البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

١٢ ـ باب في معنى الثقلين والخليفتين من طريق المخالفين

١٨٦ / ١ ـ (مسند أحمد بن حنبل) يرفعه إلى علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار ـ أو خارج من عنده ـ فقلت له : أسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟». قال : نعم.

١٨٧ / ٢ ـ ومن (مسند أحمد بن حنبل) أيضا ، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ؛ الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

قال : قال ابن نمير : قال أصحابنا عن الأعمش ، أنه قال : «انظروا كيف تخلفوني فيهما؟».

١٨٨ / ٣ ـ (صحيح مسلم) يرفعه إلى زيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، قال : فلما جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد تلقيت ـ يا زيد ـ خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت معه ، لقد لقيت ـ يا زيد ـ خيرا كثيرا ، حدثنا ـ يا زيد ـ ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : يا بن أخي ـ والله ـ لقد كبرت سني وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا ، فلا تكلفونيه.

ثم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما فيما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : «أما بعد ـ أيها الناس ـ إنما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به». فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».

فقال حصين : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته؟

فقال : ليس نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرمت عليهم الصدقة.

__________________

١٢ ـ باب في معنى الثقلين والخليفتين من طريق المخالفين

١ ـ مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٧١.

٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ٣ : ١٤ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩.

٣ ـ صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٣٦.

٦١

١٨٩ / ٤ ـ (مسند ابن حنبل) يرفعه إلى زيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا ـ وساق الحديث الأول ـ حتى قال : «ألا وإني تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله ، وهو حبل من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة».

فقلنا : من أهل بيته ، نساؤه؟

قال : لا ـ أيم الله ـ إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها ، وأهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

١٩٠ / ٥ ـ (تفسير الثعلبي) في سورة آل عمران في قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) (١) يرفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «أيها الناس ، قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض».

ابن المغازلي في (مناقبه) كالحديث الذي نقلته من (مسند ابن حنبل) قبل الذي من (تفسير الثعلبي) يرفعه بسنده إلى زيد أيضا. (٢) ومنها مثل الذي نقلته من (صحيح مسلم) إلى زيد أيضا. (٣)

١٩١ / ٦ ـ ومن (مناقبه) أيضا يرفعه إلى أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما».

١٩٢ / ٧ ـ أحمد بن حنبل في (مسنده) : بإسناده إلى إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ـ وهو داخل على المختار ، أو خارج من عنده ـ فقلت له : أما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟» قال : نعم.

١٩٣ / ٨ ـ مصنف (الصحاح الستة) عن سنن أبي داود والترمذي ، بإسنادهما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «إني تارك فيكم ثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ وهو كتاب الله حبل

__________________

٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٦٦.

٥ ـ أخرجه في ينابيع المودّة : ٢٤١ ، عن الثعلبي.

(١) آل عمران ٣ : ١٠٣.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٢٣٤ / ٢٨١.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ٢٣٥ / ٢٨٣.

٦ ـ مناقب ابن المغازلي : ٢٣٥ / ٢٨٣.

٧ ـ مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٧١.

٨ ـ سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، الطرائف : ١١٥ / ١٧٥.

٦٢

ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي».

١٩٤ / ٩ ـ ابن المغازلي بإسناده إلى ابن أبي الدنيا ، في كتاب (فضائل القرآن) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وقرابتي ـ قال ـ : آل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس».

١٩٥ / ١٠ ـ وعنه ، إلى علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم وهو يريد أن يدخل على المختار ، فقلت : بلغني عنك! قال : وما هو؟ قلت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي؟». قال : اللهم نعم.

١٩٦ / ١١ ـ وعنه ، بإسناده ـ أيضا ـ قال : قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إني فرطكم على الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف تخلفوني فيهما». فاعتل علينا لا ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، ما الثقلان؟

قال : «الأكبر منهما كتاب الله ، طرف بيد الله تعالى ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به ، ولا تولوا ولا تعرضوا ؛ والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ، فإني سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا علي الحوض كهاتين ـ وأشار بالمسبحة ـ ولو شئت قلت كهاتين ـ بالسبابة والوسطى ـ ناصر هما ناصري ، وخاذلهما خاذلي ، وعدوهما عدوي ، ألا وإنه لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوتها ، وتقتل من يأمر بالقسط فيها».

١٩٧ / ١٢ ـ الحميدي في (الجمع بين الصحيحين) في مسند زيد بن أرقم ، عن عدة طرق ؛ فمنها بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : قام فينا خطيبا ، بماء يدعى خما ، بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد ، أيها الناس ، إنما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال ـ : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي».

__________________

٩ ـ نقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار ٢٣ : ١٠٩ / ١٣ ، والسيد علي بن موسى ابن طاوس في الطرائف : ١١٦ / ١٧٧ ، والسيد المرعشي في إحقاق الحقّ ٩ : ٣٥٩. ولم نجده في مناقب ابن المغازلي.

١٠ ـ نقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار ٢٣ : ١٠٩ / ١٤ ، والسيد علي بن موسى ابن طاوس في الطرائف : ١١٦ / ١٧٨ ، ولم نجده في مناقب ابن المغازلي.

