بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عليك أيها الطيب من الطيبين ، السلام عليك أيها الطاهر من المطهرين ، السلام عليك أيها الاية العظمى ، السلام عليك أيها الحجة الكبرى ، السلام عليك أيها المطهر من الزلات ، السلام عليك أيها المنزه عن المعضلات ، السلام عليك أيها العلى عن نقص الاوصاف ، السلام عليك أيها الرضي عند الاشراف ، السلام عليك يا عمود الدين ، أشهد أنك ولي الله وحجته في أرضه ، وأنك جنب الله وخيرة الله ، ومستودع علم الله ، وعلم الانبياء وركن الايمان ، وترجمان القرآن.

واشهد أن من اتبعك على الحق والهدى ، وأن من أنكرك ونصب لك العداوة على الضلالة والردى ، أبرأ إلى الله وإليك منهم في الدنيا والاخرة ، والسلام عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار (١)

(الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم).

اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على محمد بن علي الزكي التقي ، والبر الوفي ، والمهذب الصفي هادي الامة ، ووارث الائمة ، وخازن الرحمة ، وينبوع الحكمة ، وقائد البركة ، وعديل القرآن في الطاعة ، وواحد الاوصياء في الاخلاص والعبادة ، وحجتك العليا ، ومثلك الاعلى ، وكلمتك الحسنى ، الداعي إليك والدال عليك الذي نصبته علما لعبادك ، ومترجما لكتابك ، وصادعا بأمرك ، وناصرا لدينك ، وحجة على خلقك ، ونورا تحرق به الظلم ، وقدوة تدرك به الهداية وشفعا تنال به الجنة.

اللهم وكما أخذ في خشوعه لك حقه ، واستوفى من خشيتك نصيبه ، فصل عليه أضعاف ما صليت على ولي ارتضيت طاعته ، وقبلت خدمته ، وبلغه منا تحية وسلاما ، وآتنا في موالاته من لدنك فضلا واحسانا ، ومغفرة ورضوانا ، إنك ذو المن القديم ، والصفح الجميل.

ثم صل صلاة الزيارة فاذا سلمت فقل :

اللهم أنت الرب وأنا المربوب ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٦.

٢١

وأنا المملوك ، وأنت المعطى وأنا السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت القادر وأنا العاجز ، وأنت القوي وأنا الضعيف ، وأنت المغيث وأنا المستغيث ، وأنت الدائم وأنا الزائل ، وأنت الكبير وأنا الحقير ، وأنت العظيم وأنا الصغير ، وأنت المولى وأنا العبد ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الرفيع وأنا الوضيع ، وأنت المدبر وأنا المدبر ، وأنت الباقي وأنا الفاني ، وأنت الديان وأنا المدان ، وأنت الباعث وأنا المبعوث ، وأنت الغني وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، تجد من تعذب يارب غيري ، ولا أجد من يرحمني غيرك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وقرب فرجهم ، وارحم ذلي بين يديك وتضرعى إليك ، ووحشتي من الناس ، وانسي بك يا كريم ، ثم تصدق علي في هذه الساعة برحمة من عندك تهدئ بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتبيض بها وجهي ، وتكرم بها مقامي ، وتحط بها عني وزري ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي وتعصمني فيما بقي من عمري ، وتستعملني في ذلك كله بطاعتك وما يرضيك عني وتختم عملي بأحسنه ، وتجعل لي ثوابه الجنة ، وتسلك بي سبيل الصالحين ، وتعينني على صالح ما أعطيتني ، كما أعنت الصالحين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني صالحا أعطيتنيه أبدا ، ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، ولا أقل من ذلك ولا أكثر يارب العالمين اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقا فأتبعه والباطل باطلا فأجتنبه ولا تجعله على متشابها فأتبع هواي بغير هدى منك ، واجعل هواي تبعا لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي ، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، ثم ادع بما أحببت (١).

١٢ ـ زيارة اخرى له عليه‌السلام

السلام على الباب الاقصد ، والطريق الارشد ، والعالم المؤيد ، ينبوع الحكم ، ومصباح الظلم ، سيد العرب والعجم ، الهادي إلى الرشاد ، الموفق بالتأييد والسداد ، مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد ، أشهد يا ولي الله أنك أقمت

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

٢٢

الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في سبيل الله حق جهاده ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، فعشت سعيدا ومضيت شهيدا ، ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما ، ورحمة الله وبركاته.

ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وصل ركعتين للزيارة وادع بعد هما بما تشاء (١).

١٣ ـ زيارة اخرى له صلوات الله عليه.

تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك وتقول : السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك أيها الامام ابن الامام السلام عليك يا ابن سيد جميع الانام ، السلام عليك أيها المبرء من الاثام ، السلام عليك أيها الداعي إلى الحق والهدى ، السلام عليك أيها المزيل للشك والعمى والردى ، السلام عليك أيها الداعى إلى الخير والسداد ، السلام عليك أيها الامام المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد ، السلام عليك يا ابن خير الانام ، السلام عليك يا ابن الائمة الكرام ، السلام عليك يا خازن العلم ومعدن الحكمة السلام عليك أيها المؤيد بالعصمة ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي ورحمة الله وبركاته.

أشهد أنك يا مولاي أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، أنا أبرأ إلى الله من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، أتيتك يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك ، عائذا بقبرك ، مقرا بفضلك ، مواليا لمن واليت ، معاديا لمن عاديت ، مستبصرا بشأنك ، وبضلالة من خالفك ، مستشفعا بك إلى الله ليغفر بك ذنوبي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، فاشفع لي عند ربك.

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٨.

٢٣

ثم تنكب على القبر وتقبله وتدعو بما تريد (١).

(ذكر وداع له وللكاظم عليهما‌السلام) تقف على قبر محمد بن علي عليه‌السلام وتقول :

السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين ، السلام عليك يا ابن الائمة الطاهرين ، السلام عليك وعلى آبائك المطهرين وعلى أبنائك الطيبين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك سلام مودع لا سئم ولا قال ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله يا مولاي وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام ، آمنت بالله وبالرسول وبما جاء به من عند الله.

اللهم صل على محمد وآل محمد واكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه ، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني ، فان توفيتني فاحشرني معه وفي زمرته وزمرة آبائه الطيبين الطاهرين ، اللهم لا تفرق بيني وبينه أبدا ، ولا تخرجني من هذه القبة الشريفة إلا مغفورا ذنبي ، مشكورا سعيي مقبولا عملي ، مبرورا زيارتي ، مقضيا حوائجي ، قد كشفت جميع البلاء عني.

اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن ينقلب مفلحا منجحا سالما غانما بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره ومواليه ومحبيه بأبي أنت وامي ونفسي و أهلي ومالي يا موسى بن جعفر ويا محمد بن علي ، اجعلاني في همكما ، وصيراني في حزبكما ، وأدخلاني في شفاعتكما ، واذكراني عند ربكما صلى الله عليكما وعلى أهلكما ، ولا فرق الله بيني وبينكما ولا قطع عني بركتكما ، وغفرلي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنه حميد مجيد.

ثم تدعو بما تحب ثم تخرج ولا تجعل ظهرك إلى الضريح ، وامض كذلك حتى تغيب عن معاينتك.

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

٢٤

إلى هذا انتهى ما أورده السيد ـ ره ـ من زيارة الامامين صلوات الله عليهما (١)

توضيح : المطامير جمع المطمورة وهي الحفيرة تحت الارض «قوله» في الغابرين الغابر الماضي والباقي ، والمراد به هنا الثاني ، أي حال كونهم في الباقين بعدي أوفي أمر الباقين بأن تكف عن أهلي أذاهم وتجعلهم مشفقين عليهم ، ويقال : برح الخفاء كسمع إذا وضح الامر ، والسفير الرسول المصلح بين القوم «قوله» يا سر الله أي صاحب سره أو الذي ستر الله جلالته ومنزلته عن الناس.

أقول : زيارتهما عليهما‌السلام في الايام الشريفة والاوقات المختصة بهما آكد وأنسب كيوم ولادة الكاظم عليه‌السلام وهو سابع صفر ، ويوم وفاته عليه‌السلام وهو الخامس والعشرون من رجب أو سادسة وقيل خامسه ، ويوم إمامته وهو منتصف رجب أو شوال ، ويوم ولادة الجواد عليه‌السلام وهو عاشر رجب برواية ابن عياش أو سابع عشر شهر رمضان أو منتصفه ، ويوم وفاته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي عشر منه ، ويوم إمامته وهو يوم شهادة أبيه عليهما‌السلام كما سيأتي.

