الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
وأشهد أن عليا عليهالسلام عبدالله وأخو رسوله ، اللهم صل على محمد وآل محمد.
ثم ادخل وقف عند الرأس وقل : اللهم إني اشهدك ، واشهد ملائكتك أني اسلم على أهل بيت النبوة عن ـ فلان بن فلان ـ فانه وجهني إلى هذا الموضع الشريف ، عن غير استكبار منه ، لقصده والتسليم عليه ، وتقليب وجهه على هذه التربة ، إلا أن أشغالا صدته ، وعوائق منعته ، فوجهني لاسلم عليه وعلى جميع الائمة المرضيين.
اللهم أنت عالم أن ـ فلان بن فلان ـ يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عليا أمير المؤمنين والائمة من ولده أئمته وسادته ، يتولاهم ويتبرأ من أعدائهم ، وقل : اللهم إني اسلم عن فلان بن فلان ـ على وليك ، فبلغه عنه السلام ، يا ولى الله إني اسلم عليك السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، آدم ومن دونه من الانبياء والاوصياء والمؤمنين.
ثم تنكب على القبر وتقول : أتيتك بأبي أنت وامي زائرا وافدا إليك عن ـ فلان بن فلان ـ متوجها بك إلى الله ، فاشفع له عند الله ، فقد قصدك هاربا من ذنوبه راجيا الخلاص من عقوبة ربه تعالى ، يا ولي الله كن ـ لفلان بن فلان ـ شافعا واقض حاجته في دينه وعقباه.
ثم ترفع رأسك وتصلي عند الرأس ركعتين وتقول : اللهم إني أسئلك بحق نبيك المصطفى ، وعلي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، وبحق الحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي ابن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والخلف الصالح سمي نبيك ، احفظ ـ فلان بن فلان ـ من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، واصرف الاسواف عنه ، وأعطه امنيته ، وخاصة الحاجة التي يريد قضاءها منك في زيارتي هذه قبر وليك ، يا أرحم الراحمين.
فاذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته ثم قل : اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا ، واشهد هذا الامام صلواتك عليه أن ـ فلان بن فلان ـ ائتمنني وسألني أن أزور عنه قبر مولاه ومولاي ، وأدعو له عند قبره ، فاشهدك أني أديت الامانة وبذلت المجهود ، وزرت عند قبر وليك ، ولم اشرك في زيارتي عنه أحدا من خلقك فاقبل ذلك منه ، واحشره في زمرة محمد وآل محمد ، وأورده حوضهم ، واجعله من حزبهم ، ومكنه في دولتهم ، وأفلج حجته ، وأنجح طلبته ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وبلغ أرواحهم وأجسادهم عن ـ فلان بن فلان ـ السلام في هذه الساعة ، وأجرني في زيارتي عنه ، يا أرحم الراحمين.
وتقول : اللهم إن فلان بن فلان ـ أوفدني إلى مولاه ومولاي لازور عنه ، رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا من سوء الحساب (١).
أقول : وساق الدعاء إلى آخر ما أخرجناه من التهذيب سواء.
ثم قال السيد ـ رحمهالله ـ وغيره : إذا أردت أن تزور عن أخيك أو أبيك أو امك أو ذي سبب أو نسب أو غيرهم تطوعا ، فسلم على الامام عليهالسلام على نسق التسليم المأمور به ، فاذا فرغت فصل ركعتين ، فاذا سلمت منهما فقل : اللهم لك صليت ، ولك ركعت ولك سجدت ، لانه لا ينبغي الصلاة إلا لك ، اللهم وقد جعلت ثواب زيارتي وصلاتي هاتين الركعتين هدية مني إلى مولاي فلان بن فلان عليهالسلام عن ـ فلان بن فلان ـ فتقبل ذلك مني ، وأجرني عليه ، إنك على كل شئ قدير.
وإن أردت أن تزور عن جميع إخوانك المؤمنين ، وعن جميع من يوصيك بالزيارة عنه والدعاء له تطوعا ، فزر الامام الذي تكون عنده ، واقصد بها النيابة وصل ركعتين ثم قل :
اللهم إني زرت هذه الزيارة ، وصليت هذه الصلاة ، وهاتين الركعتين
__________________
(١) مصباح الزائر ص ٢٦٦ ـ ٢٦٧.
وجعلت ثوابهما ، هدية مني إلى مولاي ـ فلان بن فلان ـ عن جميع إخواني المؤمنين والمؤمنات ، وعن جميع من أوصاني بالزيارة والدعاء له ، اللهم تقبل ذلك مني ومنهم ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
فانك إذا قلت لاحدهم : إني قد صليت وزرت وسلمت على الامام عنك كنت صادقا في قولك.
