بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يا سيدي ، يا حجة الله وابن حجته وأخا حجته ، السلام على الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على الامام الثقة المرتضى ، وداعي الامة المجتبي ، الحسن ابن علي ، خليفة الصادق ، والامين السابق ، العامل بالحق ، والقائل للصدق والامام المقدم ، والولي المكرم ، وجوز البلاد ، وغيث العباد ، أطيب وأفضل وأحسن وأكمل وأزكى وأنمى ما صليت على أحد من أوليائك وأصفيائك وأحبائك صلاة تبيض بها وجهه ، وتطيب بها روحه ، وتكرم بها شأنه ، وتعلي بها مكانه ، وتعظم بها شرفه ، وتزين بها غرفه ، وتشرف بها منزلته ، في دار القرار ، في أعلا عليين ، في محل الابرار ، مع آبائه الصادقين الاخيار ، فقد عمل بطاعتك ونهى عن معصيتك ، وفارق الغدر ، ونهى عن الشر ، وأحب المؤمنين ، وأبعد الفاسقين وكان له أمد ، ولم يكن معه أحد ، ولم يتم له عدد ، فلزم عن أبيه الوصية ودفع عن الاسلام البلية.

فلما خاف على المؤمنين الفتن ، ركن إلى الذي إليه ركن ، وكان بما أتى عالما ، وعن دينه غير نائم ، فعبدك بالاجتهاد ، ولم يقنع بالاقتصاد ، فأثبت الدين ، ومضى على اليقين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واجزه عنا أفضل جزاء الصادقين ، الدعاة المجتهدين ، القادة المعلمين ، صلى الله عليهم في الاولين والاخرين ، وأبلغهم عنا السلام ، واردد علينا منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على السيد الثاني ، أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما‌السلام :

السلام على السيد (١) الشهيد ، والسبط السعيد ، أبي الائمة ، وابن خير نساء الامة ، السلام عليك يا سيدي يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته ، اللهم

__________________

(١) زاد في هامش طبعة الكمبانى [الكريم].

٢٢١

صلى على الامام المظلوم المقتول ، السيد سبط الرسول ، وابن البتول ، البشير النذير ، ابن الوصي الوزير ، الحسين بن علي ، الزاكي الولي ، سيد شباب أهل الجنة ، وإمام الهدى وأهل السنة ، القائد الرائد ، والعابد الزاهد ، والراشد المجاهد ، كما عمل بطاعتك ، ونهى عن معصيتك ، وبالغ في رضوانك وأقبل على إيمانك :

قاتل فيك عدوك علانية وسرا ، يدعو العباد إليك ، ويدلهم عليك ، قائما بين يديك ، يهدم الجور بالصواب ، ويحيي السنة والكتاب ، فعاش في رضوانك مكدودا ، ومات في أوليائك محمودا ، ومضى إليك شهيدا ، لم يعصك في ليل ولا نهار وجاهد فيك المنافقين والكفار.

فاجزه اللهم عن الاسلام وأهله خير الجزاء ، وضاعف لقاتله العذاب ، وشر المأوى ، فقد قاتل كريما ، وقتل مظلوما ، ومضى مرحوما ، يقول : أنا ابن رسول الله محمد ، وابن من زكى وعبد ، فقتلوه بالعمد المتعمد ، وقاتلوه على الايمان ، وأطاعوا في قتله الشيطان ، ولم يراقبوا فيه الرحمن ، فصل عليه اللهم صلوات تشرف بها مقامه ، وتضاعف بها إكرامه ، وتعظم بها أمره ، وتعجل بها نصره.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وخصه بأفضل قسم الفضائل ، وبلغه أشرف المنازل ، وأعطه شرف المكرمين ، وارفعه برحمتك في المقربين ، في الرفيع الاعلى ، في أعلى عليين ، وبلغه الدرجة الكبيرة ، والمنزلة الرفيعة (١) الخطيرة والمنزلة الفضيلة ، والكرامة الجليلة ، واجزه عنا خير ما جازيت إماما عن رعيته ورسولا عن امته ، وبلغه منا أفضل التحية والسلام ، واردد علينا التحية والسلام والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على سيد العابدين السجاد ذي الثفنات علي بن الحسين) :

السلام على زين العابدين ، وقرة عين الناظرين ، علي بن الحسين ، الامام المرضي ، وابن الائمة المرضيين ، السلام عليك يا سيدي ومولاي ورحمة

__________________

(١) والرفعة الخطيرة خ.

٢٢٢

الله وبركاته ، اللهم صل على الامام العدل الامين ، علي بن الحسين ، إمام المتقين ، وولي المؤمنين ، ووصي الوصيين ، وخازن وصايا المرسلين ، ووارث علم النبيين ، وحجة الله العليا ، ومثل الله الاعلى ، وكلمة الوثقى.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واخصصه بين أوليائك من شرائف صلواتك ، وكرائم تحياتك ، فقد ناصح في عبادك ، ونصح في عبادتك ، ونصح في طاعتك ، وسارع في رضوانك ، وانتصب لاعدائك ، وبشر أولياءك ، بالعظيم من جزائك ، وعبدك حق انقضت دولته ، وفنيت مدته ، وأزفت منيته ، وكان رؤفا بشيعته ، رحيما برعيته ، مفزعا لاهل الهدى ، ومنقذا لهم من جميع الردى ، ودليلا لاهل الاسلام ، على الحلال والحرام ، وعماد الدين ، ومنار المسلمين ، وحجة الله على العالمين (١).

