الفضائل الموضوعة عرض ونقد

المؤلف:

مهدي المنصور سمائي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: برگ فردوس
المطبعة: سپهر
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-6379-02-9
الصفحات: ٣٥١

سند الحديث : رواه الخطيب البغدادى فى تاريخه والطبرانى فى معجمه الكبير والأوسط عن أم عياش (١) وفيه عبد الكريم بن روح البزاز.

قال الطبرانى لايروى هذا الحديث عن أم عياش إلا بهذا الإسناد تفرد به : عبد الكريم بن روح. (٢)

أما عبد الكريم بن روح البزاز

قال غير أبى حاتم : متروك الحديث.

وقال ابن حبان يخطئ ويخالف.

وقال الذهبى : مجهول. (٣)

وقال العلامة الامينى : روى عن والده روح بن عنبسة مجهول (٤) عن أبيه عنبسة بن سعيد قال الذهبى : لايعرف تفرد عنه ولده روح فإن تعجب فعجب سكوت مثل الخطيب عن سند هذا شأنه صوناً لكرامة الأمويين (٥).

[٧٢] ١٠. عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى منامى على برذون أبلق فدنوت منه وعليه عمامة من نور معتجراً بها وفى رجليه نعلان خضر اوان شراكهما من لؤلؤ رطب بكفة قضيب من قضبان الجّنة أخضر فسلّم علىّ فرددت عليه وقلت : يا

________________

٣٥٩ والشيخ الأمينى الغدير الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٦ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٨٤.

١. الطبرانى المعجم الكبير ج ٢٥ ص ٩١ ص ٩٢ الطبرانى المعجم الأوسط ج ٥ ص ٢٦٤ والخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١٢ ص ٣٥٩.

٢. الطبرانى المعجم الأوسط ج ٥ ص ٢٦٤.

٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٢ ص ٦٤٤ فى ترجمة عبدالكريم بن روح رقم ٥١٦١.

٤. إبن حجر العسقلانى تقريب التهذيب ج ١ ص ٣٠٤ رقم ١٩٦٩.

٥. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٦.

٢٦١

رسول الله قد اشتدّ شوقي إليك فأين أنت؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن عثمان أصبح عروساً فى الجنّة وقد دعيت إلى عرسه » (١).

سند الحديث : رواه ابن الجوزى فى الموضوعات عن ابن عباس (٢) وفيه إبراهيم بن منقوش الزبيدى.

أما إبراهيم بن منقوش الزبيدى

روى عن أصحاب ميمون بن مهران قال الأزدى : كان يضع الحديث (٣) وأورد له الأزدى عن محمد بن أبان الكوفى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس (هذا الحديث) (٤).

وقال ابن الجوزى بعد ذكر الحديث قال الأزدى إبراهيم بن منقوش يضع الحديث رضعاً. (٥)

وعده السيوطى من الموضوعات فى لئاليه. (٦)

أقول : ثم إن واضع هذا الحديث أنه أعوزه الجعل ثم نسبة ألى الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى اليقظة فالتجأ ألى المناماة والرؤيا ولعله ما استطاع أن يركّب له سنداً كما فى سائر الموضوعات.

[٧٣] ١١. عن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يموت عثمان

________________

١. إبن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٤ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٩ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٩٤.

٢. إبن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٤.

٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ١ ص ٦٧ فى ترجمة إبراهيم بن منقوش الزبيدى رقم ٢٢١ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ١ ص ٢١٤ فى ترجمة إبراهيم بن منقوش الزبيدى رقم ٣٥٠ وسبط بن العجمى الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث ص ٤٠.

٤. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ١ ص ٢١٤ فى ترجمة إبراهيم بن منقوش الزبيدى رقم ٣٥٠.

٥. إبن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٤.

٦. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٨ و ٣٢٩.

٢٦٢

يصلّى عليه ملائكة السماء قلت : لعثمان خاصّة أو للناس عامّة؟ قال : لعثمان خاصّة » (١).

سند الحديث : رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط وابن عساكر فى تاريخه عن ابن عمر (٢) وفيه بكر بن سهل ومحمد بن عبدالله بن سليمان الخراسانى وعبدالله بن مسلم الدمشقى.

أما محمد بن عبدالله بن سليمان الخراسانى

قال الذهبى فى ترجمة حديث موضوع (٣) وقال ابن حجر : الوضع عليه ظاهر.

