البرهان في تفسير القرآن - ج ١

السيد هاشم الحسيني البحراني

البرهان في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني البحراني


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
المطبعة: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥٢

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، الذي له ملك السماوات والأرض ، ولم يتخذ ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، وخلق كل شيء فقدره تقديرا.

القائل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) ، (١) الذاكر : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً). (٢) والصلاة والسلام على محمد رسوله المصطفى ، وحبيبه المجتبى ، وعلى ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب المرتضى ، الذي جعله ظهيرا ووزيرا ، وآله المعصومين الأئمة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، الذين من والاهم نجا ، ومن عاداهم سيصلى سعيرا.

أما بعد ، فغير خفي على أهل الإسلام والإيمان شرف القرآن وعلو شأنه ، وغزارة علمه ، ووضوح برهانه ، وأنه الغاية القصوى ، والعروة الوثقى ، والمستمسك الأقوى ، والمطلب الأعلى ، والمنهاج الأسنى ، الذي من استمسك به نجا ، ومن تخلف عنه غوى ، الذي بدرسه وتلاوته والتفكر في معانيه حياة للقلوب ، وبالعلم به والعمل بما فيه التخلص من الكروب.

غير أن أسرار تأويله لا تهتدي إليه العقول ، وأنوار حقائق خفياته لا تصل إليه قريحة المفضول ، ولهذا اختلف في تأويله الناس ، وصاروا في تفسيره على أنفاس وانعكاس ، قد فسروه على مقتضى أديانهم ، وسلكوا به على موجب مذاهبهم واعتقادهم ، وكل حزب بما لديهم فرحون ، ولم يرجعوا فيه إلى أهل الذكر (صلى الله عليهم أجمعين) ، أهل التنزيل والتأويل ، القائل فيهم جل جلاله : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (٣) لا غيرهم.

وهم الذين أوتوا العلم ، وأولوا الأمر ، وأهل الاستنباط ، وأهل الذكر الذين أمر الناس بسؤالهم كما جاءت به الآثار النبوية والأخبار الإمامية ، ومن ذا الذي يحوي القرآن غيرهم؟ ويحيط بتنزيله وتأويله سواهم؟

١ / ١ ـ ففي الحديث عن مولانا باقر العلم أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ، قال : «ما يستطيع أحد أن

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٤٥ ، ٤٦.

(٢) الفرقان ٢٥ : ٣٣.

(٣) آل عمران ٣ : ٧.

١ ـ بصائر الدرجات : ٢١٣ / ١.

٣

يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء».

٢ / ٢ ـ وفي حديث آخر عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «ما من أحد من الناس ادعى (١) أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب ، والأئمة من بعده».

٣ / ٣ ـ وفي الحديث عن مولى الأمة وإمامها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن عبدالله بن عباس جاءه عليه‌السلام يسأله عن تفسير القرآن ، فوعده بالليل ، فلما حضر قال : «ما أول القرآن؟». قال : الفاتحة.

قال : «وما أول الفاتحة؟» قال : بسم الله.

قال : «وما أول بسم الله؟». قال : بسم.

قال : «وما أول بسم؟». قال : الباء ، فجعل عليه‌السلام يتكلم في الباء طول الليل ، فلما قرب الفجر قال : «لو زادنا الليل لزدنا».

٤ / ٤ ـ وقال عليه‌السلام في حديث آخر : «لو شئت لأوقرت (١) سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب».

٥ / ٥ ـ وقال الباقر عليه‌السلام في تفسير سورة الإخلاص : «لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد ، والإسلام ، والإيمان ، والدين ، والشرائع من الصمد ، وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين عليه‌السلام حملة لعلمه؟! حتى كان يتنفس الصعداء ويقول على المنبر : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإن بين الجوانح مني لعلما جما ، لا يحصى ولا يحد ، ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة فـ (لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ)». (١)

٦ / ٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لرجل : «إياك أن تفسر القرآن برأيك حتى تفقهه عن العلماء ، فإنه رب تنزيل يشبه كلام البشر وهو كلام الله ، وتأويله لا يشبه كلام البشر ، كما ليس شيء من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تبارك وتعالى شيئا من أفعال البشر ، ولا يشبه شيء من كلامه كلام البشر ، وكلام الله تبارك وتعالى صفته ، وكلام البشر أفعالهم ، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر ، فتهلك وتضل».

٧ / ٧ ـ وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : «إن الله علم نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التنزيل والتأويل ، فعلمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام».

__________________

٢ ـ بصائر الدرجات ٢١٣ / ٢ ، مناقب الخوارزمي : ٤٨.

(١) في بصائر الدرجات : يقول.

٣ ـ الصراط المستقيم ١ : ٢١٩.

٤ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٤٣ ، ينابيع المودّة : ٦٥.

(١) الوقر ـ بالكسر ـ : الحمل. «الصحاح ـ وقر ـ ٢ : ٨٤٨».

٥ ـ التّوحيد : ٩٢ / ٦.

(١) الممتحنة : ٢٦٤ / ٥.

٦ ـ التّوحيد : ٢٦٤ / ٥.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١٣.

