بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ورشيد الهجري (١) وقنبر (٢) وحجر بن عدي (٣) ..

__________________

وحاله في الجلالة وعظيم المنزلة اشهر من ان يذكر ، صلبه الدعى ابن الدعى عبيدالله بن زياد عام ٦١ هـ قبل ان يرد الحسين (ع) إلى العراق بعشرة ايام في السبخة خارج مسجد الكوفة عند دار عمرو بن الحريث وقبره اليوم ظاهر مشيد يؤمه الناس بالزيارة والتبرك.

(١) بضم الراء من علية اصحاب الامام امير المؤمنين (ع) والحسن والحسين (ع) وهو ممن القى اليه علم المنايا والبلايا حتى كان يسميه الامام رشيد البلايا لانه مازال يلفى الرجل بعد الرجل فيقول : انت تموت بكذا وانت تموت بكذا ، قتله ابن مرجانة عبيدالله بن زياد بعد ان قطع يديه ورجليه وثم لسانه ودفن بباب النخيلة من الكوفة ، وقبره اليوم بقرب جسر العباسيات بقرب قرية ذى الكفل وعليه قبة.

(٢) هو مولى اميرالمؤمنين (ع) وخادمه الخاص وقد كان ممن يحمل اسرار الامام عليه‌السلام ذبحه الحجاج بن يوسف الثقفى ظلما وجريمته تفانيه في حب مولاه ، و ذريته.

(٣) من سادات الصحابة وفد على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله هو وأخوه هانى بن عدى ، وقد شهد القادسية مع المسلمين وأبلى بلاءا حسنا ثم صحب الامام اميرالمومنين عليه‌السلام فكان من وجوه أصحابه وذوى الرأى والاشارة والتدبير شهد معه الجمل والصفين

أخذه الدعى زياد بن أبيه مع جماعة من شيعة وأرسلهم مكبلين بالحديد إلى معاوية بالشام ، وكانت عدتهم أربعة عشر رجلا فعرض عليهم البراءة من الامام أمير المؤمنين عليه السلام فلم يفعلوا فأمر معاوية بقتل ثمانية منهم وترك ستة فكان حجر بن عدى ممن قتل في ذلك اليوم وكانت حادثة حجر وأصحابه احدى بوائق معاوية وقد استنكرها عليه سادات المسلمين ووجوه الصحابة لاحظ ابن الطبرى وابن الاثير حوادث سنة ٥١ هـ

ودفن حجر وأصحابه بمرج عذراء وقد بنيت عليهم قبة جدد تعميرها قبل اعوام و قد طلب منى المرحوم شيخ العراقين بيات أن أكتب له مختصرا في ترجمة اولئك الشهداء ليكتب على جدران القبة في الكتيبة فكتب في ذلك الوقت ما تيسر عن تراجمهم وأسباب

٢٨١

وزرارة (١) ومحمد بن مسلم (٢) وبريد (٣) ..

__________________

قتلهم ونقمة المسلمين على معاوية في فعلته النكراء فياويله من حجر وأصحاب حجر ، فلقد روى ابن سيرين قال بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول : يومى منك يا حجر طويل.

(١) اسمه عبد ربه ولقبه زرارة يكنى بأبى على وأبى الحسن من عيون أصحاب الامامين الصادقين وأكابر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام ، وردت في مدحه روايات دلت على سمو مكانته وجلالة شأنه عند الائمة عليهم‌السلام أغنت عن الاطناب في مدحه

له كتب رواها عنه جماعة من أصحابنا وله أولاد منهم الحسن والحسين ورومى و عبيد وعبدالله ويحيى وله أخوة منهم عمران وبكير وعبدالرحمان وعبدالملك ، ولهم أولاد لهم جميعا روايات كثيرة واصول وتصانيف ، وبيتهم من بيوت الشيعة الشامخة رفيع العماد كثير الاوتاد ، توفى زرارة سنة ١٥٠ بعد وفاة الامام الصادق (ع) (عن شرح مشيخة الفقيه ص ٩ بقلم سماحة السيد الوالد دام ظله)

(٢) هو أبوجعفر الاوقص الطحان الاعور السمان الطائفى الكوفى القصير الحداج الثقفى مولاهم من أصحاب الصادقين والكاظم عليهم‌السلام ، وجه اصحابنا بالكوفة ، فقيه ورع محدث.

وكان من أوثق الناس وممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ومن جملة حوارى الامام الباقر عليه‌السلام ومن أوتاد الارض وأعلام الدين كما في خبر جميل بن دراج ، ومن القوامين بالقسط والقوامين بالصدق وأحب الناس أحياءا وأمواتا إلى الصادق عليه‌السلام كما في خبر داود بن سرحان وخبر البقباق وخبر عمر بن يزيد والجميع مروى في الكشى ، كما فيه من الاخبار الدالة على جلالة قدره ورفيع منزلته ما يغنينا عن الاطناب في مدحه سمع عن الباقر عليه‌السلام ثلاثين ألف حديث ومن الصادق عليه‌السلام ستة عشر ألف حديث روى عنه خلق كثير ، له كتاب يسمى الاربعمائة مسأله في أبواب الحلال والحرام رواه العلا بن رزين مات سنة (١٥٠) عن شرح مشيخة الفقيه ص ٦ ـ ٧ باقتضاب)

(٣) وجه من وجوه الشيعة ومحدث فقيه من فقهاء أصحاب الائمة له مكانة محترمة عند

٢٨٢

وأبي بصير (١) والفضيل بن يسار (٢) وأمثالهم مع العلم بموضع قبرهم.

