا يضام ، واجعلني يا إلهي من عدده ومدده ، وأنصاره وأعوانه وأركانه ، وأشياعه وأتباعه ، وأذقني طعم فرحته ، وألبسني ثوب بهجته ، واحضرني معه لبيعته ، وتأكيد عقده ، بين الركن والمقام ، عند بيتك الحرام ، ووفقني يا رب للقيام بطاعته ، والمثوى في خدمته ، والمكث في دولته ، واجتناب معصيته ، فان توفيتني اللهم قبل ذلك ، فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته ، ويملك في دولته ، ويتمكن في أيامه ، ويستظل تحت أعلامه ، ويحشر في زمرته ، وتقر عينه برؤيته ، بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك ، إنك ذوالفضل العظيم ،

__________________

(١) ما بين العلامتين زيادة من النسخة المخطوطة التى اوعزنا اليه ص ٣١.

٨٨

والمن القديم ، والاحسام الكريم (١).

ثم صل في مكانك اثنتى عشرة ركعة واقرأ فيها ما شئت ، واهدهاله عليه‌السلام ، فاذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقل : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك ، وابن أوليائك ، الامام ابن الائمة الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها و أعطني أفضل أملي ، ورجائى فيك وفي رسولك ، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين.

فاذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبة القائم عليه‌السلام وهو : اللهم عرفنى نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفنى رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفنى حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني ، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني.

اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعة من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتى واليت ولاة أمرك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين.

اللهم فثبتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، ولين قلبى لولي أمرك ، و عافني مما امتحنت به خلقك ، وثبتني على طاعة ولي أمرك ، الذي سترته عن خلقك ، وباذنك غاب عن بريتك ، وأمرك ينتظر ، وأنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف سره فصبرني على ذلك حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، ولا كشف ما سترت ، ولا البحث عما كتمت ، ولا انازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف ، ولا ما بال ولي الامر لا يظهر ، وقد امتلات الارض من الجور ، وافوض اموري

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢١٨ ـ ٢٢٠.

٨٩

كلها إليك

اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا ، نافذ الامر ، مع علمي بأن لك السلطان ، والقدرة والبرهان ، والحجة والمشية ، والحول والقوة ، فافعل بي ذلك وبجميع المؤمنين ، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يارب مشاهده وثبت قواعده ، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفنا على ملته ، واحشرنا في زمرته.

اللهم أعذه من شر جميع خلقك وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام ، ومد عمره وزد في أجله ، وأعنه على ما وليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فانه الهادي المهدي ، والقائم المهتدي ، والطاهر التقي ، الزكي النقى ، الرضي المرضى الصابر الشكور المجتهد.

اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته ، وانقطاع خبره عنا ، ولا تنسنا ذكره وانتظاره والايمان به ، وقوة اليقين في ظهوره ، والدعاء له ، والصلاة عليه حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، فقو قلوبنا على الايمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجة العظمى ، والطريقة الوسطى وقونا على طاعته ، وثبتنا على متابعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ، ولا عند وفاتنا ، حتى تتوفانا و نحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين

اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة والكفرة ، واقصم به

٩٠

رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ، ولا تبقى لهم آثارا ، طهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ، ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين ، فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصر دينك ، و اصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، (وأطلعته على الغيوب) وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس.

اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين ، وبلغهم من أيامهم ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك.

اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا ، وتظاهر الاعداء. وكثرة عدونا ، وقلة عددنا ، اللهم فافرج ذلك عنا بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ، وإمام عدل تظهره ، إله الحق آمين.

اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك ، حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها ، ولا بقية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها ، ولا ركنا إلا هدمته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا أذللته ولا راية إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا جيشا إلا خذلته ، وارمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وبأسك الذي لا ترد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين.

اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ، وكيد من أراده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء ، واقطع عنه مادتهم ،

٩١

وأرعب له قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة ، وشدد عليهم العذابك وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حر نارك ، فانهم أضاعوا الصلواة ، واتبعوا الشهوات ، وأضلوا عبادك ، وأخربوا بلادك.

اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ليل فيه ، وأحي به القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة ، والاحكام المهملة ، حتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل إلا زهر ، واجعلنا يا رب من أعوانه ، ومقوية سلطانه ، والمؤتمرين لامره والراضين بفعله ، والمسلمين لاحكامه ، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك.

وأنت يا رب الذي تكشف الضر ، وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فاكشف الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك ، كما ضمنت له.

اللهم لا تجعلنى من خصماء آل محمد عليهم‌السلام ، ولا تجعلنى من أعداء آل محمد عليهم‌السلام ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد عليهم‌السلام ، فاني أعوذ بك من ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزا في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، آمين يا رب العالمين (١).

