البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

١٣٣٤ / ٦ ـ الشيخ : بإسناده عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام (١) : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) ما أدنى ذلك المتاع ، إذا كان الرجل معسرا لا يجد؟

قال : «الخمار وشبهه».

١٣٣٥ / ٧ ـ العياشي : عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) : ما أدنى ذلك المتاع ، إذا كان الرجل معسرا لا يجد؟

قال : «الخمار وشبهه».

١٣٣٦ / ٨ ـ وعنه : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). قال : «متاعها بعد ما تنقضي عدتها ، على الموسع قدره ، وعلى المقتر قدره ، أما في عدتها ، فكيف يمتعها وهي ترجوه ويرجوها ، ويجري الله بينهما ما يشاء؟! أما وإن الرجل الموسر يمتع المرأة العبد والأمة ، ويمتع الفقير الحنطة والزبيب والثوب والدراهم ، وإن الحسن بن علي عليهما‌السلام متع امرأة كانت له بأمة ، ولم يطلق امرأة إلا متعها».

١٣٣٧ / ٩ ـ وعنه ، قال : وقال الحلبي : متاعها بعد ما تنقضي عدتها ، على الموسع قدره ، وعلى المقتر قدره.

١٣٣٨ / ١٠ ـ وعنه : عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما‌السلام ، [قال : سألت أحدهما] عن المطلقة مالها من المتعة؟ قال : «على قدر مال زوجها».

١٣٣٩ / ١١ ـ وعنه : عن الحسن بن زياد ، عن أبي عبد الله (١) عليه‌السلام ، عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها.

قال : فقال : «إن كان سمى لها مهرا ، فلها نصف المهر ، ولا عدة عليها ، وإن لم يكن سمى لها مهرا ، فلا مهر لها ولكن يمتعها ؛ فإن الله يقول في كتابه : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)».

__________________

٦ ـ التهذيب ٨ : ١٤٠ / ٤٨٦.

(١) في «س» : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وهو يروي عن كليهما ، كما في معجم رجال الحديث ٢١ : ٤٥ ، لكن الظاهر صحّة ما في المصدر و «ط» ، بقرينة الحديثين (٥) و (٧)

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٢٩ / ٤٢٧.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٢٩ / ٤٢٩.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٠ / ٤٣٠.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٠ / ٤٣١.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٠ / ٤٣٢.

(١) في «ط» و «س» عن أبي الحسن عليه‌السلام ، وما أثبتناه من المصدر ، ولم تذكّر للحسن بن زياد رواية عن أبي الحسن عليه‌السلام ، انظر معجم رجال الحديث ٤ : ٣٣٠.

٥٠١

١٣٤٠ / ١٢ ـ وعنه : قال أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا (١) : إن متعة المطلقة فريضة.

قوله تعالى :

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ

لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ

النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ [٢٤٣]

١٣٤١ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، وغيره ، عن بعضهم ، [عن أبي عبد الله عليه‌السلام] (١) ، وبعضهم عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ).

فقال : «إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام ، وكانوا سبعين ألف بيت ، وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان ، فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم ، وبقي فيها الفقراء لضعفهم ، فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ، ويقل في الذين خرجوا. فيقول الذين خرجوا : لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت ، ويقول الذين أقاموا : لو كنا خرجنا لقل فينا الموت».

قال : «فاجتمع رأيهم جميعا ، أنه إذا وقع الطاعون فيهم وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة ، فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا ، وتنحوا عن الطاعون ، حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله ، ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا عنها أهلها وأفناهم الطاعون ، فنزلوا بها ، فلما حطوا رحالهم واطمأنوا بها ، قال الله عز وجل : موتوا جميعا. فماتوا من ساعتهم ، وصاروا رميما يلوح. وكانوا على طريق المارة ، فكنستهم المارة ، فنحوهم ، وجمعوهم في موضع ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل ، يقال له : حزقيل ، فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر ، وقال : يا رب ، لو شئت لأحييتهم الساعة ، كما أمتهم ، فعمروا بلادك ، وولدوا عبادك ، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك.

فأوحى الله تعالى إليه أفتحب ذلك؟ قال : نعم ـ يا رب ـ فأحيهم».

قال : «فأوحى الله عز وجل إليه ، أن قل كذا وكذا. فقال الذي أمره الله عز وجل أن يقوله ـ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وهو الاسم الأعظم ـ فلما قال حزقيل ذلك الكلام ، نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض ، فعادوا

__________________

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٠ ذيل الحديث ٤٣٢ ، التهذيب ٨ : ١٤١ / ٤٩٠.

(١) في التهذيب زيادة : عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال.

سورة البقرة آية ـ ٣٤٣ ـ

١ ـ الكافي ٨ : ١٩٨ / ٢٣٧.

(١) أثبتناه من المصدر ، وذكر السيد الخوئي في (تفصيل طبقات الرواة) : أنى عمر بن يزيد روى عن بعضهم ، عن أبي عبد الله ، وأبي جعفر عليهما‌السلام ، وروى عنه ابن محبوب. معجم رجال الحديث ١٣ : ٣٨٤.

٥٠٢

أحياء ينظر بعضهم إلى بعض ، يسبحون الله عز وجل ، ويكبرونه ، ويهللونه. فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أن الله على كل شيء قدير».