١١ ـ نقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار ٢٣ : ١٠٩ / ١٥ ، والسيد علي بن موسى ابن طاوس في الطرائف : ١١٦ / ١٧٩ ، والسيد المرعشي في إحقاق الحقّ ٦ : ٣٤٢. ولم نجده في مناقب ابن المغازلي.

١٢ ـ صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٣٦ ، الطرائف لابن طاوس : ١٢٢ / ١٨٦ عن الحميدي.

٦٣

١٩٨ / ١٣ ـ وفي أحدى روايات الحميدي ، فقلنا : من أهل بيته ، نساؤه؟

قال : لا وايم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، الخبر.

١٩٩ / ١٤ ـ (مسند أحمد بن حنبل) يرفعه إلى زيد بن ثابت ، قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ـ أو ما بين السماء إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

٢٠٠ / ١٥ ـ ابن شاذان : عن مجاهد ، قال : قيل لابن عباس : ما تقول في علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ فقال : ذكرت ـ والله ـ أجل الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلى القبلتين (١) ، وبايع البيعتين ، وأعطي السبطين ، وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، ردت عليه الشمس مرتين ، من بعد ما غابت عن القبلتين ، وجرد السيف تارتين ، وصاحب الكرتين ، ومثله كمثل ذي القرنين ، ذاك مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٠١ / ١٦ ـ وعنه ، يرفعه إلى زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعلي بن أبي طالب ، [واعلموا أن عليا] أفضل لكم من كتاب الله ، لأنه مترجم لكم عن كتاب الله».

٢٠٢ / ١٧ ـ ومن (الجمع بين الصحاح الستة) من صحيح أبي داود السجستاني ـ وهو السنن ـ ومن صحيح الترمذي ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أطول من الآخر ؛ وهو كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروني كيف تخلفوني في عترتي؟».

قال سفيان : أهل بيته هم ورثة علمه ، لأنه لا يورث من الأنبياء إلا العلم ، وهو كقول نوح : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً) (١) يريد ديني ، والعلماء من أهل دينه المقتدون به والعاملون بما جاء به ، لهم فضلان.

__________________

١٣ ـ صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٤ ذيل الحديث ٣٧ ، الطرائف لابن طاوس : ١٢٢ ذيل الحديث ١٨٦ عن الحميدي.

١٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ : ١٨١.

١٥ ـ مائة منقبة : ١٤٣ ، منقبة ٧٥ ، مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي ١ : ٤٧ ، مناقب الخوارزمي : ٢٣٥ ، ينابيع المودّة : ١٣٩.

(١) في «س» : عن العينين.

١٦ ـ مائة منقبة : ١٦١ منقبة ٨٦ ، إرشاد القلوب : ٣٧٨.

١٧ ـ جامع الأصول ١ : ١٨٧ ، العمدة : ٧٢ / ٨٩.

(١) نوح ٧١ : ٢٨.

٦٤

١٣ ـ باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي ، وأن المعجزة في نظمه ، ولم صار جديدا على مر الأزمان؟

٢٠٣ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن أبي يعقوب البغدادي ، قال : قال ابن السكيت لأبي الحسن عليه‌السلام : لماذا بعث الله موسى بن عمران بالعصا وبيده البيضاء وآلة السحر ، وبعث عيسى بآلة الطب ، وبعث محمدا (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى جميع الأنبياء) بالكلام والخطب؟

فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «لما بعث الله موسى كان الغالب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم ، وما أبطل به سحرهم ، وما أثبت به الحجة عليهم. وإن الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، (١) واحتاج الناس إلى الطب ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وقت كان الغالب على عصره الخطب والكلام ـ وأظنه قال : الشعر ـ فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم».

قال : فقال ابن السكيت : تالله ، ما رأيت مثلك قط ، فما الحجة على الخلق اليوم؟

قال : فقال عليه‌السلام : «العقل ، يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه».

قال : فقال ابن السكيت : هذا ـ والله ـ هو الجواب.

٢٠٤ / ٢ ـ محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدثني محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثني محمد بن موسى الرازي ، قال : حدثني أبي ، قال : ذكر الرضا عليه‌السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه ، فقال : «هو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى ، وطريقته المثلى ، المؤدي إلى الجنة ، والمنجي من النار ، لا يخلق (١) على الأزمنة ، ولا يغث (٢) على الألسنة ، لأنه لم يجعل لزمان دون

__________________

١٣ ـ باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي ، وأن المعجزة في نظمه ، ولم صار جديدا على مر الأزمان؟

١ ـ الكافي ١ : ١٨ / ٢٠.

(١) الزّمانة : العاهة ، وآفة في الحيوان ، وهو مرض يدوم زمانا طويلا ، وجمعها زمانات. «مجمع البحرين ـ زمن ـ ٦ : ٢٦٠».

٢ ـ عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام ٢ : ١٣٠ / ٩.

(١) خلق الثوب : أي بليّ. «الصحاح ـ خلق ـ ٤ : ١٤٧٢».

(٢) غثّ حديث القوم : أي رد وو فسد. «الصحاح ـ غثث ـ ١ : ٢٨٨».

