بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

إلى سواك ، سيدي أنا من قد علمت ، وفى ما عرفت من ضعفي عن عبادتك إلا بتوفيقك ، وتقصيري عن شكرك إلا بعونك ، اقر بذنبي في ذلك ، وأعترف بجرمي وأسئل الصفح عني ، فصل على محمد وآله ، وأبلغهم الساعة الساعة الساعة ، عني أفضل التحية والسلام ، واقبلني بهم اللهم على ما كان مني ، وارحم ضعف ركني ، واستجب دعائي برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم تبكي أو تباكي ثم تمسك عن الدعاء وأنت بطرف خاشع ، ويدك بالرقعة مرفوعة نحو السماء ، ولتكن في ذلك خاليا وحدك ، وبحيث لا يراك أحد إن استطعت ، وكن كذلك إلى أن يلوح الفجر إن أطقت ، وإن نكلت (١) عن ذلك وأعييت وقل صبرك ، فاسجد وعفر خديك ، وارفع سبابتك اليمنى ، وخدك على الارض ، واستجر بربك واستغث به ، وقل :

سيدي أوبقتني الذنوب ، وحيرتني الخطوب ، وأحدقت به (٢) الكروب ، وانقطع رجائي في كشف ذلك إلا منك ، وثقتي لمن تنصرف عنك ، إلهي وسيدي فانظر بعين رأفتك إلى ، وجد بجودك وإحسانك علي ، وأجرني في ليلتي ، واقبل قصتي واقض حاجتي ، واستجب دعوتي ، واكشف حيرتي ، وأزل الفقر والفاقة عني وأعذني من شماتة الاعداء ، ودرك الشقآء ، وأعطني سؤلي ومسئلتي بجودك و كرمك يا مولاي ، إنك قريب مجيب.

وانو ترك شئ مما أنت عليه بنية مقلع منيب ، فان الله عزوجل أكرم مدعو ، وأقرب مجيب.

(نسخة الرقعة).

بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل ، الحقير الفقير ، المذنب الجاني على نفسه ، المنقطع به ، السائل المستكين ، المقر بذنوبه ، الظالم لنفسه ، المستجير بربه ، إلى المولى الكريم العظيم ، العلي الاعلى ، رب السموات والارضين ،

__________________

(١) كللت خ ل.

(٢) بى خ ل ظ.

٢٤١

مالك الامور ، وعلام الغيوب ، من لا ضد له ، ولا ند له ، ولا صاحبة ولا ولد له الاحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد.

أقول بخضوع وخشوع ، رب علمت سوءا وظلمت نفسي ، فصل على محمد وآله ، واعف عني ، واغفر خطائي واصفح عن زللي وخذ بيدي بجودك ومجدك ثم أقول يا أكرم الاكرمين يا غاية الطالبين يا مجيب دعوة المضطرين ، يا منفس عن المكروبين ، يا أرحم الراحمين.

إلهي وسيدي أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك ـ فلان بن فلان ـ أنشأتني وكنت صغيرا ، وأغنيتني وكنت فقيرا ، ورفعتني وكنت حقيرا ، وجبرتني و كنت كسيرا ، ومننت على بما أنت أهله وأعلم به مني ، نئشتني وعزتك وجلالك من المحنة تكرما ، ونعشتني بعد قلة ، وأسبغت علي النعمة ، وأوجبت علي المنة ، وبلغني فوق الامنية لتبلوني فتعرف شكرى ، ومقدار سعيي وطاعتي و إقراري وإنابتي ، أخذا بالفضل علي وتأكيدا للحجة فيما لدي ، فجحدت حق نعمتك ، ونسيت ما عندي من مننك ، وقادني الجهل والعمى إلى ركوب الزلل والخطاء ، حتى وقعت في غواية الردى ، وتبدلت بالتقصير والعمى ، وركبت طريق من حار وطغى ، وركبت فحل بي ما كنت أخفتني وبرح مني الخفاة ، وصرت إلى حال البؤس والضراء ، بعد إحسانك الكامل ، ونعمتك المترادفة وسترك الجميل ، وصيانتك التامة.

إلهي وسيدي ومولاي ، فقد تغير بالزلل حالي ، وكسف بالي ، وظهر اختلالي ، وشاعت فاقتي ، وشهر فقري ، وانقطعت من المخلوقين آمالي ، وأنت العائد على العاصين بالنعم ، والاخذ على المسيئين بالاحسان والمنن ، فضلا منك وطولا ، وجودا ومجدا ، وولي باتمام ما ابتدأت في أمري مني ، ورب ما أسديت من معروفك عندي ، فقد ظلمت نفسي ، وفرطت في أمري ، وقصرت في حقك عندي ، وأنا عائذ منك بك ، هاربا إليك عنك ، من الحرمان وسوء القضاء متوسل بك إليك في قبولي والصفح عني ، وإتمام ما أنعمت به علي وإصلاحه لي ،

٢٤٢

وكشف الضر والفقر والفاقة عني ، والاخلال والبلوى حتى يجري حالي على أجمل حال ، وأسبغ نعمة كانت علي في وقت من الاوقات.

