السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : أي فعل آل فرعون.
وقال : قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) : إنها نزلت بعد بدر ، لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بدر أتى بني قينقاع وهو يناديهم ، وكان بها سوق يسمى بسوق النبط ، فأتاهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «يا معشر اليهود ، قد علمتم ما نزل بقريش وهم أكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم ، فادخلوا في الإسلام».
فقالوا : يا محمد ، إنك تحسب حربنا مثل حرب قومك ، والله لو لقيتنا للقيت رجالا. فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ * قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) أي لو كانوا مثل المسلمين (وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ).
قوله تعالى :
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [١٤])
١٦١٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن أبي قتادة ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما تلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء ، وهو قول الله عز وجل : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ) إلى آخر الآية ـ ثم قال ـ : وإن أهل الجنة ما يتلذذون بشيء من الجنة أشهى عندهم من النكاح ، لا طعام ولا شراب».
العياشي : عن جميل بن دراج ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما تلذذ الناس ...» وذكر الحديث بعينه (١).
١٦١٧ / ٢ ـ أبو علي الطبرسي : القنطار : ملء مسك ثور ذهبا. وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
١٦١٨ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : القناطير : جلود الثيران مملوءة ذهبا (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) يعني الراعية
__________________
سورة آل عمران آية ـ ١٤ ـ
١ ـ الكافي ٥ : ٣٢١ / ١٠.
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٦٤ / ١٠.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٧١٢.
٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٧.
(وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ) يعني الزرع (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) أي حسن المرجع إليه.
قوله تعالى :
قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ ـ إلى قوله تعالى ـ
وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ [١٥ ـ ١٧]
١٦١٩ / ١ ـ من طريق المخالفين ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) الآيات : نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث.
١٦٢٠ / ٢ ـ علي بن إبراهيم : قال : (أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) ثم أخبر أن هذا للذين يقولون : (رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ـ إلى قوله ـ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) ثم أخبر أن هؤلاء هم (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) وهم الدعاءون.
١٦٢١ / ٣ ـ الشيخ : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، قال : قلت له : المستغفرين بالأسحار؟ فقال : «استغفر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وتره سبعين مرة».
١٦٢٢ / ٤ ـ ابن بابويه : بإسناده عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من قال في وتره إذا أوتر : أستغفر الله وأتوب إليه ، سبعين مرة ، وواظب (١) على ذلك حتى تمضي سنة ، كتبه الله من المستغفرين بالأسحار ، ووجبت المغفرة له من الله عز وجل».
١٦٢٣ / ٥ ـ العياشي : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله : (فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (١). قال : «لا يحضن ولا يحدثن».
١٦٢٤ / ٦ ـ عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «من داوم على صلاة الليل والوتر ، واستغفر الله في كل
__________________
سورة آل عمران ـ ١٥ ـ ١٧ ـ
١ ـ تفسير الحبري : ٢٤٥ / ١١.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٧.
٣ ـ التهذيب ٢ : ١٣٠ / ٥٠١.
٤ ـ الخصال : ٥٨١ / ٣.
(١) في المصدر : مرة وهو قائم ، فواظب.
٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٤ / ١١.
(١) البقرة ٢ : ٢٥ ، النّساء ٤ : ٥٧.
٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٢.
وتر سبعين مرة ، ثم واظب على ذلك سنة ، كتب من المستغفرين بالأسحار».
١٦٢٥ / ٧ ـ عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قول الله تبارك وتعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)؟
قال : «استغفر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وتره سبعين مرة».
١٦٢٦ / ٨ ـ عن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «من قال في آخر الوتر في السحر : أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة ودام على ذلك سنة ، كتبه الله من المستغفرين بالأسحار».
وفي رواية اخرى ، عنه عليهالسلام : «وجبت له المغفرة».
١٦٢٧ / ٩ ـ عن عمر بن يزيد ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «من استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع ، فدام على ذلك سنة ، كان من المستغفرين بالأسحار».
١٦٢٨ / ١٠ ـ عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، تفوتني صلاة الليل فأصلي الفجر ، فلي أن اصلي بعد صلاة الفجر ما فاتني من صلاة وأنا في صلاة قبل طلوع الشمس؟
قال : «نعم ، ولكن لا تعلم به أهلك فتتخذه سنة ، فتبطل قول الله عز وجل : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)».
قوله تعالى :
شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا
إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [١٨]
١٦٢٩ / ١ ـ محمد بن الحسن الصفار : عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : على الأئمة من الفرائض ما ليس على شيعتهم ، وعلى شيعتنا ما أمرهم الله ما ليس علينا ، إن عليهم أن يسألونا (وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) الإمام (١).
__________________
٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٣.
٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٤ ، ١٥.
٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٦.
١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٧.
سورة آل عمران آية ـ ١٨ـ
١ ـ بصائر الدرجات : ٦٣ / ٢٨.