زيارة اخرى له صلوات الله عليه وهي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبدالله الحميري رحمه‌الله وأمر أن تتلى في السرداب المقدس وهي :

بسم الله الرحمن الرحيم لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمة بالغة فما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم لمن يهديه صراطه المستقيم ، قد آتاكم الله يا آل يسين خلافته ، وعلم مجاري

__________________

(١) مصباح الزائر : ص ٢٢٠ ـ ٢٢٣.

٩٢

أمره فيما قضاه ودبره ، ورتبه وأراده في ملكوته ، فكشف لكم الغطاء وأنتم خزنته وشهداؤه وعلماؤه وامناؤه ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وقضاة الاحكام ، وأبواب الايمان ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ومن تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا ، فما شئ منا إلا وأنتم له السبب وإليه السبيل ، خياره لوليكم نعمة ، وانتقامه من عدوكم سخطة ، فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم ، ولا مذهب عنكم ، يا أعين الله الناظرة ، وحملة معرفته ، ومساكن توحيده في أرضه وسمائه. وأنت يا مولاي ويا حجة الله وبقيته كمال نعمته ، ووارث أنبيائه وخلفائه ، ما بلغناه من دهرنا ، وصاحب الرجعة لوعد ربنا ، التي فيها دولة الحق وفرجنا ، ونصرالله لنا وعزنا.

السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع ، الذي بعين الله مواثيقه ، وبيدالله عهوده ، وبقدرة الله سلطانه ، أنت الحكيم الذي لا تعجله الغضبة ، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة ، والعالم الذي لا تجهله الحمية ، مجاهدتك في الله ذات مشية الله ، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله ذو أناة الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته.

السلام عليك يا محفوظا بالله! الله نور أمامه وورائه ويمينه وشماله ، وفوقه وتحته ، السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره ، السلام عليك يا وعدالله الذي ضمنه ، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا داعي الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه ، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه ، السلام عليك في آناء الليل والنهار ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تعوذ وتسبح ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ،

٩٣

السلام عليك حين تمجد وتمدح ، السلام عليك حين تمسي وتصبح.

السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك في الاخرة والاولى ، السلام عليكم يا حجج الله ودعاتنا ، وهداتنا ورعاتنا ، وقادتنا وأئمتنا وسادتنا وموالينا ، السلام عليكم أنتم نورنا ، وأنتم جاهنا أوقات صلواتنا ، وعصمتنا بكم لدعائنا وصلاتنا وصيامنا واستغفارنا وسائر أعمالنا ، السلام عليك أيها الامام المأمون ، السلام عليك أيها الامام المامول ، السلام عليك بجوامع السلام.

اشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأن أمير المؤمنين حجته ، وأن الحسن حجته وأن الحسين حجته ، وأن علي بن الحسين حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن جعفربن محمد حجته ، وأن موسى بن جعفر حجته ، وأن علي بن موسى حجته ، وأن محمد ابن علي حجته ، وأن علي بن محمد حجته ، وأن الحسن بن علي حجته ، وأنت حجته وأن الانبياء دعاة وهداة رشدكم ، أنتم الاول والاخر وخاتمته ، وان رجعتكم حق لا شك فيها ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وان الموت حق ، وان المنكرا ونكيرا حق وان النشر حق ، والبعث حق ، وان الصراط حق ، وان المرصاد حق ، وان الميزان حق والحساب حق ، وان الجنة حق ، والنار حق ، والجزاء بهما ، للوعد والوعيد حق وأنكم للشفاعة حق لا تردون ولا تسبقون ، بمشية الله وبأمره تعملون ، ولله الرحمة والكلمة العليا ، وبيده الحسنى وحجة الله النعمى ، خلق الجن والانس لعبادته ، أراد من عباده عبادته ، فشقي وسعيد ، قد شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم.

وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه ، تخزنه وتحفظه لي عندك أموت عليه ، وأنشر عليه ، وأقف به وليا لك ، بريئا من عدوك ، ماقتا لمن أبغضكم ، وادا لمن أحببتم ، فالحق مارضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم ، والممحو

٩٤

ما لا استأثرت به سنتكم.

فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ومحمد عبده ورسوله ، علي أمير المؤمنين وحجة ، الحسن حجته ، الحسين حجته ، على حجته ، محمد حجته ، جعفر حجته ، موسى حجته ، علي حجته ، محمد حجته ، على حجته ، الحسن حجته ، وأنت حجته ، وأنتم حججه وبراهينه ، أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله على شرطه ، قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين ، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا موالي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي لكم معدة ، ومودتي خالصة لكم ، وبراءتي من أعدائكم : أهل الحردة والجدال ثابتة ، لثاركم أنا ولي وحيد ، والله إله الحق جعلني بذلك ، آمين آمين ، من لي إلا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقربت به إليك ، يا وقاية الله وستره وبركته ، أغننى أدنى أدركنى صلني بك ولا تقطعنى.

