الإسلام والمرأة

المؤلف:

الشيخ جعفر النقدي


الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: منشورات مكتبة النجاح
المطبعة: مطبعة الغري الحديثة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الزوجات والطلاق والتسري والاسترقاق لانه مباح لهم ولن يبرح من خلدنا ان هذه الامور قد استعملها اخواننا الانكليز الامير كان مع انهم مسيحيون في بلاد مسيحية ولكن استعمالهم لها بطريقة وخيمة ( وقال « فولنير » في مقالة القرآن في معجم الفلسفة ( لقد نسبنا الى القرآن كثيراً من السخائف وهو في الحقيقة خال منها ان مؤلفينا الذين كثروا كثرة الانكشارية يجدون من السهل ان يجعلوا نسائنا من حزبهم بواسطة اقناعهن ان محمداً اعتبرهن حيوانات ذات ذكاء وانهن في نظر الشريعة الاسلامية بمثابة الارقاء لا يملكن شيئاً من دنياهن ولا نصيب لهن في اخراهن وبديهي ان هذا الكلام باطل ومع ذلك فقد كان الناس يصدقونه

٦١

نحن لا نجهل ان القران بميز الرجل تلك الميزة المعطاة من الطبيعة ولكن القران يختلف عن التوراة في انه لا يجعل ضعف المرأة عقاباً الهياً لها كما ورد في سفر التكوين الاصحاح الثالث العدد ١٦ ومن الخلط ان ينسب الى شارع عظيم نظير محمد مثل تلك المعاملة المنكرة للنساء والحقيقة ان القران يقول ( فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) ويقول ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) وقال ( كانن ليتر ) في مؤتمر الكنيسة الانجليزية من خطبة نقلتها التايمس بوقتها ونقلها صاحب العقيدة الاسلامية في كتابه ( واما تعدد الزوجات فموسى لم يحرمها وداود

٦٢

اتاها وقال بها ولم تحرم في العهد الجديد الا من عهد غير بعيد ولقد اوقف محمد الغلو فيها عند حد معلوم وعلى كل فانها امر شاذ كثيراً عن الدستور المعمول به في البلاد الاسلامية المتمدنة ولا يخلو من فائدة فقد ساعد على حفظ حياة المرأة واوجد لها في الشريعة حسن المساعدة وتعدد الزوجات في البلاد الاسلامية قل اثماً واخف ضرراً من الخبائث التي ترتكبها الامم المسيحية تحت ستار المدنية وان تعدد الزوجات الجاري حسب النصوص الاسلامية لاقل انحطاطاً للمرأة والرجل بالكلية من تعدد الازواج في النصرانية الذي فشي امره في اكثر البلاد المسيحية وصار فيها كضربة لا تطاق . وهو في البلاد الاسلامية لا يعرف له اسم على الاطلاق ولعمري الحق ان ذوي هذا

٦٣

المذهب الذين ذهبوا في التنديد على تعداد الزوجات كل مذهب ليس لهم ادنى مسوغ في اعتراضاتهم ) وقال الاستاذ ( لا ينتر ) في رسالته عن دين الاسلام التي نقلها كتاب ( ديانات العالم ) الانكليزية وترجمت بالعربية وهو الفيلسوف المعروف ( واني استلفت انظاركم لما قد صرح به الاسلام وهو انه يلزم للعقد شاهدان عدلان وعلى الرجل معاشرة زوجته بالاحسان وليس له ان يأخذها معه اذا سافر لبلد ما ـ يعني اذا اشترطت عليه ان لا تفارق بلدها ـ واذا تركها لزمه القيام بنفقتها واذا حصل خصام بينهما وجب اقامة حكم للاصلاح واذا ظهر استحالة الاتفاق وانهما سيكونان كعدوين فليطلقها لراحتهما وانكم لتسلمون معي بأن الزواج عند المسلمين يجل عمار ما هم به كتاب

٦٤

النصارى ( الى ان قال ) اما تعدد الزوجات عندهم فهو امر ينظره النصاري بعين المقت والكراهة فانا بقطع النظر عن منافعه الحقيقة لأنه يقلل النساء في الأماكن التي هن فيه اكثر من الرجال وبقطع النظر عن انه يقلل وجود المومسات واضرارهن وانه يمنع مواليد الزنا لا يمكننا ان ننكر بأن اكثر المسلمين ذو زوجة واحدة والسبب هو تعليم الاسلام لقد اتى محمد (ص) بين امة تعد ولادة الأنثى شراً عظيما وهكذا كانوا يئدونها ولم يكن للرجال حد يقفون عنده من جهة الزواج وكانوا يعدون النساء من جملة المتاع يرثونها من بعد موت بعلها فجعل لهذه الحالة حداً لا يقدر الرجل يتزوج باكثر من اربع نساء بشرط المساوات بينهن في كل شيء حتى المحبة والوداد فان لم يكن قادراً على كل ذلك فلا يباح له ان

٦٥

يتزوج غير واحدة ولقد رفع مقام المرأة ورقاها رقياً عظيما فانها بعد ما كانت تعد كمتاع مملوك صارت مالكة وحكمها مؤيد وحقوقها محفوظة .