٦٥

زمان ، بل جعل دليل البرهان ، والحجة على كل إنسان (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)». (٣)

٢٠٥ / ٣ ـ وعنه ، قال : حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدثني محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثني القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان ، قال : سمعت إبراهيم بن العباس يحدث عن الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر عليه‌السلام ، إن رجلا سأل أبا عبدالله عليه‌السلام : ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدرس إلا غضاضة (١)؟ فقال : «لأن الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة».

__________________

(٣) فصّلت ٤١ : ٤٢.

٣ ـ عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام ٢ : ٨٧ / ٣٢.

(١) شيء غضّ : أي طريّ. تقول مه : غضضت وغضضت غضاضة وغضوضة. «الصحاح ـ غضض ـ ٣ : ١٠٩٥».

٦٦

١٤ ـ باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود

٢٠٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه».

٢٠٧ / ٢ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن عبدالله بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، قال : وحدثني الحسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ، ومنهم من لا نثق به. قال : «إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله عز وجل أو من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ، وإلا فالذي جاءكم به أولى به».

٢٠٨ / ٣ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام ، يقول : «كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».

٢٠٩ / ٤ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أيوب بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف».

٢١٠ / ٥ ـ وعنه : عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنى فقال : أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق

__________________

١٤ ـ باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود

١ ـ الكافي ١ : ٥٥ / ١.

٢ ـ الكافي ١ : ٢٥٥ / ٢.

(١) جزاء الشرط محذوف أي فاقبلوه ، وقوله : «فالذي جاءكم به أولى به» أي ردّوه عليه ولا تقبلوا منه فإنّه أولى بروايته ، وأن يكون عنده لا يتجاوزه ، مرآة العقول ١ : ٢٢٨.

٣ ـ الكافي ١ : ٥٥ / ٣.

٤ ـ الكافي ١ : ٥٥ / ٤.

٥ ـ الكافي ١ : ٥٦ / ٥.

٦٧

كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم (١) بخلاف كتاب الله فلم أقله».

٢١١ / ٦ ـ وعنه : بهذا الإسناد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام ، يقول : «من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد كفر».

٢١٢ / ٧ ـ العياشي : عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبة بمنى أو بمكة : يا أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته ، وما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله».

٢١٣ / ٨ ـ عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر (١) ، عن أبيه ، عن علي (صلوات الله عليه) ، قال : «الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام (٢) في الهلكة ، (٣) وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوا به ، وما خالف كتاب الله فدعوه».

٢١٤ / ٩ ـ عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «يا محمد ، ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن تأخذ به».

٢١٥ / ١٠ ـ عن أيوب بن حر ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : «كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».

٢١٦ / ١١ ـ عن كليب الأسدي ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : «ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل».

٢١٧ / ١٢ ـ عن سدير ، قال : كان أبو جعفر عليه‌السلام وأبو عبدالله عليه‌السلام لا يصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢١٨ / ١٣ ـ عن الحسن بن الجهم ، عن العبد الصالح عليه‌السلام ، قال : «إذا جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا ، فإن أشبههما فهو حق ، وإن لم يشبههما فهو باطل».

__________________

(١) في «ط» زيادة : عني.

٦ ـ الكافي ١ : ٥٦ / ٦.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ١.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ٢.

(١) في المصدر : عن أبي جعفر.

(٢) الاقتحام : الدخول في الشّيء بشدّة وقوّة. «مجمع البحرين ـ قحم ـ ٦ : ١٣٤».

(٣) الهلكة : الهلاك. «الصحاح ـ هلك ـ ٤ : ١٦١٧».

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ٣.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٩ / ٤.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٩ / ٥.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٩ / ٦.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٩ / ٧.

٦٨

١٥ ـ باب في أول سورة نزلت وآخر سورة

٢١٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن السري ، عن عمه علي بن السري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «أول ما نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (١) وآخره سورة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)». (٢)

٢٢٠ / ٢ ـ محمد بن علي بن بابويه : عن أحمد بن علي بن إبراهيم رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ، عن حدي إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، قال : قال الرضا عليه‌السلام : «سمعت أبي يحدث عن أبيه عليهما‌السلام ، أن أول سورة نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (١) وآخر سورة نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)». (٢)

٢٢١ / ٣ ـ سعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وغيرهما ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف الخفاف ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما تقول فيمن أخذ عنكم علما فنسيه؟ قال : «لا حجة عليه ، إنما الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره ، أو بلغه فلم يؤمن به وكفر ، فأما النسيان فهو موضوع عنه ، إن أول سورة نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (١) فنسيها فلم تلزمه حجة في نسيانها ، ولكن الله تبارك وتعالى أمضى له ذلك ، ثم قال : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)». (٢)

__________________

١٥ ـ باب في أول سورة نزلت وآخر سورة

١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٠ / ٥.

(١) العلق : ٩٦ : ١.

(٢) النّصر ١١٠ : ١.

٢ ـ عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام ٢ : ٦ / ١٢.

(١) العلق ٩٦ : ١.

(٢) النّصر ١١٠ : ١.

٣ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٩٣.

(١) الأعلى ٨٧ : ١.

(٢) الأعلى ٨٧ : ٦.

