بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

اللهم رب هذه الارواح الفانية ، والاجساد البالية ، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة ، أدخل عليهم روحا منك وسلاما مني. كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات.

وهذا دعاء علي عليه‌السلام لاهل القبور : بسم الله الرحمن الرحيم السلام على أهل لا إله إلا الله من أهل لا إله إلا الله ، يا أهل لا إله إلا الله ، بحق لا إله إلا الله كيف وجدتم قول لا إله إلا الله ، من لا إله إلا الله ، يا لا إله إلا الله ، بحق لا إله إلا الله ، اغفر لمن قال لا إله إلا الله ، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله.

فقال علي عليه‌السلام : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، يقول : من قرأ هذا الدعاء أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة ، وكفر عنه سيئات خمسين سنة ولابويه أيضا.

٣٢ ـ وروى أن أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليه أن تقف وتقول : اللهم ولهم ما تولوا ، واحشرهم مع من أحبوا.

٣٣ ـ وقال في كتاب العدة روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنه يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات (١).

اقول : قد تقدم ساير الاخبار المروية في فضل زيارة المؤمنين وآدابها في أبواب الجنائز من كتاب الطهارة.

__________________

(١١) عدة الداعى ص ١٠٥.

تم والحمد لله على توفيقه ما أردناه من التعليق على كتاب المزار من هذه الموسوعة القيمة ـ بحار الانوار ـ ونسأله تعالى أن يتم توفيقه لنا ويكمل احسانه علينا بانجاز باقى هذه الموسوعة تحقيقا وتعليقا انه ولى ذلك وحده ، والحمد لله بدءا وختاما ، وأنا الاقل : محمد مهدى السيد حسن الموسوى الخرسان.

٣٠١

٧

* (باب) *

* «(نادر في اكرام القادم من الزيارة)» *

١ ـ روى في بعض مؤلفات أصحابنا رحمهم‌الله تعالى ، عن معلى بن خنيس قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا انصرف الرجل من إخوانكم من زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه ، وسلموا عليه ، وهنؤوه بما وهب الله له ، فان لكم مثل ثوابه ، ويغشاكم ثواب مثل ثوابه ، من رحمة الله ، وإنه مامن رجل يزورنا أو يزور قبورنا إلا غشيته الرحمة وغفرت له ذنوبه :

[صورة خط المؤلف رحمة الله عليه :]

والحمد لله الذي وفقني لاتمام هذا المجلد من كتاب بحار الانوار في المشهد المقدس المنور الغروى على مشرفه وأخيه وزوجته وأولاده الطاهرين ألف ألف ألف صلاة وتحية وسلام بعد انصرافي عن حج بيت الله الحرام ، وزيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، والائمة الكرام المقبورين في جواره عليهم الصلاة والسلام ، وكان ذلك في ليلة مبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، السابع والعشرين من شهر رجب الاصب ، من شهور سنة إحدى وثمانين بعد الالف ، من الهجرة المقدسة النبوية.

ثم الحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة على سيدنا المرسلين ، وفخر العالمين محمد وعترته الاكرمين ، الغر الميامين ، فالمرجو من إخواني المؤمنين ، الناظرين في هذا الكتاب ، والزائرين بما أودعته فيه ، أن يترحموا علي ، ويدعوا لي بالغفران ، والرحمة والرضوان ، في روضات أئمتي ومشاهدهم عليهم‌السلام ، في حياتي وبعد وفاتي ، وهل الدعاء إلا لمثلي ، لكثرة زلاتي وهفواتي ، غفر الله لي ولوالدي وسائر المؤمنين ، بحق أئمتي وسادتي.

