غاية المرام في شرح شرائع الإسلام - ج ١

الشيخ مفلح الصّيمري البحراني

غاية المرام في شرح شرائع الإسلام - ج ١

المؤلف:

الشيخ مفلح الصّيمري البحراني


المحقق: الشيخ جعفر الكوثراني العاملي
الموضوع : الفقه
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦

١

٢

٣

٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

مقدمة التحقيق

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين نبيّنا محمّد وعلى آله الطاهرين المعصومين ، واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين.

أما بعد : فإنه لا يخفى فضل العلم والعلماء ، وقد ورد في الحثّ على طلبه وتعظيم أهله والدخول في زمرتهم الكثير من النصوص والآثار ، ومن جملتها ما يقضي بلزوم الأخذ عن المناهل العذبة والمنابع الصافية المتمثلة بعلماء الوحي والرسالة ، أولياء الأمر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الذين أمروا النّاس بالرجوع الى رواه حديثهم ، الفقهاء العارفين بالأحكام الذين مدادهم أفضل من دماء الشهداء.

وقد ورد على هذه المشارع مئات ، بل ألوف العلماء عبر العصور ، ممن قدّموا للدين والمذهب وللانسانية جليل الخدمات ، فكانوا قدوة ونبراسا يضي‌ء طريق اللاحقين بهم السائرين على هداهم من بعدهم.

ومع هذا فقد امتاز من بين هؤلاء جماعة أحرزت قصب السبق في هذا المضمار ، فكانوا ممن يضن الزمان بأمثالهم إلا على حين فترة.

ومن أولئك العظماء العلامة الفاضل المحقق المدقق الشيخ نجم الدين

٥

جعفر بن الحسن الحلّي المعروف بالمحقق على الإطلاق والمحقق الحلي والمحقق الأول ، الذي كان له الأثر الكبير في تطوير علم الفقه وتهذيبه وتبويبه ، وقد أقرّ له بهذا كل من تأخر عنه ، ويبدو ذلك واضحا في آثاره التي يعد كتاب : «شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام» أهمها ، وقد حاز من الشهرة والرواج ما لم يتفق لكتاب في الفقه لا قبله ولا بعده ، وتداولته أيدي الطلبة والمدرسين منذ عهد مؤلّفه المتوفّى في سنة ٦٧٦ ه‍ إلى يومنا هذا. وقد وصف بأنه : (أفصح ما نهضت به إفهامهم ، وأنقح ما جرت فيه أقلامهم. قد ضمنه جميع أصول الأحكام ...).

وحسبنا ما قيل فيه انه : من أحسن المتون الفقهيّة ترتيبا ، وأجمعها للفروع ، وقد ولع به الأصحاب من لدن عصر مؤلفه إلى الآن ، ولا يزال من الكتب الدراسية في عواصم العلم الشيعية ، وقد اعتمد عليه الفقهاء خلال هذه القرون العديدة ، فجعلوا أبحاثهم وتدريساتهم فيه ، وشروحهم وحواشيهم عليه (١) انتهى. وقد تعدت تلك الشروح والحواشي المائة كما ذكر ذلك في الذريعة (٢).

ويعد الموسوم منها بـ «غاية المرام في شرح شرائع الإسلام» أولها (٣) ومن أهمها ، نظرا لمنزلة مؤلّفه العلمية ، وما يمثله في تلك الحقبة الزمنية ، وما احتواه هذا الكتاب من الفروع والتحقيقات والفوائد والتنبيهات.

ومن هنا وقع اختيارنا على هذا الكتاب لإخراجه بحلة تتناسب مع ما يمثله من قيمة علمية وتراثية ، مع تقديرنا للآثار الباقية لعلمائنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم ، وإحساسنا بضرورة إخراجها بما يتناسب مع أهميّتها والحاجة إليها.

__________________

(١) انظر الذريعة ١٣ : ٤٧.

(٢) المصدر : ٤٨.