٦٩

١٦ ـ باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب

١ ـ تفسير الشيخ الثقة أبي الحسن علي بن إبراهيم ، فكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٢ ـ تفسير الشيخ أبو النضر محمد بن مسعود العياشي ، وكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٣ ـ كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن الحسن الصفار ، وكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٤ ـ كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة سعد بن عبدالله القمي. (١) ٥ ـ كتاب الكافي للشيخ ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، وكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٦ ـ كتاب الشيخ الثقة أبي العباس عبدالله بن جعفر الحميري قرب الإسناد ، وكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٧ ـ كتاب غيبة الشيخ الجليل أبي عبدالله محمد بن إبراهيم المعروف بابن زينب ، وكل ما ذكرته عنه فهو منه.

٨ ـ كتب الشيخ أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد :

أ ـ كتاب الإرشاد.

ب ـ كتاب الأمالي.

ج ـ كتاب الإختصاص.

٩ ـ كتاب الزهد للحسين بن سعيد الثقة الأهوازي.

١٠ ـ كتاب التمحيص له أيضا.

١١ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي.

١٢ ـ كتاب روضة الواعظين للشيخ الجليل محمد بن أحمد بن علي الفتال ، المعروف بابن الفارسي.

١٣ ـ كتاب الشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان.

١٤ ـ كتاب مسائل الثقة الجليل علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام ، عن أخيه أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

١٥ ـ كتب الشيخ الثقة رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي :

__________________

١٦ ـ باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب

(١) مراده مختصر بصائر الدرجات.

٧٠

أ ـ كتاب من لا يحضره الفقيه.

ب ـ كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، في الغيبة.

ج ـ كتاب معاني الأخبار.

د ـ كتاب علل الشرائع.

ه ـ كتاب بشارات الشيعة.

و ـ كتاب صفات الشيعة.

ز ـ كتاب التوحيد.

ح ـ كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام.

ط ـ كتاب الخصال.

ي ـ كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال.

١٦ ـ كتب شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي :

أ ـ كتاب التهذيب.

ب ـ كتاب الاستبصار.

ج ـ كتاب الأمالي. (١)

١٧ ـ كتاب الخصائص للسيد الأجل محمد بن الحسين الرضي الموسوي.

١٨ ـ كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة للسيد الرضي أيضا.

١٩ ـ كتاب المحاسن للشيخ الثقة أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي.

٢٠ ـ كتاب تفسير مجمع البيان لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي.

٢١ ـ كتاب جوامع الجامع للطبرسي.

٢٢ ـ كتاب كشف نهج البيان تفسير الشيخ محمد بن الحسن الشيباني.

٢٣ ـ كتاب صحيفة الرضا عليه‌السلام.

٢٤ ـ كتاب مصباح الشريعة ينسب لمولانا وإمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام.

٢٥ ـ كتاب الفاضل ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري ، المسمى بمنهاج الحق واليقين.

٢٦ ـ كتاب تفسير نهج البيان. (٢)

٢٧ ـ كتاب جامع الأخبار ، والأخذ منه قليل.

٢٨ ـ كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة ، تأليف الشيخ الكامل شرف الدين النجفي.

__________________

(١) زاد في «ط» : كتاب المجالس.

(٢) هو نفس الكتاب المتقدّم في (٢٢) ، أنظر الذريعة ١٨ : ٥٢٣.

٧١

٢٩ ـ كتاب الشيخ محمد بن العباس بن مروان بن الماهيار ـ بالياء المنقطة تحتها نقطتين ، وبعد الألف الراء المهملة ـ المعروف بـ (ابن الجحام) بالجيم المضمومة والحاء المهملة بعدها ، أبو عبدالله البزاز ، بالباء الموحدة من تحت والزايين المعجمتين بينهما ألف.

قال النجاشي ، والعلامة في الخلاصة : إنه ثقة ثقة ، وهو كتاب ما أنزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام ، قال النجاشي والعلامة : قال جماعة من أصحابنا : إنه لم يصنف في معناه مثله ، وقيل : إنه ألف ورقة. انتهى كلامهما.

وهذا الكتاب لم أقف عليه ، لكن أنقل عنه ما نقله الشيخ شرف الدين النجفي المقدم ذكره ، ولم يتفق له العثور على مجموع كتاب محمد بن العباس ، بل من بعض سورة الإسراء إلى آخر القرآن ، وأنا إن شاء الله تعالى أذكر ما ذكره عنه.

٣٠ ـ كتاب تحفة الإخوان.

٣١ ـ كتاب الطرائف للسيد أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن طاوس.

٣٢ ـ كتاب تحفة الأبرار للسيد حسين بن مساعد الحسيني النجفي ، وما أنقله عن الجمهور ، من هذا الكتاب ومن الذي قبله ، من كتاب الطرائف.

٣٣ ـ كتاب ربيع الأبرار تصنيف محمود الزمخشري الملقب عندهم جار الله.

٣٤ ـ كتاب الكشاف له أيضا.

٣٥ ـ كتاب موفق بن أحمد ، وهذان الرجلان من أعيان علماء الجمهور.

٣٦ ـ كتاب المناقب للشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهر آشوب.

٣٧ ـ كتاب الشيخ الفاضل أبي الحسين ورام.

٣٨ ـ كتاب الاحتجاج للشيخ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي.

٣٩ ـ كتاب كامل الزيارات للشيخ الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.