قال عمر بن يزيد : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «فيهم نزلت هذه الآية».

١٣٤٢ / ٢ ـ العياشي : عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت له : حدثني عن قول الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) قلت : أحياهم حتى نظر الناس إليهم ، ثم أماتهم من يومهم ، أو ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء؟

قال : بل ردهم الله حتى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ، ثم ماتوا بآجالهم».

وروى هذا الحديث سعد بن عبد الله ، بإسناده عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام (١).

١٣٤٣ / ٣ ـ الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث عن الصادق عليه‌السلام قال : أحيا الله قوما خرجوا من أوطانهم هاربين من الطاعون ، لا يحصى عددهم ، فأماتهم الله دهرا طويلا حتى بليت عظامهم ، وتقطعت أوصالهم ، وصاروا ترابا ، فبعث الله ـ في وقت أحب أن يري خلقه قدرته ـ نبيا ، يقال له : حزقيل فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ، ورجعت فيها أرواحهم ، وقاموا كهيئة يوم ماتوا ، لا يفتقدون من أعدادهم رجلا ، فعاشوا بعد ذلك دهرا طويلا».

قوله تعالى :

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً

[٢٤٥]

١٣٤٤ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن عيسى بن سليمان النحاس ، عن المفضل بن عمر ، عن الخيبري ويونس بن ظبيان ، قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل احد ـ ثم قال ـ : إن الله تعالى يقول في كتابه : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) ـ قال ـ : هو ـ والله ـ في صلة الإمام».

__________________

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٠ / ٤٣٣.

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٢٣.

٣ ـ الاحتجاج : ٣٤٤.

سورة البقرة آية ـ ٢٤٥ ـ

١ ـ الكافي ١ : ٤٥ / ٢.

٥٠٣

١٣٤٥ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه‌الله ، قال حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب الخزاز ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «لما نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم زدني ، فأنزل الله وتعالى عليه : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٢) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم زدني. فأنزل الله تبارك وتعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) فعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الكثير من الله عز وجل لا يحصى ، وليس له منتهى».

١٣٤٦ / ٣ ـ العياشي : عن علي بن عمار ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «لما نزلت هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رب زدني. فأنزل الله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٢) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رب زدني. فأنزل الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) والكثيرة عند الله لا تحصى».

١٣٤٧ / ٤ ـ عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)؟

قال : «هي صلة الإمام».

١٣٤٨ / ٥ ـ عن محمد بن عيسى بن زياد ، قال : كنت في ديوان ابن عباد ، فرأيت كتابا ينسخ فسألت عنه ، فقالوا : كتاب الرضا إلى ابنه عليهما‌السلام من خراسان فسألتهم أن يدفعوه إلي ، فإذا فيه : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أبقاك الله طويلا ، وأعاذك من عدوك ـ يا ولدي ، فداك أبوك ـ قد فسرت (١) لك ما لي وأنا حي سوي ، رجاء أن ينميك (٢) الله بالصلة لقرابتك ، ولموالي موسى وجعفر (رضي الله عنهما) ، فأما سعيدة (٣) فإنها امرأة قوية الجزم في النحل ، والصواب في دقة النظر (٤) ، وليس ذلك كذلك : قال الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ

__________________

٢ ـ معاني الأخبار : ٣٩٧ / ٥٤.

(١) النمل ٢٧ : ٨٩ ، القصص ٢٨ : ٨٤.

(٢) الأنعام ٦ : ١٦٠.

٣ ـ تفسير العياشي ١ : ١٣١ / ٤٣٤.

(١) النمل ٢٧ : ٨٩ ، القصص ٢٨ : ٨٤.

(٢) الأنعام ٦ : ١٦٠.

٤ ـ تفسير العياشي ١ : ١٣١ / ٤٣٥.

٥ ـ تفسير العياشي ١ : ١٣١ / ٤٣٦.

(١) كذا في «س ، ط» والمصدر ، ولعلها تصحيف ، قسمت ، أو خيرت ، أي : فوضت.

(٢) في المصدر : يمنك.

(٣) سعيدة : كانت من ثقات الامام الكاظم عليه‌السلام. أعلام النساء ٢ : ١٩٥ ، معجم رجال الحديث ٢٣ : ١٩٢.

(٤) في المصدر : في رقة الفطر.

٥٠٤

أَضْعافاً كَثِيرَةً) ، وقال : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) (٥) وقد أوسع الله عليك كثيرا ـ يا بني ، فداك أبوك ـ لا تستر دوني الأمور لحبها (٦) فتخطئ حظك ، والسلام».

قوله تعالى :

وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [٢٤٥]

١٣٤٩ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رحمه‌الله ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) : «يعني يعطي ويمنع» (١).

قوله تعالى :

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ

ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ـ إلى قوله تعالى ـ وَثَبِّتْ أَقْدامَنا

وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ [٢٤٦ ـ ٢٥٠]

١٣٥٠ / ٢ ـ ابن بابويه ، عن أبيه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ). قال : «كان القليل ستين ألفا».

١٣٥١ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : «أن بني إسرائيل من بعد موسى عليه‌السلام عملوا بالمعاصي ،

__________________

(٥) الطّلاق ٦٥ : ٧.

(٦) في «ط» والمصدر : لا يستر في الأمور بحسبها.

سورة البقرة آية ـ ٢٤٥ ـ

١ ـ التوحيد : ١٦١ / ٢.

