البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

بالكوفة أعداء آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهلكهم الله بالجوع ، وأما الخوف فإنه عام بالشام ، وذلك الخوف إذا قام القائم عليه‌السلام ، وأما الجوع فقبل قيام القائم ، وذلك قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)».

٧٢٠ / ١٠ ـ عن إسحاق بن عمار ، قال : لما قبض أبو جعفر عليه‌السلام جعلنا نعزي أبا عبد الله عليه‌السلام ، فقال بعض من كان معنا في المجلس : رحمه‌الله عبدا وصلى عليه ، كان إذا حدثنا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : فسكت أبو عبد الله عليه‌السلام طويلا ونكت في الأرض (١) ، ثم التفت إلينا ، فقال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تبارك وتعالى : إني أعطيت الدنيا بين عبادي قرضا (٢) ، فمن أقرضني منها قرضا ، أعطيته لكل واحدة منهن عشرا إلى سبع مائة ضعف ، وما شئت ، فمن لم يقرضني منها قرضا فأخذتها منه قسرا فصبر (٣) ، أعطيته ثلاث خصال ، لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي رضوا بها». ثم قال : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) إلى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

٧٢١ / ١١ ـ عن إسماعيل بن زياد السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله ، ومن إذا أنعم الله عليه النعمة ، قال : الحمد لله ، ومن إذا أصاب ذنبا ، قال : استغفر الله ، ومن إذا أصابته مصيبة ، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون».

٧٢٢ / ١٢ ـ عن أبي علي المهلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم : من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن إذا أصابته مصيبة ، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ومن إذا أصاب خيرا ، قال : الحمد لله ، ومن إذا أصاب خطيئة ، قال : استغفر الله وأتوب إليه».

٧٢٣ / ١٣ ـ عن عبد الله بن صالح الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله : عبدي المؤمن ، إن خولته وأعطيته ورزقته واستقرضته ، فإن أقرضني عفوا أعطيته مكان الواحد مائة ألف فما زاد ، وإن لا يفعل أخذته قسرا بالمصائب في ماله ، فإن يصبر أعطيته ثلاث خصال ، إن أخير الواحدة (١) منهن ملائكتي اختاروها». ثم تلا هذه الآية : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ ـ إلى قوله ـ الْمُهْتَدُونَ).

__________________

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٨ / ١٢٦.

(١) النكت : أن تنكت في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثر فيها. «الصحاح ـ نكت ـ ١ : ٢٦٩».

(٢) في المصدر : فيضا.

(٣) في المصدر : منه قهرا.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٩ / ١٢٧.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٩ / ١٢٨.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٩ / ١٢٩.

(١) في المصدر : إن اختير بواحدة.

٣٦١

٧٢٤ / ١٤ ـ قال إسحاق بن عمار : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «هذا إن أخذ الله منه شيئا فصبر واسترجع».

٧٢٥ / ١٥ ـ وعن الصادق عليه‌السلام : «قال الله عز وجل : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) أي بالجنة والمغفرة».

قوله تعالى :

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا

جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ

[١٥٨]

٧٢٦ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «سمي الصفا صفا ، لأن المصطفى آدم عليه‌السلام هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه‌السلام ، يقول الله عز وجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (١) وهبطت حواء على المروة ، وإنما سميت المروة ، لأن المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة».

٧٢٧ / ٢ ـ وعنه ، قال : حدثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن إبراهيم عليه‌السلام لما خلف إسماعيل عليه‌السلام بمكة عطش الصبي ، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر ، فخرجت امه حتى قامت على الصفا ، فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ، فمضت حتى انتهت إلى المروة ، فقالت : هل بالوادي من أنيس؟

فلم يجبها أحد ، ثم رجعت إلى الصفا ، فقالت كذلك حتى صنعت ذلك سبعا ، فأجرى الله ذلك سنة. فأتاها جبرئيل ، فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا ام ولد إبراهيم ، فقال لها : إلى من وكلكم؟ فقالت : أما إذا قلت ذلك ، فقد قلت له حيث أراد الذهاب : يا إبراهيم ، إلى من تكلنا؟ فقال : إلى الله عز وجل ، فقال جبرئيل : لقد وكلكم إلى كاف.

قال : «وكان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء ، ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم ، ورجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء ، فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء ، ولو تركته لكان سيحا».

قال : «فلما رأته الطير حلقت عليه ـ قال ـ : فمر ركب من اليمن ، فلما رأوا الطير حلقت عليه ، قالوا : ما حلقت

__________________

١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٩ / ١٣٠.

١٥ ـ مصباح الشريعة : ١٨٦.

سورة البقرة آية ـ ١٥٨ ـ

١ ـ علل الشرائع : ٤٣١ / ١.

(١) آل عمران ٣ : ٣٣.

٢ ـ علل الشرائع : ٤٣٢ / ١.