٤٠ ـ كتاب الشيخ عمر بن إبراهيم الأوسي.

٤١ ـ كتاب تفسير مولانا وإمامنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام.

٤٢ ـ كتاب الشيخ الفاضل رجب البرسي.

وغير ذلك من الكتب يأتي ذكرها في الكتاب.

٧٢

١٧ ـ باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره

قال : بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الكتاب المجيد ، المنزل من عند العزيز الحميد ، الفعال لما يريد على محمد النبي الرشيد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو تفسير مولانا أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه وسلم تسليما). (١)

[قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «فجاءهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، فيه أنباء ما مضى ، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم ، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، ولو سألتموني لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم».

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في حجة الوداع ، في مسجد الخيف : «إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ، عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه قدحان من فضة عدد النجوم ، ألا وإني سائلكم عن الثقلين».

قالوا : يا رسول الله ، وما الثقلان؟

قال : «كتاب الله الثقل الأكبر ، طرف بيد الله ، وطرفه الآخر بأيديكم ، فتمسكوا به لن تضلوا ولن تزلوا ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي ، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، كإصبعي هاتين ـ وجمع بين سبابتيه ـ ولا أقول كهاتين ـ وجمع بين سبابته والوسطى ـ فتفضل هذه على هذه».

فالقرآن عظيم قدره ، جليل خطره ، بين شرفه ، من تمسك به هدي ، ومن تولى عنه ضل وزل ، وأفضل ما عمل به القرآن ، لقول الله عز وجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (٢) وقال : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (٣) ففرض الله عز وجل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبين للناس ما في القرآن من الأحكام والفرائض والسنن ، وفرض على الناس التفقه والتعليم

__________________

١٧ ـ باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره

(١) هذا كلام السيّد البحراني (رضوان الله عليه) ، وبعده مقدّمة عليّ بن إبراهيم رحمه‌الله في تفسيره ١ : ١. ولم يذكر مصنّف البرهان المقدّمة من أوّلها ، بل بدأ بخطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام من آخرها.

(٢) النّحل ١٦ : ٨٩.

(٣) النحل ١٦ : ٤٤.

٧٣

والعمل بما فيه حتى لا يسع أحدا جهله ، ولا يعذر في تركه.

ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ، ورواه مشايخنا وثقاتنا ، عن الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب ولايتهم ، ولا يقبل العمل إلا بهم.

وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى ، وفرض سؤالهم ، والأخذ منهم ، فقال : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٤) فعلمهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم الذين قال الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد ، وخاطبهم فى قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا ـ القرآن ـ لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ـ يا معشر الأئمة ـ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ). (٥)

فرسول الله شهيد عليهم ، وهم شهداء على الناس ، فالعلم عندهم ، والقرآن معهم ، ودين الله عز وجل الذي ارتضاه لأنبيائه وملائكته ورسله منهم يقتبس ، وهو قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ألا إن العلم الذي هبط به آدم (عليه الصلاة والسلام) من السماء إلى الأرض ، وجميع ما فضل (٦) به النبيون إلى خاتم النبيين ، عندي وعند عترة خاتم النبيين ، فأين يتاه بكم ، بل أين تذهبون؟».

وقال أيضا أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته : «لقد علم المستحفظون من أمة (٧) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إني وأهل بيتي مطهرون ، فلا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتخلفوا عنهم فتزلوا ، ولا تخالفوهم فتجهلوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، (٥) أعلم الناس كبارا ، وأحلم الناس صغارا ، فاتبعوا الحق وأهله حيث كان».

ففي الذي ذكرنا من عظيم خطر القرآن وعلم الأئمة (صلوات الله عليهم) كفاية لمن شرح الله صدره ، ونور قلبه ، وهداه للإيمان ، ومن عليه بدينه ، وبالله نستعين ، وعليه نتوكل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل. (٨) فالقرآن منه ناسخ ، ومنه منسوخ ، ومنه محكم ، ومنه متشابه ، ومنه خاص ، ومنه عام ، ومنه تقديم ، ومنه تأخير ، ومنه منقطع معطوف ، ومنه حرف مكان حرف ، ومنه محرف ، ومنه على خلاف ما أنزل الله عز وجل.

ومنه لفظه عام ومعناه خاص ، ومنه لفظه خاص ومعناه عام ، ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى ، ومنه ما (٩) تأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله مع تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ما تأويله بعد تنزيله ، ومنه رخصة إطلاق بعد الحصر ، ومنه رخصة صاحبها فيها بالخيار ، إن شاء فعل ، وإن شاء ترك ، ومنه رخصة

__________________

(٤) النّحل ١٦ : ٤٣.

(٥) الحجّ ٢٢ : ٧٧ و ٧٨.

(٦) في المصدر : ما فضلت.

(٧) في «ط» نسخة بدل ، والمصدر : أصحاب.

(٨) في المصدر زيادة : هم.

(٩) في المصدر زيادة : قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمي.

(١٠) (ما) ليس في «ط».

٧٤

ظاهرها خلاف باطنها ، يعمل بظاهرها ولا يدان بباطنها ، ومنه على لفظ الخبر ومعناه حكاية عن قوم ، ومنه آيات نصفها منسوخة ونصفها متروكة على حالها ، ومنه مخاطبة لقوم ومعناه لقوم آخرين ، ومنه مخاطبة للنبي (عليه وآله السلام) والمعني أمته ، ومنه ما لفظه واحد (١١) ومعناه جمع ، ومنه ما لا يعرف تحريمه إلا بتحليله.