وكذا المشاهير من محدثي الشيعة وعلمائهم ، الحافظين لاثارهم الائمة الطاهرين وعلومهم ، كالمفيد (٣) ..

__________________

* الائمة عليهم‌السلام وذكره الكشى ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وممن اتفقت على تصديقه وانقادوا له بالفقه وهو من أوتاد الارض واعلام الدين كما في خبر جميل عن الصادق (ع)

(١) الظاهر مراد المولف هو ليث بن البخترى المرادى الكوفى لانه من أوتاد الارض وأعلام الدين كما في خبر جميل عن الصادق (ع) روى عن الصادق والكاظم عليهما‌السلام ورد في مدحه من الحديث ما يدل على جلالته وعظيم مكانته ، روى ذلك الكشى في رجاله وربما عد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم والاقرار لهم بالفقه وهو أحد المخبتين الذين بشرهم الامام الصادق عليه‌السلام بالجنة (شرح المشيخة ص ١٨)

(٢) هو ابوالقاسم النهدى عربى صميم ثقة جليل القدر روى عن الصادقين عليهما‌السلام ومات في أيام الصادق عليه‌السلام أصله كوفى نزل البصرة ، ورد في مدحه من الروايات ما يغنى عن الاطناب في مدحه واطرائه

خصوصا ما رواه الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه ص ٣٢ حيث ذكر عن ربعى بن عبدالله عن غاسل الفضيل بن يسار أنه قال انى لاغتسل الفضيل وأن يده لتسبقنى إلى عورته قال فخبرت بذلك أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : رحم الله الفضيل بن يسار هو منا أهل البيت.

(٣) هو محمد بن محمد بن النعمان الحارثى عربى صميم يكنى بأبى عبدالله ويعرف بابن المعلم ويلقب بالمفيد ، ولد في ١١ شهر ذى القعدة سنة ٣٣٦ او سنة ٣٣٨ في سويقة ابن البصرى بعكبراء ـ على عشرة فراسخ من بغداد في ناحية الدجيل (وكان ربعة نحيفا اسمر ، خشن اللباس كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصيام دقيق الفطنة ماضى الخاطر حسن اللسان والجدل صبورا على الخصم ، جميل العلانية.

ماكان ينام من الليل الاهجعة ثم يقوم يصلى او يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن تخرج في العلم عدة مشايخ أذعن لهم الخاصة والعامة بالفضل ، أنها هم سيدنا الوالد دام ظله في ترجمته في مقدمة التهذيب ص ١١ ـ ١٤ ـ إلى ٦١ شيخا.

٢٨٣

والشيخ الطوسي (١) ..

__________________

كما أنه تخرج عليه جماعة من أئمة اهل العلم والفضل ذكر أعيانهم سيدنا الوالد ايضا في ترجمته ص ١٤ ـ ١٦ ـ وفيهم أمثال الشريف المرتضى واخيه الرضى وشيخ الطائفة الطوسى ـ رحمهم‌الله ـ والنجاشى وسلار والكراجكى وعضد الدولة البويهى.

خلف من الاثار العلمية مكتبة ضخمة ، غذت الفكر الاسلامى في مختلف الفنون وقد ذكرها سيدنا الوالد دام ظله في ترجمته من ص ٢٢ إلى ص ٣٠ وأنهاها إلى ١٩٤ مؤلفا كما ذكر جميل الثناء عليه من أقطاب المسلمين وكلهم ألسنة ثناء وتقدير ، توفى رحمه الله في ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان المبارك سنة ٤١٣ وعمره ٧٥ سنة أو ٧٧ سنة.

وكانت وفاته ببغداد فشيعه من الشيعة بما يقدر بثمانين الف سوى غيرهم من سائر المذاهب والفراق ، ووضعت جنازته بميدان الاشنان ـ وكان واسعا ـ للصلاة عليه ، فصلى عليه تلميذه الشريف المرتضى وصلى الناس خلفه ، ثم حمل إلى داره فدفن فيها وبقى أربع سنين ثم تقل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش فدفن إلى جانب شيخه أبى القاسم جعفربن محمد بن قولويه ـ صاحب كامل الزيارات ـ عند رجلى الامامين الكاظمين ، وهو مزار معروف متبرك به.

(باقتضاب عن مقدمة التهذيب الاحكام سماحة سيدنا الوالد دام ظله)

(١) هو أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسى شيخ الطائفة وزعيمها ، ولد في شهر رمضان سنة ٣٨٥ ، قدم بغداد من طوس سنة ٤٠٨ وهو ابن ثلاثة وعشرين سنة ، حضر على الشيخ المفيد نحوا من خمس سنين ولازمة حتى توفى رحمة الله فاختص بعده بالشريف المرتضى طيلة ١٣ سنة.