وإن كنت نائبا عن غيرك فقل بعد الزيارة والصلاة والدعاء : اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر ـ فلان بن فلان ـ عنه وأجرني في نيابتي عنه ، السلام عليك يا مولاي عن ـ فلان بن فلان ـ أتيتك زائرا عنه ، فاشفع لي عند ربك ، وتدعو له ولجميع المؤمنين ، وكذلك تفعل في الوداع (١).
ق : إذا لم يكن خروجك لقبورهم زائرا لنفسك بل مستأجرا عن أخ من إخوانك فقل :
اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين ، واجعل ثواب وأجر جميع ما نالني وينالني في سفرى هذا ، في بدئي ومرجعي من تعب ونصب ووصب ومصيبة في مال ونفقة ، وكل غم وهم وكد وغير ذلك ، مما يكسب الثواب ، ويوجب الحسنات ، ويحط الاوزار والسيئات والخطايا ، إلى أن بلغت هذا المشهد الذي شرفته وعظمت حرمته ـ لفلان بن فلان ـ الذي أوفدني له وعنه وبماله ونفقته إنك رؤف رحيم وعلى كل شئ قدير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين (١).
__________________
(١) مصباح الزائر ص ٢٦٥.
١٢
* (باب) *
* «تزوير الميت وتقريبه إلى المشاهد المقدسة (١)» *
١ ـ كا : علي عن أبيه ، عن بكر بن صالح والعدة ، عن ابن زياد ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لما حضر الحسن بن علي عليهالسلام الوفاة قال للحسين عليهالسلام : يا أخي إني اوصيك فاحفظها ، إذا أنامت فهيئني ووجهني إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله لاحدث به عهدا ثم اصرفني إلى امي عليهاالسلام ثم ردني فادفنى بالبقيع (٢).
٢ ـ كا : محمد بن الحسن وعلى بن محمد ، عن سهل بن زياد مثله (٣).
أقول : قد مضى مثله بأسانيد في باب شهادته عليهالسلام ، ويمكن أن يستدل به على استحباب تقريب الموتى إلى المشاهد المشرفة والضرايح المقدسة كما هو المتعارف لعموم الناس.
__________________
(١) لم يوجد هذا الباب في مطبوعة تبريز.
(٢) الكافى ج ١ ص ٣٠٠.
(٣) الكافى ج ١ ص ٣٠٢.
* ((أبواب)) *
* «(زيارات أولاد الائمة عليهمالسلام وأصحابهم)» *
* «(وخواصهم وساير المؤمنين ، وذكر)» *
* «(ساير الاماكن الشريفة)» *
١
* ((باب)) *
* «(زيارة فاطمة بنت موسى عليهماالسلام بقم)» *
١ ـ ثو ، ن : أبي وابن المتوكل ، عن على ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهاالسلام فقال عليهالسلام : من زارها فله الجنة (١).
٢ ـ مل : علي بن بابويه عن علي عن أبيه مثله (٢).
٣ ـ مل : أبي وأخي والجماعة عن أحمد بن ادريس وغيره عن العمركي عمن ذكره عن ابن الرضا عليهالسلام قال : من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (٣).
٤ ـ أقول : رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم عن أبيه
__________________
(١) ثواب الاعمال ص ٨٩ وعيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٧.
(٢ و ٣) كامل الزيارات ص ٣٢٤.
عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال قال ، يا سعد عندكم لنا قبر ، قلت : جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهماالسلام؟ قال : نعم ، من زارها عارفا بحقها فله الجنة ، فاذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة ، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة ، وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، واحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ثم قل :
السلام على آدم صفوة الله ، السلام على نوح نبي الله ، السلام على إبراهيم خليل الله ، السلام على موسى كليم الله ، السلام على عيسى روح الله ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا خير خلق الله ، السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا محمد بن عبدالله ، خاتم النبيين ، السلام عليك يا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وصي رسول الله ، السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليكما يا سبطى نبي الرحمة ، وسيدى شباب أهل الجنة ، السلام عليك يا علي بن الحسين سيد العابدين ، وقرة عين الناظرين ، السلام عليك يا محمدبن علي ، باقر العلم بعد النبي ، السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البار الامين ، السلام عليك يا موسى بن جعفر الطاهر الطهر ، السلام عليك يا على بن موسى الرضا المرتضى ، السلام عليك يا محمد بن علي التقي ، السلام عليك يا علي بن محمد ، النقي الناصح الامين ، السلام عليك يا حسن بن علي ، السلام على الوصي من بعده ، اللهم صل على نورك وسراجك ، وولي وليك ، ووصي وصيك ، وحجتك على خلقك.
