البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

عبدالله عليه‌السلام يقول : «إذا أحسن العبد المؤمن عمله ضاعف الله تعالى عمله ، لكل حسنة سبع مائة ، وذلك قول الله : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله». فقلت له : وما الإحسان؟

قال : فقال : «إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك ، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجك وعمرتك ـ قال ـ : وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس».

١٤٦٠ / ٢ ـ الشيخ في (أماليه) : قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي محمد الوابشي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام ، قال : «إذا أحسن العبد المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبع مائة ضعف ؛ وذلك قوله عز وجل : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ)».

١٤٦١ / ٣ ـ العياشي : عن عمر بن يونس ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله تعالى (١) عمله بكل حسنة سبع مائة ضعف ؛ فذلك قول الله عز وجل : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله». قلت : وما الإحسان؟

قال : إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق (٢) ما فيه فساد صومك ، وإذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك وعمرتك ـ قال ـ وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس».

١٤٦٢ / ٤ ـ عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت له : أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شيء من المواريث والقضايا والأحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك؟

قال : «لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحدا إذا حكم الإمام عليهما ، ولكن للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما ، وما يتقربان به إلى الله تعالى».

قال : فقلت : أليس الله يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٣) ، وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج من المؤمن؟

قال : فقال : «أليس الله قد قال : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) أضعافا كثيرة؟ فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات ، لكل حسنة سبعين ضعفا ، فهذا من فضلهم ، ويزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا مضاعفة كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمن ما يشاء».

__________________

٢ ـ الأمالي ١ : ٢٢٧.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٦ / ٤٧٨.

(١) في المصدر زيادة : له.

(٢) في المصدر زيادة : كلّ.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٦ / ٤٧٩.

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠.

٥٤١

١٤٦٣ / ٥ ـ عن محمد الوابشي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله بكل حسنة سبع مائة ضعف ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ)».

١٤٦٤ / ٦ ـ عن المفضل بن محمد الجعفي (١) ، قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ). قال : «الحبة : فاطمة (صلى الله عليها) ، والسبع سنابل : سبعة من ولدها ، سابعهم قائمهم».

قلت : الحسن عليه‌السلام؟ قال : «الحسن إمام من الله مفترض طاعته ، ولكن ليس من السنابل السبعة ، أولهم الحسين عليه‌السلام ، وآخرهم القائم» (٢).

فقلت : قوله : (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ). قال : يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه ، وليس ذلك إلا هؤلاء السبعة».

١٤٦٥ / ٧ ـ أبو علي الطبرسي : الآية عامة في النفقة في جميع ذلك. وهو المروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

وقال : وقيل : هي خاصة بالجهاد ، فأما غيره من الطاعات فإنما يجزي بالواحد عشر أمثالها.

١٤٦٦ / ٨ ـ وعنه : قال : وروي عن ابن عمر أنه قال : لما نزلت هذه الآية ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «رب زد أمتي» فنزل قوله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) (١) قال : «رب زد أمتي» فنزل : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٢).

قوله تعالى :

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا

أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ـ إلى قوله تعالى ـ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ [٢٦٢ ـ ٢٦٦]

١٤٦٧ / ١ ـ علي بن إبراهيم : قال : الصادق عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أسدى إلى مؤمن

__________________

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٨١.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٨٠.

(١) كذا في «س وط» : والمصدر ، والظاهر أنّه : الضبي ، الذي عدّه الشيخ الطوسي في رجاله : ٣١٥ / ٥٥٦ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

(٢) قال الحرّ العاملي في (إثبات الهداة ٧ : ٩٥ / ٥٥٠) : هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر ، وليس فيه إشعار بالحصر كما هو واضح ، ولعلّ المراد السابع من الصادق عليه‌السلام ، لأنّه هو المتكلّم بهذا الكلام ، انتهى.

والحديث مجهول وفيه اضطراب بيّن ، إذا إنّ ظاهره لا ينسجم مع مسلّمات المذهب ، إلاّ على تأويل التوسعة في العدد (سبعة) ، لأنّ العرب تستخدمه كثيرا ولا تريد به حصر العدد ، بل تريد التكثير والتضعيف.

٧ ـ مجمع البيان ٢ : ٦٤٦.

٨ ـ مجمع البيان ٢ : ٦٤٦.

(١) البقرة ٢ : ٢٤٥.

(٢) الزّمر ٣٩ : ١٠.

سورة البقرة آية ـ ٢٦٢ ـ ٢٦٦ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.

٥٤٢

معروفا ، ثم آذاه بالكلام أو من عليه ، فقد أبطل الله صدقته ، ثم ضرب فيه مثلا ، فقال : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).

وقال : من كثر امتنانه (١) وأذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته ، كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان».

والصفوان : الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة (٢) فيجيء المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به ، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم اتبعه بالمن والأذى.

