كليات في علم الرجال

الشيخ جعفر السبحاني

كليات في علم الرجال

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٣١

مروية عن الثقات عن الائمة وكذلك جعفر بن محمد بن قولويه فانه صرح بما هو أبلغ من ذلك في أول مزاره » (١).

وذهب صاحب معجم رجال الحديث إلى ان هذه العبارة واضحة الدلالة على انه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم إلا وقد وصلت اليه من جهة الثقات من اصحابنا ، ثم أيَّد كلامه بما نقلناه عن صاحب الوسائل ، ثم قال : « ما ذكره صاحب الوسائل متين فيحكم بوثاقة من شهد علي بن إبراهيم أو جعفر بن محمد بن قولويه بوثاقته ، اللّهم إلا أن يبتلى بمعارض » (٢).

اقول : اما رواة تفسير القمي فسيوافيك الكلام في نفس الكتاب ، وانه لم يثبت ان مجموع التفسير من تأليفه ، واما ادعاء دلالة العبارة المذكورة في مقدمة « كامل الزيارات » على انه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم إلا وقد وصلت اليه من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم‌الله فيغر تام.

والحق ما استظهره المحدّث المتتبع النوري ، فقد استظهر منه انه نصّ على توثيق كل من صدر بهم سند احاديث كتابه ، لا كل من ورد في اسناد الروايات ، وبالجملة يدل على توثيق كل مشايخه لا توثيق كل من ورد في اسناد هذا الكتاب وقد صرح بذلك في موردين :

الأول : في الفائدة الثالثة من خاتمة كتابه « المستدرك » ( ج ٣ ، ص ٥٢٢ ـ ٥٢٣ ) قال : ان المهم في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فان فيه فائدة عظيمة لم تكن في من قدمنا من مشايخ الأجلة ، فانه رحمه‌الله قال في أول الكتاب : ـ وقال بعد نقل عبارته في مقدمة الكتاب على النحو الذي نقلناه ـ : « فتراه نصّاً على توثيق كل من روي عنه فيه ، بل كونه من المشهورين في الحديث والعلم ، ولا فرق في

__________________

١ ـ الوسائل : ٢٠ / ٦٨.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ١ / ٥٠.

٣٠١

التوثيق بين النص على احد بخصوصه او توثيق جمع محصورين بعنوان خاص ، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكياً ومعدلاً ».

الثاني : في الفائدة العاشرة ( ج ٣ ، ص ٧٧٧ ) وقال : « من جملة الأمارات الكلية على الوثاقة كونها من مشايخ جعفر بن قولويه في كتابه كامل الزيارات ».

وعلى أي تقدير فيدل على المختار اُمور :

١ ـ انه استرحم لجميع مشايخه حيث قال : « من اصحابنا ـ رحمهم الله برحمته ـ » ومع ذلك نرى انه روى فيه عمن لا يستحق ذلك الاسترحام ، فقد روى في هذا الكتاب عن عشرات من الواقفة والفطحية وهل يصحّ لشيخ مثل ابن قولويه أن يسترحمهم؟

٢ ـ روى في الباب الثامن في فضل الصلاة في مسجد الكوفة عن ليث بن أبي سليم وهو عامي بلا اشكال (١).

كما روى عن علي بن أبي حمزة البطائني المختلف فيه ، فقد روى عنه في هذا الكتاب في الصفحات التالية : ٦٣ ـ ٨٤ ـ ١٠٨ ـ ١١٩ ـ ٢٤٦ ـ ٢٤٨ ـ ٢٩٤.

كما روى عن حسن بن علي بن أبي حمزة البطائني في الصفحات التالية ٤٩ ـ ١٠٠.

كما روى عن عمر بن سعد في الصفحات التالية ٧١ ـ ٧٢ ـ ٩٠ ـ ٩٣ (٢).

__________________

١ ـ كامل الزيارة : ٣١ ، الباب ٨.

