البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

١٠٦٤ / ٢ ـ العياشي : عن الحسين بن بشار ، قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا). قال : «فلان وفلان». (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) : «النسل : هم الذرية ، والحرث : الزرع».

١٠٦٥ / ٣ ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، قال : سألتهما عن قوله : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ) إلى آخر الآية. فقالا : «النسل : الولد ، والحرث : الأرض».

١٠٦٦ / ٤ ـ وعنه : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الحرث : الذرية».

١٠٦٧ / ٥ ـ عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، في قوله : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) بظلمه وسوء سيرته (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ).

١٠٦٨ / ٦ ـ عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «إن الله يقول في كتابه : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) بل هم يختصمون (١)».

قال : قلت : ما ألد؟ قال : «شديد الخصومة».

١٠٦٩ / ٧ ـ أبو علي الطبرسي : قال ابن عباس : نزلت الآيات الثلاث في المرائي ، لأنه يظهر خلاف ما يبطن قال : وهو المروي عن الصادق عليه‌السلام.

١٠٧٠ / ٨ ـ وعنه : قال : وروي عن الصادق عليه‌السلام : «أن الحرث في هذا الموضع : الدين ، والنسل : الناس».

١٠٧١ / ٩ ـ وذكر علي بن إبراهيم ذلك ، ثم قال : ونزلت في الثاني ، ويقال : في معاوية.

قوله تعالى :

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ [٢٠٧]

١٠٧٢ / ١ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : حدثنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى

__________________

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٠ / ٢٨٧.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٠ / ٢٨٨.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٠ / ٢٨٩.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠١ / ٢٩٠.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠١ / ٢٩١.

(١) في «ط» : يخصمون.

٧ ـ مجمع البيان ٢ : ٥٣٤.

٨ ـ مجمع البيان ٢ : ٥٣٤.

٩ ـ تفسير القمّي ١ : ٧١.

سورة البقرة آية ـ ٢٠٧ ـ

١ ـ الأمالي ٢ : ٦١.

٤٤١

ابن صفوان (١) الإمام بأنطاكية ، قال : حدثنا محفوظ بن بحر ، قال : حدثنا الهيثم بن جميل ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليه) ، في قول الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ). قال : «نزلت في علي عليه‌السلام حين بات على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

١٠٧٣ / ٢ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصي (١) ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني (٢) ، قال : حدثنا الربيع بن سيار (٣) ، قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر (رضي‌الله‌عنه): أن عليا عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلق عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان ، قتل الاثنان.

فلما توافقوا جميعا على رأي واحد ، قال لهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم ، فإن يكن حقا فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فأنكروه» قالوا : قل. فذكر فضائله عليه‌السلام ، ويقولون بالموافقة ، وذكر علي عليه‌السلام في ذلك : «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) لما وقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الفراش غيري» قالوا : لا.

١٠٧٤ / ٣ ـ وعنه في (أماليه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي (١) ، قال : حدثني محمد بن كثير الملائي (٢) ، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة (٣) ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : لما توجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الغار ومعه أبو بكر ، أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام أن ينام على فراشه ، ويتغشى (٤)

__________________

(١) في المصدر : محمد بن يحيى بن الصفّار ، والظاهر صحّة ما في المتن ، ترجم له السمعاني في الأنساب ١ : ٢٢١ وقال : كان إمام الجامع بأنطاكية.

٢ ـ الأمالي ٢ : ١٥٩ و ١٦٥.

(١) في المصدر : العاصمي ، ترجم له في تاريخ بغداد ٧ : ٣٨١ ولسان الميزان ٢ : ٢٢٨ ولقباه بالعدوي البصري الذئب.

(٢) في المصدر : العدلي ، تصحيف صوابه ما في المتن نسبة إلى غدانة بن يربوع ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١ : ٤٠٠ وتهذيب التهذيب ١ : ٥٩.

(٣) في المصدر : يسار ، لم نعثر عليه بهذا الضبط ، والظاهر أنّه الربيع بن بدر بن عمرو بن جراد شيخ الغداني والراوي عن الأعمش ، انظر تهذيب الكمال ٩ : ٦٣.

٣ ـ الأمالي ٢ : ٦١.

(١) في «س وط» : والمصدر : الجرجاني ، والصحيح أنّه منسوب إلى جرجرايا قرية بين واسط وبغداد ، عدّه الذهبي في السير ١٤ : ٣٨٣ من مشايخ الباغندي ، وترجم له في ١٠ : ٦٧٢.

(٢) في المصدر : المدائني ، ترجم له في تاريخ بغداد ٣ : ١٩١ والجرح والتعديل ٨ : ٧٠ وغيرهما ولم يذكروا لقبه هذا.

(٣) في «س وط» : عون الأعرابي من أهل البصرة ، وفي المصدر : عرف الأعرابيّ عن أهل البصرة ، والصواب ما أثبتناه ، وهو : عرف بن أبي جميلة البصري المعروف بالأعرابيّ من أهل البصرة يروي عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ ، راجع سير أعلام النبلاء ٦ : ٣٨٣ ، تهذيب التهذيب ٨ : ١٦٦.

(٤) في المصدر : ويتوشّح.

٤٤٢

ببردته ، فبات علي عليه‌السلام موطنا نفسه على القتل ، وجاءت رجال من قريش ، من بطونها ، يريدون قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم ، لا يشكون أنه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : أيقظوه ، ليجد ألم القتل ، ويرى السيوف تأخذه ؛ فلما أيقظوه ورأوه عليا تركوه ، وتفرقوا في طلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنزل الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ).