١٤٦٨ / ٢ ـ وعنه : قال الصادق عليه‌السلام : «ما شيء أحب إلي من رجل سلفت مني إليه يد أتبعتها (١) أختها وأحسنت بها له ، لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل».

ثم ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ، وتثبيتا من أنفسهم عن المن والأذى ، فقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) قال : مثلهم كمثل جنة : أي بستان ، في موضع مرتفع ، أصابها وابل : أي مطر ، فآتت أكلها ضعفين : أي يتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ، والطل : ما يقع بالليل على الشجر والنبات.

١٤٦٩ / ٣ ـ وعنه : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «والله يضاعف لمن يشاء : لمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ـ قال ـ فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ثم امتن على من تصدق عليه ، كان كما قال الله : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ) ـ قال ـ : الإعصار : الرياح ، فمن امتن على من تصدق عليه ، كان كمن له جنة كثيرة الثمار ، وهو شيخ ضعيف وله أولاد (١) ضعفاء فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كله».

١٤٧٠ / ٤ ـ العياشي : عن المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، عن جعفر بن محمد ، أو أبي جعفر عليهما‌السلام ، في قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) إلى آخر الآية. قال : «نزلت في عثمان ، وجرت في معاوية وأتباعهما».

__________________

(١) في المصدر : أكثر منّه.

(٢) في المصدر : على مفازة.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.

(١) في المصدر : أتبعته.

٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.

(١) في المصدر زيادة : صغار.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٨٢.

٥٤٣

١٤٧١ / ٥ ـ عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) : «لمحمد وآل محمد (عليه الصلاة والسلام) ، هذا تأويل. قال : أنزلت في عثمان».

١٤٧٢ / ٦ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) إلى قوله : (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا). قال : «صفوان : أي حجر ، والذين ينفقون أموالهم رياء الناس : فلان ، وفلان ، وفلان ، ومعاوية ، وأشياعهم».

١٤٧٣ / ٧ ـ عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

قال : «نزلت في علي عليه‌السلام».

١٤٧٤ / ٨ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) ، قال : «علي أمير المؤمنين عليه‌السلام أفضلهم ، وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله».

١٤٧٥ / ٩ ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : (إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ) ، قال : «ريح».

قوله تعالى :

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ

مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ

تُغْمِضُوا فِيهِ [٢٦٧]

١٤٧٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).

قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أمر بالنخل أن يزكى ، يجيء قوم بألوان من التمر ، وهو من أردأ التمر

__________________

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٨٣.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٨٤.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٨٥ ، شواهد التنزيل ١ : ١٠٤ / ١٤٤.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٨٦.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٩٨٧.

سورة البقرة آية ـ ٢٦٧ ـ

١ ـ الكافي ٤ : ٤٨ / ٩.

٥٤٤

يؤدونه عن زكاتهم تمرا ، يقال له : الجعرور والمعافارة ، قليلة اللحاء (١) ، عظيمة النوى ، وكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تخرصوا (٢) هاتين النخلتين ، ولا تجيئوا منها بشيء ، وفي ذلك نزل : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) والإغماض : أن تأخذ هاتين التمرتين».

١٤٧٧ / ٢ ـ وفي رواية اخرى : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ).

قال : «كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية ، فلما أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدقوا بها ، فأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يخرجوا من أطيب ما كسبوا».

١٤٧٨ / ٣ ـ عنه : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن داود ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا زنى الزاني (١) فارقه روح الإيمان».

قال : فقال : «هو مثل قول الله عز وجل : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) ـ ثم قال ـ غير هذا أبين منه ، ذلك قول الله عز وجل : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٢) هو الذي فارقه».

١٤٧٩ / ٤ ـ العياشي : عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).

قال : «كان أناس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتصدقون بشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر ، الكبير النوى ، يقال له : المعافارة ، ففي ذلك أنزل الله : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ)».

١٤٨٠ / ٥ ـ عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : (وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)؟

قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أمر بالنخل أن يزكى ، يجيء قوم بألوان من التمر ، هو من أردأ التمر يؤدونه عن زكاتهم تمرا ، يقال له : الجعرور والمعافارة ، قليلة اللحاء ، عظيمة النوى ، فكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تخرصوا هاتين ، ولا تجيئوا منها بشيء ، وفي ذلك أنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ـ إلى قوله : إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) والإغماض : أن يأخذ هاتين التمرتين من التمر».

__________________

(١) في «س» : اللحم.

(٢) خرص النخلة : حزر ما عليها من الرّطب. «مجمع البحرين ـ خرص ـ ٤ : ١٦٧».

٢ ـ الكافي ٤ : ٤٨ / ١٠.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ١٧.

(١) في المصدر : الرجل.

(٢) المجادلة ٥٨ / ٢٢.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٨٨.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٨ / ٤٨٩.

٥٤٥

وقال : «لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام».

١٤٨١ / ٦ ـ عن رفاعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ).

قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عبد الله بن رواحة ، فقال : لا تخرصوا جعرورا ولا معافارة ، وكان أناس يجيئون بتمر سوء ، فأنزل الله جل ذكره : (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) ، وذكر أن عبد الله خرص عليهم تمر سوء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عبد الله ، لا تخرصوا (١) جعرورا ولا معافارة».