جعل له الخليفة القائم بامر الله العباسى كرسى الكلام والافادة ، ولم يكونوا يسمحوا به الا لوحيد عصره. استقل بزعامة الطائفة بعد موت شيخه الشريف المرتضى في سنة ٤٣٦ وبقى في بغداد طيلة اثنى عشر عاما ، ثم غادرها إلى النجف الاشرف سنة ٤٤٨

٢٨٤

والسيد بن الجليلين المرتضى (١) والرضي (٢) ...

__________________

* ليضع حجر الزاوية للهيئة العلمية النجفية ، فهو مؤسسها وبانى مجدها واليه يرجع الفضل في اختيارها وتشييد جامعتها العلمية ، توفى سنة ٤٦٠ في محرم الحرام عن خمسة وسبعين عاما ودفن في داره التى حولت بعده مسجدا حسب وصيته ، وقبره اليوم أحد المزارات المقصودة لطلب الخير والبركة. خلف من الاثار العلمية أكثر من خمسين كتابا في فنون الاسلام ، ولقد من الله على أن وفقنى للقيام ببعض الخدمات في نشر كتابيه الاستبصار والتهذيب اللذين تولى تحقيقهما سماحة سيدنا الوالد دام ظله وطبعا في النجف الاشرف.

(١) هو الشريف ذو المجدين علم الهدى ابوالقاسم على بن الشريف النقيب أبى احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم (ع) مفخرة الشيعة الامامية وبطل من ابطال العلم اوحد أهل زمانه علما وعملا ، انتهت اليه الرئاسة في المجد والشرف وفى العلم والدين حتى لقب بذى المجدين وكان اماما في علم الكلام والفقه والادب والشعر.

ولد في رجب سنة ٣٥٥ هـ وخلف من الاثار العلمية مؤلفات قيمة اشتهر منها كتات الغرر والدرر المطبوع مكررا وكتاب الشافى في الامامة وكتاب تنزيه الانبياء وغيرها.

توفى في ٢٥ ربيع الاول سنة ٤٣٦ هـ وتولى غسله أبوالحسين النجاشى والشريف ابويعلى الجعفرى والفقيه سالار بن عبدالعزيز الديلمى ، وصلى عليه ولده ودفن في داره ببغداد أولا ثم نقل إلى جوار جده الحسين (ع) فدفن مع أبيه وأخيه قدس الله أرواحهم.

(٢) هو الشريف ذو الحسبين أبوالحسن محمد بن أبى أحمد الحسين الموسوى كان نابغة عصره وامام مصره أشعر الطالبيين تولى نقابة الاشراف والنظر في المظالم وامارة الحاج في سنة ٣٨٨ وأبوه حى وكان الهمة رفيع المنزلة ، بلغ من اعتداده بشرفه واعتماده على كفائته أن كتب إلى القادر العباسى قصيدة يقول فيها :

٢٨٥

والعلامة الحلى (١) وغيرهم رضي‌الله‌عنهم.

__________________

* عطفا أمير المؤمنين فاننا

في دوحة العلياء لا نتفرق

ما بيننا يوم الفخار تفاوت

أبدا كلانا في المعالى معرق

الا الخلافة ميزتك فاننى

أنا عاطل منها وأنت مطوق

ولد ببغداد سنة ٣٥٩ هـ ونشأ بها ، خلف من الاثار القيمة والمؤلفات الممتعة ما لا تزال غرة المكتبة الاسلامية ومعنيها الذى لا ينضب وفي مقدمتها تفسيره حقائق التأويل وتلخيص البيان والمجازات النبوية وكتاب نهج البلاغة الكتاب الذى قيل فيه انه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق إلى غير ذلك.

توفى ببغداد يوم الاحد سادس محرم سنة ٤٠٦ هـ وحضر حين وفاته الوزير فخر الملك في داره مع سائر الوزراء والاعيان والقضاة والاشراف وهم حفاة مشاة وصلى عليه الوزير المذكور ودفن في داره في محلة الكرخ بخط مسجد الانباريين ثم نقل بعد ذلك إلى كربلاء فدفن عند جده الجسين (ع).

(١) هو الامام الشيخ الاوحد آية الله على الاطلاق جمال الدين ابومنصور الحسن ابن سديد الدين يوسف بن زين الدين على بن المطهر الحلى ولد في ٢٩ شهر رمضان سنة ٦٤٨ هـ وكان من أعاظم فقهاء الطائفة جامعا لشتى العلوم مكثرا للتصانيف مجيدا فيها تضلع في الكلام والفقه والاصول مع قوة عارضة وكمال حجة وبليغ بيان ، له تأليفات قيمة تزيد على مائة مصنف ، وقيل انه وجد بخطه رحمه‌الله خمسمائة مجلد من مصنفاته غير ما وجد بخط غيره.

وهو الذى ناظر علماء السنة فأفحمهم وظهر عليهم ، وحديث نصرته لمذهب الحق في بلاط السلطان محمد الجايتو خان الملقب بشاه خدا بنده في سنة ٧٠٨ مشهور وسببه تشيع السلطان المذكور ومن حينه انتشر المذهب في ايران وأمر السلطان بتغيير الخطبة في تمام ممالكه وتغيير نقوش السكة ونقش الاسامى المباركة عليها والاذان بحى على خير العمل وكل ذلك ببركة العلامة الحلى رحمه‌الله.