(٣) لاحظ الأعيان ١٠ : ١٣٣.

٦

نبذة من

حياة المؤلّف رحمه‌الله.

اسمه :

هو العالم الفاضل ، والحبر الكامل ، المحقق الفقيه والمدقق النبيه العلامة الأديب الشيخ الأجل مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري البحراني.

والده :

لم تشر كتب التراجم إلى شي‌ء من أحوال والده ، وقد اختلف في اسمه ، إذ منهم من ذكره بالتصغير ، والظاهر انه ليس في محله ، يعلم ذلك بمراجعة نهايات كتب المترجم (١).

ومنها أيضا يتبين اسم الجد ، وأنه ليس «راشدا» ، وانما هو كما أثبتناه «رشيد».

نسبته :

وهو صيمري نسبة الى «صيمر البصرة» على الأرجح ، لا إلى التي بين ديار

__________________

(١) وسيأتي ذلك في ما نقلناه من الذريعة عن كتب المترجم ، وبالأخص جواهر الكلمات وكشف الالتباس ، انظر الذريعة للطهراني ٥ : ٢٧٩ ، ١٨ : ٢١.

٧

الجبل وديار خوزستان (١) ـ وإن ظهر ذلك من قول البعض (٢) ـ ولا إلى التي ادعي وجودها في البحرين ، كما نقله في أنوار البدرين عن بعض الثقات ، ونفى كون شيخنا المترجم منها ، مستشهدا بالبيتين الآتيين.

وقد انتقل شيخنا الصيمري إلى البحرين ، وسكن قرية سلم‌آباد ، ولم ينازع أحد في أنه سكن البحرين ، وقصيدته النونية ـ التي قالها بعد خروجه من البحرين ـ شاهدة على ذلك ، وفيها :

وما أسفى على البحرين لكن

لاخوان بها لي مؤمنينا

دخلنا كارهين لها فلما

ألفناها خرجنا كارهينا

وكان سبب خروجه من البحرين ـ كما يظهر من قصيدته هذه ـ هو تسلط بعض الولاة الظلمة وتعصبهم ، قال :

ألا من مبلغ الاخوان اني

رضيت بسنة الفجار فينا

فافعل مثل «فعلان» وإني

ك «جندب» للولاية قد نفينا

ثمَّ عاد إليها ثانية ، وبقي فيها حتى وفاته (٣).

ولادته :

وأما تاريخ ولادته فلم يعلم بالتحديد ، وقد خلت عنه كتب التراجم التي تعرضت له.

__________________

(١) راجع معجم البلدان ٣ : ٤٣٩ ، فقد ذكر الصيمرتين.

(٢) وترجيح صيمر البصرة لما نقله السيد محسن الأمين رحمه‌الله ، وما نقل عن الشيخ سليمان البحراني ، وكذا أحد مذهبي الآقا بزرگ في ذريعته ، وإن خالفه في الطبقات. لاحظ أعيان الشيعة ١٠ : ١٣٣ ، وأنوار البدرين ٧٥ ـ ٧٦ ، والذريعة ١٦ : ٢٠ و ١٣ : ٣٢٩ و ٤ : ٤٢٢ ، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع) : ١٣٨.

(٣) أنوار البدرين : ٧٥ والأعيان ١٠ : ١٣٣.

٨

نعم ذكر بعضهم انه توفي سنة تسعمائة وثلاث وثلاثين ، وعمره ينيف على الثمانين (١) ، فيكون مولده ما يقرب من سنة ثمانمائة وثلاث وخمسين.

والظاهر أنه سهو ، إذ أن تاريخ الوفاة المذكور ومدة الحياة هو لولده الشيخ حسين ، كما أجمعت عليه المصادر ، فراجع (٢).

مشايخه في القراءة والرواية :

لم تحدثنا المصادر عن شي‌ء يذكر من حياة شيخنا المترجم العلمية سوى أنه تلمّذ على يد العلامة الشيخ العابد جمال الناسكين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي رحمه‌الله المتوفى سنة ثمانمائة وإحدى وأربعين للهجرة (٣).