٣٠٢

ملحق

بهذا الجزء

٣٠٣
٣٠٤

قد وعدنا في ذيل الصفحة ٢٠٩ أن ننقل ما أورده المؤلف في باب أعمال يوم الجمعة من صلوات الجامعة على الرسول والائمة عليهم‌السلام فنقول :

قال المؤلف قدس الله روحه :

من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا : فاذا صليت الفجر يوم الجمعة ، فابتدئ بهذه الشهادة ، ثم بالصلوة على محمد وآله وهي هذه :

اللهم أنت ربي ورب كل شئ ، [وخالقي] وخالق كل شئ ، آمنت بك وبملائكتك وكتبك ورسلك ، وبالساعة والبعث والنشور ، وبلقائك والحساب ووعدك ووعيدك ، وبالمغفرة والعذاب ، وقدرك وقضائك ، ورضيت بك ربا ، وبالاسلام دينا ، وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيا ، وبالقرآن كتابا وحكما ، وبالكعبة قبلة وبحججك على خلقك حججا وأئمة ، وبالمؤمنين إخوانا ، وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى ، وبجميع ما يعبد دونك ، واستمسكت بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم.

وأشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار الارضين السابعة سواك باطل ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، كنت قبل الايام والليالي ، وقبل الازمان والدهور ، وقبل كل شئ ، إذ أنت حي قبل كل حي ، وحي بعد كل حي ، تباركت وتعاليت في عليائك ، وتقدست في أسمائك ، لا إله غيرك ولا رب سواك ، وأنت حي قيوم ملك قدوس متعال أبدا لا نفاد لك ولا فناء ، ولا زوال ، ولا غاية ، ولا منتهى.

لا إله في السماوات والارضين إلا أنت ، تعظمت حميدا ، وتحمدت كريما وتكبرت رحيما ، وكنت عزيزا قديما ، قديرا مجيدا ، تعاليت قدوسا رحيما قديرا ، وتوحدت إلها جبارا قويا عليا عليما عظيما كبيرا ، وتفردت بخلق الخلق كلهم ، فما خالق بارئ مصور متقن غيرك ، وتعاليت قاهرا معبودا مبدئا معيدا منعما مفضلا جوادا ماجدا رحيما كريما.

فأنت الرب الرحيم الذي لم تزل ولا تزال وتضرب بك الامثال ، ولا يغيرك

٣٠٥

الدهور ، ولا يفنيك الزمان ولا تداولك الايام ، ولا يختلف عليك الليالي ولا تحاولك الاقدار (١) ولا تبلغك الاجال ، لا زوال لملكك ولا فناء لسلطانك ولا انقطاع لذكرك ، ولا تبديل لكلماتك ، ولا تحويل لسنتك ، ولا خلف لوعدك ولا تأخذك سنة ولا نوم ولا يمسك نصب ولا لغوب.

فأنت الجليل القديم الاول الاخر الباطن الظاهر القدوس ، عزت أسماؤك وجل ثناؤك ، ولا إله سواك ، وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد.

أنت الدائم في غير وصب (٢) ولا نصب ، لم تشغلك رحمتك عن عذابك ، ولا عذابك عن رحمتك ، خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهم ولا انس بهم ، وابتدعتهم لا من شئ كان ولا بشئ شبهتهم.

لا يرام عزك ، ولا يستضعف أمرك ، لا عز لمن أذللت ، ولا ذل لمن أعززت أسمعت من دعوتك وأجبت من دعاك.

اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك توفنيه يوم تسأل الصادقين عن صدقهم ، وذلك قولك «لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا».

اللهم إني أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله، وبايماني به ، وبطاعتي له وتصديقي بما جاء به من عندك ، فنزل به الروح الامين من وحيك على محمد نبي الرحمة ، القائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ، وبمعصيته تهتك العصمة صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحم وكرم يا داحي المدحوات (٣) ويا باني

__________________

(١) لا تحاولك الاقدار : أى لا تقصدك ولا تريدك التقديرات كالعباد يتوجه اليهم قضاياك وتقديراتك.

(٢) الوصب : المرض.

(٣) داحي المدحوات : أى باسط المبسوطات ، والدحو : البسط أراد بها الارضين المبسوطة كالارض التى نسكنها ، والمراد بالبسط أن تكون صالحة للاستقرار كالفراش كما قال عزوجل «الذي جعل لكم الارض فراشا».

٣٠٦

المسموكات (١) ويا مرسي المرسيات (٢) ويا جبار السموات وخالق القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ، وباسط الرحمة للمتقين.