توفى يوم السبت ٢١ محرم الحرام سنة ٧٢٦ هـ ونقل إلى النجف الاشرف ودفن

٢٨٦

ومقابر قم مملوة من الافاضل والمحدثين ، وتعظيمهم من تعظيم الدين ، و إكرامهم من إكرام الائمة الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.

٥

* ((باب)) *

* «زيارة سلمان الفارسى رضي‌الله‌عنه وسفراء» *

* «(القائم عليه‌السلام)» *

١ ـ قال السيد قدس الله روحه : إذ أردت زيارته تقف على قبره وتستقبل القبلة وتقول : السلام على رسول الله ، محمد بن عبدالله خاتم النبيين ، السلام على أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، السلام على الائمة المعصومين الراشدين ، السلام على الملائكة المقربين ، السلام عليك يا صاحب رسول الله الامين ، السلام عليك يا ولي أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مودع أسرار السادة الميامين ، السلام عليك يا بقية الله من البررة الماضين ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، ورحمة الله وبركاته

أشهد أنك أطعت الله كما أمرك ، واتبعت الرسول كما ندبك ، وتوليت خليفته كما ألزمك ، ودعوت إلى الاهتمام بذريته كما وقفك ، وعلمت الحق يقينا

__________________

* في الحجرة التى إلى جنب المنارة الشمالية من حرم الامام أمير المؤمنين (ع). وقبره اليوم ظاهر مزار للمؤمنين في مدخل البهو على يمين الداخل إلى حرم العلوى على صاحبه السلام (وقد كتبت له ترجمة ضيافة في مقدمة كتابه الالفين الطبعة الثانية التى ستصدر قريبا ان شاء الله في النجف الاشرف من المطبعة الحيدرية).

٢٨٧

واعتمدته (١) كما أمرك ، وأشهد أنك باب وصي المصطفى ، وطريق حجة الله المرتضى وأمين الله فيما استودعت من علوم الاصفياء.

أشهد أنك من أهل بيت النبي النجباء ، المختارين لنصرة الوصي ، أشهد أنك صاحب العاشرة ، والبراهين والدلايل القاهرة ، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وأديت الامانة ، ونصحت لله و لرسوله ، وصبرت على الاذى في جنبه ، حتى أتاك اليقين.

لعن الله من جحدك حقك ، وحط من قدرك ، لعن الله من أذاك في مواليك لعن الله من أعنتك في أهل نبيك ، لعن الله من لامك في ساداتك ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس من الاولين والاخرين ، وضاعف عليهم العذاب الاليم.

صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليك يا مولى أمير المؤمنين ، وصلى الله على روحك الطيبة ، وجسدك الطاهر ، وألحقنا بمنه ورأفته إذا توفانا بك ، وبمحل السادة الميامين ، وجعلنا معهم بجوارهم في جنات النعيم.

صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، وصلى الله على إخوانك الشيعة البررة ، من السلف الميامين ، وأدخل الروح والرضوان على الخلف من المؤمنين ، وألحقنا وإياهم بمن تولاه من العترة الطاهرين ، وعليك وعليهم‌السلام ورحمة الله وبركاته.

ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات ، ثم صل مندوبا ما بدا لك ، فاذا أردت وداعه رحمة الله عليه ، فليكن ذلك بالوداع الذي نذكره عقيب مايأتي من زياراته رضوان الله عليه (٢).

أقول : وجدت هذه الزيارة نقلا عن خط علي بن السكون قدس الله روحه ، وزاد بعد قوله على الملائكة المقربين : ثم ضع يدك اليسرى عليه وقل :

__________________

(١) اعتقدته كما ألهمك خ ل.

(٢) مصباح الزائر ص ٢٦١.

٢٨٨

٢ ـ ثم قال السيد رحمة الله عليه :

(زيارة اخرى) لسلمان الفارسي رضوان الله عليه ثانية تقول :

السلام على سيدنا محمد (١) خاتم النبيين ، وعلى آله الائمة الطاهرين ، السلام على أنبياء الله أجمعين وملائكته المقربين ، وعباده الصالحين ، السلام عليك أيها العبد الصالح ، والمؤمن المخلص الناصح ، السلام عليك يا من خلطه إيمانه بأهل البيت الطاهرين ، وباعده إسلامه من جملة الكفار والمشركين.

السلام عليك يا أبا عبدالله ووصيه (٢) وصاحب رسوله وصفيه ، السلام عليك أيها الطائع العابد الخاشع الزاهد ، السلام عليك يا سلمان ، ورحمة الله وبركاته. أشهد أنك عشت حميدا ، ومضيت سعيدا ، لم تنكث عهدا ، ولا حللت من الشرع عقدا ، ولا رضيت منكرا ، ولا أنكرت معروفا ، ولا واليت مخالفا ، ولا خالفت مؤالفا ، ولا بعت دينك بدنياك ، ولا آثرت على ما يبقى ما يفنى.

وأشهد أنك مضيت على سنة خاتم النبيين ، وولاية أمير المؤمنين ، وأهل البيت الطاهرين ، وأنك صرت إلى أحمد جوار ، وأسعد قرار ، فهنأك الله إنعامه المؤبد ، وإكرامه المجدد ، وجعلك في زمرة مواليك الطاهرين ، وأئمتك الاكرمين ، ونفعني بزيارتك ، وإخلاصي في محبتك ، وجمع بيننا في مستقر الرحمة ومحل النعمة إنه على ذلك قدير.