وهو يروي عن أستاذه المذكور ، كما في إجازة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي (٤).

وأما تلامذته والراوون عنه :

فحالهم في هذا كحال مشايخه ، وقد تتلمذ على يده ولده الفاضل ، العالم العابد ، المحدث الشيخ حسين رحمه‌الله الذي وصف بأنه كان كثير التلاوة والصوم والصلاة والحج ، حسن الخلق ، واسع العلم ، له كتاب «المناسك الكبير» ، كثير

__________________

(١) تنقيح المقال ٣ : ٢٤٤.

(٢) رسالة مشايخ الشيعة لتلميذ الشيخ حسين الصيمري التي نشرت في مجلة كلية الآداب ـ جامعة تبريز السنة ١٩ العدد الرابع ص ٣١٨.

وأمل الآمل ٢ : ١٠٣ ورياض العلماء ٢ : ١٧٩.

ورجال السيد بحر العلوم ٢ : ٣١٢ وتنقيح المقال ١ : ٣٤٥.

(٣) مصفى المقال : ٤٦١.

(٤) روضات الجنات ٧ : ١٦٩.

٩

الفوائد ، ورسائل أخرى ، توفي سنة تسعمائة وثلاث وثلاثين للهجرة ، وعمره يزيد على الثمانين (١).

وفي رسالة «مشايخ الشيعة» قال : الشيخ الفاضل نصير الحق والملة والدين حسين بن مفلح بن حسن : ذو العلم الواسع والكرم الناصع ،. قد استفدت منه وعاشرته زمانا طويلا ينيف على الثلاثين سنة ، فرأيت منه خلقا حسنا وصبرا جميلا ، وما رأيت منه زلة فعلها ولا صغيرة أصر عليها فضلا عن الكبيرة ، وكان له فضائل ومكرمات ، كان يختم القرآن (في كل ليلة الاثنين ، والجمعة مرة ، وكان كثير) (٢) النوافل الراتبة في اليوم والليلة ، وكثير الصوم.

ولقد حج مرارا متعددة ، تغمده الله بالرحمة والرضوان ، وأسكنه بحبوحة الجنان ، نفعنا الله به ، ومات بقرية سلم‌آباد [مسلم‌آباد] إحدى قرى البحرين ، مفتتح شهر محرّم الحرام من سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة وعمره ينيف على الثمانين ، انتهى.

وللشيخ حسين هذا مؤلفات عديدة ، ذكرها تلميذه يحيى بن عشيرة البحراني ، وننقلها عن مجموعة مخطوطة في مكتبة ملك في طهران تحت رقم ٢١٤٧ ، كلها بخط التلميذ (٣) :

١ ـ نيات الحج والعمرة.

٢ ـ المقدمات التسع في بيان وجوب القصر على رائدي مساجدي [كذا] ، وعدم جواز الجمع بين القصر والإتمام ، وذلك في فصلين.

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ١٠٣.

(٢) ما بين القوسين من الروضات.

(٣) نقلت ذلك مما استنسخه سماحة الحجة السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي حفظه الله من المجموعة.

١٠

٣ ـ رسالة في المتعة ، في إثبات نكاح المتعة بالدليل وابطال قول المخالف فيها بالدليل.

٤ ـ في الوقف والوصل في القرآن.

٥ ـ رسالة في حد البلوغ.

٦ ـ حرمة الفتوى والحكم لغير المجتهد الجامع للشرائط. قال ابن عشيرة :

أظنه له.

٧ ـ معرفة الاحكام. قال : أظنه له.

٨ ـ رسالة كشف الالتباس عن قلوب الناس في الإفتاء والاستفتاء والحكم لغير المجتهد ، ووجوب العمل بالنقل عن المجتهد الميت. قال : أظنه للشيخ حسين بن مفلح.

٩ ـ رسالة في غسل الأواني من ولوغ الكلب.