اجعل شرايف صلواتك ، ونوامي بركاتك (٣) ، ورأفته تحننك وعواطف زواكي رحمتك ، على محمد عبدك ورسولك ، الفاتح لما اغلق ، والخاتم لما سبق ، ومظهر الحق بالحق (٤) ودامغ الباطل كما حملته فاضطلع بأمرك ، محتملا لطاعتك ، مستوفزا (٥) في مرضاتك ، غير ناكل في قدم (٦) ولا واهن في عزم ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبس القابس (٧) وبه هديت القلوب بعد خوضات الفتن ، وأقام موضحات الاعلام ، ومنيرات الاسلام ونائرات الاحكام.

__________________

(١) المسموكات : المرفوعات وفي النهج «وداعم المسموكات» وفي كتاب الغارات «وبارئ المسموكات» والداعم الحافظ المقيم من أن ينهدم ويخر.

(٢) المرسيات : الجبال الثوابت الرواسخ ، يقال : أرسى الشئ ارساء اذا أثبته. و أرسى الوتد في الارض : أثبته واحكمه. وكان القياس أن يقال المرسوات كامدحوات.

(٣) الشرائف جمع شريفة كالنوامى جمع نامية.

(٤) يعنى أنه أظهر كلمة الحق بنفس الحق ورفع علم الحق على القناة الحق ، فهو حق في حق وأما الناس الذين يريدون اظهار كلمة الحق بالباطل ورفع علمه بدعامة الباطل ، فقد حاولوا احقاق الحق بالباطل ، والباطل لا يثبت الا الباطل.

(٥) مستوفزا : أي مهتما مستعجلا ، والوفز العجلة ، واستوفز في قعدته : انتصب فيها غير مطمئن وقد تهيأ للثوب ، وتوفز للشئ تهيأ.

(٦) في النهاية : في حديث على عليه‌السلام «غير ناكل في قدم» آى في تقدم ، ويقال رجل قدم اذا كان شجاعا ، وقد يكون القدم بمعنى التقدم.

(٧) قال في النهاية : ورى الزند : اذا خرجت ناره ، وأوراه غيره اذا استخرجه ومنه حديث على (ع) «حتى أورى قبسا لقابس» أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدى.

٣٠٧

فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك (١) نعمة ورسولك رحمة ، فافسح له مفسحا في عدلك ، واجزه مضعفات الخير من فضلك ، مهنآت غير مكدرات من فوز فوائدك المحلول (٢) وجزيل عطائك الموصول.

اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله ومثواه (٣) واتمم له نوره ، وأرناه بابتعاثك إياه مرضى المقالة ، مقبول الشهادة ، ذا منطق عدل ، وخطة (٤) فصل وحجة وبرهان عظيم الجزاء.

اللهم اجعلنا شافعين مخلصين وأولياء مطيعين ، ورفقاء مصاحبين ، أبلغه منا السلام ، وأوردنا عليه وأورد عليه منا السلام.

اللهم إني أشهد والشهادة حظى والحق على ، أن محمدا عبدك ورسولك ونبيك وصفيك ونجيك وأمينك ونجيبك وحبيبك ، وصفوتك من خلقك ، وخليلك وخاصك وخالصتك ، وخيرتك من بريتك ، النبي الذي هديتنا به من الضلالة وعلمتنا به من الجهالة ، وبصرتنا به من العمى ، وأقمتنا به على المحجة العظمى ، وسبيل التقوى ، وأخرجتنا به من الغمرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات.

أمينك على وحيك ، ومستودع سرك وحكمتك ، ورسولك إلى خلقك ، وحجتك على عبادك ، ومبلغ وحيك ، ومؤدي عهدك ، وجعلته رحمة للعالمين ، ونورا يستضئ به المؤمنون ، يبشر بالجزيل من ثوابك ، وينذر بالاليم من عقابك.

__________________

(١) البعيث بمعنى مبعوث : فعيل بمعنى مفعول ، وقد مر في الكتاب شرح بعض هذه الفقرات عند الزيارة من الزيارات الجامعة.

(٢) المحلول صفة للفوز أو للفوائد ، وذكر بتأويل لرعاية السجع ، وهو بمعنى الحال أو المحلل ولعل فيه تصحيفا.