١٠٧٥ / ٤ ـ وعنه : بإسناده ، قال : أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن (١) بن عبد الرحمن ابن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد النور بن عبد الله بن المغيرة القرشي ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد (٢) ، عن ابن عباس ، قال : بات علي عليه‌السلام ليلة خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن (٣) المشركين على فراشه ليعمي على قريش ، وفيه نزلت هذه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

١٠٧٦ / ٥ ـ ابن الفارسي في (الروضة) ، قال : قال ابن عباس : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر عليا عليه‌السلام أن ينام على فراشه ، فانطلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقريش يختلفون ، فينظرون إلى علي عليه‌السلام نائما على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليه برد أخضر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال بعضهم : شدوا عليه ، فقالوا : الرجل نائم ، ولو كان يريد [أن] يهرب لفعل. فلما أصبح قام علي عليه‌السلام فأخذوه ، فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : «ما أدري» فأنزل الله تعالى في علي عليه‌السلام حين نام على الفراش : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

١٠٧٧ / ٦ ـ العياشي : عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «وأما قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ، ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما طلبته كفار قريش».

١٠٧٨ / ٧ ـ عن ابن عباس ، قال : شرى علي عليه‌السلام نفسه ، فلبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم نام مكانه ، فكان المشركون يرمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : فجاء أبو بكر وعلي عليه‌السلام نائم ، وأبو بكر يحسب أنه نبي الله ، فقال : أين نبي الله؟ فقال علي عليه‌السلام : «إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون (١) ، فأدرك» قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. وجعل عليه‌السلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو يتضور (٢) ، قد لف

__________________

٤ ـ الأمالي ١ : ٢٥٨.

(١) في المصدر في عدّة مواضع : الحسين.

(٢) في «س وط» : سعيد ، وهو تصحيف صوابه ما في المتن ، انظر تهذيب الكمال ٢ : ١٣٠ ، وتهذيب التهذيب ١ : ١٣٧.

(٣) في المصدر : إلى.

٥ ـ روضة الواعظين : ١٠٦.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠١ / ٢٩٢.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠١ / ٢٩٣.

(١) بئر ميمون : بمكّة ، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي. «معجم البلدان ١ : ٣٠٢ و ٥ : ٢٤٥».

(٢) يتضوّر : يتلوى ويصيح. «مجمع البحرين ـ ضور ـ ٣ : ٣٧٥».

٤٤٣

رأسه ، فقالوا : إنك (٣)! لكنه كان صاحبك لا يتضور ، قد استنكرنا (٤) ذلك؟!

وروى هذا الحديث من طريق المخالفين موفق بن أحمد ، بإسناده عن ابن عباس ، وذكر الحديث بعينه (٥).

١٠٧٩ / ٨ ـ ابن شهر آشوب في (المناقب) ، قال : نزل قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) ، في علي عليه‌السلام حين بات على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ورواه إبراهيم الثقفي ، والفلكي الطوسي ، بالإسناد عن الحكم (١) ، عن السدي ، وعن أبي مالك ، عن ابن عباس.

ورواه أبو المفضل الشيباني بإسناده عن زين العابدين عليه‌السلام ؛ وعن الحسن البصري ، عن أنس ؛ وعن أبي زيد الأنصاري ، عن أبي عمرو بن العلاء.

ورواه الثعلبي عن ابن عباس ، والسدي ، ومعبد : أنها نزلت في علي عليه‌السلام ، بين مكة والمدينة ، لما بات علي عليه‌السلام على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٠٨٠ / ٩ ـ (فضائل الصحابة) : عن عبد الملك العكبري ، وعن أبي المظفر السمعاني (١) ، بإسنادهما عن علي ابن الحسين عليه‌السلام ، قال : «أول من شرى نفسه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ كان المشركون يطلبون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر ، واضطجع علي عليه‌السلام على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاء المشركون فوجدوا عليا عليه‌السلام ، ولم يجدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٠٨١ / ١٠ ـ الثعلبي في (تفسيره) ، وابن عقب (١) في (ملحمته) ، وأبو السعادات (في فضائل العشرة) ، والغزالي في (الإحياء) (٢) برواياتهم عن أبي اليقظان.

وجماعة من أصحابنا (٣) ، نحو : ابن بابويه ، وابن شاذان ، والكليني ، والطوسي ، وابن عقدة ، والبرقي ، وابن فياض ، والعبدكي ، والصفواني ، والثقفي ، بأسانيدهم عن ابن عباس ، وأبي رافع ، وهند بن أبي هالة : أنه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل : أني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر

__________________

(٣) في مسند أحمد ومناقب الخوارزمي : «إنّك للئيم» واللئيم هنا : الشبيه ، يقال : هو لئيمه : أي مثله وشبهه.

(٤) في «ط» : استكثرنا.

(٥) مناقب الخوارزمي : ٧٣ ، مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣٣١ ، تذكره الخواص : ٣٤.

٨ ـ المناقب ٢ : ٦٤.

(١) في «س وط» : الحاكم ، وهو تصحيف صوابه ما في المتن. انظر تهذيب الكمال ٣ : ١٣٣ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٤٢٧.

٩ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٦٤.

(١) في «س» : ابن المظفّر الشفاني ، وفي «ط» : ابن المظفّر السمنانيّ ، والصواب ما أثبتناه ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ : ١١٤.

١٠ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٦٤ ، شواهد التنزيل ١ : ٩٦ / ١٣٣ ، كفاية الطالب : ٢٣٩ ، الفصول المهمة : ٤٨.

(١) في «س وط» : ابن عقبة ، وهو تصحيف ، ذكر ملحمته في كشف الظنون ٢ : ١٨١٨ والذريعة ٢٢ : ٢٠٠.

(٢) في المصدر زيادة : وفي كيمياء السعادة أيضا.

(٣) في المصدر زيادة : ومن ينتمي إلينا.

٤٤٤

صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت. فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل ولي علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين محمد نبيي ، فآثره بالحياة على نفسه ، ثم ظل راقدا على فراشه ، يقيه بمهجته ، اهبطا إلى الأرض جميعا واحفظاه من عدوه. فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، والله يباهي بك الملائكة! فأنزل الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ)» الآية.