(١) لم نجد في بصائر الدرجات المطبوع والمخطوط ، بل روى فيه حديثا نحوه ص ٦٣ / ٢٨ دون ذكر ذيل الحديث ، وروى في نور الثقلين ١ : ٣٢٣ / ٦٩ وكنز الدقائق ٣ : ٥٥ الحديث عن بصائر الدرجات بنفس الإسناد ، ومتنه هكذا «قال : قلت : ( وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) قال : الإمام».
١٦٣٠ / ٢ ـ العياشي : عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الآية : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
قال أبو جعفر عليهالسلام : «(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه ، وهو كما قال.
فأما قوله : (وَالْمَلائِكَةُ) فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم ، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه. وأما قوله : (وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) فإن اولي العلم الأنبياء والأوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط : العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن : أمير المؤمنين عليهالسلام».
١٦٣١ / ٣ ـ عن مرزبان القمي ، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قول الله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) قال : «هو الإمام».
١٦٣٢ / ٤ ـ عن إسماعيل ، رفعه إلى سعيد بن جبير ، قال : كان على الكعبة ثلاث مائة وستون صنما ، لكل حي من أحياء العرب الواحد والاثنان ، فلما نزلت هذه الآية : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) إلى قوله (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) خرت الأصنام في الكعبة سجدا.
١٦٣٣ / ٥ ـ سعد بن عبد الله القمي : عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي ، عن هارون بن خارجة ، عن عبد الملك بن عطاء ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «نحن أولو الذكر ، ونحن أولو العلم ، وعندنا الحرام والحلال».
قوله تعالى :
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ [١٩]
١٦٣٤ / ١ ـ روى العياشي : عن محمد بن مسلم ، قال : سألته عن قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) فقال : «الذي فيه الإيمان».
١٦٣٥ / ٢ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ـ قال ـ يعني الدين فيه الإيمان (١)».
__________________
٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٥ / ١٨.
٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ١٩.
٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢٠.
٥ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٦٧.
سورة آل عمران آية ـ ١٩ ـ
١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢١.
٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢٢.
(١) في «ط» : الإمام.
١٦٣٦ / ٣ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ). قال : «التسليم لعلي بن أبي طالب عليهالسلام بالولاية».
١٦٣٧ / ٤ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إن الله فضل الإيمان على الإسلام بدرجة ، كما فضل الكعبة على المسجد الحرام بدرجة».
١٦٣٨ / ٥ ـ وعنه ، قال : وحدثني محمد بن يحيى البغدادي ، رفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : «لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، ولا ينسبها أحد بعدي ، الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل ، والمؤمن من أخذ دينه عن ربه ، إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله ، وإن الكافر يعرف كفره بإنكاره ، يا أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره ، إن السيئة فيه تغفر ، وإن الحسنة في غيره لا تقبل».
قوله تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ
الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [٢١]
١٦٣٩ / ١ ـ سليم بن قيس الهلالي : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في حديث له مع معاوية ـ قال له : «يا معاوية ، إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، ولم يرض لنا بالدنيا ثوابا. يا معاوية ، إن نبي الله زكريا قد نشر بالمناشير ، ويحيى بن زكريا قتله (١) قومه وهو يدعوهم إلى الله عز وجل [وذلك لهوان الدنيا على الله]. إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن ، وقد قال الله عز وجل في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)».
١٦٤٠ / ٢ ـ أبو علي الطبرسي : روى أبو عبيدة بن الجراح ، قال : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟
__________________
٣ ـ المناقب ٣ : ٩٥.
٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٩.
٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٩.
سورة آل عمران آية ـ ٢١ ـ
١ ـ كتاب سليم بن قيس : ١٥٨.
(١) في المصدر : ويحيى ذبح وقتله.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٧٢٠.
قال : «رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر» ثم قرأ عليهالسلام : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) ثم قال عليهالسلام : «يا أبا عبيدة ، قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا في آخر النهار في ذلك اليوم ، وهو الذي ذكره الله».
١٦٤١ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن يونس بن ظبيان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله عز وجل يقول : ويل للذين يختلون الدنيا بالدين ، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية ، أبي يغترون (١) ، أم علي يجترءون (٢)؟ فبي حلفت لأمتحننهم بفتنة (٣) تترك الحكيم منهم حيرانا».
قوله تعالى :
قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشاءُ [٢٦]
١٦٤٢ / ١ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال (١) ، عن داود بن فرقد ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أليس قد آتى الله عز وجل بني امية الملك؟
قال : «ليس حيث تذهب ، إن الله عز وجل آتانا الملك وأخذته بنو امية ، بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر ، فليس هو للذي أخذه».
١٦٤٣ / ٢ ـ العياشي : عن داود بن فرقد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قول الله : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) فقد آتى الله بني أمية الملك!
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ٢٢٦ / ١.
(١) في «ط» : يفترون.