٣٦٢

إلا على الماء ، فأتوهم ليستقوهم فسقوهم من الماء ، وأطعمهم (١) الركب من الطعام ، وأجرى الله عز وجل لهم بذلك رزقا ، فكان الركب يمر بمكة فيطعمونهم من الطعام ، ويسقونهم من الماء».

٧٢٨ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن معاوية بن حكيم ، عن محمد ابن أبي عمير ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن بعض أصحابنا ، قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن السعي بين الصفا والمروة ، فريضة أم سنة؟ فقال : «فريضة».

قلت : أوليس قال الله عز وجل : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)؟ قال : «كان ذلك في عمرة القضاء ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة ، فتشاغل رجل (١) وترك السعي حتى انقضت الأيام ، وأعيدت الأصنام ، فجاءوا إليه ، فقالوا : يا رسول الله ، إن فلانا لم يسع بين الصفا والمروة ، وقد أعيدت الأصنام؟ فأنزل الله عز وجل : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) [أي وعليهما الأصنام]».

٧٢٩ / ٤ ـ عنه : عن علي بن إبرهيم ، عنه أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : «أنه عليه‌السلام بعد ما طاف بالبيت وصلى ركعتيه ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، فابدأ بما بدأ الله عز وجل به ، وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون ، فأنزل الله عز وجل : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)».

٧٣٠ / ٥ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المرأة تطوف بين الصفا والمروة وهي حائض؟ قال : «لا ، لأن الله تعالى يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)».

٧٣١ / ٦ ـ وقال علي بن إبراهيم في (تفسيره) : إن قريشا كانت وضعت أصنامها بين الصفا والمروة ، وكانوا يتمسحون بها إذا سعوا ، فلما كان من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان في غزوة الحديبية ، وصدوه عن البيت ، وشرطوا له أن يخلوا له البيت في عام قابل حتى يقضي عمرته ثلاثة أيام ، ثم يخرج عنها ، فلما كانت عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل مكة ، وقال لقريش : «ارفعوا أصنامكم من بين الصفا والمروة حتى أسعى» فرفعوها ، فسعى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الصفا والمروة ، وقد رفعت الأصنام.

وبقي رجل من المسلمين من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يطف ، فلما فرغ رسول

__________________

(١) في المصدر : وأطعموا.

٣ ـ الكافي ٤ : ٤٣٥ / ٨.

(١) في «س وط» : وسئل عن رجل قد.

٤ ـ الكافي ٤ : ٢٤٥ / ٤.

٥ ـ التهذيب ٥ : ٣٩٤ / ١٣٧٣.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٤.

٣٦٣

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطواف ردت قريش الأصنام بين الصفا والمروة ، فجاء الرجل الذي لم يسع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : قد ردت قريش الأصنام بين الصفا والمروة ، ولم أسع؟ فأنزل الله عز وجل : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) والأصنام فيهما.

٧٣٢ / ٧ ـ العياشي : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) «أي لا حرج عليه أن يطوف بهما».

٧٣٣ / ٨ ـ عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) [يقول : «لا حرج عليه أن يطوف بهما] فنزلت هذه الآية».

فقلت : هي خاصة ، أو عامة؟ قال : «هي بمنزلة قوله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (١) فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم ، يقول الله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٢).

٧٣٤ / ٩ ـ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن السعي بين الصفا والمروة ، فريضة هو أو سنة؟ قال : «فريضة».

قال : قلت : أليس الله يقول : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)؟ قال : «كان ذلك في عمرة القضاء ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان شرطه عليهم أن يرفعوا الأصنام ، فتشاغل رجل من أصحابه حتى أعيدت الأصنام.

[فجاءوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسألوه ، وقيل له : إن فلانا لم يطف ، وقد أعيدت الأصنام؟] ـ قال ـ فانزل الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) أي والأصنام عليهما».

٧٣٥ / ١٠ ـ عن ابن مسكان ، عن الحلبي ، قال : سألته ، فقلت : ولم جعل السعي بين الصفا والمروة؟ قال : «إن إبليس تراءى لإبراهيم عليه‌السلام في الوادي ، فسعى إبراهيم عليه‌السلام منه كراهية أن يكلمه ، وكان منازل الشياطين».

٧٣٦ / ١١ ـ وقال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام في خبر حماد بن عثمان : «إنه كان على الصفا والمروة أصنام ، فلما أن حج الناس لم يدروا كيف يصنعون ، فأنزل الله هذه الآية ، فكان الناس يسعون والأصنام على حالها ، فلما حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رمى بها».

__________________

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦٩ / ١٣١.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٠ / ١٣٢.

(١) فاطر ٣٥ : ٣٢.

(٢) النّساء ٤ : ٦٩.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٠ / ١٣٣.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٠ / ١٣٤.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٠ / ١٣٥.

٣٦٤

قوله تعالى :

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ

لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ [١٥٩]

٧٣٧ / ١ ـ العياشي : عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) في علي عليه‌السلام».

٧٣٨ / ٢ ـ عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) «يعني بذلك نحن ، والله المستعان».