(٣) في المطبوعة : «سؤله ومثويه» وهو تصحيف.

(٤) في النهاية : فيه : أن يفصل الخطة : أى اذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه. الخطة الحال والامر والخطب.

٣٠٨

فأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك ، وعبدك حتى أتاه اليقين من وعدك ، وأنه لسانك في خلقك ، وعينك والشاهد لك ، والدليل عليك ، والداعي إليك والحجة على بريتك ، والسبب فيما بينك وبينهم.

وأنه قد صدع بأمرك ، وبلغ رسالتك ، وتلا آياتك ، وحذر أيامك (١) وأحل حلالك ، وحرم حرامك ، وبين فرائضك ، وأقام حدودك وأحكامك ، وحض على عبادتك ، وأمر بطاعتك ، وائتمر بها ونهى عن معصيتك ، وانتهى عنها ودل على حسن الاخلاق وأخذ بها ، ونهى عن مساوى الاخلاق واجتنبها ، ووالى أولياءك قولا وعملا ، وعادى أعداءك قولا وعملا ، ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأشهد أنه لم يكن ساحرا ولا مسحورا ، ولا شاعرا ولا مجنونا ، ولا كاهنا ولا أفاكا (٢) ولا جاحدا ولا كذابا ولا شاكا ولا مرتابا وأنه رسولك وخاتم النبيين ، وجاء بالوحي من عندك ، وصدق المرسلين.

وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الاليم ، وأن الذين آمنوا به واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المتقون.

اللهم صل على محمد وآله أفضل وأشرف وأكمل وأكبر وأطيب وأطهر وأتم وأعم وأزكى وأنمى وأحسن وأجمل وأكثر ما صليت على أحد من الاولين والاخرين إنك حميد مجيد.

اللهم صل على محمد حيا وصل على محمد ميتا ، وصل على محمد مبعوثا ، وصل على روحه في الارواح الطيبة ، وصل على جسده في الاجساد الزاكية.

اللهم شرف بنيانه ، وكرم مقامه ، وأضئ نوره ، وأبلغه الدرجة الوسيلة عندك في الرفعة والفضيلة ، وأعطه حتى يرضى وزده بعد الرضى ، وابعثه مقاما محمودا ، اللهم صل عليه بكل منقبة من مناقبه ، وموقف من موافقه ، وحال من

__________________

(١) أى الايام التى تنزل فيها العقوبات على المجرمين في الدنيا والاخرة.

(٢) الافاك : الكذاب ، والافك : الكذب المختلق.

٣٠٩

أحواله رأيته لك فيها ناصرا ، وعلى مكروه بلائه صابرا ، صلاة تعطيه بها خصائص من عطائك ، وفضائل من حبائك ، وتكرم بها وجهه ، وتعظم بها خطره ، وتنمي بها ذكره ، وتفلج بها حجته ، وتظهر بها عذره ، حتى تبلغ به أفضل ما وعدته من جزيل جزائك ، وأعددت له من كريم حبائك ، وذخرت له من واسع عطائك.

اللهم شرف في القيامة مقامه ، وقرب منك مثواه ، واعطه أعظم الوسائل وأشرف المنازل ، وعظم حوضه ، وأكرم وارديه ، وكثرهم ، وتقبل في امته شفاعته وفيمن سواهم من الامم ، وأعطه سؤله في خاصته وعامته ، وبلغه في الشرف والتفضيل أفضل ما بلغت أحدا من المرسلين ، الذين قاموا بحقك ، وذبوا عن حرمك ، وأفشوا في الخلق إعذارك وإنذارك ، وعبدوك حتى أتاهم اليقين.

اللهم اجعل محمدا أفضل خلقك منك زلفى ، وأعظمهم عندك شرفا ، وأرفعهم منزلا وأقربهم مكانا ، وأوجههم عندك جاها وأكثرهم تبعا ، وأمكنهم شفاعة وأجزلهم عطية.