(٢) في «س» : تتجبّرون.
(٣) في المصدر : لأتيحن لهم فتنة.
سورة آل عمران آية ـ ٢٦ ـ
١ ـ الكافي ٨ : ٢٦٦ / ٣٨٩.
(١) في المصدر : سماك. أنظر رجال النجاشي : ٢١ / ٣٠.
٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢٣.
فقال : «ليس حيث يذهب الناس إليه ، إن الله آتانا الملك وأخذه بنو امية ، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر ، فليس هو للذي أخذه».
قوله تعالى :
وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ [٢٧]
١٦٤٤ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : سئل الحسن بن علي بن محمد عليهمالسلام عن الموت ، ما هو؟
قال : «هو التصديق بما لا يكون ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده الصادق عليهالسلام قال : إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتا ، وإن الميت هو الكافر ، إن الله عز وجل يقول : (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) يعني المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن».
١٦٤٥ / ٢ ـ أبو علي الطبرسي قيل : معناه يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن. قال : وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
قوله تعالى :
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ
ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقةً [٢٨]
١٦٤٦ / ١ ـ العياشي : عن الحسين بن زيد بن علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهالسلام قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا إيمان لمن لا تقية له ، ويقول : قال الله : (إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً)».
١٦٤٧ / ٢ ـ علي بن إبراهيم : إن هذه الآية رخصة ، ظاهرها خلاف باطنها ، يدان بظاهرها ولا يدان بباطنها إلا عند التقية ، لأن التقية رخصة للمؤمن يدين بدين الكافر ، ويصلي (١) بصلاته ، ويصوم بصيامه إذا اتقاه في الظاهر ، وفي الباطن يدين الله بخلاف ذلك.
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٢٧ ـ
١ ـ معاني الأخبار : ٢٩٠ / ١٠.
٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٧٢٨.
سورة آل عمران آية ـ ٢٨ ـ
١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ / ٢٤.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٠.
(١) في المصدر : للمؤمن أن يراه الكافر ، فيصلي.
قوله تعالى :
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ
[٣٠]
١٦٤٨ / ١ ـ محمد بن يعقوب : قال : حدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعلي بن إبراهيم ، [عن أبيه] (١) جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يعظ الناس ، ويزهدهم في الدنيا ، ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحفظ عنه وكتب ، كان يقول : «أيها الناس ، اتقوا الله ، واعلموا أنكم إليه ترجعون ، فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذركم الله نفسه ، ويحك يا بن آدم ، الغافل وليس بمغفول عنه.
يا بن آدم ، إن أجلك أسرع شيء إليك ، قد أقبل نحوك حثيثا (٢) ، يطلبك ويوشك أن يدركك ، وكأن قد أوفيت أجلك وقبض الملك روحك ، وصرت إلى قبرك وحيدا ، فرد إليك فيه روحك ، واقتحم عليك فيه ملكان : نكير ، وناكر لمساءلتك ، وشديد امتحانك.
ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده ، وعن نبيك الذي أرسل إليك ، وعن دينك الذي كنت تدين به ، وعن كتابك الذي كنت تتلوه ، وعن إمامك الذي كنت تتولاه ، ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته ، وفيما أنفقته.
فخذ حذرك ، وانظر لنفسك ، وأعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار ، فإن تك مؤمنا عارفا بدينك ، متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك ، وأنطق لسانك بالصواب ، وأحسنت الجواب ، وبشرت بالرضوان والجنة من الله عز وجل ، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان. وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ، ودحضت حجتك ، وعييت عن الجواب ، وبشرت بالنار ، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم ، وتصلية جحيم.
واعلم يا ابن آدم ، إن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) (٣) يجمع الله عز وجل فيه الأولين والآخرين ، ذلك يوم ينفخ في الصور ، ويبعثر فيه من في
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٣٠ ـ
١ ـ الكافي ٨ : ٧٢ / ٢٩.
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب لعدم ثبوت رواية عليّ بن إبراهيم عن الحسن بن محبوب مباشرة ودون واسطة ، وقد روى إبراهيم عن الحسن كثيرا ، انظر معجم رجال الحديث ١ : ٣١٩ ، و ٥ : ٩٤.
(٢) حثيثا : أي سريعا! «مجمع البحرين ـ حثث ـ ٢ : ٢٤٤».
(٣) هود ١١ : ١٠٣.
القبور ، وذلك (يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) (٤) وذلك يوم لا تقال فيه عثرة ، ولا يؤخذ من أحد فدية ، ولا تقبل من أحد معذرة ، ولا لأحد فيه مستقبل توبة ، ليس إلا الجزاء بالحسنات ، والجزاء بالسيئات. فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده».