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وأبلغه منا التحية واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام) :

السلام على سمي نبي الهدى ، وباقر علم الورى ، محمد بن علي ، سيد الوصيين ، ووارث علم النبيين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله اللهم صل على محمد الباقر ، الطهر الطاهر ، فإنه قد أظهر الدين وبركاته.

إظهارا ، وكان للاسلام منارا ، محمد بن علي ، وليك وابن وليك ، والصادع بالحق والناطق بالصدق ، والباقر للدين بقرا ، والناثر العلم نثرا ، لم تأخذه فيك لومة لائم ، وكان لامرك غير مكاتم ، ولعدوك مراغما ، فقضى الحق الذي كان عليه ، وأدى الامر الذي صار إليه ، وأخرج من دخل في ولاية عبادك إلى ولايتك وأدخل من خرج عن عبادتك إلى عبادة غيرك في عبادتك ، وأمر بطاعتك ، ونهى

__________________

(١) على خلقه خ.

٢٢٣

عن معصيتك ، فأحيي القلوب بالهدى ، وأخرجها من الظلمة والعمى ، حتى انقضت دولته ، وانقطعت مدته ، ومضى بدين ربه مجاهرا ، وللعلم في خلقه باقرا سمي جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وشبيهه في فعله ، دواء لاهل الانتفاع ، وهدى لمن أناب وأطاع ، ومنهلا للوارد والصادر ، ومطلبا للعلم منه يمتار.

اللهم كما جعلته نورا يستضئ به المؤمنون ، وإماما يهتدي به المتقون حتى أظهر دينك ، وأعلن أمرك ، وأعلى الدعوة لك ، ونطق بأمرك ، ودعا إلى جنتك ، فعز به وليك ، وذل به عدوك ، اللهم فصل عليه أنت وملائكتك وأنبياؤك ورسلك وأولياؤك ، وعبادك من أهل طاعتك.

اللهم فأعطه سؤله ، وبلغه أمله ، وشرف بنيانه ، وأعل مكانه ، وارفع ذكره ، وأعز نصره ، وشرفه في الشرف الاعلى ، مع آبائه المقربين ، الاخيار السابقين ، الابرار المطهرين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، واجزه عن الاسلام وأهله خير جزاء المجزيين ، يا أرحم الراحمين ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام والسلام عليه ورحمه‌الله وبركاته.

(السلام والصلاة على جعفر بن محمد ، عليه صلوات الله الواحد الاحد).

السلام على الصادق ابن الصادقين ، حجة الله وابن حجته على العالمين الصادق جعفر بن محمد ، خليفة من مضى ، وأبى سادة الاوصياء ، وكني سبط نبي الهدى ، السلام عليك يا مولاي ، يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على الامام المهدي ، والراعي المؤدي ، وصي الاوصياء ، وإمام الاتقياء علم الدين ، الناطق بالحق اليقين ، وغياث المسلمين ، وأبى اليتامى والمساكين جعفر بن محمد ، الامام العالم ، والقاضي الحاكم ، العارف المرتضى ، والداعي إلى الهدى ، من أطاعه اهتدى ، ومن صد عنه غوي.

اللهم فصل عليه كما عمل برضاك ، ونصح لاوليائك ، ورؤف بالمؤمنين وغلظ على الكافرين والمنافقين ، وعبدك حتى أتاه اليقين ، شرع في أوليائك السنن

٢٢٤

وأظهر فيهم العلم وأعلن ، وعطل البدع ، وأحيى الدين ونفع ، اللهم فصل عليه واجزه عنا أفضل الجزاء ، بما أحيى من سنتك ، وأقام من دينك ، وسارع إلى رضاك ، وعمل بتقواك ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، خير جزاء المجزيين وأبلغه أفضل درجات العلى ، في مقام آبائه الاعلى ، وضاعف له الرضا. وحيه منا بالتحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على موسى الامين ، العبد الصالح المكين).

السلام على سمي كليم رب العلى ، وابن خير الاوصياء ، وابن سيدة النساء ، ووارث علم الانبياء ، السلام على نورالله في الارض والسماء ، السلام على خازن علم نبي الهدى ، والمحنة العظمى ، الامين الرضا المرتضى ، وأبي الامام الرضا موسى بن جعفر ، خليفة الرحمن ، وإمام اهل القرآن ، وصاحب التأويل و التنزيل ، السلام عليك يا سيدي يا أبا إبراهيم ، ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على الوصي الامين ومفتاح باب الدين ، والعلم الواضح المبين وابن رسول رب العالمين ، موسى بن جعفر عليه‌السلام ، خليفة الله على المؤمنين ، صاحب العدل ، والحق اليقين ، وخازن بقايا علم النبيين ، وعيبة علم المرسلين ومعدن وحى النبيين ، ووارث السابقين ، ووعاء مواريث الائمة الماضين ، العالم بما انزل من عندالله بما كان أو يكون ، إمام الهدى ، ووارث من مضى من الاولياء وسيد أهل الدنيا ، فأظهر به دينه على الدين كله ولو كره المشركون وبالوصي من ولده وذريته.