هذا ولم يصرح باسم تلميذ آخر للشيخ مفلح. نعم جاء في الذريعة : إجازة الشيخ مفلح لبعض تلاميذه ، مختصرة ، كتبها له بخطه مع نسبه المذكور على ظهر كتاب القواعد ، الذي قرأه التلميذ عليه في مجالس ، آخرها أول جمادى الأولى سنة ٨٧٣ (١).

وما ذكره بعضهم من أن المجاز هو ناصر بن إبراهيم البويهي فليس في محله ، لأن المذكور متوفى سنة ٨٥٣ وتاريخ الإجازة بعد هذا ، فيدل على أنها لم تكتب له. وذكر في الضياء اللامع انه قد رأى تلك النسخة عند حفيد اليزدي (٢).

وفاته :

لتاريخ وفاته نصيب من الغموض أيضا ، حيث أنه لم تذكر المصادر تاريخ

__________________

(١) الذريعة ١ : ٢٥١ ، وذكرها في طبقات اعلام الشيعة (الضياء اللامع) : ١٣٧.

(٢) لاحظ طبقات اعلام الشيعة : ١٤٣.

١١

الوفاة بالتحديد ، ولذا استقرب في الأعيان كون وفاته في حدود سنة تسعمائة للهجرة.

مدفنه :

وفي رسالة مشايخ الشيعة أنه مات في بلدة هرموز ، وكذا ذكر الميرزا الأفندي نقلا عن تحفة الاخوان (١) ، وتابعهم الشيخ الطهراني رحمه‌الله في الضياء اللامع (٢). وذكر كحالة أنه توفي في بلدة جرموز (٣).

وعن الشيخ سليمان البحراني : أن قبره بجنب ولده في قرية سلم‌آباد في البحرين وزرتهما مرة (٤). ومن كل ذلك يتبين أن القول بوفاته في الحلة ـ كما ذكره البغدادي (٥) ـ عار عن الصواب. نعم ذكر في الروضات : انه قدس‌سره قد سكن الحلة السيفية (٦).

ذكره الخالد :

وبقي رحمه‌الله من الخالدين ذكرا ، اقتدى بالسلف الصالح من علماء الإمامية رضوان الله تعالى عليهم ، الذين بذلوا كل غال ونفيس لنصرة الدين وإعلاء كلمة الحق بل كان قدوة حسنة لمن جاء من بعده ، فكان يظهر علمه كلما ظهرت البدع امتثالا للحديث الشريف ، متصديا للمنحرفين والمبطلين والخارجين عن

__________________

(١) رياض العلماء ٥ : ٢١٥.

(٢) طبقات اعلام الشيعة : ١٣٧.

(٣) معجم المؤلفين ١٢ : ٣١٧. وقد احتمل بعض العلماء الأفاضل ان «هرموز» تصحيف «جرموز» باعتبار ان الأولى تكتب بغير الواو أي «هرمز» ، كما تحققه من المعاجم المختصة.

(٤) لاحظ أنوار البدرين : ٧٦.

(٥) هدية العارفين ٦ : ٤٦٩.

(٦) روضات الجنات ٧ : ١٧٠.

١٢

الدين ، فلله درّة وعليه أجره ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

فعلى هذا ليس غريبا أن يثني عليه كل من ذكره ممن تأخر عنه ، فحسبه ما قيل عنه : إنه من رؤساء الطائفة المحقة ، وفتاويه كثيرة منقولة مشهورة في كتب الأصحاب (١).

وانه من أجلّة فقهائنا (٢) ، وله التصانيف الفائقة المليحة (٣).

وهو من مشاهير العلماء ، شارح الشرائع بشرح مشهور (٤) ، ووصفه تلميذ ولده ـ ابن عشيرة البحراني في رسالته «في معرفة مشايخ الشيعة» ـ ب : الشيخ الأجل مفلح. صاحب التحقيقات الباهرات ، صنف كتبا جمّة.