قوله تعالى :
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [٣١]
١٦٤٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال الله في محكم كتابه : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (١) فقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، فكان ذلك دليلا على ما فوض إليه ، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه ، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم ، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه ، والترغيب في تصديقه ، والقبول لدعوته : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) فاتباعه صلىاللهعليهوآلهوسلم محبة الله ، ورضاه غفران الذنوب ، وكمال الفوز ، ووجوب الجنة ، وفي التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه ، والبعد منه مسكن النار ، وذلك قوله : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) (٢) يعني الجحود به والعصيان له».
١٦٥٠ / ٢ ـ عنه ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في صحيفة أخرجها لأصحابه : «واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق ، وعقد قلبه عليه وعمل به ، فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه ، وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا.
وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه ، وكان صدره ضيقا حرجا ، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه
__________________
(٤) غافر ٤٠ : ١٨.
سورة آل عمران آية ـ ٣١ ـ
١ ـ الكافي ٨ : ٢٦ / ٤.
(١) النّساء ٤ : ٨٠.
(٢) هود ١١ : ١٧.
٢ ـ الكافي ٨ : ١٣ / ١.
عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ، ولم يعطه العمل به حجة عليه يوم القيامة.
فاتقوا الله واسألوه أن يشرح صدوركم للإسلام ، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك ، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم ، ولا قوة إلا بالله ، والحمد لله رب العالمين.
ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)؟
والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا ، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله ، ولا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا ، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار ، والحمد لله رب العالمين».
١٦٥١ / ٣ ـ عنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة ، إلا لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن» ثم تلا : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
١٦٥٢ / ٤ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي : عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبيدة زياد الحذاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث له ، قال عليهالسلام : «يا زياد ، ويحك ، وهل الدين إلا الحب ، ألا ترى إلى قول الله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)».
١٦٥٣ / ٥ ـ ابن بابويه : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران (١) ، عن سعيد بن يسار ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «هل الدين إلا الحب ، إن الله عز وجل يقول : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
١٦٥٤ / ٦ ـ عنه : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، قال : حدثني حمران ، عمن سمع (١) أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «ما أحب الله عز وجل من
__________________
٣ ـ الكافي ٨ : ١٢٨ / ٩٨.
٤ ـ المحاسن : ٢٦٢ / ٣٢٧.
٥ ـ الخصال : ٢١ : ٧٤.
(١) في «س وط» : مروان ، والظاهر أنّه تصحيف ، إذ روى ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران في عدّة موارد ، ولم تثبت روايته عن محمّد بن مروان ، انظر معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٨٧ ، و ٢٢ : ١٠٤.
٦ ـ أمالي الصدوق : ٣٩٦ / ٣.
(١) في المصدر : حدّثني من سمع. والمذكور رواية ابن أبي عمير عن حمران بواسطة ولده حمزة بن حمران ، انظر معجم رجال الحديث ٦ : ٢٦٧.
عصاه» ثم تمثل فقال :
«تعصي إلا له وأنت تظهر حبه |
|
هذا محال في الفعال بديع! |
لو كان حبك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع» |
١٦٥٥ / ٧ ـ العياشي : عن زياد ، عن أبي عبيدة الحذاء ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي ، ثم ذكرت حبي إياكم ، وانقطاعي إليكم فطابت نفسي ، فقال عليهالسلام : «يا زياد ، ويحك ، وما الدين إلا الحب ، ألا ترى إلى قول الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
١٦٥٦ / ٨ ـ عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قد عرفتم في منكرين كثيرا ، وأحببتم في مبغضين كثيرا ، وقد يكون حبا لله في الله ورسوله ، وحبا في الدنيا ، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله تعالى ، وما كان في الدنيا فليس في شيء» ثم نفض يده ، ثم قال : «إن هذه المرجئة ، وهذه القدرية ، وهذه الخوارج ليس منهم أحد إلا يرى أنه على الحق ، وإنكم إنما أحببتمونا في الله». ثم تلا : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) ، (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٢) و (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٣) ، (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
١٦٥٧ / ٩ ـ عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا ، فأخرج رجليه وقد تغلفتا ، وقال : أما والله ما جاء بي من حيث جئت إلا حبكم أهل البيت.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدين إلا الحب ، إن الله يقول : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) وقال : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) (١) وهل الدين إلا الحب».
١٦٥٨ / ١٠ ـ عن ربعي بن عبد الله ، قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فينفعنا ذلك؟
فقال : «إي والله ، وهل الدين إلا الحب ، قال الله : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)».
__________________
٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٧ / ٢٥.
٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٧ / ٢٦.
(١) النّساء ٤ : ٥٩.
(٢) الحشر ٥٩ : ٧.
(٣) النساء ٤ : ٨٠.
٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٧ / ٢٧.
(١) الحشر ٥٩ : ٩.
١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٧ / ٢٨.