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٩.

٢٥

٣

* ((باب)) *

* «(فضل مسجد براثا والعمل فيه)» *

١ ـ شف : وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي باسناده ، عن محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن مشايخه ، عن سليمان الاعمش ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : حدثنا أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما رجع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا و كان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الارض فنظر إلى عسكر أميرالمؤمنين عليه‌السلام فاستفظع ذلك فنزل مبادرا ، فقال : من هذا؟ ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له : هذا أميرالمؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان فجاء الحباب مبادرا يتخطا الناس حتى وقف على أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين حقا حقا.

فقال : وما علمك بأني أميرالمؤمنين حقا حقا ، قال له : بذالك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا ، فقال له : يا حباب ، فقال له الراهب : وما علمك باسمي؟ فقال أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنك علي بن أبي طالب وصيه ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : وأين تأوي؟ فقال : أكون في قلاية لي هاهنا ، فقال له أميرالمؤمنين : بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه ، فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد براثا باسم الباني له.

ثم قال : ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال : يا أميرالمؤمنين من دجلة ههنا قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا؟ فقال له : يا أميرالمؤمنين ، كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : احفر ههنا بئرا فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها فقلعها أميرالمؤمنين عليه‌السلام فانقلعت عن عين

٢٦

أحلى من الشهد وألذ من الزبد ، فقال له : يا حباب يكون شربك من هذه العين أما انه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ويعظم البلاء. حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام (١).

بيان : قال في النهاية (٢) القلاية معرب كلادة من بيوت عبادة النصارى.

أقول : قد مر الحديث بطوله في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢ ـ ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن إسماعيل بن علي بن عبدالرحمن عن أبيه ، عن عيسى بن حميد ، عن أبيه حميد بن قيس : عن علي بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن أميرالمؤمنين عليه‌السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها ، فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى موضعا من أرضها قال : ما هذه الارض؟ قيل : أرض نجرا فقال : أرض سباخ جنبوا ويمنوا ، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة فقال له : يا راهب انزل ههنا؟ فقال له الراهب : لا تنزل هذه الارض بجيشك ، قال : ولم؟ قال : لانه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عزوجل هكذا نجد في كتبنا.

فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أنا ذلك ، فنزل الراهب إليه فقال : خذ علي شرايع الاسلام إني وجدت في الانجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسى عليهما‌السلام فقال أميرالمؤمنين : قف ولا تخبرنا بشئ ، ثم أتى موضعا فقال الكزوا هذا فلكزه برجله عليه‌السلام فانبجست عين خرارة ، فقال : هذه عين مريم التي انبعت لها.

ثم قال : اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا ، فكشف فاذا بصخرة بيضاء فقال عليه‌السلام : على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا ، فنصب أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرام

__________________

(١) كشف اليقين ص ١٥٦ ١٥٧ للسيد بن طاووس طبع النجف.

(٢) النهاية ج ٣ ص ٣٠٩.

٢٧

في خيمة من الموضع على دعوة ، ثم قال : أرض براثا هذا بيت مريم عليها‌السلام هذا الموضع المقدس صلى فيها الانبياء ، قال أبوجعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما‌السلام (١).

٣ ـ يج : مرسلا عنه عليه‌السلام مثله (٢).

بيان : اللكز الدفع بالكف ، والخرير صوت الماء ، قوله : على دعوة أي كان البعد بينهما قدر مد صوت داع ينادي ، ثم اعلم أنه يستفاد من هذا الخبر أن هذا الموضع أيضا من المواضع التي يجوز للمسافر إتمام الصلاة فيهاو لم يقل به أحد.

٤ ـ قب : الحارث الاعور وعمرو بن حريث وأبوأيوب عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنى السواد فقال له راهب : لا ينزل هاهنا إلا وصي نبى يقاتل في سبيل الله ، فقال علي : فأنا سيد الاوصياء وصي سيد الانبياء ، قال : فاذا أنت أصلع قريش وصي محمد ، خذ علي الاسلام ، إني وجدت في الانجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى.