(السلام والصلاة على الامام علي بن موسى الرضا ، صلوات الله عليه).

السلام على الرضا المرتضى ، سمى سيد الوصيين ، وإمام المتقين (١) ، خليفة الرحمن ، وإمام أهل القرآن ، وصاحب التاويل ، ومعدن الفرقان ، وحامل التوراة والانجيل ، وإفنآء (٢) الخبيثات والاباطيل ، والقائل الفاعل ، والحاكم

__________________

(١) امام المؤمنين خ.

(٢) مجتنب ظ.

٢٢٥

العادل ، والصادق البر ، والحائز الفخر ، جده سيد النبيين ، وأبوه سيد الوصيين وإليه مآب الاولين والاخرين ، السلام عليك يا أبا الحسن علي بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وكما أكرمته بمحمد رسولك ، و جعلته في الحق دليلك ، فدعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فأكمل له العهد ، وتمم له الوعد ، وأيده وذريته وأولياءه بالنصر والجند ، ليخلص الدين بالجد ، فيعمل في ذلك بالجهد ، ويصير لك الدين خالصا ، والحمد تاما ، اللهم صل عليه حيا وميتا ، وعجل فرجنا به ، وبالوصي من بعده ، وانصره على أهل طاعة الشيطان ، وأعزز به الايمان ، وأذلل به الشيطان.

(السلام والصلاة على الامام محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه) :

السلام على الامام ابن الامام ، وابن السيد الانام ، هادي العباد ، وشافع يوم التناد ، محمد بن علي الجواد ، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين ، وابن خير الوصيين ، وسمي رب العالمين ، والامام المجتبى ، وابن الخليفة الرضا اللهم صل عليه في الملاء الاعلى ، وبلغه الدرجات العلى ، واجزه عنا خير جزاء المحسنين ، وشفعه فينا يوم الدين ، وأبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على الامام علي بن محمد الهادي عليه‌السلام) :

السلام عليك يا سيدي يا أبا الحسن علي بن محمد ، ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على الامام ابن محمد الامام ، ابن خير الانام ، وابن الاوصياء الكرام الدال عليك ، والداعي إليك ، المظهر للدين ، والمنتقم من الظالمين ، على ابن محمد ، وارث الائمة ، وخازن الحكمة ، العالم بالتأويل ، ابن سيد النبيين ، وامه سيدة نساء العالمين ، صلى الله عليهم أجمعين ، من الملاء الاعلى ، وفي الاخرة والاولى.

اللهم كما خصصته بجده النبي المصطفى ، وبعلي المرتضى ، وبفاطمة

٢٢٦

الزهراء ، سيدة النساء ، فعظم درجته ، وأعل منزلته ، وأكرم أولياءه ، آمين رب العالمين ، وأبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على الامام المنتجب ، الحسن بن على الثقة المنتخب).

السلام عليك أيها الامام التقي ، وابن الخلف الرضي ، سمي سبط نبي الهدى ووارث من مضى من الاوصياء ، والمنقذ من الردى ، السراج الازهر ، والقمر الانور ، السلام عليك يا سيدي يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على الامام الهادي ، والصادع الداعي ، الحاكم بالعدل ، و القائم بما على محمد انزل ، الحسن بن علي ابن سيد المرسلين ، وأعنه على ما استرعيته ، وادفع عنه واحفظ شيعته ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وأبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على الامام الخلف ، القائم بالحق ابن أفضل السلف).

السلام عليك يا حجة الله في عباده ، وخليفته في بلاده ، ونوره في سمائه وأرضه ، والداعي إلى سنته وفرضه ، مبدل الجور عدلا ، ومفني الكفار قتلا ودافع الباطل بظهوره ، ومظهر الحق بكلامه ، ومعيش العباد بفنائه ، الامام المنتظر والعدل المختبر ، السلام عليك أيها الامام المهدي ، الثقة النقى ، وقاتل كل خبث ردي ، السلام عليك من عبدك ، والمنتظر لظهور عدلك ، السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ، وسيدي وابن سادتي ، وعلى اولي عهدك ، والقوام بالامر من بعدك ، السلام عليك وعليهم وعلى الائمة أجمعين ، ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على إمامنا وابن أئمتنا ، وسيدنا وابن سادتنا ، الوصي الزكي التقي النقي الامام الباقي ، ابن الماضي حجتك في الارض على العباد ، وغيبك الحافظ في البلاد ، والسفير فيما بينك وبين خلقك ، والقائم فيهم بحقك ، أفضل

٢٢٧

صلواتك ، وبارك عليهم وعليه أفضل بركاتك.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعله القائم المؤمل ، والعدل المعجل وحفه بملائكتك المقربين ، وأيده منك بروح القدس ، يا رب العالمين ، واجعله الداعي إلى كتابك ، والقائم بدينك ، واستخلفه في الارض كما استخلفت الذين من قبله ، ومكن له دينه الذي ارتضيته له ، وأبدله من بعد خوفه أمنا ، يعبدك لا يشرك بك شيئا ، وانتصر به وانصره نصرا عزيزا ، وافتح له فتحا مبينا يسيرا واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا نصيرا ، وأظهر به لدينك ، وسنة نبيك ، آمين حتى لا يستخفي بشئ من الحق ، مخافة أحد من المخلوقين ، وسلم عليه أفضل السلام وأطيبه وأنماه ، واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه وعلى الائمة أجمعين ، ورحمة الله وبركاته.