١٠٨٢ / ١١ ـ وقال علي بن إبراهيم ، في معنى الآية ، قال : ذاك أمير المؤمنين ، ومعنى (يَشْرِي نَفْسَهُ) : أي يبذل.

١٠٨٣ / ١٢ ـ وفي (نهج البيان): نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام حين بات على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك أن قريشا تحالفوا على قتله ليلا ، وأجمعوا أمرهم بينهم ، أن ينتدب له من كل قبيلة شاب ، فيكبسوا عليه (١) ليلا وهو نائم ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فلا يؤخذ بثأره من حيث إن قاتله لا يعرف بعينه ، ولا يقوم أحد منهم بذلك من حيث إن له في ذلك مماسة.

فنزل جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره بذلك وأمره أن يبيت ابن عمه عليا عليه‌السلام على فراشه ، ويخرج هو مهاجرا إلى المدينة ، ففعل ذلك ، وجاءت الفتية ـ لما تعاهدوا عليه وتعاقدوا ـ يطلبونه ، فكبسوا عليه البيت ، فوجدوا عليا عليه‌السلام نائما على فراشه ، فتنحنح فعرفوه ، فرجعوا خائبين خاسرين ، ونجى الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كيدهم.

روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

١٠٨٤ / ١٣ ـ الموفق بن أحمد الخوارزمي في (المناقب) : بإسناده عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، قال : «إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب عليه‌السلام».

قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [٢٠٨])

١٠٨٥ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن

__________________

١١ ـ تفسير القمّي ١ : ٧١.

١٢ ـ ... نهج البيان (مخطوط) ١ : ٥٠.

(١) كبسوا عليه : أغاروا عليه. «الصحاح ـ كبس ـ ٣ : ٩٦٩».

١٣ ـ مناقب الخوارزمي : ٧٤.

سورة البقرة آية ـ ٢٠٨ ـ

١ ـ الكافي ١ : ٣٤٥ / ٢٩.

٤٤٥

مثنى الحناط ، عن عبدالله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). قال : «في ولايتنا».

١٠٨٦ / ٢ ـ الشيخ في (أماليه) : عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن هارون ، قال : حدثني أبو عبد الصمد إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول في قوله تعالى : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ، قال : «في ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام».

(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : «لا تتبعوا غيره».

١٠٨٧ / ٣ ـ سعد بن عبد الله القمي : عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً). قال : «هي ولايتنا».

١٠٨٨ / ٤ ـ العياشي : عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : «أتدري ما السلم؟» قال : قلت : أنت أعلم.

قال : «ولاية علي والأئمة الأوصياء من بعده ـ قال ـ وخطوات الشيطان ـ والله ـ ولاية فلان وفلان».

١٠٨٩ / ٥ ـ عن زرارة ، وحمران ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، قالوا : سألناهما عن قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)؟ قالا : أمروا بمعرفتنا».

١٠٩٠ / ٦ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً).

قال : «السلم : هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمر الله بالدخول فيه».

١٠٩١ / ٧ ـ عن أبي بكر الكلبي ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، في قوله : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) : «هو ولايتنا».

١٠٩٢ / ٨ ـ وروى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «السلم : هو آل محمد ، أمر الله بالدخول فيه ، وهم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به ، قال الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (١)».

__________________

٢ ـ الأمالي ١ : ٣٠٦ ، ينابيع المودة : ٢٥٠.

٣ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٦٤ ، ينابيع المودة : ١١١.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٤.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٥.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٦.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٧.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٨.

(١) آل عمران ٣ : ١٠٣.

٤٤٦

١٠٩٣ / ٩ ـ وفي رواية أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ).

قال : «هي ولاية الثاني والأول».

١٠٩٤ / ١٠ ـ عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا إن العلم الذي هبط به آدم ، وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين والمرسلين في عترة خاتم النبيين والمرسلين ، فأين يتاه بكم؟ وأين تذهبون ، يا معاشر من فسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟

فهذا مثل ما فيكم ، فكما نجا في هاتيك منهم من نجا ، فكذلك ينجو في هذه منكم من نجا ، ورهن ذمتي ، وويل لمن تخلف عنهم ، إنهم فيكم كأصحاب الكهف ، ومثلهم باب حطة ، وهم باب السلم ، فادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان».

١٠٩٥ / ١١ ـ ابن شهر آشوب : عن زين العابدين ، وجعفر الصادق عليهما‌السلام ، قالا : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) : «في ولاية علي عليه‌السلام» (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قالا : «لا تتبعوا غيره».

١٠٩٦ / ١٢ ـ عن أبي جعفر عليه‌السلام (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) : «في ولايتنا».

قوله تعالى :

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ

وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [٢١٠]

١٠٩٧ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعادي (١) ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، قال : سألت الرضا علي بن موسى عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ). قال : «يقول : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام ، وهكذا نزلت».

وعن قول الله عز وجل : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٢). فقال : «إن الله عز وجل لا يوصف بالمجيء والذهاب ، تعالى عن الانتقال ، وإنما يعني بذلك : وجاء أمر ربك والملك صفا صفا».

__________________

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٢٩٩.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٢ / ٣٠٠ ، ينابيع المودة : ١١١.

١١ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٦.

١٢ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٩٦ ، ينابيع المودة : ١١١.

سورة البقرة آية ـ ٢١٠ ـ

١ ـ عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام ١ : ١٢٥ / ١٩ ، بتقديم وتأخير.

(١) في «س وط» : المعالي ، تصحيف ، وفي المصدر : محمّد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي ، وهما متّحدان ، راجع معجم رجال الحديث ١٤ : ٢١٩ و ٣١٢.

(٢) الفجر ٨٩ : ٢٢.

٤٤٧

١٠٩٨ / ٢ ـ سعد بن عبد الله : عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «إن إبليس قال : (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١) فأبى الله ذلك عليه ، فقال : (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٢) فإذا كان يوم [الوقت] المعلوم ظهر إبليس (لعنه الله) في جميع أشياعه ، منذ خلق الله آدم عليه‌السلام إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي آخر كرة (٣) يكرها أمير المؤمنين عليه‌السلام».