اللهم بهم إليك توسلي وتقربي ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصلني بهم ولا تقطعني ، بحجتك اعصمني ، وسلامك على آل يسين ، مولاي أنت الجاه عند الله ربك وربي إنه حميد مجيد ، اللهم إني أسئلك باسمك الذي خلقته من ذلك ، واستقر فيك ، فلا يخرج منك إلى شئ أبدا ، أيا كينون أيا مكون أيا متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن ، أسئلك كما خلقته غضا أن تصلي على محمد نبي رحمتك ، وكلمة نورك ، ووالد هداة رحمتك ، واملا قلبي نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور الثبات ، وعزمي نور التوفيق ، وذكائي نور العلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصآئر من عندك ، وبصري نور الضيآء ، وسمعي نور وعي الحكمة ، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم‌السلام ، ونفسي نور قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد ، حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد ، بمرأى آل محمد ومسمعك يا حجة الله دعائي ، فوفني منجزات إجابتى ، أعتصم بك ، معك

٩٥

معك معك سمعى ورضاي يا كريم (١).

اقول : قال مؤلف المزار الكبير : حدثنا الشيخ الفقيه أبومحمد عربى بن مسافر رضي‌الله‌عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وحدثني الشيخ أبوالبقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا : حدثنا الشيخ الامين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي ره بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رضي‌الله‌عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزاز ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى القمى ، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي ، عن محمد بن عبدالله ابن جعفر الحميري.

قال : أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبيد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، أخبره وأجاز له جميع ما رواه أنه خرج اليه من الناحية المقدسة حرسها الله ، بعد المسائل والصلاة والتوجه أوله :

بسم الله الرحمن الرحيم : لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فاذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم ، من يهديه صراطه المستقيم.

التوجه : قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته ومجارى أمره.

أقول : وساق الدعاء إلى آخر مامر ، ثم قال ره في المزار الكبير : ذكر التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة (٢).

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٢٣ ٢٢٥.

(٢) المزار الكبير ص ١٨٨.

٩٦

قال أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد الدعجلي قال ، أخبرنا أبوالحسين حمزة بن الحسن بن شبيب قال : عرفنا أبو عبدالله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا عليه‌السلام فقال لي : مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له : نعم ، فقال : لي شكرالله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبدالله أن تراه فان أيام الغيبة تشتاق اليه ولا تسئل الاجتماع معه إنها عزائم الله والتسليم لها أولى ولكن توجه اليه بالزيارة ، وأما كيف يعمل وما املاه؟ عند محمد بن على فانسخوه من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلي على محمد وآله وتقول قول الله جل اسمه : سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، من عند الله ، والله ذوالفضل العظيم ، إمامه من يهديه صراطه المستقيم ، وقد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين. وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين (١).

أقول : ولعله أشار بقوله وذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة الندبة كما مر ، فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة وأنها اثنتا عشرة ركعة.

ثم قال السيد رحمه‌الله : زيارة اخرى له صلوات الله عليه تصلي ركعتين وتقول بعدهما : سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته وبركاته الدائمة ، على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته في خلقه وعباده ، وسلالة النبوة ، وبقية العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ، والحجة القائم المهدي ، الامام المنتظر المرضي ، الطاهر ابن الائمة المعصومين السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكم الوصيين ، السلام عليك يا عصمة الدين ، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٩٤.

٩٧

يا مذل الكافرين المتكبرين.

السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان ، يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ابن الائمة الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء ، أشهد أنك الامام المهدى قولا وفعلا ، وأنك الذي تملا الارض قسطا وعدلا ، عجل الله فرجك ، وسهل مخرجك ، وقرب زمانك وكثر أنصارك وأعوانك ، وأنجز لك وعدك ، فهو أصدق القائلين «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين» يا مولاي حاجتي كذاو كذا فاشفع لي إلى ربك في نجاحها ، وادع بما أحببت وتنصرف ولا تحول وجهك حتى تخرج من الباب (١).

أقول : سيأتي سند هذه الزيارة في باب رقاع الحوائج وفيه أنه يقرأ في الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا ، وفي الثانية إذا جاء نصر الله.

