أسباب نزول القرآن

أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي

أسباب نزول القرآن

المؤلف:

أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي


المحقق: كمال بسيوني زغلول
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٨

لي موالي من اليهود ، كثير عددهم ، حاضرٌ نَصْرُهم ، وإِني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبيّ : إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ من ولاية اليهود. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا الحباب ، ما بَخِلْتَ به من ولاية اليهود على عُبَادة بن الصامت فهو لك دونه ، فقال : قد قبلت. فأنزل الله تعالى فيهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) إلى قوله تعالى : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعني : عبد الله بن أبيّ (يُسارِعُونَ فِيهِمْ) في ولايتهم (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) ... الآية.

[١٩٠]

قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا). [٥٥].

٣٩٦ ـ قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سَلّام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن قوماً من قُرَيْظَة والنّضِير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل. وشكا ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء).

٣٩٦ م ـ ونحو هذا. قال الكلبي ، وزاد : بأن آخر الآية [نزل] في علي بن أبي طالب ، لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة).

٣٩٧ ـ أخبرنا أبو بكر التَّميمى قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٣٩٦] بدون إسناد

[٣٩٦١] م الكلبي متهم بالكذب.

[٣٩٧] محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح .. هذا الإسناد أطلق عليه العلماء سلسلة الكذب.

انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٢ ، ٣١٤)

٢٠١

قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محمد [بن] الأسود ، عن محمد بن مروان ، عن محمد [ابن] السَّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس. قال :

أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لَمَّا رأَوْنا آمنّا بالله ورسوله وصَدّقناه ـ رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا. فقال لهم النبي عليه‌السلام : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية. ثم إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلاً فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، قال من أعْطَاكَهُ؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب. فقال : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع. فكَبَّرَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قرأ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).

[١٩١]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً). [٥٧].

٣٩٨ ـ قال ابن عباس : كان رفَاعَة بن زيد وسُوَيد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يُوَادُّنَهُمَا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٩٢]

قوله تعالى : (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً) ... [٥٨].

٣٩٩ ـ قال الكلبي : كان منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إِذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون إليها ، قالت اليهودي : قاموا لا قاموا ، صلوا لا صلوا ، ركعوا لا ركعوا ،

__________________

[٣٩٨] أخرجه ابن جرير (٦ / ١٨٧).

وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٣٩٩] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

٢٠٢

على طريق الاستهزاء والضحك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٠٠ ـ وقال السُّدّي : نزلت في رجل من نصارى المدينة ، كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله ، قال : حُرِّق الكاذب. فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام ، فتطايرت منها شرارة ، فأَحرقت البيت فاحترق هو وأهله.

٤٠٠ م ـ وقال آخرون : إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين على ذلك [فدخلوا على رسول الله] وقالوا : يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم [الخالية] فإن كنت تدّعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياءَ من قبلك ، ولو كان في هذا [الأمر] خير كان أولى الناس به الأنبياءُ والرسلُ من قبلك ، فمن أين لك صياح كصياح العير؟ فما أقبح من صوت وما أسمج من كفر!! فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأنزل (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً) .. الآية.

[١٩٣]

قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ). [٥٩].

٤٠١ ـ قال ابن عباس : أتى نفر من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال : أومن (بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) إلى قوله : (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا شراً من دينكم فأنزل الله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) إلى قوله : (فاسِقُونَ).

__________________

[٤٠٠] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٠٠] م بدون إسناد.

[٤٠١] بدون إسناد.

٢٠٣

[١٩٤]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ). [٦٧]

٤٠٢ ـ قال الحسن : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لما بعثني الله تعالى برسالته ضِقْتُ بها ذَرْعاً ، وعرفت أن من الناس مَنْ يُكَذِّبني. وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهاب قريشاً واليهود والنصارى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

٤٠٣ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلِدي ، قال : أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة ، قال : أخبرنا علي بن عابس ، عن الأعمش ، وأبي الحَجَّاب عن عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يوم «غَدِير خُمّ» في علي بن أبي طالب ، رضي‌الله‌عنه.

[١٩٥]

قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ... الآية. [٦٧].

