الغذاء دواء

أحمد الوائلي

الغذاء دواء

المؤلف:

أحمد الوائلي


الموضوع : الطّب
الناشر: محلاتي
الطبعة: ٠
ISBN: 964-7455-26-7
الصفحات: ٤٠٠

الملائكة ولقد خرجت نفسه عليه‌السلام فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها ، ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية لعنهم الله فشهقت جهنم شهقة لولا ان الله حبسها بخُزّنها لأحرقت مَن على الارض من فورها ، ولو يؤذن لها : لما بقي شيء إِلاّ ابتلعته ولكنها مأمورة مصفودة ولقد عتت على الخزّان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت ، وإنها لتبكيه وتندبه ، وانها لتتلظّى على قاتله ولولا مَن على الأرض من حجج الله لنقضت الارض واكفأت ما عليها ، وماتكثر الزلازل إِلا عن اقتراب الساعة وما عين احب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من باك يبكيه إِلاّ وقد وصل فاطمة عليها‌السلام (١) وأسعدها عليه ووصل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وادّى حقّنا وما من عبد يُحشر إِلا وعينه باكية إلاّ الباكين على جدّي فإِنه يُحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور على وجهه ، والخلق في فزع وهم آمنون ، والخلق يُعرضون وهم حُدّاث الحسين تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب ، يقال لهم اُدخلوا الجنة ، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإِنَّ الحور لترسل إِليهم إِنّا قد اشتقنا كم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رؤوسهم إِليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة فيقولون : الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر وأهوال يوم القيامة ونجّانامما كنا نخاف ويؤتى بالمراكب والرحال على النجائب فيستوون عليهاوهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إِلى منازلهم. ( بحار الانوار ج ٤٥ ص ٢٠٦ حديث ١٣ ).

قال تعالى : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) سورة الدخان الآية ٢٨.

مر رجل على أمير المؤمنين عليه‌السلام [ وكان ] عدو لله ولرسوله فقال [ ذلك العدو ] :

__________________

(١) راجع كتاب من حياة الخليفة عمر بن الخطاب الطبعة السابعة ١٠ / ٥ / ٢٠٠٢ م وراجع كتاب مع رجال الفكر في القاهرة الطبعة الرابعة ١٩٩٨ م ١٤١٨ ه‍. وراجع محاكمات الخلفاء وأتباعهم ١٤٢١ ه‍ ـ ٢٠٠١ م.

١٨١

( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) ثم مر الحسين بن على عليهما‌السلام فقال : امير المؤمنين : لكن هذا ليبكين عليه السماء والارض ، وقال : وما بكت السماء والارض إِلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهم‌السلام.

قال الباقر عليه‌السلام : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما‌السلام دمعة حتى تسيل على خده بوَّأَه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها احقاباً ، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى تسيل على خده لأَذى مسَّنا من عدونا في الدنيا بوأَه الله مَبْوَأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسَّه اذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة (١) ما أُذي فينا صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

قال الصادق عليه‌السلام : مَن ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. ( تفسير القمي ج ٢ ص ٢٩١ و ٢٩٢ ).

الدهون

إِن الدهون هي عبارة عن مركبات كيماوية عضوية يدخل في تركيبها الفحم والهيدروجين والاُكسجين (٢) ، وهي تتكون من عدد من الاحماض الدسمة ، أما اختلاف قوامها ، فمرده اختلاف تشكيلة تركيبها من هذه الاحماض ، وهي تصنف في مجموعتين :

١ ـ مجموعة الدهون الحيوانية المنشأ : وهي تشتمل على دهون وشحوم

__________________

(١) المضاضة : الشدة

(٢) الاُكسجين : غاز يكون في الهواء وهو ضروري للحياة ، نتنفس الاكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام. ( موسوعة جسم الإنسان ص ١٠٤ ).

١٨٢

الحيوانات ذات القوام الصلب ، ودهن الحليب ذي القوام شبه الصلب ، وهي جميعاً مكونة من الاحماض الدسمة المشبعة وشبه المشبعة بالهيدروجين.

٢ ـ مجموعة الدهون النباتية المنشأ : وهي تشتمل على الزيوت المستخرجة من بعض البقول (١) والبذور كفول الصويا والفول السوداني والسمسم وأَجنة الذرة وبذور عباد الشمس والعصفر والقطن وثمار الزيتون وجوز الهند وبقية أشجار النخيل وغيرها ، وهي جميعاً وباستثناء زيت جوز الهند مكونة من أحماض دسمة متعددة غير مشبعة بالهيدروجين.

والزيوت جميعاً ، ونتيجة لكونها سائلة القوام ، أسهل هضماً من الدهون الصلبة ، لانها توفر على الجسم عملية تحويلها الى مواد سائلة ، وهي المرحلة الاُولى من مراحل عملية هضم المواد الصلبة وشبه الصلبة.

والدهون بشقيها الحيواني والنباتي ، تقوم بتزويد اجسام الافراد بالطاقة ، وهي تعتبر من مصادر الطاقة الكثيفة لأَن ما يتولد عن احتراق كل غرام واحد منها من طاقة هو / ٩ / سعرات أو كيلوكالورى ، « أى بما يزيد عن ضعف مايتولد عن احتراق بقية العناصر الغذائية القابلة للاحتراق ( كاربوهيدرات وبروتينات (٢) ) » من طاقة.