(١) في المصدر : يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق.

سورة البقرة آية ـ ٢٤٦ ـ ٢٥٠ ـ

١ ـ معاني الأخبار : ١٥١ / ١.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٨١ ، والزيادة التي في آخر الحديث وردت في الطبعة الحجرية : ٤٠٣.

٥٠٥

وغيروا دين الله ، وعتوا عن أمر ربهم ، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه ، وروي أنه إرميا النبي عليه‌السلام ، فسلط الله عليهم جالوت ، وهو من القبط ، فأذلهم ، وقتل رجالهم ، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم ، واستعبد نساءهم ، ففزعوا إلى نبيهم ، وقالوا : سل الله ان يبعث لنا ملكا ، نقاتل في سبيل الله.

وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت ، والملك والسلطان في بيت آخر ، لم يجمع الله تعالى لهم النبوة والملك في بيت واحد ، فمن ذلك قالوا لنبي لهم : ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.

فقال لهم نبيهم : (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا) وكان كما قال الله : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).

فقال لهم نبيهم : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً). فغضبوا من ذلك : وقالوا : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) وكانت النبوة في ولد لاوي ، والملك في ولد يوسف ، وكان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف لامه ، لم يكن من بيت النبوة ، ولا من بيت المملكة.

فقال لهم نبيهم : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) وكان أعظمهم جسما ، وكان شجاعا قويا ، وكان أعلمهم ، إلا أنه كان فقيرا ، فعابوه بالفقر ، فقالوا : لم يؤت سعة من المال ، (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ).

وكان التابوت الذي أنزل الله على موسى ، فوضعته فيه امه وألقته في اليم ، فكان في بني إسرائيل معظما ، يتبركون به ، فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ، ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوة ، وأودعه يوشع وصيه ، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات.

فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي ، واستخفوا بالتابوت ، رفعه الله عنهم ، فلما سألوا النبي بعث الله تعالى طالوت عليهم ملكا ، يقاتل معهم ، فرد الله عليهم التابوت ؛ كما قال : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) ـ قال ـ : البقية ذرية الأنبياء».

١٣٥٢ / ٣ ـ قال علي بن إبراهيم : وقوله : (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين ، فتخرج منه ريح طيبة ، لها وجه كوجه الإنسان.

١٣٥٣ / ٤ ـ وقال علي بن إبراهيم : وحدثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : «السكينة ريح من الجنة ، لها وجه كوجه الإنسان ، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار ؛ فإن تقدم التابوت

__________________

٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٢.

٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٢.

٥٠٦

رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر ، وقتله الإمام.

فأوحى الله إلى نبيهم : أن جالوت يقتله من تستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب عليه‌السلام اسمه داود بن آسي (١) ، وكان آسي راعيا ، وكان له عشرة بنين أصغرهم داود. فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل ، وجمعهم لحرب جالوت ، بعث إلى آسي : أن أحضر ولدك ، فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده ، فألبسه الدرع ، درع موسى عليه‌السلام ، فمنهم من طالت عليه ، ومنهم من قصرت عنه. فقال لآسي : هل خلفت من ولدك أحدا؟ قال : نعم ، أصغرهم تركته في الغنم راعيا (٢) ، فبعث إليه [ابنه] فجاء به ، فلما دعي أقبل ومعه مقلاع (٣) ـ قال ـ فنادته ثلاث صخرات في طريقه ، قالت : يا داود ، خذنا. فأخذها في مخلاته ، وكان شديد البطش ، قويا في بدنه ، شجاعا.

فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه ، ففصل طالوت بالجنود ، وقال لهم نبيهم : يا بني إسرائيل ، إن الله مبتليكم بنهر ، في هذه المفازة ، فمن شرب منه فليس من حزب الله ، ومن لم يشرب فإنه من حزب الله إلا من اغترف غرفة بيده. فلما وردوا النهر ، أطلق الله لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة بيده ، فشربوا منه إلا قليلا منهم ، فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا ، وهذا امتحان امتحنوا به ، كما قال الله».

١٣٥٤ / ٥ ـ وروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : «القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت ؛ قال الذين شربوا منه : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) وقال الذين لم يشربوا : (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) (١).

فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت ، وكان جالوت على الفيل ، وعلى رأسه التاج ، وفي جبهته (٢) ياقوتة ، يلمع نورها ، وجنوده بين يديه. فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا ، فرمى به في ميمنة جالوت ، فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا ، وأخذ حجرا آخر ، فرمى به في ميسرة جالوت ، فوقع عليهم فانهزموا ، ورمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته ، ووصل إلى دماغه ، ووقع إلى الأرض ميتا».

١٣٥٥ / ٦ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ).

__________________

(١) كذا ، وفي أغلب المصادر : إيشا.

(٢) في المصدر : يرعاها.

(٣) المقلاع : الذي يرمى به الحجر. «الصحاح ـ قلع ـ ٣ : ١٢٧١».

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٣.

(١) ما يأتي من بقيّة هذا الحديث هو تتمّة للحديث المتقدّم آنفا.

(٢) في نسخة م «ط» : وفي وجهه.

٦ ـ الكافي ٨ : ٣١٦ / ٤٩٨.