٤٠٤ ـ قالت عائشة رضي‌الله‌عنها : سهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة ، فقلت :

__________________

[٤٠٢] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) لأبي الشيخ ، وذكره في اللباب ص ١٠٩.

[٤٠٣] إسناده ضعيف : علي بن عابس ضعيف (تقريب ٢ / ٣٦٥) وعطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً تقريب (٢ / ٢٤)

[٤٠٤] بدون إسناد.

والحديث المروي عن عائشة في هذا الشأن يختلف سياقه عن هذا تماماً. فأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٣) عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٦) بلفظ الحاكم وقال : هذا حديث غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق ولم يذكروا فيه عن عائشة.

والحديث الذي فيه ذكر سعد بن أبي وقاص وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد (٢٨٨٥) وفي كتاب التمني (٧٢٣١) وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (٤٠ / ٢٤١٠) ص ١٨٧٥ وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٥٦) وكل هذه الأحاديث ليس فيها ذكر الآية.

٢٠٤

يا رسول الله ما شأنك؟ قال : أَلَا رَجُلٌ صالح يحرسنا الليلة؟ فقالت : فبينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح ، فقال : من هذا؟ قال : سعد وحُذَيفَة ، جئنا نحرسك. فنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى سمعت غطيطه ، ونزلت هذه الآية ، فأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه من قُبَّة أدَمٍ ، وقال : انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله.

٤٠٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدَّثنا محمد بن العلاء ، قال : حدَّثنا الحمَّاني قال : حدَّثنا النضر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يُحْرَسُ ، وكان يرسل معه أبو طالب [كل يوم] رجالاً من بني هاشم يحرسونه ، حتى نزلت عليه هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) إلى قوله : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) قال : فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال : يا عم ، إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس).

[١٩٦]

قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ) الآيات إلى قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا). [٨٢ : ٨٦].

نزلت في النجاشي وأصحابه.

٤٠٦ ـ قال ابن عباس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بمكة ، يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود ، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ، وقال : «إنه ملك صالح ، لا يَظلم ولا يُظلم عنده أحدٌ ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجاً». فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم : تعرفون

__________________

[٤٠٥] إسناده ضعيف : النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز : متروك [تقريب ٢ / ٣٠٢] وأخرجه الطبراني [ج ١١ ص ٢٥٦ رقم ١١٦٦٣].

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٧) : وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف. وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) للطبراني وأبي الشيخ وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

وذكره في اللباب (ص ١١٠)

[٤٠٦] بدون إسناد.

٢٠٥

شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا : نعم ، قال : اقرأوا. فقرءوا وحوله القِسِّيسُون والرّهبان ، فكلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) ... الآية.

٤٠٧ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو صالح كاتب الليث ، قال : حدَّثني الليث ، قال : حدَّثني يونس [عن] ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وعُرْوَة بن الزبير وغيرهما ، قال :

بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عَمْرَو بن أُميَّة الضَّمْري ، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي ، فقدم على النجاشي ، فقرأ كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه ، فأرسل إلى الرهبان والقِسِّيسِينَ فجمعهم ، ثم أمر جعفراً أن يقرأ عليهم القرآن ، فقرأ سورة «مريم» عليها‌السلام ، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع ، وهم الذين أنزل فيهم : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) إلى قوله : (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ).

٤٠٨ ـ وقال آخرون : قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ، ومعهم سبعون رجلاً ، بعثهم النجاشي وفداً إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عليهم ثياب الصوف ، اثنان وستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، وهم : بحيرا الراهب وأَبْرَهَة ، وإدريس ، وأشرف ، وتمام ، وقيتم ، ودريد وأيمن. فقرأ عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» إلى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن ، وآمنوا وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات).

٤٠٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد العدل ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال :

__________________

[٤٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية والواحدي.

[٤٠٨] بدون إسناد.

[٤٠٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ.

٢٠٦

أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدَّثنا علي بن الجَعْد ، قال : حدَّثنا شريك عن سالم ، عن سعيد بن جُبَيْر في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً) قال : بعث النَّجَاشي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً ، فقرأ عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» فبكوا ، فنزلت هذه الآية.