كما تقوم الدهون ، بشقيها النباتي والحيواني بتزويد اجسام الأفراد بالفيتامينات (٣) الذوابة بالدهون ، نتيجة لعدم وجودها بشكلها النهائي ( ريتينول ) وبحسب هذه الخاصية إلا فيها.

فى حين تقوم الزيوت النباتية بتزويد اجسام الافراد ـ إِضافة لذلك ـ

__________________

(١) البقل : ما أنبتَتْه الارض من الخُضر ، والمواد اطايبه التي تؤكل ( البيضاوي ).

(٢) البروتين : واحد من ثلاثة مصادر رئيسية للسعرات الحرارية في الغذاء يجهز البروتين الجسم بالمواد اللازمة لبناء خلايا الدم ، انسجة الجسم ، الهرمونات ، العضلات وغيرها ، وهو يوجد في اللحوم ، البيض ، الحليب وبعض الخضار والنشا ( مرض السكر ص ٥٤١ ).

(٣) راجع الفيتامينات في الجزء الثالث والخامس بحرف الفاء.

١٨٣

بالاحماض الدسمة الجوهرية ، التى كان يطلق عليها فيما مضى اسم فيتامين « ف » واسماء أُخرى لعدم وجود هذه الاحماض إِلا في الزيوت النباتية.

والدهون (١) بنوعيها تمكث في المعدة مدة طويلة بسبب عسر هضمها مما يجعل منها مادة غذائية مشبعة لا يشعر المرء بعد تناول وجبة غنية بها بالجوع (٢) السريع. ( الشفاء من كل داء ص ٥١ ).

الدُّوَار

( قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اكل السداب ، ونام عليه ، أمِنَ من الدُّوَار (٣) وذات الجنب (٤) ( طب النبي ص ١١ ، وبحار الانوار ج ٦٢ ص ٣٠٠ ).

قال الانطاكي : الدوار : من امراض الرأس في الاصح وقيل من امراض الدماغ والاسم للصفة اللازمة لا لعين المرض.

وصورته : تخيل الشخص أنه دائر بجملة اجزائه أو أن المكان دائر عليه.

وفاعله : ما أُحتُبِس.

__________________

(١) الدهون : إِنهاالمصدر الاكثر تركيزاً للسعرات الحراية في الغذاء ، وتوجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية بالدرجة الاُولى ، والدهون غير المشبعة توجدالمصادر النباتية ويمكنها ان تكون احادية عدم التشبّع مثل زيت الزيتون اومتعددة عدم التشبّع مثل زيت الذرة ، ويؤدي الافراط في تناول الدهون ـ خصوصاً المشبعة ـ الى رفع نسبة الكوليسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب ، والسكتة الدماغية. ( مرض السكر ص ٥٣٧ ).

(٢) راجع الجوع في حرف الجيم.

(٣) ويسمى : الدوخة.

(٤) ذات الجنب : وجع تحت الاضلاع ناخس مع سعال وحمى ( فقه اللغة ص ١٦٣ ب ١٦ ، الفصل ٨ ).

ذات الجنب والشوصة : هو ورم يعرض في الغشاء الذي البستْه الاضلاع وعضلها ويتبعها وجع ناخس من سعال وحمى. ( مفتاح الطب ص ١٢٦ ).

١٨٤

ومادته : الخلط والبخار.

وغايته : فساد العقل والذهن.

وسببه الخاص : بخار أو خلط أُحتبس في العروق أو التجاويف لغلظ أو تراكم ، او سبب خارج كضربة وكل من الخلط والبخار إن صح الهضم ولم يتغيَّر بشبع ولا جوع فأصلي في الدماغ ، وإلا فمن المعدة إن ازداد بتناول مبخر وامتلاء ، ومن الكبد إن ثار بعد الهضم وإلا فمن إحتباس الرحم والحيض. ( تذكرة اُولي الالباب ج ٢ ص ٩٩ ).

« بعض الدوار : أحد علامات فقر الدم ». ( طب الشفاء ص ١٢١ ).

« الدوار : يرافق القبض ». ( شباب في الشيخوخة ص ٢٣٢ ).

« الدوار : من الأعراض المرافقة لضغط الدم المتزايد في مرض تصلب الشرايين ». ( التداوي بالاعشاب ص ٩٦ ).

« الدوار : من أحد علامات ديدان البطن ». ( إعجاز النباتات الدوائية ص ١٩٦ ).

وله اسباب أُخرى كثيرة وبعد التأكد من السبب ممكن العلاج بما ذكره الأطباء بإِحدى هذه النباتات :

« التفاح لمرض زيادة ضغط الدم الناتج عن امتلاء الشرايين (١) ». ( التداوي بالاعشاب ص ٩١ ).

الملفوف (٢) لفقر الدم : « إن الملفوف المسلوق مفيد جداً في حالات فقر الدم

__________________

(١) ارتفاع الضغط الشرياني : يحدث عندما تصبح الأوعية الدموية أضيق من حالتها الطبيعية ، ويمكن تشبيهها تماماً بأنبوب الماء الكبير في البستان إِذا استبدلناه بأنبوب صغير على أن تمر فيه كمية الماء نفسها ، فتكون النتيجة أن يصبح ضغط على جدار الأنبوب الصغير أشد قوة مما كان على جدار الأنبوب الكبير.