ومنه رد على الملحدين ، ومنه رد على الزنادقة ، ومنه رد على الثنوية (١٢) ، ومنه رد على الجهمية (١٣) ، ومنه رد على الدهرية (١٤) ، ومنه رد على عبدة النيران ، ومنه رد على عبدة الأوثان ، ومنه رد على المعتزلة ، ومنه رد على القدرية (١٥) ، ومنه رد على المجبرة (١٦) ، ومنه رد على كل من أنكر من المسلمين الثواب والعقاب بعد الموت يوم القيامة ، ومنه رد على من أنكر المعراج والإسراء ، ومنه رد على من أنكر الميثاق في الذر ، ومنه رد على من أنكر خلق الجنة والنار ، ومنه رد على من أنكر المتعة والرجعة ، ومنه رد على من وصف الله عز وجل.

ومنه مخاطبة الله عز وجل لأمير المؤمنين والأئمة عليهم‌السلام ، وما ذكره الله من فضائلهم ، ومنه خروج القائم عليه‌السلام ، وأخبار الرجعة ، وما وعد الله تبارك وتعالى الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) من النصر والانتقام من أعدائهم.

ومنه شرائع الإسلام ، وأخبار الأنبياء عليهم‌السلام ، ومولدهم ، ومبعثهم ، وشريعتهم ، وهلاك أمتهم ، ومنه ما أنزل الله في مغازي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومنه ترغيب وترهيب ، وفيه أمثال ، وفيه قصص.

ونحن ذاكرون من جميع ما ذكرنا آية آية في أول الكتاب مع خبرها ، ليستدل بها على غيرها ، ويعرف بها علم ما في الكتاب ، وبالله التوفيق والاستعانة ، وعليه نتوكل وبه نستعين ، ونسأله الصلاة على محمد وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

فأما الناسخ والمنسوخ ، فإن عدة النساء كانت في الجاهلية إذا مات الرجل تعتد امرأته سنة ، فلما بعث الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم ينقلهم عن ذلك ، وتركهم على عاداتهم ، وأنزل الله بذلك قرآنا ، فقال : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ) (١٧) فكانت العدة حولا ، فلما قوي الإسلام

__________________

(١١) في المصدر : مفرد.

(١٢) الثنوية : وهو مذهب يقول بإلهين إله للخير وإله للشر ، ويرمز لهما بالنّور والظلام وأنّهما أزليان. «الملل والنحل ١ : ٢٢٤ ، المقالات والفرق : ١٩٤».

(١٣) الجهمية : طائفة من الخوارج من مرجئة أهل خراسان ، نسبوا إلى جهم بن صفوان ، وزعموا أنّ أهل القبلة كلّهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان ، ورجّوا لهم المغفرة جميعا. «الملل والنحل ١ : ٧٩ ، المقالات والفرق : ٦».

(١٤) الدّهرية : الذين يقولون بقدم العالم وقدم الدهر وعدم الإيمان بالآخرة. «المقالات والفرق : ٦٤ و ١٩٤».

(١٥) القدرية : هم المنسوبون إلى القدم ويزعمون أن كلّ عبد خالق فعله ، ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيئته. وقيل : المراد من القدرية المعتزلة لإسناد أفعالهم إلى القدر. «مجمع البحرين ـ قدر ـ ٣ : ٤٥١».

(١٦) الجبرية : خلاف القدرية ، وقالوا : ليس لنا صنع ونحن مجبورون يحدث الله لنا الفعل عند الفعل ، وقيل : المراد من الجبرية الأشاعرة. «مجمع البحرين ـ جبر ـ ٣ : ٢٤١».

(١٧) البقرة ٢ : ٢٤٠.

٧٥

أنزل الله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) (١٨) فنسخت (مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ).

ومثله : أن المرأة كانت في الجاهلية إذا زنت (١٩) تحبس في بيتها حتى تموت ، والرجل يؤذى ، فأنزل الله في ذلك : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (٢٠) * وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٢١) فلما قوي الإسلام ، أنزل الله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (٢٢) فنسخت تلك. ومثله كثير نذكره في مواضعه ، إن شاء الله تعالى.

وأما المحكم ، فمثل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (٢٣) ومنه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) (٢٤) ، وقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ) (٢٥) إلى آخر الآية ، فهذا كله محكم قد استغني بتنزيله عن تأويله ، ومثله كثير.

وأما المتشابه ، فما ذكرنا مما لفظه واحد ومعناه مختلف ، فمنه الفتنة التي ذكرها الله تعالى في القرآن : فمنها عذاب وهو قوله : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (٢٦) أي يعذبون ، ومنها الكفر وهو قوله : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) (٢٧) أي الكفر ، ومنها الحب وهو قوله : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (٢٨) يعني به الحب ، ومنها الاختبار وهو قوله : (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٢٩) أي لا يختبرون ، ومثله كثير نذكره في مواضعه ، ومنه الحق وهو على وجوه كثيرة ، ومنه الضلال وهو على وجوه كثيرة ، فهذا من المتشابه الذي لفظه واحد ومعناه مختلف.