٤

٨ / ٨ ـ وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام ـ في حديث له مع قتادة ، وقد أخطأ قتادة في تفسير آية ـ فقال عليه‌السلام : «يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خوطب به».

٩ / ٩ ـ وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام في حديث آخر : «ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إن الآية ينزل أولها في شيء ، وأوسطها في شيء ، وآخرها في شيء» ، ثم قال : «(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) من ميلاد الجاهلية».

١٠ / ١٠ ـ وعن عبدالرحمن بن الحجاج ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : «ما أبعد عقول الرجال من تفسير القرآن».

١١ / ١١ ـ وعن جابر قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «يا جابر ، إن للقرآن بطنا ، وللبطن ظهرا».

ثم قال : «يا جابر ، وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ، إن الآية لينزل أولها في شيء ، وأوسطها في شيء ، وآخرها في شيء ، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه».

١٢ / ١٢ ـ وقال أبو عبدالله الصادق عليه‌السلام : «من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر».

١٣ / ١٣ ـ وعن مرازم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن تبيانا لكل شيء ، حتى والله ، ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد ـ لا يستطيع عبد أن يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ـ إلا وقد أنزل الله فيه».

١٤ / ١٤ ـ وعن عمر بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة (١) إلا أنزله في كتابه ، وبينه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا».

١٥ / ١٥ ـ وعن معلى بن خنيس ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال».

فأقول : إذا عرفت ذلك فقد رأيت عكوف أهل الزمان على تفسير من لم يرووه عن أهل العصمة (سلام الله عليهم) ،

__________________

٨ ـ الكافي ٨ : ٣١٢ / ٤٨٥.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١.

(١) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ٥.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١١ / ٢ ، المحاسن : ٣٠٠ / ٥.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٨ / ٦.

١٣ ـ المحاسن : ٢٦٧ / ٣٥٢.

١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٣ ، الكافي ١ : ٤٨ / ٢.

(١) في العيّاشي زيادة : إلى يوم القيامة.

١٥ ـ المحاسن ٢٦٧ / ٣٥٥.

٥

الذين نزل التنزيل والتأويل في بيوتهم ، وأوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم ، بل كان يجب التوقف حتى يأتي تأويله عنهم ، لأن علم التنزيل والتأويل في أيديهم ، فما جاء عنهم عليهم‌السلام فهو النور والهدى ، وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى.

والعجب كل العجب من علماء علمي المعاني والبيان ، حيث زعموا أن معرفة هذين العلمين تطلع على مكنون سر الله جل جلاله من تأويل القرآن ؛ قال بعض أئمتهم : ويل ثم ويل لمن تعاطى التفسير وهو في هذين العلمين راجل.

وذلك أنهم ذكروا أن العلمين مأخوذان من استقراء تراكيب كلام العرب البلغاء ، باحثان عن مقتضيات الأحوال والمقام ؛ كالحذف ، والإضمار ، والفصل ، والوصل ، والحقيقة ، والمجاز ، وغير ذلك.

ولا ريب أن محل ذلك من كتاب الله جل جلاله تحتاج معرفة إلى العلم به من أهل التنزيل والتأويل ، ـ وهم أهل البيت عليهم‌السلام ـ الذين علمهم الله سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي معرفة ذلك إلا منهم ، ومن تعاطى معرفته من غيرهم ركب متن عمياء ، وخبط خبط عشواء ، فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون؟

وقد كنت أولا قد جمعت في كتاب (الهادي) (١) كثيرا من تفسير أهل البيت عليهم‌السلام قبل عثوري على تفسير الشيخ الثقة محمد بن مسعود العياشي ، وتفسير الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار المعروف بـ (ابن الحجام) ما ذكره عنه الشيخ الفاضل شرف الدين النجفي ، وغيرهما من الكتب الآتي ذكرها في الباب السادس عشر في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب ، وذكر مصنفيها من مقدمة الكتاب ، وهذه الكتب من الكتب المعتمد عليها والمعول والمرجع إليها ، مصنفوها مشايخ معتبرون وعلماء منتجبون.

وربما ذكرت في كتاب التفسير عن ابن عباس ـ على قلة ـ إذ هو تلميذ مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وربما ذكرت التفسير من طريق الجمهور إذا كان موافقا لرواية أهل البيت عليهم‌السلام ، أو كان في فضل أهل البيت عليهم‌السلام ، كما رواه ابن المغازلي الشافعي ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ، قال : «القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع حلال ، وربع حرام ، (٢) وربع فرائض وأحكام ، والله أنزل فينا (٣) كرائم القرآن». (٤)

والعجب من مصنفي تفسير الجمهور ، مع روايتهم هذه الرواية ، أنهم لم يذكروا إلا القليل في تفاسيرهم من فضل أهل البيت عليهم‌السلام ولا سيما متأخرو مفسريهم كصاحب الكشاف والبيضاوي.

ثم إن لم أعثر في تفسير الآية من صريح رواية مسندة عن أهل البيت عليهم‌السلام ، ذكرت ما ذكره الشيخ أبو

__________________

(١) «الهادي ومصباح النادي» تفسير للقرآن في مجلّدات للمؤلف ، مأخوذ من روايات أهل البيت «:».