قوله تعالى :
إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى
الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [٣٣ ـ ٣٤]
١٦٥٩ / ١ ـ الشيخ في (أماليه) : عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن هارون ، قال : حدثني أبو عبد الصمد إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ـ وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم ـ قال : سمعت جعفر بن محمد عليهماالسلام يقرأ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ ـ وآل محمد ـ عَلَى الْعالَمِينَ) قال : «هكذا أنزلت».
١٦٦٠ / ٢ ـ علي بن إبراهيم : قال العالم عليهالسلام : «نزل (آلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ ـ وآل محمد ـ عَلَى الْعالَمِينَ) فأسقطوا (آل محمد) من الكتاب».
١٦٦١ / ٣ ـ وقال الطبرسي في (مجمع البيان) : وفي قراءة أهل البيت : «وآل محمد على العالمين».
١٦٦٢ / ٤ ـ ابن بابويه : قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ، وجعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنهما) ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال : حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون ، وقد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من أهل العراق وخراسان ، وذكر الحديث إلى أن قال فيه : قال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الامة؟
فقال أبو الحسن عليهالسلام : «إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه».
فقال المأمون : وأين ذلك من كتاب الله؟
فقال له الرضا عليهالسلام : «في قوله عز وجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) ـ قال ـ : يعني أن العترة داخلون في آل إبراهيم ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ولد إبراهيم عليهالسلام» ، وهو دعوة إبراهيم على ما تقدم الحديث فيه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ، وعترته منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
١٦٦٣ / ٥ ـ محمد بن إبراهيم المعروف بابن زينب النعماني : عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، قال :
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٣٣ ـ ٣٤ ـ
١ ـ الأمالي ١ : ٣٠٦.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٠.
٣ ـ مجمع البيان ٢ : ٧٣٥.
٤ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ٢٣٠ / ١.
(١) تقدّم في الحديث (١٣) من تفسير الآيات (١٢٦ ـ ١٢٩) من سورة البقرة.
٥ ـ الغيبة : ٢٨١ / ٦٧.
حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عنه أبيه ، وحدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وحدثني علي بن محمد وغيره ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي ، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام : «يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها» وذكر علامات القائم عليهالسلام إلى أن قال في الحديث : «فينادي ـ يعني القائم عليهالسلام ـ : يا أيها الناس ، إنا نستنصر الله ، فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فمن حاجني في آدم عليهالسلام فأنا أولى الناس بآدم عليهالسلام ، ومن حاجني في نوح عليهالسلام فأنا أولى الناس بنوح عليهالسلام ، ومن حاجني في إبراهيم عليهالسلام فأنا أولى الناس بإبراهيم عليهالسلام ، ومن حاجني في محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنا أولى الناس بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد (صلى الله عليهم أجمعين)».
١٦٦٤ / ٦ ـ محمد بن الحسن الصفار : عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن خلف بن حماد ، عن محمد بن القبطي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «الناس غفلوا قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في علي عليهالسلام يوم غدير خم ، كما غفلوا يوم مشربة (١) ام إبراهيم. أتاه الناس يعودونه فجاء علي عليهالسلام ليدنو من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يجد مكانا ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنهم لا يوسعون لعلي عليهالسلام نادى : يا معشر الناس ، أفرجوا لعلي. ثم أخذ بيده وأقعده معه على فراشه ؛ ثم قال : يا معشر الناس ، هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الروح والراحة ، والرضوان والبشر والبشارة ، والحب والمحبة لمن ائتم بعلي وولايته ، وسلم له وللأوصياء من بعده حقا لأدخلنهم في شفاعتي لأنهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني ، مثل جرى فيمن اتبع إبراهيم ، [لأني من إبراهيم] وإبراهيم مني ، ودينه ديني وديني دينه ، وسنته سنتي ، وفضله من فضلي ، وأنا أفضل منه ، وفضلي من فضله (٢) ، وتصديق (٣) قولي قوله تعالى : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس في مرضه ، قال هذا».
__________________
٦ ـ بصائر الدرجات : ٧٣ / ١.
(١) المشربة : الغرفة «أقرب الموارد ـ شرب ـ ١ : ٥٨٠».
(٢) زاد في «ط» : وفضله من فضلي.
(٣) في المصدر : وفضلي له فضل تصديق.
١٦٦٥ / ٧ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي : عن علي بن الحكم ، عن سعد بن خلف ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الروح والراحة ، والفلج (١) والفلاح ، والنجاح والبركة ، والعفو والعافية والمعافاة ، والبشر والنضرة والرضا ، والقرب والقرابة ، والنصر والظفر ، والتمكين والسرور ، والمحبة من الله تبارك وتعالى على من أحب علي بن أبي طالب ووالاه وائتم به وأقر بفضله وتولى الأوصياء من بعده (٢) ، حق علي أن أدخلهم في شفاعتي ، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم وإنهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني.