اللهم إني أسئلك بحق محمد ، وأهل بيته الطاهرين الهادين ، أن تصلي عليهم أجمعين ، وأن تضاعف أكرامك وإنعامك وترادف إحسانك وامتنانك ، على عبدك سلمان ، الذي شرفته بالاسلام والايمان ، والقرب من نبيك ووصيه عليهما‌السلام وأن تجعل زيارتي له كفارة لذنوبي ، وممحصة (٣) لعيوبي ، وزيادة في يقيني ومؤكدة لايماني ، وأن تحمدني عاقبة أمري في دنياي وديني ، وتغفر لي ولوالدي وأهلي ، إنك على كل شئ قدير ، وحسبي الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.

__________________

(١) النبى خ.

(٢) ووليه خ ل.

(٣) تمحصة خ ل.

٢٨٩

ثم تقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر. وتصلي ركعتين وتدعو بما أحببت فانه مرجو الاجابة ، إن شاء الله تعالى (١).

(زيارة ثالثة) لسلمان رحمه‌الله.

السلام عليك أيها الولي المؤتمن ، والصفي المختزن ، وصاحب (٢) الحق على طول الزمن ، مدرك علم الاولين ، ومسر علم الاخرين ، المدلول على الرسول بالايات والنعت ، والصفات والوقت ، حتى أتاه بالبشارة ، عند محتضر النذارة فأدى إليه بشارة المسلمين به ، ودلالتهم عليه ، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه ، ومقاليد الدنيا والاخرة في يديه ، وبأوصيائه من بعده ، القائمين بعهده ، لما علمه من الاخبار ، على سالف الاعصار ، فجعلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أهل بيته وقرابته ، تفضيلا لك على صحابته ، إذ كنت أولهم إلى معرفته قدما ، وآخرهم به نطقا ، وأدعاهم إليه حقا (٣) فقد أتيناك زائرين ، ولالاء الله ذاكرين ، تعرضا لرحمته ، واعترافا بنعمته.

فأسئل الله الذي خصك بصدق الدين ، ومتابعة الخيرين الفاضلين ، أن يحييني حياتك ، ويميتني مماتك ، على إنكار ما أنكرت ، والرد على من خالفت والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (٤).

(زيارة رابعة) لسلمان رضي‌الله‌عنه وأرضاه :

السلام عليك يا أبا عبدالله سلمان ، السلام عليك يا تابع صفوة الرحمن ، السلام عليك يا من تميز من أهل الايمان ، السلام عليك يا من خالف حزب الشيطان السلام عليك يا من نطق بالحق ، ولم يخف صولة السلطان ، السلام عليك يا من نابذ عبدة الاوثان ، السلام عليك يا خير من تابع الوصى ، زوج سيدة النسوان.

السلام عليك يا من جاهد في الله غير مرتاب مع النبي ، والوصي

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٦٢.

(٢) طالب خ ل.

(٣) ارعاهم له حقا خ.

(٤) مصباح الزائر ص ٢٦٢.

٢٩٠

أبي السبطين (١) [السلام عليك يا من صدق فكذبه أقوام]. السلام عليك يا من قال له سيد الخلق من الانس والجان ، أنت منا أهل البيت لا يدانيك إنسان ، السلام عليك يا من تولى أمره عند وفاته أبو الحسنان (٢) السلام عليك يا من جوزيت عنه بكل إحسان ، السلام عليك فقد كنت على خير أديان ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

أتيتك يا أبا عبدالله زائرا قاضيا فيك حق الامام ، وشاكرا لبلائك في الاسلام فأسأل الله الذي خصك بصدق الدين ، ومتابعة الخيرين الفاضلين ، أن يحييني حياتك ، وأن يميتني مماتك ، ويحشرني محشرك ، على إنكار ما أنكرت ، ومنابذة من نابذت ، والرد على من خالفت ، ألا لعنة الله على الظالمين ، من الاولين والاخرين ، فكن لي يا أبا عبدالله شاهدا بهذه الدعوة والزيارة ، عند إمامي وإمامك صلى‌الله‌عليه‌وآله، وجمع الله بيني وبينك وبينهم في مستقر من رحمته ، وجعلنا وإياهم وجميع المؤمنين والمؤمنات ، في جنات النعيم ، بمنه وجوده.

ثم صل صلاة الزيارة وما بدالك ، وادع الله كثيرا لنفسك وللمؤمنين ، فاذا عزمت على الانصراف عن زيارته فقف عليه للوادع وقل :

السلام عليك يا أبا عبدالله أنت باب الله المؤتى منه ، والمأخوذ عنه ، أشهد أنك قلت حقا ، ودعوت صدقا ، ودعوت إلى مولاي مولاك علانية وسرا ، أتيتك زائرا ، وحاجاتي لك مستودعا ، وها أناذا مودعك أستودعك ديني وأمانتي ، وخواتيم عملي وجوامع أملي إلى منتهى أجلي ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله على محمد وآله الاخيار ، ثم ادع كثيرا وانصرف إنشاء الله تعالى (٣).

بيان : قوله : صاحب العاشرة أي الدرجة العاشرة من الايمان.