مؤلفاته :

له كتب متعددة جمع فيها علوما شتى ، وهي :

١ ـ إلزام النواصب ، وعدّه في رياض العلماء من تأليف ولده الشيخ حسين ، وهو مطبوع سنة ١٣٠٣ ه‍ ، وهو من كتب الإمامة ، وعدّه الشيخ الحر من الكتب التي لم يعلم مؤلفها ، وقال في كشف الحجب : ان بعض الناس نسبه الى السيد ابن طاوس ، ولكن صرّح الشيخ سليمان الماحوزي : بأنه للشيخ مفلح بن الحسن الصيمري صاحب «غاية المرام في شرح شرائع الإسلام (٥)» ، وتبعه على ذلك غيره (٦).

__________________

(١) أنوار البدرين : ٧٥.

(٢) تنقيح المقال ٣ : ٢٤٤.

(٣) لاحظ أنوار البدرين : ٧٤ ـ ٧٥ والأعيان ١٠ : ١٣٣.

(٤) رياض العلماء ٢ : ١٧٨.

(٥) الذريعة ٢ : ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ، انظر فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٧٠.

(٦) لاحظ أنوار البدرين : ٧٥.

١٣

٢ ـ التنبيه على غرائب من لا يحضره الفقيه (١) : وقد رآه صاحب الروضات ، وقال : إنه جمع فيه فتاويه [أي الصدوق] المخالفة للإجماع ، والمسائل المتروكات عند علمائنا المتأخرين ، والمرفوضات عند فقهائنا المتقدمين ، وقد اشتمل على مسائل معللات ينشرح لها الخاطر ، وغرائب ونكات يلتذ بها الناظر (٢).

٣ ـ جواهر الكلمات في العقود والإيقاعات : وهي رسالة دالة على علمه وفضله واحتياطه ، كما وصفها الشيخ الحر (٣) ، وعن الشيخ سليمان البحراني الماحوزي أنه قال في رسالته عن هذا الكتاب : مليح كثير المباحث غزير العلم ، وعنه أيضا : ان نسخة خط المؤلف كانت عندي ، فرغ منها في العاشر من جمادى الأولى سنة ٨٧٠ ه‍ ، وهو مرتب على مقدمة وبابين ، أولهما في العقود المفتقرة إلى الإيجاب والقبول ، ورتبها في تسعة عشر كتابا. والباب الثاني في الإيقاعات ، رتبها في أحد عشر كتابا ، وكتب في آخره : قد فرغ من تعليقه مصنفه ومؤلفه الفقير الى الله الغني مفلح بن حسن بن رشيد الصيمري (٤) ، ونسب للشهيد الثاني وقد نبه على خطأ هذه النسبة بعض أهل هذا الفن في مقدمته على منية المريد للشهيد الثاني فراجع (٥).

٤ ـ التبيينات في الإرث والتوريثات : رسالة في الفرائض والمواريث للشيخ مفلح. مرتب على ثلاثة أبواب وخاتمة (٦) ، وذكره أيضا في الذريعة بعنوان :

__________________

(١) الذريعة ٤ : ٤٣٨.

(٢) روضات الجنات ٧ : ١٦٩.

(٣) أمل الآمل ٢ : ٣٢٤ ، انظر التعليقة للأفندي : ٣١٩ والمقابيس للتستري : ١٤.

(٤) الذريعة ٥ : ٢٧٩.

(٥) راجع مقدمة كتاب منية المريد ص ٢٥ تحقيق الشيخ رضا مختاري.

(٦) الذريعة ٣ : ٣٣٥.

١٤

كتاب الفرائض (١).

٥ ـ عقد الجمان في حوادث الزمان ، مختصر من تاريخ اليافعي «مرآة الجنان» : وهو من مصادر أعيان الشيعة ، استنسخه السيد الأمين العاملي رحمه‌الله في طهران (٢).

٦ ـ غاية المرام في شرح شرائع الإسلام وهو هذا الكتاب ، وسيأتي تفصيل الكلام حوله.

