أسباب نزول القرآن

أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي

أسباب نزول القرآن

المؤلف:

أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي


المحقق: كمال بسيوني زغلول
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٨

محمد بن إسماعيل الأَحْمَسِي ، حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا أشعث السَّمَّان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، قال :

كنا نصلي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في السفر في ليلة مظلمة ، فلم ندر كيف القبلة ، فصلى كل رجل منا على حِيَالِه ، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

ومذهب ابن عمر : أن الآية نازلة في التطوع بالنافلة.

٥٩ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، حدَّثنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ، حدَّثنا أبو أسامة ، عن عبد الملك بن سليمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ، قال : أنزلت : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك ، في التطوع.

٦٠ ـ وقال ابن عباس في رواية عطاء : إن النجاشي توفي فأتى جبريل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إن النجاشي توفي فصلّ عليه ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أصحابه أن يحضروا ، وصفّهم ثم تقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال لهم : إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي وقد توفي ، فصلوا عليه. فصلّى رسول الله [وهم عليه]. فقال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في أنفسهم : كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي لغير قبلتنا. وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة. فأنزل الله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

__________________

[٥٩] إسناده صحيح : أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين (٣٣ ، ٣٤ / ٧٠٠) ص ٤٨٦ ـ والترمذي في التفسير (٢٩٥٨) وقال : هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في التفسير (١٧) وفي الصلاة (١ / ٢٤٤) والبيهقي في السنن (٢ / ١٢) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٦) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١).

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٠٩) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والنحاس والطبراني والبيهقي.

[٦٠] بدون إسناد.

٤١

٦١ ـ ومذهب قتادة : أن هذه [الآية] منسوخة بقوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء الخراساني. وقال : أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) قال : فصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نحو بيت المقدس ، وترك البيت العتيق ، ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق.

٦٢ ـ وقال في رواية [علي] بن أبي طلحة الوَالبيّ : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لما هاجر إِلى المدينة ـ وكان أكثر أهلها اليهود ـ أمره الله أن يستقبل بيت المقدس.

ففرحت اليهود ، فاستقبلها بضعة عشر شهراً. وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يحب قبلة إبراهيم ، فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا : ما وَلَّاهُمْ عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

[٢٩]

قوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) .... [١١٦].

٦٣ ـ نزلت في اليهود حيث قالوا : عزير ابن الله ، وفي نصارى نجران حيث قالوا : المسيح ابن الله ، وفي مشركي العرب [حيث] قالوا : الملائكة بنات الله.

[٣٠]

قوله تعالى : (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ). [١١٩].

٦٤ ـ قال ابن عباس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال ذات يوم : ليت شعري ما فعل

__________________

[٦١] ذكره المصنف بدون إسناد : وقد أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه البيهقي في السنن (٢ / ١٢) من طريق عطاء عن ابن عباس.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٠٨) لأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٢] ابن أبي طلحة : هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس. فيكون الإسناد منقطع.

وقد أخرجه البيهقي من طريق ابن أبي طلحة (٢ / ١٢) وأخرجه ابن جرير من نفس الطريق (١ / ٣٩٩)

[٦٤] بدون إسناد ـ وقد رُوي من وجه مرسل عن محمد بن كعب القرظي بسند ضعيف وهو عند ابن جرير في تفسير هذه الآية وفي إسناده عند موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر (١ / ١١١) وقال هذا مرسل ضعيف الإسناد.

٤٢

أبواي! فنزلت هذه الآية. وهذا على قراءة من قرأ : (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) جَزْماً.

٦٥ ـ وقال مقاتل : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا. فأنزل الله تعالى : (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ).

[٣١]

قوله تعالى : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى) الآية. [١٢٠].

قال المفسرون : إنهم كانوا يسألون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الهدنة ، ويطمعونه أنه إن هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٦ ـ قال ابن عباس : هذا في القبلة ، وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصليَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى قبلتهم. فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم ويئسوا منه أن يوافقهم على دينهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٢]

قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ). [١٢١].

٦٧ ـ قال ابن عباس ـ في رواية عطاء والكلبي ـ : نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل الشام.

٦٨ ـ وقال الضحاك : نزلت فيمن آمن من اليهود.

٦٨١ م ـ وقال قتادة وعكرمة : نزلت في [أصحاب] محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

[٦٥] مرسل.

[٦٦] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٤) والدر (١ / ١١١) وعزاه للثعلبي.