لما روى بأسانيد عن الصادق عليه‌السلام : إن الايمان عشر درجات ، فالمقداد

__________________

(١) أبوالسبطان خ ل.

(٢) أبوالحسنين خ ل.

(٣) مصباح الزائر ص ٢٦٣.

٢٩١

في الثامنة ، وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة (١).

«قوله» يا من تميز ، من أهل الايمان في بعض النسخ المصححة ، يا من لم يتميز ، فالمراد بأهل الايمان أهل البيت عليهم‌السلام ، «قوله» أبوالبسطان هذا على سبيل الحكاية كأبو الحسنان.

ثم قال السيد رحمة الله عليه : زيارة أبواب الحجة صلوات الله عليه منسوبة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي‌الله‌عنه : تسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وعلى أمير المؤمنين عليه‌السلام بعده ، وعلى خديجة الكبرى ، وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين ، وعلى الائمة عليهم‌السلام ، إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم تقول :

السلام عليك يا فلان بن فلان ، أشهد أنك باب الولي أديت عنه وأديت إليه ، ما خالفته ولا خالفت عليه ، قمت خاصا ، وانصرفت سابقا ، جئتك عارفا بالحق الذي أنت عليه ، وأنك ما خنت في التأدية والسفارة ، السلام عليك من باب ما أوسعك ، ومن سفير ما آمنك ، ومن ثقة ما أمكنك.

أشهد أن الله اختصك بنوره ، حتى عاينت الشخص ، فأديت عنه وأديت إليه.

ثم ترجع فتبتدئ بالسلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صاحب الزمان ، وتقول بعد ذلك : جئتك مخلصا بتوحيد الله ، وموالاة أوليائه ، والبراءة من أعدائهم ، ومن الذين خالفوك يا حجة المولى ، وبك اللهم (٢) توجهي ، وبهم إليك توسلي.

ثم تدعو وتسأل الله ما تحب تجب إن شاء الله تعالى (٣).

أقول : وجدت في بعض النسخ القديمة من مؤلفات أصحابنا زيارة مولانا أبي

__________________

(١) ورد ذلك في خصال الصدوق ج ٢ ص ٢١٣ ٢١٤ طبع الاسلامية وفى روضة الواعظين للفتال النيسابورى ص ٢١٣ ٢١٤ طبع الحيدرية سنة ١٣٨٦ ه

(٢) وبك اليهم توجهى إلى الله وتوسلى خ ل.

(٣) مصباح الزائر ص ٢٦٤.

٢٩٢

محمد عثمان بن سعيد العمروي الاسدي :

السلام عليك أيها العبد الصالح ، الناصح لله ولرسوله ولاوليائه ، المجد في خدمة ملوك الخلائق ، امناء الله وأصفيائه ، السلام عليك أيها الباب الاعظم ، والصراط الاقوم ، والولي الاكرم ، السلام عليك أيها المتوج بالانوار الامامية المتسربل بالجلابيب المهدية ، المخصوص بالاسرار الاحمدية والشهب العلوية ، والمواليد الفاطمية ، السلام عليك يا قرة العيون ، والسر المكنون ، السلام عليك يا فرج القلوب ، ونهاية المطلوب ، السلام عليك يا شمس المؤمنين ، وركن الاشياع المنقطعين ، السلام على ولي الايتام ، وعميد الجحاجحة الكرام ، السلام على الوسيلة إلى سر الله في الخلائق ، وخليفة ولي الله الفاتق الراتق.

السلام عليك يا نائب قوام الاسلام ، وبهاء الايام ، وحجة الله الملك العلام على الخاص والعام ، الفاروق بين الحلال والحرام ، والنور الزاهر ، والمجد الباهر في كل موقف ومقام.

السلام عليك يا ولي بقية الانبياء ، وخيرة إله السماء ، المختص بأعلى مراتب الملك العظيم ، المنجي من متالف العطب العميم ، ذى اللواء المنصور والعلم المنشور ، والعلم المستور ، المحجة العظمى ، والحجة الكبرى ، سلالة المقدسين ، وذرية المرسلين ، وابن خاتم النبيين ، وبهجة العابدين ، وركن الموحدين ، ووارث الخيرة الطاهرين ، صلى الله عليهم صلاة لا تنفد وإن نفد الدهر ، ولا تحول وإن حال الزمن والعصر.

اللهم إني اقدم بين يدى سؤالى ، الاعتراف لك بالوحدانية ، ولمحمد بالنبوة ، ولعلي بالامامة ، ولذريتهما بالعصمة وفرض الطاعة ، وبهذا الولي الرشيد ، والمولى السديد ، أبي محمد عثمان بن سعيد أتوسل إلى الله بالشفاعة إليه ، ليشفع إلى شفعائه ، وأهل مودته وخلصائه ، أن يستنقذوني من مكاره الدنيا والاخرة.