اللهم صلى على محمد وآله صلاة يثمر سناها ، ويسمو أعلاها ، وتشرق أولاها وتنمى اخراها ، نبي الرحمة والقائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ، وبمعصيته تهتك العصمة وسلم عليه سلاما غزيرا يوجب كثيرا ويؤمن ثبورا أبدا إلى يوم الدين.

وعلى آله مصابيح الظلام ومرابيع (١) الانام ، ودعائم الاسلام الذين إذا قالوا صدقوا ، وإذا خرس المغتابون نطقوا ، آثروا رضاك ، وأخلصوا حبك واستشعروا خشيتك ، ووجلوا منك ، وخافوا مقامك ، وفزعوا من وعيدك ، ورجوا أيامك ، وهابوا عظمتك ، ومجدوا كرمك وكبروا شأنك ، ووكدوا ميثاقك وأحكموا عرى طاعتك واستبشروا بنعمتك ، وانتظروا روحك ، وعظموا جلالك وسددوا عقود حقك بموالاتهم من والاك ، ومعاداتهم من عاداك ، وصبرهم على ما أصابهم في محبتك ، ودعائهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى سبيلك ، ومجادلتهم

__________________

(١) المرابيع : الامطار التى تجئ في أول الربيع.

٣١٠

بالتي هي أحسن من عاند ، وتحليلهم حلالك ، وتحريمهم حرامك ، حتى أظهروا دعوتك ، وأعلنوا دينك ، وأقاموا حدودك ، واتبعوا فرائضك ، فبلغوا في ذلك منك الرضى ، وسلموا لك القضاء ، وصدقوا من رسلك من مضى ، ودعوا إلى سبيل كل مرتضى.

الذين من اتخذهم مآبا سلم ، ومن استتر بهم جنة عصم ، ومن دعاهم إلى المضلات لبوه ، ومن استعطاهم الخير آتوه ، صلاة كثيرة طيبة زاكية نامية مباركة صلاة لا تحد ولا تبلغ ، ولا يدرك حدودها ، ولا يوصف كنهها ، ولا يحصى عددها وسلام عليهم بانجاز وعدهم ، وسعادة جدهم ، وإسناء رفدهم ، كما قلت «السلام على آل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين».

اللهم اخلف فيهم محمدا أحسن ما خلفت أحدا من المرسلين في خلفائهم ، والائمة من بعدهم ، حتى تبلغ برسولك وبهم ، كمال ما تقربه أعينهم في الدنيا والاخرة ، مما لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، واجعلهم في مزيد كرامتك ، وجزيل جزائك ، ومما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، وأعطهم ما يتمنون ، وزدهم بعد ما يرضون ، وعرف جميع خلقك فضل محمد وآل محمد ومنزلتهم منك حتى يقروا بفضلك بفضلهم و شرفهم ، ويعرفوا لهم حقهم الذي أوجبت عليهم ، من فرض طاعتهم ومحبتهم ، واتباع أمرهم ، واجعلنا سامعين لهم مطيعين ، ولسنتهم تابعين ، وعلى عدوهم من الناصرين ، وفيما دعوا إليه ودلوا عليه من المصدقين.

اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك ، وبما أمرتنا به على ألسنتهم ، ونشهد أن ذلك من عندك ، فبرضاهم نرجوا رضاك ، وبسخطهم نخشى سخطك.

اللهم فتوفنا على ملتهم واحشرنا في زمرتهم ، واجعلنا ممن تقر عينه غدا برؤيتهم ، وأوردنا حوضهم ، واسقنا بكأسهم ، وأدخلنا في كل خير أدخلتهم فيه وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منه ، حتى نستوجب ثوابك ، وننجو من عقابك ونلقاك وأنت عنا راض ، ونحن لك مرضيون ، صلوات الله ربنا الرؤف الرحيم

٣١١

على نبينا وآله أجمعين.

اللهم إنا نسألك بمحمد وآل محمد الموصوفين ، بمعرفتك ، تقربا إليك بالمسألة وهربا منك إليك ، غير بالغ في مسئلتي لهم معشار ما برحمتك أعتقد لهم ، إلا التماس المناصحة لهم ، وثواب موعودك ، والتوجه إليهم بهم والشفاعة لنا منهم.