وقال العالم الألماني ( دريسمان ) ان اعطاء محمد المرأة حريتها هو وحده السبب في نهوض العرب وقيام مدنيتهم ولهذا لما سلبوا المرأة حريتها انحطوا واضمحلت مدنيتهم . هذا وقد نشرت جريدة السائح الأميركية قريبا ان نساء الدول التي اشتركت في الحرب العامة قد انشأن جمعيات يطلبن قانوناً بتعدد الزوجات وتلك الطالبات انشأن معهداً كبيراً له مراكز رسمية في كل من لندن ، وباريس ، وبروكسل ، وبرلين . وقد انضمت اليهم جماعات النساء غير المتزجات بجماهير مخيفة .

٦٦

اقوال

الفلاسفة حول المرأة والطلاق

قال الفيلسوف ( لا ينتر ) المتقدم الذكر ( واما القول بانه لا يوجد حد للزواج والطلاق عند المسلمين فغير صحيح والطلاق عندهم ليس هو بالأمر الهين فعدا وجود المحكمين فعلى الرجل ان يدفع صداق المرأة المسمى عند اجراء العقد وهذا غالباً يكون فوق ما يقدر زوجها على ايفائه بسهوله فمركز المرأة في الأسلام قوي ومؤمن من الطلاق ان النصارى والبوذيين يرون الزواج امراً روحياً ولا يمكن حله وهكذا هو عند الكاثوليكيين فلا يحل الا بصعوبات جمة واذا تدبرنا امر الزواج بانه امر روحي مقدس او انه عقد مدني نراه قوياً ابدياً

٦٧

في كافة البلاد وعند كافة الأمم ، يسوءني ان اذكر ما ليس لي مناص من ذكره وهو انني سكنت بين المسلمين اربعاً وخمسين عاما ابتدائها سنة ١٨٤٨ فمع وجود التساهل ( حوادث طلاق عند النصارى اكثر مما وقع ) في امر الطلاق عندهم وعسره عند النصارى فقد وقع عند المسلمين بكثير واني اقول الحق بأن الشفقة والاحسان عند المسلمين نحو عيالهم والغرباء والمسنين والعلماء لمثل مجد يجب على النصاري ان يقتدوا به ) .

( وعن فيلسوف الانكليزي ( دافيد هيوم ) ان حرية الطلاق ليست دواء التشاحن العائلي فقط بل هي ايضا وقاية من هذا الضرر وهي السر الوحيد في ابقاء المودة بين الزوجين وبيان ذلك ان الرجل يفرح بنعمة الحرية ويغتبط ، ومجرد فكرة المضايقة تؤلمه فاذا قيد

٦٨

قلبه بعشرة المرأة التي يضمها لنفسه فان العاطفة تتغير في الحال وتنقلب عن الميل والرغبة الى النفور والزهد فاذا كانت القوانين تحرمنا بنظام توحيد الزوجة لذة والتنويع والتنقل التي هي اكبر لذائذ الحب فلا اقل من انها تبقي لنا مزية الحرية التي هى من واجب ضروريات الحب ولا يقول احد لصاحب الطلاق ارض زوجتك فانك اخترتها بمحض هواك فجوا به لقد اخترنا سجننا بانفسنا لكن لا عزاء لنا اذا كان سجنا مؤبداً . ) قلت ان الحكومات الغربية لما رأت ضرورة المجتمع للطلاق ادخلته رسما في قوانينها بالرغم على الكنائس المانعة وآخر احصاء اطلعنا عليه هو ما جاء في مجلة الحقوق الفلسطينية ان عدد قضايا الطلاق في الولايات المتحدة الأميركية بلغ ٥٥٤ يساوي ١٤٨ قضية في ١٩٢٣ م مقابل ٧٠ الفا في السنة التي

٦٩

تقدمها ونحو ٥٠ ألفاً في كل السنوات الخمس قبلها .