[٦٧] بدون إسناد.

[٦٨] بدون إسناد وهو مرسل.

[٦٨١] م مرسل.

٤٣

[٣٣]

قوله تعالى : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) الآية. [١٣٣].

٦٩ ـ نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألست تعلم أَنَّ يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟

[٣٤]

قوله تعالى : (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا). [١٣٥].

٧٠ ـ قال ابن عباس : نزلت في رؤوس يهود المدينة : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الصيف [ووهب بن يهوذا] وأبي ياسر بن أخْطَبَ ، وفي نصارى أهل نجران. وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين ، كلّ فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها. فقالت اليهود : نبينا موسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا التوراة أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان. وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن.

وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا فلا دين إلَّا ذلك. وَدَعوْهم إلى دينهم.

[٣٥]

قوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً). [١٣٨].

٧١ ـ قال ابن عباس : إن النصارى كان إذا وُلِدَ لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة

__________________

[٧٠] بدون إسناد.

[٧١] ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية حديثاً رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من رواية أشعث بن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إن بني إسرائيل قالوا : يا رسول الله هل يصبغ ربك؟ فقال : اتقوا الله فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصبغ ربك؟ فقل نعم أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغي ، وأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً).

وقال ابن كثير : كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعاً وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوفاً وهو أشبه إن صح إسناده والله أعلم أ. ه.

٤٤

أيام صبغوه في ماء لهم يقال له : المعمودي ، ليطهروه بذلك ، ويقولون : هذا طهور مكان الختان. فإذا فعلوا ذلك [قالوا : الآن] صار نصرانيا حقَّاً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٦]

قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) الآية. [١٤٢].

نزلت في تحويل القبلة.

٧٢ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، وأخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن محمد بن مصعب ، حدَّثنا يحيى بن حكيم ، حدَّثنا عبد الله بن رجاء ، حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إِسحاق ، عن البَرَاء قال :

لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ـ وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يحب أن يُوَجّه نحو الكعبة ـ فأنزل الله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) إلى آخر الآية. وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قال الله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) إلى آخر الآية.

رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء.

[٣٧]

قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) ... [١٤٣].

__________________

قلت : عزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤١) لابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس مرفوعاً ، ولابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة عن ابن عباس موقوفاً ، والله أعلم.

[٧٢] إسناده صحيح : أخرجه البخاري في الصلاة (٣٩٩) وفي أخبار الآحاد (٧٢٥٢) وأخرجه الترمذي في الصلاة (٣٤٠).

وفي التفسير (٢٩٦٢) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه البيهقي في السنن (٢ / ٢) وابن حبان (٣ / ١٠٨ إحسان) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٩).

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤١) لابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبي داود في ناسخه والترمذي والنسائي وابن جرير وابن حبان والبيهقي.

٤٥

٧٣ ـ قال ابن عباس في رواية الكلبي : كان رجال من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أسعد بن زُرَارة ، وأبو أمَامَةَ أحَدُ بني النّجار ، والبَرَاء بن مَعْرُور أحد بني سلمة ، وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا : يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى ، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) الآية.

[٣٨]

ثم قال : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ). [١٤٤].

وذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال لجبريل عليه‌السلام : وَدِدْتُ أَنَّ الله تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها ـ وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم ـ فقال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً ، فسل ربك أن يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم. ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا علي بن عمر

__________________

[٧٣] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه الترمذي في تفسيره (٢٩٦٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود في السنة (٤٦٨٠) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٩) عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (٢ / ١١) وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤٦) لوكيع والفريابي والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم.

[٧٤] أخرجه ابن ماجة في كتاب الصلاة (١٠١٠) وابن جرير (٢ / ٣) كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش به. وقد وقع عند ابن ماجة ثمانية عشر شهراً وعند ابن جرير سبعة عشر شهراً وهذا الاضطراب من أبي بكر بن عياش فإنه سيئ الحفظ قال ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (١ / ٩٧) وقد أشار المصنف إلى أن البخاري قد أخرجه عن أبي نعيم وهي عند البخاري في كتاب التفسير (٤٤٨٦) وفيها : فأنزل الله (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ).

وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (١١ / ٥٢٥) ص ٣٧٤.

٤٦

الحافظ ، حدَّثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدَّثنا أبو هشام الرفاعي ، حدَّثنا أبو بكر ابن عياش ، حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء قال :

صلينا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد قدومه المدينة ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس ، ثم علم الله عزوجل هوى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) الآية ، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص.