أنظر الذريعة : ٢٥ : ١٥٤. ومقدمة التحقيق لهذا الكتاب.

(٢) في المصدر : وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام.

(٣) في المصدر : في عليّ.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ٣٢٨ / ٣٧٥.

٦

الحسن علي بن إبراهيم الثقة في تفسيره ، إذ هو منسوب إلى مولانا وإمامنا الصادق عليه‌السلام.

وكتابي هذا يطلعك على كثير من أسرار علم القرآن ، ويرشدك إلى ما جهله متعاطوا التفسير من أهل الزمان ، ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعية ، والقصص والأخبار النبوية ، وفضائل أهل البيت الإمامية ، إذ صار كتابا شافيا ، ودستورا وافيا ، ومرجعا كافيا ، حجة في الزمان وعينا من الأعيان ، إذ هو مأخوذ من تأويل أهل التنزيل والتأويل ، الذين نزل الوحي في دارهم عن جبرئيل عن الجليل ، أهل بيت الرحمة ، ومنبع العلم والحكمة (صلى الله عليهم أجمعين).

وخدمت به حضرة ذي السعادة الأبدية ، والرفعة السرمدية ، والدولة الخلودية ، والمملكة السليمانية ، والروح القدسية ، والنفس الزكية ، والطلعة البهية ، والكرامة السنية ، الذي شد الله جل جلاله به عضد الدين ، وأيد به الحق المستبين ، فهو منار الإيمان وآية الإسلام ، في الزمان حاكم الحكام ، ومغبط أهل الإيمان والإسلام.

الذي بعزته صار الحق منيرا ، وكان له وليا ونصيرا ، وبهمته زهق الباطل فصار حصيرا حسيرا ، الذي بطلعته الدين المحمدي رفيع المنار ، ودين أهل الكفر والضلال في الذل والصغار ، فهو المخدوم الأعظم ، دستور أعاظم الحكام في العالم ، مالك زمام أحكام العرب والعجم ، رافع مراتب العلم إلى الغاية القصوى ، مظهر كلمات الله العليا ، ذو العقل الثاقب ، والفكر الصائب.

رأي له كالبدر يشرق في الضحى

ويريك أحوال الخلائق في غد

رشيد الإسلام ومرشد المسلمين ، وغياث الحق والملة والدين ، ظل الله على الخلق أجمعين ، لو شبهته بالشمس المنيرة ما كذبت ، أو مثلته بالسحب المطيرة ما أحنثت. (١)

له همم لا منتهى لكبارها

وهمته الصغرى أجل من الدهر

له راحة لو أن معشار عشرها (٢)

على البر ، كان (٣) أندى من البحر (٤)

أعني المتفرع من الدوحة المحمدية ، والسلالة العلوية ، والجرثومة (٥) الموسوية ، والنجابة المهدوية ، السلطان بن السلطان بن السلطان ، والخاقان (٦) بن الخاقان بن الخاقان ، الحسيني الموسوي ، شاه سليمان بهادر خان ، (٧) ربط الله جل جلاله دولته بأطناب الخلود والدوام ، وأجرى آثار معاليه على صفحات الأيام.

__________________

(١) الحنث : الإثم والذنّب. «الصحاح ـ حنث ـ ١ : ٢٨».

(٢) في المصدر : جودها.

(٣) في المصدر : صار.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١١٨. ذكره في مدح أمير المؤمنين ٧

(٥) الجرثومة : الأصل ، وجرثومة كلّ شيء ، أصله ومجتمعه. «لسان العرب ـ جرم ـ ١٢ : ٩٥».

(٦) الخاقان : اسم لكلّ ملك من الملوك الترك. «لسان العرب ـ خقن ـ ١٣ : ١٤٢».

(٧) وهو سليمان الصفوي : صفي ميرزا بن الشاه عبّاس الثاني ، تولّى العرش سنة (١٠٧٨ ه‍) وتوفّي سنة) ١١٠٦ ه‍). تاريخ كامل إيران (فارسي) : ٤٢٨.

٧

وما برح كعبة الحكام والوفاد ، وما فتئ نورا تستضيء به البلاد والعباد ، وشهابا يقمع به أهل الضلال والجحاد ، ويحسم به مادة الغي والفساد ، وظهيرا لأهل الحق والسداد ، وما انفك يحيي به ما اندرس من آثار آبائه المعصومين ، وما انطمس من علوم وأعلام أجداده المصطفين ، ولا زال ركن الدين بألطاف اعتنائه ركينا ، ومتن العلم بعواطف إشفاقه متينا ، ويرحم الله عبدا قال آمينا.

واعلم ـ أيها الراغب في ما جاء عن أهل البيت عليهم‌السلام من التفسير ، والطالب لما سنح منهم من الحق المنير ـ أني قد جمعت ما في تفسير (الهادي ومصباح النادي) الذي ألفته أولا إلى زيادات هذا الكتاب ، ليعم النفع ويسهل أخذه على الطلاب ، وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب ، وشفاء للمؤمنين ونورا لمن استضاء به من خلص الأصحاب ، فهو كتاب عليه المعول وإليه المرجع لا تفاسير الجمهور ، فهذا التفسير الظل وتفاسيرهم الحرور.