٧٣٩ / ٣ ـ عن زيد الشحام ، قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن عذاب القبر ، فقال : «إن أبا جعفر عليه‌السلام حدثنا أن رجلا أتى سلمان الفارسي ، فقال : حدثني ، فسكت عنه ، ثم عاد فسكت ، فأدبر الرجل وهو يقول ، ويتلو هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) فقال له : أقبل ، إنا لو وجدنا أمينا لحدثناه ، ولكن أعد (١) لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن شككت أو التويت (٢) ، ضرباك على رأسك بمطرقة معهما تصير منها رمادا ، فقلت : ثم مه؟ قال : يعود ، ثم يعذب ، قلت : وما منكر ونكير؟ قال : هما قعيدا القبر ، قلت : أملكان يعذبان الناس في قبورهم؟ قال : نعم».

٧٤٠ / ٤ ـ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال قلت له : أخبرني عن قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ). قال : «نحن يعني بها ، والله المستعان ، إن الرجل منا إذا صارت إليه ، لم يكن له ـ أو لم يسعه ـ إلا أن يبين للناس من يكون بعده».

٧٤١ / ٥ ـ ورواه محمد بن مسلم ، قال : هم أهل الكتاب.

٧٤٢ / ٦ ـ عن عبد الله بن بكير ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) قال : «نحن هم (١). وقد قالوا : هوام الأرض».

__________________

سورة البقرة آية ـ ١٥٩ ـ

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧١ / ١٣٦.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧١ / ١٣٧.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧١ / ١٣٨.

(١) أعدّ : استعد وتهيّأ.

(٢) التوى : ماطل وأعرض.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧١ / ١٣٩.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٢ / ١٤٠.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٢ / ١٤١.

(١) قوله عليه‌السلام : «نحن هم» أي نحن هم اللاعنون.

٣٦٥

٧٤٣ / ٧ ـ الإمام أبو محمد العسكري عليه‌السلام ، قال : «قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : من خير الخلق بعد أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى؟ قال : العلماء إذا صلحوا.

قيل : فمن شرار خلق الله بعد إبليس وفرعون (١) ، وبعد المتسمين بأسمائكم ، والمتلقبين بألقابكم ، والآخذين لأمكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم؟ قال : العلماء إذا فسدوا ؛ وإنهم المظهرون للأباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عز وجل : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)».

٧٤٤ / ٨ ـ أبو علي الطبرسي : في معنى الآية ، قال : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ، الجم يوم القيامة بلجام من نار ، وهو قوله : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)».

٧٤٥ / ٩ ـ علي بن إبراهيم ، قال : كل من قد لعنه الله من الجن والإنس يلعنهم.

قوله تعالى :

وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ـ إلى قوله تعالى ـ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

[١٦٣ ـ ١٦٤]

٧٤٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن أبي عبد الله الأشعري ، عن بعض أصحابنا ، [رفعه] (١) ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : «إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين بالبينات (٢) ، ودلهم على ربوبيته بالأدلة ، فقال : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)».

٧٤٧ / ٢ ـ ابن بابويه ، قال : حدثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد

__________________

٧ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ٣٠٢ / ١٤٤.

(١) في المصدر زيادة : ونمرود.

٨ ـ مجمع البيان ١ : ٤٤٢.

(١) الآية ليس في المصدر.

٩ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٤.

سورة البقرة آية ـ ١٦٣ ـ ١٦٤ ـ

١ ـ الكافي ١ : ١٠ / ١٢.

(١) أثبتناه من المصدر. وانظر : معجم رجال الحديث : ١٩ : ٤١٢.

(٢) في المصدر : بالبيان.

٢ ـ معاني الأخبار : ٥ : ١ ، التوحيد : ٨٢ / ١.

٣٦٦

ابن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليه‌السلام ، ما معنى الواحد؟ فقال : «المجتمع عليه جميع الألسن بالوحدانية».

٧٤٨ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، جميعا ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت أبا جعفر الثاني ، ما معنى الواحد؟

فقال : «إجماع الألسن عليه بالوحدانية ، كقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (١)».

٧٤٩ / ٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى البزوري (١) ، قال حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، قال : حدثنا أبي ، عن المعافى بن عمران ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح بن هاني ، عن أبيه ، قال : إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أتقول : إن الله واحد؟ قال : فحمل الناس عليه ، وقالوا : يا أعرابي ، أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟! فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : دعوه ، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم» ثم قال : «يا أعرابي ، إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل ، ووجهان يثبتان فيه ؛ فأما اللذان لا يجوزان عليه : فقول القائل : واحد ، يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن من (٢) لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنه كفر من قال : ثالث ثلاثة؟! وقول القائل : هو واحد (٣) من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه ، وجل ربنا عن ذلك وتعالى.

وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه : فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربنا ، وقول القائل : إنه ربنا (٤) أحدي المعنى ، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ، ولا عقل ، ولا وهم ، كذلك ربنا عز وجل».

قوله تعالى :

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ

وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ

__________________

٣ ـ الكافي ١ : ٩٢ / ١٢.