١٤٨٢ / ٧ ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).

قال : «كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربا ، [من المكاسب] الخبيثة قبل ذلك ، فكان أحدهم يتيممها (١) فينفقها ويتصدق بها ، فنهاهم الله عن ذلك».

١٤٨٣ / ٨ ـ عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).

قال : «كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا ومن أموال خبيثة ، فكان الرجل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها ، فنهاهم الله عن ذلك ، وإن الصدقة لا تصلح إلا من كسب طيب».

١٤٨٤ / ٩ ـ عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ، قال : «كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه عذق يسمى الجعرور ، ويسمى معافارة ، كانا عظيم نواهما ، رقيق لحاؤهما ، في طعمهما مرارة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للخارص : لا تخرص عليهم هذين اللونين ، لعلهم يستحيون لا يأتون بهما ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ـ إلى قوله تعالى : ـ تُنْفِقُونَ)».

١٤٨٥ / ١٠ ـ عن محمد بن خالد الضبي ، قال : مر إبراهيم النخعي على امرأة وهي جالسة على باب دارها بكرة ، وكان يقال لها : ام بكر ، وفي يدها مغزل تغزل به ، فقال : يا أم بكر ، أما كبرت ، ألم يأن لك أن تضعي هذا المغزل؟ فقالت : وكيف أضعه ، وسمعت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : «هو من طيبات الكسب».

__________________

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٩ / ٤٩٠.

(١) في المصدر : لا تخرص.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٩ / ٤٩١.

(١) في «ط» : تيمّمها.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٩ / ٤٩٢.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٠ / ٤٩٣.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٠ / ٤٩٤.

٥٤٦

قوله تعالى :

الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ

وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ [٢٦٨]

١٤٨٦ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا محمد ابن أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، عن عباس ، عن أسباط (١) ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني ربما حزنت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد ، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد.

فقال : «إنه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان ، فإذا كان فرحه كان من دنو الملك منه ، وإذا كان حزنه كان من دنو الشيطان منه ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)».

١٤٨٧ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : إن الشيطان يقول : لا تنفقوا فإنكم تفتقرون (١) (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ) أي يغفر لكم إن أنفقتم لله (وَفَضْلاً) ، قال : يخلف عليكم.

١٤٨٨ / ٣ ـ العياشي : عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : إني أفرح من غير فرح أراه في نفسي ، ولا في مالي ، ولا في صديقي ، وأحزن من غير حزن أراه في نفسي ، ولا في مالي ، ولا في صديقي.

قال : نعم ، إن الشيطان يلم بالقلب ، فيقول : لو كان ذلك عند الله خيرا ما أدال عليك عدوك (١) ، ولا جعل بك إليه حاجة ، هل تنتظر إلا مثل الذي انتظر الذين من قبلك ، فهل قالوا شيئا؟ فذلك الذي يحزن من غير حزن.

وأما عن الفرح ، فإن الملك يلم بالقلب فيقول : إن كان الله أدال عليك عدوك ، وجعل بك إليه حاجة ، فإنما هي أيام قلائل ، أبشر بمغفرة من الله وفضل ، وهو قول الله : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً)».

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٦٨ ـ

١ ـ علل الشرائع : ٩٣ / ١.

(١) في «س» : وأسباط ، ولعله الصواب لرواية الحسن بن علي عنه ، انظر معجم رجال الحديث ٣ : ٢٧.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٢.

(١) في المصدر : لا تنفق فانّك تفتقر.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٠ / ٤٩٥.

(١) أدال عليك عدوّك : جعله يغلبك وينتصر عليك.

٥٤٧

قوله تعالى :

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً

وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ [٢٦٩]

١٤٨٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).

فقال : طاعة الله ، ومعرفة الإمام».

١٤٩٠ / ٢ ـ عنه : بإسناده ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً). قال : «معرفة الإمام ، واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار».

١٤٩١ / ٣ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي : عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن الحلبي ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً). قال : «هي طاعة الله ، ومعرفة الإمام (١) عليه‌السلام».

١٤٩٢ / ٤ ـ العياشي : عن أبي بصير ، قال : سألته عن قول الله تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً). قال : «هي طاعة الله ، ومعرفة الإمام».

١٤٩٣ / ٥ ـ عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال : «المعرفة».

١٤٩٤ / ٦ ـ عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال : «معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار».

١٤٩٥ / ٧ ـ عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ

__________________

سورة البقرة ـ ٢٦٩ ـ

١ ـ الكافي ١ : ١٤٢ / ١١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ٢٠.

٣ ـ المحاسن : ١٤٨ / ٤٠.

(١) في «س» : ومعرفة الإسلام.

٤ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٤٩٦.

٥ ـ هذا الحديث ساقط من تفسير العياشي المطبوع ، ومثبت في نسخه المخطوطة.