فيقول مؤلفه فقيرا إلى الله الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني البحراني : إني جعلت قبل المقصود مقدمة فيها أبواب ، تشتمل على فوائد في الكتاب ، وسميته بـ (البرهان في تفسير القرآن) وهو قد اشتمل على كثير من فضل أهل البيت عليهم‌السلام الذين نزل القرآن في منازلهم ، فمرجع تنزيله وتأويله إليهم ، والله سبحانه نسأل أن يجعل محيانا محياهم ، ومماتنا مماتهم ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

٨

١ ـ باب في فضل العالم والمتعلم

١٦ / ١ ـ الشيخ أبو جعفر الطوسي في (أماليه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن الحسيني رحمه‌الله في رجب سنة سبع وثلاثمائة ، قال : حدثني محمد بن علي ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : حدثني الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله ، فإن تعلمه لله حسنة (١) ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين (٢) عند الأخلاء. يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم ، ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه.

إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلال من الحرام.

العلم إمام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه (٣) السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه».

ورواه الشيخ أيضا في كتاب (المجالس) ، بالسند والمتن إلى قوله : «ويجعلهم في الخير قادة» ، وفي المتن

__________________

١ ـ باب في فضل العالم والمتعلم

١ ـ الأمالي ٢ : ٢٠١.

(١) في «س» : سنّة.

(٢) الزّين : خلاف الشين. «لسان العرب ـ زين ـ ١٣ : ٢٠١».

(٣) في المصدر : يلهم به.

٩

بعض التغيير. (٤)

وعنه ، بإسناده ، عن محمد بن علي بن شاذان الأزدي بالكوفة ، قال : حدثني أبو أنس كثير بن محمد الحرامي ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى ، عن أسباط بن نصر ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تعلموا العلم فإن تعليمه حسنة» وذكر نحو حديث الرضا عليه‌السلام. (٥)

١٧ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد الشعراني البيهقي بجرجان ، قال : حدثنا هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عليهم‌السلام ، قال : حدثنا أبي أبو عبدالله عليه‌السلام.

قالا المجاشعي : وحدثنا الرضا علي بن موسى عليه‌السلام ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : العالم بين الجهال كالحي بين الأموات ، وإن طالب العلم ليستغفر (١) له كل شيء حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ، فاطلبوا العلم فإنه السبب بينكم وبين الله عز وجل ، وإن طلب العلم فريضة على كل مسلم».

١٨ / ٣ ـ وعنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».

١٩ / ٤ ـ وعنه ، بإسناده ، عن أبي قلابة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له».

٢٠ / ٥ ـ وعنه ، بإسناده عن أبي ذر ـ في حديث طويل ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أبا ذر ، فضل العلم خير من فضل العبادة ، واعلم أنكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ، ما نفعكم ذلك إلا بورع».

٢١ / ٦ ـ وروي أنه ذكر عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلان : كان أحدهما يصلي المكتوبة ويجلس يعلم الناس ، وكان الآخر يصوم النهار ويقوم الليل ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضل الأول على الثاني كفضلي على أدناكم».

__________________

(٤) الأمالي ٢ : ١٨١.

(٥) الأمالي ٢ : ١٠٣.

٢ ـ الأمالي ٢ : ١٣٥.

(١) في المصدر : يستغفر.

٣ ـ الأمالي ٢ : ١٣٤.

٤ ـ الأمالي ١ : ١٨٥.

٥ ـ أخرجه في البحار ٧٧ : ٨٧ ، عن الأمالي والحديث في الأمالي ٢ : ١٣٨ ـ ١٥٥ ، إلاّ أنّ هذه القطعة لم ترد في الأمالي ، وورد هذا الحديث في مجموعة ورّام ٢ : ٣٨١.

٦ ـ سنن الترمذي ٥ : ٥٠ / ٢٦٨٥ «نحوه».

١٠

٢٢ / ٧ ـ الزمخشري في (ربيع الأبرار) : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضل العالم على العباد كفضلي على أدناكم رجلا».

٢٣ / ٨ ـ وأيضا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بين العالم والعابد مائة درجة ، بين كل درجتين (١) حضر الفرس (٢) المضمر سبعين عاما».

٢٤ / ٩ ـ وأيضا عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أخلصوا (١) أعمالكم وأعزوا الإسلام».

قالوا : يا رسول الله ، وكيف نعز الإسلام؟

قال : «بالحضور عند العلماء لتعلم العلم بالرد على أهل الأهواء ، فإن من رد عليهم وأراد به وجه الله (٢) ، فله عبادة الثقلين : الجن والإنس ، ومن رد عليهم وأراد به وجه الله ، فله عبادة أهل مكة منذ خلقت».

فقيل : يا رسول الله ، فالمرائي يؤجر بعلمه؟

قال : «إن الله قضى على نفسه أن من أعز الإسلام وأراد به وجه الله ، فله عبادة أهل مكة منذ خلقت (٣) ، ولو لم يرد فقد حرم النار على وجهه».