السلام عليك يابنت رسول الله ، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة ، السلام عليك يا بنت أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين ، السلام عليك يا بنت ولي الله ، السلام عليك يا اخت ولي الله ، السلام عليك يا عمة ولي الله.
السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك عرف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيكم وسقانا بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم ، أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج ، وأن يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلىاللهعليهوآله، وأن
لا يسلبنا معرفتكم إنه ولي قدير.
أتقرب إلى الله بحبكم ، والبراءة من أعدائكم ، والتسليم إلى الله ، راضيا به غير منكر ولا مستكبر ، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راض ، نطلب بذلك وجهك يا سيدي ، اللهم ورضاك والدار الاخرة ، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة ، فان لك عندالله شأنا من الشأن.
اللهم إني أسألك أن تختم لي بالسعادة ، فلا تسلب مني ما أنا فيه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم استجب لنا وتقبله بكرمك وعزتك وبرحمتك وعافيتك ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، وسلم تسليما يا أرحم الراحمين.
٥ ـ تاريخ قم : للحسين بن محمد القمي باسناده عن الصادق عليهالسلام قال : إن لله حرما وهو مكة ، ولرسوله حرما وهو المدينة ، ولامير المؤمنين حرما وهو الكوفة ، ولنا حرما وهو قم ، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة قال عليهالسلام ذلك ولم تحمل بموسى امه (١).
٦ ـ وبسند آخر عنه عليهالسلام أن زيارتها تعدل الجنة (٢).
__________________
(١ ـ ٢) تاريخ قم (الترجمة الفارسية) ٢١٥ طبع ايران سنة ١٣٥٣.
٢
* ((باب)) *
* «(فضل زيارة عبدالعظيم بن عبدالله)» *
* «(الحسنى رضياللهعنه)» *
١ ـ ثو : علي بن أحمد عن حمزة بن القاسم عن محمد العطار عن رجل عن الحسن أبي الحسن العسكري عليهالسلام ، قال : دخلت عليه فقال : أين كنت؟ فقلت : زرت الحسين عليهالسلام ، قال : أما لو أنك زرت قبر عبدالعظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي صلوات الله عليهما (١).
٢ ـ مل : علي بن بابويه عن محمد العطار عن بعض أهل الري عن أبي الحسن العسكري عليهالسلام ، مثله (٢).
٣ ـ جش : الحسين بن عبدالله عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين السعد ـ ابادي عن البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان وسكن سربا في دار رجل من الشيعة في سك الموالي ، وكان يعبد الله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ويقوم ليله ، وكان يخرج مستترا يزور القبر المقابل قبره ، وبينهما الطريق ، ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليهالسلام ، فلم يزل يأوى إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم السلام ، حتى عرفه أكثرهم.
فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلىاللهعليهوآله، قال له : إن رجلا من
__________________
(١) ثواب الاعمال ص ٨٩.
(٢) كامل الزيارات ص ٣٢٤.
ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باب (١) عبدالجبار بن عبدالوهاب ـ وأشار إلى المكان الذي دفن فيه ـ فذهب الرجل ليشترى شجرة الرجل ومكانها من صاحبها ، فقال له : لاي شئ تطلب الشجرة ومكانها؟ فأخبره بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على الشريف والشيعة ، يدفنون فيه فمرض عبدالعظيم ومات رحمهالله فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : أنا أبوالقاسم عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
__________________
(١) في المصدر : باغ عبدالجبار.
(٢) رجال النجاشى ص ١٧٣ طبع بمبئى.
٣
* ((باب)) *
* «(فضل بيت المقدس)» *
الايات : اسرى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام) إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله.
١ ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام ، قال : أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلىاللهعليهوآله، ومسجد بيت المقدس ، ومسجد الكوفة (١).
٢ ـ ثو : أبي عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن أبي محمد الرازي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : صلاة في بيت المقدس ألف صلاة ، وصلاة في المسجد الاعظم مائة (ألف) صلاة وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة ، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة (٢).
سن : عن النوفلي مثله (٣).
بيان : في بعض النسخ في المسجد الاعظم مائة ألف صلاة ، فالمراد المسجد الحرام ، وفي بعضها مائة صلاة فالمراد جامع البلد ، والاخير أظهر.
٣ ـ شى : عن جابر الجعفي قال : قال محمد بن علي : يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع
__________________
(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٩.