[١٩٧]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ). [٨٧].

٤١٠ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : حدَّثنا الحسين بن نصر بن سفيان ، قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن عثمان بن سعد ، قال أخبرني عِكْرَمَة ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء ، وإني حرَّمت عليَّ اللحمَ. فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) ونزلت : (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) الآية.

٤١١ ـ وقال المفسرون : جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوماً ، فذكّر الناس ، ووصف القيامة ، ولم يزدهم على التخويف ، فَرق الناس وبكَوْا ، فاجتمع عشرة من الصحابة

__________________

[٤١٠] إسناده ضعيف : عثمان بن سعد ضعيف [تقريب ٢ / ٩] والمجروحين لابن حبان (٢ / ٩٦).

والحديث أخرجه الترمذي (٣٠٥٤) وقال : حسن غريب ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلاً ، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلاً أ. ه.

وأخرجه الطبراني في الكبير [ج ١١ ص ٣٥٠ رقم ١١٩٨١] والطبري في تفسيره (٧ / ٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وابن مردويه ، لباب النقول ص ١١١.

[٤١١] أخرجه ابن جرير (٧ / ٧) عن قتادة.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وذكره في لباب النقول ص ١١٢.

٢٠٧

في بيت عثمان بن مَظْعُون الجُمَحِي ، وهم : أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو ذَرٍ الغِفَاري ، وسالم مولى أبي حُذَيْفَةَ ، والمِقْداد بن الأَسْوَد ، وسَلْمان الفارِسي ، ومَعْقِل بن مُقرَّن. واتفقوا على أن يصوموا النهار ، ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا الوَدَك [وَلَا يَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَالطِّيب ، ويَلْبِسُوا الْمُسوحَ ويَرْفُضُوا الدُّنْيَا وَيَسِيحُوا فِي الأَرْضِ] ويترهبوا ويَحُبُّوا المَذَاكِيرَ. فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعهم ، فقال : أَلَمْ أُنبَّأَ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ فقالوا : بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير ، فقال : [لهم] : إني لم أُوْمَرْ بذلك ، إِنّ لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدَّسَم ، ومَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني. ثم خرج إلى الناس وخَطَبَهُمْ فقال : ما بَالُ أَقوامٍ حرّموا النساءَ والطعام ، والطِّيب والنوم ، وشهواتِ الدنيا؟ أما إني لست آمركم أن تكونوا قِسِّيسِينَ ولا رهباناً ، فإنه ليس في ديني ترْكُ اللحم والنساء ، ولا اتخاذ الصوامع ، وإن سِيَاحَةَ أمتي الصوم ، ورَهْبانيتَهَا الجهادُ ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا رمضان ، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد ، شدَّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الدِّيارَاتِ والصَّوَامع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالوا : يا رسول الله ، كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا ، فأنزل الله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) الآية).

[١٩٨]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ) ... الآية. [٩٠].

٤١٢ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : حدَّثنا أحمد بن علي المَوْصِلي ، قال : حدَّثنا أبو

__________________

[٤١٢] هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (٤٣ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣١٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والنحاس.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ١٨١ ، ١٨٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥)

٢٠٨

خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن أبو موسى ، قال : حدَّثنا زُهَير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقّاص ، عن أبيه ، قال :

أتَيْتُ على نفر من المهاجرين [والأنصار] ، فقالوا : تعالى نطعمك ونسقيك خمراً ، وذلك قبل أن تحرّم الخمر ، فأتيتهم في حُشٍ ـ والحُشُّ : البستان ـ فإذا رأس جَزُور مشوي عندهم ودَنّ من خمر ، فأكلت وشربت معهم ، وذكرتُ الأنصار والمهاجرين ، فقلت : المهاجرونَ خيرٌ من الأنصار ، فأخذ رجل [أحد] لحِيي الرأس [فضربني به] فجَذَعَ أنفي ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فأنزل الله فِيّ [يعني نفسه] شأنَ الخمرِ : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) الآية.

رواه مسلم ، عن أبي خَيْثَمَة.