٢ ـ وربما يتوهم ان المراد منه هو عمر بن سعد بن أبي وقاص وليس بصحيح. كيف وهو من مشايخ نصر بن مزاحم ( المتوفّى عام ٢١٢ هـ ) وفي بعض النسخ « عمرو بن سعد » وفي آخر « عمر بن سعيد »

٣٠٢

كما روى فيه عن بعض اُمّهات المؤمنين التي لا يركن إلى حديثها ( الصفحة ٣١ ، الباب الثامن ، الحديث ١٦ ).

٣ ـ القدماء من المشايخ كانوا ملتزمين بأن لا يأخذوا الحديث إلا ممّن صلحت حاله وثبتت وثاقته ، والعناية بحال الشيخ كانت أكثر من عنايتهم بمن يروي عنه الشيخ ، قد عرفت التزام النجاشي بأن لا يروي إلا عن شيخ ثقة ، لا أن يكون جميع من ورد في سند الرواية ثقات.

ولأجل ذلك كانت الرواية بلا واسطة عن المجاهيل والضعفاء عيباً ، وكانت من أسباب الجرح ، ولم يكن نقل الرواية المشتملة على المجهول والضعيف جرحاً.

كل ذلك يؤيد ما استظهره المتتبع النوري رحمه‌الله.

ثم إن أكثر أحاديث الكتاب يرويه المؤلف عن أبيه محمد بن جعفر. قال النجاشي : « كان أبوه من خيار أصحاب سعد (١) وأصحاب سعد أكثرهم ثقات كعلي بن الحسين بن بابويه ( والد الصدوق ) ومحمد بن الحسن بن الوليد ( شيخ الصدوق ) وحمزة بن القاسم ومحمد بن يحيى العطار القمي ».

والوالد هو المدفون بقم في مقبرة « شيخان » فلاحظ.

وأما اخو المؤلف فهو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر ، ونقل عنه في الكتاب كثيراً. قال النجاشي : « روى الحديث ومات حدث السنّ لم يسمع منه ، له كتاب فضل العلم وآدابه ، أخبرنا محمد والحسين بن هديَّة ، قالا : حدثنا جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثنا أخي به » (٢).

__________________

واحتمل العلاّمة الاميني في تعاليقه ان الراوي هو عمرو بن سعيد المدائني الساباطي الثقة الراوي عن الإمام الرضا عليه‌السلام والظاهر انه عمر بن سعد من مشايخ نصر.

١ ـ رجال النجاشي : الرقم ٣١٨.

٢ ـ رجال النجاشي : الرقم ٦٨٥.

٣٠٣

وإذا كان الحقّ ما استظهره المحدث النوري ، وأن العبارة لا تدل إلا على وثاقة مشايخه فعلينا بيان مشايخه التي لا تتجاوز ٣٢ شيخاً حسب ما أنهاهم المحدّث النوري واليك اسماءهم :

١ ـ والده محمد بن قولويه الذي هو من خيار أصحاب سعد بن عبدالله ( المتوفّى عام ٢٩٩ هـ ).

٢ ـ أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسين الزعفراني نزيل بغداد.

٣ ـ ابو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي ، المعروف بالصابوني صاحب كتاب الفاخر في الفقه.

٤ ـ ثقة الاسلام الكليني.

٥ ـ محمد بن الحسن بن الوليد.

٦ ـ محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار.

٧ ـ أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي الرزاز ( ٢٣٣ ـ ٣١٦ هـ ).

٨ ـ محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري القمي.

٩ ـ الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى يروي عنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب.

١٠ ـ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه.

١١ ـ أخوه علي بن محمد بن قولويه.

١٢ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبدالله بن موسى بن جعفر الموسوي العلوي.

١٣ ـ أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقّي بن هاشم بن

٣٠٤

غالب بن محمد بن علي الرقي الانصاري.

١٤ ـ محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي الثقة صاحب النوادر.

١٥ ـ ابو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني.