وان ابن مندة قال : إنه مجهول. (٤)

وأما بكر بن سهل

ضعفه النسائى (٥).

وأما عبدالرحمن (عبدالله) بن مسلم الدمشقى

حدث عن واقد بن عبدالله البصرى روى عنه إبراهيم بن محمد المروزى ... كذا قال وهذا هو عبدالله بن مسلم بن رشيد الدمشقى الذى حدث بنيسابور وهوضعيف وشيخه واقد وإبراهيم الرواى عنه غير مشهورين والله أعلم (٦).

________________

١. الطبرانى المعجم الأوسط ج ٣ ص ٢٨٧ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٩ سلسلة الموضوعات على النبى الامين ح ٩٦.

٢. الطبرانى المعجم الأوسط ج ٣ ص ٢٨٧ وإبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ١٨ ص ٣٩٤ و (وفيه زيادة) ج ٣٣ ص ٢٠٢ و (فيه زيادة) ج ٣٥ ص ٤٢٩.

٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٣ ص ٦٠٥ فى ترجمة محمد بن عبدالله بن سليمان الخراسانى رقم ٧٧٩٢ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٥ ص ٢٣٠ فى ترجمة محمد بن عبدالله بن سليمان الخراسانى رقم ٧٦٤٧.

٤. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٥ ص ٢٣٠ فى ترجمة محمد بن عبدالله بن سليمان الخراسانى رقم ٧٦٤٧.

٥. الهيثمى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج ٤ ص ١٠٠ إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ١٠ ص ٣٧٩ و ٣٨٠ والذهبى سير أعلام النبلاء ج ١٣ ص ٤٢٥ ـ ٤٢٧.

٦. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٥ ص ٤٢٨ و ٤٢٩.

٢٦٣
٢٦٤

الفصل الخامس

الفضائل الموضوعة فى الثلاثة أو الراشدين الاربع

٢٦٥
٢٦٦

[٧٤] ١. عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما فى الجنّة شجرة إلاّ مكتوب على كلّ ورقة منها : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله أبوبكر الصديقّ عمر الفاروق عثمان ذوالنورين ». (١)

رووا له طرقاً :

أما الطريق الاول : فرواه الطبرانى فى معجمه الكبير (٢) وابن عساكر فى تاريخه (٣) وفيه على بن جميل الرقى وجرير بن عبد الحميد وليث بن أبى سليم وكلهم من الضعفاء والمتروكين.

وذكره ابن كثير فى تاريخه من طرق الطبرانى وقال : إنه حديث ضعيف فى إسناده من تكلم فيه ولا يخلو من نكارة (٤) وذكره ابن الجوزى فى الموضوعات. (٥)

أما على بن جميل

هذا الحديث من موضوعاته قال ابن حبان كان يضع الحديث لايحل كتابة

________________

١. الطبرانى المعجم الكبير ج ١١ ص ٦٣ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٩٧ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ١.

٢. الطبرانى المعجم الكبير ج ١١ ص ٦٣ ح ١١٠٩٣.

٣. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٣٥٣.

٤. إبن كثير البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٣١.

٥. إبن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٦ و ٣٣٧.

٢٦٧

حديثه ولا الرواية عنه بحال (١).

وقال أبو نعيم : روى عن جرير وغيره بمناكير. (٢)

وضعفه الدار قطنى والهيثمى وغيره. (٣)

وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش : روى عن عيسى بن يونس وجرير بن عبد الحميد بأحاديث موضوعة (٤).

وقال ابن عدى : حدث بالبواطيل عن ثقات الناس ويسرق الحديث (٥).

وقال الذهبى كان كذاباً. (٦)

وأما جرير بن عبد الحميد

قال يحيى : اختلطت على حديث أشعث وعاصم الأحول (٧) قال أبو حاتم : تغير قبل موته.

وقال البيهقى : نسب فى آخره عمره الى سوء الحفظ. (٨)

________________

١. إبن حبان المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ج ٢ ص ١١٦ ترجمة على بن جميل الذهبى تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج ١٨ ص ٣٥٥ وابن الجوزى الموضوعات ج ٢ ص ٨٧.

٢. أبونعيم الأصبهانى كتاب الضعفاء ص ١١٧ باب العين وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٢٥٠ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٥٨١٤.

٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٣ ص ١١٧ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٥٨٠٠ إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٢٥٠ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٥٨١٤ والهيثمى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج ٩ ص ٥٨.

٤. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٢٥٠ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٥٨١٤.

٥. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ٥ ص ٢١٥ و ٢١٦ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٤٠١ / ١٣٦٩ الذهبى تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج ١٨ ص ٣٥٥ إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٢٥٠ فى ترجمة على بن جميل الرقى رقم ٥٨١٤ وابن الجوزى الموضوعات ج ٢ ص ٨٧.

٦. الذهبى تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج ١٨ ص ٣٥٥.

٧. الرازى الجرح والتعديل ج ٢ ص ٤٣١ وعبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ١ ص ٣٧١ فى ترجمة أشعث بن سوار رقم ١٩٨ / ١٩٨.

٨. البيهقى سنن الكبرى ج ٦ ص ٨٧ كتاب العارية وابن كيال الشافعى الكواكب النيرات فى معرفة من اختلط من الرواة الثقات ص ٢٤.

٢٦٨

وأما ليث بن أبى سليم

تركه يحيى القطان وابن مهدى وأحمد وابن معين (١).

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل سمعت أبى يقول ليث ابن أبى سليم مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس وقال أيضاً مارأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأياً فى أحد منه فى ليث ومحمد بن إسحاق وهمام لايستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال أيضاً سمعت عثمان بن أبى شيبة (٢) قال : سألت جريراً عن ليث وعن عطاء بن السائب وعن يزيد بن أبى زيادة فقال كان يزيد أحسنهم استقامة فى الحديث ثم عطاء وكان ليث أكثر تخليطاً وقال أيضاً قال لى يحيى بن معين مرتان : ليث أضعف من يزيد بن أبى زيادة ويزيد وفوقه فى الحديث.

وقال يحيى بن معين ليث بن أبى سليم ضعيف إلا أنه يكتب حديثه. وقال أيضاً عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان يحدث عن ليث بن أبى سليم.

قال ابن حبان : إختلط فى آخر عمره حتى كان لايدرى ما يحدث به فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتى عن الثقات بما ليس من حديثهم كل ذلك كان منه فى إختلاطه.

وكان ابن عيينة يضعف ليث بن أبى سليم.

وقال أحمد بن سليمان الرهاوى عن مؤمل بن الفضل قلنا لعيسى بن يونس :

________________

١. إبن حبان المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ج ٢ ص ٢٣١ فى ترجمة ليث بن أبى سليم الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ١٧٩ ـ ١٨٤ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٤١٧ ـ ٤١٩ فى ترجمة ليث بن أبى سليم رقم ٨٣٥.

٢. قال الذهبى فى ترجمة أبو الحسن عثمان بن محمد بن القاضى أبى شبية إبراهيم بن عثمان العبسى الإمام الحافظ الكبير المفسر صاحب التصانيف وكان حافظاً متقناً مات سنة تسع وثلاثين ومائتين. (الذهبى سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ١٥١).

٢٦٩

لم لم تسمع من ليث بن أبى سليم؟ قال : قد رأيته وكان قد اختلط وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن.

وقال عبدالرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى وأبازرعة يقولان ليث لايشتغل به هو مضطرب الحديث وقال أيضاً سمعت أبازرعة يقول ليث عن أبى سليم لين الحديث لاتقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. (١)

وقال الحاكم أبو أحمدك ليس بالقوى عندهم.

وقال الحاكم أبو عبدالله : مجمع على سوء حفظه.

وقال الجوزجانى يضعف حديثه.

وقال البزار : كان أحد العباد إلا أنه اصابه إختلاط فاضطرب حديثه. (٢)

وقال النسائى : ضعيف. (٣)

أما الطريق الثانى : فرواه ابن عساكر الدمشقى فى تاريخه (٤) وفيه معروف بن أبى معروف.

أما معروف بن أبى معروف البلخى

قال ابن عدى ولا اعلم روى هذا الحديث عن جرير بهذا الإسناد غير معروف بن أبى معروف هذا معروف بن أبى معروف البلخى ليس بمعروف يسرق الحديث. وقال فى موضع آخر : وقد سرقه من على بن جميل رجل يقال به معروف بن أبى معروف البلخى ومعروف هذا غير معروف. (٥)

________________

١. المزى تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ج ٢٤ ص ٢٨٢ ـ ٢٨٨ فى ترجمة ليث بن أبى سليم رقم ٥٠١٧ الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ١٧٩ ـ ١٨٤ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٤١٧ ـ ٤١٩ فى ترجمة ليث بن أبى سليم رقم ٨٣٥.