(٢) ويسمى الكرنب : ويسمى عند العراقيين لَهانَة.

١٨٥

وفساد الدم » (١) « يواضب المصاب بفقر الدم على شرب ماء الكرنب فإنه يشفى ». ( الصيدلية الشعبية ص ٣٠٤ ).

« عصير الملفوف النيء (٢) : إِذا اُخذ كل يوم ( على الريق ) بمعدل ملعقتين ثلاث ملاعق كبيرة ، فإِنه يُعطي مفعولاً واضحاً على التخلص من الدود ، ولا سيما بالنسبة لديدان حيات البطن ». ( الغذاء لا الدواء ص ٢١٩ ).

« إن الدوارة المعروفة في مصر بالدوخة ينفعها شراب الورد على الريق ».

( تذكرة القليوبي في الطب والحكمة ).

__________________

(١) الغذاء لا الدواء : ص ٢٢١.

(٢) النيء : كل شيء شأنه ان يعالج بطبخ أو شي فلم ينضج ، يقال لحم نيء.

( المعجم الوسيط ).

١٨٦

( حرف الراء )

الرضاع

( فيجب على الاُم ارضاع اللباء (١) ) بكسر اللام ، وهو اول اللبن في النتاج ، قاله الجوهري ، وفي نهاية ابن الاثير : هو اول ما ، يحلب عند الولادة. ولم أقف على تحديد مقدار ما يجب منه (٢) وربما قيده بعض بثلاثة ايام. وظاهر ما نقلناه عن أهل اللغة أنه حَلبة واحدة.

وإِنما وجب عليها ذلك ، لأن الولد لا يعيش بدونه ، ومع ذلك (٣) لا يجب عليها التبرع به ، بل ( باُجرة على الاب إن لم يكن للولد مال ) ، وإِلا ففي ماله ، جمعاً بين الحقين (٤) ، ولا منافاة بين وجوب الفعل ، واستحقاق عوضة كبذل المال في

__________________

(١) من إِضافة المصدر إِلى مفعوله الثاني. والمفعول الاول محذوف اي إِرضاع الاُم الطفل اللباء.

(٢) اي من ارضاع اللباء.

(٣) اي ومع ان الولد لا يعيش بدون اللباء.

(٤) تعليل لوجوب إِرضاع اللباء لا تبرعاً بل باُجرة. كما يوضحه ( الشارح ) رحمه الله بقوله : ولا منافاة ... الخ

والمراد من الحقين : وجوب ارضاع اللباء. واستحقاق الاُم العوض والاُجرة.

١٨٧

المخمصة (١) للمحتاج. وبذلك (٢) يظهر ضعف ما قيل (٣) بعدم استحقاقها (٤) الاُجرة عليه ، لوجوبه عليها (٥) لما (٦) علم من عدم جواز اخذ الاُجرة على العمل الواجب.

والفرق (٧) ان الممنوع من اخذ اجرته هو نفس العمل ، لا عين المال الذي يجب بذله ، واللباء من قبيل الثاني ، لا الاول (٨) نعم يجيء على هذا (٩) انها لا تستحق اجرة على إِيصاله إِلى فمه ، لانه عمل واجب وربما مُنع من كونه لا يعيش بدونه. فينقدح حينئذ عدم الوجوب (١٠) والعلاّمة قطع في القواعد بكونه لا يعيش بدونه ، وقيّده بعضهم بالغالب (١١) وهو أولى (١٢).

__________________

(١) اي المجاعة. فإنه يجب على القادر إِغاثة المحتاج ، لكن لا تبرعاً بل في مقابل عوضه.

(٢) اي وبما ذكرنا ( من عدم المنافاة بين وجوب اللباء ، واستحقاق عوضه ).

(٣) القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة على اللباء ( الشيخ المقداد ).

(٤) اي الاُم.

(٥) اي لوجوب ارضاع اللباء على الاُم.

(٦) دليل القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة ببيان ان ارضاع اللباء على الاُم واجب ، وكل ما كان واجباً يحرم اخذ الاجرة عليه ، فاللباء مما يحرم اخذ الاجرة عليه كبقية الواجبات الدينية.

(٧) رد على استدلال القائل بعدم استحقاق الاُم الاجرة.

وخلاصته : أن القدر المُسلَّم من حرمة اخذ الاُجرة على الواجب هو اخذ الاجرة على عمل واجب ، لا أخذ العوض عن مال يجب بذله.

(٨) حيث إن اللباء عين مال تبذله الاُم. إذن فإطلاق الاُجرة عليه حينئذ يكون مجازاً ، لانه عوض عن مال ، لا اجرة علة عمل.

(٩) اي على هذا الوجه من حرمه اخذ الاجرة على العمل الواجب.

(١٠) فإِنه حينئذ لا تتوقف حياة الطفل على اللباء. فلا يجب بذله لذلك.

(١١) اي قيد بعض الفقهاء ( رضوان الله عليهم ) عدم تعيش الطفل ـ إِذا لم يشرب اللباء ـ : ( بالغالب ) لأن الاطفال لا يعيشون غالبا إِذا لم يشربوا هذه المادة.