٤١٣ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا خلف بن الوليد ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي مَيْسَرَة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :

اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً. فنزلت الآية التي في البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) فدُعي عُمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ

__________________

[٤١٣] في إسناده أبي إسحاق السبعي : مدلس وقد عنعنه ، أخرجه الترمذي (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ م) وقال : وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسل.

وأخرجه أبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٥٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥) بلفظ مختلف .. عن عمر بن الخطاب أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضي‌الله‌عنه : اللهم بين لنا في الخمر ... إلخ.

وعزاه في الدر (٢ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

٢٠٩

سُكارى) فكان منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربَنَّ الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) فدُعِي عمر فقرئت عليه فلما بلغ : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) قال عمر : انتهينا [انتهينا].

وكانت تحدث أشياء يكرهها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بسبب شرب الخمر قبل تحريمها ، منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزة رضي‌الله‌عنهما. وهي ما :

٤١٤ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي خالد ، قال : حدَّثنا يوسف بن موسى المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا أحمد بن صالح ، قال : أخبرنا عَنْبَسَة ، قال : أخبرنا يوسف ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن الحسين : أن حسين بن علي أخبره : أن علي بن أبي طالب قال :

كانت لي شَارِفٌ من نصيبي من المَغْنَم يوم «بدر» ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعطاني شَارِفاً من الخُمْس ، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَاعَدْت رجلاً صَوَّاغاً من بَني قينُقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذْخر أردت أن أبيعه من الصَّوَّاغِين فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينما أنا أجمع لشارفيّ [متاعاً] من الأقتاب والغَرَائِرِ والحِبال ، وشارفاي مناختان إلى جنب حُجْرَة رجل من الأنصار ـ أقْبَلْتُ فإذا أنا بشارفيّ قد أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهما وبُقِرَت خَوَاصِرُهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عَيْنَيَّ حين رأيت ذلك المنظر ، وقلت من فعل هذا؟ فقالوا : فعله حمزة [ابن عبد المطلب] وهو في البيت في شَرْبٍ من الأنصار غنّت قينة فقالت في غنائها :

ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ

وهُنَّ مُعَقَّلَاتٌ بالفِنَاء

ضَعِ السِّكِّيَن في اللِّبَّاتِ مِنْهَا

فَضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدِّمَاء

__________________

[٤١٤] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٨٩) وفي الخمس (٣٠٩١) وفي كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٧٥) وفي المغازي (٤٠٠٣) وفي اللباس (٥٧٩٣) وأخرجه مسلم في الأشربة (١ ، ٢ / ١٩٧٩) ص ١٥٦٨ ، ١٥٦٩. وأبو داود في الخراج والإمارة (٢٩٨٦) وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ١٥٣ ، ٣٤١)

٢١٠

وأطْعِمْ مِنْ شَرَائِحِهَا كَبَاباً

مُلَهْوَجَةً على وَهَجِ الصَّلَاءِ

فَأَنْتَ أَبَا عُمَارَةٍ المُرَجَّى

لِكَشْفِ الضُّرِّ عَنَّا والبَلَاءِ

فوثب إلى السيف فاجْتَبَّ أسْنِمَتهما ، وبقَرَ خَوَاصِرَهما ، وأخذ من أكبادهما. قال علي : فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده زَيْدُ بن حَارثة. قال : فعرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي أتيت له فقال : مالك؟ فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم ، عَدا حمزة على نَاقَتيَّ فاجْتبَّ أسنمتهما ، وبقر خَوَاصِرَهما ، وهما هو ذا في بيت معه شَرْبٌ.

قال : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بردائه ، ثم انطلق يمشي ، فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي هو فيه ، فاستأذن فأُذِنَ له ، فإذا هم شَرْبٌ ، فطفق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صعَّد النظر [فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر] فنظر إلى وجهه ثم قال : وهل أنتم إلا عَبِيدُ أبي؟ فعرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ثَمِلٌ ، فَنكَصَ على عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى فخرج وخرجنا.

رواه البخاري عن أحمد بن صالح. وكانت هذه القصة من الأسباب الموجبة لنزول تحريم الخمر.

[١٩٩]

قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) ... الآية. [٩٣].