فقلت : وإنها لكرات؟

قال : «نعم ، إنها لكرات وكرات ، ما من إمام في قرن (٤) ، إلا ويكر في قرنه ، يكر معه البر والفاجر في دهره ، حتى يديل (٥) الله عز وجل المؤمن من الكافر ، فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين عليه‌السلام في أصحابه ، وجاء إبليس وأصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات ، يقال لها : روحاء ، قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز وجل العالمين.

فكأني أنظر إلى أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى (٦) مائة قدم ، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات ، فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل (٧) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليها (٩) إبليس رجع القهقرى ، ناكصا على عقبيه ، فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول : إني أرى ما لا ترون ، إنى أخاف الله رب العالمين (١٠) ؛ فيلحقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد الله عز وجل ، ولا يشرك به شيئا ، ويملك أمير المؤمنين عليه‌السلام أربعا وأربعين ألف سنة ، حتى يلد الرجل من شيعة علي عليه‌السلام ألف ولد من صلبه ذكرا ، في كل سنة ذكر ، وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله».

__________________

٢ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٢٦.

(١) الأعراف ٧ : ١٤.

(٢) الحجر ١٥ : ٣٧ ـ ٣٨.

(٣) الكرّة : الرجعة ، وهي المرّة. «مجمع البحرين ـ كرر ـ ٣ : ٤٧١».

(٤) القرن : أهل زمان واحد. «مجمع البحرين ـ قرن ـ ٦ : ٢٩٨».

(٥) أدالنا الله من عدونا : نصرنا ، وجعل الغلبة لنا.

(٦) القهقرى : الرجوع إلى خلف «الصحاح ـ قهر ـ ٢ : ٨٠١».

(٧) هبوط الجبّار تعالى كناية عن نزول آيات عذابه.

(٨) في «ط» زيادة : أمامه.

(٩) في المصدر : إليه.

(١٠) تضمين من سورة الأنفال ٨ : ٤٨.

٤٤٨

١٠٩٩ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن عمرو بن أبي شيبة (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول ابتداء منه : «إن الله إذا بدا له أن يبين خلقه ويجمعهم لما لا بد منه ، أمر مناديا ينادي فتجتمع الإنس والجن في أسرع من طرفة عين ، ثم أذن للسماء الدنيا فتنزل ، وكانت من وراء الناس ، وأذن للسماء الثانية فتنزل ، وهي ضعف التي تليها ، فإذا رآها أهل السماء الدنيا ، قالوا : جاء ربنا (٢) ، وهو آت ، يعني أمره ، حتى تنزل كل سماء ، تكون كل واحدة منها من وراء الاخرى ، وهي ضعف التي تليها ، ثم ينزل أمر الله : (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)».

وللحديث تتمة ، تأتي ـ إنشاء الله تعالى ـ في قوله : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) من سورة الأنبياء (٣).

١١٠٠ / ٤ ـ العياشي : عن جابر ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ). قال : «ينزل في سبع قباب من نور ، لا يعلم في أيها هو ، حين ينزل في ظهر الكوفة ، فهذا حين ينزل».

١١٠١ / ٥ ـ عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «يا أبا حمزة ، كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم ، فإذا علا فوق نجفكم ، نشر (١) راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر». وقال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنه نازل في قباب من نور ، حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق ، فهذا حين ينزل ، وأما (قُضِيَ الْأَمْرُ) : فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر».

قوله تعالى :

سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ

بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ [٢١١]

١١٠٢ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ،

__________________

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٧٧.

(١) في «س» : منصور بن يونس بن عمرو بن أبي شيبة. والصواب ما في المتن. كما في معجم الثقات وترتيب الطبقات : ٢٢١ / ١٦٥.

(٢) في المصدر زيادة : قالوا لا.

(٣) يأتي في الحديث (٨) من تفسر الآية (١٠٣) من سورة الأنبياء.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٣ / ٣٠١.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٣ / ٣٠١.

(١) في «ط» : نشرت.

سورة البقرة آية ـ ٢١١ ـ

١ ـ الكافي ٨ : ٢٩٠ / ٤٠٠.

٤٤٩

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) بولاية الشياطين (عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) (١).

ويقرأ أيضا : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) فمنهم من آمن ، ومنهم من جحد ، ومنهم من أقر ، ومنهم من بدل (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).

١١٠٣ / ١ ـ العياشي : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) : «فمنهم من آمن ، ومنهم من جحد ، ومنهم من أقر ، ومنهم من أنكر ، ومنهم من يبدل نعمة الله».

قوله تعالى :

كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ [٢١٣]

١١٠٤ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن عديس ، عن أبان بن عثمان ، عن يعقوب بن شعيب ، أنه سأل أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً).

فقال : «كان [الناس] قبل نوح عليه‌السلام امة ضلال ، فبدا لله فبعث المرسلين ، وليس كما يقولون : لم يزل (١).

وكذبوا ، يفرق الله في كل ليلة قدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر بقدر ما يشاء الله عز وجل أن يقدر إلى مثلها من قابل».

١١٠٥ / ٣ ـ العياشي : عن زرارة ، وحمران ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، عن قوله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ).

قال : «كانوا ضلالا ، فبعث الله فيهم أنبياء ، ولو سألت الناس لقالوا : قد فرغ من الأمر».

١١٠٦ / ٤ ـ عن يعقوب بن شعيب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً).

__________________

(١) البقرة ٢ : ١٠٢.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٣ / ٣٠٤.

سورة البقرة آية ـ ٢١٣ ـ

١ ـ الكافي ٨ : ٨٢ / ٤٠.