(السلام والصلاة على ولاة عهد الحجة ، وعلى الائمه من ولده ، والدعاة لهم) :

السلام على ولاة عهده ، وعلى الائمة من ولده ، اللهم صل عليهم وبلغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعز نصرهم ، تمم لهم ما أسندت من أمرك إليهم ، واجعلنا لهم أعوانا ، وعلى دينك أنصارا ، فانهم معادن كلماتك ، وخزائن علمك وأركان توحيدك ، ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخلصآؤك من عبادك ، وصفوتك من خلفك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد أصفيائك ، وبلغهم منا التحية والسلام ، واردد علينا منهم التحية والسلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.

بيان : قوله جوز البلاد أي أشرف أهل البلاد ، قال الفيروز آبادي (١) جوز الشئ وسطه ومعظمه ، والرائد الذي يرسل في طلب الكلاء ، والمراد هنا الشفيع.

اعلم أن النسخة كانت سقيمة وكان قد محي وسقط من السلام على الرضا والجواد

__________________

(١) القاموس ج ٢ ص ١٧٠.

٢٢٨

والهادي عليهم‌السلام أشياء ، ولعل المراد بولاة عهد القائم خلفاؤه في زمانه عليه‌السلام ، في أقطار الارض والله يعلم.

٢ ـ مصبا : روي عنهم عليهما‌السلام أنه يصلي العبد في يوم الجمعة ثمان ركعات أربعا تهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأربعا تهدي إلى فاطمة عليها‌السلام ، ويوم السبت أربع ركعات تهدي إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكذلك كل يوم إلى واحد من الائمة عليهم‌السلام إلى يوم الخميس أربع ركعات تهدي إلى جعفر بن محمد عليه‌السلام ، ثم يوم الجمعة أيضا ثمان ركعات أربعا تهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأربع ركعات تهدي إلى فاطمة عليها‌السلام ثم يوم السبت أربع ركعات تهدي إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام ، ثم كذلك إلى يوم الخميس تهدي إلى صاحب الزمان عليه‌السلام.

الدعاء بين كل ركعتين منها : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك ـ فلان ـ فصل على محمد وآله ، وبلغه إياها ، وأعطني أفضل أملي ورجائي فيك ، وفي رسولك صلواتك عليه وآله وفيه ، ثم تدعو بما أحببت إنشاء الله (١).

٣ ـ كا : علي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن زياد القندي ، عن عبدالرحيم القصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك إني اخترعت دعاء قال : دعني من اختراعك ، إذا نزل بك فافزع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، قلت : كيف أصنع؟ قال ، تغتسل وتصلي ركعتين تستفتح فيهما استفتاح الفريضة ، وتشهد تشهد الفريضة ، فاذا فرغت من التشهد وسلمت قلت :

اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يرجع السلام ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وبلغ روح محمد مني السلام ، وأرواح الائمة الصادقين سلامي واردد علي منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ، اللهم إن هاتين

__________________

(١) مصباح الطوسي ص ٢٢٥.

٢٢٩

الركعتين هدية مني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فأثبني عليهما ما أملت ورجوت ، فيك وفي رسولك يا ولي المؤمنين.

ثم تخر ساجدا وتقول : يا حي يا قيوم ، يا حي لا يموت ، يا حي لا إله إلا أنت ياذا الجلال والاكرام يا أرحم الراحمين ، أربعين مرة ، ثم ضع خدك الايسر فتقولها أربعين مرة ، ثم ضع خدك الايمن فتقولها أربعين مرة ، ثم ترفع رأسك وتمد يدك فتقول أربعين مرة ، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول ذلك أربعين مرة.

ثم خذ لحيتك بيد اليسرى وابك أو تباك وقل : يا محمد يا رسول الله! أشكو إلى الله وإليك حاجتي ، وأشكو إلى أهل بيتك الراشدين حاجتي ، وبكم أتوجه إلى الله في حاجتي.

ثم تسجد وتقول : يا الله يا الله ـ حتى ينقطع نفسك ـ صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام : فأنا الضامن على الله عزوجل أن لا تبرح حتى تقضي حاجتك (١).

__________________

(١) الكافى ج ٣ ص ٤٧٦.

٢٣٠

١٠

* «(باب)» *

* «(كتابة الرقاع للحوايج إلى الائمة صلوات الله)» *

* «(عليهم والتوسل والاستشفاع بهم في روضاتهم)» *

* «(المقدسة وغيرها)» *

١ ـ صبا : عن محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : سمعت أبا العباس بن كشمرد في داره ببغداد وسأله شيخنا أبوعلي محمد بن همام بن سهيل الكاتب ـ ره ـ أن يذكر لنا حاله ، إذاكان عند الهجري بالانبار (١) حدثنا أبوالعباس أنه كان ممن اسر بالهيت مع أبي الهيجاء بن حمدان قال : وكان أبوطاهر سليمان مكرما لابي الهيجاء برا به ، وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه ، ويستدعيه أيضا بالليل للحديث معه.

فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي ، فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه وعاد من عنده ولم يأتني ، وكان من عادته أن يغشاني ، ورفيقي في كل ليلة عند عوده من عند سليمان ، فتسكن نفوسنا ، ويعرفنا أخبار الدنيا ، فلما لم يعاودنا في تلك الليلة مع سؤالى إياه الخطاب في أمري ، استوحشت لذلك ، فصرت إليه إلى منزله المرسوم به.

وكان أبوالهيجاء مبرزا في دينه ، مخلصا في ولاية سادته ، متوفرا على إخوانه فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا ، وقال : والله يا أبا العباس لقد تمنيت أن مرضت سنة ولم أجر ذكرك ، قلت : ولم؟ قال : لاني لما ذكرتك له اشتد غضبه وغيظه ، وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرن بضرب رقبتك غدا عند طلوع

__________________

(١) بالاحساء خ ل.

٢٣١

الشمس ، ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة وهو مصر على قوله ، وأعاد يمينه بما خبرتك عنه.

قال : ثم جعل أبوالهيجاء يطيب نفسي ، وقال ، يا أخي لولا أني ظننت أن لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها ، لطويت عنك ، ما أطلعتك عليه من نيته وسترت ما أخبرتك به عنه ، ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمك من هذه الحالة الغليظة إليه ، فانه جل ذكره يجير ولا يجار عليه ، وتوجه إلى الله تعالى بالعدة والذخيرة للشدائد والامور العظيمة ، بمحمد وعلي وآلهما الائمة الهادين صلوات الله عليهم أجمعين.

قال أبو العباس : فانصرفت إلى موضعي الذي انزلت فيه في حالة عظيمة من الاياس من الحياة ، واستشعار الهلكة ، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني ، و أقبلت على القبلة ، فجعلت اصلي واناجي إلى ربي ، وأتضرع إليه ، وأعترف له بذنوبي ، وأتوب منها ذنبا ذنبا ، وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة لله في أرضه ، المأمول لاحياء دينه ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين قال : ولم أزل في المحراب قائما أتضرع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وأستغيث به و أقول : يا أميرالمؤمنين أتوجه بك إلى الله تعالى ربي وربك فيما دهمني وأظلني.

ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام ، إلى أن انتصف الليل ، وجاء وقت الصلاة والدعاء ، وأنا أستغيث إلى الله ، وأتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، إذ نعست عيني فرقدت ، فرأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال لي : يا ابن كشمرد! قلت : لبيك يا أمير المؤمنين فقال : مالي أراك على هذه الحالة؟ فقلت : يا مولاي أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده ، بغير وصية يسندها إلى متكفل بها ، أن يشتد قلقه وجزعه ، فقال : تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين الذي توعدك ، فيما أرصدك به من سطواته ، اكتب :

٢٣٢

بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل ـ فلان بن فلان ـ إلى المولى الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وسلام على آل يس ، ومحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن وحجتك يا رب على خلقك ، اللهم إني لمسلم ، وإني أشهد أنك الله إلهي ، وإله الاولين والاخرين ، لا إله غيرك ، وأتوجه إليك بحق هذه الاسماء التي إذا دعيت بها أجبت ، وإذا سئلت بها أعطيت ، لما صليت عليهم وهونت علي خروجي ، وكنت لي قبل ذلك عياذا (١) ومجيرا ، ممن أراد أن يفرط علي ، أو يطغى.

واقرأ سورة يس ، وادع بعدها بما أحببت ، يسمع الله منك ويجب ، ويكشف همك وكربك ، ثم قال لي مولاي : اجعل الرقعة في كتلة من طين وارم بها في البحر فقلت : يا مولاي البحر بعيد مني ، وأنا محبوس ممنوع من التصرف فيما ألتمس ، فقال ارم بها في البئر ، وفيما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد : فانتهبت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنا مع ذلك قلق ، غير ساكن النفس ، لعظيم الجرم ، وضعف اليقين من الادميين فلما أصبحنا وطلعت الشمس ، استدعيت فلم أشك أن ذلك لما وعدت به من القتل فلما دخلت على أبي طاهر وهو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي ، وعن يمينه رجلان على كرسيين ، وعلى يساره أبوالهيجا على كرسي وإذا كرسي آخر إلى جانب أبي الهيجا ليس عليه أحد.

فلما بصربي أبوطاهر استدناني حتى وصلت إلى الكرسي ، فأمرني بالجلوس عليه ، فقلت في نفسي : ليس عقيب هذا إلا خير ، ثم أقبل علي فقال : قد كنا عزمنا في أمرك على ما بلغك ، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك ، وأن نخيرك أحد أمرين إما أن تجلس (٢) فنحسن إليك ، وإما أن تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك ، فقلت له : في المقام عند السيد النفع والشرف ، وفي الانصراف

__________________

(١) غياثا خ ل.

(٢) تخدمنا خ ل.

٢٣٣

إلى عيالي ، ووالدتي عجوز كبيرة الثواب والاجر ، فقال : افعل ما شئت فالامر مردود إليك.