٦ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٤٩٧.

٧ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٤٩٨.

٥٤٨

أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً). فقال : «إن الحكمة : المعرفة والتفقه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه».

١٤٩٦ / ٨ ـ علي بن إبراهيم ، قال : الخير الكثير : معرفة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والأئمة عليهم‌السلام.

١٤٩٧ / ٩ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، رفعه ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته ، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عباداتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم اولوا الألباب ، قال الله تبارك وتعالى : (وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ)».

١٤٩٨ / ١٠ ـ وعن الصادق عليه‌السلام قال : «الحكمة ضياء المعرفة ، وميزان (١) التقوى ، وثمرة الصدق ، وما أنعم الله على عباده بنعمة أعظم وأنعم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة للقلب ؛ قال الله عز وجل : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ)».

قوله تعالى :

إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ

خَيْرٌ لَكُمْ [٢٧١]

١٤٩٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله عز وجل : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ). قال : «يعني الزكاة المفروضة».

قال : قلت : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ). قال : «يعني النافلة ، إنهم يستحبون إظهار الفرائض ، وكتمان النوافل».

١٥٠٠ / ٢ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المغرا ،

__________________

٨ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٢.

٩ ـ الكافي ١ : ١٠ / ١١.

١٠ ـ مصباح الشريعة : ١٩٨.

(١) في «ط» : وميراث.

سورة البقرة آية ـ ٢٧١ ـ

١ ـ الكافي ٤ : ٦٠ / ١.

٢ ـ الكافي ٣ : ٤٩٩ / ٩.

٥٤٩

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). قال : «ليس من الزكاة ، وصلتك قرابتك ليس من الزكاة».

١٥٠١ / ١ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). فقال : «هي سوى الزكاة ، إن الزكاة علانية غير سر».

١٥٠٢ / ٢ ـ العياشي : عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). قال : «ليس تلك الزكاة ، ولكن الرجل يتصدق لنفسه ، والزكاة علانية ليس بسر».

قوله تعالى :

لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي

الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيما هُمْ لا

يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً [٢٧٣]

١٥٠٣ / ٣ ـ قال علي بن إبراهيم : هم الذين لا يسألون الناس إلحافا من الراضين ، والمتجملين في الدين الذين لا يسألون الناس إلحافا ، ولا يقدرون أن يضربوا في الأرض فيكسبوا ، فيحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف عن السؤال».

١٥٠٤ / ٤ ـ أبو علي الطبرسي ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نزلت الآية في أصحاب الصفة».

قال : وكذلك رواه الكلبي عن ابن عباس ، وهم نحو من أربع مائة رجل لم يكن لهم مساكن بالمدينة ولا عشائر يأوون إليهم فجعلوا أنفسهم في المسجد ، وقالوا : نخرج في كل سرية (١) يبعثها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فحث الله الناس عليهم ، فكان الرجل إذا أكل وعنده فضل أتاهم به إذا أمسى.

١٥٠٥ / ٥ ـ العياشي : عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «إن الله يبغض الملحف» (١).

__________________

٣ ـ الكافي ٣ : ٥٠٢ / ١٧.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥١ / ٤٩٩.

سورة البقرة آية ـ ٢٧٣ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٣.

٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٦٦٦.

(١) السريّة : القطعة من الجيش. «مجمع البحرين ـ سرا ـ ١ : ٢١٦».

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥١ / ٥٠٠.

(١) الملحف : أي الملح بالسؤال. «مجمع البحرين ـ لحف ـ ٥ : ١١٩».

٥٥٠

قوله تعالى :

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ

عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [٢٧٤]

١٥٠٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : قوله عز وجل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)؟ قال : «ليس من الزكاة».

١٥٠٧ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن محمد الجعابي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي ، قال : حدثني أبي (١) ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وذكر عدة أحاديث ، ثم قال : ـ قال : «نزلت : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) في علي».

١٥٠٨ / ٣ ـ العياشي عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)؟ قال : «ليس من الزكاة».

١٥٠٩ / ٤ ـ عن أبي إسحاق ، قال : كان لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دراهم ، لم يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «يا علي ، ما حملك على ما صنعت»؟ قال : «إنجاز موعود الله» فأنزل الله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) إلى آخر الآيات.

١٥١٠ / ٥ ـ الشيخ المفيد في (الاختصاص) : بإسناده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا علي ما عملت في ليلتك»؟ قال : «ولم يا رسول الله؟». قال : «نزلت فيك أربعة معان».

قال : «بأبي أنت وأمي ، كانت معي أربعة دراهم ، فتصدقت بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية».

قال : «فإن الله أنزل فيك : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٧٤ ـ

١ ـ الكافي ٣ : ٤٩٩ / ٩.

٢ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٢ / ٢٥٥.

(١) (قال : حدثني أبي) ليس في المصدر ، وهو سهو ، راجع رجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٣.

٣ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٥٠١.

٤ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٥٠٢ ، شواهد التنزيل ١ : ١٠٩ / ١٥٥ ، أسباب النزول للواحدي : ٥٢.