زيارة اخرى له عليه‌السلام قد تقدم ذكر الاستيذان في أول زيارته عليه‌السلام فأغنى ذلك عن الاعادة في كل زيارة ، فاذا دخلت بعد الاذن فقل : اللسلام عليك يا خليفة الله في أرضه ، وخليفة رسوله وآبائه الائمة المعصومين المهديين ، السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين ، السلام عليك يا وارث علم المرسلين ، السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين ، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة ، السلام عليك يا ابن الاشباح الباهرة ، السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة ، السلام عليك يا وارث كنز العلوم الالهية ، السلام عليك يا حافظ مكنون الاسرار الربانية السلام عليك يا من خضعت له الانوار المجدية ، السلام عليك يا باب الله الذي لايؤتى إلا منه ، السلام عليك يا سيبل الله الّذي من سلك غيره هلك ، السّلام عليك يا حجاب الله الازلي القديم ، السلام عليك يا ابن شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٢٥ ٢٢٦.

٩٨

لا تخفى ، السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه ، السلام عليك يا وجه الله المتقلب بين أظهر عباده ، سلام من عرفك بما تعرفت به إليه ، ونعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها وفوقها.

أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقى ، وأن حزبك هم الغالبون ، وأولياءك هم الفائزون ، وأعداءك هم الخاسرون ، وأنك حائز كل علم ، وفاتق كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، وسابق لا يلحق ، رضيت بك يا مولاي إماما وهاديا ، ووليا ومرشدا ، لا أبتغي بك بدلا ، ولا أتخذ من دونك وليا ، وأنك الحق الثابت الذى لا ريب فيه ، لا أرتاب ولا أغتاب لامد الغيبة ، ولا أتحير لطول المدة ، وأن وعد الله بك حق ، ونصرته لدينه بك صدق ، طوبى لمن سعد بولايتك ، وويل لمن شقى بجحودك ، وأنت الشافع المطاع الذي لا يدافع ، ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين ، وإعزاز المؤمنين ، والانتقام من الجاهدين ، الاعمال موقوفة على ولايتك ، والاقوال معتبرة بإمامتك ، من جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله ، وصدقت أقواله ، وتضاعف له الحسنات ، وتمحى عنه السيئات ، ومن زل عن معرفتك ، واستبدل بك غيرك ، أكبه الله على منخريه في النار ، ولم يقبل له عملا ، ولم يقم له يوم القيامة وزنا.

أشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه ، وسره كعلانيته ، وأنت الشاهد علي بذلك وهو عهدي إليك ، وميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين ، وعز الموحدين ، ويعسوب المتقين ، وبذلك أمرني فيك رب العالمين.

فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار ، لم أزدد بك إلا يقينا ، ولك إلا حبا ، وعليك إلا اعتمادا ، ولظهورك إلا توقعا ، ومرابطة بنفسي ومالي وجميع ما أنعم به على ربي ، فان أدركت أيامك الزاهرة ، وأعلامك الظاهرة ، ودولتك القاهرة ، فعبد من عبيدك ، معترف بحقك ، متصرف بين أمرك ونهيك ، أرجو

٩٩

بطاعتك الشهادة بين يديك ، وبولايتك السعادة فيما لديك ، وإن أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعل لي كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادي ، يامولاي وقفت في زيارتي إياك موقف الخاطئين ، المستغفرين النادمين أقول : عملت سوء وظلمت نفسي ، وعلى شفاعتك يا مولاي متكلي ومعولي ، وأنت ركني وثقتي ، ووسيلتي إلى ربي ، وحسبي بك وليا ومولى وشفيعا ، والحمد لله الذي هدانى لولايتك ، وما كنت لاهتدي لو لا أن هدانى الله حمدا يقتضى ثبات النعمة ، وشكرا بوجب المزيد من فضله ، والسلام عليك يا مولاي وعلى آبائك موالي الائمة المهتدين ، ورحمة الله وبركاته ، وعلي منكم السلام.

ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الاولى فاذافرغت منها فقل : اللهم صل على محمد وأهل بيته ، الهادين المهديين ، العلماء الصادقين الاوصياء المرضيين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ، وتراجمة وحيك ، وحججك على خلقك ، وخلفائك في أرضك ، فهم الذين اخترتهم لنفسك ، واصطفيتهم على عبادك ، وارتضيتهم لدينك ، وخصصتهم بمعرفتك ، وجللتهم بكرامتك ، وغذيتهم بحكمتك ، وغشيتهم برحمتك ، وزينتهم بنعمك ، وألبستهم من نورك ورفعهتم في ملكوتك ، وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك.

اللهم صل على محمد صلاة زاكية نامية ، كثيرة طيبة دائمة ، لا يحيط بها إلا أنت ، ولا يسعها إلا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك ، اللهم صل على وليك المحيي لسنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ، وحجتك على خلقك ، وخليفتك في أرضك ، وشاهدك على عبادك.

اللهم أعز نصره ، وامدد في عمره ، وزين الارض بطول بقائه ، اللهم اكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ، وخلصه من أيدى الجبارين ، اللهم أعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته ، و

١٠٠