يا رب إن كانت دنوبي أخلقت وجهي (١) عندك ، وغيرت حالي فاني أسئلك وأتوجه إليك ، وأتوسل إليك ، وأتقرب إليك ، وأستشفع إليك ، واقسم عليك يامن لا مسؤل غيره ولا رب سواه ، بجاه سيدنا محمد رسولك ، وبجاه أوليائك وخيرتك وأصفيائك ، وأحبائك من خلقك ، علي أمير المؤمنين وفاطمة ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن على ، والخلف الصدق الصالح صاحب زمانك ، والقائم بحجتك وأمرك ، وعينك في عبادك من ولد نبيك صلواتك عليهم أجمعين ، وسلامك ورحمتك وبركاتك خالصا.

وأسئلك بحقك عليهم وبالحق الذي جعلته لهم عليك ، وعلى جميع خلقك أن تصلي عليهم أجمعين ، وتبلغهم سلامي الساعة الساعة ، وتكشف بهم ضري ، وتفرج بهم همي ، وتخرجني بهم عن حيرتي ، إلى روحك وفرجك وخلاصك وعافيتك ، وأن تغفر ذنوبي التي أصارتني إلى ما أنا فيه ، وأن تأخذ بيدي وتعفو عني عفوا ألقاك به وأنت مني راض ، وتتم ما ابتدأت به من أمري إحسانا إلي ، وتكميلا للنعمة عندي ، وحراسة لي ما أبقيتني ، وتفتح ما أنغلق من أسبابي فترزقني الساعة الساعة الساعة منك رزقا واسعا ، واسعا واسعا ، صبا صبا صبا حلالا طيبا من غير كد ولا كدر ، ولا منة من أحد من خلقك ، إلا سعة من عطاياك السابغة ، وخزائنك العظيمة في سمائك وأرضك.

فمن فضلك أسئل ، فصل على محمد وآله وعجل ذلك علي في يسر منك وعافية ونعمة وسلامة وحميد عاقبة ، وسهل لي قضاء ديوني كلها ، وصلاح شؤني كلها عاجلا عاجلا غير آجل ، وخذ بناصيتي إلى العمل بطاعتك ، وطاعة محمد وآله صلواتك عليهم ، فيما تهبه لي ، واحرسه علي وعندي ما أبقيتني ، واقبل علي

__________________

(١) جاهى خ ل.

٢٤٣

بصباح يكون لي فيه كامل الفلاح والصلاح والنجاح ، وتعجيل السراح ، يامن بيده خزائن كل مفتاح ، فانك على كل شئ قدير ، وما تشاء من أمر يكون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والصلاة على رسوله وآله الطاهرين الاخيار الابرار ، وعلى جبرائيل وميكائيل ، وجميع الملائكة المقربين ، والانبياء والمرسلين والائمة الطاهرين ، صلوات الله عليهم ، وما شاء الله كان وهو خير الغافرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ثم تأخذ الرقعة فترمي بها في بحر أو في نهر جار يقضي الله حوائجك ويفرج عنك إنشاء الله عزوجل.

٧ ـ ق : نسخة رقعة تكتب إلى الله سبحانه عند المهمات.

روي عن أبي جعفر الاول عليه‌السلام أنه قال : إذا دهمك أمر يهمك أو عرض لك حاجة يعلم الله سبحانه حقيقتها ، وصدق القول فيها ، فهو عالم بالغيوب ، و خفيات الامور ، فكن طاهرا ، وصم يوم الخميس ، اصبح يوم الجمعة فاكتب في الرقعة ما أنا ذاكره لك بمداد أو بحبر ، واطو الورقة ، واعمد إلى وسط البحر فاستقبل القبلة ، وسم الله عزوجل جلاله ، صل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى آله الابرار ، وقل : الله لكل شئ ، وارم بها في البحر ، فان الله جلت عظمته يقضي حاجتك ، ويكفيك بقدرته.

تكتب سورة الحمد وآية الكرسي ـ إلى قوله ـ هم فيها خالدون ، والم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ـ إلى قوله ـ وقودها النار ، وقل اللهم مالك الملك ـ إلى قوله ـ بغير حساب ، وإن ربكم الله الذي خلق السموات والارض إلى قوله ـ قريب من المحسنين ، ولقد جائكم رسول من أنفسكم ـ إلى قوله ـ رب العرش العظيم ، وقل ادعو الله أو ادعوا الرحمن ـ إلى قوله ـ : وكبره تكبيرا.

ثم تكتب الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد رب العالمين ، وطه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ـ إلى قوله ـ له الاسماء الحسنى ، يا الله

٢٤٤

يا الله يا الله ، يا كهفي إذا ضاقت علي مذاهبي ، وعظمت همومي ، وقل صبري ، و ضعفت حيلتي ، وكثرت فاقتي وساءت ظنوني ، وقنطت نفسي ، وعجزت عن تدبير حالي ، وتحيرت في أمري ، خلقتني كيف شئت ، وكنت عن خلقي غنيا ، فصل على محمد وآل محمد وفرج همومي ، واكشف غمومي ، وأزل عذاب قلبي ، وغير ما ترى من سوء حالي ، وآمن خوفي ، ويسر ما قد تعسر من أمري ، واجعل لي من أمري مخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب إنك تقدر على ذلك ، يا محيي العظام وهى رميم.