ورواه البخاري عن أبي نعيم عن زهير ، كلاهما عن أبي إسحاق.

[٣٩]

قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) ... الآية. [١٤٦].

٧٥ ـ نزلت في مؤمني أهل الكتاب : عبد الله بن سَلّام وأصحابه ، كانوا يعرفون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بنعته وصفته ومبعثه في كتابهم ، كما يعرف أحدهم ولده إِذا رآه مع الغلمان.

قال عبد الله بن سلام : لأنا [كنت] أَشدَّ معرفة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مني بابني. فقال له عمر بن الخطاب : وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال : لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً يقيناً ، وأنا لا أشهد بذلك على ابني ، لأني لا أدري ما أحدث النساء. فقال عمر : وفقك الله يا ابن سلام.

[٤٠]

قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) الآية. [١٥٤].

٧٦ ـ نزلت في قتلى بدر [من المسلمين] ، وكانوا بضعة عشر رجلاً : ثمانيةً

__________________

[٧٥] ذكره المصنف بدون إسناد. وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤٧) للثعلبي من طريق السدي الصغير عن الكلبي ـ وهذا الإسناد واه.

[٧٦] ذكره المصنف بدون إسناد ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٥٥) لابن مندة في المعرفة من طريق السدي الصغير عن الكلبي. وهو إسناده واه.

٤٧

من الأنصار ، وستة من المهاجرين : وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله : مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها. فأنزل الله هذه الآية.

[٤١]

قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) الآية. [١٥٨].

٧٧ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدَّثني مصعب بن عبد الله الزُّبَيْرِي ، حدَّثنا مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

أنزلت هذه الآية في الأنصار ، كانوا يحجون لِمَنَاةَ ، وكانت مناة حَذْوَ قُدَيْدٍ وكانوا يتحرَّجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة. فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك.

٧٨ ـ وأخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل العسكري ، حدَّثنا يحيى وعبد الرحمن ، عن هشام ، عن أبيه عن عائشة ، قالت :

__________________

[٧٧] أخرجه البخاري في الحج (١٧٩٠) وفي كتاب التفسير (٤٤٩٥).

وأخرجه أبو داود في الحج (١٩٠١).

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٩) ومالك في الموطأ ص ٣٧٣ وابن جرير (٢ / ٣١) من طريق مالك به.

وأخرجه مسلم في الحج (٢٦١ / ١٢٧٧) ص ٩٢٩ والترمذي في التفسير (٢٩٦٥) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به ، وأخرجه أحمد (٦ / ١٦٢ ، ٢٢٧) من طريق عروة به. والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٠) من طريق هشام به ، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف (ص ٩٩ ، ١٠٠) من طريق هشام به.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٥ / ٩٦) من طريق مالك به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٥٩) لمسلم وابن أبي حاتم ، وهو عند مسلم (٢٦١ / ١٢٧٧) ص ٩٢٩ من طريق عروة به.

[٧٨] الرواية التي أشار إليها المصنف في مسلم : أخرجها في كتاب الحج (٢٦٠ / ١٢٧٧) ص ٩٢٨ ، وابن ماجة ٢٩٨٦ من طريق أبي أسامة به.

٤٨

أنزلت هذه الآية في ناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا [أهلوا] لمناة في الجاهلية ، ولم يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة. فلما قدموا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الحج ذكروا ذلك له. فأنزل الله تعالى هذه الآية. رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي أسامة ، عن هشام [عن أبيه ، عن عائشة].

٧٩ ـ وقال أنس بن مالك : كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة ، لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية ، فتركناه في الإسلام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨٠ ـ وقال عمرو بن حُبْشِي : سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال : انطلق إلى ابن عباس فسله ، فإنه أعلم مَنْ بقي بما أنزل [الله] على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فأتيته فسألته فقال : كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له : إسَافٌ ، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة ، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين ، فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما. فلما طالت المدة عُبِدَا مِنْ دون الله تعالى. فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا [على] الوثنين. فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام ، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨١ ـ وقال السُّدِّي : كان في الجاهلية تَعْزِفُ الشياطين بالليل بين الصفا والمروة ، وكانت بينهما آلهة. فلما ظهر الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله ، لا

__________________

[٧٩] سيأتي بإسناده برقم (٨٢)

[٨٠] قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن إسافاً ونائلة كانا بشرين فزنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش .. أ. ه.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) بإسناد فيه جابر الجعفي وهو ضعيف جداً وعند ابن جرير أن الذي سأل ابن عمر : عمرو بن حبشي وفي الدر (١ / ١٥٩) عمرو بن حبيش.