جرى في مثل إبراهيم عليهالسلام وفي الأوصياء من بعدي ، لأني من إبراهيم وإبراهيم مني ، ودينه ديني ، وسنته سنتي ، وأنا أفضل منه ، وفضلي من فضله ، وفضله من فضلي ، وتصديق قولي قول ربي : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)».
١٦٦٦ / ٨ ـ العياشي : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) قال : «نحن منهم ، ونحن بقية تلك العترة».
١٦٦٧ / ٩ ـ عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ). فقال : «هو : آل إبراهيم وآل محمد على العالمين. فوضعوا اسما مكان اسم».
١٦٦٨ / ١٠ ـ عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «لما قضى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبوته واستكملت أيامه ، أوحى الله : يا محمد ، قد قضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، فإني لم أقطع العلم ولا الإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم. وذلك قول الله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وإن الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا إلى نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسلا من ملائكته ، فقال له : كذا وكذا. فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليه أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبياءه وأصفياءه من الأنبياء والأعوان والذرية التي بعضها من بعض ، فذلك
__________________
٧ ـ المحاسن : ١٥٢ / ٧٤.
(١) الفلج : الظّفر والفوز. «لسان العرب ـ فلج ـ ٢ : ٣٤٧».
(٢) (ووالاه وائتم به وأقرّ بفضله وتولى الأوصياء من بعده) ليس في المصدر.
٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٨ / ٢٩.
٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٨ / ٣٠.
١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٨ / ٣١.
قول الله : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (١) فأما الكتاب فهو النبوة ، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء في الصفوة ، وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة ، وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية وفيهم العاقبة ، وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا ، وللعلماء ولولاة (٢) الأمر الاستنباط للعلم والهداية».
١٦٦٩ / ١١ ـ عن أحمد بن محمد ، عن الرضا عليهالسلام ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب ، لأن المشيئة لله في خلقه ، يريد ما يشاء ، ويفعل ما يريد ، قال الله : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آخرها من أولها ، وأولها من آخرها ، فإذا أخبرتم بشيء منها بعينه أنه كائن وكان في غيره منه ، فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه».
١٦٧٠ / ١٢ ـ عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي كلدة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الروح والراحة ، والرحمة والنضرة (١) ، واليسر واليسار ، والرضا والرضوان ، والمخرج والفلج ، والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن أحب عليا وائتم بالأوصياء من بعده ، حق علي أن أدخلهم في شفاعتي ، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم ، لأنهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني ، مثل إبراهيم جرى في ، لأنه (٢) مني ، وأنا منه ، دينه ديني ، وديني دينه ، وسنته سنتي ، وسنتي سنته ، وفضلي فضله ، وأنا أفضل منه ، وفضلي له فضل ، وذلك تصديق قول ربي : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)».
١٦٧١ / ١٣ ـ عن أيوب ، قال : سمعني أبو عبد الله عليهالسلام وأنا أقرأ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) فقال لي : «وآل محمد. كانت فمحوها ، وتركوا آل إبراهيم وآل عمران».
١٦٧٢ / ١٤ ـ عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته؟
قال : «قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) وآل محمد. هكذا نزلت (عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولا تكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم».
__________________
(١) النّساء ٤ : ٥٤.
(٢) في «ط» والمصدر : وبولاة.
١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٢.
١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٣.
(١) في المصدر : والنصرة.
(٢) في «ط» والمصدر : في ولايته.
١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٤.
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٦٩ / ٣٥.
وقال : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) (١) وآل عمران وآل محمد. رواية أبي خالد القماط ، عنه.
١٦٧٣ / ١٥ ـ وعن الشيخ الطوسي قدسسره ، قال : روى أبو جعفر القلانسي ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا عمرو بن أبي المقدام ، عن يونس بن حباب ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا ، وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم؟! والذي نفس محمد بيده ، لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب».
١٦٧٤ / ١٦ ـ وقال أيضا : روى روح بن روح ، عن رجاله ، عن إبراهيم النخعي ، عن ابن عباس رضياللهعنه ، قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقلت : يا أبا الحسن ، أخبرنا بما أوصى إليك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال : «سأخبركم ، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه لكم ، وأتم عليكم نعمته ، وكنتم أحق بها وأهلها ، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ، احفظ وصيتي ، وارفع ذمامي ، وأوف بعهدي ، وأنجز عداتي ، واقض ديني وقومها ، وأحيي سنتي ، وادع إلى ملتي ، لأن الله تعالى اصطفاني واختارني ، فذكرت دعوة أخي موسى عليهالسلام ، فقلت : اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى ، فأوحى الله عز وجل إلي : أن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك.
ثم ـ يا علي ـ أنت من أئمة الهدى وأولادك منك ، فأنتم قادة الهدى والتقى ، والشجرة التي أنا أصلها ، وأنتم فرعها ، فمن تمسك بها فقد نجا ، ومن تخلف عنها فقد هلك ، الذين أوجب الله تعالى مودتهم وولايتهم (٢) والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده ، فقال عز وجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران ، وأنتم الاسرة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمد».