قال أمير المؤمنين : فاجلس يا حباب ، قال : وهذه دلالة اخرى ، ثم قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا ، فبنى حباب الدير مسجدا ولحق أميرالمؤمنين إلى الكوفة ، فلم يزل بها مقيما حتى قتل أميرالمؤمنين عليه‌السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا (٣).

٥ وفي رواية أن الراهب قال : قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البارقليطا محمد نبي الاميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله ، في كلام كثير فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ، ألا وإنه يغرس في آخر الايام بهذه البقعة شجرة لا يفسد ثمرتها (٤).

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٠٢ طبع النجف الاشرف.

(٢) الخرائج لم أعثر عليه في مظانه.

(٣ ـ ٤) مناقب ابن شهر اشوب ج ٢ ص ١٠٠ طبع النجف الاشرف.

٢٨

٦ ـ وفي رواية زاذان قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ومن أين شربك؟ قال : من دجلة قال : ولم لم تحفر عينا تشرب منها؟ قال : قد حفرتها فخرجت مالحة ، قال : فاحتفر الان بئرا اخرى ، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا ، فقال : يا حباب ليكن شربك من هاهنا ، ولا يزال هذا المسجد معمورا ، فاذاخربوه وقطعوا نخله حلت بهم أو قال بالناس داهية (١).

٧ ـ وفي رواية محمد بن القيس : فأتى أميرالمؤمنين عليه‌السلام موضعا من تلك الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال : هذه عين مريم ، ثم قال : احتفروا هاهنا سبعة (عشر) ذراعا فاحتفروا فاذا صخرة بيضاء فقال : هاهنا وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا فنصب أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصخرة ، وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام (٢).

٨ ـ وفي رواية الباقر عليه‌السلام قال : هذه عين مريم التي أنبعت لها ، واكشفوا هاهنا سبعة عشر ذراعا فكشف فاذا صخرة بيضاء الخبر (٣).

٩ ـ وفي رواية : هذا الموضع المقدس صلى فيه الانبياء وقال أبوجعفر عليه‌السلام ولقد وجدنا أنه صلى فيه قبلي عيسى (٤).

١٠ ـ وفي رواية اخرى : صلى فيه الخليل عليه‌السلام (٥).

١١ ـ وروي أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام صاح فقال : يابئر بالعبراني أقرب إلى ، فلما عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم ، فانتضى سيفه و كسح ذلك كله ، وقال : إن هاهنا قبر نبي من أنبياء الله وأمر الشمس أن ارجعي فرجعت وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه ، فأقام القبلة بخط الاستواء وصلى إليها (٦).

بيان : هذا المسجد الان موجود وهو قريب من وسط الطريق من بغداد إلى مشهد الكاظمين عليهما‌السلام ، ويستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه وذكر بعض الاصحاب أنه يستحب الصلاة في مسجد شمس خارج الحلة ، وهو المسجد الذي

__________________

(١ ـ ٦) نفس المصدر ج ٢ ص ١٠١.

٢٩

رد فيه الشمس على أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بعد وفاة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أيضا الان معمور ومعروف (١).

وقال الشهيد ـ رحمه‌الله ـ في الذكرى (٢) ومن المساجد الشريفة مسجد براثا في غربي بغداد ووباق إلى الان رأيته وصليت فيه ، روى الجماعة عن جابر الانصاري قال :؟؟ بنا علي عليه‌السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن زهاء مائة ألف رجل فنزل نصرانى من صومعته فقال : أين عميد هذا الجيش؟ فقلنا : هذا فأقبل إليه وسلم عليه.

ثم قال : يا سيدي أنت نبي؟ قال : لا النبي سيدي قد مات ، قال : أفأنت وصي نبي؟ قال : نعم ، فقال : إنما بنيت الصومعة من أجل هذا الموضع وهو ببراثا وقرأت في الكتب المنزلة أن لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي ثم أسلم ، فقال له علي عليه‌السلام من صلى ههنا؟ قال : عيسى بن مريم وامه فقال له علي عليه‌السلام : والخليل عليه‌السلام.

__________________

(١) لا يزال هذا المسجد الشريف في الحلة على يسار الخارج منها إلى كربلا متبركا ومقصدا لما وقع فيه من الكرامة المشار اليها.