(١) الزّخرف ٤٣ : ٨٧.

٤ ـ التوحيد : ٨٣ / ٣.

(١) في «س» : البزوفري ، تصحيف ، صوابه ما في المتن ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٥ : ٣١٠.

(٢) في المصدر : ما.

(٣) في «س وط» : القائل الواحد.

(٤) في المصدر : إنّه عزّ وجلّ.

٣٦٧

أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ـ إلى قوله ـ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ

[١٦٥ ـ ١٦٧]

٧٥٠ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت (١) ، عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ).

قال : «هم والله أولياء فلان وفلان ، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما ، فلذلك قال : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)».

ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : «هم ـ والله ، يا جابر ـ أئمة الظلمة وأشياعهم».

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص) (٢).

٧٥١ / ٢ ـ (أمالي الشيخ) : قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام ، قال : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش (١) : أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم النبي داود عليه‌السلام ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل : لسنا إياك أردنا ، وإن كنت لله تعالى خليفة.

ثم ينادي ثانية : أين خليفة الله في أرضه. فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل : يا معشر الخلائق ، هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه ، وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم ، ليستضيء بنوره ، وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات. فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة.

ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله : ألا من ائتم (٢) بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب ، فحينئذ

__________________

سورة البقرة آية ـ ١٦٥ ـ ١٦٧ ـ

١ ـ الكافي ١ : ٣٠٥ / ١١.

(١) في «س وط» : عمر بن ثابت ، والصواب ما أثبتناه ، وهو عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحدّاد مولى بن عجل ، روى عن عليّ بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله : ، راجع رجال النجاشيّ : ٢٩٠ / ٧٧٧ ، معجم رجال الحديث ١٣ : ٧٢.

(٢) الاختصاص : ٣٣٤.

٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٦١.

(١) من بطنان العرش : أي من وسطه ، وقيل : من أصله ، وقيل : البطنان جمع بطن ، وهو الغامض من الأرض ، يريد من دواخل العرض ـ النهاية ١ : ١٣٧.

(٢) في المصدر : من تعلق.

٣٦٨

(تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)».

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في (أماليه) (٣).

٧٥٢ / ٣ ـ العياشي : عن جابر ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ).

قال : فقال : «هم أولياء فلان وفلان وفلان ، اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما ، فلذلك قال الله تبارك وتعالى : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ـ إلى قوله ـ مِنَ النَّارِ)».

قال : ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : «والله ـ يا جابر ـ هم أئمة الظلم وأشياعهم».

٧٥٣ / ٤ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، في قول الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) قالا : «هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

٧٥٤ / ٥ ـ الشيخ المفيد في (أماليه) : قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن عروة ، عن رجل ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في معنى قوله عز وجل : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ).

قال : «الرجل يكسب مالا فيحرم أن يعمل فيه خيرا فيموت ، فيرثه غيره ، فيعمل فيه عملا صالحا ، فيرى الرجل ما كسب حسنات في ميزان غيره».

٧٥٥ / ٦ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عثمان بن عيسى ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ).

قال : «هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا ، ثم يموت ، فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله ، أو في معصية الله ؛ فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره ، فزاده (١) حسرة وقد كان المال له ، وإن كان عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله».

__________________

(٣) أمالي المفيد : ٢٨٥ / ٣.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٢ / ١٤٢.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٢ / ١٤٣.

٥ ـ الأمالي : ٢٠٥ / ٣٥.

٦ ـ الكافي ٤ : ٤٢ / ٢.

(١) في المصدر : فرآه.

٣٦٩

٧٥٦ / ٧ ـ العياشي : عن عثمان بن عيسى ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ).

قال : «هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله بخلا ، ثم يموت فيدعه لمن (١) يعمل به في طاعة الله ، أو في معصيته ؛ فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره ، فزاده حسرة وقد كان المال له ، وإن عمل به في معصية الله قواه بذلك حتى عمل به في معاصي الله».

٧٥٧ / ٨ ـ عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)؟

قال : «أعداء علي عليه‌السلام هم المخلدون في النار أبد الآبدين ، ودهر الداهرين».

٧٥٨ / ٩ ـ أبو علي الطبرسي : في معنى الآية ، قال : روى أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : «هو الرجل يكسب (١) المال ولا يعمل فيه خيرا ، فيرثه من يعمل فيه عملا صالحا ، فيرى الأول ما كسبه حسرة في ميزان غيره».

قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [١٦٨])

٧٥٩ / ١ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي خالد الكوفي ، رفعه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال».

٧٦٠ / ٢ ـ وعنه : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد وفضالة (١) ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل حلف أن ينحر ولده ، قال : «ذلك من خطوات الشيطان».

٧٦١ / ٣ ـ وعنه : بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن منصور بن حازم ، قال : قال لي أبو

__________________

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٢ / ١٤٤.

(١) في المصدر زيادة : هو.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣ / ١٤٥.

٩ ـ مجمع البيان ١ : ٤٥٨.