٤١٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا أبو يَعْلي ، قال : أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود العَتَكَي ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

__________________

[٤١٥] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٦٤) وفي التفسير (٤٦٢٠) وأخرجه مسلم في الأشربة (٣ / ١٩٨٠) ص ١٥٧٠.

وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٦)

٢١١

كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا الفَضِيخ والبُسْرُ والتمر ، وإذا مناد ينادي [ألا] إن الخمر قد حرمت ، قال : فَجَرَتْ في سكك المدينة. فقال أبو طلحة : اخرج فأرقها ، قال : فأرقتها. فقال بعضهم : قُتِلٍ فلان وقُتِل فلان ، وهي [في] بطونهم. قال : فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) الآية.

رواه مسلم عن أبي الربيع.

ورواه البخاري عن أبي نعمان ، كلاهما عن حمّاد.

٤١٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا أبو خليفة ، قال : حدَّثنا أبو الوليد ، قال : حدَّثنا شُعْبة ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء بن عَازِب ، قال :

مات [أناس] من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم يشربون الخمر ، فلما حرمت قال أناس : كيف لأصحابنا؟ ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت هذه الآية : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) ... الآية.

[٢٠٠]

قوله تعالى : (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) ... الآية. [١٠٠].

٤١٧ ـ [أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذْياخِي ، قال :] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله [البَيِّع] قال : أخبرني محمد بن القاسم المؤدب [قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الرَّازِي] قال : حدَّثنا إدريس بن علي الرَّازي ، قال : حدَّثنا يحيى بن الضرَيس قال : حدَّثنا سفيان عن محمد بن سُوقَة عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر ، قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله عزوجل حرّم عليكم عبادة الأوثان ، وشرب الخمر ،

__________________

[٤١٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٥١) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٥)

[٤١٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ١١٤) للأصبهاني في الترغيب والواحدي.

٢١٢

والطعن في الأنساب ، ألا إن الخمر لُعِنَ شاربُها وعاصرُها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها. فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله ، إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعْتَقَبْتُ من بيع الخمر مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إِن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أنفقته في حجٍ أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة ، إِنَّ الله لا يقبل إلا الطيب. فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) [فالخبيث : الحرام].

[٢٠١]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) الآية. [١٠١].

٤١٨ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكّي ، قال : أخبرنا محمد بن مَكِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدَّثنا الفضل بن سهل ، قال : حدَّثنا أبو النَّضْر ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا أبو جُوَيْرِيَةَ ، عن ابن عباس ، قال :

كان قوم يسألون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استهزاء ، فيقول الرجل : [مَنْ أبى؟ ويقول الرجل] تضل ناقته : أين ناقتي؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) حتى فرغ من الآيات كلها.

٤١٩ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال :

__________________

[٤١٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٢٢) والطبراني في الكبير [ج ١٢ ص ١٣٧] وأخرجه ابن جرير (٧ / ٥٢) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٣٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٤١٩] في إسناده ضعف وانقطاع : عبد الأعلى بن عامر ضعفه يحيى بن معين وضعفه أبو زرعة (المجروحين لابن حبان ٢ / ١٥٥).

والانقطاع : أبو البختري لم يسمع من علي. قال ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في التهذيب ، ونقل المزي في تحفة الأشراف (١٠١١١) عن الترمذي أنه قال بعد أن روى الحديث : سمعت محمداً يقول : أبو البختري لم يسمع علياً والحديث رواه الترمذي في الحج (٨١٤) وفي التفسير (٣٠٥٥) وابن ماجة في الحج (٢٨٨٤) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٤) وتعقبه الذهبي : عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣٣٥) لأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه.

٢١٣

حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا منصور بن وَرْدَان الأسدي قال : حدَّثنا علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البَخْتَرِيَّ ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، قال :

لما نزلت هذه الآية : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) قالوا : يا رسول الله في كل عام؟ فسكت ثم قالوا : أفي كل عام؟ فسكت ، ثم قال في الرابعة : لا ، ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).

[٢٠٢]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ... الآية. [١٠٥].

قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

٤٢٠ ـ كتَب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إِلى أهل هَجَر ـ وعليهم مُنْذِر بن سَاوَى ـ يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤَدُّوا الجزية. فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود والنصارى والصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام. وكتب إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأقبل منهم الجزية». فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقو العرب : عجباً من محمد ، يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إِلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر مَا رَدَّ على مشركي العرب! فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) يعني من ضل من أهل الكتاب.

[٢٠٣]

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) ... الآية. [١٠٦].

__________________

[٤٢٠] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٢١٤

٤٢١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :

كان تميم الداري وعَدِيّ بن بَدَّاء يختلفان إلى مكة : فصحبهما رجل من قريش من بني سهم ، فمات بأرض ليس بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فلما قدما دفعاها إلى أهله ، وكتما جَاماً كان معه من فضة مُخَوَّصاً بالذهب ، فقالا لم نره. فأتى بهما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستحلفهما بالله ما كتما ولا اطلعا ، وخلى سبيلهما. ثم إن الجام وجد عند قوم من أهل مكة ، فقالوا : ابتعناه من تميم الدَّارِي وعدي بن بَدَّاء. فقام أولياء السَّهمي فأخذوا الجام ، وحلَّف رجلان منهم بالله : إن هذا الجام جام صاحبنا ، وشهادتنا أحق من شهادتهما ، وما اعتدينا. فنزلت هاتان الآيتان : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) إلى آخرها.

__________________

[٤٢١] أخرجه البخاري في الوصايا (٢٧٨٠) وأبو داود في القضايا (٣٦٠٦) والترمذي في التفسير (٣٠٦٠) وقال : حسن غريب.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٦٥).

والطبراني في الكبير (١٢ / ٧١) وابن جرير (٧ / ٧٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٤٢) لابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢١٥

سورة الأنعام

[٢٠٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ) ... الآية. [٧].

٤٢٢ ـ قال الكلبي : إن مشركي مكة قالوا : يا محمد ، والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٥]

قوله تعالى : (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ... الآية. [١٤].

٤٢٣ ـ قال الكلبي عن ابن عباس :

إن كفار مكة أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد ، إنا قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة ، فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا حتى تكون أغنانا رجلاً ، وترجع عما أنت عليه. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٦]

قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) ... الآية. [١٩].

__________________

[٤٢٢] الكلبي ضعيف.

[٤٢٣] الكلبي ضعيف.

٢١٦

٤٢٤ ـ قال الكلبي : إن رؤساء مكة قالوا : يا محمد ، ما نرى أحداً يصدِّقك بما تقول من أمر الرسالة ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة ، فأرِنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٧]

قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) ... الآية. [٢٥].

٤٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إِن أبا سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة والنَّضْرَ بن الحارث ، وعُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، وأمية ، وأبياً ابني خلف ، استمعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا للنضر : يا أبا قُتَيْلَة ما يقول محمد؟ قال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول ، إلا أني أرى تحريك شفتيه يتكلم بشيء ، وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأول ، وكان يحدث قريشاً فيستمعون حديثه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٨]

قوله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) .. الآية. [٢٦].

٤٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدَّثنا علي بن حَمْشَاذ ، قال : حدَّثنا محمد بن مَنْدَة الأصفهاني ، قال : حدَّثنا بكر بن بَكَّار ، قال : حدَّثنا حمزة بن حبيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس في قوله : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) قال :

__________________

[٤٢٤] الكلبي ضعيف.

[٤٢٥] أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٥) وصححه ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (١٢ / ١٣٣) وأخرجه ابن جرير (٧ / ١١٠).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٨) للفريابي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢١٧

نزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعد عما جاء به.

وهذا قول عطاء بن دينار ، والقاسم بن مُخَيْمَرَة.

قال مقاتل : وذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوءاً بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو طالب :

والله لَنْ يَصِلُوا إليك بِجَمْعِهِمْ

حتَّى أوسدَ في التراب دفينا

فاصْدَعْ بأمرك ما عليك غَضَاضةٌ

وابْشِرْ وقر بذاك منك عيونا

وعرضت ديناً لا محالة أنه

مِنْ خيرِ أديانِ البَرِيَّةِ دينا

لَوْلَا الملامةُ أو حِذَارى سبَّةً

لوَجَدْتَنِي سَمْحاً بذاك مَتِينا

فأنزل الله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) .. الآية.