٢. إبن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٤١٧ ـ ٤١٩ فى ترجمة ليث بن أبى سليم رقم ٨٣٥.

٣. النسائى كتاب الضعفاء والمتروكين ص ٢٣٠ والذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٣ ص ٤٢٠ ـ ٤٢٣ فى ترجمة ليث بن أبى سليم رقم ٦٩٩٧.

٤. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٣٥٣.

٥. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ٦ ص ٣٢٥ وص ٣٢٦ فى ترجمة معروف بن أبى معروف رقم ١٨٥ / ١٨٠٦ وابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٣٥٢ ـ ٣٥٤.

٢٧٠

أما الطريق الثالث : فرواه ابن عساكر فى تاريخه (١) وفيه جرير وليث وقد عرفت حالهما وحسن بن عبدالرحمن الإحتياطى.

أما حسن بن عبدالرحمن الاحتياطى

كان ابن عدى يقول : الحسن بن عبدالرحمن الإحتياطى يسرق الحديث منكر عن الثقات (٢) ولايشبه حديثه حديث أهل الصدق (٣).

وقال المروزى : سالت أباعبدالله عن الإحتياطى فقال : أعرفه بالتخليط وذكر انه دخل فى أمر السلطان.

وقال ابن المدينى : تركوا حديثه.

وقال الذهبى الإحتياطى غير معتمد وقال فى موضع آخر بعد نقل هذا الحديث هذا باطل والمتهم به حسين (حسن الإحتياطى) (٤).

أما الطريق الرابع : فذكره ابن الجوزى فى الموضوعات (٥) وفيه عبدالعزيز بن عمرو الخراسانى.

أما عبدالعزيز بن عمرو الخراسانى

قال ابن الجوزى : كان يسرق الحديث. (٦)

وقال الذهبى : فيه جهالة والخبر باطل فهو الأفة فيه. (٧)

________________

١. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٥٠.

٢. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ٢ ص ٣٣٥ فى ترجمة حسن بن عبدالرحمن الاحتياطى رقم ١٠١ / ٤٧٠.

٣. السمعانى الأنساب ج ١ ص ٨٧.

٤. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ١ ص ٥٣٩ فى ترجمة حسين بن عبدالرحمن رقم ٢٠١٨ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٢ ص ٣٣٧ فى ترجمة حسين بن عبدالرحمن رقم ٢٧٦٣.

٥. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٣٨ وابن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٦ و ٣٣٧.

٦. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٣٨ فى ترجمة عبدالعزيز بن عمرو رقم ٥٢٤٨ وابن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٦ و ٣٣٧.

٧. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٢ ص ٦٣٣ فى ترجمة عبدالعزيز بن عمرو رقم ابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ٣٨ فى ترجمة عبدالعزيز بن عمرو رقم ٥٢٤٨.

٢٧١

قال العلامة الامينى : ألا تعجب من إخراج ابن كثير الحديث من الواضع والبطلان إلى الضعف والنكارة؟ وهو يعلم أن مثل هذه الرواية لايسمى ضعيفاً فى مصطلح أهل الفن وهو يرى نفسه منهم. نعم شنشنة أعرفها من أخزم وأعجب م ذلك أن الخطيب لم يذكر فى هذه الرواية التى هذه حالها كلمة تعرب عما فى سندها م الغمز وهذا شأنه فى كثير من أمثال هذه الأحاديث الموضوعة (١)

[٧٥] ٢. عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « خلقنى الله من نوره وخلق أبابكر من نورى وخلق عمر من نور أبي بكر وخلق عثمان من نور عمر وعمر سراج أهل الجنّة ». (٢)

رووا له طريقين :

أما الطريق الاول : فرواه الذهبى فى الميزان عن أبى هريرة (٣) وفيه أحمد بن يوسف وأبو شعيب صالح بن زياد السوسى وهيثم بن جميل.

قال الذهبى : ما حدث به واحد من ثلاثة (صالح او الهيثم او المنبجى) وإنما الآفة عندى فيه المنبجى. (٤)

أما احمد بن يوسف المنبجى

لايعرف وأتى بخبر كذب (٥)

وأما صالح بن زياد

قال الدار قطنى : ليس بثقة. (٦)

________________

١. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٩٨.