(٢) ثواب الاعمال ص ٢٩.
(٣) المحاسن ج ١ ص ٥٥ وص ٥٧ في أحاديث متفرقة.
قدمه على صخرة بيت المقدس ، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نتخذها مصلى.
يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولاشبيه ، تعالى عن صفة الواصفين ، وجل عن أوهام المتوهمين ، واحتجب عن عين الناظرين ، لا يزول مع الزائلين ولا يفل مع الافلين ، ليس كمثله شئ ، وهو السميع العليم (١).
بيان : الظاهر أن المراد بالعبد النبي صلىاللهعليهوآله، حيث وضع قدمه الشريف عليه ليلة المعراج (٢) وعرج منه كما هو المشهور ، ويحتمل غيره من الانبياء والاوصياء عليهمالسلام ، وعلى أي حال يدل على استحباب الصلاة عليه.
__________________
(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٥٩.
(٢) بل الظاهر من الحجر أن المراد به مقام ابراهيم وبه أثر قدمه الشريف وقد أمرنا الله عزوجل بقوله «واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى» أن نتخذه مصلى.
٤
* ((باب)) *
* «(آداب زيارة أولاد الائمة عليهمالسلام)» *
قال السيد علي بن طاووس ـ قدس الله روحه ـ : ذكر زيارة قبور أولاد الائمة صلوات الله عليهم وسلامه.
إذا أردت زيارة أحد منهم ، كالقاسم بن الكاظم عليهالسلام أو العباس بن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أو علي بن الحسين عليهالسلام المقتول بالطف ، ومن جرى في الحكم مجراهم ، تقف على قبر المزور منهم صلوات الله عليهم فقل :
السلام عليك أيها السيد الزكي ، الطاهر الولي ، والداعي الحفي ، أشهد أنك قلت حقا ، ونطقت حقا وصدقا ، ودعوت إلى مولاى ومولاك علانية وسرا فاز متبعك (١) ونجا مصدقك ، وخاب وخسر مكذبك ، والمتخلف عنك ، اشهد لي بهذه الشهادة لاكون من الفائزين بمعرفتك ، وطاعتك ، وتصديقك واتباعك ، والسلام عليك يا سيدي وابن سيدي ، أنت باب الله المؤتى منه ، والمأخوذ عنه أتيتك زائرا ، وحاجاتى لك مستودعا ، وها أناذا أستودعك دينى وأمانتي ، وخواتيم ، عملي ، وجوامع أملي ، إلى منتهى أجلي ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (٢).
(زيارة اخرى) يزارون بها أيضا سلام الله عليهم تقول :
السلام على جدك المصطفى ، السلام على أبيك المرتضى الرضا ، السلام على السيدين الحسن والحسين ، السلام على خديجة سيدة نساء العالمين ، السلام
__________________
(١) فاز مسعدك خ.
(٢) مصباح الزائر ص ٢٦٠.
على فاطمة ام الائمة الطاهرين ، السلام على النفوس الفاخرة ، بحور العلوم الزاخرة ، شفعائي في الاخرة ، وأوليائي عند عود الروح إلى العظام الناخرة أئمة الخلق وولاة الحق ، السلام عليك أيها الشخص الشريف الطاهر الكريم أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ومصطفاه ، وأن عليا وليه ومجتباه وأن الامامة في ولده إلى يوم الدين ، نعلم ذلك علم اليقين ، ونحن لذلك معتقدون وفي نصرهم مجتهدون (١).
بيان : أقول ذكر المفيد رحمهالله في المزار الزيارة الاولى لاولاد الائمة عليهمالسلام ، ثم اعلم أن المشاهد المنسوبة إلى أولاد الائمة الهادية والعترة الطاهرة وأقاربهم صلوات الله عليهم ، يستحب زيارتها والالمام بها ، فان في تعظيمهم تعظيم الائمة وتكريمهم ، والاصل فيهم الايمان والصلاح ، إلى أن يعلم منهم خلافهما ، كجعفر الكذاب وأضرابه ، لكن المعلوم حاله من بينهم بالجلالة ، والمعروف بالنبالة جعفر بن أبي طالب عليهالسلام المدفون بموتة ، و فاطمة بنت موسى عليهماالسلام المدفونة بقم ، وعبد العظيم الحسنى المقبور بالرى رضي الله عنه ، وقد مر فضل زيارتهما ، وعلي بن جعفر عليهالسلام المدفون بقم وجلالته ، أشهر من أن يحتاج إلى البيان ، وأما كونه مدفونا في قم فغير مذكور في الكتب المعتبرة ، لكن أثر قبره الشريف موجود قديم وعليه اسمه مكتوب.