وأما ما لفظه عام ومعناه خاص ، فمثل قوله تعالى : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ

__________________

(١٨) البقرة ٢ : ٢٣٤.

(١٩) في «ط» زيادة : كانت.

(٢٠) في المصدر زيادة : وفي الرجل.

(٢١) النساء ٤ : ١٥ و ١٦.

(٢٢) النور ٢٤ : ٢.

(٢٣) المائدة ٥ : ٦.

(٢٤) المائدة ٥ : ٣.

(٢٥) النساء ٤ : ٢٣.

(٢٦) الذاريات ٥١ : ١٣.

(٢٧) البقرة ٢ : ٢١٧.

(٢٨) الأنفال ٨ : ٢٨.

(٢٩) العنكبوت ٢٩ : ١ و ٢.

٧٦

وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣٠) فهذه لفظها عام ومعناها خاص ، لأنه فضلهم على عالمي زمانهم بأشياء خصصهم بها ، وقوله تعالى : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (٣١) يعني بلقيس ، فلفظه عام ومعناه خاص ، لأنها لم تؤت أشياء كثيرة ، منها الذكر واللحية ، وقوله تعالى : (رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) (٣٢) فلفظه عام ومعناه خاص ، لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها.

وأما ما لفظه خاص ومعناه عام ، فقوله : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (٣٣) فلفظ الآية خاص في بني إسرائيل ، ومعناه عام في الناس كلهم.

وأما التقديم والتأخير ، فإن آية عدة النساء الناسخة تقدمت على المنسوخة في التأليف ، وقد قدمت آية عدة النساء أربعة أشهر وعشرا على آية عدة سنة ، وكان يجب أولا أن تقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ، ثم الناسخة التي نزلت بعد.

وقوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) (٣٤)

فقال الصادق عليه‌السلام : «إنما أنزل : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى».

وقوله : (إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) (٣٥) وإنما هو : نحيا ونموت ، لأن الدهرية لم يقروا بالبعث بعد الموت ، وإنما قالوا : نحيا ونموت ، فقدموا حرفا على حرف. وقوله : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي) (٣٦) وإنما هو : اركعي واسجدي.

وقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٣٧) وإنما هو : فلعلك باخع نفسك (٣٨) على آثارهم أسفا ، إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ، ومثله كثير.

وأما المنقطع المعطوف ، فإن المنقطع المعطوف هي آيات نزلت في خبر ، ثم انقطعت قبل تمامها وجاءت آيات غيرها ، ثم عطفت بعد ذلك على الخبر الأول ، مثل قوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ

__________________

(٣٠) البقرة ٢ : ٤٧.

(٣١) النمل ٢٧ : ٢٣.

(٣٢) الأحقاف ٤٦ : ٢٤ و ٢٥.

(٣٣) المائدة ٥ : ٣٢.

(٣٤) هود ١١ : ١٧.

(٣٥) المؤمنون ٢٣ : ٣٧.

(٣٦) آل عمران ٣ : ٤٣.

(٣٧) الكهف ١٨ : ٦.

(٣٨) باخع نفسك : أي قاتل نفسك بالغم والوجد عليهم. «مجمع البحرين ـ بخع ـ ٤ : ٢٩٧».

٧٧

لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٣٩) ثم انقطع خبر إبراهيم ، فقال مخاطبة لأمة محمد : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ * أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) (٤٠) إلى قوله : (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤١) ثم عطف بعد هذه الآية على قصة إبراهيم ، فقال : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ). (٤٢) ومثله في قصة لقمان قوله : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (٤٣) ثم انقطعت وصية لقمان لابنه ، فقال : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) (٤٤) إلى قوله : (فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤٥) ثم عطف على خبر لقمان ، فقال : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ) (٤٦) ومثله كثير.

وأما ما هو حرف مكان حرف ، فقوله : (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) (٤٧) يعني ولا الذين ظلموا ، وقوله : (يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ) (٤٨) يعني ولا من ظلم ، وقوله : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً) (٤٩) يعني ولا خطأ ، وقوله : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) (٥٠) يعني حتى تقطع قلوبهم ، ومثله كثير.

وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله ، فهو قوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) (٥١) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام لقارئ هذه الآية : «خير أمة يقتلون أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والحسن والحسين ابني علي (عليهم الصلاة والسلام)؟!» فقيل له : وكيف أنزلت ، يا ابن رسول الله؟ فقال : «إنما أنزلت : كنتم خير أئمة أخرجت للناس ، ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

__________________

(٣٩) العنكبوت ٢٩ : ١٦ و ١٧.

(٤٠) العنكبوت ٢٩ : ١٨ و ١٩.

(٤١) العنكبوت ٢٩ : ٢٣.

(٤٢) العنكبوت ٢٩ : ٢٤.

(٤٣) لقمان ٣١ : ١٣.

(٤٤) لقمان ٣١ : ١٤.

(٤٥) لقمان ٣١ : ١٥.

(٤٦) لقمان ٣١ : ١٦.

(٤٧) البقرة ٢ : ١٥٠.

(٤٨) النمل ٢٧ : ١٠ و ١١.

(٤٩) النساء ٤ : ٩٢.

(٥٠) التوبة ٠ : ١١٠.