٥٠٧

قال : «لم يكن من سبط النبوة ، ولا من سبط المملكة ، قال : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ) ، وقال : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) ، فجاءت به الملائكة تحمله.

وقال الله عز ذكره : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ) إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ؛ منهم من اغترف ، ومنهم من لم يشرب. فلما برزوا ، قال الذين اغترفوا : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) ، وقال الذين لم يغترفوا : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)».

١٣٥٦ / ٧ ـ وعنه : بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أنه قال : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) ـ قال ـ : كانت تحمله في صورة البقرة».

١٣٥٧ / ٨ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عمن أخبره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله تبارك وتعالى : (يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ). قال : «رضراض (١) الألواح فيها العلم والحكمة».

١٣٥٨ / ٩ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ، ومحمد بن أحمد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلنا : أصلحك الله ، ما السكينة؟

قال : «ريح تخرج من الجنة ، لها صورة كصورة الإنسان ، ورائحة طيبة ، وهي التي نزلت على إبراهيم عليه‌السلام ، فأقبلت تدور حول أركان الكعبة (١) ، وهو يضع الأساطين» (٢).

فقيل له : هي (٣) التي قال الله عز وجل : (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ)؟

قال : «تلك السكينة في التابوت ، وكانت فيه طست تغسل فيها قلوب الأنبياء ، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء». ثم أقبل علينا ، فقال : «ما تابوتكم؟» قلنا : السلاح ، قال : «صدقتم ، هو تابوتكم».

__________________

٧ ـ الكافي ٨ : ٣١٧ / ٤٩٩.

٨ ـ الكافي ٨ : ٣١٧ / ٥٠٠.

(١) الرضراض : ما دقّ من الحصى ، والمراد هنا فتات الألواح. «الصحاح ـ رضض ـ ٣ : ١٠٧٧».

٩ ـ الكافي ٣ : ٤٧١ / ٥.

(١) في المصدر : أركان البيت.

(٢) الأساطين : جمع اسطوانة : العمود أو السارية.

(٣) في المصدر زيادة : من.

٥٠٨

١٣٥٩ / ١٠ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سألته فقلت : جعلت فداك ، ما كان تابوت موسى عليه‌السلام ، وكم كانت سعته؟ قال : «ثلاثة أذرع في ذراعين».

قلت : ما كان فيه؟ قال : «عصا موسى والسكينة».

قلت : وما السكينة؟ قال : «روح الله يتكلم ، كانوا إذا اختلفوا في شيء كلمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون».

١٣٦٠ / ١١ ـ العياشي : عن محمد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ).

قال : «وكان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود ، والنبي يقيم له أمره وينبئه بالخبر من عند ربه ، فلما قالوا ذلك لنبيهم ، قال لهم : إنه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد. فقالوا : إنا كنا نهاب الجهاد ، فإذا أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ، فلا بد لنا من الجهاد ، ونطيع ربنا في جهاد عدونا.

قال : فإن الله قد بعث لكم طالوت ملكا. فقالت عظماء بني إسرائيل : وما شأن طالوت يملك علينا ، وليس في بيت النبوة والمملكة. وقد عرفت أن النبوة والمملكة في آل لاوي ويهودا ، وطالوت من سبط بنيامين بن يعقوب.

فقال لهم : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) والملك بيد الله يجعله حيث يشاء ، ليس لكم أن تختاروا ، و (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) من قبل الله تحمله الملائكة (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) وهو الذي كنتم تهزمون به من لقيتم. فقالوا : إن جاء التابوت رضينا وسلمنا».

١٣٦١ / ١٢ ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ).

قال : «كان القليل ستين ألفا».

١٣٦٢ / ١٣ ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ).

قال : «لم يكن من سبط النبوة ، ولا من سبط المملكة ، (قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ) ، قال : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) ، فجاءت به الملائكة تحمله».

__________________

١٠ ـ معاني الأخبار : ٢٨٤ / ٢.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٢ / ٤٣٧.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٢ / ٤٣٨.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٣ / ٤٣٩.

٥٠٩

١٣٦٣ / ١٤ ـ عن حريز ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله : (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ).

قال : «رضراض (١) الألواح فيها العلم والحكمة ، العلم جاء من السماء ، فكتب في الألواح ، وجعل في التابوت».

١٣٦٤ / ١٥ ـ عن أبي الحسن (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله : (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ). فقال : «ذرية الأنبياء».

١٣٦٥ / ١٦ ـ عن العباس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : سمعته وهو يقول للحسن : «أي شيء السكينة عندكم؟» وقرأ : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ) (١). فقال له الحسن : جعلت فداك ، لا أدري ، فأي شيء هي؟

قال : «ريح تخرج من الجنة طيبة ، لها صورة كصورة وجه الإنسان ـ قال ـ : فتكون مع الأنبياء».

فقال له علي بن أسباط : تنزل على الأنبياء والأوصياء؟ فقال : «تنزل على الأنبياء». قال : «وهي التي نزلت على إبراهيم عليه‌السلام حيث بنى الكعبة ، فجعلت تأخذ كذا وكذا ، وبنى الأساس عليها».

فقال له محمد بن علي : قول الله : (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ). قال : «هي من هذا».

ثم أقبل على الحسن ، فقال : «أي شيء التابوت فيكم؟». فقال : السلاح. فقال : «نعم هو تابوتكم».

قال : فأي شيء [في] التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟ قال : «كان فيه ألواح موسى التي تكسرت ، والطست التي تغسل فيها قلوب الأنبياء».