٢٥ / ١٠ ـ الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتاب (الاختصاص) : عن محمد بن الحسن بن أحمد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أن الأنبياء (١) لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا.

فانظروا علمكم عمن تأخذونه ، فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين».

٢٦ / ١١ ـ وعنه أيضا يرفعه إلى أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، قال : «والله ما برأ الله من برية أفضل من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومني ومن أهل بيتي ،

__________________

٧ ـ ربيع الأبرار ٣ : ١٩٦.

٨ ـ ربيع الأبرار ٣ : ١٩٦.

(١) في «س» و «ط» : درجة.

(٢) الحضر بالضمّ : العدو من قولهم أحضر الفرس ، إذا عدا. «مجمع البحرين ـ حضر ـ ٣ : ٢٧٣».

٩ ـ ربيع الأبرار ٣ : ٢٢٥.

(١) في المصدر زيادة : الله.

(٢) (فله عبادة الثقلين ... الله) ليس في المصدر.

(٣) (فله عبادة ... خلفت) ليس في المصدر.

١٠ ـ الاختصاص : ٢٣٤.

(١) في المصدر : العلماء.

١١ ـ الاختصاص : ٢٣٤.

١١

وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شيعتنا».

٢٧ / ١٢ ـ وعن مولانا الإمام أبي محمد العسكري عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث سجود الملائكة لآدم عليه‌السلام ـ قال : «لم يكن سجودهم لآدم عليه‌السلام إنما كان آدم عليه‌السلام قبلة لهم يسجدون نحوه الله عز وجل ، وكان بذلك معظما مبجلا ، ولا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون الله ، ويخضع له كخضوعه لله ، ويعظمه بالسجود (١) له كتعظيمه لله.

ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم (٢) وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومحض وداد (٣) خير خلق الله علي عليه‌السلام بعد محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واحتمل المكاره والبلايا في التصريح بإظهار حقوق الله ، ولم ينكر علي عليه‌السلام حقا أرقبه (٤) عليه قد كان جهله أو أغفله».

٢٨ / ١٣ ـ محمد بن علي بن بابويه في (أماليه) ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أبي (١) القاسم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمر العدني بمكة ، عن أبي العباس ، عن (٢) حمزة ، عن أحمد بن سوار ، عن عبدالله (٣) بن عاصم ، عن سلمة بن وردان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة وعليها علم ، تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب فيها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات.

وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عز وجل : جلست إلى حبيبي ـ وعزتي وجلالي ـ لأسكنتك الجنة معه ولا أبالي».

٢٩ / ١٤ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن مسافر

__________________

١٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ٣٨٥.

(١) في «س» و «ط» : ويعظم السجود.

(٢) في المصدر زيادة : عليّ.

(٣) محضته المودّة : أخلصتها له. «مجمع البحرين ـ محض ـ ٤ : ٢٢٩».

(٤) رقبت الشيء أرقبه ، إذا رصدته. «الصحاح ـ رقب ـ ١ : ١٣٧».

١٣ ـ أمالي الصدوق : ٤٠ / ٣.

(١) في «س» : عن ، والصحيح انّه عليّ بن محمّد بن أبي القاسم ، المعروف أبوه بما جيلويه. راجع جامع الرواة ١ : ٥٥٢ ، ٥٦٩ ، ٢ : ٥٦ ، معجم رجال الحديث ١١ : ٢٤١ و ١٤ : ٢٩٦.

(٢) في المصدر : بن ، ولكن لم نجد له ذكرا في المصدر المتوفّرة لدينا.

(٣) في «س» و «ط» : عبيد الله ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تقريب التّهذيب ١ : ٤٢٤ / ٣٩٥ ، الجرح والتعديل ٥ : ١٣٤ / ٦٢٢.

١٤ ـ الأمالي ٢ : ٢٣١.

١٢

الهزلي بتنيس ، (١) [قال : حدثنا أبي] ، قال : حدثنا محمد بن يعلى ، (٢) عن أبي نعيم عمر بن صبح (٣) الهروي ، عن مقاتل بن حيان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة (٤) ، عن علي عليه‌السلام ، وعبدالله بن مسعود ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «من خرج يطلب بابا من علم ليرد به باطلا إلى حق أو ضلالة إلى هدى ، كان عمله ذلك كعبادة متعبد أربعين عاما».

٣٠ / ١٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ـ أبو القاسم الموسوي ـ في منزله بمكة ، قال : حدثني عبيد الله بن أحمد (١) بن نهيك الكوفي بمكة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الأشعري القمي ، قال : حدثني عبدالله بن ميمون القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي (صلوات الله عليهم) ، قال : «جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ، ما حق العلم؟ قال : الإنصات له.

قال : ثم مه؟ قال : الاستماع له.

قال : ثم مه؟ قال : الحفظ له.

قال : ثم مه ، يا نبي الله؟ قال : العمل به.

قال : ثم مه؟ قال : ثم نشره».