٧ ـ كشف الالتباس عن موجز أبي العباس المشهور بـ «شرح الموجز» وهو متداول بين العلماء ، قال الشيخ الطهراني رحمه‌الله : اسم لشرح الموجز الحاوي للفتاوي ولتكاليف الناس ، تصنيف أبي العباس أحمد بن فهد الحلي. ، وهو شرح تمام ما برز من أصله ، يعني إلى آخر كتاب الزكاة رأيته. عناوينه : (قوله ـ أقول) ، وفي آخره صورة خط المؤلف بعنوان مفلح بن حسن الصيمري ، وانه فرغ من التأليف في ٢٨ رمضان ٨٧٨ (٣).

وعن الشيخ سليمان الماحوزي في رسالة تاريخ البحرين : انه قد أظهر في هذا الشرح اليد البيضاء ، وقد قرأته كثيرا (٤).

وكثيرا ما ينقل عن هذا الكتاب السيد العاملي صاحب مفتاح الكرامة في كتابه وينقل عنه أيضا الشيخ الأنصاري في طهارته وغيرهم.

٨ ـ مختار الصحاح أو مختصر الصحاح ، ذكره صاحب رسالة مشايخ الشيعة.

__________________

(١) الذريعة ١٦ : ١٤٨.

(٢) الذريعة ١٥ : ٢٨٧ ، مصفى المقال : ٤١٦ ، نقلا عن رسالة مشايخ الشيعة لتلميذ ابن المؤلف.

(٣) الذريعة ١٨ : ٢١.

(٤) الذريعة ١٤ : ٩٥.

١٥

٩ ـ منتخب الخلاف أو تلخيص الخلاف : عن رسالة مشايخ الشيعة : ان المؤلف ذكر تصانيفه في إجازته بخطه لتلميذه على ظهر القواعد تاريخها ٨٧٣ ، ومنها التلخيص ، وينقل عنه صاحب الجواهر في كتاب الذبائح وغيره (١) ، وكثيرا ما يحيل فيه الى غاية المرام.

وقد طبع الكتاب مؤخرا بعنوان : تلخيص الخلاف ، ينقل عنه الشيخ الأنصاري في مكاسبه.

١٠ ـ رسالة في تكفير ابن قرقور ، رجل من أعيان البحرين ، وارتداده بسبب تلاعبه بالشرع المقدس.

١١ ـ ورسالة في الطواف (٢).

١٢ ـ ديوان شعر في المناقب والمثالب والمراثي ذكره في الذريعة ، ثمَّ قال :

وهي ، مذكورة في الكتب والدفاتر ، دوّن أخيرا بعضها [العلامة الأديب الشاعر] الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي النجفي المتوفى سنة ١٣٧٠ ه‍ (٣).

١٣ ـ القصائد المليحة ، نسبه الى المترجم في الذريعة (٤). ويحتمل كونه الديوان السابق.

نماذج من شعره :

فمن مراثيه لأهل البيت عليهم‌السلام وذكر مثالب أعدائهم ، قوله :

أعدلك يا هذا الزمان محرم

أم الجور مفروض عليك محتم

__________________

(١) الذريعة ٢٢ : ٤٠٠ ، وج ٤ : ٤٢٢.

(٢) الذريعة ١١ : ٨٨ و ـ ١٥٥.

(٣) الذريعة ٩ : ١٠٨٩.

(٤) الذريعة ١٧ : ٨٩.