١٣٦٦ / ١٧ ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) : «فشربوا منه إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، منهم من اغترف ، ومنهم من لم يشرب ، فلما برزوا ؛ قال الذين اغترفوا : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) ، وقال الذين لم يغترفوا : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

١٣٦٧ / ١٨ ـ عن حماد بن عثمان ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «لا يخرج القائم عليه‌السلام في أقل من الفئة ،

__________________

١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٣ / ٤٤٠.

(١) في المصدر : رضاض.

١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٣ / ٤٤١.

(١) في المصدر : عن أبي المحسن.

١٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٣ / ٤٤٢.

(١) الفتح ٤٨ : ٢٦.

١٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٤ / ٤٤٣.

١٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٤ / ٤٤٤.

٥١٠

ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف».

١٣٦٨ / ١٩ ـ عن محمد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «كان داود عليه‌السلام وإخوة له أربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير ، وتخلف داود في غنم لأبيه ، ففصل طالوت بالجنود ، فدعا أبوهم داود عليه‌السلام ، وهو أصغرهم ، فقال : يا بني ، اذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم ، يتقوون به على عدوهم. وكان رجلا قصيرا أزرق ، قليل الشعر ، طاهر القلب ، فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض ـ فذكر عن أبي بصير ، قال : سمعته يقول ـ : فمر داود عليه‌السلام على حجر ، فقال : الحجر : يا داود ، خذني فاقتل بي جالوت ، فإني إنما خلقت لقتله. فأخذه فوضعه في مخلاته التي تكون فيها حجارته ، التي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه (١).

فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت ، فقال لهم داود : ما تعظمون من أمره؟! فو الله ، لئن عاينته لأقتلنه. فتحدثوا بخبره حتى ادخل على طالوت ، فقال : يا فتى ، وما عندك من القوة ، وما جربت من نفسك؟ قال : كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي ، فأدركه فآخذه برأسه ، فأفك لحييه عنها ، فآخذها من فيه ـ قال ـ : فقال : ادع لي بدرع سابغة (٢). فأتي بدرع فقذفها في عنقه ، فتملأ (٣) منها حتى راع طالوت ومن حضره من بني إسرائيل. فقال طالوت : والله لعسى الله أن يقتله به».

قال : «فلما أن أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس ، قال داود : أروني جالوت. فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصك به بين عينيه فدمغه ونكس عن دابته. فقال الناس : قتل داود جالوت. وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر ، واجتمعت بنو إسرائيل على داود عليه‌السلام ، وأنزل الله عليه الزبور ، وعلمه صنعة الحديد فلينه له ، وأمر الجبال والطير يسبحن معه ـ قال ـ : ولم يعط أحد مثل صوته ، فأقام داود في بني إسرائيل مستخفيا ، واعطي قوة في عبادته».

١٣٦٩ / ٢٠ ـ الطبرسي في (الاحتجاج) : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، وقد سأله طاوس اليماني ، قال : فأخبرني عن شيء قليله حلال وكثيره حرام ، ذكره الله عز وجل في كتابه؟ قال : «نهر طالوت ؛ قال الله عز وجل : (إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ)».

١٣٧٠ / ٢١ ـ الطبرسي أبو علي ، قيل : إن النبي هو إشموئيل ، وهو بالعربية إسماعيل عن أكثر المفسرين. قال : وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام.

__________________

١٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٤ / ٤٤٥.

(١) المقذاف : أداة للقذف ، يرمى بها الشيء فيبعد مداه.

(٢) سابغة : واسعة. «الصحاح ـ سبغ ـ ٤ : ١٣٢١».

(٣) تملّأ : امتلأ. «الصحاح ـ ملأ ـ ١ : ٧٣».

٢٠ ـ الاحتجاج : ٣٢٩.

٢١ ـ مجمع البيان ٢ : ٦١٠.

٥١١

١٣٧١ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «كان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود ، والنبي يقيم له أمره وينبئه بالخبر من عند ربه».

١٣٧٢ / ٢٣ ـ وعنه ، قال : قيل : إن السكينة التي كانت فيه ريح هفافة من الجنة ، لها وجه كوجه الإنسان. عن علي عليه‌السلام.

قوله تعالى :

وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو

فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ [٢٥١]

١٣٧٣ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج (١) ، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ؛ وهو قول الله عز وجل : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ)».

١٣٧٤ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن الله ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي ، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج ، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ؛ وهو قول الله عز وجل : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ، فو الله ما نزلت إلا فيكم ، ولا عنى بها غيركم».

١٣٧٥ / ٣ ـ العياشي : عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يصوم منهم عمن لا

__________________

٢٢ ـ مجمع البيان ٢ : ٦١١.

٢٣ ـ مجمع البيان ٢ : ٦١٤.

سورة البقرة آية ـ ٢٥١ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٣.

(١) في المصدر زيادة : من شيعتنا.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٢٦ / ١.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٥ / ٤٤٦.

٥١٢

يصوم من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصيام لهلكوا. وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي (١) ، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإن الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج منهم ، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ؛ وهو قول الله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ، فو الله ما نزلت إلا فيكم ، ولا عنى بها غيركم».