اقوال الفلاسفة والكتاب

حول الحجاب الأسلامي

قال الفيلسوف الألماني ( آرثر شوبهور ) في كتابه كلمة عن النساء تعريب حسن رياض افندي ( الخلل العظيم في ترتيب احوالنا هو الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته وسهل عليها سبيل التعالى في مطامعها الدنيئة حتى افسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنى آرائها ( الى ان قال ) ويجدر بي ان اذكر هنا ما قاله اللورد ( بيرون ) في كتابه الرسائل والجرائد جزء ٢ صفحة ٣٩٩ ( لو تفكرت ايها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها في

٧٠

حالة يقبلها العقل ولعلمت ان الحالة الحاضرة لم تكن غير بقية من همجية القرون الوسطى حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب اشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسين غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير وتعليمها الدين وابعادها عن الشعر والسياسة وعن كل كتاب يبحث في غير الدين والطباخة ) وقال الفيلسوف الروسى « تولستوي » ان السبب في مسألة الطلاق التي تشغل الآن الرأي العام في اوربا هو التمدن الذي لم يقتبس الانسان منه سوى الحمق والخلاعة هذا هو السبب الحقيقي في ازدياد الطلاق نمواً كل يوم فلا بمضي على زواج امرأة ردح من الزمن حتى تقول له حاذر ان اتركك وامضي الى حال سبيلي سرى ذلك الى اكواخ الفلاحين من الربوع

٧١

العالية في المدن ، والفلاحة لاقل شيء تقول لزوجها خذ قمصانك وسراويلك لاني تاركة اياك وذاهبة مع حبيبي ( يوسف ) الذي يفرقك حسناً وبهاء هذا لأنها خرجت من دائرة الخضوع له لتلك الواجبات التي ينبغي ان تبقى عليها حتى انقضاء الأجل )

وعن الكاتبة الشهيرة ( اني وورد ) الانكايزية انها قالت اذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم او كالخوادم خير واخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بادران تذهب برونق حيائها الى الابد يا ليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة لرداء الخادمة والرقيق الذين يتنعمان برغد العيش ويعاملان معاملة اولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء نعم انه عار على بلادنا ان نجعل بناتنا مثلا

٧٢

للرذائل بكثرة مخالطة الرجال فما بالنا لا نسعى وراء ما ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية من ملازمة البيت وترك اعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها ( وعن الكاتبة الشهيرة « اللادي كوك » ( ان الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة اولاد الزنا ولا يخفى ما في هذا من البلاء العظيم على المرأة فيا ايها الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن الى ما ذكرناه فعلموهن الابتعاد عن الرجال ... اذ دلنا الاحصاء على ان اللاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء ألم تروا ان اكثر امهات اولاد الزنا هن المشتغلات في المعامل ومن

٧٣

الخادمات في البيوت ومن اكثر السيدات المعروضات للانظار ولو لا الاطباء الذين يعطون الادوية للاسقاط لرأينا اضعاف ما نرى الان ولقد ادت بنا الحال الى حد من الدناءة لم يكن تصوره في الامكان حتى اصبح رجال مقاطعات من بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة ، اعني عندها اولاد من الزنا ينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط في المدينة فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة حتى قدرت على كفالتهم والذي اتخدته زوجاً لها لا ينظر هؤلاء الاطفال ولا يتعهدهم بشيء . ويلاه من هذه هذه الحالة التعيسة . ترى من كان معينا لها في الوحم ودواره . والحمل واثقاله . والفصال ومرارته .

٧٤

نظرة على المرأة

عند المسلمين وعند غيرهم

الأسلام وقر المرأة في اعين المسلمين واحلها محل الكرامة ونزع عنها اغلال العبودية التي غللتها بها الأمم وغرفها نصيبها في الدنيا والآخرة ولذلك ترى المسلمين لا يفرقون بين كل من الرجل والمرأة في شؤون الحياة ويحترمون من آمن بالله واليوم الآخر ذكراً كان او انثى من غير فرق بين الصنفين بل انهم ينظرون المرأة بعين الحنان والرأفة أكثر من الرجل بخلاف اهل الأديان الأخر وقد مر عليك في اوائل رسالتنا هذه شيء من عاداتهم واخلاقهم وان اظهار بعضهم الحب للمرأة انما هو لتبرجها الممقوت والانس بها في الخلوات ولذلك ترى

٧٥

من كان خالياً من هذين الغرضين منهم لا يقدر المرأة ولا يحترمها بل يحقرها ويسخر منها فبينما ترى نبي المسلمين يشارك المرأة مع الرجل في طلب العلم ويقول ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ترى ( بولس ) يخاطب « تيمو ثاوس » ( لست آذن للمرأة ان تتعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت دائم لأن آدم جبل اولا تم حواء ) وهذا صريح في عدم الأذن لها بالتعليم وبينما ترى نبي المسلمين (ص) يقول ( نعم الولد البنات الدنيا متاع وخير متاع ، الدنيا الامرأة الصالحة ) وامام المسلمين علي بن ابي طالب « ع » يقول ( المرأة ريحانة ) والشاعر ينظم ذلك فيقول :