فخرجت منصرفا من بين يديه ، فناداني فرددت إليه ، فقال لي من تكون من علي بن أبي طالب؟ فقلت : لست نسيبا له ولكني وليه ، فقال ، تمسك بولايته فهو أمرنا باطلاقك والافراج عنك ، فلم يمكنا المخالفة لامره ، ثم أمسك ، فجهزت وأصحبني من أوصلني مكرما إلى مأمني فلك الحمد (١).

٢ ـ كف : من رقاع الاستغاثات في الامور المخوفات القصة الكشمردية تكتب الحمد وآية الكرسي وآية العرش ثم تكتب : بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل ..

أقول : وساقها إلى قوله أو يطغى ثم قال : ثم تدعو بما تختار ، وتكتب هذه القصة في قرطاس ، ثم تضع في بندقة طين طاهر نظيف : ثم تقرأ عليها سورة يس ثم ترمي في بئر عميقة ، أو نهر أو عين ماء عميقة تنجح إنشاء الله تعالى.

ثم قال : ومنها استغاثة المهدي عليه‌السلام تكتب ماسنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قبور الائمة عليهم‌السلام أو فشدها واختمها واعجن طينا نظيفا واجعلها فيه واطرحها في نهر ، أو بئر عميقة ، أو غدير ماء ، فانها تصل إلى صاحب الامر عليه‌السلام وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه تكتب :

بسم الله الرحمان الرحيم ، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا ، و شكوت ما نزل بي مستجيرا بالله عزوجل ثم بك ، من أمر قد دهمني ، وأشغل قلبي ، وأطال فكري ، وسلبني بعض لبي ، وغير خطير نعمة الله عندي ، أسلمني عند تخيل وروده الخليل ، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إلى الحميم ، وعجزت عن دفاعه حيلتي ، وخانني في تحمله صبري ، وقوتي ، فلجأت فيه إليك ، وتوكلت في المسألة لله جل ثناؤه عليه وعليك ، في دفاعه عني ، علما بمكانك من الله رب العالمين ، ولى التدبير ، ومالك الامور ، واثقا بك في المسارعة في الشفاعة إليه جل

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

٢٣٤

ثناؤه في أمري ، متيقنا لاجابته تبارك وتعالى إياك باعطاء سؤلي ، وأنت يا مولاي جدير بتحقيق ظني ، وتصديق أملي فيك في أمر ـ كذا وكذا ـ فيما لا طاقة لي بحمله ، ولا صبر لي عليه ، وإن كنت مستحقا له ولاضعافه ، بقبيح أفعالي ، و تفريطي في الواجبات التي لله عزوجل فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف وقدم المسألة لله عزوجل في أمري قبل حلول التلف ، وشماتة الاعداء ، فبك بسطت النعمة علي.

واسأل الله جل جلاله لي نصرا عزيزا ، وفتحا قريبا ، فيه بلوغ الامال وخير المبادي وخواتيم الاعمال ، والامن من المخاوف كلها في كل حال ، إنه جل ثناؤه لما يشاء فعال ، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل.

ثم تصعد النهرأو الغدير وتعمد بعض الابواب إما عثمان بن سعيد العمروي أو ولده محمد بن عثمان ، أو الحسين بن روح ، أو علي بن محمد السمري ، فهؤلاء كانوا أبواب المهدي عليه‌السلام فتنادي بأحدهم : يا فلان بن فلان ، سلام عليك أشهد أن وفاتك في سبيل الله ، وأنك حى عند الله مرزوق ، وقد خاطبتك في حياتك التي لك عندالله عزوجل ، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا عليه‌السلام فسلمها إليه ، فأنت الثقة الامين ، ثم ارمها في النهر أو البئر أو الغدير ، تقضى حاجتك إنشاء الله (١).

بيان : الكتلة بالضم من التمر والطين وغيره ما جمع ذكره الفيروزآبادي (٢) وآية العرش لعلها آية السخرة كما صرح به في البلد الامين ، وذكر فيه هاتين الرقعتين مثل ما ذكرنا ، وقد أسلفناهما في كتاب الدعاء في أبواب أدعية الحاجات بأسانيد مع تفيسيرات وزيادات مع ساير رقاع الاستغاثات.

٣ ـ ثم قال رحمه‌الله في البلد الامين : عن الصادق عليه‌السلام إذا كان لك حاجة إلى الله تعالى أوخفت شيئا فاكتب في بياض بعد البسملة : اللهم إني أتوجه إليك بأحب الاسماء إليك ، وأعظمها لديك ، وأتقرب وأتوسل إليك ، بمن أوجبت حقه

__________________

(١) مصباح الكفعمي ص ٤٠٥ والبلد الامين ص ١٥٧.

(٢) القاموس ج ٤ ص ٤٣.

٢٣٥

عليك ، بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام ـ وتسميهم ـ اكفني كذاو كذا ، ثم تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين ، وتطرحها في ماء جار أو بئر فإنه تعالى يفرج عنك (١).

ثم قال : وروى عن الصادق عليه‌السلام ، أنه قال : من قل عليه رزقه أو ضاقت معيشته أو كانت له حاجة مهمة من أمر دنياه وآخرته ، فليكتب في رقعة بيضاء ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس ، وتكون الاسماء في سطر واحد.