(١) في المصدر : يكتسب.

سورة البقرة آية ـ ١٦٨ ـ

١ ـ التهذيب ٦ لا ٣٢٤ / ٨٩١.

٢ ـ التهذيب ٨ : ٢٨٨ / ١٠٦٣.

(١) (وفضالة) ليس في المصدر. وقد عدّ القاسم وفضالة من الرواة عن أبان ، انظر معجم رجال الحديث ١ : ١٦٤.

٣ ـ التهذيب ٨ : ٢٨٧ / ١٠٥٨.

٣٧٠

عبد الله عليه‌السلام : «أما سمعت بطارق؟ إن طارقا كان نخاسا بالمدينة فأتى أبا جعفر عليهم‌السلام ، فقال : يا أبا جعفر ، إني هالك ، إني حلفت بالطلاق والعتاق والنذر (١) ، فقال له : يا طارق ، إن هذه من خطوات الشيطان».

٧٦٢ / ٤ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إذا حلف الرجل على شيء ، والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه ، فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه ، وإنما ذلك من خطوات الشيطان».

٧٦٣ / ٥ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنه سئل عن رجل يقول : علي ألف بدنة ؛ وهو محرم بألف حجة. قال عليه‌السلام : «ذلك من خطوات الشيطان».

٧٦٤ / ٦ ـ العياشي : عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام : أنه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا ، وكل مملوك لها حرا ، إن كلمت أختها أبدا؟ قال : «تكلمها وليس هذا بشيء ، إنما هذا وأشباهه من خطوات الشيطان».

٧٦٥ / ٧ ـ عن محمد بن مسلم : أن امرأة من آل المختار حلفت على أختها ، أو ذات قرابة لها ، قالت : ادني ـ يا فلانة ـ فكلي معي ، فقالت : لا. فحلفت عليها بالمشي إلى بيت الله ، وعتق ما تملك ، إن لم تدني فتأكلي معي ، أن لا يظلني وإياك سقف بيت ، أو أكلت معك على خواني أبدا؟ قال : فقالت الاخرى مثل ذلك ، فحمل عمر بن حنظلة إلى أبي جعفر عليه‌السلام مقالتهما ، فقال : «أنا أقضي في ذا ، قل لها : فلتأكل معها ، وليظلها وإياها سقف بيت ، ولا تمشي ، ولا تعتق ، ولتتق الله ربها ولا تعود إلى ذلك ، فإن هذا من خطوات الشيطان».

٧٦٦ / ٨ ـ عن منصور بن حازم ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «أما سمعت بطارق؟ وإن طارقا كان نخاسا بالمدينة فأتى أبا جعفر عليه‌السلام ، فقال : يا أبا جعفر ، إني هالك ، حلفت بالطلاق والعتاق والنذر (١) ، فقال له : يا طارق ، إن هذه من خطوات الشيطان».

٧٦٧ / ٩ ـ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل حلف أن ينحر ولده.

فقال : «ذلك من خطوات الشيطان».

__________________

(١) في المصدر : النذور.

٤ ـ الكافي ٧ : ٤٤٣ / ١.

(١) في «س» و «ط» عبد الرحمن بن الحجّاج ، والصواب ما في المتن ، انظر معجم رجال الحديث ١ : ١٦٣ و ٩ : ٢٩٦ ، والحديث (٢)

٥ ـ الكافي ٧ : ٤٤١ / ١٢.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣ / ١٤٦.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣ / ١٤٧.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣ / ١٤٨.

(١) في المصدر : والنذور.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٣ / ١٤٩.

٣٧١

٧٦٨ / ١٠ ـ عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «(لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ـ قال ـ كل يمين بغير الله فهي من خطوات الشيطان».

قوله تعالى :

وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا

أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ [١٧٠] وَمَثَلُ الَّذِينَ

كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ

فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ [١٧١]

٧٦٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن أبي عبد الله الأشعري ، عن بعض أصحابنا ، [رفعة] (١) ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : «يا هشام ، إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : (فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ)» (٢) الآية.

وذكر الحديث بطوله إلى أن قال : «وذم (٣) الذين لا يعقلون ، فقال : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) وقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)».

٧٧٠ / ٢ ـ علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) الآية.

قال : إن البهائم إذا زجرها صاحبها فإنها تسمع الصوت ، ولا تدري ما يريد ، وكذلك الكفار إذا قرأت عليهم وعرضت عليهم الإيمان لا يعلمون مثل البهائم.

قوله تعالى :

فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ

__________________

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥٠.

سورة البقرة آية ـ ١٧٠ ـ ١٧١ ـ

١ ـ الكافي ١ : ١٠ / ١٢.

(١) أثبتناه من المصدر. انظر معجم رجال الحديث ١٩ : ٤١٢.

(٢) الزّمر ٣٩ : ١٧ و ١٨.

(٣) في المصدر : قال : يا هشام ثمّ ذمّ.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٤.