٥ ـ الاختصاص : ١٥٠.

٥٥١

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)».

١٥١١ / ٦ ـ ومن طريق المخالفين ، ما رواه موفق بن أحمد في كتاب (المناقب) : بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، قال : كان لعلي عليه‌السلام أربعة دراهم فأنفقها ، واحدا ليلا ، وواحدا نهارا ، وواحدا سرا ، وواحدا علانية ، فنزل قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)».

١٥١٢ / ٧ ـ ومن طريقهم ما رواه ابن المغازلي ، يرفعه إلى ابن عباس ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً). قال : هو علي بن أبي طالب ، كان له أربعة دراهم ، فأنفق درهما سرا ، ودرهما علانية ، ودرهما بالليل ، ودرهما بالنهار.

ومن (تفسير الثعلبي) (١) مثل هذا.

١٥١٣ / ٨ ـ ابن شهر آشوب في (المناقب) : عن ابن عباس ، والسدي ، ومجاهد ، والكلبي ، وأبي صالح ، والواحدي ، والطوسي ، والثعلبي ، والطبرسي ، والماوردي ، والقشيري ، والثمالي ، والنقاش ، والفتال ، وعبد الله (١) بن الحسين ، وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم : أنه كان عند علي بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دراهم فضة ، فتصدق بواحد ليلا ، وبواحد نهارا ، وبواحد سرا ، وبواحد علانية ، فنزل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) فسمى كل درهم مالا ، وبشره بالقبول.

رواه النطنزي في (الخصائص).

١٥١٤ / ٩ ـ أبو علي الطبرسي رحمه‌الله ، قال : سبب النزول ، عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي عليه‌السلام ، كانت معه أربعة دراهم فتصدق بواحد ليلا ، وبواحد نهارا ، وبواحد سرا ، وبواحد علانية. قال أبو علي الطبرسي : وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام.

قوله تعالى :

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ

__________________

٦ ـ مناقب الخوارزمي : ١٩٨ ، مجمع الزوائد ٦ : ٣٢٤ ، ينابيع المودة : ٩٢.

٧ ـ مناقب ابن المغازلي : ٢٨٠ / ٣٢٥ ، فرائد السمطين ١ : ٣٥٦ / ٢٨٢ ، ينابيع المودة : ٢٩٠.

(١) تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار : ١١١ «مخطوط».

٨ ـ المناقب ٢ : ٧١.

(١) في المصدر : وعبيد الله.

٩ ـ مجمع البيان ٢ : ٦٦٧.

٥٥٢

الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ [٢٧٥]

١٥١٥ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أسري بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟». قال هؤلاء : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) (١) وإذا هم بسبيل آل فرعون ، يعرضون على النار غدوا وعشيا ، ويقولون : ربنا متى تقوم الساعة؟».

١٥١٦ / ٢ ـ العياشي : عن شهاب بن عبد ربه ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «آكل الربا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان».

قوله تعالى :

ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا

فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ

عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ * يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا

وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [٢٧٥ ـ ٢٧٦]

١٥١٧ / ٣ ـ ابن بابويه في (الفقيه) : بإسناده عن عمر بن يزيد بياع السابري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك ، إن الناس يزعمون أن الربح على المضطر حرام وهو من الربا؟ فقال : «وهل رأيت أحدا اشترى ـ غنيا أو فقيرا ـ إلا من ضرورة؟ يا عمر ، قد أحل الله البيع وحرم الربا ، فاربح ولا ترب».

قلت : وما الربا؟ قال : «دراهم بدراهم ، مثلان بمثل».

وروى هذا الحديث الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن عمر بن يزيد بياع السابري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وذكر مثله ، إلا أن في آخره : قلت : وما الربا؟ قال : «دراهم بدراهم ، مثلين بمثل ، وحنطة بحنطة ،

__________________

سورة البقرة ـ ٢٧٥ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٣.

(١) ما بعد الآية ليس في المصدر المطبوع ، ومثبت في الطبعة الحجرية : ٥٠.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ / ٥٠٣.

سورة البقرة آية ـ ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ـ

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٧٦ / ٧٩٣.

٥٥٣

مثلين بمثل» (١).

١٥١٨ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ).

قال : «الموعظة : التوبة».

١٥١٩ / ٣ ـ عنه : بإسناده عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «لا يكون الربا إلا فيما يكال أو يوزن».

١٥٢٠ / ٤ ـ الشيخ : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخل رجل على أبي جعفر عليه‌السلام ، من أهل خراسان ، قد عمل بالربا حتى كثر ماله ، ثم أنه سأل الفقهاء ، فقالوا : ليس يقبل منك شيء إلا أن ترده إلى أصحابه ، فجاء إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقص عليه قصته ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «مخرجك من كتاب الله عز وجل : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ) والموعظة : التوبة».

١٥٢١ / ٥ ـ العياشي : عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ). قال : «الموعظة : التوبة».