بسم الله الرحمن الرحيم ، الملك الحق المبين ، من العبد الذليل ، إلى المولى الجليل ، سلام على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم سيدنا ومولانا صلوات الله عليهم أجمعين رب مسني الضر والخوف ، فاكشف ضري ، وآمن خوفي ، بحق محمد وآل محمد وأسئلك بكل نبي ووصي وصديق وشهيد ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، يا أرحم الراحمين.

اشفعوا لي يا ساداتي بالشأن الذي لكم عندالله ، فإن لكم عند الله لشانا من الشأن ، فقد مسني الضر يا ساداتي والله أرحم الراحمين ، فافعل بي يارب كذا وكذا (٢).

ثم قال : ومنها ما يكتب أيضا على كاغذ ويرسل في الماء.

بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل إلى المولى الجليل ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، بحق محمد وآله ، صل على محمد وآله واكشف همي وفرج عني غمي ، برحمتك يا أرحم الراحمين (٣).

٤ ـ ق : نسخة رقعة تكتب ويوجه بها إلى مشهد مولانا أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليه أفضل السلام :

__________________

(١) لم اعثر على هذه الرقعة في مظانها في البلد الامين ووجدتها في المصباح ص ٤٠٣ بزيادة في آخرها فليراجع.

(٢ ـ ٣) البلد الامين ص ١٥٧

٢٣٦

عبدك يا أميرالمؤمنين ـ فلان بن فلان ـ بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله ، وصلى الله على السادة الطيبين الطاهرين محمد نبيه وآله الصادقين الفاضلين ، وسلم تسليما ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، أقوى معين ، وأهدى دليل ، يا مولاي وإمامي يا أميرالمؤمنين ، صلى الله عليك وعلى أخيك رسوله ونبيه ، وابنيك السبطين الفاضلين ، سيدى شباب أهل الجنة ممن خلق الله ، وعرسك البتول الطاهرة الزكية ، سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين ، عليكم السلام.

أشكو إليك يا مولاي يا أميرالمؤمنين ، ما أنا فيه ـ من كذا وكذا ـ وأسئلك بحق مولاك عليك ، وبحق أخيك محمد نبيه ، صلى الله عليكما ، وبحقك وموضعك من الله ، وبحق أبنائك أئمة الهدى ، صلوات الله عليكم أجمعين ، وبحق الزهراء الطاهرة ، أن تشفع لي إلى الله الكريم ، في كشف ذلك ، وتفريجه وإغنائي عن كذا وكذا ـ وردي إلى كذا وكذا ، وأن يبارك لي في نفسي وولدي وأخي واختي وزوجتي ، وما تحويه يدي ، وأن يرحمني ويغفر لي ، ويرضى عني ويلحقني بكم ، ولا يفرق بيني وبينكم ، ويميتني على طاعتكم ، وموالاتي إياكم ويخرج أولادي مؤمنين قائلين بكم ، وأن يبلغني محابي في نفسي ، وجميع إخواني وأن يرحمني ووالدي وأهلي وولدي ، ويرضى عني وعنهم ، ويدخل علي وليهم في قبورنا الضياء والنور ، والفسحة والسرور ، وأن يبتدى في كلما دعوت لنفسي والمؤمنين والمؤمنات.

سمع الله ذلك منك في وليك ، وشفعك فيه ، وحشره معك ، ولا فرق بينك وبينه ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، توكلت على الحي الدائم.

اشهدك أني اوالي من والاك ، وأبرأ إلى الله من أعدائك ، وممن ظلمك وابتزك حقك ، وقدم غيرك عليك ومن قتلك ، اللهم فاكتب لي هذه الشهادة والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أهل البيت المبارك وحسبنا الله ونعم الوكيل.

٢٣٧

٥ ـ ق : يروى عن عبدالله بن جعفر الحميري قال : كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان وكتب إليه ، يا عبدالله إن الله عزوجل يمتحن عباده ليختبر صبرهم ، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين فعليك بالصبر ، واكتب إلى الله عزوجل رقعة وأنفذها إلى مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عزوجل ، وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب في الرقعة :

إلى الله الملك الديان ، المتحنن المنان ، ذي الجلال والاكرام ، وذي المنن العظام ، والايادي الجسام ، وعالم الخفيات ، ومجيب الدعوات ، وراحم العبرات الذي لا تشغله اللغات ، ولا تحيره الاصوات ، ولا تأخذه السنات ، من عبده الذليل البائس الفقير ، المسكين الضعيف المستجير ، اللهم أنت السلام ، ومنك السلام وإليك يرجع السلام ، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام ، والمنن العظام والايادي الجسام ، إلهي مسني وأهلي الضر ، وأنت أرحم الراحمين ، وأرأف الارأفين ، وأجود الاجودين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل الفاصلين.