[٨١] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه الحاكم (٢ / ٢٧١) من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) ومن نفس الطريق.

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٥٩) لابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم.

٤٩

نطوف بين الصفا والمروة ، فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨٢ ـ أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البَزّاز ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان ، أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بكار ، حدَّثنا إسماعيل بن زكريا ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك ، قال :

كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة ، وكانا من شعائر الجاهلية ، وكنا نتقي الطواف بهما. فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن محمد ، عن عاصم.

[٤٢]

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى). [١٥٩]

٨٣ ـ نزلت في علماء أهل الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأَمْرَ محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

[٤٣]

قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية. [١٦٤].

__________________

[٨٢] صحيح : أخرجه البخاري في الحج (١٦٤٨) وفي التفسير (٤٤٩٦) وأخرجه مسلم في الحج (٢٦٤ / ١٢٧٨) ص ٩٣٠ ، والترمذي في التفسير (٢٩٦٦) وقال : حسن صحيح. وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٢٩) للنسائي في الحج في الكبرى ـ وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٢٦ وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) والحاكم (٢ / ٢٧٠) وصححه ووافقه الذهبي وعبد بن حميد (١٢٦٦ ـ منتخب).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٥٩) لابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم وابن السكن والبيهقي في السنن.

[٨٣] أخرج ابن جرير (٢ / ٣٢) من طريق محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال : سأل معاذ بن جبل ... وسعد بن معاذ ... وخارجة بن زيد ، ... نفراً من أحبار يهود عما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم عنه فأنزل الله تعالى ذكره (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ) ... الآية. أ. ه. وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٧) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.

٥٠

٨٤ ـ أخبرنا عبد العزيز بن طاهر التميمي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو عبد الله الزيادي ، حدَّثنا موسى بن مسعود النَّهْدِي ، حدَّثنا شبل ، عن ابن أبي نَجيح ، عن عطاء قال :

أنزل بالمدينة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ). فقالت كفار قريش بمكة : كيف يسع الناسَ إله واحد؟ فأنزل الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) حتى بلغ : (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

٨٥ ـ أخبرنا أبو بكر الأصبهاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان [العسكري] ، حدَّثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق ، عن أبيّ الضُّحَى قال :

لما نزلت هذه الآية : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) تعجب المشركون وقالوا : إله واحد! إن كان صادقاً فليأتنا بآية. فأنزل الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى آخر الآية.

[٤٤]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً). [١٦٨].

٨٦ ـ قال الكلبي [عن أبي صالح] : نزلت في ثقيف ، وخُزَاعَةَ ، وعامر بن

__________________

[٨٤] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ٣٧) وذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكره السيوطي في الدر (١ / ١٦٤) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.

[٨٥] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ٣٧) ، وذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٧) وفي الدر (١ / ١٦٣) وعزاه لسعيد بن منصور والفريابي في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان وابن جرير وابن أبي حاتم ووكيع.

وقال السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق جيد موصول عن ابن عباس قال : قالت :

قريش للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً نتقوى به على عدونا فأوحى الله إليه أني معطيهم ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين فقال : رب دعني وقومي فأدعوهم يوماً بيوم فأنزل الله هذه الآية.

[٨٦] بدون سند.

٥١

صَعْصَعَةَ حرّموا علي أنفسهم من الحَرْث والأنعام ، وحرَّمُوا البَحِيْرَةَ والسَّائبَةَ والْوَصِيلَةَ والحامِيَ.

[٤٥]

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ) ... [١٧٤].

٨٧ ـ قال الكلبي عن [أبي صالح عن] ابن عباس : نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سِفْلَتِهم الهدايا [والفُضُول] ، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم. فلما بُعِثَ من غيرهم خافوا ذَهاب مَأْكَلَتِهم ، وزوال رياستهم. فعمدوا إلى صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فغيروها ، ثم أخرجوها إليهم وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي الذي بمكة. فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفاً لصفة محمد ، فلا يتبعونه.

[٤٦]

قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) الآية. [١٧٧].

٨٨ ـ قال قتادة : ذُكِرَ لنا أن رجلاً سأل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن البر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

قال : وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، ثم مات على ذلك ـ وجبت له الجنة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤٧]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى) الآية. [١٧٨].