١٥٢٢ / ٦ ـ عن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «لا يكون الربا إلا فيما يكال أو يوزن».

١٥٢٣ / ٧ ـ عن محمد بن مسلم : أن رجلا سأل أبا جعفر عليه‌السلام ، وقد عمل بالربا حتى كثر ماله ، بعد أن سأل غيره من الفقهاء ، فقالوا له : ليس يقبل (١) منك شيء إلا أن ترده إلى أصحابه. فلما قص على أبي جعفر (٢) عليه‌السلام ، قال له أبو جعفر عليه‌السلام : «مخرجك في كتاب الله تعالى قوله : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ) والموعظة : التوبة».

١٥٢٤ / ٨ ـ الشيخ : بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) التهذيب ٧ : ١٨ / ٧٨.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣١٤ / ٢.

٣ ـ الكافي ٥ : ١٤٦ / ١٠.

٤ ـ التهذيب ٧ : ١٥ / ٦٨.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ / ٥٠٥.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ / ٥٠٤.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ / ٥٠٦.

(١) في المصدر : يقيك.

(٢) في «ط» : قصّ أبا جعفر.

٨ ـ التهذيب ٧ : ١٥ / ٦٥.

٥٥٤

قال : قلت له : سمعت الله يقول : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ، وقد أرى من يأكل الربا يربو ماله! فقال : «أي محق أمحق من درهم الربا ، يمحق الدين ، وإن تاب منه ذهب ماله وافتقر».

١٥٢٥ / ٩ ـ عنه : بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : سمعت الله عز وجل يقول في كتابه : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ، وقد أرى من يأكل الربا يربو ماله! فقال : «فأي محق أمحق من درهم الربا ، يمحق الدين ، وإن تاب ذهب ماله وافتقر».

١٥٢٦ / ١٠ ـ العياشي : عن سالم بن أبي حفصة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن الله يقول : ليس من شيء إلا وكلت به من يقبضه غيري ، إلا الصدقة فإني أتلقفها بيدي تلقفا ، حتى إن الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة ، فأربيها له كما يربي الرجل فلوه (١) وفصيله (٢) ، فيلقاني يوم القيامة وهي مثل احد ، وأعظم من احد».

١٥٢٧ / ١١ ـ عن محمد القمام ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «إن الله ليربي لأحدكم الصدقة كما يربي أحدكم ولده ، حتى يلقاها يوم القيامة وهي مثل احد».

١٥٢٨ / ١٢ ـ عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قال الله تبارك وتعالى : أنا خالق كل شيء ، وكلت بالأشياء غيري إلا الصدقة ، فإني أقبضها بيدي ، حتى أن الرجل والمرأة يتصدق بشق التمرة ، فأربيها له كما يربي الرجل منكم فصيله وفلوه ، حتى أتركها يوم القيامة أعظم من احد».

١٥٢٩ / ١٣ ـ عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنه ليس شيء إلا وقد وكل به ملك ، غير الصدقة ، فإن الله يأخذها بيده ويربيها ، كما يربي أحدكم ولده ، حتى يلقاها يوم القيامة وهي مثل احد».

١٥٣٠ / ١٤ ـ الشيخ في (أماليه) : بإسناده عن علي عليه‌السلام ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنه تلا هذه الآية : (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) قيل : يا رسول الله من أصحاب النار؟ قال : «من قاتل عليا بعدي فأولئك أصحاب النار مع الكفار ، فقد كفروا بالحق لما جاءهم ، وإن عليا بضعة (١) مني ، فمن حاربه فقد حاربني ، وأسخط ربي».

__________________

٩ ـ التهذيب ٧ : ١٩ / ٨٣.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ / ٥٠٧.

(١) الفلو : المهر يفطم أو يبلغ السّنة. «المعجم الوسيط ـ فلا ـ ٢ : ٧٠٢».

(٢) الفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن امّه. «مجمع البحرين ـ فصل ـ ٥ : ٤٤٢».

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥٠٨.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥٠٩.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥١٠.

١٤ ـ الأمالي ١ : ٣٧٤ ، مناقب ابن المغازلي : ٥٠ / ٧٣ «قطعة منه».

(١) (بضعة) ليس في المصدر.

٥٥٥

ثم دعا عليا عليه‌السلام ، فقال : «يا علي حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي».

قوله تعالى :

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ

مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ

فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [٢٧٨ ـ ٢٧٩]

١٥٣١ / ١ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنهما قالا في الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى ، فيأتيه غريمه ، فيقول له : أنقد لي من الذي لي كذا وكذا ، وأضع عنك بقيته ، أو يقول : أنقد لي بعضا ، وأمد لك في الأجل فيما بقي.

قال : «لا أرى به بأسا ، ما لم يزد على رأس ماله شيئا ، يقول الله : (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)».

ابن بابويه في (الفقيه) : بإسناده عن أبان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مثله (١).

١٥٣٢ / ٢ ـ العياشي : عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى فيأتيه غريمه ، فيقول : أنقد لي.