اللهم إني قصدت بابك ، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك ، واستغثت بك واستجرت بك ، يا غياث المستغيثين أغثني ، يا جار المستجيرين ، أجرني ، يا إله العالمين خذ بيدي ، إنه قد علا الجبابرة في أرضك ، وظهروا في بلادك ، واتخذوا أهل دينك خولا ، واستأثروا بفئ المسلمين ، ومنعوا ذوى الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم ، وصرفوها في الملاهى والمعازف واستصغروا آلاءك وكذبوا أولياءك وتسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت ، ويذلوا من أعززت ، واحتجبوا عمن يسألهم حاجة ، أو من ينتجع منهم فائدة ، وأنت مولاي سامع كل دعوة ، وراحم كل عبرة ومقيل كل عثرة ، سامع كل نجوى ، وموضع كل شكوى ، لا يخفى عليك ما في السماوات العلى ، والارضين السفلى ، وما بينهما وما تحت الثرى.

٢٣٨

اللهم إني عبدك ابن أمتك ، ذليل بين بريتك ، مسرع إلى رحمتك ، راج لثوابك ، اللهم إن كل من أتيته فعليك يدلني ، وإليك يرشدني ، وفيما عندك يرغبني ، مولاي وقد أتيتك راجيا ، سيدي وقد قصدتك مؤملا ، يا خير مأمول ، ويا أكرم مقصود ، صل على محمد وعلى آل محمد ، ولا تخيب أملي ، ولا تقطع رجائي ، واستجب دعائي ، وارحم تضرعي ، يا غياث المستغيثين أغثني يا جار المستجيرين أجرني ، يا إله العالمين خذ بيدي ، أنقذني واستنقذني ، ووفقني واكفني.

اللهم إني قصدتك بأمل فسيح ، وأملتك برجاء منبسط ، فلا تخيب أملي ولا تقطع رجائي ، اللهم إنه لا يخيب منك سائل ، ولا ينقصك نائل ، يا رباه يا سيدا يا مولاه يا عماداه يا كهفاه يا حصناه يا حرزاه يا لجآه.

اللهم إياك أملت يا سيدي ، ولك أسلمت مولاي ، ولبابك قرعت ، فصل على محمد وآل محمد ، ولا تردني بالخيبة محزونا (١) واجعلني ممن تفضلت عليه بإحسانك ، وأنعمت عليه بتفضلك ، وجدت عليه بنعمتك ، وأسبغت عليه آلاءك اللهم أنت غياثي وعمادي ، وأنت عصمتي ورجائي ، مالي أمل سواك ، ولا رجاء غيرك.

اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وجد علي بفضلك ، وامنن علي باحسانك ، وافعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، وأنت خير لي من أبي وامي ومن الخلق اجمعين.

اللهم إن هذه قصتي إليك لا إلى المخلوقين ، ومسئلتي لك إذ كنت خير مسؤول وأعز مأمول ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وتعطف علي باحسانك ومن علي بعفوك وعافيتك ، وحصن ديني بالغنى ، واحرز أمانتي بالكفاية ، واشغل قلبي بطاعتك ، ولساني بذكرك ، وجوارحي بما يقربني منك.

اللهم ارزقني قلبا خاشعا ، ولسانا ذاكرا ، وطرفا غاضا ، ويقينا صحيحا

__________________

(١) محروما خ ل.

٢٣٩

حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تقديم ما أجلت ، يا رب العالمين ، ويا أرحم الراحمين ، صل على محمد وآل محمد ، واستجب دعائي ، وارحم تضرعي ، وكف عني البلاء ، ولا تشمت بي الاعداء ، ولا حاسدا ولا تسلبني نعمة ألبستنيها ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، يا رب العالمين ، وصل على محمد النبي وآله وسلم تسليما.

٦ ـ ق : دعاء يدعى به في المهمات والشدائد بعد صلاة الليل مع رقعة تكتب وشرح الحال في ذلك : تخلص النية وتزيل عنك الشك في الطوية وتعمل على أن تصلي فريضة العشآء الاخرة ، ثم تصلي الركعتين وأنت جالس تقرأ في الاولى الفاتحة وسورة الواقعة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، وتدع الكلام والحديث ، ولا تتشاغل بشئ من (١) التسبيح والذكر ، فاذا دخلت في فراشك تسبح تسبيح فاطمة عليها‌السلام ثم تضطجع على جانبك الايمن وأنت تذكر الله ، إلى أن يغشاك النوم ، وكلما استيقظت ذكرت الله عزوجل بالتقديس والتعظيم ، و ما يحضرك من الذكر.

فاذا كان الثلث الاخير قمت فأسبغت الوضوء وصليت ثمان ركعات متصلات تقرأ في ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة ، ثم تصلي اثنتين تقرأ في الاولى الحمد وسبح اسم ربك الاعلى ، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون ، فاذا فرغت منهما قمت فصليت ركعة الوتر تقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد ، وتدعو بدعآء الوتر ، وتطيل القنوت بخشوع وتضرع واستكانة.

فاذا فرغت من الوتر وسلمت ، قمت قياما فرفعت يدك اليمنى برقعة كتبتها بخطك على ما أشرح لك ، وكشفت رأسك واعتمدت باليد اليسرى على ظهرك وتقول : يارب ـ حتى ينقطع النفس منك ، يا سيدي ـ كذلك ـ يا مولاي ـ كذلك ـ هذا مقام العائذ الضارع ، الذليل الخاشع ، البائس الفقير ، المسكين الحقير المستكين المستجير الذي لا يحد لكشف ما به غيرك ، ولا يرجع فيما قد أحاط به

__________________

(١) سوى ظ.

٢٤٠