١٦ ـ علي بن محمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمّار الصيرفي ( المتوفّى سنة ٣٣٢ هـ ).

١٧ ـ أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القمّي الذي يروي عنه الكليني.

١٨ ـ أبو علي محمد بن همّام بن سهيل الكاتب البغدادي ، شيخ الطائفة ووجهها المولود بدعاء العسكري عليه‌السلام ( المتوفّى سنة ٣٣٢ هـ ).

١٩ ـ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني ( المتوفّى سنة ٣٨٥ هـ ).

٢٠ ـ القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني وكيل الناحية المقدسة بهمدان.

٢١ ـ الحسن بن زبرقان الطبري.

٢٢ ـ أبو عبدالله الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الاشعري القمي ، الذي أكثر الكليني من الرواية عنه.

٢٣ ـ أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الاشعري القمي ( المتوفّى سنة ٣٠٦ هـ ).

٢٤ ـ أبو عيسى عبيدالله بن فضل بن محمد بن هلال الطائي البصري ، وفي بعض النسخ « عبدالله ».

٢٥ ـ حكيم بن داود بن حكيم يروي عن سلمة بن خطاب.

٣٠٥

٢٦ ـ محمد بن الحسين وفي بعض المواضع ، الحسن بن مث الجوهري.

٢٧ ـ محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب.

٢٨ ـ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار.

٢٩ ـ ابو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب.

واحتمل المحدث النوري اتحاده مع سابقه بل اتحاد الثلاثة الواردة في الارقام ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩.

٣٠ ـ ابو عبدالله الحسين بن علي الزعفراني.

٣١ ـ ابو الحسين أحمد بن عبدالله بن علي الناقد.

٣٢ ـ ابو الحسن محمد بن عبدالله بن علي. (١)

__________________

١ ـ مستدرك الوسائل : ٣ / ٥٢٣.

٣٠٦

٦ ـ ما ورد في اسناد تفسير القمي

٣٠٧
٣٠٨

ربما يستظهر ان كل من وقع فى اسناد روايات تفسير علي بن إبراهيم المنتهية إلى المعصومين عليهم‌السلام ثقة ، لأن علي بن إبراهيم شهد بوثاقته ، واليك عبارة القمي في ديباجة تفسيره قال : « نحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب رعايتهم ، ولا يقبل العمل إلا بهم » (١).

وقال صاحب الوسائل : « قد شهد علي بن إبراهيم أيضاً بثبوت احاديث تفسيره ، وأنها مروية عن الثقات عن الائمة » (٢).

وقال صاحب معجم رجال الحديث معترفاً بصحة استفادة صاحب الوسائل : « ان علي بن إبراهيم يريد بما ذكره ، اثبات صحة تفسيره وان رواياته ثابتة وصادرة من المعصومين عليهم‌السلام وأنها انتهت اليه بوساطة المشايخ والثقات من الشيعة ، وعلى ذلك فلا موجب لتخصيص التوثيق بمشايخه الذين يروي عنهم علي بن إبراهيم بلا واسطة ، كما زعمه بعضهم » (٣).

__________________

١ ـ تفسير علي بن إبراهيم القمي : ١ / ٤.

٢ ـ الوسائل : ٢٠ / ٦٨ ، الفائدة السادسة.

٣ ـ معجم رجال الحديث : ١ / ٤٩ ـ ٥٠ ، المقدمة الثالثة.

٣٠٩

وتحقيق الحق يستدعي بيان أمور :

١ ـ ترجمة القمي

إن علي بن إبراهيم بن هاشم احد مشايخ الشيعة في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع ، وكفى في عظمته أنه من مشايخ الكليني ، وقد أكثر في الكافي الرواية عنه ، حتى بلغ روايته عنه سبعة آلاف وثمانية وستين مورداً (١) وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة آلاف ومائة واربعين مورداً (٢).