(١٢) اي التقييد بالغالب هو الاولى ، نظراً إِلى طبيعة الاطفال الغالبة.فقد يعيش بعضهم بدونه ،

١٨٨

__________________

ولكنه شاذ وربّما يؤثر ذلك نقصاً في طبعه وإِليك تفصيل ذلك عن النظرة الطبية الحديثة مأَخوذة عن مستندات وثيقة : ـ

( اللباء ) COLOSTRUM في غضون الأشهر الثلاثة الاخيرة من فترة الحمل تبدأ ثديا الاُم الحامل بالانتفاخ حيث تتكون في قنوات الثدي إِفرازات من مادة صفراء اللون صمغية القوام لها شبه كثيرة بعصير الليمون الحامض المركز أي ( ذو قوام ).

وبما أنها مائلة إِلى اللزوجة لذا تدعى هذه المادة عند الامهات ( بالصمغ ).

يبدأ الطفل الرضيع في اليوم الأول من ولادته بالغذاء على هذه المادة ، والتي تستمر بالإِفراز من ثديي الاُم لفترة قصيرة تتراوح بين اليومين الى اربعة ايام.

وأما صفات هذه المادة الطبيعية ، وتركيبها الكيمياوي فانها تكون اثقل من حليب الاُم من حيث الوزن النوعي حيث يتراوح بين ١٠٦٠ ـ ١٠٦٦ إِذا ما قارناه بحليب الاُم ، اوحليب الحيوانات اللبونة الاُخرى حيث يتراوح الوزن النوعي من ١٠٢٥ ـ ١٠٣٠.

وأما من حيث التفاعل الكيمياوي فإِنها ( قلوية ) اى من المواد الكيمياوية المسماة ( بالقواعد ) في مقابل ( الحوامض ). ولهذه المادة خاصية تغير لون ورق ( عبّاد الشمس ) من الاحمر إِلى الازرق.

وأما من حيث التركيب الكيمياوى فإنها تحتوي على نسب كثيرة تزيد على النسب الموجودة في الحليب الاعتيادى للاُم بأضعاف من ذلك كمادة الكلس الضرورية لبناء عظام الطفل. ومادة الحديد الضرورية لتكوين ( كريات الدم الحمراء ).

وكذلك تحتوي هذه المادة أي ( اللباء ) على ( مادة الفوسفور ، والصوديوم ، والپوتاسيوم ) التي تدخل في تركيب معظم المواد السائلة في جسم الطفل.

كما وان هذه المادة اي ( اللباء ) تحتوي على نسب كثيرة من مادة ( الپروتين ) اي ( الزلال ) ( والفيتامينات ) الذى يكون الجزء الاعظم من انسجة الجسم ، لذا تقوم هذه المادة مقام اساس البناء الذي ينمو عليه جسم الطفل في الايام الأُوَل من عمره ، وبدون هذه المادة يكون نمو الطفل متاخراً من الناحية الجسمية والعقلية.

١٨٩

( ويستحب للاُم ان ترضعه طول المدة المعتبرة في الرضاع ) وهي « حولان كاملان لمن اراد أن يتم الرضاعة (١) » فإن اراد (٢) الاقتصار على اقل المجزي فاحد

__________________

هذا فضلا عن ان هذه المادة تحتوي على عناصر أُخرى اكتشفها ( علماء الطب ) وتسمى هذه العناصر ( بالعناصر المضادة للجسم ) وهو بدن الإِنسان. فقد خلق الله عز وجل فيه من ( الجراثيم والمكروبات ) لحكم ومصالح التي اُكتشفت في العصر الحاضر فجعل لهذه المادة خاصية وهي مقاومتها لتلك ( الميكروبات والجراثيم ).

ويعبر عن هذه المادة اي ( اللباء ) باللغة الانجليزية ( ANTIBODIES ).

وأما وظيفة هذه العناصر الموجودة في مادة اللباء التي تقاوم الميكروبات المخلوقة في الجسم فتزويدها الطفل الرضيع المناعة ضد تلك الامراض المتولدة من تلك الجراثيم والميكروبات المخلوقة في البدن ، ومساعدته على مقاومتها ، والدفاع عنها بإيقاف فعالية تلك الميكروبات والجراثيم المولدة للامراض والتى تجعل الطفل الرضيع عرضة للتلف والهلاك.

وقد ثبت اخيراً لدى مشاهير الاطباء بالتجارب العلمية ، والاحصائيات الحياتية : أن الاطفال الذين يحرمون من تناول هذه المادة أي ( اللباء ) يكونون عرضة لمختلف انواع الامراض التي تقضي على حياتهم في الاشهر الأُوَل من عمرهم ، لذا نرى أن نسبة الوفيات بين الاطفال الذين يحرمون من هذه المادة في تلك الايام بعد الولادة كثيرة جداً.

وأما الذين يعيشون من دون تناول لهذه المادة فضعيفوا البنية ، ومتاخروا النمو من الناحية الجسمية والعقلية ، وعرضة لمختلف انواع الامراض ، نظراً لعدم استطاعتهم على المقاومة ، وحرمانهم من المناعة التي يكتسبونها من مادة ( اللباء ).

المصادر : ( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( والدونيلسن ) الامريكي.

( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( الن مونكيريف ) البريطاني استاذ في ( جامعة لندن ).