٨٩ ـ قال الشعبي : كان بين حَيَّين من أحياء العرب قتال ، وكان لأحد الحيين

__________________

[٨٧] الكلبي ضعيف ، والأثر ذكره السيوطي في لباب النقول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٢٩.

[٨٨] أخرجه ابن جرير (٢ / ٥٦) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر ، وزاد نسبته في الدر (١ / ١٦٩) لعبد بن حميد. وهو مرسل لا يصلح للاحتجاج به.

[٨٩] مرسل : وأخرجه ابن جرير (٢ / ٦٠). وعزاه في الدر (١ / ١٧٢) لعبد بن حميد وابن جرير.

٥٢

طَوْلٌ على الآخر ، فقالوا : نقتل بالعبد منا الحُرَّ منكم ، وبالمرأة الرجل. فنزلت هذه الآية.

[٤٨]

قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) .... [١٨٧].

٩٠ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي : وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلّوا العشاء حَرُمَ عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة. ثم إن ناساً من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء ، منهم : عمر بن الخطاب ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله هذه الآية.

٩١ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة ، حدَّثني أبي وغيره ، عن أبي إسحاق ، عن البَرَاء بن عازب قال :

كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا لم يفعلوا شيئاً من ذلك إلى مثلها [من القابلة]. وإن قيس بن صِرْمَة الأنصاري كان صائماً ، فأتى أهله عند الإفطار فانطلقت امرأته تطلب شيئاً وغلبته عينه فنام ، فلما انتصف النهار من غد غشي عليه. قال : وأتى عمر امرأته وقد نامت ، فذكر ذلك للنبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزل : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) إلى قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) ففرح المسلمون بذلك.

٩٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد

__________________

[٩٠] الوالبي هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس فالإسناد منقطع وقد أخرجه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (٢ / ٩٦)

[٩١] سيأتي تخريجه في (٩٢)

[٩٢] أخرجه البخاري في الصيام (١٩١٥) وأبو داود في الصيام (٢٣١٤) والترمذي في التفسير (٢٩٦٨) وقال الترمذي : حسن صحيح.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٣١) للبخاري وزاد نسبته في الدر (١ / ١٩٧) لوكيع وعبد بن حميد والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه.

٥٣

الشيباني ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، حدَّثنا الزعفراني ، حدَّثنا شبابة ، حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البَرَاءِ قال :

كان أصحاب محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن صِرْمَة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال : هل عندك طعام؟ قالت : لا ، ولكن أنطلق فأطلُبُ لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه وجاءته امرأته فلما رأته قالت : خيبة لك. فأصبح صائماً ، فلما انتصف النهار غُشِيَ عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) ففرحوا بها فرحاً شديداً.

رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل.

٩٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن الفضل ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا يحيى بن حمزة ، حدَّثنا إسحاق بن أبي فَرْوَة ، عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد قال :

إن بدء الصوم : كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء ، فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ولم يأكل ولم يشرب. حتى جاء عمر إلى امرأته فقال : إني قد نمت ، فوقع بها. وأمسى صِرْمَة بن أنس صائماً فنام قبل أن يفطر ـ وكانوا إذا ناموا لم يأكلوا ـ ولم يشربوا ـ فأصبح صائماً وكاد الصوم يقتلهم ، فأنزل الله عزوجل الرخصة ، قال : (فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ) الآية.

٩٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمر

__________________

[٩٣] مرسل.

[٩٤] أخرجه البخاري في الصوم (١٩١٧) وفي التفسير (٤٥١١) وأخرجه مسلم في الصيام (٣٥ / ١٠٩١) ص ٧٦٧ ، وأخرجه النسائي في التفسير (٤٢) وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٠٠) وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٢ ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٩٩) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

٥٤

الحبري ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا ابن أبي مريم. أخبرنا أبو غَسّان. حدَّثني أبو حازم ، عن سهل بن سَعْد قال :

نزلت هذه الآية : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) ولم ينزل (مِنَ الْفَجْرِ) فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رُؤْيَتُهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك : (مِنَ الْفَجْرِ) فعلموا [أنه] إنما يعني بذلك الليل والنهار.

رواه البخاري عن ابن أبي مريم.

ورواه مسلم ، عن محمد بن سهل ، عن ابن أبي مريم.

[٤٩]

قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) الآية ، [١٨٨].