وأما غيرهم فبعضهم يظن فضلهم بما يظهر من حالهم من الاخبار ، وبعضهم يظن سوء رأيهم وفعلهم من تتبع الاثار كأولاد الحسن عليهالسلام الذين خرجوا وادعوا ظاهرا ما ليس لهم ، مثل محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن وغيرهما (٦) وكبعض
__________________
(١) مصباح الزائر ص ٢٦١.
(٢) من الغريب من المصنف أن يذهب إلى هذا الرأى في الثائرين من أبناء الائمة عليهمالسلام وخصوصا من ذكرهم بعد ما سبق منه في تاريخ الامام الصادق (ع) في باب أحوال اقربائه وعشائره فقد روى عن الاقبال جميع ما ذكره السيد ابن طاووس قدس سره ورواه من الاحاديث الدالة على مدح اولئك السادة ومعرفتهم بالحق وانهم مضوا
أولاد موسى عليهالسلام الذين وثبوا على الرضا عليهالسلام وأحضروه عند القاضي ، وكموسى المبرقع ابن الجواد عليهالسلام المدفون بقم ، وقدورد بعض الاخبار في ذمه كما مر. لكن لا يقدح فيهم بمجرد الاخبار النادرة مع أنه ورد في الخبر النهي عن القدح فيهم والتعرض لهم (١).
__________________
وهم مرضيون للائمة عليهمالسلام.
وقد احتمل السيد ابن طاووس في ، توجيه ما ورد في بعض الكتب من مفارقتهم للصادقين (ع) أنه محمول على التقية لئلا ينسب اظهارهم لانكار المنكر وثورتهم على الحاكمين الجائرين إلى الائمة الطاهرين (ع) فيؤخذون بجرائر القوم ، وقد اطال السيد الكلام في تنزيههم من ص ٥١ إلى ص ٥٣ ونقله عنه المؤلف برمته في ج ٤٨ من ص ٢٩٨ إلى ص ٣٠٤ فراجع.
وان الباحث المتتبع في تاريخ اولئك العلويين الثائرين يجد أكثر من دليل على أنهم كانوا دعاة إلى بيعة الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله وانما لم يشيروا إلى امام بعينه حفظا له عن نقمة السلطات الحاكمة وتفاديا له عن القتل ، وقد ذكرنا في مقدمة الرسالة الذهبية (طب الامام الرضا (ع)) المطبوعة في النجف الاشرف سنة ١٣٨٥ جانبا من تاريخ أولئك ما يسلط الاضواء على حسن نيتهم في الثورة وجميل سرائرهم في الدعوة فحرى بالقراء مراجعة ذلك.
(١) لقد روى شيخنا المجلسى في مرآت العقول ج ١ ص ٢٦٢ نقلا عن الصدوق باسناده قول الامام الصادق عليهالسلام لبعض أهل مجلسه وقد اراد أن يتناول زيد بن على عليهالسلام فنهره عليهالسلام فقال : مهلا ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا الابسبيل خير انه لم تمت نفس منا الا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة.
ولذلك شواهد كثيرة في الاخبار منها حديث المفضل المروى في العياشى ج ١ ص ٢٨٣ قال سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله (وان من اهل الكتاب الا ليومنن به قبل موته) فقال هذه نزلت فينا خاصة : انه ليس برجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر
وقد مر بسط القول في ذلك في باب أحوال زيد بن علي عليهماالسلام (١).
__________________
للامام بامامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا (تالله لقد آثرك الله علينا).
وروى ذلك الفيض في تفسيره الصافى ج ١ ص ٤١١ وعقبه بقوله : يعنى ان ولد فاطمة هم المعنيون باهل الكتاب هنا وذلك لقوله سبحانه (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فانهم المرادون بالمصطفين هناك اه.
وذكر الطبرسى في مجمعه ج ٩ ص ٤٠٩ عن ميسر بن عبدالعزيز عن الصادق عليه السلام انه قال : الظالم لنفسه هنا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد منا العارف بحق الامام والسابق بالخيرات هو الامام ، وهولاء كلهم مغفور لهم.
وعن زياد بن المنذر عن أبى جعفر عليهالسلام قال : اما الظالم لنفسه منا فمن عمل صالحا وآخر سيئا ، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد صلىاللهعليهوآله شهيدا.