فقال : «لا أرى به بأسا ، لأنه لم يزد على رأس ماله ، وقال الله : (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)».

١٥٣٣ / ٣ ـ عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ـ إلى قوله : ـ تَظْلِمُونَ) فهذا ما دعا الله إليه عباده من التوبة ، ووعد عليها من ثوابه ، فمن خالف ما أمر الله به من التوبة سخط الله عليه ، وكانت النار أولى به وأحق».

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ـ

١ ـ التهذيب ٦ : ٢٠٧ / ٤٧٥.

(١) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢١ / ٥٥.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥١١.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥١٢.

٥٥٦

١٥٣٤ / ٤ ـ أبو علي الطبرسي ، قال : روي عن الباقر عليه‌السلام : «أن الوليد بن المغيرة كان يربي في الجاهلية ، وقد بقي له بقايا على ثقيف ، فأراد خالد بن الوليد المطالبة بعد أن أسلم ، فنزلت الآية».

١٥٣٥ / ٥ ـ علي بن إبراهيم : سبب نزولها أنه لما أنزل الله : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) (١) قام خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : يا رسول الله أربى أبي في ثقيف ، وقد أوصاني عند موته بأخذه. فأنزل الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ). فقال : «من أخذ من (٢) الربا وجب عليه القتل ، وكل من أربى وجب عليه القتل».

١٥٣٦ / ٦ ـ علي بن إبراهيم ، قال : أخبرني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «درهم من ربا أعظم عند الله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام».

؛ ١٥٣٧ / ٧ ـ الشيخ : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «كل الربا أكله الناس بجهالة ثم تابوا ، فإنه يقبل منهم إذا عرف منهم التوبة».

وقال : «لو أن رجلا ورث من أبيه مالا ، وقد عرف أن في ذلك المال ربا ، ولكن اختلط في التجارة بغيره ، فإنه له حلال طيب فليأكله ، وإن عرف منه شيئا معزولا أنه ربا ، فليأخذ رأس ماله وليرد الزيادة».

١٥٣٨ / ٨ ـ عنه : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : أتى رجل إلى أبي عليه‌السلام ، فقال : إني ورثت مالا ، وقد علمت أن صاحبه الذي ورثته منه قد كان يربي ، وقد عرفت أن فيه ربا وأستيقن ذلك ، وليس يطيب لي حلاله لحال علمي فيه ، وقد سألت فقهاء من أهل العراق ، وأهل الحجاز ، فقالوا : لا يحل لك أكله من أجل ما فيه.

فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : «إن كنت تعرف أن فيه مالا معروفا ربا ، وتعرف أهله فخذ رأس مالك ورد ما سوى ذلك ، وإن كان مختلطا فكله هنيئا مريئا ، فإن المال مالك ، واجتنب ما كان يصنع صاحبه ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد وضع ما مضى من الربا ، وحرم عليهم ما بقي ، فمن جهله وسع له جهله حتى يعرفه ، فإذا عرف تحريمه حرم عليه ، ووجب عليه فيه العقوبة إذا ركبه ، كما يجب على من يأكل الربا».

__________________

٤ ـ مجمع البيان ٢ : ٦٧٣.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٣.

(١) البقرة ٢ : ٢٧٥.

(٢) (من) ليس في «ط» والمصدر.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٣.

٧ ـ التهذيب ٧ : ١٦ / ٦٩.

٨ ـ التهذيب ٧ : ١٦ / ٧٠.

٥٥٧

قوله تعالى :

وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ

تَعْلَمُونَ [٢٨٠]

١٥٣٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن يحيى ابن عبد الله ، عن الحسن بن الحسن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر ذات يوم ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أنبيائه (صلى الله عليهم) ، ثم قال : أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ألا ومن أنظر معسرا ، كان له على الله عز وجل في كل يوم صدقة بمثل ماله حتى يستوفيه».

ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنه معسر ، فتصدقوا عليه بمالكم فهو خير لكم».

١٥٤٠ / ٢ ـ عنه : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سليمان ، عن رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد ، قال : سأل الرضا (صلوات الله عليه) رجل وأنا أسمع ، فقال له : جعلت فداك ، إن الله تبارك وتعالى يقول : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر [إليه] لا بد له من أن ينظر ، وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله ، وليس له غلة ينتظر إدراكها ، ولا دين ينتظر محله ، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟

قال : «نعم ، ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام ، فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله عز وجل ، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شيء له على الإمام».

قلت : فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فما أنفقه ، في طاعة الله أم في معصية الله؟ قال : «يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر».

١٥٤١ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن السكوني ، عن مالك بن المغيرة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان (١) ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة ، أنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين واستبان للوالي عسرته إلا برىء هذا المعسر من دينه ، وصار دينه على والي المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين».

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٨٠ ـ

١ ـ الكافي ٤ : ٣٥ / ٤.

٢ ـ الكافي ٥ : ٩٣ / ٥.

٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٤.