٢. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ١ ص ١٦٦ والشيخ الأمينى الغدير الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣١٥ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٤٣.

٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ١ ص ١٦٦ فى ترجمة أحمد بن يوسف المنبجى رقم ٦٦٩.

٤. المصدر وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ١ ص ٤٣٥ فى ترجمة أحمد بن يوسف المنبجى رقم ١٠١٤.

٥. المصدر.

٦. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٢ ص ٢٩٥ فى ترجمة صالح بن زياد رقم ٣٧٩٦.

٢٧٢

وأما الهيثم بن جميل

قال ابن عدى : ليس بالحافظ يغلط على الثقات (١)

أما الطريق الثانى : فرواه الثعلبى فى تفسير عن أنس (٢) وفيه محمد بن يونس الكديمى.

أما محمد بن يونس الكديمى : وقد عرفت حاله فى الحديث السادس عشر من الفصل الأول.

[٧٦] ٣. عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رأيت أنّى وضعت فى كفّة وأمّـتى فى كّفه فعدلتها ثمّ وضع أبوبكر فعدل بأمّـتى ثمّ عمر فعدلها ثمّ عثمان فعدلها ثمّ رفع الميزان ». (٣)

سند الحديث : رواه الطبرانى فى معجمه الكبير ومسنده الشاميين وابن عساكر فى تاريخه عن معاذ (٤) وفيه عمرو بن واقد القرشى الدمشقى.

أما عمرو بن واقد القرشى الدمشقى

قال البخارى (٥) والترمذى (٦) : منكر الحديث.

________________

١. المصدر ج ٤ ص ٣٢٠ فى ترجمة هيثم بن جميل رقم ٩٢٩٣.

٢. (وفيه اختلاف) الثعلبى تفسير الثعلبى ج ٧ ص ١١١.

٣. الطبرانى المعجم الكبير ج ٢٠ ص ٨٦ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٥ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٧٩.

٤. الطبرانى المعجم الكبير ج ٢٠ ص ٨٦ الطبرانى مسند الشاميين ج ٣ ص ٢٥٩ وابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ١١٥.

٥. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال : ج ٥ ص ١١٧ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٣١٦ / ١٢٨٣ تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ج ٢٢ ص ٢٨٨ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٤٤٦٨ الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٣ ص ٢٩١ فى ترجمة عمرو بن واقد الدمشقى رقم ٦٤٦٥ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١.

٦. المزى تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ج ٢٢ ص ٢٨٨ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٤٤٦٨ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١.

٢٧٣

وقال السعدى : كان يتبع السلطان وما أدرى ماقال الصورى أحاديثه معضلة منكرة (١)

وقال ابن حبان : كان ممن ينقلب الأسانيد ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك (٢)

وكان أبو مسهر سيئ الرأى فيه (٣) وقال كان يكذب من غير أن يعتمد. (٤)

وقال دحيم : لم يكن شيوخنا يحدثون عنه قال وكأنه لم يشك أنه كان يكذب.

وقال مروان بن محمد الطاطرى (٥) : كذاب. (٦)

وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث. (٧)

________________

١. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ٥ ص ١١٧ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٣١٦ / ١٢٨٣.

٢. إبن حبان كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ج ٢ ص ٧٧ فى ترجمة عمروبن واقد البصرى إبن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١ وابن الجوزى الموضوعات ج ٢ ص ٣٧.

٣. إبن حبان كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ج ٢ ص ٧٧ فى ترجمة عمرو واقد البصرى.

٤. المزى تهذيب الكمال فى اسماء الرجال ج ٢٢ ص ٢٨٧ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٤٤٦٨ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١.

٥. قال الذهبى فى ترجمة أبوبكر مروان بن محمد بن حسّان ويقال : أبو عبدالرحمن الأسدى الدمشقى الطاطرى الإمام القدوة الحافظ وكان سيداً إماماً وقيل له ما رأيت شامياً خيراً من مروان بن محمد مات سنة عشر مائتين (الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٥١٠).

٦. المصدر والذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٣ ص ٢٩١ فى ترجمة عمرو بن واقد الدمشقى رقم ٦٤٦٥.

٧. المزى تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ج ٢٢ ص ٢٨٨ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٤٤٦٨ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١.