وورد في الخرايج للراوندى في باب معجزات الامام الباقر عليهالسلام ص ٣١ طبع الهند نهى الامام الصادق عليهالسلام للحسن بن راشد عن تناول زيد بن على وتنقصه ثم قال عليهالسلام : يا حسن ان فاطمة لعظمها عند الله حرم ذريتها على النار وفيهم أنزلت (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فاما الظالم لنفسه الذى لا يعرف ، والمقتصد العارف بحق الامام ، يا حسن لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذى فضل فضله اه.
وقد روى الامير الزاهد الشيخ ورام في آخر كتابه تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٥٢٢ طبع النجف الاشرف شاهدا على ذلك قصة الشريف عمر بن حمزة أعرضنا عن ذكرها لطولها ، إلى غير ذلك مما يقطع ألسنة المعادين وسبيل المعتدين عن تناول أبناء الزهراء (ع) والدخول فيما بينهم الا بسبيل خير كما؟؟ في الخبر الاول ولا يعزب عن بال القارى ما ورد في التوقيع الخارج من الناحية المقدسة من قوله عليهالسلام : واما سبيل عمى جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف.
(١) مرالكلام في ج ٤٦ ص ١٩٨ وما بعدها وص ٢٠٥ من هذه الطبعة الاسلامية.
وتقدم ذكر ما يظهر من حال كل منهم من الاخبار في أبواب تاريخ الائمة الاخيار عليهمالسلام ، فلا نعيده ههنا حذرا من التكرار.
والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد قبره قريب من الغري ومعروف (١).
__________________
(١) لقد سبق أنا ذكرنا في هامش ص ٢٨٣ ج ٤٨ من البحار (الطبعة الاسلامية) في باب أحوال أولاد الامام موسى بن جعفر عليهالسلام شيئا من ترجمة القاسم ابن الامام موسى بن جعفر (ع) وذكرنا أن قبره قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية وهو مزار متبرك به يقصده الناس للزيارة وطلب البركة ، ثم ذكرنا قول ياقوت في معجمه والبغدادى في مراصده : أن بشوشه قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد قبر القاسم بن موسى ابن جعفر.
ولم يكن ذكرنا لقول ياقوت وابن عبد الحق البغدادى اختيارا منا لقولهما ، بل ذكرنا اولا اختيارنا وذكرنا قولهما ثانيا احاطة للقارى بما ذهب اليه هذان في كتابيهما ، ولكن مع الاسف الشديد أن يتوهم بعض المعلقين المحدثين أن ذكرنا لقول ياقوت وصاحبه اختيار منا لذلك فنسبه الينا وهذا الوهم من سوء الفهم ونسأله التسديد والعصمة.
ولا يعزب عن ذهن القارئ ان ما ذهب اليه شيخنا المؤلف في تعيين قبر القاسم المذكور حيث قال : وقبره قريب من الغرى ، انما هو مبنى على ظنه أو انه من سهو القلم والعصمة لله وحده ، واحتمال ان يكون مراده قربه من الغرى بالنسبة إلى بعده عن بلده اصفهان كما احتمله بعضهم بعيد غايته.
وقد اشتهر عن الرضا عليهالسلام انه قال : من لم يزرنى فليزر أخى القاسم ، ولم اقف على مصدر لهذا الحديث الا أنه مستفيض حتى نظمه بعض الشعراء ومنهم السيد على بن يحيى بن حديد الحسينى من أعلام القرن الحادى عشر وقد ترجمه صاحب نشوة السلافة ، فقد نظم السيد المذكور الحديث المشهور بقوله مخاطبا القاسم (ع) كما في البابليات ج ١ ص ١٦٢ :
أيها السيد الذى جاء فيه |
|
قول صدق ثقاتنا ترويه |
وأما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص ، ويجوز زيارتهم بما ورد في زيارة ساير المؤمنين ، ويجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان ، من ذكر فضلهم ، والتوسل والاستشفاع بهم ، وبآبائهم الطاهرين عليهمالسلام.
وكذا يستحب زيارة المراقد المنسوبة إلى الانبياء عليهمالسلام كابراهيم وإسحاق ويعقوب (١) وذي الكفل (٢) ويونس (٣) وغيرهم ، صلوات الله عليهم أجمعين.