(١) في «س وط» : عن جرعان ، وفي المصدر : عن جذعان ، والصواب ما أثبتناه ، روى عن سعيد ، وروى عنه حمّاد ، أنظر تهذيب الكمال ٧ : ٢٥٥ و ١١ : ٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٧ : ٣٢٢.

٥٥٨

وقال عليه‌السلام : «ومن كان له على رجل مال أخذه ولم ينفقه في إسراف أو معصية فعسر عليه أن يقضيه ، فعلى من له المال أن ينظره حتى يرزقه الله فيقضيه ، وإن كان الإمام العادل قائما فعليه أن يقضي عنه دينه ، لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ترك مالا فلورثته ، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلى الإمام ما ضمنه الرسول ، وإن كان صاحب المال موسرا وتصدق بماله عليه ، أو تركه فهو خير له (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)».

١٥٤٢ / ٤ ـ العياشي : عن معاوية بن عمار الدهني ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، فلينظر معسرا ، أو ليدع له من حقه».

١٥٤٣ / ٥ ـ عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم ، فلينظر معسرا ، أو ليدع له من حقه».

١٥٤٤ / ٦ ـ عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أن أبا اليسر رجل من الأنصار من بني سلمة (١) ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أيكم يحب أن ينفصل من فور (٢) جهنم؟» فقال القوم : نحن يا رسول الله. فقال : «من أنظر غريما أو وضع لمعسر».

١٥٤٥ / ٧ ـ عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما للرجل أن يبلغ من غريمه؟

قال : «لا يبلغ به شيئا الله أنظره».

١٥٤٦ / ٨ ـ عن أبان ، عمن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم حار : من سره أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، فلينظر غريما أو ليدع لمعسر».

١٥٤٧ / ٩ ـ عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «يبعث الله أقواما من تحت العرش يوم القيامة ، وجوههم من نور ، ولباسهم من نور ، ورياشهم من نور ، جلوسا على كراسي من نور».

قال : «فيشرف الله لهم الخلق فيقولون : هؤلاء الأنبياء ؛ فينادي مناد من تحت العرش : هؤلاء ليسوا بأنبياء».

قال : «فيقولون : هؤلاء شهداء؟» قال : «فينادي مناد من تحت العرش : ليس هؤلاء شهداء ، ولكن هؤلاء قوم

__________________

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٣ / ٥١٣.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٤.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٥.

(١) في الحديث سقط واضح ، تجده كاملا في أمالي المفيد : ٣١٥ / ٧ ، وأمالي الطوسي ١ : ٨١ و ٢ : ٧٤ ، واسد الغابة ٤ : ٢٤٥ وفي سنده : غانم بن سليمان عن عون بن عبد الله.

وأبو اليسر هو كعب بن عمرو الأنصاري السّلمي ، هو الذي أسر العبّاس بن عبد المطلب ، وشهد صفّين مع عليّ عليه‌السلام. أنظر ترجمته في مستدرك الحاكم ٣ : ٥٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢ : ٥٣٧.

(٢) في «ط» : فوج.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٦.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٧.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٨.

٥٥٩

ييسرون على المؤمنين ، وينظرون المعسر حتى ييسر».

١٥٤٨ / ١٠ ـ عن ابن سنان ، عن أبي حمزة ، قال : ثلاثة يظلهم الله يوم القيامة [يوم] لا ظل إلا ظله : رجل دعته امرأة ذات حسن إلى نفسها فتركها ، وقال : إني أخاف الله رب العالمين. ورجل أنظر معسرا أو ترك له من حقه ورجل معلق قلبه بحب المساجد ، (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ) يعني أن تصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم ، فليدع [معسرا] أو ليدع له من حقه نظرا.

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة ، بمثل ما له عليه ، حتى يستوفي حقه».

١٥٤٩ / ١١ ـ عن عمر بن سليمان ، عن رجل من أهل الجزيرة ، قال : سأل الرضا عليه‌السلام رجل ، فقال له : جعلت فداك ، إن الله تبارك وتعالى يقول : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) ، فأخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله ، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لا بد له من أن ينتظر ، وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفق على عياله ، وليس له غلة ينتظر إدراكها ، ولا دين ينتظر محله ، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟

قال : «ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام ، فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله ، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شيء له على الإمام».

قلت : فما لهذا الرجل الذي ائتمنه ، وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله أو في معصية؟ قال : «يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر».

قوله تعالى :

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ

لا يُظْلَمُونَ [٢٨١]

١٥٥٠ / ١ ـ ابن شهر آشوب ، قال : في (أسباب النزول) عن الواحدي ، أنه روى عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غزوة حنين ، وأنزل الله سورة الفتح ، قال : يا علي بن أبي طالب ، ويا فاطمة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ...) (١) إلى آخر السورة.

__________________

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٤ / ٥١٩.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٥ / ٥٢٠.

سورة البقرة آية ـ ٢٨١ ـ

١ ـ المناقب ١ : ٢٣٤.

(١) النصر ١١٠ / ١.

٥٦٠