اللهم إني أسألك لال محمد الماضين من أئمة الهدى أفضل المنازل عندك ، و أحبها إليك من الشرف الاعلى ، والمكان الرفيع من الدرجات العلى ، يا شديد القوى ، نفحة من عطائك التى لا من فيها ولا أذى ، خصهم منك بالفوز العظيم في النضرة والنعيم ، والثواب الدائم المقيم الذي لا نصب فيه ولا يريم (١).

اللهم أسكنهم الغرف المبنية على الفرش المرفوعة (٢) والسرر المصفوفة متكئين عليها متقابلين ، لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما (٣) إلا قيلا سلاما سلاما (٤) يا رب العالمين.

اللهم ارفع محمدا في أعلى عليين ، فوق منازل المرسلين ، وملائكتك المقربين وجميع النبيين. وصفوتك من خلقك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اجزهم بشكر نعمتك ، وتعظيم حرمتك ، جزاء لا جزاء فوقه ، وعطاء لا عطاء مثله وخلودا لا خلود يشاكله ، ولا يطمع أحد في مثله ، ولا يقدر أحد قدره ، ولا تهتدي الالباب إلى طلبه ، نعمة لما شكروا من أياديك وإرصادا (٥) لما صبروا على الاذى فيك.

__________________

(١) أى لا يبرح ولا يزول.

(٢) أى الرفيعة القدر أو المنضدة المرتفعة. وقيل : هي النساء.

(٣) لغوا : أى باطلا ، ولا تاثيما أى نسبة إلى اثم ، اى لا يقال لهم اثيم.

(٤) اى قولا سلاما سلاما ، وسلاما بدل من قليلا كقوله تعالى ، (لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما) أو صفة له أو مفعوله بمعنى الا أن يقولوا سلاما ، أو مصدر ، والتكرير للدلالة على فشو السلام بينهم.

(٥) الارصاد : الاعداد.

٣١٢

اللهم وعلى الباقي منهم فترحم ، وما وعدتهم من نصرك فتمم ، وأشياعهم من كل سوء فسلم ، وبهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم (١) وأموال الظلمة وليك فغنم ، وكن لهم وليا وحافظا وناصرا ، واجعلهم والمؤمنين أكثر نفيرا (٢) وأنزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا ، وابعث لهم من أنفسهم لدماء أسلافهم ثارا ، ولا تدع على الارض من الكافرين ديارا ، ولا تزد الظالمين إلا خسارا.

اللهم مد لال محمد وأشياعهم في الاجال ، وخصهم بصالح الاعمال ، ولا تجعلنا ممن يستبدل بهم الابدال (٣) يا ذا الجود والفعال (٤).

اللهم خص آل محمد بالوسيلة (٥) ، وأعطهم أفضل الفضيلة ، واقض لهم في الدنيا بأحسن القضية ، واحكم بينهم وبين عدوهم بالعدل والوفا ، واجعلنا يا رب لهم أعوانا ووزراء ، ولا تشمت بنا وبهم الاعداء.

اللهم احفظ محمدا وآل محمد ، وأتباعهم وأوليائهم بالليل والنهار من أهل الجحد والانكار ، واكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار ، وسلطهم على كل ناكث ختار (٦) حتى يقضوا من عدوك وعدوهم الاوطار (٧) ، واجعل عدوهم مع الاذلين والاشرار ، وكبهم رب على وجوههم في النار ، إنك الواحد

__________________

(١) التحطيم : التكسير.

(٢) النفير : من ينفر مع الرجل من قومه ، وقيل : هو جمع نفر ، وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو.

(٣) أى تذهب بنا لعدم قابليتنا لنصرة الحق ، وتأتى بغيرنا لذلك ، ومنه الدعاء «و لا تستبدل بى غيرى».

(٤) الفعال ـ كسحاب ـ اسم الفعل الحسن والكرم أو يكون في الخير والشر قاله الفيروزآبادى.

(٥) الوسيلة درجة للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في القيامة تختص به ، وقد مر شرحها في أبواب المعاد.

(٦) الختار : الغدار.

(٧) الاوطار جمع الوطر : الحاجة.

٣١٣

القهار.