وعرفه النجاشي بقوله : « علي بن إبراهيم ، ابو الحسن القمي ، ثقة في الحديث ، ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر وصنف كتباً » (٣).

وقال الشيخ الطوسي في الفهرست : « علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، له كتب : منها كتاب التفسير ، وكتاب الناسخ والمنسوخ » (٤).

٢ ـ مشايخه

١ ـ إبراهيم بن هاشم ورواياته عنه تبلغ ستّة آلاف ومائتين وأربعة عشر مورداً.

٢ ـ صالح بن السندي ورواياته عنه تبلغ ثلاثة وستّين مورداً.

٣ ـ محمد بن عيسى ورواياته عنه تبلغ اربعمائة وستّة وثمانين مورداً.

٤ ـ محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ورواياته عنه تبلغ اثنين وثمانين مورداً.

٥ ـ هارون بن مسلم ورواياته عنه تبلغ ثلاثة وثمانين مورداً.

__________________

١ ـ معجم رجال الحديث : ١٨ / ٥٤ في ترجمة الكليني ، الرقم ١٢٠٣٨.

٢ ـ معجم رجال الحديث : ١١ / ١٩٤ في ترجمته ، الرقم ٧٨١٦.

٣ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ ، الرقم ٦٨٠.

٤ ـ الفهرست : ١١٥ ، الرقم ٣٨٢.

٣١٠

إلى غير ذلك من المشايخ التي ذكرها صاحب معجم رجال الحديث في الجزء ١١ ، الصفحة ١٩٥.

٣ ـ طبقته في الرجال

كان في عصر أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام وبقي إلى سنة ٣٠٧ فانه روى الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم سنة ٣٠٧ (١).

وحمزة بن محمد ترجمه الشيخ في باب من لم يرو عنهم ، بقوله : « حمزة بن محمد القزويني العلوي ، يروي عن علي بن إبراهيم ونظرائه وروى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه » (٢).

وفي بعض أسانيد « الامالي » و « كمال الدين » هكذا : حدثنا حمزة بن محمد ـ إلى قوله : « بقم في رجب ٣٣٩ قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتبه إليّ في سنة سبع وثلاثمائة ».

٤ ـ تعريف للتفسير

التفسير المنسوب إلى القمي تفسير روائي ، وربما جاءت فيها أنظار عن نفس علي بن إبراهيم بقوله : قال علي بن إبراهيم ...

أورد في أول تفسيره مختصراً من الروايات المبسوطة المسندة المروية عن الامام الصادق عليه‌السلام عن جدّه أمير المؤمنين عليه‌السلام في بيان أنواع علوم القرآن.

ثم إن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني ، تلميذ ثقة الاسلام

__________________

١ ـ عيون اخبار الرضا عليه‌السلام : ١٦١ ، الطبعة القديمة.

٢ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٤٦٨ ـ ٤٦٩ في باب من لم يرو عنهم.

٣١١

الكليني ، مؤلف كتاب « الغيبة » رواها باسناده إلى الامام ، وجعلها مقدمة تفسيره ، وقد دوّنت تلك المقدمة مفردة مع خطبة مختصرة وسميت « المحكم والمتشابه » وطبع في ايران ، وربما ينسب إلى السيّد المرتضى ، وطبع تلك المقدمة مع تفسير القمي تارة ، ومستقلة اُخرى ، وأوردها بتمامها العلاّمة المجلسي في مجلد القرآن من « البحار » (١).

وقد ابتدأ القمي بنقل تلك الروايات مع حذف السند بقوله : « فأما الناسخ والمنسوخ فان عدة النساء كانت في الجاهلية ... » (٢).

٥ ـ الراوي للتفسير او من املي عليه

يروي التفسير عن علي بن إبراهيم ، تلميذه ابو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليه‌السلام.