٣٧٢

غَفُورٌ رَحِيمٌ [١٧٣]

٧٧١ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ). قال : «الباغي باغي الصيد ، والعادي السارق ، ليس لهما أن يأكلا الميتة ، إذا اضطرا إليها ، هي حرام عليهما ، ليس هي عليهما كما هي على المسلمين ، وليس لهما أن يقصرا في الصلاة».

٧٧٢ / ٢ ـ ابن بابويه : عن أبيه ، حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن البزنطي ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ). قال : «الباغي الذي يخرج على الإمام ، والعادي الذي يقطع الطريق ، لا تحل لهما الميتة».

ويروى أن العادي اللص ، والباغي الذي يبغي الصيد ، لا يجوز لهما التقصير في السفر ، ولا أكل الميتة في حال الاضطرار.

٧٧٣ / ٣ ـ العياشي : عن محمد بن إسماعيل ، رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ). قال : «الباغي الظالم ، والعادي الغاصب».

٧٧٤ / ٤ ـ عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «المضطر لا يشرب الخمر ، لأنها لا تزيده إلا شرا ، فإن شربها قتلته ، فلا يشربن منها قطرة».

٧٧٥ / ٥ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في المرأة أو الرجل يذهب بصره ، فيأتيه الأطباء ، فيقولون : نداويك شهرا أو أربعين ليلة مستلقيا ، كذلك يصلي؟ فرجعت إليه له (١) ، فقال : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ).

٧٧٦ / ٦ ـ عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) قال : «الباغي الخارج على الإمام ، والعادي اللص».

٧٧٧ / ٧ ـ عن بعض أصحابنا ، قال : أتت امرأة إلى عمر ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إني فجرت ، فأقم في الحد ،

__________________

سورة البقرة آية ـ ١٧٣ ـ

١ ـ الكافي ٣ : ٤٣٨ / ٧.

٢ ـ معاني الأخبار : ٢١٣ / ١.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥١.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥٢.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥٣.

(١) في الكافي ٣ : ٤١٠ / ٤ : فرخّص في ذلك.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥٤.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ / ١٥٥.

٣٧٣

فأمر برجمها ، وكان علي أمير المؤمنين عليه‌السلام حاضرا ، قال : فقال له : «سلها كيف فجرت؟» قالت : كنت في فلاة من الأرض ، أصابني عطش شديد ، فرفعت لي خيمة فأتيتها ، فأصبت فيها رجلا أعرابيا ، فسألته الماء ، فأبى علي (١) إلا أن امكنه من نفسي ، فوليت عنه هاربة ، فاشتد بي العطش حتى غارت (٢) عيناي ، وذهب لساني ، فلما بلغ ذلك مني أتيته فسقاني ووقع علي.

فقال له علي عليه‌السلام : «هذه التي قال الله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ [باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) وهذه غير] باغية ولا عادية ، فخل سبيلها». فقال عمر : لولا علي لهلك عمر.

٧٧٨ / ٨ ـ عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله في قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ). قال : «الباغي : طالب الصيد ، والعادي : السارق ، ليس لهما أن يقصرا من الصلاة ، وليس لهما ـ إذا اضطرا إلى الميتة ـ أن يأكلاها ، ولا يحل لهما ما يحل للناس إذا اضطروا».

٧٧٩ / ٩ ـ أبو علي الطبرسي : عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام : «غير باغ على إمام المسلمين ، ولا عاد بالمعصية طريق المحقين».

قوله تعالى :

فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ [١٧٥]

٧٨٠ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ).

قال : «ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار!».

٧٨١ / ٢ ـ العياشي : عن ابن مسكان ، رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ). قال : «ما أصبرهم على فعل ما يعلمون (١) أنه يصيرهم إلى النار!».

٧٨٢ / ٣ ـ أبو علي الطبرسي : عن علي بن إبراهيم ، بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «ما أجرأهم على

__________________

(١) في المصدر : فأبى على أن يسقيني.

(٢) غارت عينه : دخلت في الرأس. «الصحاح ـ غور ـ ٢ : ٧٧٤».

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٥ / ١٥٦.

٩ ـ مجمع البيان ١ : ٤٦٧.

سورة البقرة آية ـ ١٧٥ ـ

١ ـ الكافي ٢ : ٢٠٦ / ٢.

٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٥ / ١٥٧.

(١) في المصدر : يعملون.

٣ ـ مجمع البيان ١ : ٤٧٠.

٣٧٤

النار!».

٧٨٣ / ٤ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام «ما أعملهم بأعمال أهل النار!».

قوله تعالى :

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا [١٧٧]

٧٨٤ / ١ ـ علي بن إبراهيم : شرط (١) الإيمان الذي هو التصديق بالملائكة والكتاب والنبيين.

٧٨٥ / ٢ ـ أبو علي الطبرسي : المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام «ذوي القربى : قرابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

٧٨٦ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله عز وجل : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) (٢)؟ قال : «الفقير الذي لا يسأل الناس ، والمسكين أجهد منه ، والبائس أجهدهم».