ان النساء رياحين خلقن لنا

وكلنا يشتهي شم الرياحين

وبينما شاعر المسلمين يرثي امرأة ويقول :

٧٦

فما التأنيث لأسم الشمس عار

ولا التذكير فخر للهلال

وبينما العرب بعد اسلامهم صاروا يسمون الأمرأة ربة البيت وسيدة المنزل وغيرهما من الفاظ التعظيم ، ترى فلاسفة الغرب بخلاف ذلك يعبرون عنها بعبارات تدل على مقدار منزلتها عندهم وان هذه المدينة الخلابة لعقول ضعفاء الارادة وهذه الحرية المفرطة للمرأة لم تزدها الا انحطاطاً في اعينهم . جاء في دائرة معارف القرن التاسع عشر بعد كلام طويل ( ان البيولوجيا تبرهن لنا تشريحاً وفسيولوجياً بان في السلسلة الحيوانية وبالأخص في الانسان نجد الانثى مركبة من حالة طفلية تجعلها احط فطرياً من التركيب العضوي المقابل له ) ويقول الفيلسوف الأشتراكي « پرودون » في كتابه ابتكار النظام ( الشيء الذي نحكم عليه المرأة بالقبح او الحسن

٧٧

لا يكون هو عين ما يحكم عليه الرجل كذلك بحيث ان المرأة بالنسبة الينا يمكن ان تعتبر غير مؤدبة ، لاحظها جيداً ترى انها اما مفرطة او مفرطة في جنب العدالة فان عدم المساوات خاصية نفسها ولا ترى عندها الميل لتوازن الحقوق والواجبات وهو الميل الذي يؤلم الرجل ويسوقه ان لم يتحصل عليه الى الدخول مع امثاله في نزاع شديد ، فالشىء الذي تحبه اكثر من كل شيء وتعبده هو الامتيازات والخصوصيات ، اما العدالة التي تسوي بين صنوف البشر فهي بالنسبة للمرأة عبيء ثقيل لا تحمله ) وقال ايضاً في كتابه المذكور ( ان الدور الذي لعبته المرأة في الآداب هو مثل الدور الذي لعبته في الفابريكا فانهما لم تنفع في هذه الا حيث لا يلزم استعمال القريحة ، ان المرأة مثلها في المعامل كمثل المشبك

٧٨

والبكرة ) ويقول دوماس ( يؤثر النساء ان يغتبن في فضيلتهن على ان يطعن في فكرهن وجمالهن « ويقول » احتكرت المرأة الكلام ثم عجبت للرجل كيف لا يتكلم ) فمن هذه العبارات وامثالها يتضح لدى المفكر ما للمرأة من المكانة لدى الغربيين وما لها من المنزلة لدى المسلمين وما حصلت عليه من الكرامة ببركات دين الأسلام واما القرن العشرين فلم يحصل فيه للمرأة غير التهتك والخلاعة وامثالهما وهي وان لقبت بالقاب كاذبة لدى بعض الشعوب لكن الملامة والتنديد لا ينفكان عنها والعقلاء من القوم لا زالوا ولم يزالوا يتنبئون بسوء العاقبة ويلومون انفسهم وامتهم على ما عليه المرأة بين ظهرانيهم وقد نقلنا جملة من اقوالهم في كتابنا ( الحجاب والسفور ) وهنا ننقل شيء من كتاب ( ارتر شو بنهور )

٧٩

الفيلسوف الألماني « كلمة عن النساء » ( يسمون المرأة في اوربا بالسيدة ويحلونها محلا لا يقبله العقل السليم على انها وهي الجنس الوضيع عند القدماء لم تخلق لتكون محل الأعتبار وموضع الأحترام ولا لترفع رأسها فوق الرجل ولا ليكون لها من الحقوق ما له وكفانا ما اصبحنا فيه مما لا يحتاج لاثبات دليل على سوء نتيجة تعضيمها واحترامها ... ان النفوس تتمنى ان ترجع اوروبا في هذه الطبقة الثانية من الجنس البشري الى مركزها الطبيعي وان تمحي السيدة التي اضحكت اهل آسيا باجمعها ولو علم بها قدماء اليونان والرومان لجعلوها موضوع سخريتهم ايضاً ويكون هذا الاصلاح خطوة حقيقية في سبيل تنظيم احوالنا السياسية والاجتماعية وها هي اصول قانون ( ساليك ) واضحة كالشمس لا

٨٠