١٣٧٦ / ٤ ـ الزمخشري في (ربيع الأبرار) : عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إن الله ليدفع بالمسلم الصالح نحو مائة ألف بيت من جيرانه البلاء» ثم قرأ : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ) الآية.

قوله تعالى :

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ

بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ـ إلى قوله تعالى ـ وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ [٢٥٣]

١٣٧٧ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه ، عن محمد بن داود الغنوي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن أناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ، ولا يأكل الربا وهو مؤمن ، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن. فقد ثقل علي هذا ، وحرج منه صدري حين أزعم أن العبد يصلي صلاتي ، ويدعو دعائي ، ويناكحني وأناكحه ، ويوارثني وأوارثه ، وقد خرج من الإيمان لأجل ذنب يسير أصابه.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «صدقت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوله ، والدليل عليه كتاب الله جل وعز : خلق الله الناس على ثلاث طبقات ، وأنزلهم ثلاث منازل ؛ وذلك قول الله عز وجل : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (١). فأما ما ذكر من أمر السابقين ، فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين ، جعل الله فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن ، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وبها علموا الأشياء ، وبروح الإيمان عبدوا الله ، ولم يشركوا به شيئا ، وبروح القوة جاهدوا عدوهم ، وعالجوا معاشهم ، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ، ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وبروح البدن دبوا ودرجوا فيها ، فهؤلاء مغفور لهم ، مصفوح عن ذنوبهم».

__________________

(١) في المصدر زيادة : من شيعتنا.

٤ ـ ربيع الأبرار ١ : ٨٠٤.

سورة البقرة آية ـ ٢٥٣ ـ

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٦.

(١) الواقعة ٥٦ : ٨ ـ ١٠.

٥١٣

ثم قال : «قال الله عز وجل : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ثم قال في جماعتهم : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٢) يقول : أكرمهم بها ، وفضلهم على من سواهم ، فهؤلاء مغفور لهم ، مصفوح عن ذنوبهم».

١٣٧٨ / ٢ ـ الشيخ في (أماليه) : قال : أخبرنا محمد بن محمد ـ يعني المفيد ـ قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال ، [قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، قال : حدثنا سليمان بن الربيع النهدي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم المنقري ؛ قال أبو الحسن علي بن بلال :] (١) وحدثني علي بن عبد الله بن أسد بن منصور الأصفهاني ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن هلال الثقفي ، قال : حدثني محمد بن علي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : جاء رجل إلى علي عليه‌السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم (٢) ؛ الدعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحج واحد ، فبم نسميهم؟ فقال : «بما سماهم (٣) الله تعالى في كتابه». فقال : ما كل ما في كتاب الله أعلمه.

قال : «أما سمعت الله تعالى يقول في كتابه : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) ، فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل ، وبالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبالكتاب ، وبالحق ، فنحن الذين آمنوا ، وهم الذين كفروا ، وشاء الله قتالهم بمشيئته وإرادته».

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في (أماليه) بإسناده عن علي بن الحزور ، قال : جاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وذكر الحديث بعينه (٤).

١٣٧٩ / ٣ ـ العياشي : عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «بالزيادة بالإيمان يتفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله».

قلت : وإن للإيمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله؟ قال : «نعم».

قلت : صف لي ذلك ـ رحمك الله ـ حتى أفهمه.

قال : «ما فضل الله به أولياءه بعضهم على بعض ؛ فقال : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ

__________________

(٢) المجادلة ٥٨ : ٢٢.

٢ ـ الأمالي ١ : ٢٠٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٥ : ٢٥٨.

(١) أثبتناه من المصدر ، وهو الطريق الأول لروآية هذا الحديث.

(٢) في المصدر : تقاتلهم.

(٣) في المصدر : سمهم بما سماهم.

(٤) أمالي المفيد : ١٠١ / ٣.

٣ ـ تفسير العياشي ١ : ١٣٥ / ٤٤٧.

٥١٤

كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) ، الآية ، وقال : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) (١) ، وقال : (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ) (٢) ، وقال : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) (٣) ، فهذا ذكر درجات الإيمان ومنازله عند الله».

١٣٨٠ / ٤ ـ عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنت واقفا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم الجمل ، فجاء رجل حتى وقف بين يديه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كبر القوم وكبرنا ، وهلل القوم وهللنا ، وصلى القوم وصلينا ، فعلام نقاتلهم؟

فقال : «على هذه الآية : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ، فنحن الذين من بعدهم (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) فنحن الذين آمنا ، وهم الذين كفروا».

فقال الرجل : كفر القوم ، ورب الكعبة ، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه‌الله.

١٣٨١ / ٥ ـ علي بن إبراهيم ، قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الجمل ، فقال : يا علي ، علام تقاتل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله؟ قال : «على آية في كتاب الله ، أباحت لي قتالهم». فقال : وما هي؟

قال : «قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ)».

فقال الرجل : كفر ـ والله ـ القوم.

قوله تعالى :

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ

فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ [٢٥٤]

١٣٨٢ / ١ ـ علي بن إبراهيم : أي صداقة.

__________________

(١) الإسراء ١٧ : ٥٥.

(٢) الإسراء ١٧ : ٢١.

(٣) آل عمران ٣ : ١٦٣.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٦ / ٤٤٨.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٤.

سورة البقرة آية ـ ٢٥٤ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٤.