__________________
بصحيح الاسناد قد جاء حقا |
|
عن أخيه لامه وأبيه |
اننى قد ضمنت جنات عدن |
|
للذى زارنى بلا تمويه |
واذا لم يطق زيارة قبرى |
|
حيث لم يستطع وصولا اليه |
فليزر في العراق قبر أخى الـ |
|
قاسم وليحسن الثناء عليه |
(١) قبورهم عليهمالسلام في موضع واحد يسمى اليوم بالخليل نسبة إلى ابراهيم خليل الرحمن (ع) بقرب بيت المقدس بينهما مسيرة يوم كما في معجم البلدان ، واسمه الاصلى حبرون وقيل حبرى ، وذكر ياقوت عن الهروى أنه قال : دخلت القدس في سنة ٦٧٠ هـ واجتمعت فيه وفى مدينة الخليل بمشايخ حدثونى أنه في سنة ٥١٣ هـ في أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل اليها جماعة من الفرنج باذن الملك فوجدوا فيها ابراهيم الخليل واسحاق ويعقوب عليهمالسلام وقد بليت أكفانهم وهم مستندون إلى حائط ، وعلى رؤوسهم قناديل ، مكشوفة فجدد الملك أكفانهم ثم سد الموضع.
(٢) وهو حزقيل النبى وقبره في برملاحة موضع في أرض بابل قرب حلة دبيس ابن مزيد شرقى قرية يقال لها القسونات وكذا فيه قبر باروخ استاذ حزقيل وقبر يوسف الريان ، وقبر يوشع وليس يوشع بن نون ، وقبر عزرة وليس عزرة الكاتب كما في معجم البلدان وتعرف اليوم الناحية باسم الكفل نسبة اليه يمر بها المارة تقع في منتصف الطريق بين الكوفة والحلة.
(٢) قبره في نينوى من الموصل كما دلت على ذلك اخبار وآثار وهو المشهور
وكذا يستحب زيارة كل من يعلم فضله وعلو شأنه ومرقده ورمسه من أفاضل صحابة النبي صلىاللهعليهوآله كسلمان (١) ...
__________________
أيضا ، الا أن المرحوم العلامة السيد مهدى القزوينى ذكر في كتابه فلك النجاة ص ٣٣٥ ذلك وقال : والاصح أنه عن الغرى ستة عشر فرسخا ، ولم يعين جهته ، ولم نعرف بقرب الغرى موضعا ينسب اليه سوى المقام الذى على شاطى ء الفرات وهو المكان الذى ألقته فيه الحوت وقد أشار إلى ذلك ايضا السيد القزوينى رحمهالله فراجع.
(١) هو أبوعبدالله وقيل في كنيته ايضا أبوالحسن وأبواسحاق كما في الكشى ، أسلم عند قدوم النبى صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، وكان قبل ذلك قرأ الكتب في طلب الدين ، وكان عبدا لقوم من بنى قريظة فكاتبهم فأدى النبى صلىاللهعليهوآله كتابته وعتق ، وأول مشاهده مع النبى صلىاللهعليهوآله الخندق وقيل في حفره أنه كان برأى منه.
وقد وردت أخبار كثيرة في فضله كقوله صلىاللهعليهوآله سلمان منا أهل البيت ، وكقوله صلىاللهعليهوآله أمرنى ربى بحب أربعة قالوا أصحابه : ومن هم يا رسول الله؟ قال : على بن أبى طالب (ع) والمقداد بن الاسود وأبوذر الغفارى وسلمان.
وقد كتب في أخباره وما ورد في فضله جماعة من المؤلفين ، وأوفى من كتب هو خاتمة المحدثين الشيخ النورى رحمهالله ، فانه كتب كتابا سماه (نفس الرحمان في فضائل سلمان) جمع فيه فأوعى.
توفى سلمان رضى الله بالمدائن في سنة ٣٤ هـ عن عمر طويل قيل بلغ ثلاثمائة سنة وقيل غير ذلك وتولى غسله وتجهيزه الامام أميرالمؤمنين (ع) جاءه من المدينة إلى المدائن وذلك أمر مستفيض ثابت اشتهر حتى نظمه الشعراء.
ومما يستطرف نقله في المقام ما رواه القاضى المرعشى في مجالس المؤمنين ج ١ ص ٥٠٧ أن الخليفة المستنصر بالله العباسى خرج يوما إلى زيارة قبر سلمان سلام الله عليه ومعه السيد عز الدين ابن الاقساسى فقال له الخليفة في الطريق : ان من الاكاذيب ما يرويه غلاة الشيعة من مجئ على بن أبى طالب (ع) من المدينة إلى المدائن لما توفى سلمان وتغسيله اياه ومراجعته في ليلته إلى المدينة ، فأجابه ابن الاقساسى بالبديهة
وأبي ذر (١).