(١) قوله عليه‌السلام : «ليس كما يقولون : لم يزل» أي ليس الأمر كما يقولون إنّ الله تعالى قدّر الأمور في الأزل ، وقد فرغ منها ، فلا تتغيّر تقديراته تعالى ، بل الله البداء فيما كتب في لوح المحو والإثبات ، كما قال تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) ، الرعد ١٣ : ٣٩. مرآة العقول ٢٥ : ١٨٩.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٤ / ٣٠٥.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٤ / ٣٠٦.

٤٥٠

قال : «كان هذا قبل نوح امة واحدة ، فبدا لله فأرسل الرسل قبل نوح».

قلت : أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟ قال : «بل كانوا ضلالا ، كانوا لا مؤمنين ، ولا كافرين ، ولا مشركين».

١١٠٧ / ٤ ـ عن يعقوب بن شعيب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً).

قال : «قبل آدم وبعد نوح (١) عليهما‌السلام ضلالا فبدا لله ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ؛ أما أنك لو لقيت هؤلاء قالوا : إن ذلك لم يزل ، وكذبوا ، إنما هو شيء بدا لله فيه».

١١٠٨ / ٥ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ).

فقال : «كان هذا قبل نوح عليه‌السلام كانوا ضلالا ، فبدا لله ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين».

١١٠٩ / ٦ ـ عن مسعدة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ). فقال : «كان ذلك قبل نوح».

فقيل : فعلى هدى كانوا؟

قال : «بل كانوا ضلالا ، وذلك أنه لما انقرض آدم عليه‌السلام وصالح ذريته ، بقي شيث وصيه لا يقدر على إظهار دين الله الذي كان عليه آدم عليه‌السلام وصالح ذريته ، وذلك أن قابيل توعده بالقتل ، كما قتل أخاه هابيل ، فسار فيهم بالتقية والكتمان ، فازدادوا كل يوم ضلالة حتى لم يبق على الأرض معهم إلا من هو سلف ، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله ، فبدا لله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل ، ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا : قد فرغ من الأمر ، وكذبوا ، إنما شيء يحكم به الله في كل عام».

ثم قرأ : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (١) «فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك».

قلت : أفضلالا كانوا قبل النبيين أم على هدى؟

قال : «لم يكونوا على هدى ، كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يديهم الله ، أما تسمع ؛ يقول إبراهيم : (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) (٢) أي ناسيا للميثاق».

__________________

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٤ / ٣٠٧.

(١) هكذا في جميع النسخ ، والصواب : «بعد آدم وقبل نوح» كما في الأحاديث السابقة والأحاديث اللاحقة.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٤ / ٣٠٨.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٤ / ٣٠٩.

(١) الدخان ٤٤ : ٤.

(٢) الأنعام ٦ : ٧٧.

٤٥١

١١١٠ / ٧ ـ أبو علي الطبرسي : روى أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أنه قال : «كان قبل نوح عليه‌السلام أمة واحدة على فطرة الله ؛ لا مهتدين ، ولا ضلالا ، فبعث الله النبيين.

وروى ذلك أيضا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، محمد الشيباني في (نهج البيان) ، إلا أن فيه زيادة : (بل في حيرة) بعد قوله : لا مهتدين ولا ضلالا (١).

قوله تعالى :

أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ

مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ

آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ [٢١٤]

١١١١ / ١ ـ العياشي : عن محمد بن سنان ، قال : حدثني المعافى بن إسماعيل ، قال : لما قتل الوليد ، خرج من هذه العصابة نفر بحيث أحدث القوم ، قال : فدخلنا على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : «ما الذي أخرجكم عن غير الحج والعمرة؟» قال : فقال القائل منهم : الذي شتت الله من كلمة أهل الشام ، وقتل (١) خليفتهم ، واختلافهم فيما بينهم.

قال : «ما تجدون أعينكم إليهم؟ ـ فأقبل يذكر حالاتهم ـ أليس الرجل منكم يخرج من بيته إلى سوقه فيقضي حوائجه ، ثم يرجع ولم تختلف (٢) ، إن كان لمن كان قبلكم أتى هو على مثل ما أنتم عليه ، ليأخذ الرجل منهم فيقطع يديه ورجليه ، وينشره بالمناشير ، ويصلب على جذع النخلة ، ولا يدع ما كان عليه».

ثم ترك هذا الكلام ، ثم انصرف إلى آية من كتاب الله : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)

__________________

٧ ـ مجمع البيان ٢ : ٥٤٣.

(١) نهج البيان (مخطوط) ١ : ٥٢.

سورة البقرة آية ـ ٢١٤ ـ

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٥ / ٣١٠.

(١) في المصدر : وقتلهم.

(٢) في المصدر : يختلف.

٤٥٢

قوله تعالى :

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ

سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ

وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [٢١٧]

١١١٢ / ١ ـ علي بن إبراهيم : إنه كان سبب نزولها : أنه لما هاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة ، بعث السرايا إلى الطرقات التي تدخل مكة ، تتعرض لعير (١) قريش ، حتى بعث عبد الله بن جحش (٢) في نفر من أصحابه إلى نخلة ـ وهي بستان بني عامر ـ ليأخذوا عير قريش [حين] أقبلت من الطائف. عليها الزبيب والأدم والطعام ، فوافوها وقد نزلت العير ، وفيها عمرو بن عبد الله الحضرمي ، وكان حليفا لعتبة بن ربيعة. فلما نظر الحضرمي إلى عبد الله بن جحش وأصحابه ، فزعوا وتهيئوا للحرب ، وقالوا : هؤلاء أصحاب محمد ، وأمر عبد الله بن جحش أصحابه أن ينزلوا ويحلقوا رؤوسهم ، فنزلوا وحلقوا رؤوسهم.

فقال ابن الحضرمي : هؤلاء قوم عباد ليس علينا منهم [بأس] ، فلما اطمأنوا ووضعوا السلاح ، حمل عليهم عبد الله بن جحش ، فقتل ابن الحضرمي ، وقتل (٣) أصحابه ، وأخذوا العير بما فيها ، وساقوها إلى المدينة ، وكان ذلك في أول يوم من رجب من أشهر الحرم ، فعزلوا العير وما كان عليها ، ولم ينالوا منها شيئا.