اللهم وكن لوليك في خلقك وليا وحافظا وقائدا وناصرا حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه فيها طولا ، وتجعله وذريته فيها الائمة الوارثين ، واجمع له شمله (١) وأكمل له أمره ، وأصلح له رعيته ، وثبت ركنه ، وافرغ الصبر منك عليه (٢) حتى ينتقم فيشتفي (٣) ويشفي حزازات قلوب نغلة ، وحرارات صدوره وغرة (٤) وحسرات أنفس ترحة (٥) من دماء مسفوكة ، وأرحام مقطوعة [وطاعة] مجهولة (٦) قد أحسنت إليه البلاء ، ووسعت عليه الالاء ، وأتممت عليه النعماء في حسن الحفظ منك له.

اللهم اكفه هول عدوه ، وأنسهم ذكره ، وأرد من أراده ، وكد من كاده ، و امكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء (٧) عليهم ، اللهم فض جمعهم ، وفل حدهم ،

__________________

(١) يقال : جمع الله شملهم أى ما تشتت من أمرهم.

(٢) قال الراغب في المفردات : افرغت الدلو : صببت ما فيه ، ومنه استعير : «أفرغ علينا صبرا».

(٣) الاشتفاء والتشفى : زوال ما في القلب من الغيظ ، وشفاء الغيظ : ازالته ، (٤) الحزازة وجمع في القلب من غيظ ونحوه ، قاله الجوهرى ، وقال ، نغل قلبه على : أى ضغن ، وقال : الوغرة شدة توقد الحر ، ومنه قيل : في صدره على وغر ـ بالتسكين ـ أى ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ.

(٥) الترح : ضد الفرح قاله الجوهرى.

(٦) أى جهلهم بوجوب طاعتهم.

(٧) الدائرة : عبارة عن الخط المحيط ، ثم عبر بها عن الحادثة ، والدورة والدائرة في المكروه ، كما يقال دولة في المحبوب ، قال تعالى : «نخشى ان تصيبنا دائرة» وقوله عزوجل : «ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء» اى يحيط بهم السوء احاطة دائرة بمن فيها ، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه. قاله الراغب في المفردات.

٣١٤

وأرعب قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، واصدع شعبهم (١) ، وشتت أمرهم ، فانهم أضاعوا الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، وعملوا السيئات ، واجتنبوا الحسنات ، فخذهم بالمثلات (٢) وأرهم الحسرات ، إنك على كل شئ قدير.

اللهم صل على جميع المرسلين والنبيين ، الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة ، ودعوا العباد بالنصيحة ، وصبروا على ما لقوا في جنبك (٣) من الاذى ، والتكذيب ، صل على أزواجهم وذراريهم ، وجميع أتباعهم من المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليهم جميعا ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على ملائكتك المقربين ، وأهل طاعتك أجمعين ، صلاة زاكية نامية طيبة ، وخص آل نبينا الطيبين ، السامعين لك المطيعين ، القوامين بأمرك ، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وارتضيتهم لدينك أنصارا ، وجعلتهم حفظة لسرك ، ومستودعا لحكمتك ، وتراجمة لوحيك ، وشهداء على خلقك ، وأعلاما لعبادك ، ومنارا في بلادك (٤) فانهم عبادك المكرمون ، الذين لا يسبقونك بالقول ، وهم بأمرك يعملون ، يخافون بالغيب (٥) وهم من الساعة مشفقون ،

__________________

(١) الشعب ، الصدع في الشئ ، واصلاحه ايضا ، وشعبت الشئ فرقته ، و شعبته : جمعته ، وهو من الاضداد ، تقول التأم شعبهم : اذا اجتمعوا بعد التفرق ، وتفرق شعبتهم : اذا تفرقوا بعد الاجتماع ، قاله الجوهرى.

(٢) المثلة ـ بفتح الميم وضم الثاء ـ العقوبة ، والجمع : المثلات :

(٣) اى في طاعتك وقربك.

(٤) الاعلام ، جمع العلم ، وهو العلامة يهتدى بها في الطريق ، والمنار ايضا علم الطريق والموضع المرتفع توقد في اعلاه النار ليهتدى به من ضل الطريق ، واستعير لهم لاهتداء الخلق بهم عليهم‌السلام.