ومع الأسف ، إنه لم يوجد لراوي التفسير ( العباس بن محمد ) ذكر في الاُصول الرجالية ، بل المذكور فيها ترجمة والده المعروف بـ « محمد الأعرابي » وجدّه « القاسم » فقط. فقد ترجم والده الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام بعنوان محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى العلوي (٣).

قال شيخنا الطهراني : « وترجم أبو عمرو الكشّي جدّه بعنوان « القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر » وذكر أنه يروي عن أبي بصير ، ويروي عنه أبو عبدالله محمد بن خالد البرقي » (٤).

__________________

١ ـ البحار : ٩٠ / ١ ـ ٩٧ ، طبعة بيروت ، والجزء ٩٣ ، طبعة ايران.

٢ ـ تفسير القمي : ١ / ٢٦ ـ ٢٧.

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٢٤ في اصحاب الهادي حرف الميم ، الرقم ٤١.

٤ ـ كذا في الذريعة ولم نجده في رجال الكشي المطبوع بالعراق مثل ما في المتن ، ولم يعنونه مستقلاً وانما جاء اسمه في ترجمة ابي عبدالله بن خالد هكذا : قال نصر بن الصباح : لم يلق البرقي ابا بصير بل بينهما قاسم بن حمزة.

٣١٢

وأما العباس فقد ترجم في كتب الانساب ، فهو مسلم عند النسّابين وهم ذاكرون له ولأعمامه ولاخوانه ولأحفاده عند تعرضهم لحمزة بن الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام.

فقد ذكر شيخنا المجيز الطهراني أنه رأى ترجمته في المجدي ، وعمدة الطالب ص ٢١٨ من طبع لكنهو ، وبحر الانساب ، والمشجّر الكشاف ، والنسب المسطر المؤلف في حدود ٦٠٠ هـ ، فعندما ذكر عقب محمد الاعرابي بن القاسم بن حمزة بن موسى عليه‌السلام ، ذكروا أن محمداً هذا أعقب من خمسة بنين موسى ، وأحمد المجدور ، وعبدالله ، والحسين أبي زبية ، والعباس ، وذكروا من ولد العباس ، ابنه جعفر بن العباس ، ثم ابن جعفر زيداً الملقّب بـ « زيد سياه » ...

وذكر مؤلف « النسب المسطر » ( المؤلف بين ٥٩٣ ـ ٦٠٠ هـ ) أعقاب العباس. قال : « وأما العباس بطبرستان ابن محمد الاعرابي فله أولاد بها منهم جعفر وزيد والحسن ولهم أعقاب ، ويظهر من « النسب المسطر » أنه نزل بطبرستان ولأولاده الثلاثة أعقاب بها وكانت طبرستان في ذلك الأوان مركز الزيدية » (١).

٦ ـ التفسير ليس للقمي وحده

إن التفسير المتداول المطبوع كراراً (٢) ليس لعلي بن إبراهيم وحده ، وإنما هو ملفّق مما أملاه علي بن إبراهيم على تلميذه أبي الفضل العباس ، وما رواه التلميذ بسنده الخاصّ عن أبي الجارود من الإمام الباقر عليه‌السلام.

__________________

١ ـ الذريعة : ٤ / ٣٠٨ ، بتصرف وتلخيص.

٢ ـ طبع على الحجر تارة سنة ١٣١٣ واخرى مع تفسير الإمام العسكري ، وطبع اخيراً على الحروف في جزءين.

٣١٣

وإليك التعرف على أبي الجارود وتفسيره :

أما ابو الجارود ; فقد عرفه النجاشي بقوله : « زياد بن المنذر ، أبو الجارود الهمداني الخارفي الأعمى ، ... كوفي ، كان من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام. وروى عن أبي عبدالله عليه‌السلام وتغيَّر لما خرج زيد ( رضي الله عنه ) وقال أبو العباس ابن نوح : هو ثقفي ، سمع عطية ، وروى عن ابي جعفر ، وروى عنه مروان بن معاوية وعلي بن هاشم بن البريد يتكلمون فيه ، قاله البخاري » (١).

وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه‌السلام : « زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني ، الحوفيّ الكوفيّ تابعي زيدي أعمى ، اليه تنسب الجارودية منهم ».

والظاهر أن الرجل كان إمامياً ، لكنه رجع عندما خرج زيد بن علي فمال اليه وصار زيدياً. ونقل الكشي روايات في ذمّه (٢) ، غير أن الظاهر من الروايات التي نقلها الصدوق ، رجوعه إلى المذهب الحق (٣).

وأما تفسيره فقد ذكره النجاشي والشيخ وذكرا سندهما اليه ، واليك نصّهما : فقال الأول : « له كتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر عليه‌السلام. أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي ، قال : حدثنا ابو سهل كثير بن عياش القطان ، قال : حدثنا أبو الجارود بالتفسير » (٤).

__________________

١ ـ رجال النجاشي : الرقم ٤٤٨.

٢ ـ رجال الطوسي : ١٢٢ في اصحاب الباقر عليه‌السلام الرقم ٤ ، وفي الصفحة ١٩٧ في اصحاب الصادق عليه‌السلام الرقم ٣١.

٣ ـ رجال الكشي : ١٩٩ ، الرقم ١٠٤.

٤ ـ معجم رجال الحديث : ٧ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ وقد نقل الروايات الدالة على رجوعه.

٣١٤

فالنجاشي يروي التفسير بواسطة عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة وهو أيضاً زيدي.

كما أن الشيخ يروي التفسير عن ابن عقدة بواسطتين. قال : « وأخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون ، عن ابي بكر الدوري ، عن ابن عقدة ، عن ابي عبدالله جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن كثير بن عياش القطان وكان ضعيفاً وخرج أيام أبي السَّرايا معه فأصابته جراحة ، عن زياد بن المنذر أبي الجارود ، عن ابي جعفر الباقر عليه‌السلام » (١).

إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا الفضل الراوي لهذا التفسير قد روى في هذا التفسير روايات عن عدّة من مشايخه.

١ ـ علي بن إبراهيم ، فقد خصّ سورة الفاتحة والبقرة وشطراً قليلاً من سورة آل عمران بما رواها عن علي بن إبراهيم عن مشايخه.

قال قبل الشروع في تفسير الفاتحة : « حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، قال : حدثنا ابو الحسن علي بن إبراهيم ، قال : حدثني ابي رحمه‌الله ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ».

ثم ذكر عدة طرق لعلي بن إبراهيم (٢).

وساق الكلام بهذا الوصف إلى الآية ٤٥ من سورة آل عمران ، ولمّا وصل إلى تفسير تلك الآية ، أي قوله سبحانه : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين ) أدخل في التفسير ما أملاه الإمام الباقر عليه‌السلام لزياد بن

__________________

١ ـ الفهرست : الرقم ٢٩٣.

٢ ـ تفسير القمي : ١ / ٢٧ ، الطبعة الاخيرة.

٣١٥

المنذر ابي الجارود في تفسير القرآن ، وقال بعد ذكر الآية : « حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ( المراد به أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة وهو زيدي من قبيلة همدان اليمن ) قال : حدثنا جعفر بن عبدالله ( المراد المحمدي ) قال : حدثنا كثير بن عياش ، عن زياد بن المنذر ابي الجارود ، عن ابي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام » (١).

وهذا السند بنفسه السند الذي يروي به النجاشي والشيخ تفسير ابي الجارود ، ولما كان الشيخ والنجاشي متأخرين من جامع التفسير ، نقل النجاشي عن أحمد بن محمد الهمداني ( ابن عقدة ) بواسطة عدّة من أصحابنا ، ونقل الشيخ عنه أيضاً بواسطة شخصين وهما : أحمد بن عبدون وأبو بكر الدوري عن ابن عقدة.