٥١٥

قوله تعالى :

اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ـ إلى قوله تعالى ـ

وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [٢٥٥]

١٣٨٣ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسين بن خالد : أنه قرأ أبو الحسن الرضا عليه‌السلام (١) : «الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ـ أي نعاس ـ ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض ، وما بينهما وما تحت الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، هو الرحمن الرحيم ، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم».

قال : «ما بين أيديهم : فأمور الأنبياء ، وما كان ، وما خلفهم : أي ما لم يكن بعد ، إلا بما شاء ، أي بما يوحى إليهم ، ولا يؤده حفظهما ، أي لا يثقل عليه حفظ ما في السماوات والأرض».

١٣٨٤ / ٢ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، بإسناده ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) (١)؟ قال : «نحن أولئك الشافعون».

١٣٨٥ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضيل ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) فقال : «يا فضيل ، كل شيء في الكرسي السماوات والأرض ، وكل شيء في الكرسي».

١٣٨٦ / ٤ ـ عنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة بن أعين ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله جل وعز : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) السماوات والأرض وسعن الكرسي ، أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟ فقال : «بل الكرسي وسع السماوات والأرض والعرش ، وكل شي وسع الكرسي».

١٣٨٧ / ٥ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ،

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٥٥ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٤.

(١) في المصدر زيادة : الم.

٢ ـ المحاسن : ١٨٣ / ١٨٤.

(١) في المصدر زيادة : أي من هم؟

٣ ـ الكافي ١ : ١٠٢ / ٣.

٤ ـ الكافي ١ : ١٠٢ / ٤.

٥ ـ الكافي ١ : ١٠٢ / ٥.

٥١٦

عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن أعين ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) السماوات والأرض وسعن الكرسي ، أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟ فقال : «إن كل شيء في الكرسي».

١٣٨٨ / ٦ ـ ابن بابويه : قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني (١) ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : حدثنا علي بن حاتم المنقري ، عن المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن العرش والكرسي ، ما هما؟

فقال : «العرش في وجه : هو جملة الخلق ، والكرسي وعاؤه ، وفي وجه آخر : العرش هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه. والكرسي : هو العلم الذي لم يطلع الله عليه أحدا من أنبيائه ورسله (٢) وحججه عليهم‌السلام».

١٣٨٩ / ٧ ـ وعنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ). قال : «علمه».

١٣٩٠ / ٨ ـ وعنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، [عن أبيه ، عن ابن أبي عمير] (١) ، عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ).

فقال : «السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش : هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره».

١٣٩١ / ٩ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) سألته أيما أوسع ، الكرسي أو السماوات والأرض؟

قال : «بل (١) الكرسي وسع السماوات والأرض ، وكل شيء خلق الله في الكرسي».

١٣٩٢ / ١٠ ـ وعنه ، قال : حدثنا أبي ، عن إسحاق بن الهيثم ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة : أن

__________________

٦ ـ معاني الأخبار : ٢٩ / ١.

(١) في «ط» والمصدر : الحسيني ، انظر معجم رجال الحديث ٩ : ٣٥٠.

(٢) في المصدر : ورسوله.

٧ ـ معاني الأخبار : ٣٠ / ٢ ، التوحيد : ٣٢٧ / ١.

٨ ـ التوحيد : ٣٢٧ / ٢.

(١) أثبتناه من المصدر ، وهو الصواب ، انظر معجم رجال الحديث ١ : ٣١٦ و ١٠ : ٢٠٣.

٩ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٥.

(١) في المصدر : لا ، بل.

١٠ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٥.

٥١٧

عليا عليه‌السلام سئل عن قول الله عز وجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ).

فقال : «السماوات والأرض وما فيهما من مخلوق ، في جوف الكرسي ، وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله : فأما ملك منهم (١) ففي صورة الآدميين ، وهي أكرم الصور على الله ، وهو يدعو الله ويتضرع إليه ، ويطلب الشفاعة والرزق لبني آدم. والملك الثاني في صورة الثور ، وهو سيد البهائم ، وهو يطلب الرزق من (٢) الله ويتضرع إليه ، ويطلب الشفاعة لجميع البهائم. والملك الثالث في صورة النسر ، وهو سيد الطير ، وهو يتضرع إلى الله (٣) ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطير. والملك الرابع في صورة الأسد ، وهو سيد السباع ، وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه (٤) ، ويطلب من الله (٥) الشفاعة والرزق لجميع السباع.

ولم يكن في هذه الصور أحسن من الثور ، ولا أشد انتصابا منه ، حتى اتخذ الملأ من بني إسرائيل العجل [إلها] ، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله ، خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه ، استحياء من الله أن عبد من دون الله شيء يشبهه ، وتخوف أن ينزل به العذاب».

ثم قال عليه‌السلام : «إن الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعي للرحمن ولد ـ عز الرحمن وجل أن يكون له ولد ـ فكادت السماوات أن يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخر الجبال هدا ، فعند ذلك اقشعر الشجر ، وصار له شوك ، حذار أن ينزل به العذاب ، فما بال قوم غيروا سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعدلوا عن وصيته في حق علي والأئمة ، ولا يخافون أن ينزل بهم العذاب؟!» ثم تلا هذه الآية : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (٦) ثم قال : «نحن ـ والله ـ نعمة الله التي أنعم (٧) بها على عباده ، وبنا فاز من فاز».