(٢) الذكرى ص ١٥٥ طبع ايران ص ١٢٧١.

٣٠

٤

* «(باب)» *

* «(فضل زيارة امام الانس والجن أبى الحسن)» *

* «(على بن موسى الرضا صلوات الله عليه)» *

* «(وفضل مشهده)» *

١ ـ ن ، لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن جعفربن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عزوجل له الجنة و حرم جسده على النار (١).

(٢ ـ لى الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور فقيل له : يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه؟ قال : هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبوله وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.

ن ـ القطان والطالقانى والنقاش جميعا عن أحمد الهمداني مثله) (٢)

__________________

(١) عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٢٥٥ قم وأمالى الصدوق ص ٦٢ طبع الاسلامية.

(٢) زيادة من نسخة مخطوطة اشرف عليها المؤلف العلامة مطالعة وعليها بعض الاستدراك والبيانات بخط يده قدس‌سره لخزانة كتب الفاضل الخبير البحاث الميرزا فخر الدين النصيرى الامينى حفظه الله ، وقد قابلنا المطبوعة هذه وصححناه عند الطباعة على تلك النسخة الشريفة.

٣١

٢ ـ ن ، لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزوجل له أجر مائة ألف شهيد ومائة ألف صديق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في زمرتنا ، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا (١)

بيان : قال في النهاية (٢) في حديث كعب بن مالك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع الاطراح والهوان كأنه فيه ضايع فلما كانت عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إلى الضاد فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة ، والتقدير فيهما سواء.

٣ ـ ن ، لى : الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كأنه يقول لي؟ : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي فاستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجاو لو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس.

ولقد حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهما‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة (٣).

__________________

(١) عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٢٥٦ وأمالى الصدوق ص ٦٣.

(٢) النهاية في غريب الحديث ج ٣ ص ٣٢.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٧ والامالى ص ٦٤.

٣٢

٤ ـ ثو ، ن ، لى ، مل : ابن وليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عندالله عزوجل ألف حجة قال : فقلت لابي جعفر عليه‌السلام : ألف حجة؟ قال عليه‌السلام : إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه (١).

٥ ـ بشا : الحسن بن الحسين ابن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد مثله (٢).

٦ ـ لى : أبي عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله وفيه : قال : فقلت لابي جعفر ابنه عليهما‌السلام (٣).

٧ ـ لى : بهذا الاسناد عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة (٤).

٨ ـ ن : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله (٥).

٩ ـ ن لى : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالرحمان بن حماد ، عن عبدالله ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد ، عن الصادق عليه‌السلام قال : سمعته يقول : يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل (٦).

١٠ ـ ن ، لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطينى ، عن محمد بن سليمان

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ٨٩ طبع بغداد وعيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٧ وأمالى الصدوق ص ٦٤ وكامل الزيارات ص ٣٠٦.

(٢) بشارة المصطفى ص ٢٤ طبع النجف الاشرف الطبعة الثانية سنة ١٣٨٣.

(٣ ـ ٤) أمالى الصدوق ص ١١٩.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٨.

(٦) عيون الاخبار ح ٢ ص ٢٥٥ وأمالى الصدوق ص ١١٨.

٣٣

المصرى عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حجر ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن أبيه وجده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (١).

١١ ـ ن ، لى : الوراق ، عن سعد ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن فضيل ، عن غزوان الضبى ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمى ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه‌السلام ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الامطار وورق الاشجار (٢).

١٢ ـ ن ، لى : العطار عن سعد عن أيوب بن نوح عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : من زار قبر أبي عليه‌السلام بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فاذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يفرغ الله من حساب عباده (٣).

١٣ ـ ل ، لى : ابن موسى عن الاسدى عن أحمد بن محمد بن صالح عن حمدان الديوانى قال : قال الرضا عليه‌السلام : من زارني على بعد داري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، عند الصراط وعند الميزان (٤).

١٤ ـ ن : الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الاسدى (مثله) (٥).

١٥ ـ ن ، لى : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٧ وأمالى الصدوق ص ١١٩.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٨ وأمالى الصدوق ص ١١٩.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٩ وأمالى الصدوق ص ١٢٠.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٠٩ طبع الاسلامية وأمالى الصدوق ص ١٢١.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٥.