٢٧٤

وقال النسائى والدار قطنى (١) والبرقانى متروك الحديث (٢).

وقال العينى : عمرو متروك باتفاق (٣).

وقال الهيثمى : متروك ضعفه الجمهور (٤) رمي بالكذب وهو منكر الحديث. (٥)

كذاب (٦)

وقال الذهبى بعد ذكره مع عدة أحاديث : هذه الأحاديث لاتعرف إلا من رواية عمرو وهو هالك (٧).

قال الشهيد نور الله التسترى : من اللطائف المشهورة أن بغض أهل السنة ممن كان يعرف تشيع بهلول العاقل المشهور قصد إرغامه فذكر عنه هذا الحديث فقال بهلول بديهة لو صح ما فى هذا الخبر من تعادل كل من أبى بكر وعمر وعثمان مع الأمة فى الوزن فقد كان فى ذلك المزان عيب أي قصور ولهذا رفع الميزان سريعاً. (٨)

[٧٧] ٤. عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليلة أسرى بى رأيت على العرش مكتوباً لا إله إلاّ الله محمد رسول الله أبوبكر الصديّق عمر الفاروق عثمان

________________

١. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٣ ص ٢٩١ فى ترجمة عمرو بن واقد الدمشقى رقم ٦٤٦٥ وابن الجوزى الموضوعات ج ٢ ص ٣٧.

٢. المزى تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ج ٢٢ ص ٢٨٩ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ٤٤٦٨ وابن حجر العسقلانى تهذيب التهذيب ج ٨ ص ١٠١ فى ترجمة عمرو بن واقد القرشى الدمشقى رقم ١٩١.

٣. العينى عمدة القارى فى شرح الجامع الصحيح للبخارى ج ١٢ ص ١٧٦.

٤. الهيثمى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج ٩ ص ٥٩.

٥. المصدر ج ١ ص ١٣٨.

٦. المصدر ج ٤ ص ٢١٥.

٧. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٣ ص ٢٩٢ فى ترجمة عمروبن واقد الدمشقى رقم ٦٤٦٥.

٨. الشهيد نورالله التسترى الصوارم المهرقة ص ٣٢٩.

٢٧٥

ذوالنورين يقتل مظلوماً ». (١)

سند الحديث : رواه الخطيب البغدادى فى تاريخه وابن عساكر فى تاريخه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (٢) وفيه إسحاق بن إبراهيم بن سنين ومحمد بن مجيب وعبدالرحمن بن عفان.

قال الخطيب : قال يحيى بن معين : وذكر أبابكر بن عفان ختن مهدى بن حفص فقال : بن كذاب يكذب (٣).

قال ابن الجوزى : هذا حديث لايصح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبوبكر الصوفى ومحمد بن مجيب كذابان (٤) قاله يحيى بن معين (٥).

أما إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلى وقد عرفت حاله فى الحديث الرابع عشر من الفصل الأول.

وأما محمد بن مجيب الثقفى الكوفى الصائغ وقد عرفت حاله فى الحديث الخامس عشر من الفصل الثالث.

وأما عبدالرحمن بن عفان

كذبه يحيى بن معين (٦) وقال يكنى أبابكر وذكر فى الرواة عنه وإسحاق بن إبراهيم الختلى ... قلت وله خبر آخر (هذا الحديث) رواه الختلى فى

________________

١. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١٠ ص ٢٦٣ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٧ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٨٦.

٢. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١٠ ص ٢٦٣ وابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٥١.

٣. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١٠ ص ٢٦٣ فى ترجمة عبدالرحمن بن عفان رقم ٥٣٧٩.

٤. السيوطى اللآلى المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ج ١ ص ٢٩٣.

٥. إبن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣٣٧.

٦. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٢ ص ٥٧٩ فى ترجمة عبدالرحمن بن عفان رقم ٤٩٢١ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٣ ص ٤٨٨ فى ترجمة عبدالرحمن بن عفان رقم ٥٠٧٠.

٢٧٦

الديباج عنه والمتهم به صاحب الترجمة (١).