١٦

أم أنت ملوم والجدود لئيمة

فلم ترع إلا للذي هو ألوم

فشأنك تعظيم الأراذل دائما

وعرنين أرباب الفصاحة ترغم

إلى ان يقول :

أزالوهم بالقهر عن ارث جدهم

عنادا وما شاءوا أحلّوا وحرّموا

وأعظم من كل الرزايا رزية

مصارع يوم الطف أدهى وأعظم

ولم أنس سبط المصطفى وهو ظامئ

يذاد عن الماء المباح ويحرم

تموت عطاشا آل بيت محمّد

ويشرب هذا الماء ترك وديلم

أهذا الذي أوصى به سيد الورى

الم تسمعوا أم ليس في القوم مسلم

ثمَّ ينهي قصيدته بهذه الأبيات :

أيا سادتي يا آل بيت محمّد

بكم مفلح مستعصم ملتزم

فأنتم له حصن منيع وجنته

وعروته الوثقى بداريه أنتم

ألا فاقبلوا من عبدكم ما استطاعة

فعبدكم عبد مقل ومعدم

وقد نقلها في «أدب الطف» عن منتخب الطريحي (١).

وله :

الى كم مصابيح الدجى ليس تطلع

وحتام غيم الجور لا يتقشع

يقولون في أرض العراق مشعشع

وهل بقعة إلا وفيها مشعشع

فلا فرق إلا عجزهم واقتداره

وظلمهم فيما يطيقون أفظع

وأعظم من كل الرزايا رزية

مصارع آل المصطفى حيث صرعوا

أيا سادتي يا آل بيت محمّد

بكم مفلح مستعصم متمنع

وهي قصيدة طويلة اخترنا ما اختاره السيد محسن الأمين العاملي رحمه‌الله وقد نقلها في «أدب الطف» عن منتخب الطريحي أيضا (٢).

__________________

(١) أدب الطف ٥ : ١٦.

(٢) أدب الطف ٥ : ١٩.

١٧

حول الكتاب :

إن نسبة الكتاب إلى مؤلفه متفق عليها ، ولم يدع أحد وجود شرح للشرائع بهذا الاسم لغير الشيخ مفلح الصيمري ، وقد وردت تعاريف وشهادات بحق هذا الشرح تدل على قيمته العلمية وأهميته.

ويحسن الابتداء بتعريف مؤلفه الشارح من باب ان صاحب البيت أدرى بالذي فيه وان عبارته أوفى من غيرها في التعريف بالكتاب ، قال رحمه‌الله في مقدمة الشرح بعد إطرائه على كتاب الشرائع ومؤلفه :

فأحببت ان أعمل له شرحا كاشفا لتردداته ، مبينا لمبهمه ومشكلاته ، مبرزا لرموزه ونكاته ، لتزداد به رغبة الراغب ، وتعظم بإضافته إليه منفعة الطالب ، فاستخرت الله وعملت الكتاب ، راجيا من الله جزيل الثواب.

وسميته بـ «غاية المرام في شرح شرائع الإسلام» مقتصرا على إنشاء الترددات ، وإيضاح الخلافيات ، من غير إطناب في الأدلة والروايات ، مع إضافة ما يليق في الباب من الفروع والتنبيهات (١).

وفي خاتمة الكتاب ، قال :

وفضل هذا الكتاب على ما سواه أنه لم يسبق إلى مثل إيجاز لفظه وبسط معناه. ، يرجع عند الحاجة إليه ، ويعول في المهمات عليه ، لأنه اشتمل على تفصيل مجملات وإيضاح مشكلات ، وفتق مرتقات ، وفروع وتنبيهات ، لم تنهض بها المطولات ، وقصرت عنها المقصورات.

وقد نقل في الذريعة عن الشيخ سليمان الماحوزي أنه قال : قد أجاد في شرحه ، وطبق المفصل وبين الترددات ، وهو كبير في مجلدين.

__________________

(١) راجع مقدمة المؤلّف في الكتاب.

١٨

وأضاف الطهراني رحمه‌الله : وهو شرح بـ (قال ـ أقول) على مواضع تحتاج إلى الشرح (١).

وفرق فيه بين الرطلين في الزكاتين ، وفاقا لأستاذه ابن فهد الحلّي رحمه‌الله (٢).