__________________

(١) تنّيس : بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة والسين مهملة : جزيرة في بحر مصر قريبة من البرّ ما بين الفّر ما ودمياط. «معجم البلدان ٢ : ٥١».

(٢) في «س» و «ط» : محمّد بن معلّى ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٩ : ٥٣٣.

(٣) في «س» و «ط» والمصدر : صبيح ، والصواب ما أثبتناه. راجع تهذيب ٧ : ٤٦٣ ، تقريب التهذيب ٢ : ٥٨.

(٤) في «س» و «ط» : سمرة ، وفي المصدر : سيرة ، والصواب ما أثبتناه. راجع تهذيب التّهذيب ١٠ : ٤٢٣ ، تقريب التهذيب ٢ : ٢٦٨ / ٥١.

١٥ ـ الأمالي ٢ : ٢١٥ ، الكافي ١ : ٣٨ / ٤ ، الخصال : ٢٨٧ / ٤٣.

(١) في «س» و «ط» : محمّد ، والصواب من المصدر. راجع معجم رجال الحديث ١١ : ٦٥ ، جامع الرواة ١ : ٥٢٧.

١٣

٢ ـ باب في فضل القرآن

٣١ / ١ ـ الشيخ في (أماليه) : بإسناده عن محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبدالله بن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن عقبة ابن عامر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يعذب الله قلبا وعى القرآن».

٣٢ / ٢ ـ وعنه ، عن الحفار ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله الوراق ـ المعروف بابن السماك ـ قال : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبدالله الرقاشي ، قال : حدثني أبي ، ومعلى بن أسد ، قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي عليه‌السلام : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : خياركم من تعلم القرآن وعلمه».

وعنه ، بإسناد آخر ، مثله. (١)

٣٣ / ٣ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعلي بن عبدالله الوراق (رضي الله عنهم) ، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدثنا سليمان بن حكيم ، عن ثور بن يزيد ، (١) عن مكحول ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوليس كتاب ربي أفضل الأشياء بعد الله عز وجل؟ والذي بعثني بالحق نبيا لئن لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبدا. فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة».

٣٤ / ٤ ـ جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن

__________________

١ ـ الأمالي ١ : ٥.

٢ ـ الأمالي ٢ : ٣٦٧ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٣٧ ، سنن الترمذي ٥ : ١٧٤ / ٢٩٠٨.

(١) الأمالي ١ : ٣٦٧.

٣ ـ الخصال : ٥٧٩ / ١.

(١) في «س» و «ط» : عمرو بن يزيد ، والصواب ما أثبتناه من المصدر. راجع تهذيب التّهذيب ٧ : ٣٣ / ٥٧.

٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢ / ١.

١٤

آبائه عليهم‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيها الناس ، إنكم في زمان هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر ، يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز».

فقام المقداد ، فقال : يا رسول الله ، ما دار الهدنة؟

قال : «دار بلاء وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنه شافع مشفع ، وماحل (١) مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.

وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، له ظهر وبطن ؛ فظاهره حكمة وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له تخوم (٢) وعلى تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنازل الحكمة ، ودليل على المعروف لمن عرفه».

٣٥ / ٥ ـ عن يوسف بن عبد الرحمن ، رفعه إلى الحارث الأعور ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نشد (١) به ديننا ، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ، لا ندري ما هي؟! قال : «أو قد فعلوها؟!».

قال : قلت : نعم.

قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ، ستكون في أمتك فتنة.

قلت : فما المخرج منها؟

فقال : كتاب الله ، فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، لا تزيغه الأهواء (٢) ، ولا تلبس به الألسنة ، ولا يخلق على الرد (٣) ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء.

هو الذي لم تكنه الجن إذ سمعته أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) (٤) من قال به

__________________

(١) المحل : المكر والكيد. يقال : محل به ، إذا سعى به إلى السلطان ، فهو ما حل. «الصحاح ـ محل ـ ٥ : ١٨١٧».

قال الرازي جعله يمحل بصاحبه إذا لم يتّبع ما فيه ، أي يسعى به إلى الله تعالى. وقيل : معناه وخصم مجادل مصدّق. «مختار الصحاح ـ محل ـ ٦١٦».

(٢) التّخم : منتهى كلّ قرية أو أرض ، يقال : فلان على تخم من الأرض ، والجمع تخوم ، مثل : فلس وفلوس. «الصحاح ـ تخم ـ ٥ : ١٨٧٧».

٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٣ / ٢.

(١) في المصدر : نسدّ.

(٢) في «ط» : الأهوية ، جمع هواء : وهو ما بين السّماء والأرض ، والهوى : هوى النفس والجمع الأهواء. «الصحاح ـ هوا ـ ٦ : ٢٥٣٧».

(٣) في «ط» نسخة بدل : عن كثرة الردّ.

(٤) الجنّ ٧٢ : ١ و ٢.

١٥

صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد». (٥)

٣٦ / ٦ ـ وعنه : عن أبي عبدالله مولى بني هاشم ، عن أبي سخيلة ، قال : حججت أنا وسلمان من الكوفة فمررت بأبي ذر ، فقال : انظروا إذا كانت بعدي فتنة ـ وهي كائنة ـ فعليكم بخصلتين : بكتاب الله ، وبعلي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي : «هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة. وهو الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين».