٣٤

عهده إلى أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيمة ومن كنا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين (١).

١٦ ـ ن ، لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه عن سليمان بن حفص قال : سمعت موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : من زار قبر ولدي على كان له عند الله عزوجل سبعون حجة مبرورة ، قلت : سبعين حجة مبرورة؟ قال : نعم سبعين ألف حجة قلت : سبعين ألف حجة ، قال : فقال : رب حجة لا تقبل من زاره أوبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمن زار الله في عرشه؟ قال : نعم إذا كان يوم القيمة كان على عرش الله عزوجل أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين ، فأما الاولون فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأما الاربعة الاخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين ، ثم يمد المطمر فيقعد معنا زوار قبور الائمة ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي عليه‌السلام (٢).

١٧ ـ لى : ابن ناتانه ، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وإن كان من أهل الكباير ، قلت : جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال : يعلم أنه مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على حقيقة (٣).

١٨ ـ ن : ابن ناتانه والمكتب وماجيلويه وابن المتوكل وأحمد بن علي ابن إبراهيم وعلي بن هبة الله الوراق جميعا عن علي مثله (٤).

١٩ ـ وفي حديث آخر قال : قال الصادق عليه‌السلام : يقتل لهذا ـ وأومأ بيده إلى مولانا موسى عليه‌السلام ـ ولد بطوس لا يزوره من شيعتنا إلا الاندر فالاندر (٥).

بيان : قوله على حقيقة أي كائنا على حقيقة الايمان أو شهادة حقيقية.

__________________

(١) عيون الاخبار : ج ٢ ص ٢٦٣ والامالى ص ٦١١.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٩٥ وامالى الصدوق ص ١٢٠.

(٣) أمالى الصدوق ص ١٢١.

(٤ ـ ٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٩.

٣٥

٢٠ ـ لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : سمعت أبا جعفر الثاني عليه‌السلام يقول : مازار أبي عليه‌السلام أحد فأصابه أذى من مطر أو برد أو حر إلا حرم الله جسده على النار (١).

٢١ ـ ن ، ل : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم قال : قال الرضا عليه‌السلام : لا تشد الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا ، ألا وإني مقتول بالسم ظلما ، ومدفون في موضع غربة ، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه (٢).

٢٢ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال :

دخل الرضا عليه‌السلام القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال : هذه تربتي وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي ، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت ، تمام الخبر (٣).

٢٣ ـ ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : إني ساقتل بالسم مسموما ومظلوما واقبر إلى جنب هارون ويجعل الله عزوجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة ، والذي أكرم محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة واصطفاه على جميع الخليقة لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عزوجل يوم يلقاه والذي أكرمنا بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالامامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري لاكرم الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء

__________________

(١) الامالى الصدوق ص ٦٥٤.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٤ والخصال ج ١ ص ٩٤ طبع الاسلامية وكان الرمز في المتن (لى) علامة الامالى ولم يوجد فيها وهو في الخصال لذلك صححنا الرمز تبعا لصاحب الوسائل حيث روى الحديث عن الخصال والعيون.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٣٦ ضمن الحديث.

٣٦

إلا حرم الله عزوجل جسده على النار (١).

٢٤ ـ ن : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (٢).

٢٥ ـ ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : حتمت لمن زار أبي عليه‌السلام بطوس عارفا بحقه الجنة على الله تعالى (٣).

٢٦ ـ ن : بهذا الاسناد ، عن عبدالعظيم قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام قد تحيرت بين زيارة قبر أبي عبدالله عليه‌السلام وبين قبر أبيك عليه‌السلام بطوس فما ترى؟ فقال لي : مكانك ، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال : زوار قبر أبي عبدالله عليه‌السلام كثيرون وزوار قبر أبي عليه‌السلام بطوس قليل (٤).

٢٧ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام ما تقول : لمن زار أباك؟ قال : الجنة والله (٥).

٢٨ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام ما لمن زار والدك بخراسان؟ قال : الجنة والله الجنة والله (٦).