٧٨٧ / ٤ ـ أبو علي الطبرسي : «ابن السبيل : المنقطع به» عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٧٨٨ / ٥ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي إسحاق ، عن بعض

__________________

٤ ـ مجمع البيان ١ : ٤٧٠.

سورة البقرة آية ـ ١٧٧ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٤.

(١) في المصدر : شروط.

٢ ـ مجمع البيان ١ : ٤٧٧.

٣ ـ الكافي ٣ : ٥٠١ / ١٦.

(١) التوبة ٩ : ٦٠.

٤ ـ مجمع البيان ١ : ٤٧٧.

٥ ـ التهذيب ٨ : ٢٧٥ / ١٠٠٢.

٣٧٥

أصحابنا ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : سئل عن مكاتب (١) عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها. قال : «يؤدى عنه من مال الصدقة ، فإن الله عز وجل يقول : (وَفِي الرِّقابِ)».

قوله تعالى :

وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ

صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [١٧٧]

٧٨٩ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : في الجوع والعطش والخوف (وَحِينَ الْبَأْسِ) قال : عند القتل.

قوله تعالى :

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ

وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ

بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ

فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ [١٧٨]

٧٩٠ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : قلت له : قول الله عز وجل : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى)؟. قال : فقال : «لا يقتل حر بعبد ، ولكن يضرب ضربا شديدا ، ويغرم ثمنه دية العبد».

٧٩١ / ٣ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عز وجل : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) (١). فقال : «يكفر عنه من ذنوبه

__________________

(١) المكاتب : العبد المعتق يكاتب على نفسه بثمنه ، فإذا سعى وأدّاه عتق. «مجمع البحرين ـ كتب ـ ٢ : ١٥٤».

سورة البقرة آية ـ ١٧٧ ـ

١ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٤.

سورة البقرة آية ـ ١٧٨ ـ

١ ـ الكافي ٧ : ٣٠٤ / ١.

٢ ـ الكافي ٧ : ٣٥٨ / ١.

(١) المائدة ٥ : ٤٥.

٣٧٦

بقدر ما عفا».

وسألته عن قوله عز وجل : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ). فقال : «ينبغي للذي له الحق أن لا يعسر أخاه إذا كان قد صالحه على دية ، وينبغي للذي عليه الحق أن لا يمطل (٢) أخاه إذا قدر على ما يعطيه ، ويؤدي إليه بإحسان».

وسألته عن قول الله عز وجل : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ). فقال : «هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ، ثم يعتدي فيقتل : (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) كما قال الله عز وجل».

٧٩٢ / ٣ ـ وعنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) (١). قال : «يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره».

قال : وسألته عن قول الله عز وجل : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ).

قال : «هو الرجل يقبل الدية ، فينبغي للطالب أن يرفق به ولا يعسره ، وينبغي للمطلوب أن يؤدي إليه بإحسان ، ولا يمطله إذا قدر».

٧٩٣ / ٤ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ). قال : «الرجل يعفو أو يأخذ الدية ، ثم يجرح صاحبه أو يقتله (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)».

٧٩٤ / ٥ ـ وعنه : عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) ما ذلك الشيء؟ قال : «هو الرجل يقبل الدية ، فأمر الله عز وجل الرجل الذي له الحق أن يتبعه بمعروف ولا يعسره ، وأمر الذي عليه الحق أن يؤدي إليه بإحسان إذا أيسر».

قلت : أرأيت قوله عز وجل (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)؟ قال : «هو الرجل يقبل الدية أو يصالح ، ثم يجيء بعد ذلك فيمثل أو يقتل ، فوعده الله عذابا أليما».

٧٩٥ / ٦ ـ العياشي : عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى). قال : «لا يقتل حر بعبد ، ولكن يضرب ضربا شديدا ، ويغرم دية العبد ؛ وإن قتل رجل امرأة ،

__________________

(٢) المطل : اللي والتسويف والتعلّل في أداء الحقّ ، وتأخيره من وقت إلى وقت. «مجمع البحرين ـ مطل ـ ٥ : ٤٧٣».

٣ ـ الكافي ٧ : ٣٥٨ / ٢.

(١) المائدة ٥ : ٤٥.

٤ ـ الكافي ٧ : ٣٥٩ / ٣.

٥ ـ الكافي ٧ : ٣٥٩ / ٤.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٥ / ١٥٨.

٣٧٧

فأراد أولياء المقتول أن يقتلوا ، أدوا نصف ديته إلى أهل الرجل».

٧٩٦ / ٧ ـ محمد بن خالد البرقي : عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) أهي لجماعة المسلمين؟ قال : «هي للمؤمنين خاصة».

٧٩٧ / ٨ ـ عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ). قال : «ينبغي للذي له الحق أن لا يضر أخاه إذا كان قادرا على ديته (١) ، وينبغي للذي عليه الحق أن لا يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ، ويؤدي إليه بإحسان».

قال : «يعني إذا وهب القود (٢) أتبعوه بالدية إلى أولياء المقتول ، لكي لا يبطل دم امرئ مسلم».