١٣٩٣ / ١١ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن (١) عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان ، عن خلف بن حماد ، عن الحسين بن زيد الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «جاءت زينب العطارة الحولاء (٢) إلى نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبناته ، وكانت تبيع منهن العطر ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي عندهن ، فقال : إذا أتيتنا طابت بيوتنا. فقالت : بيوتك بريحك أطيب ، يا رسول الله. قال : فإذا بعت فأحسني ،

__________________

(١) في المصدر : فأمّا الملك الأوّل.

(٢) في المصدر : إلى.

(٣) في المصدر : وهو يطلب إلى الله ويتضرّع إليه.

(٤) (ويتضرع إليه) ليس في المصدر.

(٥) (من الله) ليس في المصدر.

(٦) إبراهيم ١٤ : ٢٨ ـ ٢٩.

(٧) في المصدر زيادة : الله.

١١ ـ الكافي ٨ : ١٥٣ / ١٤٣.

(١) في «س وط» : بن ، وهو تصحيف ، انظر معجم رجال الحديث ٩ : ٣٠١.

(٢) صحابية ، عدّها البرقي ممّن روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تراجم أعلام النساء ٢ : ١٦٤ ، معجم رجال الحديث ٢٣ : ١٩١.

٥١٨

ولا تغشي ، فإنه أتقى ، وأبقى للمال.

فقالت : يا رسول الله ، ما أتيت بشيء من بيعي ، وإنما أتيت أن أسألك عن عظمة الله عز وجل.

فقال : جل جلال الله ، سأحدثك عن بعض ذلك. ثم قال : إن هذه الأرض بمن عليها عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قي (٣) ، وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والثالثة ، حتى انتهى إلى السابعة ، وتلا هذه الآية : (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) (٤). والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والديك له جناحان : جناح في المشرق ، وجناح في المغرب ، ورجلاه في التخوم (٥) ، والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة ملقاة في فلاة قي. ثم تلا هذه الآية : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) (٦).

ثم انقطع الخبر عند الثرى والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء ، والثرى ومن (٧) فيه ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قي ، [وهذا كله وسماء الدنيا بمن عليها ومن فيها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي] وهاتان السماءان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة قي ، وهذه الثلاث بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي ، حتى انتهى إلى السابعة. وهن ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد (٨) كحلقة في فلاة قي ، وتلا هذه الآية : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) (٩).

وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قي. ثم تلا هذه الآية : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).

وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي ،

__________________

(٣) القيّ : القفر. «الصحاح ـ قوا ـ ٦ : ٢٤٦٩».

(٤) الطّلاق ٦٥ : ١٢.

(٥) التخوم : جمع تخم ، وهو المنتهى أو الحدّ. «الصحاح ـ تخم ـ ٥ : ١٨٧٧».

(٦) طه ٢٠ : ٦.

(٧) في المصدر : بمن.

(٨) البرد : شيء ينزل من السماء يشبه الحصى. «مجمع البحرين ـ برد ـ ٣ : ١١».

(٩) النور ٢٤ : ٤٣.

٥١٩

وتلا هذه الآية : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (١٠)».

وفي رواية الحسن : الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.

١٣٩٤ / ١٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن محمد ابن عبد الله ، وموسى بن عمر ، والحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : سألته : هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال : «نعم».

قلت : يراها ويسمعها؟

قال : «ما كان محتاجا إلى ذلك ، لأنه لم يكن يسألها ، ولا يطلب منها ، هو نفسه ، ونفسه هو ، قدرته نافذة ، فليس يحتاج أن يسمي نفسه ، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف ، فأول ما اختار لنفسه العلي العظيم ، لأنها أعلى الأشياء كلها ، فمعناه الله ، واسمه العلي العظيم ، وهذا أول أسمائه ، لأنه على كل شيء قدير».

١٣٩٥ / ١٣ ـ العياشي : عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)؟ قال : «نحن أولئك الشافعون».

١٣٩٦ / ١٤ ـ عن حماد ، عنه عليه‌السلام ، قال : رأيته جالسا متوركا برجله على فخذه ، فقال له رجل عنده : جعلت فداك ، هذه جلسة مكروهة؟ فقال : «لا ، إن اليهود قالت : إن الرب لما فرغ من خلق السماوات والأرض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح ، فأنزل الله : (اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) لم يكن متوركا كما كان».

١٣٩٧ / ١٥ ـ عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ).

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «السماوات والأرض وجميع ما خلق الله في الكرسي».

١٣٩٨ / ١٦ ـ عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) أوسع الكرسي السماوات والأرض ، أم السماوات والأرض وسعن الكرسي؟ فقال : «إن كل شيء في الكرسي».

١٣٩٩ / ١٧ ـ عن الحسن المثنى (١) ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال أبو ذر : يا رسول الله ، ما

__________________

(١٠) طه ٢٠ : ٥.

١٢ ـ التوحيد ١٩١ / ٤.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٦ / ٤٥٠.

١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٧ / ٤٥٢.

١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٧ / ٤٥٣.

١٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٧ / ٤٥٤.

١٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٧ / ٤٥٥.

(١) في المصدر : محسن المثنى والظاهر أنّه تصحيف : الحسن ـ أو المحسن ـ الميثمي. انظر معجم رجال الحديث ٥ : ١٦٦ و ١٤ : ١٩٦.

٥٢٠