١٦٧٥ / ١٧ ـ ومن طريق المخالفين ، من (تفسير الثعلبي) رفعه إلى أبي وائل ، قال : قرأت في مصحف ابن مسعود : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) وآل محمد (عَلَى الْعالَمِينَ).
__________________
(١) سبأ ٣٤ : ١٣.
١٥ ـ مصباح الأنوار : ١٥٨. «مخطوط».
١٦ ـ مصباح الأنوار : ١٥٦. «مخطوط».
(١) في «ط» : مودتكم وولايتكم.
١٧ ـ أخرجه في إحقاق الحقّ ١٤ : ٣٨٤ عن تفسير الثعلبي ، شواهد التنزيل ١ : ١١٨ / ١٦٥.
قوله تعالى :
إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً
فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ـ إلى قوله تعالى : ـ وَاصْطَفاكِ عَلى
نِساءِ الْعالَمِينَ [٣٥ ـ ٤٢]
١٦٧٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن المغيرة بن سعيد (١) روى عنك أنك قلت له : إن الحائض تقضي الصلاة.
فقال : «ما له. لا وفقه الله ، إن امرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا ، والمحرر للمسجد يدخله ثم لا يخرج منه أبدا (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) فلما وضعتها أدخلتها المسجد ، فساهمت عليها الأنبياء ، فأصابت القرعة زكريا ، فكفلها زكريا ، فلم تخرج من المسجد حتى بلغت ، فلما بلغت ما تبلغ النساء خرجت ، فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الأيام التي خرجت ، وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد؟».
١٦٧٧ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه ، فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ، إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذني ، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ؛ فحدث امرأته حنة بذلك وهي ام مريم ، فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما ذكرا ، فلما وضعتها أنثى (قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) ، (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) لأن البنت لا تكون رسولا ، يقول الله : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ).
فلما وهب الله لمريم عيسى عليهالسلام كان هو الذي بشر الله به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.
فلما بلغت مريم صارت في المحراب وأرخت على نفسها سترا وكان لا يراها أحد ، وكان يدخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يقول : (أَنَّى لَكِ هذا) فتقول :
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٣٥ ـ ٤٢ ـ
١ ـ الكافي ٣ : ١٠٥ / ٤.
(١) في «س وط» : شعبة ، وهو تصحيف صوابه ما في المتن ، انظر رجال الكشي : ٢٢٣ ومعجم رجال الحديث ١٨ : ٢٧٥ ، والمغيرة بن شعبة صحابي معروف.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠١.
(هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ * هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ). والحصور : الذي لا يأتي النساء. قال : (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) والعاقر : التي قد يئست من المحيض (كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ). قال زكريا : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً) وذلك أن زكريا ظن أن الذين بشروه هم الشياطين ، فقال : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً) فخرس ثلاثة أيام».
١٦٧٨ / ٣ ـ ابن بابويه : قال : حدثني محمد بن علي ما جيلويه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب ، قال : دخلت على الرضا عليهالسلام في أول يوم من المحرم. فقال لي : «يا بن شبيب ، أصائم أنت»؟
فقلت : لا. فقال : «هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليهالسلام ربه عز وجل ، فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) فاستجاب الله له وأمر الملائكة ، فنادت زكريا : (وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل ، استجاب له كما استجاب لزكريا عليهالسلام».
١٦٧٩ / ٤ ـ علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) قال : اصطفاها مرتين : أما الاولى : فاصطفاها أي اختارها ، وأما الثانية : فإنها حملت من غير فحل ، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين.
١٦٨٠ / ٥ ـ أبو علي الطبرسي : قال أبو جعفر عليهالسلام : «معنى الآية اصطفاك من ذرية الأنبياء ، وطهرك من السفاح ، واصطفاك لولادة عيسى عليهالسلام من غير فحل».
١٦٨١ / ٦ ـ وقال الطبرسي أيضا : (وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) أي على نساء عالمي زمانك لأن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها) سيدة نساء العالمين. قال : وهو قول أبي جعفر عليهالسلام.
١٦٨٢ / ٧ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمهالله ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في فاطمة : «إنها سيدة نساء العالمين» أهي سيدة نساء عالمها؟
قال : «ذاك لمريم كانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين».
١٦٨٣ / ٨ ـ الشيخ في (مجالسه) : قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن سليمان
__________________
٣ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ٢٩٩ / ٥٨.
٤ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٢.
٥ ـ مجمع البيان ٢ : ٧٤٦.
٦ ـ مجمع البيان ٢ : ٧٤٦.
٧ ـ معاني الأخبار : ١٠٧ / ١.
٨ ـ الأمالي ٢ : ٢٢٧.