فكتبت قريش إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنك استحللت الشهر الحرام ، وسفكت فيه الدم ، وأخذت المال ، وكثر القول في هذا ، وجاء أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : يا رسول الله ، أيحل القتل في الشهر الحرام؟

فأنزل الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ). قال : القتال في الشهر الحرام عظيم ، ولكن الذي فعلت بك قريش ـ يا محمد ـ من الصد عن المسجد الحرام ، والكفر بالله ، وإخراجك منه (٤) أكبر عند الله ، والفتنة ـ يعني الكفر بالله ـ أكبر من القتل.

ثم أنزلت عليه : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢١٧ ـ

١ ـ تفسير القمي ١ : ٧١.

(١) العير : القافلة. «مجمع البحرين ـ عير ـ ٣ : ٤١٨».

(٢) عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي : صحابي ، قديم الإسلام ، هاجر إلى بلاد الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكان من أمراء السرايا ، وهو صهر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابن عمته ، أخو زينب ام المؤمنين ، قتل يوم أحد شهيدا في ٣ ه‍ ، فدفن هو والحمزة في قبر واحد. حلية الأولياء ١ : ١٠٨ / ١٣ ، الاصابة ٢ : ٢٨٦ / ٤٥٨٣.

(٣) في المصدر : وأفلت.

(٤) في المصدر : وإخراجك منها هو.

٤٥٣

بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (٥).

١١١٣ / ٢ ـ وفي (نهج البيان) عن أبي جعفر عليه‌السلام : «الفتنة هنا هنا : الشرك».

١١١٤ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن أبان ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن المغيرية (١) يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة.

فقال : «كذبوا ، هذا اليوم لليلة الماضية ؛ لأن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال ، قالوا : قد دخل الشهر الحرام».

قوله تعالى :

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ

وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما [٢١٩]

١١١٥ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن أبي علي الأشعري ، عن بعض أصحابنا ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعا ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (١) ، عن أبيه ، عن علي بن يقطين ، قال : سأل المهدي أبا الحسن عليه‌السلام عن الخمر ، قال : هل هي محرمة في كتاب الله عز وجل ، فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها ، ولا يعرفون التحريم لها؟

فقال له أبو الحسن عليه‌السلام : «بل هي محرمة في كتاب الله» (٢).

فقال : في أي موضع [هي] محرمة في كتاب الله جل اسمه ، يا أبا الحسن؟

فقال : «قول الله جل وعز : (إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) (٣).

__________________

(٥) البقرة ٢ : ١٩٤.

٢ ـ نهج البيان (مخطوط) ١ : ٥٢.

٣ ـ الكافي ٨ : ٣٣٢ / ٥١٧.

(١) المغيرية : وهم أتباع المغيرة بن سعيد ، الذين قالوا : لا إمامة في بني عليّ عليه‌السلام بعد أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام ، وإنّ الإمامة في المغيرة بن سعيد إلى خروج المهدي ، وهو عندهم محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ـ كما هو في أغلب المصادر ـ وفي الأنوار النعمانية للسيّد الجزائري قدس سره قال : هو عندهم زكريا بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عليه‌السلام. فرق الشيعة : ٦٣ ، مقالات الاسلاميين ١ : ٦٨ ، المقالات والفرق : ٥٠ و ٧٤ ، الفرق بين الفرق ، ٢٣٨ ، الملل والنحل ١ : ١٥٧ ، الأنوار النعمانية ٢ : ٢٣٦.

سورة البقرة آية ـ ٢١٩ ـ

١ ـ الكافي ٦ : ٤٠٦ / ١.

(١) في «س وط» : عن عليّ بن أبي حمزة ، والصواب ما في المتن ، لرواية إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، دون أبيه ، كما في معجم رجال الحديث ١ : ٣١٩ ، وعليّ بن أبي حمزة يروي عن عليّ بن يقطين. كما في معجم رجال الحديث ١٢ : ٢٣٧.

(٢) في المصدر زيادة : يا أمير المؤمنين.

(٣) الأعراف ٧ : ٣٣.

٤٥٤

فأما قوله : (ما ظَهَرَ مِنْها) يعني الزنا المعلن ، ونصب الرايات التي كانت تعرف بها الفواحش (٤) في الجاهلية.

وأما قوله تعالى : (ما بَطَنَ) يعني ما نكح آباؤكم (٥) ؛ لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كان للرجل زوجة ومات عنها ، تزوج بها (٦) ابنه من بعده ، إذا لم تكن امه ، فحرم الله عز وجل ذلك.

وأما الإثم : فإنها الخمرة بعينها ، وقد قال الله عز وجل في موضع آخر : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فأما الإثم في كتاب الله عز وجل فهي الخمرة والميسر وإثمهما أكبر ، كما قال الله تعالى».

فقال المهدي : يا علي بن يقطين ، هذه والله فتوى هاشمية.

قال : قلت له : صدقت ـ والله ـ يا أمير المؤمنين ، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت.

قال : فو الله ، ما صبر المهدي أن قال لي : صدقت ، يا رافضي.

١١١٦ / ٢ ـ وعنه : عن بعض أصحابنا ، مرسلا ، قال : «إن أول ما نزل في تحريم الخمر ، قول الله جل وعز : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريمها وتحريم الميسر والأنصاب والأزلام (١) ، وعلموا أن الإثم مما ينبغي اجتنابه ، ولا يحمل الله عز وجل عليهم من كل طريق ؛ لأنه قال : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ).

ثم أنزل الله عز وجل : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢) فكانت هذه الآية أشد من الاولى وأغلظ في التحريم.