٤٢٧ ـ وقال محمد بن الحَنَفِيَّة والسُّدِّي والضَّحَّاك : نزلت في كفار مكة ، كانوا ينهون الناس عن اتِّباع محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه. وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي.

[٢٠٩]

قوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ) ... الآية. [٣٣].

٤٢٨ ـ قال السُّدِّي : التقى الأخْنَس بن شُرَيق ، وأبو جهل بن هشام ، فقال الأخْنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادِق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب بنو قُصَيّ باللوَاء والسِّقَاية والحِجَابَة والنَّدْوَة والنُّبُوَّة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٢٧] بدون إسناد ، وقول المصنف هذا قول ابن عباس في رواية الوالبي ، فالوالبي ، هذا هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٨] مرسل.

٢١٨

٤٢٩ ـ وقال أبو ميسرة : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مرّ بأبي جهل وأصحابه ، فقالوا : يا محمد إنا والله ما نكذبك ، وإنك عندنا الصادق ، ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ).

٤٣٠ ـ وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلَاب ، كان يكذب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في العلانية ، وإذا خلا مع أهل بيته ، قال : ما محمد من أهل الكذب ، ولا أحسبه إلا صادقاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٠]

قوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) .. الآية. [٥٢].

٤٣١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَبْ ، قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدَّثنا أبو داود ، قال : حدَّثنا قيس بن الرَّبيع ، عن المِقْدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد ، قال :

نزلت هذه الآية فينا ستة : فيّ ، وفي ابن مسعود ، وصُهَيب ، وعمَّار ، والمِقْدَاد ، وبلال ، قالت قريش لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم [عنك]. فدخل قلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من ذلك ما شاء الله أن يدخل ،

__________________

[٤٢٩] مرسل. وعزاه في الدر (٣ / ١٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.

[٤٣٠] مرسل.

[٤٣١] في إسناده قيس بن الربيع : قال الحافظ في التقريب : صدوق تغير لما كبر وله ترجمة في المجروحين (٢ / ٣١٦).

والحديث له طرق من غير طريق قيس بن الربيع.

أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٥ ، ٤٦ / ٢٤١٣) ص ١٨٧٨ وابن ماجة في الزهد (٤١٢٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٨٦٥) للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ١٢٨) ، وأخرجه عبد بن حميد (١٣١ منتخب) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٣) للفريابي وأحمد والحاكم وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢١٩

فأنزل الله تعالى عليه : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) ... الآية. رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن المقدام.

٤٣٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] زكريا الشيباني ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا أبو صالح الحسين بن الفرج ، قال : حدَّثنا محمد بن مقاتل المَرْوَزِي ، قال : حدَّثنا حكيم بن زيد ، قال : حدَّثنا السّدّي ، عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود ، عن خَبَّاب بن الأرتّ ، قال :

فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغداة والعشي ، فعلَّمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ، فجاء الأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيميّ وعُيَيْنَة بن حِصْن الفَزَارِي ، فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتاباً ، فأتى بأَدِيمِ ودواة ، فنزلت هؤلاء الآيات : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) إلى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ).

٤٣٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرَّازِي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن أشعث ، عن كُرْدُوس ، عن ابن مسعود ، قال :

__________________

[٤٣٢] إسناده حسن : أبو سعيد هو أبو سعيد الأزدي ويقال أبو سعد قارئ الأزد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٤٢٦) : مقبول وأبو الكنود : هو عبد الله بن عامر قال الحافظ في التقريب : مقبول (تقريب ٢ / ٤٦٦).

والحديث أخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٢٧) وابن جرير (٧ / ١٢٧) وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ١٣) لابن أبي شيبة وأبي يعلى وحلية الأولياء وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٤٣٣] إسناده ضعيف : أشعث هو أشعث بن سوار : قال الحافظ في التقريب ضعيف ، وله ترجمة في المجروحين (١ / ١٧١).

والحديث أخرجه الطبراني (١٠ / ٢٦٨) وفي إسناده أشعث أيضاً.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٢) لابن حنبل وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية.

٢٢٠