ثم تكتب : من العبد الذليل إلى المولى الجليل ، الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، الدائم الديموم ، القديم الازلي الابدي ، ، بديع السماوات والارض ، و فاطرهما ونورهما ، ذوالجلال والاكرام ، والاسماء العظام ، وسلام على آل ياسين في العالمين محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي و محمد وعلي والحسن وحجتك يا رب على خلقك.

اللهم إني أسألك يا رب لانك أنت إلهى وخالقي ، وإله الاولين والاخرين لا إله غيرك ، ولا معبود سواك ، أتوجه إليك بحق هذه الاسماء التي إذا دعيت بها أجبت وإذا سئلت بها أعطيت ، إلا صليت عليهم أجمعين ، وفعلت بي كذا وكذا ـ وتكتب ذكر حاجتك في الورقة ـ وتصلي على محمد وآل محمد ، ورحمة الله وبركاته على أهل البيت ، وعلى أصحاب محمد المنتجبين الاخيار الذين لا غيروا ولا بدلوا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

بيان : الحبر بالكسر الذي يكتب به ، ولعل الترديد من الراوي.

٨ ـ قبس : سمعت الشيخ أبا عبدالله الحسين بن الحسن بن بابويه رضي‌الله‌عنه بالري سنة أربعين وأربعمائة يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي ابن بابويه رحمه‌الله ، قال : حدثني بعض مشايخي القميين قال : كربنى أمر ضقت به ذرعا ولم يسهل في نفسي أن أفشيه لاحد من أهلي وإخواني ، فنمت وأنا به مغموم فرأيت في النوم رجلا جميل الوجه حسن اللباس ، طيب الرايحة ، خلته بعض مشايخنا القميين

٢٤٥

الذين كنت أقرأ عليهم ، فقلت في نفسي إلى متى اكابد همي وغمي ولا أفشيه لاحد من إخواني ، وهذا شيخ من مشايخنا العلماء أذكر له ذلك ، فلعلي أجد لي عنده فرجا فابتدأني وقال : ارجع فيما أنت بسبيله إلى الله تعالى ، واستعن بصاحب الزمان عليه‌السلام واتخذه لك مفزعا ، فانه نعم المعين ، وهو عصمة أوليائه المؤمنين ، ثم أخذ بيده اليمنى وقال : زره وسلم عليه ، ورسله أن يشفع لك إلى الله تعالى في حاجتك.

فقلت له : علمني كيف أقول فقد أنساني همي بما أنا فيه كل زيارة ودعاء ، فتنفس الصعداء وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومسح صدري بيده وقال : حسبك الله لا بأس عليك تطهر وصل ركعتين ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت السماء وقل :

سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته الدائمة ، وبركاته القائمة على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته على خلقه وعباده ، وسلالة النبوة ، وبقية العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ، ومعلن أحكام القرآن ، مطهر الارض ، وناشر العدل في الطول والعرض ، الحجة القائم المهدي ، والامام المنتظر المرضي ، الطاهر ابن الائمة الطاهرين ، الوصي ابن الاوصياء المرضيين ، الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين ، السلام عليك يا إمام المسلمين والمؤمنين ، السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكمة الوصيين ، السلام عليك يا عصمة الدين ، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان ، يا ابن أمير المؤمنين ، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ابن الائمة الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي ، سلام مخلص لك في الولاء ، أشهد أنك الامام المهدي قولا وفعلا وأنك الذي تملاء الارض قسطا وعدلا ، فعجل الله فرجك ، وسهل الله ومخرجك ، وقرب زمانك ، وكثر أنصارك ، وأعوانك ، وأنجز لك موعدك ، وهو أصدق القائلين «ونريد أن نمن

٢٤٦

على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين» يا مولاي حاجتي ـ كذا وكذا ـ فاشفع لي في نجاحها ، وتدعو بما أحببت.

قال : فانتبهت وأنا موقن بالروح والفرج ، وكان على بقية من ليلي واسعة فبادرت وكتبت ما علمنيه خوفا أن أنساه ، ثم تطهرت وبرزت تحت السماء وصليت ركعتين قرأت في الاولى بعد الحمد كما عين لي إنا فتحنا لك فتحا مبينا وفي الثانية بعد الحمد إذا جآء نصر الله والفتح ، فلما سلمت قمت وأنا مستقبل القبلة وزرت ، ثم دعوت حاجتي واستغثت بمولاي صاحب الزمان ، ثم سجدت سجدة الشكر وأطلت فيها الدعاء حتى خفت فوات صلاة الليل ، ثم قمت وصليت وردي ، وعقبت بعد صلاة الفجر ، وجلست في محرابي أدعو.