ثم ثلث بآية اخرى ، فكانت أغلظ من الأولى والثانية [وأشد] ، فقال الله عز وجل : (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (٣) فأمر الله عز وجل باجتنابها ، وفسر عللها التي لها ومن أجلها حرمها.

ثم بين الله عز وجل تحريمها وكشفه في الآية الرابعة مع (٤) ما دل عليه في هذه الآي المذكورة المتقدمة ، بقوله عز وجل : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) (٥).

وقال الله عز وجل في الآية الاولى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ)

__________________

(٤) في المصدر : كانت ترفعها الفواجر للفواحش.

(٥) في المصدر : من الآباء.

(٦) في المصدر : تزوجها.

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٠٦ / ٢.

(١) (والأنصاب والأزلام) ليس في المصدر.

(٢) المائدة ٥ : ٩٠.

(٣) المائدة ٥ : ٩١.

(٤) في «ط» : وكشف في الآية الرابعة منع.

(٥) الأعراف ٧ : ٣٣.

٤٥٥

ثم قال في الآية الرابعة : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ). فخبر عز وجل أن الإثم في الخمر وغيرها ، وأنه حرام ، وذلك أن الله عز وجل إذا أراد أن يفترض فريضة ، أنزلها شيئا بعد شيء حتى يوطن الناس أنفسهم عليها ، ويسكنوا إلى أمر الله جل وعز ونهيه فيها ، وكان ذلك من [فعل] الله عز وجل على وجه التدبير فيهم أصوب وأقرب لهم إلى الأخذ بها ، وأقل لنفارهم عنها».

١١١٧ / ٣ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الوشاء ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «الميسر : هو القمار».

١١١٨ / ٤ ـ وعنه : عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «لما نزل قول الله عز وجل على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) (١) قيل : يا رسول الله ، ما الميسر؟ قال : كل ما تقومر به حتى الكعاب والجوز.

قيل : فما الأنصاب؟ قال : ما ذبحوا (٢) لآلهتهم.

قيل : فما الأزلام؟ قال : قداحهم التي يستقسمون بها».

١١١٩ / ٥ ـ العياشي : عن حمدويه : عن محمد بن عيسى ، قال : سمعته يقول : كتب إليه إبراهيم بن عنبسة ـ يعني إلى علي بن محمد عليه‌السلام ـ : إن رأى سيدي ومولاي أن يخبرني عن قول الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) الآية ، فما الميسر (١) ، جعلت فداك؟ فكتب : «كل ما قومر به فهو الميسر ، وكل مسكر حرام».

١١٢٠ / ٦ ـ الحسين ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن محمد بن علي بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أخيه موسى ، عن أبيه جعفر عليهم‌السلام ، قال : «النرد والشطرنج من الميسر».

١١٢١ / ٧ ـ عن عامر بن السمط ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، قال : «الخمر من ستة (١) : التمر ، والزبيب ، والحنطة ، والشعير ، والعسل ، والذرة».

__________________

٣ ـ الكافي ٥ : ١٢٤ / ٩.

٤ ـ الكافي ٥ : ١٢٢ / ٢.

(١) المائدة ٥ : ٩٠.

(٢) في المصدر : ما ذبحوه.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٥ / ٣١١.

(١) في «ط» : فما المنفعة.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٦ / ٣١٢.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٦ / ٣١٣.

(١) في المصدر زيادة : أشياء.

٤٥٦

قوله تعالى :

وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [٢١٩]

١١٢٢ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. في قوله عز وجل : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ). قال : «العفو : الوسط».

١١٢٣ / ٢ ـ العياشي : عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ). قال : «العفو : الوسط».

١١٢٤ / ٣ ـ عن عبد الرحمن ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ).

قال : «(الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (١) ـ قال ـ : نزلت هذه بعد هذه ، هي الوسط».

١١٢٥ / ٤ ـ عن يوسف ، عن أبي عبد الله ، أو أبي جعفر (١) عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ). قال : «الكفاف».

وفي رواية أبي بصير : «القصد».

١١٢٦ / ٥ ـ أبو علي الطبرسي : العفو : الوسط ، من غير إسراف ولا إقتار. قال : وهو المروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١١٢٧ / ٦ ـ وعنه ، قال : وعن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : «العفو : ما فضل عن قوت السنة».

قوله تعالى :

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢١٩ ـ

١ ـ الكافي ٤ : ٥٢ / ٣.

(١) في المصدر : عن بعض أصحابه.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٦ / ٣١٤.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٦ / ٣١٥.

(١) الفرقان ٢٥ : ٦٧.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٦ / ٣١٦ و ٣١٧.

(١) في «ط» : وأبي جعفر.

٥ ـ مجمع البيان ٢ : ٥٥٨.

٦ ـ مجمع البيان ٢ : ٥٥٨.

٤٥٧

فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ـ إلى قوله ـ لَأَعْنَتَكُمْ [٢٢٠]

١١٢٨ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير. قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «سألني عيسى بن موسى عن القيم للأيتام في الإبل وما يحل له منها؟ فقلت (١) : إذا لاط حوضها (٢) ، وطلب ضالتها ، وهنأ (٣) جرابها ، فله أن يصيب من لبنها في غير نهك (٤) لضرع (٥) ، ولا فساد لنسل».

١١٢٩ / ٢ ـ أحمد بن محمد : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) (١). قال : «ذلك رجل يحبس نفسه عن المعيشة ، فلا بأس أن يأكل بالمعروف ، إذا كان يصلح لهم أموالهم ؛ فإن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا».

قال : قلت : أرأيت قول الله عز وجل : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ)؟ قال : «تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم ، وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ، ثم تنفقه».

قلت : أرأيت إن كانوا يتامى صغارا وكبارا ، وبعضهم أعلى كسوة من بعض ، وبعضهم آكل من بعض ، ومالهم جميعا؟ فقال : «أما الكسوة ، فعلى كل إنسان منهم ثمن كسوته ، وأما الطعام فاجعلوه جميعا ، فإن الصغير يوشك أن يأكل مثل الكبير».