٧٩٨ / ٩ ـ عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) ما ذلك؟

قال : «هو الرجل يقبل الدية (٣) ، فأمر الله الذي له الحق أن يتبعه بمعروف ولا يعسره ، وأمر الله الذي عليه الدية أن لا يمطله ، وأن يؤدي إليه بإحسان إذا أيسر».

٧٩٩ / ١٠ ـ عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ). قال : «هو الرجل يقبل الدية ، أو يعفو ، أو يصالح ، ثم يعتدي فيقتل (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)».

وفي نسخة أخرى : «فيلقى صاحبه بعد الصلح فيمثل به (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)».

قوله تعالى :

(وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [١٧٩])

٨٠٠ / ١ ـ (إحتجاج الطبرسي) : بالإسناد عن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، في تفسير قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) الآية.

قال : «(وَلَكُمْ) يا امة محمد (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) لأن من هم بالقتل فعرف أنه يقتص منه ، فكف

__________________

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٥ / ١٥٩.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٥ / ١٦٠.

(١) في المصدر : دية.

(٢) القود : القصاص. «الصحاح ـ قود ـ ٢ : ٥٢٨».

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦١.

(١) في «س ، ط» : هو الرجل يقتل.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦٢.

سورة البقرة آية ـ ١٧٩ ـ

١ ـ الاحتجاج : ٣١٩.

٣٧٨

لذلك عن القتل ، كان حياة للذي كان هم بقتله ، وحياة لهذا الجاني (١) الذي أراد أن يقتل ، وحياة لغيرهما من الناس ، إذا علموا أن القصاص واجب لا يجسرون على القتل مخافة القصاص (يا أُولِي الْأَلْبابِ) أولي العقول (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)».

ثم قال عليه‌السلام : «عباد الله ، هذا قصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنيا وتفنون روحه ، أولا أنبئكم بأعظم من هذا القتل ، وما يوجب (٢) الله على قاتله مما هو أعظم من هذا القصاص؟». قالوا : بلى ، يا ابن رسول الله.

قال : «أعظم من هذا القتل أن يقتله قتلا لا ينجبر ولا يحيا بعده أبدا». قالوا : ما هو؟

قال : «أن يضله عن نبوة محمد ، وعن ولاية علي بن أبي طالب (صلى الله عليهما) ، ويسلك به غير سبيل الله ، ويغريه (٣) باتباع طريق أعداء علي عليه‌السلام والقول بإمامتهم ، ورفع علي عليه‌السلام عن حقه ، وجحد فضله ، وأن لا يبالي بإعطائه واجب تعظيمه ، فهذا هو القتل الذي هو تخليد المقتول في نار جهنم ، خالدا مخلدا أبدا ، فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنم».

٨٠١ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : لو لا القصاص لقتل بعضكم بعضا.

قوله تعالى :

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ

لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ [١٨٠]

٨٠٢ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن الوصية للوارث ، فقال : «تجوز». قال : ثم تلا هذه الآية : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).

الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (١).

__________________

(١) في المصدر : الجافي.

(٢) في المصدر : يوحيه.

(٣) في المصدر : ويغير به.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٥.

سورة البقرة آية ـ ١٨٠ ـ

١ ـ الكافي ٧ : ١٠ / ٥.

(١) التهذيب ٩ : ١٩٩ / ٧٩٣.

٣٧٩

٨٠٣ / ٢ ـ ابن بابويه في (الفقيه) : بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد ابن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : (الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). قال : «هو شيء جعله الله عز وجل لصاحب هذا الأمر».

قال : قلت : فهل لذلك حد؟ قال : «نعم».

قلت : وما هو؟ قال : «أدنى ما يكون ثلث الثلث».

٨٠٤ / ٣ ـ العياشي : عن عمار بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ). قال : «حق جعله الله في أموال الناس لصاحب هذا الأمر».

قال : قلت : لذلك حد محدود؟ قال : «نعم».

قلت : كم؟ قال : «أدناه السدس ، وأكثره الثلث».

٨٠٥ / ٤ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن الوصية ، تجوز للوارث؟ قال : «نعم».

ثم تلا هذه الآية : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).

٨٠٦ / ٥ ـ عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «من أوصى بوصية لغير الوارث من صغير أو كبير بالمعروف غير المنكر ، فقد جازت وصيته».

٨٠٧ / ٦ ـ عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام ، قال : «من لم يوص عند موته لذوي قرابته ممن لا يرث ، فقد ختم عمله بمعصية».

٨٠٨ / ٧ ـ عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). قال : «هي منسوخة ، نسختها آية الفرائض التي هي المواريث (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) (١) يعني بذلك الوصي».

٨٠٩ / ٨ ـ عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) قال : «شيء جعله الله لصاحب هذا الأمر».

__________________

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ١٧٥ / ٦١٥.

٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦٣.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦٤.

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦٥.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٦ / ١٦٦.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٧ / ١٦٧.

(١) البقرة ٢ : ١٨١.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧٧ / ١٦٨.

٣٨٠