فلا والله ما طلعت الشمس حتى جاءني الفرج مما كنت فيه ، ولم يعد إلى مثل ذلك بقية عمري ، ولم يعلم أحد من الناس ما كان ذلك الامر الذي أهمني إلى يوم هذا ، والمنة لله وله الحمد كثيرا.

لد : استغاثة إلى المهدى عليه‌السلام ، وهي بعد الغسل وصلاة ركعتين تحت السماء تقرأ في الاولى بالحمد ، والفتح ، وفي الثانية بالحمد والنصر ، فاذا سلمت فقم و قل : سلام الله الكامل إلى آخر الزيارة (١).

أقول : وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي‌الله‌عنهم ما هذا لفظه : هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه‌الله عن الائمة عليهم‌السلام وقال : ما دعوت في أمر إلا رأيت سرعة الاجابة وهو : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة ، يا سيدنا ومولانا ، إناتوجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.

يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ، يا علي بن أبي طالب ، يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي

__________________

(١) البلد الامين ص ١٥٨.

٢٤٧

حاجاتنا يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله.

يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا قرة عين الرسول ، يا سيدتنا ومولاتنا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدى حاجاتنا ، يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله.

يا أبا محمد يا حسن بن علي أيها المجتبى ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله

يا أبا عبدالله ، يا حسين بن علي أيها الشهيد ، يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدى حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله.

يا أبا الحسن يا علي بن الحسين يا زين العابدين ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، و قدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لناعند الله.

يا أبا جعفر يا محمد بن علي ، أيها الباقر يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدى حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله

يا أباعبدالله يا جعفر بن محمد أيها الصادق ، يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله

يا أبا الحسن ، يا موسى بن جعفر ، أيها الكاظم ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله.

يا أبا الحسن يا علي بن موسى أيها الرضا يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على

٢٤٨

خلقه ، ياسيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عندالله.

يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها الجواد ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله

يا أبا الحسن يا علي بن محمد أيها الهادي النقي ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.

يا أبا محمد ، يا حسن بن علي ، أيها المجتبى ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إناتوجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله.

يا وصي الحسن ، والخلف الحجة ، أيها القائم المنتظر ، يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عندالله ، اشفع لنا عندالله. ثم يسأل حاجته فانها تقضى إنشاء الله تعالى.

٩ ـ ق : روى مثله إلا أنه روي في الكل بصيغة المتكلم وحده وزاد في آخره : يا سادتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي ، ليوم فقري وحاجتي إلى الله ، وتوسلت بكم إلى الله ، واستشفعت بكم إلى الله ، فاشفعوا لي عند الله ، واستنقدوني من ذنوبي عند الله ، فانكم وسيلتي إلى الله ، وبحبكم وبقربكم أرجو نجاتا من الله ، فكونوا عندالله رجآئي ، يا سادتي ، يا أولياء الله ، صلى الله عليهم أجمعين ولعن الله أعداء الله ظالميهم ، من الاولين والاخرين ، آمين رب العالمين.

١٠ ـ ق : أبوالقاسم عبيدالله بن عبدالواحد الدارمي الكاتبي النصيبي قال : وجدت بخط أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد ـ رحمه‌الله ـ على ظهر جزء من كتبه بعد

٢٤٩

وفاته ، حدثني أبوالوفا الشيرازي قال : كنت محبوسا في حبس أبي إلياس بكرمان على حال ضيقة ، فأكثرت الشكوى إلى الله عزوجل والاستغاثة بموالينا ، قال : ونمت فرأيت في النوم مولانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقال لي : لا تستشفع بي وبولدي هذين يعني الحسن والحسين صلوات الله عليهما لامر من أمر الدنيا ، وهذا أبوحسن ينتقم لك من أعدائي ، قال : قلت : يا رسول الله وكيف ينتقم لي من أعدائي وقد لبب بحبل في عنقه فلم ينتصر ، وغصب حقه فلم يقتدر؟

قال : فنظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متعجبا وقال : ذلك لعهد عهدته إليه و قد وفى به.

وأما الحسن فلكذا ، وأما الحسين فلكذا ، ولم يزل صلى‌الله‌عليه‌وآله يسمى واحدا واحدا من الائمة صلوات الله عليهم ، ويذكر ما يستشفى به له مما غاب عن أبي القاسم في الوقت ، وهو مسطور في الرواية إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه فقال :

وأما صاحب الزمان فاذا بلغ السكين منك هكذا وأوما بيده إلى حلقه فقل : يا صاحب الزمان أغثني ، يا صاحب الزمان أدركني ، قال : فصحت في نومي ، يا صاحب الزمان أغثني ، يا صاحب الزمان أدركنى ، فانتبهت والموكلون يأخذون قيودي.

تمام رواية أبى القاسم الدارمي مما وجده بخط ابن الجنيد ، وأما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ومعرة الشياطين ، وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللاخرة وما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه ، وأما أبوإبراهيم موسى فالتمس به العافية من الله عزوجل ، وأما أبوالحسن الرضا فاطلب به السلامة في الاسفار ، وفي البراري والبحار ، وأما أبوجعفر الجواد فاستنزل به الرزق من الله عزوجل.

وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الاخوان وما تبتغيه من طاعة الله عزوجل وأما الحسن فللاخرة ، وأما صاحب الزمان فاذا بلغ منك السيف المذبح فاستغث به ، وتمام الحديث قد تقدم في الرواية.

٢٥٠

الدعاء المتضمن للتوسل بكل واحد من الائمة عليهم‌السلام لما جعل له.

اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وأسئلك اللهم بحق محمد وابنته وابنيها الحسن والحسين عليهم‌السلام إلا أعنتني بهم على طاعتك ورضوانك ، وبلغتني بهم أفضل ما بلغته أحدا من أوليائهم في ذلك ،

وأسئلك بحق وليك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، إلا انتقمت لي به ممن ظلمني ، وكفيتني به مؤنة من يريدني بظلم أبدا ما أبقيتني.

وأسئلك بحق وليك علي بن الحسين عليهما‌السلام ، إلا كفيتني به ، ونجيتني من جور السلاطين ، ونفث الشياطين.

وأسئلك اللهم بحق ولييك محمد بن علي ، وجعفر بن محمد عليهما‌السلام ، إلا أعنتني بهما على أمر آخرتي بطاعتك.

وأسئلك اللهم بحق وليك العبد الصالح ، موسى بن جعفر الكاظم بغيظه عليه‌السلام ، إلا عافيتني به مما أخافه وأحذره على بصري ، وجميع ساير جسدي ، وجوارح بدني ، ما ظهر منها وما بطن ، من جميع الاسقام والامراض ، والاعلال والاوجاع ، بقدرتك يا أرحم الراحمين.

وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، إلا أنجيتني به وسلمتني مما أخافه وأحذره ، في جميع أسفاري ، في البرارى والقفار ، والاودية والغياض والبحار.

وأسئلك اللهم بحق وليك أبي جعفر الجواد عليه‌السلام ، إلا جدت علي به من فضلك ، وتفضلت علي به من وسعك ، ما أستغني به عما في أيدي خلقك ، وخاصة يا رب لئامهم ، وبارك لي فيه ، وفيما لك عندي من نعمك وفضلك ورزقك إلهي انقطع الرجاء إلا منك ، وخابت الامال إلا فيك ، يا ذا الجلال والاكرام ، أسئلك بحق من حقه عليك واجب ، وأن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تبسط علي ما حظرته من رزقك ، وأن تسهل ذلك وتيسره في خير منك وعافية ، وأنا في

٢٥١

خفض عيش ودعة ، يا أرحم الراحمين.

وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن محمد عليه‌السلام ، إلا أعنتني به على قضاء نوافلي وبر إخواني وكمال طاعتك.

وأسئلك اللهم بحق وليك الحسن بن علي عليه‌السلام ، الهادي الامين ، الكريم الناصح ، الثقة العالم ، إلا أعنتني به على أمر آخرتي.

وأسئلك اللهم بحق وليك وحجتك على عبادك ، وبقيتك في أرضك المنتقم لك من أعدائك ، وأعداء رسولك ، بقية آبائه الطاهرين ، ووارث أسلافه الصالحين صاحب الزمان ، صلى الله عليه وعلى آبائه الكرام ، المتقدمين الاخيار ، إلا تداركتني به ، ونجيتني من كل كرب وهم ، وحفظت علي قديم إحسانك إلي وحديثه ، وأدررت علي جميل عوائدك عندي ، يا رب أعني به ، ونجني من المخافة ، ومن كل شدة وعظيمة ، وهول ونازلة ، وغم ودين ، ومرض وسقم ، وآفة وظلم ، وجور وفتنة ، في ديني ودنياي وآخرتي ، بمنك ورأفتك ورحمتك وكرمك وتفضلك وتعطفك.

يا كافي موسى عليه‌السلام فرعون ، ويا كافي محمد صلوات الله عليه وآله ما أهمه ، ويا كافي علي عليه‌السلام ما أهمه يوم صفين ، ويا كافي علي بن الحسين عليه‌السلام يوم الحرة ، ويا كافي جعفر بن محمد أبا الدوانيق ، صل على محمد وآله واكفني ما أهمني في دار الدنيا ، وكل هول دون الجنة ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا قاضي الحوائج ، يا وهاب الرغائب ، يا معطي الجزيل ، يا فكاك العناة.

اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك قادر على قضاء حوائجي ، فصل على محمد وآله وعجل يا رب فرج وليك ، وابن بنت نبيك ، واقض يا الله حوائج أهل بيت محمد ، واقض لي يا رب بمحمد وأهل بيته حوائج الدنيا والاخرة ، صغيرها وكبيرها ، في يسر منك وعافية ، وتمم علي ، وهنئني بهم كرامتك وألبسني بهم عافيتك ، وتفضل علي بعفوك ، وكن لي بحق محمد وأهل بيته ، في جميع اموري

٢٥٢

وليا وحافظا ، وناصرا وكالئا ، وراعيا وساترا ورازقا ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا يعجزالله شئ طلبه في الارض ولا في السماء ، هو كائن هو كائن إنشاء الله.