ابن غالب الأزدي بأرتاج (١) ، قال : حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي الأزدي المعاني ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام الحميري ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي البصري ـ قدم علينا من اليمن ـ قال : حدثنا أبو هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، قال : حدثني حذيفة بن اليمان ، قال : لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قدم جعفر رحمهالله والنبي عليهالسلام بأرض خيبر ، فأتاه بالقدح من الغالية (٢) والقطيفة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فمد أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعناقهم إليها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أين علي»؟ فوثب عمار بن ياسر رضياللهعنه ، فدعا عليا عليهالسلام ، فلما جاء قال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا علي ، خذ هذه القطيفة إليك» ، فأخذها علي عليهالسلام ، وأمهل حتى قدم المدينة ، وانطلق إلى البقيع ـ وهو سوق المدينة ـ فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا ، فباع الذهب وكان ألف مثقال ، ففرقه علي عليهالسلام في فقراء المهاجرين والأنصار ، ثم رجع إلى منزله ولم يترك من الذهب قليلا ولا كثيرا ، فلقيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار ، فقال : «يا علي أخذت بالأمس ألف مثقال ، فاجعل غدائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك» ولم يكن علي عليهالسلام يرجع يومئذ إلى شيء من العروض ذهب أو فضة ، فقال حياء منه وتكرما : «نعم ، يا رسول الله ، وفي الرحب والسعة ، ادخل ـ يا نبي الله ـ أنت ومن معك» ، قال : فدخل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال لنا : ادخلوا».
قال حذيفة : وكنا خمسة نفر : أنا وعمار وسلمان وأبو ذر والمقداد (رضي الله عنهم) فدخلنا ، ودخل علي عليهالسلام على فاطمة عليهماالسلام يبتغي شيئا من الزاد ، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور وعليها عراق كثير ، وكأن رائحتها المسك ، فحملها علي عليهالسلام حتى وضعها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن حضر معه ، فأكلنا منها حتى تملأنا ، ولا ينقص منها قليل ولا كثير.
وقام النبي حتى دخل على فاطمة عليهاالسلام ، وقال : «أنى لك هذا ، يا فاطمة»؟ فردت عليه ، ونحن نسمع قولهما ، فقالت : (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) فخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مستعبرا وهو يقول : «الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لا بنتي ما رأى زكريا لمريم ، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا ، فيقول : (يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا) فتقول : (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)».
قلت : ومن هذا كثير تركناه مخافة الإطالة.
١٦٨٤ / ٩ ـ ابن بابويه : قال : حدثنا محمد بن أحمد السناني (١) رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا سهل بن زياد ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد
__________________
(١) كذا ، والظاهر انّها تصحيف بأرتاح ، اسم حصن منيع ، كان من العواصم ، من أعمال حلب. «معجم البلدان ١ : ١٤٠».
(٢) الغالية : نوع من الطيّب مركّب من مسك وعنبر وعود ودهن. «لسان العرب ـ غلا ـ ١٥ : ١٣٤».
٩ ـ معاني الأخبار : ١٣٩ / ١.
(١) في المصدر : الشيباني ، وكلاهما من مشايخ الصدوق ، والسّناني هنا أرجح لروايته عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، انظر معجم رجال الحديث ١٥ : ٢٠ و ٥٣ و ٥٤.
العسكري عليهالسلام يقل : «معنى الرجيم أنه مرجوم باللعن ، مطرود من مواضع الخير ، لا يذكره مؤمن إلا لعنه ، وإن في علم الله السابق أنه إذا خرج القائم عليهالسلام لا يبقى مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة ، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن».
قوله تعالى :
يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ * ذلِكَ مِنْ
أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [٤٣ ـ ٤٤]
١٦٨٥ / ١ ـ قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) إنما هو واركعي واسجدي ، ثم قال الله لنبيه (عليه وآله السلام): (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) يا محمد (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
١٦٨٦ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : لما ولدت اختصموا آل عمران فيها ، فكلهم قالوا : نحن نكفلها. فخرجوا وضربوا (١) بالسهام بينهم ، فخرج سهم زكريا ، فكفلها زكريا.
١٦٨٧ / ٣ ـ ابن بابويه : قال : روي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول الله عز وجل : (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) والسهام ستة» (١).
١٦٨٨ / ٤ ـ العياشي : عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال : «إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا ـ قال ـ : والمحرر للمسجد إذا وضعته دخل المسجد فلم يخرج أبدا ، فلما ولدت مريم قالت : (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (١) فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا ، وهو زوج أختها ، وكفلها وأدخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء ، فكانت تصلي فيضيء المحراب لنورها ،
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٤٣ ـ ٤٤ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٢.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٢.
(١) في المصدر : وقارعوا.
٣ ـ الخصال ١٥٦ / ١٩٨.
(١) زاد في «ط» : في ستّة.
٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧٠ / ٣٦.
(١) آل عمران ٣ : ٣٦.