٩٥ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشوع الحَضْرَمي ، وذلك أنهما اختصما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في أرض ، وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فحكّم عبدان في أرضه ولم يخاصمه.

[٥٠]

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) ... الآية ، [١٨٩].

٩٦ ـ قال معاذ بن جبل : يا رسول الله ، إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٩٧ ـ وقال قتادة : ذُكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنزل الله تعالى : (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ).

__________________

[٩٥] مرسل.

[٩٦] بدون إسناد.

[٩٧] مرسل.

٥٥

٩٨ ـ وقال الكلبي : نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار ، قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ، ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان : لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية.

[٥١]

قوله تعالى : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) ، [١٨٩].

٩٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المُزكي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو خليفة ، حدَّثنا أبو الوليد والحوضي قالا : حدَّثنا شعبة قال : أنبأنا أبو إسحاق ، قال سمعت البراء [بن عازب] يقول :

كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها ، فجاء رجل فدخل من قِبَلِ باب ، فكأنه عير بذلك ، فنزلت هذه الآية.

رواه البخاري عن أبي الوليد.

ورواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر عن شعبة.

١٠٠ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، حدَّثنا أبو الشيخ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عُبيد ، حدَّثنا عبيدة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال :

كانت قريش تدعى الحُمُس ، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام ، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام ، فبينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في بستان إذ خرج من بابه ، وخرج معه قُطْبَةُ بن عامر الأنصاري ، فقالوا يا

__________________

[٩٨] الكلبي ضعيف ـ وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٣ وعزاه لأبي نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

[٩٩] أخرجه البخاري في الحج (١٨٠٣) وأخرجه مسلم في التفسير (٢٣ / ٣٠٢٦) ص ٢٣١٩ والنسائي في الحج (في الكبرى) وفي التفسير (٤٤) ـ تحفة (١٨٧٤) وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٣) وعزاه في الدر (١ / ٢٠٤) لوكيع والبخاري.

[١٠٠] أخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٤٨٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في الدر (١ / ٢٠٤) وفي لباب النقول (ص ٣٣) وعزاه لابن أبي حاتم.

٥٦

رسول الله : إن قطبة بن عامر رجل فاجر ، وإنه خرج معك من الباب. فقال له : ما حملك على ما صنعت؟ قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت ، فقال : إني أَحْمِسيّ ، قال : فإن ديني دينُك ، فأنزل الله (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها).

١٠١ ـ وقال المفسرون : كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة ، لم يدخل حائطاً ولا بيتاً ولا داراً من بابه ، فإن كان من أهل المدن نَقَب نَقْباً في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلماً فيصعد فيه ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ، ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ، ويرون ذلك ديناً إلا أن يكون من الحمس وهم قريش ، وكِنَانَة ، وخُزَاعةَ وثَقِيف ، وخَثْعَم ، وبنو عامر بن صَعْصَعَة ، وبنو النَّضر بن معاوية ، سموا حمساً لشدتهم في دينهم قالوا : فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار ، فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم ، فأنكروا عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم دخلت من الباب وأنت محرم؟ فقال : رأيتك دخلت من الباب فدخلت على أثرك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني أحمسي ، قال الرجل : إن كنت أحْمسياً فإني أحمسي ، ديننا واحد ، رضيت بهداك وسمتك ودينك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٥٢]

قوله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) الآية. [١٩٠].

١٠٢ ـ قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس :

نزلت هذه الآيات في صلح الحُدَيْبِيَة ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لَمَّا صُدَّ عن البيت هو وأصحابه نحر الهَدْيَ بالحديبية ، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل على أن يُخْلُوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء

__________________

[١٠١] انظر (٩٩)

[١٠٢] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٤) وعزاه للواحدي وذكره في الدر (١ / ٢٠٦) ـ والكلبي ضعيف.

٥٧

وصالحهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هو وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك ، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم ، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحَرَم ، فأنزل الله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ). يعني قريشاً.

[٥٣]

قوله تعالى : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) الآية ، [١٩٤].

١٠٣ ـ قال قتادة : أقبل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدَّهم المشركون ، فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي القعدة ، وأقاموا بها ثلاث ليال ، وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية فَأَقَصَّه الله منهم ، فأنزل : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) الآية.

[٥٤]

قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) الآية. [١٩٥].

١٠٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، حدَّثنا عبد الله بن أيوب ، حدَّثنا هشيم ، عن داود ، عن الشعبي قال :

نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله تعالى فنزلت هذه الآية.