اللهم إني أتوسل إليك بعبدك عثمان بن سعيد ، واقدمه بين يدى حوائجي

٢٩٣

أن تصلي على محمد وآل محمد وشيعته وأوليائه ، وأن تغفر لي الحوب والخطايا ، وتستر علي الزلل والسيئات ، وترزقني السلامة من الرزايا ، فكن لي يا ولي الله شافعا نافعا ، وركنا منيعا دافعا ، فقد ألقيت إليك بالامال ، ووثقت منك بتخفيف الاثقال ، وقرعت بك يا سيدي باب الحاجة ، ورجوت منك جميل سفارتك وحصول الفلاح بمقام غياث أعتمد عليه وأقصد إليه ، وأطرح نفسي بين يديه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ثم صل صلاة الزيارة وأهدها له ولشركائه في النيابة صلى الله عليهم أجمعين ثم ودعه مستقبلا له إن شاء الله تعالى.

٢٩٤

٦

* ((باب)) *

* «(زيارة المؤمنين وآدابها)» *

١ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عمرو بن عثمان الرازي قال : سمعت أبا الحسن الاول عليه‌السلام يقول : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا ، يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا ، يكتب له ثواب صلتنا (١).

٢ ـ مل : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن محمد بن عبدالله بن مهران عن عمرو بن عثمان ، عن الرضا عليه‌السلام مثله (٢).

٣ ـ مل : أبي والكليني وجماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى ، عن الاشعري قال : كنت بفيد فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع قال : فقال لي علي بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : من أتى قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الاكبر ، أو يوم الفزع (٣).

٤ ـ مل : محمد بن الحسين بن مت الجوهري ، عن الاشعري مثله ، إلا أن فيه واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من فزع الاكبر (٤).

٥ ـ مل : عنه ، عن الاشعري ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو عن أبان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام ، كيف أضع يدي على قبور المسلمين (٥)؟ فأشار بيده إلى الارض فوضعها عليها وهو مقابل القبلة (٦).

__________________

(١ ـ ٣) كامل الزيارات ص ٣١٩.

(٤ و ٦) " : ٣٢٠.

(٥) المؤمنين خ ل.

٢٩٥

٦ ـ دعوات الراوندى : عن داود الرقي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام يقوم الرجل على قبر أبيه وقربيه وغير قريبه هل ينفعه ذلك؟ قال؟ نعم إن ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية ، يفرح بها.

٧ ـ وقيل لامير المؤمنين عليه‌السلام : ما شأنك جاورت المقبرة؟ فقال : إني أجدهم جيران صدق يكفون السيئة ، ويذكرون الاخرة.

٨ وقال ابن عباس : إن رجلا ضرب خباءه على قبر ولم يعلم أنه قبر من؟ فقرأ تبارك الذي بيده الملك ، فسمع صائحا يقول : هي المنجية ، فذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقال : هي المنجية من عذاب القبر.

٩ ـ مل : عنه ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن عبدالله الحجال عن صفوان الجمال ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج في ملا من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول : السلام عليكم أهل الديار ثلاثا رحمكم الله ثلاثا ثم يلتفت إلى أصحابه فيقول : هؤلاء خير منكم ، فيقولون يا رسول الله ولم؟ آمنوا وآمنا ، وجاهدوا وجاهدنا؟ فيقول : إن هؤلاء آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، ومضوا على ذلك وأنا لهم على ذلك شهيد ، وأنتم تبقون بعدي ، ولا أدري ما تحدثون بعدي (١).

١٠ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : دخل علي أمير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه فنادى : يا أهل التربة ، ويا أهل الغربة ، ويا أهل الخمود ، ويا أهل الهمود أما أخبارما عندنا فأموالكم قد قسمت ، ونساؤكم قد نكحت ، ودوركم قد سكنت فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال : أما والله لو يؤذن لهم في الكلام لقالوا : لم يتزود مثل التقوى زاد (٢).

بيان : خمود النار سكون لهبها ، ويقال أخمد إذا سكن وسكت ، والهمود

__________________

(١ ـ ٢) كامل الزيارات ص ٣٢٠.

٢٩٦

الموت ، وطفؤا النار أو ذهاب حرارتها ، والهامد البالي المسود المتغير.

١١ ـ النوادر : لعلي بن أسباط ، عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم (١).

١٢ ـ مل : الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جده محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف اسلم على أهل القبور؟ قال : نعم تقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، أنتم لنا فرط ، ونحن إنشاء الله بكم لاحقون (٢).

١٣ ـ مل : أبي ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمه ، عن ابن أبي نجران ، عن عبدالله بن سنان مثله (٣).

١٤ ـ مل : الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن أبي المقدام ، عن أبيه قال : مررت مع أبي جعفر عليه‌السلام بالبقيع ، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة ، فقلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة ، قال : فوقف عليه وقال : اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأسكن إليه من رحمتك ما يستغنى بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه (٤).

١٥ ـ مل : أبي ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن القاسم ابن سليمان ، عن جراح المدائني قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام كيف التسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، رحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين ، وإنا إنشاء الله بكم لاحقون (٥).

__________________

(١) نوادر على بن اسباط الاصول الستة عشر ص ١٢٦ ولم يوجد هذا الخبر في مطبوعة تبريز وكذا ما روى عن دعوات الراوندى.

(٢ ـ ٥) كامل الزيارات ص ٣٢١

٢٩٧

١٦ ـ ورواه البرقي ، عن أبيه ، عن النضر مثله (١).