__________________
بقوله :
أنكرت ليلة اذ صار الوصى إلى |
|
ارض المدائن لما أن لها طلبا |
وغسل الطهر سلمانا وعاد إلى |
|
عراص يثرب والاصباح ما وجبا |
وقلت ذلك من قول الغلاة وما |
|
ذنب الغلاة اذا لم يوردوا كذبا |
فآصف قبل رد الطرف من سبأ |
|
بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا |
فأنت في آصف لم تغل فيه بلى |
|
في (حيدر) أنا غال ان ذا عجبا |
ان كان (أحمد) خير المرسلين فذا |
|
خير الوصيين أو كل الحديث هبا |
وقد وردت الابيات بتغيير وتفاوت في مناقب آل أبى طالب للحافظ ابن شهر آشوب السروى في ج ٢ ص ١٣١ ونسبت إلى ابى الفضل التميمى وبناءا على ذلك فيكون الشريف الاقساسى استشهد بها ولم تكن له اذان وفاة الحافظ ابن شهر آشوب سنة ٥٨٨ قبل ولادة المستنصر بسنة فلاحظ.
(١) اسمه جندب بن جنادة كما هو مشهور وقيل في اسم أبيه غير ذلك ، صحابى جليل مشهود من السابقين إلى الاسلام هاجر بعد وقعة بدر ، وفيه قال النبى صلىاللهعليهوآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ، ويدخل في الجنة وحده. وله مواقف جليلة في الاسلام ، نفاه عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام حين ثقل عليه وجوده لامره بالمعروف و انكاره المنكر.
ولما حل بالشام ازداد في دعوته فثقل على معاوية ذلك لما كان يلمسه من استجابة الناس لابى ذر فكتب إلى عثمان يطلب ابعاده عن الشام فأجابه بحمله على أصعب مركب ، فسيره مع من يغذ به السير بعنف على قتب بغير وطاء ، فأجهده ذلك فما وصل المدينة الا وقد تهرى لهم فخذيه وبلغ منه الجهد.
فجرى بينه وبين عثمان كلام أغضبه فحاول استمالة أبى ذر بالاموال فلم يفلح فنفاه إلى الربذة وهي قرية تبعد عن المدينة بثلاثة أيام قريبة من ذات عرق فعاش هناك وحيدا
والمقداد (١) وعمار (٢) وحذيفة (٣) وجابر الانصاري (٤).
وكذا أفاضل أصحاب كل من الائمة عليهمالسلام المعلوم حالهم من كتب رجال الشيعة ، كميثم التمار (٥) ..
__________________
ثم مات وحيدا وكان ذلك سنة ٣٢ هـ.
(١) هو ابن عمرو البهرانى وانما نسب إلى الاسود لانه حالفه في الجاهلية فتبناه فنسب اليه حتى نزل قوله تعالى (ادعوهم لابآئهم) وهو من السابقين إلى الاسلام هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية فهو عليه الصحابة وهو أول من عدا به فرسه في سبيل الله لانه لم يكن فرس مع غيره في يوم بدر ، زوجه النبى صلىاللهعليهوآله ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب.
(٢) هو ابواليقظان صحابى جليل مشهور من السابقين الاولين وممن عذب في سبيل الله ، شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلىاللهعليهوآله وكان ممن هاجر إلى الحبشة ثم المدينة ، وشهد مع الامام أمير المؤمنين الجمل وصفين ، وكان ينادى في صفين الرواح الرواح إلى الجنة ، اليوم ألقى الاحبة محمدا وحزبه ، فقتلته الفئة الباغية كما أخبره النبى الصادق الامين صلىاللهعليهوآله حين قال له : وتقتلك الفئة الباغية ، استشهد بصفين سنة ٣٧ هـ.
(٣) صحابى جليل وابن صحابى جليل وكان أبوه اليمان العبسى ممن استشهد بأحد وصح عن النبى صلىاللهعليهوآله أنه أعلم حذيفة بما كان وما يكون إلى ان تقوم الساعة كما في صحيح مسلم وغيره ، مات حذيفة بالمدائن سنة ٣٦ هـ وكان قبره وقبر عبدالله الانصارى على ضفة نهر دجلة ، ونتيجة ما حصل في الضفة من التأكل بسبب مياه الفيضان فقد خشيت الحكومة العراقية على قبريهما من الانهيار فنقلت بقايا رفاتيهما إلى مشهد سلمان فدفنا هناك وكان ذلك في سنة ١٣٥٠ هـ.
(٤) صحابى وابن صحابى شهد بدرا وثمانى عشر غزوة مع النبى صلىاللهعليهوآله، وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (ع) ، وعرف بانقطاعه إلى اهل البيت بقى حتى ادرك ايام الباقر (ع) ومات بالمدينة سنة ٧٨ عن اربع وتسعين سنة.
(٥) من وجوه صحابة الامام امير المؤمنين (ع) وحواريه واصفيائه وحملة أسراره