وكتاب ( طب الاطفال ) للاستاذ ويلفريد شلدن البريطانى استاذ في ( جامعة لندن ).

وكتاب ( فسلجة وظائف اعضاء الجسم للإِنسان ).

(١) الجملة مأخوذ من قوله تعالى : « والولدات يُرضِعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة » البقرة : الآية ٢٣٢.

(٢) التذكير باعتبار لفظ « من » في الآية الكريمة.

١٩٠

وعشرون شهراً ، ولا يجوز نقصانه عنها ، ويجوز الزيادة على الحولين شهراً وشهرين خاصة ، لكن لا تستحق المرضعة على الزائد اجرة.

وإِنما كان إِرضاع الاُم مستحباً ، لأن لبنها اوفق بمزاجه ، لتغذيه به في الرحم دماً.

( والاجرة كما قلناه ) من كونها في مال الولد إن كان له مال ، وإِلا فعلى الاب وإِن علا ، كما سيأتي مع يساره ، وإِلا فلا اجرة لها ، بل يجب عليها كما يجب عليها الانفاق عليه (١) لو كان الاب معسراً.

( ولها إِرضاعه ) حيث يستأجرها الاب ( بنفسها وبغيرها ) اذا لم يشترط عليها ارضاعه بنفسها ، كما في كل اجير مطلق (٢) ( وهي اولى ) بإِرضاعة ولو بالاُجرة ( إِذا قنعت بما يقنع به الغير ) أو انقص ، أو تبرعت بطريق اولى فيهما (٣) ( ولو طلبت زيادة ) عن غيرها ( جاز للاب انتزاعه (٤) منها وتسليمه إِلى الغير ) الذي يأخذ أنقص ، أو يتبرع. ويفهم من قوله : انتزاعه وتسليمه : سقوط حضانتها ايضاً ، وهو احد القولين. ووجهه (٥) لزوم الحرج بالجمع بين كونه في يدها ، وتولي غيرها ارضاعُه ، ولظاهر رواية داود بن الحصين عن الصادق عليه‌السلام « إن وَجَدَ الاب مَن يُرضعه باربعة دراهم وقالت الاُم : لا ارضعه إلا بخمسة دراهم فإن له ان ينزعه منها (٦) ».

والاقوى بقاء الحضانة لها ، لعدم تلازمها (٧) وحينئذ فتأتي المرضعة وترضعه

__________________

(١) اي على الطفل.

(٢) تقدم في الجزء الرابع من طبعتنا الحديثة ( كتاب الإِجارة ) ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨.

(٣) اي في صورة القبول بالانقص. والتبرع.

(٤) اي اخذ الطفل منها.

(٥) اي وجه سقوط حق حضانتها.

(٦) الوسائل كتاب النكاح باب ٨١ الحديث ١.

(٧) اي لعدم تلازم الحضانة والارضاع. فيجوز ان تحضنه الاُم ، وترضعه غيرها.

١٩١

عندها مع الإِمكان ، فإن تعذر حمل الصبي إِلى المرضعة وقت الارضاع خاصة ، فإن تعذر جميع ذلك اتجه سقوط حقها من الحضانة ، للحرج ، والضرر (١).

وللمولى إِجبار امته على الارضاع لولدها وغيره ) (٢) لأن منافعها مملوكه له فله التصرف فيها كيف شاء ، بخلاف الزوجة حرة كانت ام مملوكة لغيره ، معتادة لارضاع اولادها ام غير معتادة ، لانه لا يستحق بالزوجية منافعها وإِنما استحق الاستمتاع. ( الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ج ٥ ص ٤٥٢ ـ ٤٥٨ ).

الرمان

قال تبارك وتعالى : ( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) الرحمن ٦٨. ( وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ ) الانعام ٩٩.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الفاكهة مئة وعشرون لوناً سيدها الرمان ( الكافى ج ٦ ص ٣٥٢ حديث ٢ ).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الرمان سيد الفاكهة ومن اكل رمانة اغضب شيطانه اربعين صباحاً. ( المحاسن ج ٢ ص ٣٥٩ حديث ٢٢٤٩ ).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اكل رمانة حتى يستتمها نوَّرَ الله قلبه اربعين ليلة. ( بحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٥ حديث ٥٠ مكارم الاخلاق ج ١ ص ٣٧١ حديث ١٢٢٤ ).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إِلا انارت القلب وأخرجت الشيطان اربعين يوماً.

( كنز العمال ج ١٤ ص ١٨٧ حديث ٣٨٣١٩ ، وصحيفة الإمام الرضا ص ١٠٦

__________________

(١) وكلاهما منفيان لقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج : الآية ٧٧. وبقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا ضرر ولا ضرر ).

(٢) اي غير الولد.

١٩٢

حديث ٥٧ ، ومكارم الاخلاق ج ١ ص ٣٧١ حديث ١٢٢٦ ، وفيهما « اخرست الشيطان » وبحار الأنوار ج ٦٦ ص ١٥٤ حديث ١.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا الرمان بقشره ، فإِنه دباغ البطن.

( المحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٦ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٠ حديث ٣١ ).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا الرمان بشحمه (١) ; فإِنه دباغ للمعدة ، وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلاّ انارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها اربعين صباحاً. ( مكارم الاخلاق ج ١ ص ٣٦٩ حديث ١٢١٧ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٥ حديث ٢٢٣١ وفيه : « وأمرضت شيطان وسوستها » بدل : « ونفت الشيطان والوسوسة عنها » ، طب الائمة لا بني بسطام ص ١٣٦ ، وفيه : « وفي كل حبة منها إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإِنارة للنفس ، ( بحار الانوار ج ٦٦ ص ١٥٦ حديث ٨ ).

قال صعصعة بن صوحان : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو على العشاء فقال : يا صعصعة : اُدنُ فَكُل. فقلت : قد تعشيت ، وبين يديه نصف رمانة ، فكسر لي وناولني بعضه ، وقال : كُلهُ مع قشره ـ يريد مع شحمه ـ فإنه يَذهبُ بالحفر ، وبالبخر ، ويطيب النفس.

( المحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٧ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦١ حديث ٣٢ ).

قال الإمام علي عليه‌السلام : كلوا الرمان بشحمه ; فإنه دباغ للمعدة.

( كنز العمال ج ١٤ ص ١٨٧ حديث ٣٨٣٢٢ ، وعيون الاخبار لابن قتيبة ج ٣

__________________

(١) قال ابن الاثير : شحم الرمان : ما في جوفه سوى الحَبّ ( النهاية ج ٢ ص ٤٤٩ ) ، وقال الفيروزآبادي : الشحم من الرمان : الرقيق الاصفر الذي بين ظهراني الحَبّ ( القاموس المحيط ج ٤ ص ١٣٥ ).

١٩٣

ص ٢٩٤ ، ومسند ابن حنبل ج ٩ ص ٧٢ حديث ٢٣٢٩٧ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٥٤ حديث ١ ، وتحف العقول ص ١٢٤ ، وعيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٤٣ حديث ١٥٠ ).

وقال عليه‌السلام : في كل حبة من الرمان إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة لِلنَّفس ، وتُمرِضُ وَسواسَ الشيطان اربعين ليلة. ( بحار الانوار ج ٦٦ ص ١٥٦ حديث ٨ والخصال ج ٢ ص ٦٣٦ حديث ١٠ ، وطب الائمة لابني بسطام ص ١٣٤ وفيه « تقرض » بدل « تمرض » و « صباحاً » بدل « ليلة » ).

وقال عليه‌السلام : اربعة يَعدِلنَ الطبائع :

الرمان السوراني والبسر (١) المطبوخ والبنفسج والهندباء.

( قال الإمام الصادق عليه‌السلام : مَن اكلَ رمانا عند منامه فهو آمِنٌ في نفسه إلى ان يُصبح. ( طب الائمة لابني بسطام ص ١٣٤ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٤ حديث ٤٩ ).

( وقال عليه‌السلام : عليكم بالرمان ; فإنه لم ياكله جائع إلاّ اجزأه ، ولا شبعان إلا أمرَأهُ. ( الكافى ج ٦ ص ٣٥٢ حديث ١ ).

وقال عليه‌السلام : مَن اكلَ الرمان طَرَدَ عنه شيطان الوسوسة.

( المحاسن ج ٢ ص ٣٥٩ حديث ٢٢٤٧ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٣ حديث ٤١ ).

وقال عليه‌السلام : مَن اكل حبة من رمان امرضت شيطان الوسوسة اربعين يوماً.

( الكافى ج ٦ ص ٣٥٣ حديث ٨ ، المحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٣ ، وفيه

__________________

(١) البسر : تغيّر لون التمرة من الاخضر إِلى الاحمر أو الاصفر. ( نخلة التمر ص ٤٠٥ ، وراجع كتاب النخل لابن سِيْدَة ).

١٩٤

« صباحاً » بدل « يوماً ». وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٠ حديث ٢٨ ).

قال زيد الشحام : كنت عند ابى عبدالله عليه‌السلام فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ، ودعا برمانة فأكلها ، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أُخرى فأكلها ، وقال : هذا يُطفئُ المِرارَ. ( مكارم الاخلاق ج ١ ص ١٧٠ حديث ٤٩٤ ، وبحار الانوار ج ٦٢ ص ١٢٤ حديث ٦١ ).

وقال عليه‌السلام : عليكم بالرمان الحلو فكلوه; فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلاّ ابادت داءً ، واطفأت شيطان الوسوسة عنه.

( الكافى ج ٦ ص ٣٥٤ حديث ١٠ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٩ حديث ٢٢٤٦ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٣ حديث ٤١ ).

قال الوليد بن صبيح : ذُكرَ الرمان الحلو عند الإمام الصادق عليه‌السلام فقال : المز اصلح للبطن. ( الكافى ج ٦ ص ٣٥٤ حديث ١٤ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٤ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٠ حديث ٢٩ ).

وقال عليه‌السلام : أكل الرمان مع شحمه يُذهب بالحفر والبخر (١) ويطيب النفس.

وقال عليه‌السلام : اطعموا صبيانكم الرمان فإنه اسرع لشبابهم.

وقال عليه‌السلام : كلوا الرمان بشحمه فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن ( الكافى ج ٦ ص ٣٥٤ حديث ١٢ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٢ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٠ حديث ٢٧ ).

وقال عليه‌السلام : مَن اكل رمانة على الريق ، انارت قلبه اربعين يوماً.