١٠٤١ م ـ وبهذا الإسناد عن هشيم ، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عِكْرمة قال : نزلت في النفقات في سبيل الله.

__________________

[١٠٣] لباب النقول (ص ٣٤). الدر (١ / ٢٠٦) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وهو مرسل لا تقوم به حجة. وأخرجه ابن جرير (٢ / ١١٤)

[١٠٤] سيأتي مسنداً عن أبي جبيرة بن الضحاك من طريق الشعبي.

[١٠٤١] م مرسل ، وأخرج البخاري في التفسير (٤٥١٦) من حديث حذيفة في هذه الآية قال : نزلت في النفقة ـ وأثر عكرمة عند ابن جرير (٢ / ١١٧)

٥٨

١٠٥ ـ أخبرنا أبو بكر المهْرَجَاني ، أخبرنا أبو عبد الله بن بَطَّة ، أخبرنا أبو القاسم البَغوِيّ ، حدَّثنا هُدْية بن خالد ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن داود ، عن الشعبي ، عن الضحاك بن أبي جبيرة ، قال :

كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله ، فأصابتهم سنة فأمسكوا ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية.

١٠٦ ـ أخبرنا أبو منصور البغدادي ، أخبرنا أبو الحسن السرّاج ، حدَّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدَّثنا هُدبة ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير في قول الله عزّ وجّل : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) قال : كان الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفر لي ، فأنزل الله هذه الآية.

١٠٧ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، حدَّثنا محمد بن حمدويه ، حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن أنس القرشي ، حدَّثنا

__________________

[١٠٥] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢ / ٣٩٠) رقم (٩٧٠) من طريق هدبة بن خالد به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٣١٧) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ورجالهما رجال الصحيح. وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥).

وعزاه في الدر (١ / ٢٠٧) لعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن قانع والطبراني والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن حبان.

[١٠٦] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥) وعزاه للطبراني بسند صحيح وعزاه في الدر (١ / ٢٠٨) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٣١٧) وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير وقال : رجالهما رجال الصحيح أ. ه.

قلت : في إسناد هذا الحديث حماد بن سلمة وهو ثقة ولكنه ساء حفظه لما كبر.

[١٠٧] أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٥١٢) والترمذي في كتاب التفسير (٢٩٧٢) وقال : حسن صحيح غريب. والنسائي في التفسير (٤٨) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٥) وصححه ووافقه الذهبي وابن جرير (٢ / ١١٩) ، والطبراني في الكبير (٤ / ١٧٦ رقم ٤٠٦٠) وأخرجه أبو داود الطيالسي رقم (٥٩٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥)

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٠٧) لابن المنذر وابن مردويه وابن حبان والبيهقي في سننه.

٥٩

عبد الله بن يزيد المقري ، أخبرنا حيوة بن شريح ، أخبرني يزيد بن أبي حبيب ، أخبرني أسلم أبو عمران ، قال :

كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عُقْبَةُ بن عامر الجُهَنيِّ ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج من المدينة صف عظيم من الروم ، وصففنا لهم صفَّاً عظيماً من المسلمين ، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ، ثم خرج إلينا مقبلاً ، فصاح الناس فقالوا : سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل ، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، إنا لمّا أعزّ الله تعالى دينه وكثَّر ناصريه ، قلنا بعضنا لبعض سراً من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، فلو أنَّا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو. فما زال أبو أيوب الأنصاري غازياً في سبيل الله حتى قبضه الله عزوجل.

[٥٥]

قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ) [١٩٦].

١٠٨ ـ أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي حدَّثنا العباس الدوري ، حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، حدَّثنا إسرائيل ، عن عبد الرحمن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل ، عن كعب بن عُجْرَةَ ، قال :

فيّ نزلت هذه الآية : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ) وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : احلق وافده صيام ثلاثة أيام ، أو النسك ، أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين صاع.

__________________

[١٠٨] أخرجه البخاري في الحج (١٨١٦) وفي التفسير (٤٥١٧).

وأخرجه مسلم في الحج (٨٥ ، ٨٦ / ١٢٠١) ص ٨٦٢ والنسائي في الحج (في الكبرى) وفي التفسير (٥١) وابن ماجة في الحج (٣٠٧٩) وابن جرير (٢ / ١٣٤) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٦) وفي الدر (١ / ٢١٣) وزاد نسبته للبيهقي.

٦٠