وبهذا تبين ان التفسير ملفق من تفسير علي بن إبراهيم وتفسير ابي الجارود ، ولكل من التفسيرين سند خاص ، يعرفه كل من راجع هذا التفسير ، ثم انه بعد هذا ينقل عن علي بن إبراهيم كما ينقل عن مشايخه الأُخر إلى آخر التفسير.

وبعد هذا التلفيق ، كيف يمكن الاعتماد على ما ذكر في ديباجة الكتاب لو ثبت كون الديباجة لعلي بن إبراهيم نفسه؟

فعلى ذلك فلو اخذنا بهذا التوثيق الجماعي ، يجب ان يفرق بين ما روى الجامع عن نفس علي بن إبراهيم ، وما روى عن غيره من مشايخه ، فان شهادة القمي تكون حجة في ما يرويه نفسه ، لا ما يرويه تلميذه من مشايخه.

ثم ان الاعتماد على هذا التفسير بعد هذا الاختلاط مشكل جداً ، خصوصاً مع ما فيه من الشذوذ في المتون.

__________________

١ ـ تفسير القمي : ١ / ١٠٢ ، الطبعة الاخيرة.

٣١٦

وقد ذهب بعض اهل التحقيق إلى ان النسخة المطبوعة تختلف عما نقل عن ذلك التفسير في بعض الكتب ، وعند ذلك لايبقى اعتماد على هذا التوثيق الضمني ايضاً ، فلا يبقى اعتماد لا على السند ولا على المتن.

ثم ان في الهدف من التلفيق بين التفسيرين احتمالاً ذكره شيخنا المجيز الطهراني ، وهو أنّ طبرستان في ذلك الاوان كانت مركز الزيدية ، فينقدح في النفس احتمال ان نزول العباس ( جامع التفسير ) اليها ، انما كان لترويج الحق بها ، ورأى من الترويج ، السعي في جلب الرغبات إلى هذا التفسير ( الكتاب الديني المروي عن اهل البيت عليهما‌السلام ) الموقوف ترويجه عند جميع اهلها على ادخال بعض ما يرويه ابو الجارود عن الإمام الباقر عليه‌السلام في تفسيره ، المرغوب عند الفرقة العظيمة من الزيدية الذين كانوا يسمون بالجارودية ، نسبة اليه » (١).

ثم ان مؤلف التفسير كما روى فيه عن علي بن إبراهيم ، روى عن عدّة مشايخ أُخر استخرجها المتتبع الطهراني في تعليقته على كتابه القيم « الذريعة إلى تصانيف الشيعة » واليك بيان بعضها :

٢ ـ محمد بن جعفر الرزاز : قال ( راوي التفسير ) : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى ( ما اصاب من مصيبة ... ) (٢).

ومحمد بن جعفر بن محمد بن الحسن الرزاز هو شيخ ابي غالب الزراري ( المتوفّى عام ٣٦٨ هـ ) وشيخ ابن قولويه المعروف ( المتوفّى عام ٣٦٧ هـ أو ٣٦٩ هـ ) فلا يمكن ان يكون القائل بقوله : « حدثنا » هو علي بن إبراهيم.

__________________

١ ـ الذريعة : ٤ / ٣٠٨.

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٥١ سورة الحديد.

٣١٧

والرزاز يروي عن مشايخ كثيرين.

منهم خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب ( المتوفّى عام ٢٦٢ هـ ).

ومنهم ابو جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري صاحب « نوادر الحكمة » فقد صرح النجاشي برواية الرزاز عنه.

٣ ـ ابو عبدالله الحسين بن محمد بن عامر الأشعري : قال ( راوي التفسير ) : اخبرنا الحسين بن محمد بن عامر الأشعري ، عن المعلى بن محمد البصري عن ابن ابي عمير ، عن ابي جعفر الثاني عليه‌السلام في قوله تعالى : ( يا أيّها الَّذين آمنوا أوفوا بالعقود ) (١).