أقول : ثم إن زواجه ببنات النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مورد البحث والخلاف بين المورخين إذ يرى البعض أن النبى لم يكن له بنتاً غير فاطمة الزهراء وأما رقية وأم كلثوم وهما ربائبه وعن البعض أن خديجة أيضاً لم تتزوج من رجل غير النبى الكريم وكانت بكراً ورقية وأم كلثوم كانتا من أختها هالة وعن ثالث كانتا من ضرة أختها. (أنظر كتاب بنات النبى أم ربائبه للسّيد جعفر مرتضى وكتاب الإستغاثة لأبى القاسم على بن أحمد الكوفى) هذا أولاً وثانياً قد ثبت تاريخياً أن عثمان بعد أن تزوج بأم كلثوم بعد موت أختها رقية (وقد خّلفت ولداً صغيراً وهو عبدالله) ضربها بخشبة القتب ـ أى رحل الدابة ـ ضرباً مبرحاً فمكثت يوماً وماتت فى الثانى وقال النبى قتلها قتله الله. والقصة مذكوراً فى كتب التاريخ والحديث وإن غيبها بعض من لا يريد التشهير ببنى أمية ومع هذا كيف ينسب إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وهو القائل قتله قتله الله) أنه يصف الخليفة عثمان بأنه ذوالنورين ويقتل مظلوماً وأنه من الأكيد الذى لامرية فيه أن قاتلية كان من أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ معناه أن أصحابه كانوا ظالمين وهذا مما لايرتضيه الخصم ولاتقبله العقول وإليك قائمة بأسماء الصحابة الذين شاركوا فى قتل عثمان وقد نسب إليهم فى هذا الحديث المكذوب أنهم ظالمون. ١. عبدالرحمن بن عديس البلوى الذى كان من بايع تحت الشجرة. (٢) ٢. عمرو بن حمق الخزاعى. (٣)

________________

١. إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٣ ص ٤٨٨ فى ترجمة عبدالرحمن بن عفان رقم ٥٠٧٠.

٢. إبن أبى شيبة الكوفى المصنف فى الأحاديث والآثاره ج ٧ ص ٤٩٢ إبن عبدالبر الإستيعاب فى معرفة الأصحاب ج ٢ ص ٨٤٠ إبن الأثير أسد الغابة فى معرفة الصحابة ج ٣ ص ٣٠٩ وابن أثير الجزرى الكامل فى التاريخ ج ٣ ص ١٩٦.

٣. محمد بن سعد الطبقات الكبرى ج ٣ ص ٧٣ الذهبى تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج ٣ ص ٤٥٦ وابن حجر العسقلانى الإصابة فى تمييز الصحابة ج ٤ ص ٥١٤.

٢٧٧

٣. حكيم بن جبلة (١) ٤. فروة بن عمرو الأنصارى. (٢). ٥. جبلة عمرو الأنصارى. (٣) ٦. طلحة بن عبيدالله. (٤) ٧. عايشة زوجة رسوالأكرم. (٥). ولم يقل عدد المحاصرين للعثمان والمشاركين فى قتله من أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ثمانمائة صحابى كما صرح بذلك أو سعيد الخدرى حين سئل عن قتل عثمان هل شهده أحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : نعم لقد شهده ثمانمائة. (٦)

[٧٨] ٥. عن عبدالله بن عمر : كّنا نقول (ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حىّ) : أفضل أمّة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعده أبوبكر ثمّ عمر ثمّ عثمان فيسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينكره. (٧)

سند الحديث : رواه ابن عساكر فى تاريخه عن ابن عمر بعدة طرق (٨) وفى بعضه عبدالله بن عمر وقد عرفت حاله فى الحديث السابع من الفصل الثانى وفى بعضه عن الزهرى عن سالم بن عبدالله وفى طريق الأخرى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن ابن عمر.

فى مناقشة الحديث قال العلامة الامينى : هذه الرواية عمدة ما تمسك به القوم فيما وقع من الإنتخاب الدستورى فى الإسلام وقد اتخذها المتكلمون

________________

١. خليفة بن خياط تاريخ خليفة بن خياط ج ١ ص ١٨١ والزر كلى الأعلام ج ٢ ص ٢٦٩.

٢. إبن عبد البر الإستيعاب فى معرفة الأصحاب ج ٣ ص ١٢٦٠ وابن الأثير أسد الغابة فى معرفة الصحابة ج ٤ ص ١٧٩.

٣. إبن عبدالله الإستيعاب فى معرفة الأصحاب ج ١ ص ٢٣٥ الذهبى تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج ٤ ص ٢٨ وابن حجر العسقلانى الإصابة ج ١ ص ٥٦٦.