( الكافى ج ٦ ص ٣٥٤ حديث ١١ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٧ حديث ٢٢٤٠ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦١ حديث ٣٥ ).

وقال عليه‌السلام : كلوا الرمان المز بشحمه ; فإنه دباغ للمعدة.

__________________

(١) البخر : ريح كريه من الفم ، والبخر : فعل البخار من كل ما يسطع.

١٩٥

( الكافي ج ٦ ص ٣٥٤ حديث ١٣ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٦ حديث ٢٢٣٥ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٠ حديث ٣٠ ).

قال الحارث بن المغيرة. شكوت إِلى ابي عبدالله عليه‌السلام ثقلاً اجده في فؤادي ، وكثرة التخمة من طعامي.

فقال : تناول من هذا الرمان الحلو ، وكُلهُ بشحمه ، فإِنه يدبغ المعدة دبغاً ، ويشفي التخمة ، ويهضم الطعام ، ويُسَبِّح في الجوف.

( طب الائمة لا بني بسطام ص ١٣٤ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٤ حديث ٤٩ ).

قال الإمام الكاظم عليه‌السلام : من اكل رمانة يوم الجمعة على الريق نوَّرت قلبه اربعين صباحاً ; فإن اكل رمانتين فثمانين يوماً ، فإن اكل ثلاثاً فمئة وعشرين يوماً وطردت عنه وسوسة الشيطان ، ومَن طُردت عنه وسوسة الشيطان لم يَعصِ الله عزوجل ، ومَن لم يعَصِ اللهَ ادخلهُ اللهُ الجنة. ( الكافى ج ٦ ص ٣٥٥ حديث ١٦ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥٨ حديث ٢٢٤٤ ، ومكارم الاخلاق ج ١ ص ٣٧٠ حديث ١٢٢٢ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٦٢ حديث ٣٩ ).

وعنه عليه‌السلام : مما اوصى به آدم عليه‌السلام هبة الله ان قال له :

عليك بالرمان ، فإِنك إن اكلته وأنت جائع اجزأكَ ، وإن اكلته وأنت شبعانُ أمرَأكَ. ( الكافى ج ٢ ص ٣٥٢ حديث ٤ ، والمحاسن ج ٢ ص ٣٥١ حديث ٢٢١٣ ، وبحار الانوار ج ٦٦ ص ١٥٦ حديث ١١ ).

قال الإمام الرضا عليه‌السلام : مُصَّ من الرمان الإمليسي (١) ; فإنه يقوي النفس ، ويحيي الدم. ( طب الإمام الرضا ص ٦١ ، وبحار الانوار ج ٦٢ ص ٣٢٠ ).

__________________

(١) في بحار الانوار وبعض نسخ المصادر : « المز » بدل « الإمليسي » والمز من الرمان : ما كان طعمه بين حموضة وحلاوة ( لسان العرب ج ٥ ص ٤٠٩ ).

١٩٦

قال الإمام العسكري : كل الرمان بعد الحجامة رماناً حلواً ; فإنه يسكن الدم ويصفي الدم في الجوف. ( طب الأئمة لابني بسطام ص ٥٩ ، وبحار الانوار ج ٦٢ ص ١٢٣ حديث ٥٢ ).

وقال عليه‌السلام : شيئان صالحان لم يدخلا جوف واحد قط فاسداً إلاّ اصلحاه ، وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفاً قط صالحاً إلاّ افسداه.

فالصالحان : الرمان والماء الفاتر (١).

والفاسدان : الجبن والقديد.

( الكافى ج ٦ص ٣١٤ حديث ٥ ، والمحاسن ج ٢ ص ٢٥٣ حديث ١٧٩٦ ، وامالى الطوسي ص ٣٦٩ حديث ٧٩٠ ، وبحار الانوارج ٦٦ ص ٦٤ حديث ٣٢ وص ٦٥ حديث ٣٥ ).

قال جالينوس : الرمان جميعه طعمه قابض ، ولكن الاكثر فيه لا محالة القبض ، وذلك لأن منه حامضاً ، ومنه حلو ومنه قابض فيجب ضرورة ان تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه.

وحب الرمان اشد قبضاً من عصارته وأشد تجفيفاً.

وقشوره اكثر في الامرين جميعاً من حبه.

وجنبذ (٢) الرمان الذي يتساقط عن الشجرة إِذا هو سقط عقد وردة اكثر من القشر في ذلك بكثير.

قال ديسقوريدوس : الرمان كله جيد الكيموس (٣) جيد للمعدة قليل الغذاء ،

__________________

(١) الماء الفاتر : بين الحار والبارد. ( لسان العرب ج ٥ ص ٤٣ ).

(٢) الجنبذ : الورد قبل ان ينفتح ، وخص به الجلنار. ( معجم النبات والزراعة ج ١ ص ٢٥٨ ).

(٣) الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن ، يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو ردياً ، يراد به ما يولده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الرديء. ( مفتاح الطب : ص ١٦٣ الفصل ١١ ).

١٩٧

والحلو منه اطيب طعماً من غيره من الرمان غير أنه يولّد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً ; ولذلك لا يصلح للمحمومين ، والحامض ، انفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إِدراراً للبول من غيره من الرمان ، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض.

وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم الخمر فإن قوته متوسطة.