والحسين بن محمد بن عامر يروي تفسير المعلى البصري عنه ، وقد اكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي ، ويروي عنه علي بن بابويه ( المتوفّى عام ٣٢٩ هـ ) وابن الوليد ( المتوفّى عام ٣٤٣ هـ ) وابن قولويه المتوفي عام ٣٦٩ هـ ).

٤ ـ ابو علي محمد بن ابي بكر همام بن سهيل : قال ( راوي التفسير : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا القاسم بن ربيع ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل ، عن جابر ، عن ابي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) (٢).

وابو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب الاسكافي ( المتوفّى عام ٣٣٦ ، كما ضبطه تلميذه التلعكبري ) يروي عنه ابن قولويه في كامل الزيارات وابو عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني ، تلميذ الكليني في كتاب « الغيبة ».

__________________

١ ـ تفسير القمي : ١ / ١٦٠ سورة المائدة.

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ١٠٤ سورة النور.

٣١٨

وقد ذكر شيخنا المجيز الطهراني ثلّة ممَّن روى عنه جامع التفسير واليك اسماء بعضهم على وجه الاجمال.

١ ـ أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القمي الراوي عن أحمد بن ابي عبدالله البرقي.

٢ ـ الشيخ ابو علي أحمد بن ادريس بن أحمد الأشعري القمي ( المتوفّى ٣٠٦ هـ ).

٣ ـ الشيخ ابو عبدالله محمد بن أحمد بن ثابت ، الراوي عن الحسن بن محمد بن سماعة ( المتوفّى عام ٢٦٣ هـ ).

٤ ـ ابو جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري القمي ، الراوي عن ابيه كتاب « قرب الاسناد ».

٥ ـ محمد بن ابي عبدالله ، وهو ابو الحسين محمد بن عون الأسدي ( المتوفّى ٣١٢ هـ ) وهو من مشايخ الكليني.

٦ ـ حميد بن زياد النينوائي ( المتوفّى ٣١٠ هـ ) وهو أيضاً من مشايخ الكليني.

٧ ـ الحسن بن علي بن مهزيار ، عن ابيه علي.

٨ ـ ابو القاسم الحسني الراوي لتفسير الفرات عن مؤلفه ، وفرات وعلي بن إبراهيم كانا متعاصرين.

إلى غير ذلك من المشايخ الذين يروي عنهم في هذا التفسير ، مع انه لم يوجد رواية علي بن إبراهيم عن احد من هؤلاء في جميع رواياته المروية عنه في الكافي وغيره (١).

__________________

١ ـ لاحظ الذريعة : ٤ / ٣٠٢ ـ ٣٠٧.

٣١٩

عندئذ لا يصح القول بأن كل ما ورد في اسناد تفسير علي بن إبراهيم القمي ثقات بتوثيق المؤلف في ديباجة الكتاب ، لما عرفت ان التفسير ملفق مما رواه جامع التفسير عن علي بن إبراهيم ، عن مشايخه إلى المعصومين عليهم‌السلام ومما رواه عن عدة من مشايخه عن مشايخهم إلى المعصومين عليهم‌السلام.

اضف إلى ذلك انه لا يمكن القول بأن مراد القمي من عبارته : « رواه مشايخنا وثقاتنا » كل من وقع في سنده إلى ان ينتهي إلى الإمام ، بل الظاهر كون المراد خصوص مشايخه بلا واسطة ، ويعرف عنه عطف « وثقاتنا » على « مشايخنا » الظاهر في الأساتذة بلا واسطة ، ولما كان النقل عن الضعيف بلا واسطة من وجوه الضعف ، دون النقل عن الثقة إذا روى عن غيرها خص مشايخه بالوثاقة ليدفع عن نفسه سهم النقد والاعتراض ، كما ذكرنا في مشايخ ابن قولويه ، وإلا فقد ورد في اسناد القمي من لا يصح الاعتماد عليه من اُمّهات المؤمنين فلاحظ.

٣٢٠