٤. الطبرى تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٤١١.

٥. الرازى المحصول ج ٤ ص ٣٤٣.

٦. إبن شبة تاريخ المدينة المنورة ج ٤ ص ١١٧٥ وابن أبى الحديد شرح نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٨.

٧. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٣٤٣ ـ ٣٤٦ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٩ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٩٥.

٨. (فى بعضه اختلاف) إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٣٤٣ ـ ٣٤٦.

٢٧٨

حجة لدى البحث عن الإمامة واتبع أثرهم المحدثون ولهم عند إخراجها تصويب وتصعيد وتبجح وابتهاج وجاء كثيرون وقد أطنبوا وأسهبوا فى القول لدى شرحها وجعلوها كحجر أساسى علواً عليها الخلافة الراشدة واحتجوا بها على صحة البيعة التى عم شومها الإسلام وحفت بهناة ووصمات وشتتت شمل المسلمين وفتت فى عضد الدين وفصمت عراه وجرت الويلات على أمة محمد حتى اليوم فلنا عندئذ أن نبسط القول ونوقت القارئ على جلية الحال ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ولله ولي التوفيق كان عبدالله بن عمر على العهد النبوى الذى ادعى أنه كان يخبر فيه فيختار فى أبان شبيته حتى أنه كان لم يبلغ الحلم فى جملة من سنيه ولذلك رده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الجهاد يوم بدر وأحد واستصغره وأجاز له يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة كما ثبت فى الصحيح وهو على جميع الأقوال فى ولادته وهجرته ووفاته لم يكن مجاوزاً العشرين يوم وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مثل هذا السن لايخير عادة فى التفاضل بين مشيخة الصحابة ووجودة الأمة ولايتخذ حكماً يمضى رأيه فى الخيرة لان الحكم الفاصل فى مثل هذا يستدعى ممارثة طويلة ووقوفاً على تجاريب متتابعة مقرونة بعقلية ناضجة وتمييز بين مقتضيات الفضيلة وعرفان لنفسيات الرجال وقوة فى النفس لايتمايل بها الهوى وابن عمر كان يفقد كل هذه لما ذكرناه من صغر سنة يوم ذاك المانع عن كل ما ذكرناه وروايته هذه أقوى شاهد على فقدانة تلكم الملكات الفاضلة.

قال أبو غسال الدورى : كنت عند على بن الجعد فذكروا عنده حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنقول خير هذه الأمة بعد النبى أبوبكر وعمر وعثمان فيبلغ النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلاينكر. فقال على بن الجعد : أنظروا

٢٧٩

إلى هذا الصبى هولم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل (١).

ومن عرف ابن عمر وقرأ صحيفة تاريخه السوداء عرفه بضئولة الرأى واتباع الهوى وبفقدانه كل تلكم الخلل يوم بلغ أشده وكبر سنة فضلاً عن عنفوان شبابه وسيوافيك نزر من آرائة السخيفة دع ابن عمر ومن لف لفه يختار ويتقول وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة وما كان لمؤمن ومؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ودع البخارى ومن حذا حذوه يصحح الباطل ولايعرف الحى من اللى واسمع لغواهم ولاتخف طغواهم ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدات السماوات والأرض ومن فيهن قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى.

قال أبو عمر فى الإستيعاب فى ترجمة على عليه‌السلام : « من قال بحديث ابن عمر : كنا نقول على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت يعنى فلا نفاضل وهو الذى أنكر ابن معين وتكلم فيه بكلام غليظ لا القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر أن علياً أفضل الناس بعد عثمان واختلف السلف أيضاً فى تفضيل على وأبى بكر وإجماع الجميع الذى وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط وأنه لايصح معناه وإن كان إسناده صحيحاً ». (٢)

وقال ابن حجر بعد ذكر محصل كلام أبى عمر هذا : « وتعقب أيضاً بأنه لايلزم من سكوتهم إذ ذاك عن تفضيله عدم تفضيله عدم تفضيله على الدوام وبأن

________________

١. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١١ ص ٣٦٣ والذهبى سير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٤٦٣.

٢. إبن عبد البر الإستيعاب فى معرفة الأصحاب ج ٣ ص ١١١٦ وابن عبدالبر الإستذكار ج ٥ ص ١٠٩.

٢٨٠