وعن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة ، فكان فيما قال لهم» الحديث. (١)

٣٧ / ٧ ـ وعن داود بن فرقد ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : «عليكم بالقرآن ، فما وجدتم آية نجابها من كان قبلكم فاعملوا به ، وما وجدتموه مما هلك من كان قبلكم فاجتنبوه».

٣٨ / ٨ ـ وعن الحسن بن موسى الخشاب رفعه ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «لا يرفع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر أبدا ، ولا إلى آل عمر ، ولا إلى آل بني أمية ، ولا في ولد طلحة والزبير أبدا ، وذلك أنهم بتروا القرآن ، وأبطلوا السنن ، وعطلوا الأحكام.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحزان ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم. فهذه صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للقرآن ، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار».

٣٩ / ٩ ـ وعن فضيل بن يسار ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن القرآن ، فقال لي : «هو كلام الله».

٤٠ / ١٠ ـ وعن الحسن بن علي عليه‌السلام ، قال : «قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن أمتك ستفتتن ، فسئل : ما المخرج من ذلك؟ فقال : كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (١) من ابتغى العلم في غيره أضله الله ، ومن ولي هذا الأمر من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، وهو الذكر الحكيم ، والنور المبين ، والصراط المستقيم.

فيه خبر ما كان (٢) قبلكم ، ونبأ ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وهو الذي سمعته الجن

__________________

(٥) فصّلت ٤١ : ٤٢.

٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤ / ٤.

(١) تفسير العيّاشي ١ : ٥ / ٥.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٥ / ٦.

٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٥ / ٧ و ٨.

٩ ـ تفسير العيّاشي ١ لا ٦ / ١٠.

١٠ ـ تفسير العيّاشي ١ لا ٦ / ١١.

(١) تضمين من سورة فصّلت ٤١ : ٤٢.

(٢) (كان) ليس في في المصدر.

١٦

فلم تناها أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) (٣) لا يخلق على طول الرد ، ولا تنقضي عبره ، ولا تفنى عجائبه».

٤١ / ١١ ـ وعن محمد بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «إن الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين ، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ، ثم جعلهم أثلاثا ، فجعل خيرته في إحدى الأثلاث.

ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ، ثم اختار من عبد مناف هاشما ، ثم اختار من هاشم عبدالمطلب ، ثم اختار من عبدالمطلب عبدالله ، واختار من عبدالله محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان أطيب الناس ولادة وأطهرها ، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا ، وأنزل عليه الكتاب فليس من شيء إلا في الكتاب تبيانه».

٤٢ / ١٢ ـ وعن عمرو بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه ، وبينه لرسوله ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا».

٤٣ / ١٣ ـ وعن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن القرآن ، فقال لي : «لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق».

٤٤ / ١٤ ـ وعن زرارة ، قال : سألته عن القرآن ، أخالق هو؟ قال : «لا».

قلت : أمخلوق؟ قال : «لا ، ولكنه كلام الخالق» يعني أنه كلام الخالق بالفعل.

٤٥ / ١٥ ـ عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام ، قال : «خطبنا أمير المؤمنين عليه‌السلام خطبة ، فقال فيها : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب فصله وحكمه (١) وأعزه وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده بسلطانه ، وكلأه من أن يبتره هوى (٢) أو تميل به شهوة ، أو يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، (٣) ولا يخلقه طول الرد ، ولا تفنى عجائبه.

من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن خاصم به فلج ، (٤) ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي إلى صراط

__________________

(١) الجنّ ٧٢ : ١ و ٢.

١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٢.

١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٣.

١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٤.

١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧ / ١٥.

١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧ / ١٦.

(١) في المصدر : وأحكمه.

(٢) في المصدر : وكلأه من لم يتنزه هوى. كلأه يكلوه ـ مهموز بفتحتين ـ : حفظه. «مجمع البحرين ـ كلأ ـ ١ : ٣٦٠».

(٣) تضمين من سورة فصّلّت ٤١ : ٤٢.

(٤) الفلج : الظفر والفوز. «الصحاح ـ فلج ـ ١ : ٣٣٥» ، وفي المصدر : (فلح) وكلاهما بمعنى.

١٧

مستقيم ، [فيه] نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخيرة معادكم.

أنزله بعلمه ، وأشهد الملائكة بتصديقه ، قال الله جل وجهه : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٥) فجعله الله نورا يهدي للتي هي أقوم.

وقال : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (٦) وقال : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) (٧) وقال : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٨) ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين ، وقال : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) (٩) فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة.

فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن فيه السنن ، وضرب فيه الأمثال ، وشرع فيه الدين ، إعذارا من نفسه ، وحجة على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم». (١٠)

٤٦ / ١٦ ـ عن ياسر الخادم ، عن الرضا عليه‌السلام أنه سئل عن القرآن ، فقال : «لعن الله المرجئة ، ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به ، وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص».