(٥١) آل عمران ٣ : ١١٠.

٧٨

وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)؟

ومثله أنه قرئ على أبي عبد الله عليه‌السلام : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٥٢) فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : «لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما» فقيل له : يا ابن رسول الله ، كيف نزلت هذه الآية؟ فقال : «إنما نزلت : الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما».

وقوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (٥٣) فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : «كيف يحفظه الشيء من أمر الله ، وكيف يكون المعقب من بين يديه؟!» فقيل له : وكيف يكون ذلك ، يا ابن رسول الله؟ فقال : «إنما نزلت : له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله» ومثله كثير.

وأما ما هو محرف منه فهو قوله : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ ـ في علي ـ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ) (٥٤).

وقوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في علي ـ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٥٥) وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا ـ آل محمد حقهم ـ لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) (٥٦) وقوله : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ـ آل محمد حقهم ـ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٥٧) وقوله : «ولو ترى الذين ظلموا» ـ آل محمد حقهم ـ (فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) (٥٨) ومثله كثير نذكره في مواضعه (٥٩).

__________________

(٥٢) الفرقان ٢٥ : ٧٤.

(٥٣) الرّعد ١٣ : ١١.

(٥٤) النّساء ٤ : ١٦٦.

(٥٥) المائدة ٥ : ٦٧.

(٥٦) النّساء ٤ : ١٦٨.

(٥٧) الشّعراء ٢٦ : ٢٢٧.

(٥٨) الآية في القرآن المجيد هكذا : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ). الأنعام ٦ : ٩٣.

(٥٩) هذا تبنّي على أن يكون مراد القمّي من «ما هو محرّف منه» هو الحذف والاسقاط للفظ ، وأمّا إذا كان مراده ما ذكره الفيض نفسه من «أن مرادهم بالتحريف والتغيير والحذف إنّما هو من حيث المعنى دون اللفظ أي حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله ، أي حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر» فلا وجه لنسبة القول بالتحريف ـ بمعنى النقصان ـ إلى القمّي بعد عدم وجود تصريح منه بالاعتقاد بمضامين الأخبار الواردة في تفسيره ، والقول بما دلّت عليه ظواهرها ، بل يحتمل إرادته المعنى الذي ذكره الفيض كما يدلّ عليه ما جاء في رسالة الإمام إلى سعد الخير فيما رواه الكليني.

مضافا إلى أن القمّي نفسه روى في تفسيره ٢ : ٤٥١ ، باسناده عن مولانا الصّادق عليه‌السلام قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لعليّ عليه‌السلام : القرآن خلف فراشي في الصّحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّف اليهود التوراة». ويؤكّد هذا الاحتمال كلام الشيخ الصّدوق ، ودعوى الإجماع من بعض الأكابر على القول بعدم التحريف. أنظر : اعتقادات الصّدوق : ٩٣ ، أوائل المقالات : ٥٥ : التبيان ١ : ٣.

٧٩

وأما ما لفظه جمع ومعناه واحد ، وهو ما جاء (٦٠) في الناس ، فقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) (٦١) نزلت في أبي لبابة بن عبدالله بن المنذر خاصة ، (٦٢) وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (٦٣) نزلت في حاطب بن أبي بلتعة (٦٤) ، وقوله : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) (٦٥) ، نزلت في نعيم بن مسعود الأشجعي ، (٦٦) وقوله : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) (٦٧) نزلت في عبدالله بن نفيل خاصة ، (٦٨) ومثله كثير نذكره في مواضعه.

وأما ما لفظه واحد ومعناه جمع ، فقوله : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٦٩) فاسم الملك واحد ومعناه جمع ، وقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ) (٧٠) فلفظ الشجر واحد ومعناه جمع.

وأما ما لفظه ماض وهو مستقبل ، فقوله : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) (٧١) وقوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ). (٧٢) إلى آخر الآية ، فهذا كله ما لم يكن بعد وفي لفظة الآية أنه قد كان ، ومثله كثير.

وأما الآيات التي هي في سورة وتمامها في سورة أخرى ، فقوله في سورة البقرة في قصة بني إسرائيل ، حين عبر بهم موسى البحر ، وأغرق الله فرعون وأصحابه ، وأنزل موسى ببني إسرائيل ، فأنزل الله عليهم المن والسلوى ، فقالوا لموسى : (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها ـ فقال لهم موسى ـ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما

__________________

(٦٠) في «ط» نسخة بدل والمصدر : وهو جار.

(٦١) الأنفال ٨ : ٢٧.

(٦٢) أسباب النزول للسيوطي ١ : ١٧٣.

(٦٣) الممتحنة ٦٠ : ١.

(٦٤) أسباب النزول للسيوطي ٢ : ١٦٢.

(٦٥) آل عمران ٣ : ١٧٣.

(٦٦) تفسير القمي ١ : ١٢٥ ، مجمع البيان ٢ : ٨٨٨.

(٦٧) التوبة ٩ : ٦١.

(٦٨) تفسير القمي ١ : ٣٠٠.

(٦٩) الفجر ٨٩ : ٢٢.

(٧٠) الحج ٢٢ : ١٨.

(٧١) النمل ٢٧ : ٨٧.

(٧٢) الزمر ٣٩ : ٦٨ ـ ٧٠.

٨٠