١٧ ـ مل : وجدت في بعض الكتب : محمد بن سنان ، عن المفضل (*) قال : من قرأ إنا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكا يعبدالله عند قبره ، ويكتب للميت ثواب؟؟ ذلك الموت ، فاذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول إلا صرفه الله عنه بذلك الملك ، حتى يدخله الله به الجنة ، ويقرأ مع إنا أنزلناه سورة الحمد والمعوذتين وقل هوالله أحد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة ، وإنا أنزلناه سبع مرات (٢).

١٨ ـ صبا : عن المفضل مثله (٣).

١٩ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمه ، عن النضر عن ابن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا مر بالقبور قال : السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين ، وإنا إنشاء الله بكم لاحقون (٤).

٢٠ ـ وبهذا الاسناد عن ابن اورمة عن علي بن الحكم عن ابن عجلان قال : قام أبوجعفر عليه‌السلام على قبر رجل فقال : اللهم صل وحدته ، وآنس وحشته ، وأسكن إليه من رحمتك ورأفتك ، ما يستغني عن رحمة من سواك (٥)

٢١ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن البرقى ، عن الوشا ، عن علي بن أبي حمزة قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام كيف نسلم على أهل القبور؟ قال : تقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، أنتم لنا فرط وإنا بكم إنشاء الله لاحقون (٦)

__________________

(١ ـ ٢) كامل الزيارات ص ٣٢٢ وفى نسخة في الحديث الثانى هكذا (وتقرأ بعد الحمد انا أنزلناه سبعا والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسى ثلاثا ثلاثا) (*) الفضيل خ ل.

(٣) مصباح الزائر ص ٢٦٤ وفيه الفضيل بدل المفضل ولعله من تصحيف النساخ.

(٤ ـ ٦) كامل الزيارات ص ٣٢٢.

٢٩٨

٢٢ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين وغيرهما عن سعد ، عن البرقى ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : مر أميرالمؤمنين عليه‌السلام على القبور فأخذ في الجادة ثم قال عن يمينه : السلام عليكم يا أهل القبور من أهل القصور ، أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، وإنا إنشاءالله بكم لاحقون ، ثم التفت عن يساره وقال : مثل ذلك (١).

٢٣ ـ مل : ابن الوليد عمن ذكره عن البرقي ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلم فيقول : السلام على أهل القبور ، السلام على من كان فيها من المسلمين والمؤمنين ، أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، وإنا بكم لاحقون ، وإنا إليه راجعون يا أهل القبور بعد سكنى القصور ، يا أهل القبور بعد النعمة والسرور ، صرة إلى القبور يا أهل القبور كيف وجدتم طعم الموت؟ ثم تقول : ويل لمن صار إلى النار ، فيهريق دمعته ثم ينصرف (٢).

٢٤ ـ وعنه باسناده عن البرقي ، عن بعض أصحابه ، عن عباس بن عامر القضبانى عن يقطين ، عن المسلى قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام يقول إذا دخل الجبانة : السلام على أهل الجنة (٣).

٢٥ ـ صبا : إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس ، وإلا ففى أي وقت شئت ، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول : اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه. ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة

__________________

(١ ـ ٣) كامل الزيارات ص ٣٢٣ والمسلى في الحديث الاخير نسبة إلى المسلية قبيلة من مذحج وذكر في هامش المطبوعة نقلا عن المير مصطفى ـ التفريشى ـ أنه قال : كان اسمه محمد بن عبدالله ويطلق على ربيع بن محمد بن عمر أيضا ويحتمل أن يطلق على اسماعيل بن على وبحر الكوفى وخباب الكوفى وخلاد بن عامر أيضا.

٢٩٩

القدر سبع مرات (١).

٢٩ ـ وروي في صفة زيارتهم رواية اخرى عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : نزور الموتى؟ فقال : نعم قلت : فيعلمون بنا إذا أتيناهم قال : إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ، ويستأنسون إليكم ، قال : قلت : فأي شئ نقول : إذا أتيناهم قال :

قل : اللهم جاف الارض عن جنوبهم ، وصاعد إليك أرواحهم ، ولقهم منك رضوانا وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم ، وتونس [به] وحشتهم ، إنك على كل شئ قدير.

وإذا كنت بين القبور فاقرأ قل هوالله أحد إحدى عشرة مرة ، وأهد ذلك لهم ، فقد روى أن الله يثيبه على عدد الاموات. (٢).

٢٧ ـ يه : كانت فاطمة عليها‌السلام تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له (٣).

٢٨ ـ وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : إذا دخلت المقابر فطأ القبور فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك ، ومن كان منافقا وجد ألمه (٤).

٢٩ ـ اقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا ناقلا عن المفيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: من قرأ آية من كتاب الله في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه الله ثواب سبعين نبيا ، ومن ترحم على أهل المقابر نجى من النار ، ودخل الجنة وهو يضحك.

٣٠ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لاهل القبور ، أدخله الله تعالى قبركل ميت ، ويرفع الله للقارئ درجة ستين نبيا وخلق الله من كل حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة.

٣١ ـ وروى عن الحسين بن علي عليه‌السلام ، قال : من دخل المقابر فقال :

__________________

(١ ـ ٢) مصباح الزائر ص ٢٦٤.

(٣) من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١١٤.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١١٥.

٣٠٠