٤٧ / ١٧ ـ عن سماعة ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «إن الله أنزل عليكم كتابه ، وهو الصادق البر ، فيه خبركم ، وخبر من قبلكم ، وخبر من بعدكم ، وخبر السماء والأرض ، ولو أتاكم من يخبركم (١) عن ذلك لتعجبتم من ذلك».

٤٨ / ١٨ ـ سعد بن عبدالله في (بصائر الدرجات) : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن داود بن فرقد ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «لا تقولوا في كل آية : هذا رجل وهذا رجل ؛ من القرآن حلال ، ومنه حرام ، ومنه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم ، وهكذا هو».

٤٩ / ١٩ ـ الزمخشري في (ربيع الأبرار) : عن علي عليه‌السلام : «القرآن فيه خبر من قبلكم ، ونبأ من بعدكم ، وحكم ما بينكم».

__________________

(٥) النّساء ٤ : ١٦٦.

(٦) القيامة ٧٥ : ١٨.

(٧) الأعراف ٧ : ٣.

(٨) هود ١١ : ١١٢.

(٩) طه ٢٠ : ١٢٣.

(١٠) تضمين من سورة الأنفال ٨ : ٤٢.

١٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ١٧.

١٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ١٨.

(١) في «س» و «ط» : غيركم ، والظاهر أنه تصحيف.

١٨ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٧٨.

١٩ ـ ربيع الأبرار ٢ : ٧٦.

١٨

٥٠ / ٢٠ ـ وعن علي عليه‌السلام : «وعليك بكتاب الله ، فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، [والرأي النافع] ، والعصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقام (١) ولا يزيع فيستعتب ، (٢) ولا يخلقه (٣) كثرة الرد وولوج السمع ، من قال به صدق ، ومن عمل به سبق».

٥١ / ٢١ ـ وعنه عليه‌السلام : «القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلا به».

٥٢ / ٢٢ ـ وعن أنس ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا بني ، لا تغفل عن قراءة القرآن ـ إذا أصبحت ، وإذا أمسيت ـ فإن القرآن يحيى القلب الميت ، وينهى عن الفحشاء والمنكر».

٥٣ / ٢٣ ـ الشيخ في (التهذيب) : بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن علي ، [عن محمد بن يحيى] (١) ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : «ثلاث يذهبن بالبلغم ، ويزدن في الحفظ : السواك ، والصوم ، وقراءة القرآن».

__________________

٢٠ ـ ربيع الأبرار ٢ : ٨٠.

(١) في «ط» : فيقوّم.

(٢) الإستيعاب : طلبك إلى المسيء الرجوع عن إساءته. «لسان العرب ـ عتب ـ ١ : ٥٧٧».

(٣) خلق الثوب : إذا بلي فهو خلق بفتحتين. «مجمع البحرين ـ خلق ـ ٥ : ١٥٨».

٢١ ـ ربيع الأبرار ٢ : ٨٠.

٢٢ ـ ربيع الأبرار ٢ : ٧٨.

٢٣ ـ التّهذيب ٤ : ١٩١ / ٥٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر. راجع رجال الطوسي : ٤٨٨ / ٤ ، جامع الرواة : ٦٥٨.

١٩

٣ ـ باب في الثقلين

٥٤ / ١ ـ سعد بن عبدالله : عن القاسم بن محمد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، ـ المعروف بالشاذكوني ـ عن يحيى بن آدم ، عن شريك بن عبدالله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس بمنى ، فقال : أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ثم قال : أيها الناس ، إني تارك فيكم حرمات ثلاثا : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام».

ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : «أما الكتاب فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا ، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودائع الله نبذوا ، ومنها فقد تبرءوا». (١)

٥٥ / ٢ ـ محمد بن علي بن بابويه ، في كتاب (النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام : بإسناده ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يا أيها الناس ، إني فرط (١) لكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، حوضا عرضه ما بين صنعاء وبصرى (٢) ، فيه قدحان عدد النجوم من فضة ، وإني سائلكم ـ حين تردون علي الحوض ـ عن الثقلين ؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما. السبب الأكبر كتاب الله ـ طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ـ فاستمسكوا به ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه نبأني العليم (٣) الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

فقلت : يا رسول الله ، من عترتك؟

فقال : «أهل بيتي ، من ولد علي وفاطمة ، وتسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار ، هم عترتي من لحمي

__________________

١ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٩٠.

(١) في «س» و «ط» : نبزوا. والظاهر أنّه تصحيف.

٢ ـ كفاية الأثر : ٩١.

(١) فرطت القوم أفرطهم فرطا ، أي سبقتهم إلى الماء ، والفرط ـ بالتحريك ـ : الذي يتقدّم الواردة. «الصحاح ـ فرط ـ ٣ : ١١٤٨».

(٢) بصرى ـ بالضم والقصر ـ تطلق على موضعين : أحدهما بالشّام من أعمال دمشق ، وهي قصبة كورة حوران ، مشهورة عند العرب قديما وحديثا ، وبصرى أيضا : من قرى بغداد قرب عكبراء. «معجم البلدان ١ : ٤٤١». وفي المصدر : إلى بصرى.

(٣) في المصدر : اللطيف.

٢٠