(٥) حال عن الفاعل او المفعول : اى حالكونهم غائبين عن الخلق او عن ربهم ، او حالكون ربهم غائبا عنهم ، أو المراد بالغيب ، القلب ، فالباء للالة.

٣١٥

بصلوات (١) كثيرة طيبة زاكية مباركة نامية بجودك وسعة رحمتك من جزيل ما عندك في الاولين والاخرين (٢) واخلف عليهم في الغابرين (٣).

اللهم اقصص بنا آثارهم ، واسلك بنا سبلهم ، وأحينا على دينهم ، وتوفنا على ملتهم ، وأعنا على قضاء حقهم الذي أوجبته علينا لهم ، وتمم لنا ما عرفتنا من حقهم ، والولاية لاوليائهم ، والبراءة من أعدائهم ، والحب لمن أحبوا ، والبغض لمن أبغضوا ، والعمل بما رضوا ، والترك لما كرهوا ، كما جعلتهم السبب إليك ، والسبيل إلى طاعتك ، والوسيلة إلى جنتك ، والادلاء على طرقك.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم تقوله ألف مرة إن قدرت عليه وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم ، اللهم اجعل فرجي معهم يا أرحم الراحمين.

ثم قل مائة مرة : صلوات الله وملائكته ورسله وجميع خلقه على محمد النبي و آل محمد ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته (٤).

__________________

(١) قوله : بصلوات متعلق بخص.

(٢) في الاولين أى خصهم بذلك من بين الاولين والاخرين أو اجعل ذلك في الاولين منهم والاخرين.

(٣) أى كن خليفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أو من مضى من الائمة في الغابرين أى في الباقين منهم.

(٤) مامر من التذييل كان باقتباس من بتانات المؤلف قدس‌سره.

٣١٦

٣١٧

٣١٨

٣١٩

كلمة المحقق :

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الحمدلله رب العالمين وكفى ، والصلاة والسلام على محمد المصطفى ، وآله الامناء الخلفاء واللعنة على اعدائهم من اهل الجفاء.

وبعد فهذا هو القسم الثالث من الجزء الثاني والعشرين من الموسوعة الاسلامية الكبرى (بحار الانوار) يتضمن بقية كتاب المزار ، وقد تم والحمدلله تحقيقه بمراجعة نصوصه على غالب المصادر المنقول عنها بعد مقارنة نسختنا ـ مطبوعة الكمباني ـ مع طبعة تبريز ، وقد أشرت في الهامش إلى بعض ما وجدته زائدا في طبعة تبريز ولم يكن في نسختنا ، كما أشرت إلى ما امتازت به نسختنا من اضافات ذكرت في الهامش ولم أجدها في طبعة تبريز.

اما التعليق عليه فلم ارغب في التوسع والاطناب ، وتسويد الهوامش بكل ماله صلة واكتفيت بذكر التخريج وشئ يسير مما لابد من التنبيه عليه ، وسطور من تراجم اعلام أغنت شهرتهم عن التوسع في سرد حياتهم ، وتفصيل تاريخهم ، اعتمادا على ما سبق من شيخنا المؤلف رحمه‌الله في سالف أجزائه حيث ذكر تراجم كثير منهم ، اما غير هؤلاء ممن لم يسبق له ذكر فقد نبهت على بعض جوانب عظمتهم اداء لبعض حقوقهم ، وتقديرا لخدماتهم الاسلامية ، وتنبيها للقارئ في الاستزادة من المصدر المذكور آخر الترجمة.

وقد استفدت كثيرا في هذا الجزء بأقسامه الثلاثة من ارشادات سماحة سيدي الوالد دام ظله وتوجيهاته التي كانت لي خير عون ، كما اعتمدت في هذا القسم خاصة على ما كتبه دام ظله في مقدمة تهذيب الاحكام ومقدمة من لايحضره الفقيه وشروحه لمشيختي التهذيبين والفقيه فجزاه الله خيرا ، وحفظه لنا ملاذا وذخرا.

٣٢٠