وينقل عن هذا الكتاب جملة من الجهابذة والأعلام ، كالسيد محمّد جواد العاملي في مفتاح الكرامة والتستري في المقابيس ، والسيد الطباطبائي في رياض المسائل وهو شرحه الكبير على المختصر النافع ، والشيخ الأنصاري في كتبه الفقهيّة لا سيّما كتاب المكاسب ، وينقل آراءه الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر في موسوعته الفقهيّة «جواهر الكلام».

هذا ما أحصيناه ، وبأنفسنا تتبعناه ، وهناك جملة أخرى من الاعلام لم يسعنا تتبع كتبهم.

كل هذا يشير إلى أهمّية الكتاب ، وما يؤديه من دور مهم في تبيين دقائق الفقه ونكاته ، وشرح آراء القدماء والوقوف على مقاصدهم. وإبراز الرأي الأصوب بنظره المستقل ، وإن استدعى ذلك مناقشة بعض الاعلام ورد رأيه.

قال بعض الأفاضل عن هذا الشرح :

ويمتاز هذا الكتاب بجمال الأسلوب وسلاسة العبارة وبكثرة الفروع والتنبيهات ، والإشارة إلى مختلف الأقوال والأدلة على اختصاره ، ويظهر منه قدرة صاحبه على البيان وقوته في البحث ودقته في التفريع ، وغوره في تحقيق الحقائق ، ونباهته في التنبيه على مطالب كادت أن لا تجتمع في مؤلف قبله ، وحسن سليقته في إرجاع الفروع إلى أصولها المقررة ، هذا كله مع أدب جم خصوصا مع أعاظم الطائفة كالشهيد والسيد العميدي.

__________________

(١) الذريعة ١٦ : ٢٠.

(٢) أنوار البدرين : ٧٥.

١٩

وفي البال أن نضع مقالة حول الكتاب ومكانة مؤلفه العلمية نلحقها بأحد الأجزاء الآتية إن وفق الله لذلك ، انتهى.

نسخ الكتاب المعتمدة في التحقيق :

للكتاب نسخ كثيرة ، قد توفر لدينا ست منها ، وهي :

١ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد الگلپايگاني دام ظله ، ضمن مجموعة تحت رقم (٣٣ ـ ١٢٩) ، وهي من أول كتاب النكاح إلى آخر الديات ، أي الجزء الثاني من الكتاب جاء في أولها كتب من نسخة كتبت عن خط ولد الشارح حسين بن مفلح ، كتبها بخطه مساعد بن بديع في يوم السبت ٢٧ ربيع الأول في السنة الخامسة والسبعين والألف للهجرة ، كما جاء ذلك في خاتمتها ، ونرمز لها بـ «ي».

٢ ـ نسخة أخرى في نفس المكتبة الآنفة الذكر تحت رقم (١٨ ـ ٨٤) ، وهي من أول الكتاب إلى آخره ، كاملة في جزءين ، مجهولة الكاتب وتاريخ كتابة الجزء الأول ـ كما جاء في آخره ـ يوم الثلاثاء في شهر رمضان سنة ست وخمسين وتسعمائة ، وهي جيدة الخط ، عليها بعض التعاليق وترجمة لبعض الكلمات إلى الفارسية ، ونرمز لها بـ «ي ١».

٣ ـ نسخة مكتبة جامعة طهران المركزية ، ورقمها (٨٢١٥) ، كتبت في ربيع الأول سنة ٩٦٦ على يد ضياء الدين علي بن الحسين بن المرتضى الحسيني ، وهي كاملة من الطهارة إلى الديات ، تمتاز بجودة الخط وندرة الأخطاء ، ونرمز لها بـ «ن».

٤ ـ نسخة مكتبة المسجد الأعظم في قم ، تحت رقم (٢٣) وهي كاملة من كتاب الطهارة إلى الديات ، تاريخ نسخها الأربعاء ٧ شعبان سنة ١٠٧٤ ه‍ ، على يد طالب بن حاجي ربيع رديئة الخط مع وجود بعض الأخطاء فيها ، ونرمز لها بـ «م».

٢٠