اقول : رويته سالفا في أبواب أدعية الحوائج في كتاب الدعاء من كتاب قبس المصباح بتغيير في المتن والسند.

١١ ـ لد : قصة مروية عن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام ، يكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى الله الملك الديان ، الرؤف المنان ، الاحد الصمد ، من عبده الذليل البائس المستكين فلان بن فلان اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يعود السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام ، وصلوات الله على محمد وآله وبركاته وسلامه.

أما بعد فان من يحضرنا من أهل الاموال والجاه قد استعدوا من أموالهم وتقدموا بسعة جاههم في مصالحهم ، ولم شؤونهم ، وتأخر المستضعفون المقلون من تنجز حوائجهم ، لابواب الملوك ومطالبهم ، فيامن بيده نواصي العباد أجمعين ويا مقرا بولايته للمؤمنين ، ومذل العتاة الجبارين ، أنت ثقتي ورجائي ، وإليك مهربي وملجاى ، وعليك توكلي ، وبك اعتصامي وعياذي ، فألن يا رب صعبه ، وسخر لي قلبه ، ورد عني نافره ، واكفني ما تعيه (١) فان مقادير الامور بيدك ، وأنت الفعال لما تشاء ، لك الحمد ، وإليك يصعد الحمد ، لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك ام الكتاب ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.

فأنه روى أن بعض موالي العسكري عليه‌السلام ، يعلمه ما هو فيه من البلاء وكان في حبس المتوكل ، وكان المتوكل قد جهر يستوعده بالعقوبة ، فاستعد له أهل الثروة بالتحف ، ولم يكن عند الرجل شئ فأمره الهادي عليه‌السلام ، بكتابة هذه القصة فكتبها ليلا في ثلاث رقاع ، وأخفاها في ثلاثة أماكن ، فما كان إلا عند انبساط الشمس ، حتى فرج الله عزوجل عنه بمنه ولطفه (٢).

__________________

(١) بوائقه خ ل.

(٢) البلد الامين ص ١٥٩.

٢٥٣

١٢ ـ قبس : روى المفضل بن عمر عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كانت لك حاجة إلى الله وصقت بها ذرعا ، فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا ، وسبح تسبيح فاطمة عليها‌السلام ، ثم اسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي فاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدك الايمن على الارض ، وقل مثل ذلك ، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة وعشر مرات واذكر حاجتك فإن الله يقضيها.

١٣ ـ لد : تصلي ركعتين فإذا سلمت فكبر الله ثلاثا وسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام واسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدك الايمن وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك ، ثم ضع خدك الايسر على الارض وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات ، واذكر حاجتك تقضى (١).

__________________

(١) البلد الامين ص ١٥٩.

٢٥٤

١١

* ((باب)) *

* «(الزيارة بالنيابة عن الائمة عليهم)» *

* «(السلام وغيرهم)» *

١ ـ كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن محمد بن الاشعث ، عن علي بن إبراهيم الحضرمي ، عن أبيه قال : رجعت من مكة فأتيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام في المسجد ، وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر فقلت له : يا ابن رسول الله إني إذا خرجت إلى مكة ربما قال لي الرجل طف عني أسبوعا وصل ركعتين فربما شغلت عن ذلك ، فاذا رجعت لم أدر ما أقول له.

قال : إذا أتيت مكة فقضيت نسكك فطف اسبوعا وصل ركعتين وقل : اللهم إن هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وامي وعن زوجتي وعن ولدي وعن حامتي وعن جميع أهل بلدي ، حرهم وعبدهم ، وأبيضهم وأسودهم ، فلا تشاء أن تقول للرجل : إني قد طفت عنك وصليت عنك ركعتين إلا كنت صادقا.

فاذا أتيت قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقضيت ما يجب عليك ، فصل ركعتين ثم قف عند رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، ثم قل : السلام عليك يا نبي الله من أبي وامي وزوجتي وولدي وحامتي ومن جميع أهل بلدي ، حرهم وعبدهم ، أبيضهم وأسودهم ، فلا تشاء أن تقول للرجل : إني قد أقرأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنك السلام ، إلا كنت صادقا (١).

يب : من خرج زائرا عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من عمل الزيارة : اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو شعث أو لغوب فأجر فلان بن فلان فيه وأجرني في قضائي عنه ، فاذا سلم على الامام فليقل في آخر التسليم : السلام عليك

__________________

(١) الكافى ج ٤ ص ٣١٦ والتهذيب ج ٦ ص ١٠٩.

٢٥٥

يا مولاى عن فلان بن فلان أتيتك زائرا عنه فاشفع له عند ربك ، ثم يدعو له بما أحب انشاء الله (١).