وحب الرمان الحامض إذا جُفِّف في الشمس ودق وذر على الطعام أو طُبخ معه منع الفضول (١) من أن تسيل إِلى المعدة والأمعاء ، وإذا أُنقع في ماء المطر وشُرِب نفع مَن كان ينفث الدم ، ويوافق إِذا استعمل في المياه التي يُجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة.

وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه إِذا طُبخ وخُلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة ، والداحس (٢) والقروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الآذان والقروح التي في باطن الأنف.

والجلنار (٣) قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان وقد يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمي كثيراً والأسنان المتحركة ،

__________________

(١) الفضول : ما زاد عن حاجة البدن من رطوبات ومواد فاسدة يحدث بقاؤها مضرة ، فيلزم لذلك صرفها وقطع أسبابها. الاغذية والادوية : باب تفسير الألفاظ الطبية ومافي معناها بحسب مفهوم الاقدمين.

(٢) الداحس : بثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر ، وهو نوع من الورم في الانملة. ( المعجم الوسيط ).

الداحس : ورم يعرض في أصل الظفر ، وربما نتأ منه اللحم. ( الأغذية والأدوية ).

الداحس : ورم يأخذ في الأظافر ويظهر عليها شديد الضربان وأصله من الدحس وهو ورم يكون في أطرة حافر الدابة. ( فقه اللغة ).

الداحس : ورم ملتهب في اُصول الأظافر. مفتاح الطب : ص ١٣٠ الفصل الخامس في الامراض.

(٣) الجلنار : ورد الرمان. تذكرة أُولي الألباب.

١٩٨

وقد يهيأ منه لزوق للفتق (١) الذي يصير فيه الأمعاء إِلى الانثيين (٢).

وقد يزعم قوم ان من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً من اصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد ، وقد تستخرج عصارة الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس.

وقوة قشر الرمان قابضة توافق كل ما يوافقه الجلنار.

وطبيخ اصل شجرة الرمان إِذا شرب قتل حب القرع وأخرجه.

قال روفس : الرمان الحلو : ليس بسريع الهضم ، والحامض رديء للمعدة يجرد الامعاء ويكثر الدم.

قال ابن سرانيون : الحلو والحامض إن اعتصرا مع شحمهما وشُرب من عصيرهما مقدار نصف رطل (٣) مع خمسة وعشرين درهماً (٤) من السكر : أسهل البلغم والمرة الصفراء وقوى المعدة وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً ، فإن هذا يقارب الهليلج الأصفر.

قال اسحاق بن عمران قوي على إحدار الرطوبات المُرِّية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات الغب (٥) المتطاولة.

__________________

(١) الفتق : إِنشقاق الصفاق ، وعلامته أن تكون بالإنسان نتوّ في مراق بطنه ، فإِذا هو استلقى ، وغمزه إِلى داخل ، غاب ، وإِذا هو استوى عاد. ( مفتاح الطب : ١٢٨ ).

(٢) الاُنثيان : الخصيتان.

(٣) الرطل : اثنا عشر اُوقية وهي مائة وثمانية وعشرون درهماً وأربعة أسباع درهم ، الرطل : ١٢ أُوقية. ( الصيدلية الشعبية ).

الرطل : نصف مناً. ( مفتاح الطب : ١٦٥ ).

(٤) الدرهم : نصف مثقال وخمسة. ( مفتاح الطب ص ١٦٣ ، الدرهم : ستة دوانيق. ( قراباذين القلانسي ).

(٥) حمى الغب : مرض حار مع مادة صفراوية. ( مفتاح الطب : ص ١٢٠ ، الفصل الخامس في الأمراض ).

١٩٩

قال ابن سينا في الادوية القلبية : الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بحلاوته وخصوصاً لروح الكبد.

وقال أيضاً في الثاني من القانون : جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما. والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمز (١) منه ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إِلى أسفل والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان والحلو منه يجلو الفؤاد.

وإن طُبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب (٢) ثم دُقت كما هي وضُمد بها الاذن نفع من ورمها منفعة جيدة.

وعصارة الحامض منه تنفع الظفرة (٣) إِذا أُكتحل بها ، وسوِيقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذا رُبُّه (٤) وخصوصاً الحامض.

قال هارون : عصارة الحلو منه إِذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى

__________________

(١) المُزُّ بضم الميم : الشيء بين الحامض والحلو. ( معجم مقاييس اللغة ).

(٢) الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طُبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام ، مثل : السكنجبين ، وشراب التفاح ( اقراباذين السمرقندي ).

(٣) الظفرة : زيادة عصبية تبتدي من المآق الذي يلي الأنف ، فتغشِّي بياض العين ، وتمتد إِلى سوادها. ( مفتاح الطب : ص ١٢٤ ).

(٤) الرُّب : بتشديد الراء وضمها : من جميع الثمار هو ماؤه المعتصر إِذا عُقد بالنار أو الشمس. ( المعتمد في الأدوية ).

الرب : ما يجلب من الشيء أو يعصر ، ثم يطبخ حتى يغلظ. ( مفتاح الطب ).

الرب وجمعه الربوب : وهو ما يعتصر مما يمكن عصره وطبخ غيَّره إِلى ذهاب صورته وهذا يكون في الفواكه. ( تذكرة أُولي الألباب ).

٢٠٠