١١٣٠ / ٣ ـ الشيخ : بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ).

قال : «يعني اليتامى ، إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يحتاج إليه ، على قدر ما يخرجه لكل إنسان منهم ، فيخالطوهم ، ويأكلون جميعا ، ولا يرزأن (١) من أموالهم شيئا ، إنما هي النار».

__________________

سورة البقرة آية ـ ٢٢٠ ـ

١ ـ الكافي ٥ : ١٣٠ / ٤.

(١) في «س وط» : فقال.

(٢) لاط الحوض : ملطه وطينته. «مجمع البحرين ـ لوط ـ ٤ : ٢٧٢».

(٣) هنا البعير : طلاه بالهناء ، وهو القطران. «الصحاح ـ هنأ ـ ١ : ٨٤».

(٤) نهكت الناقة حلبا ، إذا لم تبق في ضرعها لبنا. «النهاية ٥ : ١٣٧».

(٥) في المصدر : لبنها من غير نهك بضرع.

٢ ـ الكافي ٥ : ١٣٠ / ٥.

(١) النساء ٤ : ٦.

٣ ـ التهذيب ٦ : ٣٤٠ / ٩٤٩.

(١) ما رزأ منه شيئا : أي ما نقص ولا أخذ منه شيئا. «النهاية ٢ : ٢١٨».

٤٥٨

١١٣١ / ٤ ـ عنه : بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام ، ومعهم خادم لهم ، فنقعد على بساطهم ، ونشرب من مائهم ، ويخدمنا خادمهم ، وربما طعمنا من (١) الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم ، فما ترى في ذلك؟

فقال : إن كان دخولكم عليهم منفعة لهم (٢) فلا بأس ، وإن كان فيه ضرر (٣) فلا ـ وقال ـ : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (٤) وأنتم لا يخفى عليكم ، وقد قال الله عز وجل : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)».

١١٣٢ / ٥ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «أنه لما نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (١) خرج كل من كان عنده يتيم ، وسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إخراجهم ، فأنزل الله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)».

١١٣٣ / ٦ ـ وقال علي بن إبراهيم : وقال الصادق عليه‌السلام : «لا بأس بأن تخلط طعامك بطعام اليتيم ، فإن الصغير يوشك أن يأكل كما يأكل الكبير (١) ، وأما الكسوة وغيرها فيحسب على كل رأس صغير وكبير كما يحتاج إليه».

١١٣٤ / ٧ ـ العياشي : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ). قال : «تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم ، وخرج من مالك قدر ما يكفيك».

قلت : أرأيت أيتاما صغارا وكبارا ، وبعضهم أعلى في الكسوة من بعض؟ فقال : «أما الكسوة فعلى كل إنسان من كسوته ، وأما الطعام فاجعله جميعا ، فأما الصغير فإنه أوشك أن يأكل كما يأكل الكبير».

١١٣٥ / ٨ ـ عن سماعة ، عن أبي عبد الله ، أو أبي الحسن (١) عليهما‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (وَإِنْ

__________________

٤ ـ التهذيب ٦ : ٣٣٩ / ٩٤٧.

(١) في المصدر : فيه.

(٢) في «ط» : دخولكم منفعة عليهم.

(٣) في المصدر زيادة : لهم.

(٤) القيامة ٧٥ : ١٤.

٥ ـ تفسير القمي ١ : ٧٢.

(١) النساء ٤ : ١٠.

٦ ـ تفسير القمي ١ : ٧٢.

(١) في المصدر : يوشك أن يأكل الكبير معه.

٧ ـ تفسير العياشي ١ : ١٠٧ / ٣١٨.

٨ ـ تفسير العياشي ١ : ١٠٧ / ٣١٩.

(١) في «ط» : وأبي الحسن.

٤٥٩

تُخالِطُوهُمْ).

قال : «يعني اليتامى ، يقول : إذا كان الرجل يلي يتامى وهو في حجره ، فليخرج من ماله على قدر ما يخرج لكل إنسان منهم ، فيخالطهم ، فيأكلون جميعا ، ولا يرزأن من أموالهم شيئا ، فإنما هو نار».

١١٣٦ / ٩ ـ عن الكاهلي ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، فسأله رجل ضرير البصر ، فقال : إنا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام معهم خادم لهم ، فنقعد على بساطهم ، ونشرب من مائهم ، ويخدمنا خادمهم ، وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم ، فما ترى ، أصلحك الله؟

فقال : «قد قال الله : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (١) فأنتم لا يخفى عليكم ، وقد قال الله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) إلى (لَأَعْنَتَكُمْ)». ثم قال : «إن يكن دخولكم عليهم فيه منفعة لهم فلا بأس ، وإن كان فيه ضرر فلا».

١١٣٧ / ١٠ ـ عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن أخي هلك ، وترك أيتاما ولهم ماشية ، فما يحل لي منها؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن كنت تليط حوضها ، وترد نادتها (١) ، وتقوم على رعيتها ، فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب ، ولا ضار بالولد (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)».

١١٣٨ / ١١ ـ عن محمد بن مسلم ، قال : سألته عن رجل بيده الماشية لابن أخ له يتيم في حجره ، أيخلط أمرها بأمر ماشيته؟

قال : «فإن كان يليط حوضها ، ويقوم على هنائها ، ويرد نادتها ، فليشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب ، ولا مضر بالولد». ثم قال : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) (١) ، (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).

١١٣٩ / ١٢ ـ عن محمد الحلبي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).؟ قال : «تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم ، وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ، ثم تنفقه».

عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مثله.

__________________

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٧ / ٣٢٠.

(١) القيامة ٧٥ : ١٤.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٧ / ٣٢١.

(١) ندّ البعير : شرد وذهب على وجهه. «النهاية ٥ : ٣٥».

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٨ / ٣٢٢.

(١) النّساء ٤ : ٦.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٨ / ٣٢٣.

٤٦٠