٣ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن الحسن عن عبدالله عن أحمد ابن محمد عن داود الصرمي قال قلت له يعني أبا الحسن العسكري عليه‌السلام : إني زرت أباك وجعلت ذلك لك (٢) فقال : لك من الله أجر وثواب عظيم ومنا المحمدة (٣).

٤ ـ يب : يقول الزائر إذا ناب عن غيره : اللهم إن فلان بن فلان أوفدني إلى مواليه وموالي لازور عنه رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا من سوء الحساب ، اللهم إنه يتوجه إليك بأوليائك ، الدالين عليك ، في غفرانك ذنوبه وحط سيئاته ، ويتوسل إليك بهم ، عند مشهد إمامه صلوات الله عليه ، اللهم فتقبل منه ، واقبل شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم فيه.

اللهم جازه على حسن نيته ، وصحيح عقيدته ، وصحة موالاته ، أحسن ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ، وأدم له ما خولته ، واستعمله صالحا فيما آتيته ولا تجعلني آخر وافد له يوفده ، اللهم أعتق رقبته من النار ، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب واجعله من رفقاء محمد وآل محمد ، وبارك له في ولده ، وماله وأهله وما ملكت يمينه.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وحل بينه وبين معاصيك ، حتى لا يعصيك وأعنه على طاعتك وطاعة أوليائك ، حتى لا تفقده حيث أمرته ، ولا تراه حيث نهيته اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر له وارحمه ، واعف عنه وعن جميع المؤمنين والمؤمنات.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعذه من هول المطلع ، ومن فزع يوم القيامة وسوء المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي في الدنيا والاخرة.

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ١٠٥ وفيه من عمل الزيارة الخ.

(٢) لهم خ ل.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ١١٠.

٢٥٦

اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك ، وتحفته في مقامي هذا عند إمامي صلى الله عليه أن تقيل عثرته ، وتقبل معذرته ، وتتجاوز عن خطيئته ، وتجعل التقوى زاده ، وما عندك خيرا له في معاده ، وتحشره في زمرة محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتغفرله ولوالديه ، فانك خير مرغوب إليه ، وأكرم مسؤل اعتمد العباد عليه ، اللهم ولكل موفد جائزة ، ولكل زائر كرامة ، فاجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك ، والجنة له (١) ولجميع المؤمنين والمؤمنات.

اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه ، فأسألك يا الله بحق محمد وآل محمد أن لا تحرمني بعد ذلك الاجر والثواب ، من فضل عطائك وكرم تفضلك.

ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول : يا مولاي يا إمامي عبدك ـ فلان بن فلان ـ أوفدني زائرا لمشهدك ، يتقرب إلى الله عزوجل بذلك وإلى رسوله وإليك ، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار من العقوبة ، فاغفر له ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وتستجيب لي فيه وفي جميع إخواني وأخواتي وولدي وأهلي بجودك وكرمك يا أرحم الراحمين (٢).

أقول : قال مؤلف المزار الكبير روى أصحابنا جمعا أن أبا عبدالله عليه‌السلام أرسل إلى بعض الشيعة فقال : خذ هذه الدراهم فحج عن ابني إسماعيل يكن لك تسعة أسهم من الثواب ولاسماعيل سهم واحد ، وقد أنفذ أبوالحسن العسكري عليه‌السلام زائرا عنه إلى مشهد أبي عبدالله عليه‌السلام فقال ، إن لله مواطن يحب أن يدعى فيها فيجيب ، وإن حاير الحسين عليه‌السلام من تلك المواطن (٣).

__________________

(١) ولى خ.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ١١٦.

(٣) المزار الكبير ص ١٩٦.

٢٥٧

فاذا خرجت زائرا عن أخ لك أو حاجا باجرة ، فصل ركعتين بالموضع الذي تقصده ، فاذا فرغت منهما فسبح ثم قل :

اللهم إن فلانا أوفدني إليك لعلمه بحسن ثوابك ، معتقدا أنك تسمع و تجيب ، وتعاقب وتثيب ، اللهم فاجعل خطواتي عنه كفارة لما سلف من ذنوبه وصلواتي (١) عنه شاهده له بصدق الايمان ، مثبتة له في ديوان الغفران ، اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر ـ فلان بن فلان ـ فيه و أجرني عليه.

وكذلك تقول عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعند الائمة عليهم‌السلام.

ثم تقول : عقيب الكلام :

السلام عليك يا مولاي من ـ فلان بن فلان ـ فاني أتيتك زائرا عنه فاشفع لي وله عند ربك ، اللهم أوصل عليه من رحمتك ما يستغنى به عن رحمة من سواك وإن كان ميتا ، قال بعد ذلك : اللهم جاف الارض عن جنبيه ، واجعل رحمتك واصلة إليه ، واجعل ما أفعله من المناسك شاهدا له ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وإذا زرت عن أخيك أو امك أو أبيك فسلم على الامام عليه‌السلام على نسق التسليم ثم قل : اللهم كن لفلان ابن فلان عونا ومعينا وناصرا وكالئا وراعيا حيث كان بمحمد وآله الطاهرين.