٢٩ ـ ن : ابن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن الحسين بن يوسف ، عن محمد بن أسلم ، عن محمد بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن رجل حج حجة الاسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة فسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ، ثم أتى أبا عبدالله عليه‌السلام فسلم عليه ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم انصرف إلى بلاده.

فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل هذا الذي

__________________

(١ ـ ٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٦ وفى الثالث ضمنت بدل حتمت.

(٥ ـ ٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٥٧.

٣٧

حج حجة الاسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك على بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال : بل يأتي خراسان فيسلم على أبي عليه‌السلام أفضل ، وليكن ذلك في رجب ، ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فان علينا وعليكم من السلطان شنعة (١).

٣٠ ـ مل : أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسن جميعا ، عن سعد ، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن الحسين بن سيف مثله (٢).

٣١ ـ ن : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : سمعت علي بن محمد العسكري عليه‌السلام يقول : أهل قم وأهل آبة المغفور لهم لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بطوس ، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء حرم الله جسده على النار (٣).

٣٢ ـ ن : الفامي ، عن ابن بطة ، عن محمد بن على بن محبوب ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن سليمان بن حفص قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما ، ومدفون إلى جانب هارون بطوس ، من زاره كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

٣٣ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، قال :

قال الرضا عليه‌السلام إني ساقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر (٥).

٣٤ ـ ن : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك زيارة الرضا عليه‌السلام أفضل أم زيارة أبي عبدالله عليه‌السلام؟ فقال : زيارة أبي عليه‌السلام أفضل ، وذلك أن أبا عبدالله عليه‌السلام

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥٨.

(٢) كامل الزيارات ص ٣٠٥.

(٣ ـ ٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٠.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦١.

٣٨

يزوره كل الناس وأبي عليه‌السلام لا يزوره إلا الخواص من الشيعة (١).

٣٥ ـ مل : الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مهزيار مثله (٢).

بيان : لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون في كل زمان يكون إمام من الائمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أو المعنى أن المخالفين أيضا يزورون الحسين عليه‌السلام ، ولا يزور الرضا إلا الخواص وهم الشيعة فيكون من بيانية ، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا بامامة جميع الائمة ، فان من قال بالرضا عليه‌السلام لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر.

٣٦ ـ ن : المكتب والوراق معا ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن الرضا عليه‌السلام في خبردعبل قال عليه‌السلام : لا تنقضي الايام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له ، الخبر (٣).

٣٧ ـ مل ، ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي ابن مهزيار قال ، قلت لابي جعفر عليه‌السلام : ما لمن أتى قبر الرضا عليه‌السلام؟ قال : الجنة والله (٤).

٣٨ ـ حه : نصير الدين الطوسي عن والده ، عن القطب الراوندي ، عن الشيخ المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ابن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال : قال

__________________

(١) عيون الاخبار : ج ٢ ص ٢٦١.

(٢) كامل الزيارات ص ٣٠٦.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٤.

(٤) ثواب الاعمال ص ٨٩ وكامل الزيارات ص ٣٠٦.

٣٩

الصادق عليه‌السلام : أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله والغرى ، وكربلا ، وطوس (١).

٣٩ ـ مل : جماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن داود الصرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من زار قبر أبي فله الجنة (٢).

٤٠ ـ مل : الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الصرمي مثله (٣).

٤١ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن على بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان الدسوائي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام فقلت له : ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال عليه‌السلام : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال حمدان : فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له : يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال أيوب ، وأزيدك فيه؟ قلت : نعم فقال : سمعته يقول : ـ يعني أبا جعفر عليه‌السلام ـ من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فاذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يفرغ الله من حساب الخلائق (٤).

٤٢ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن علي بن الحسين النيسابوري ، عن شعيب ابن عيسى ، عن صالح بن محمد الهمدانى ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : قال أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : من زارني على بعد داري وشطون مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن ، حتى اخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناو شمالا وعند الصراط ، وعند الميزان ، قال سعد : وسمعة بعد ذلك من صالح بن محمد الهمداني (٥).

__________________

(١) فرحة الغرى ص ٧٠ طبع النجف الاشرف (الطبعة الثانية).

(٢ ـ ٣) كامل الزيارات ص ٣٠٣.

(٤ ـ ٥) كامل الزيارات ص ٣٠٤.

٤٠