ثم صل ركعتين فاذا سلمت منهما فاسجد وقل في سجودك : اللهم لك صليت ولك ركعت ولك سجدت ، لانه لا تنبغي الصلاة إلا لك ، اللهم قد جعلت ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هدية مني إلى ـ فلان بن فلان ـ فتقبل ذلك له منى وأجرني عليه خير الجزاء برحمتك.

وأفضل ما يقال : اللهم إن ـ فلان بن فلان ـ أوفدني إلى مولاه ومولاي لازور عنه رجاء لجزيل الثواب ، وساق الدعاء إلى آخر ما ذكره الشيخ رحمهما‌الله (٢).

__________________

(١) صلاتي خ ل.

(٢) المزار الكبير ص ١٩٦ ١٩٨.

٢٥٨

٦ ـ ثم قال : وروي عن بعض العلماء الصادقين عليهم‌السلام أنه سئل عن الرجل يصلي ركعتين أو يصوم يوما أو يحج أو يعتمر أو يزور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو أحد الائمة ، ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لاخ له في الدين ، أو يكون له على ذلك ثواب؟ فقال : إن ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره شئ (١).

٧ ـ صبا : صفة من ينوب عن غيره : إذا عزمت على ذلك من منزلك وكنت مستأجرا للنيابة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إني أعوذ بك أن نبيع الدين بالدنيا ، أو نستبدل الظلمة بالضياء ، أو نختار الاعداء على الاولياء ، اللهم فاجعلنا مع محمد وآل محمد في الدنيا والاخرة ، واجمع الدنيا والاخرة لنا برحمتك ، فقد علمت قلة صبرنا على الفقر ، وتغتسل في منزلك وتصلي ركعتين فانه روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : ما استخلف عبد على أهله خلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا ويقول :

اللهم إني اريد زيارة ولي الله عن ـ فلان بن فلان ويذكره باسمه ونسبه وأنت تعلم يا رب أن الفقر والفاقة حملني علي أن أزور عنه غير بائع منه ديني ، ولا مؤثر حاله على طاعتي لك ، ولولا أنك بفضل رحمتك أذنت أن أزور عنه لما زرت عن سواي ، ولصبرت على الفقر والفاقة والمسكنة ، اللهم فتقبل ذلك منه ، وحقق ظنه ، وأجرني في زيارتي عنه ، ولا تخيب رجاءه في. وحقق أمله ، فانه إنما وجهني في هذا الوجه ، طلبا لمرضاتك ، وتقربا إليك.

اللهم فأعطه سؤله ، وبلغني ما توجهت له ، وأستودعك اليوم نفسي وديني وخواتيم عملي وولدي ووالدي ، الشاهد منا والغائب ، وجميع أهلي حزانتي وما ملكتنيه ، اللهم احفظنا واحفظ علينا ، واجعلني وإياهم في ودائعك التي لا تضيع ، واصرف عني وعن رفقائي في طريقي كل محذور ، حتى تردني إلى وطني ظافرا بما أتوقعه في هذا القصد من قبولك زيارتي عن ـ فلان بن فلان ـ

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٩٨.

٢٥٩

وإعطائك إياه.

ثم تختار من الادعية ما أحببت ، فاذا سلمك الله وبلغت موضع الاخذ في الزيارة ، وأردت الاغتسال لها فقل عند الغسل : اللهم إني اغتسلت هذا الغسل عن ـ فلان بن فلان ـ فاجعله له نورا وطهورا وحرزا وشفاء عن كل داء وسقم ومن كل آفة وعاهة ، ومن شر ما يخاف ويحذر ، وطهر قلبه وجوارحه و عظامه ولحمه ودمه وشعره وبشره ومخه ، وما أقلت الارض منه ، واجعله له شاهدا يوم فقره إليه وحاجته ، وأجرني على ذلك ، وطهرني من الذنوب يا أرحم الراحمين.

ثم البس أطهر ثيابك ، ويستحب أن يكون الثياب لمن تزور عنه ، وامش بسكينة وتأنية ، وأكثر من التهليل والتحميد ، فاذا دنوت من باب المشهد فقل :

اللهم هذا باب يشرع إلى قبر فيه باب من أبوابك ، اللهم فكما فتحته على فلان ـ ورزقته إنفاذي إليه ، فلا تغلقن أبواب توبتك عنه ، واعصمه من الذنوب اللهم وإن لك في كل يوم إلى زوار هذا المكان لحظات تنيلهم فيها رحمتك ، فبحقك على نفسك ، وبحق أوليائك عليك ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل فلان بن فلان ـ كالشاهد لهذا المكان في نيل بركاتك ورحمتك.

ثم ادخل المشهد وقل : الحمد لله الذي جعلني من عمار مساجده ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واختم عمل ـ فلان بن فلان ـ بأحسنه ، ولا تزغ قلبه بعد إذ هديته ، وهب له من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ثم ادع لنفسك بما أحببت (١) ثم مل إلى القبلة وتسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقل :

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله

__________________

مصباح الزائر ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

٢٦٠